Kong: Skull Island
كونغ: جزيرة الجمجمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: مهند النابلسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإعادة الرابعة لحكاية ذلك القرد العملاق مع إختلافات
• إخراج: جوردان ڤوت- روبرتس
• مغامرات [إعادة صنع] | الولايات المتحدة- 2017
• تقييم : ★★★★★
تحديث جذاب لقصة «كينغ كونغ» الأصلية (1933)، يحتوي على مناظر آخاذة مبهجة بصريا ومن زوايا تصوير مصممة باتقان ومدهشة، مع سرد وترفيه سينمائي، في قصة سريعة الخطى وتقديم رائع لجميع العناصر الفيلمية من تمثيل مقنع وتصوير مبهر ومؤثرات قل نظيرها، وقد تأثر المخرج بأفلام شهيرة وضمن فيلمه مشاهد منها مثل: «القيامة الآن» و«بلاتون» (مشهد غروب الشمس البرتقالي وانطلاقة طائرات الهليوكوبتر القتالية في سماء الجزيرة والتي تذكرنا بمشاهد لا تنسى من تحفة كوبولا الفيتنامية الخالدة) كما يبدو أنه اقتبس اسلوب سبيلبيرغ السينمائي الخاص.
يستهل الفيلم في العام 1944 وأثناء احتدام معارك الحرب العالمية الثانية، حيث تسقط طائرتان أمريكية ويابانية فوق هذه الجزيرة النائية في المحيط الهادي، ويتعارك الطياران بالأيدي والسلاح الأبيض، قبل ان يقطع وحش مرعب زخم القتال الضاري بينهما، فيلوذان هرباً. ثم ننتقل إلى العام 1973 حيث يتم تعاقد الكابتن السابق جيمس كونراد (توم هيدليستون) من قبل وكيل الحكومة الأمريكي بيل راندا (جون غودمان)، يتم تحضير سرب من طائرات الهليوكوبتر القتالية بقيادة الليوتنانت المخضرم بريستون باركارد (صموئيل جاكسون)...ثم يبدأ باركارد باسقاط المتفجرات الخاصة باحداث اهتزازات للتأكد من تجوف الأرض، وفجأة تتعرض الطائرات لهجوم ساحق من قبل قرد خرافي كبير. إذ يباشر أعضاء الفريق دفن فتلاهم والبحث عن المفقودين ومن ضمنهم جاك شابمان (توبي كيبيل) الميجور في الجيش الأمريكي ومساعد باكارد، ثم يكشف النقاب فجاة عن الطيار الأمريكي المفقود هانك (جون س. رايلي) الذي تحطمت طائرته في العام 1944 مع الطيار الياباني، والذي قضى أكثر من 28 عاما في الجزيرة النائية وتصادق مع القبيلة المحلية التي لا يتكلم أفرادها بل يكتفون بالبحلقة والتهديف بالرماح، وقد أظهرهم الشريط كالعادة كأشخاص متبلدي الحس وقليلي الذكاء.
يحذر هانك، الذي يبدو كما لو أنه تزوج فتاة من القبيلة وانجب ابناً، الفريق من وحوش كاسرة تعيش تحت الأرض ويمكن أن تظهر اذا ما تم القضاء على كونغ، ويبدأ العراك فيتصارع كونغ مع اخطبوط كبير هائل وينتصر عليه ويفترس جزءا منه، ثم يواجهون في طريقهم حشرات هائلة وجاموسة ضخمة وقد حشرت تحت هليوكوبتر محطمة، فيقوم كونغ برفع الطائرة وانقاذها بعد ان تعجز المصورة الفوتوغرافية ماسون (بري لارسن) عن انقاذها، ثم يُـهاجمون جميعا من قبل مخلوقات زاحفة مجنحة شرسة مما أسفر عن مقتل بعضهم.
يعاني كونغ من جروح خطيرة اثر تعاركه الوحشي مع عظاية هائلة جامحة، فتصر ماسون على العودة لانقاذ كونغ، والذي يبدو أنه وقع بحبها او اعجب بها، ويضمها بحنان داخل يده الهائلة ويواصل اقتتاله الدامي مع العظاية الديناصورية الفتاكة، ويبقى محافظا على سلامتها وهي بحالة اغماء...ويرفض باكارد بصلف الاستسلام لهيمنة كونغ، وتغلب عليه شهوته للانتقام، ويأمر بتفجير المكان، ونراهم يهرولون سريعا نحوالشاطىء، فيما يعود كونغ لانقاذهم، ويقتل الزاحفة المتوحشة اخيرا ممزقا احشاءها بفمه، سامحا لهم بالهروب وكأنه يتواصل معهم معبرا بنظراته التي تشي ربما بروح واعية!
يلقي الفيلم أضواء على تداعيات حرب فيتنام الخائبة، ونرى بريستون باكارد وهو يحاول اثبات شيء لنفسه وبأن كل الأرواح التي فقدت لم تكن عبثا، ونراه يكاد يتعرض لنوبة جنون في آخر الشريط في مواجهته النارية الشرسة مع القرد العملاق، حيث يضع نفسه ندا لكونغ، وقد تبلد حسه وتغلبت عليه هواجس التدمير الذاتي...كذلك يبدع رايلي بدوره المعقد وباظهاره لغرابة الأطوار وحس الهزل والسخرية المبطنة (يفهم الحرب الباردة على أنها الحرب التي تحدث في الشتاء)! اما هيدليستون فيظهر عمقا ومنطقا قياديا وحسا بالسببية والمغزى، وكل هذه الشخصيات انقذت الفيلم من السطحية التي كاد أن يهبط اليها، وأعطته بعدا مجازيا لدراما انسانية وخيارات مصيرية...والشيء الفريد اللافت في هذا الفيلم أنه بالرغم من الكم الكبير من المعارك النارية والتفجيرات والمشاجرات الوحشية الضارية، فهو يلفت الانتباه ويشد الأنظار وينال الاعجاب والاندهاش، ولكنه غير مخيف ولا مثير بل يقودك كمشاهد لنوع فريد من التسلية الغريبة الخالصة...وكما قلت تحدث مواجهة فريدة بين القرد العملاق والكولونيل باكارد في النهاية، وتلتقي نظراتهما وجها لوجه التي تشي بالتحدي والتكافؤ والوعي والمغزى، وربما قصد المخرج هنا توجيهنا لتفسير هذا المجاز!
Kong: Skull Island
______________________________________________
©
كل الحقوق محفوظة للمؤلف بحكم قانون الملكية البريطانية
2007-2017
All rights are reserved by Mohammed Rouda
______________________________________________
0 comments:
Post a Comment