The Belko Experiment | محمد رُضا


The Belko Experiment
تجربة بيلكو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: محمد رُضـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمانون أميركيا يتحولون لفئران تجارب داخل جدران المؤسسة

إخراج كريغ ماكلين
تشويق  | الولايات المتحدة- 2017
•  تقييم : ★★★★★

يضع سيناريو جيمس غن النظرية العلمية التي تتحدث عن أن البقاء للأقوى على المحك. يتعامل، غالباً من دون أن يدري، مع نظرية سيغموند فرويد التي تقول أن الصراع للبقاء (Survival) هو الذي يحرك كل كائن حي، حشرة كان أم رجلاً أو حتى هذا الفيلم.
«تجربة بالكو» يسعى للبقاء حيّـاً عبر حشد المواقف التي تصوّر الذعر الكامن في النفوس عندما تكتشف أن عليها أن تقتِـل أو تُـقتَـل. هذا هو الخيط الذي تتدلى منه حكاية هذا الفيلم التي تتحوّل إلى لعبة تشويقية مصطنعة من دون أن تكون فاشلة.
هناك ثمانون أميركياً انتقلوا للعمل في مؤسسة تقبع في مدينة بوغوتا، كولمبيا. يبدأ الفيلم بوصولهم بسياراتهم إلى ذلك المبنى المبتعد عن اي جوار والمحصّـن بأسلاك شائكة وفرقة أمن مسلحة. يدخلون المكاتب يبدأون ثرثرة الصباح ويستعدون للعمل. فجأة يأتيهم صوت من مكبرات مخفية بأن عليهم البدء بقتل بعضهم بعضاً تبعاً لخطة لا يتم لكشف عنها. سريعاً ما يتحوّل المبنى إلى سجن من غير الممكن الخروج منه ويدب الذعر وتبدأ التصفيات. ميتش (جون كالاغر) يقود فريقاً من الساعين لعدم الإستجابة لطلب القتل وباري (توني بولدوين) يقود فريقاً من الذين سيتبنون خطة تصفية الآخرين سعياً للبقاء كما وعد الصوت الغامض. 


الفوضى تسود ولا يمكن الا وملاحظة أن الفيلم- بصرياً- يسيطر على فوضاه ويقدم العمل الذي ينتظره هواة النوع: عنف وقتل ودم وجنون موزع بين الرغبة في حماية النفس سلباً (بعدم الإستجابة لفعل القتل) أو إيجاباً (بقتل الآخرين) والمنهج الثاني هو الذي ينتصر ولغاية تتبدّى في نهاية الفيلم اللاهث وراء التأثير المباشر.
لكن هذه السيطرة على الفيلم على نحو سردي وبصري لا يخفي أن السيناريو مليء بالثقوب لدرجة أنك قد تستخدمه كمنخال. أن يتجاوز المخرج هذه الثقوب (بما فيها أنه تم زرع متفجرات في رؤوس جميع الموظفين من دون علمهم) بفرض عناصر التشويق حول من سيكون الضحية المقبلة وكيف. لكنه في النهاية عمل غير مقنع ويطفو قليلاً فوق سطح محاولته قبل أن يغرق في فوضاه تلك.
في وضع كهذا، لا يمكن سبر غور أي عمق للشخصيات المتداولة. سريعاً ما يتم التخلص من غالبيتها، لكن تلك الأمامية (التي يؤديها كالاغر وغولدوين وأدريا أريونا وجون س. ماكينغلي وآخرون قلة) تمثل ما تمثله جيداً على الرغم من أن أي منها لا يملك شخصية مكتوبة لديها أي عمق. وإذ تقع الأحداث في كولمبيا اللاتينية (حيث "تسود الجريمة"، كما تقول إحدى الشخصيات، فإن المشاهد متروك أمام مفاد أن القتل قد لا يعرف هوية.

 ______________________________________________
©
كل الحقوق محفوظة للمؤلف بحكم قانون الملكية البريطانية
2007-2017
All rights are reserved by Mohammed Rouda
______________________________________________


0 comments: