The Fate of the Furious | محمد رُضــا


The Fate of the Furious
قدر الغاضبين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: محمد رُضـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 إنقسام يصيب المجموعة بعد انحياز رئيسها للشر 

إخراج ف. غاري غراي
أكشن | الجزء 8 من السلسلة | الولايات المتحدة- 2017
•  تقييم : ★★★★★

هناك بدانة (Fat) وليس قدرا (Fate) في هذا الجزء الثامن من المسلسل الذي قام يوماً ما على عصبة صغيرة من هواة رياضة سباق السيارات غير المرخصة قبل أن يتحوّل إلى مطاردات بين السيارات الطائرة. هذه البدانة بدأت عندما أخذت السلسلة تجذب إليها ممثلين جدداً وذلك من الجزء الخامس من السلسلة سنة 2011
في البداية انضم دواين جونسون وذلك قبل رحيل الممثل بول ووكر قبل عامين. ثم، انضم كيرت راسل وتبعه جاسون ستاثام والآن تشارليز ثيرون. وهؤلاء جميعاً، بالإضافة إلى الفريق الدائم الذي يضم أيضاً ڤـِن ديزل وميشيل رودريغيز وتايريس غيبسون وكريس بردجز وهيلين ميرين يشبه مثل الأكل الزائد عن الحاجة الذي يتسبب في السمنة المفرطة.
هؤلاء جميعاً يعملون، إفتراضاً، كفريق كامل تلجأ إليه السلطات التي تريد أن تبقى في الخلفية لتطلب منه خدمات بسيطة مثل القضاء على أخطر عصابة إرهابية أو إنقاذ العالم بأسره. من باب التغيير الذي لابد منه، يطلق هذا الفيلم نفيراً داخلياً: الفريق المؤلف من عدة أبطال وسياراتهم العجائبية، يتعرض للإنقسام عندما يقرر رئيسه دوم (ديزل) الإنتقال إلى معسكر الأشرار. هذا المعسكر، في هذا الفيلم، تحت قبضة إمرأة أسمها سيفر (كله ماشي) تقوم بها تشارليز ثيرون التي تهوي تقويض العالم بأسره عن طريق التجسس الإلكتروني.


الإنقسامات داخل الصف الواحد أمر متكرر بين هذه الأفلام في الآونة الأخيرة. في العام الماضي تصدّى سوبرمان لباتمان وانقسمت شخصيات «كابتن أميركا: حرب أهلية » بين فريق يريد التوقف عن ممارسة المهام بطلب من "الأمم المتحدة" (ما غيرها) وبين آخر يرفض ذلك الطلب. وفي كل الحالات، وفي هذا الفيلم الجديد أيضاً، يلتئم الجرح حالما يقرر الفيلم أن الإنقسام هو حالة عارضة لابد أن تنتهي حتى لا يخرج أحداً بسواد الوجه.
أين ذهبت الكتابات الذكية التي كانت تستطيع جذب الإهتمام لما بعد اللفتة الخاصّـة للممثل (فن ديزل يرفع حاجباً وينظر إلى كل شيء كما لو كان ميكروباً) وما بعد الحوار المؤلف من نصف سطر يُـراد به تسجيل وتلخيص موقف كامل. لا يمكن البحث عنه في معظم ما يهطل علينا من أفلام وخصوصاً في هذا الفيلم المنتفخ بأحداث إذا ما نزعت قشورها (التي هي عبارة عن نتيجة الخلاف والشقاق بين أفراد الفريق) كشفت عن حبكة صغيرة لا قيمة درامية لها.
لم يكن مضى أكثر من سبع دقائق من الفيلم حتى يبدأ العد التنازلي لتلك العبارات الواعدة. تقول تشارليز ثيرون بكل ثقة: It's Goona be a Bomb وبعد قليل يجمع دواين كل ثقته ويقول: "لقد تغيرت قوانين اللعبة" ولاحقاً لكل شخصية عبارتها التي لا تزيد عن خمس كلمات يقصد بها أن تلهب حماس المشاهدين بالتصفيق. خلال ذلك، لا يفوت المخرج ف. غاري غراي (وهو أفضل من كل هذه الخزعبلات) تزويد الفيلم بكل ما يتطلبه السوق من استعراض مدمر بما في ذلك كرة حديدية ضخمة تتدلى- عملياً- من السماء وتضرب قافلة من سيارات الأبرياء فوق أحد الجسور. فعل عادي بصرف النظر عن حجمه يتكرر من دون التوقف عنده بسؤال. ما يكترث الفيلم له هو تنويع المناظر والمطاردات والمؤثرات. إنه من النوع الذي تضع المنطق في صندوق أمانات خارج الصالة قبل دخوله.


 ______________________________________________
©
كل الحقوق محفوظة للمؤلف بحكم قانون الملكية البريطانية
2007-2017
All rights are reserved by Mohammed Rouda
______________________________________________


0 comments: