شاشات "فيلم ريدر"
Split
إنقسام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: محمد رُضـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سينمائي يملك الأفكار… فقط!
• إخراج: م. نايت شيامالان
• رعب | الولايات المتحدة- 2017
• تقييم الناقد : ★★★★★
أولئك الذين توقعوا عودة حميدة لمخرج «الحاسة السادسة» و«غير قابل للكسر» إلى قواعده الأولى (بعد سلسلة من الأفلام المتعثرة بطموحات غير محققة) فرحوا بخروج «انقسام» والكثير ضمّـوه إلى صفوة أفلام شيامالان سريعاً.
يبدأ الفيلم بقيام رجل مصاب بحالة إنفصام هائلة (23 شخصية) باختطاف ثلاثة فتيات في سنوات الصبا الأولى وحبسهم في قعر مبنى لا يستطعن الخروج منه. هناك يبدأ ترويعه لهن. هو دنيس وهودويغ وكيفن و(حين ينتقل إلى شخصية إمرأة) باتريشيا وكل هذه الإنفصامات مجتمعة تحت شخصية باري (كما يؤديه وباقي الشخصيات جيمس مكافوي) الذي إذا ما نظرت إليه أدركت أنه شخص مضطرب لا يؤمن له.
إلى المختطفات تنضم، غصباً عنها، الطبيبة النفسية التي كانت تعالج باري (بَـتي بكلي). في مشهد تكتشف فيه المكان والفتيات المحجوزات والمعرّضات للإغتصاب والقتل، نجده يحيطها بذراعيه القويتين ويجبرها على طعن نفسها بسكين ثم يسحق ما تبقى من قوتها بالضغط عليها حتى تموت.
هذا مرعب بقدر ما هو مزعج وجديد بقدر ما هو مفتعل. لكن هذا هو حال الفيلم من بدايته وحتى نهايته التي تشمل مفاجأة كتلك المفاجآت التي اعتاد على تقديمها في اللقطة الأخيرة من أفلامه الأولى.
المشكلة مع م. نايت شيامالان هي التالية: هو سينمائي يملك أفكاراً صالحة للسينما وقدرات إخراج مستعارة من تجارب آخرين. عندما يطبق هذه القدرات على أفكاره تبقى تلك الأفكار أعلى مستوى مما ينفذ. هذا الفيلم مثلاً كان يستطيع أن يدهم ويخيف ويشوق وينطلق في أبعاد ذهنية مختلفة لولا أنه قليل الحيلة فنياً ما يجعله يعمد إلى المتوقع من كل مشهد على حدة.
صحيح أنه يختار من الزوايا واللقطات ما يحمل توتراً عالياً طوال الوقت، إلا أن هذه الميزة تنضوي تحت ثقل التكلّـف الممارس وتميد بالمشاهد صوب الإكتفاء بالنظر منتظراً ومتوقعاً وغالب ما ينتظره ويتوقعه سيحدث بعد توقعه مباشرة. إحدى الفتيات (أذكاهن وتؤديها آنيا تايلور جوي) تهرب من الحجرة في دهاليز المكان التي لا تؤدي إلا إلى دهاليز أخرى. في أعقابها ذلك المعتوه المعقد. تدخل خزنة تقع بين صفوف خزانات أخرى متشابهة، لكنه يكتشف وجودها من أول مرّة ويقبض عليها مجدداً كما نتوقع. وفي مثال آخر، نعلم أن الطبيبة ستلقي حتفها من قبل أن يقر المخرج بذلك. أيضاً سنعلم أن الفتاة الذكية تلك هي الوحيدة التي ستبقى على قيد الحياة وهو ما يحدث بعد ذلك.
من حيث أن الفيلم يتعامل مع رجل بـ 23 إنقساماً (نرى ثمانية مجسدة منها فقط) فإن لا فتحاً سينمائياً هنا، لا الفيلم عميق ولا الدلالات مهمّـة، بل يكتفي المخرج بتوفير عمل تشويقي من الدرجة الثانية وهي الدرجة التي توقف عندها منذ «الحاسة السادسة» سنة 1999. الأمر من حين لآخر يجبرنا على الضحك خصوصاً عندما يلخص القاتل مشكلته بالقول أن «الألم هو الطريق للنقاوة»!.
Ghost in the Shell
شبح في الصَـدفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: محمد رُضـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تختلف ماجور عن روبوكوب ولا روبوكوب عن «فرنكنستين».
• إخراج: روبرت ساندرز • Rupert Sanders
• أكشن [إقتباس عن أنيمَ ياباني] | الولايات المتحدة- 2017
• تقييم الناقد : ★★★★★
هناك أتباع مخلصون لسينما «الأنيمَ» (الرسوم المتحركة اليابانية المأخوذة عادة عن روايات «المانغا») تربصوا لهذا الفيلم منذ أن أعلن عن النية في إنتاجه. وهؤلاء سارعوا للتعبير عن إمتعاضهم مرّتين: الأولى بتعيين سكارلت جوهانسن بطلة للفيلم، والثانية عندما شاهدوا العمل وقارنوه بالتحفة الفنية التي حققها الياباني مامورو أوشي سنة 1995. ذاك كان من الرسوم وهذا من الأفلام الحيّـة.
بالنسبة للنقطة الأولى، كانت من بين المرشحات للبطولة الممثلة مارغوت روبي قبل أن يتم القرار على سكارلت جوهانسن، التي لعبت شخصيات مماثلة في سلسلتي «كابتن أميركا» و«المنتقمون» كما في فيلم «لوسي»: المرأة القوية ذات القدرات الخارقة. لكن للحقيقة، سواء ذهب الدور إلى روبي أو إلى سكارلت، أو إلى أي ممثلة أخرى، فإن الإستعانة بـ «نجمة» أمر ضروري طالما أن الأحداث أصبحت أميركية وطالما أن الإستعانة بممثلة يابانية مجهولة عالمياً ليس وارداً.
مرّة أخرى نحن في غضون المستقبل الذي باتت تلجأ إليه الأفلام على نحو محدود الفوارق بين الفيلم والآخر. لسنا أمام العالم كما تخيّـله فيلم Blade Runner الكلاسيكي (إخراج ريدلي سكوت، 1982) بل أمام معالم لمستقبل وضعه في الواقع وعلى الكومبيوتر أناس أقل قدرة على الإبداع من أولئك الذين صاغوا بعض أفلام الأمس. البطلة أسمها ماجور وهي لا تختلف كثيراً عن «روبوكوب» (المستند إلى الفكرة الواردة في رواية «فرانكنستاين») من حيث الجينيات: عقل بشري في رأس وجسد مصنوع للإستخدام حيث تدعو الحاجة لمنازلة الأشرار.
أحد هؤلاء الأشرار أسمه كَـتَر (بيتر فرديناندو) وهو إرهابي يحاول عبر الجريمة والقتل تحقيق سطوته فوق القانون. من سيواجهه؟ سوبرمان مشغول بزيارة للكوكب الذي جاء منه. باتمان نائم الآن ولا يمكن إزعاجه. سبايدر مان لا يزال يحاول حل معضلته العاطفية مع زميلته في الدراسة. فريق «المنتقمون» مشغولون بإنقاذ العالم من شرير آخر… لا يبقى سوى ماجور التي تفعل قليلاً من كل ما يفعله كل واحد من أولئك المذكورين فتطير وتتسلق وتقاتل وتقتل.
المقدّمة وما يليها هي أفضل ما في الفيلم. لاحقاً العمل ناشف لا دسم فيه. تنفيذ آلي على الرغم من حسن تنفيذ مشاهد القتال عموماً. لكن إذا ما كانت الشخصية الرئيسية تحتوي مخّـاً نجا من حادثة سيارة وتم تركيب جسد إمرأة عليه، فإن الفيلم يبدو في أحيان كثيرة بارداً كما لو أنه خرج من المشرحة للتو.
النصف الأول من الفيلم فيه الكثير من القتل: أناس آليون وآخرون مصنوعة في المختبرات يتقاتلون بعضهم بعضاً. تتمنى لو أتاح المخرج قليلاً من الدراما هنا ليبدو كل ذلك أكثر إفادة أو إثارة. لاحقاً يتزن الفيلم قليلاً لكنه يبقى خالياً من القيمة غير الصناعية.
المخرج الياباني تاكيشي كيتانو يمثل هنا دور رئيس شعبة البوليس، ولفترة، وغالباً بسبب ما يضفيه حضوره من قيمة معنوية ناتجة أساساً عن ملامحه القاسية، تتمنى لو أن الفيلم منحه دورا أكبر. لكن شئنا أم أبينا هذا الفيلم مصنوع لغاية تحقيق مسلسل منه إذا أمكن وجوهانسن هي الورقة الرابحة الوحيدة لهذه الغاية.
____________________________________________________________
©
كل الحقوق محفوظة للمؤلفين بحكم قانون الملكية البريطانية
All rights are reserved by Mohammed Rouda
____________________________________________________________