المنعطف لرفقي عساف | فيلموغرافيا كن لوتش | 10 أفلام من 1967



------------------------------------------------------------------------------------------
العدد 238 | السنة 8
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Screen  1
[أفلام عرض أول]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إخراج رفقي عساف 
فانتازيا  | الأردن، الإمارات، مصر (2016)  
★★★  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الفيلم الطويل الأول لمخرجه حكاية حول واقع محكي عنه بصمت بليغ   


«المنعطف» هو الفيلم الروائي الأول لرفقي عساف. مفاجأة رائعة كتبها المخرج نفسه وتستطيع أن تربطها بمسارات وذكريات خاصّـة به (في النهاية إهداء لأبيه الذي نرى بطله يتذكره في أكثر من مشهد) كما بملامح من الحياة العامّـة في رحى الحاضر القلق الذي تعيشه دول عربية. مثل الفيلم الجيد الآخر «آخر أيام المدينة» لتامر سعيد، فإن الشكوى الذاتية لبطله هي ذاتها لشركاء آخرين من أوطان أخرى. تجتمع تحت مظلة الهم الواحد والطموحات التي لا تتحقق.
يؤدي أشرف برهوم دور رجل منطو أسمه راضي يعيش في عربة فولسفاكن زرقاء مركونة  في خربة في مكان مقفر بين التلال. في الليل يقرأ على مصباح بطارية ثم ينام بلا غطاء. لكن المخرج شاء أن يبدأ فيلمه بلقطات لبحر وتلال بعيدة وشمس غاربة. تسجيل مبكر (وفي محله) لنبرة الفيلم التي ستكسوه من بدايته إلى نهايته. 
كذلك هناك لقطات ذكريات لصبي وأبيه (المشار إليها أعلاه) ثم تقاطع مع مشهد إمرأة تركب سيارة أجرة لإيصالها من عمّـان إلى دمشق حيث تعيش في مخيم اليرموك. تطلب من السائق تخفيف السرعة لكن هناك موّالاً في بال السائق والراكب الذي بجانبه. يحل الليل وتميل السيارة خارجة عن الطريق العام. ها هي تتوقف عند الخربة التي يعيش بينها راضي. يسمع صراخ المرأة. يرتبك لكنه يضيء أنوار السيارة ساطعة فيهرب الرجلين بعدما حاولا سرقتها والإعتداء عليها.
اللحظات التالية مهمّـة بالنسبة للتحول الذي يطرأ على حياة راضي. الفتاة، وأسمها ليلى (تقوم بها فاتنة ليلا بجدارة) تخبط على زجاج الڤان مستجدية بأن يفتح لها من في الداخل الباب خوفاً من عودة الشريرين. راضي لا يريد فتح الباب لأنه خائف بدوره من أي طارئ يغير نظام حياته الفردي. يفتح الباب غصباً كونه  بنى حياته على العزلة وعدم الإختلاط مع الآخرين. 
يوافق على إعادتها، في صبيحة اليوم التالي، إلى مدينة إربد (نفهم أنها انطلقت منها)  وهي سريعاً ما تثق به (والفيلم يبرر هذه الثقة جيداً). على الطريق يتوقفان لراكب ثالث  أسمه سامي (مازن معضم)، مخرج تلفزيوني غير معروف تعطلت سيارته المتوجه إلى المدينة ذاتها. ورحلة الطريق تستمر من هنا بكل ما يخالجها من أوضاع ثلاث شخصيات كلها تعاني من ماض بدأ قبلها وسقطت ضحيته: راضي الفلسطيني الذي لا يزال يحن إلى أبيه وليلى الفلسطينية أيضاً التي تعيش في مخيم اليرموك  في دمشق  وسامي الذي غادر لبنان خلال حرب 2006 وعوض تحقيق أفلام كما يريد تحوّل إلى مخرج تلفزيوني غير معروف. 
الثلاثة جيّـدون ضمن المتاح من عمق شخصيات. برهوم الباني حضوره على الصمت والممثلة فاطمة التي تلتقط بنظراتها التفاصيل غير المحكية التقاطاً جيداً. هناك أكثر من الماضي الشخصي في هذا الفيلم كما يكشف مشهد دخول شرطي على الخط وما يصمت الجميع عن الحديث عنه من إيحاءات الواقع. 
بحشرية يفرض الشرطي الذي التقطه راضي عن الطريق اضطراراً الصفة السلطوية. يبتسم وهو يسأل راضي وراكبيه التعريف كل عن نفسه. ويتوقف عند أسئلة استطلاعية تعوّد عليها في سلكه. يسأل عن العلاقة (غير القائمة) بين ليلى وسامي، ثم يحاول استكشاف تاريخ سامي الشخصي ("أين تعيش"، "في الضاحية"، "آه… حزب الله.. شيعي") وعندما يعلم أن ليلى تعرضت لمحاولة سرقة يصر على أن تفتح محضرا أول وصول المجموعة إلى مركز الشرطة (يختاره المخرج مبنى مخفياً وسط أشحار كما لو كان مكاناً سرياً).
يوفر المخرج مشاهد "فوروورد" استباقية ناجحة توقيتاً يستخدمها إستشرافاً لما سيقع في النهاية ولو أن الأحداث المؤدية إليها لا تحتاجها كتفعيل كون الفيلم غير مبني على التشويق. أسلوب المخرج هادئ والتصوير جيد لا يشوب لحظاته إلا موسيقى خالية من البحث قافزة منذ بدايتها إلى النتائج ومتكررة بالمنوال ذاته أكثر من مرّة.

إنتاج رولا ناصر ومحمد حفظي | سيناريو رفقي عسّـاف. تصوير بيوتر جاكسا | توليف: دعاء فاضل | موسيقا: سعاد ساهر بشناق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


Alice Through the Looking Glass | The Huntsman: Winter's War | X-Men: Apocalypse



------------------------------------------------------------------------------------------

"فيلم ريدر"
العدد 237 | السنة 8
------------------------------------------------------------------------------------------

THE HUNTSMAN: WINTER'S WAR
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  محمد رُضا  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: سيدريك نيكولاس- ترويان
فانتازيا  | الولايات المتحدة (2016)  
★★★★  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«ذ هانتمان: حرب الشتاء» كابوس هذا الصيف


|*| مع نهاية هذا الفيلم، «الصياد: حرب الشتاء» تتمنّـى أمراً واحداً: أن لا يتبعه ربيع أو صيف أو أي موسم آخر وبل أن يكون آخر الأحزان أيضاً.
هذا فعل من تلك التي يحتار صانعوه ماذا يفعلون بعد نجاح يصيب الجزء الأول: يكملون القصّـة، يعودون إلى أحداث قبلها أو يتفرّعون عنها. كريغ مازن وإيفان سيليوتوبولوس كتبا سيناريو يريد أن يلعب الأوراق الثلاث جميعاً: أن ينشق عن الأصل بتغييب شخصية «سنو وايت»، وأن يضعنا لحين في فترة ما قبل الحكاية السابقة «سنو وايت والصياد» (2012) ثم الإيحاء بأن الأحداث تنتقل بموازاة السابقة ثم تتجاوزها أيضاً.
هذا يحتاج إلى براعة ليست في مقدور الكاتبين ولا في مقدور المخرج ترويان القادم من خلفية أشغال يدوية مختلفة طوال السنوات العشر الماضية. هو يحاول تنفيذ مشاهد القتال والمعارك جيّـداً لكن نجاحه محدود وغير متميّـز. الواقعة الكبرى، أن المشاهد الدرامية التي هي ما على أي فيلم أن يبني حكايته وأحقيته عليها، هي من سوء التمثيل وسوء الإدارة والتصوير بحيث قد تتحول إلى كابوس يقض مضاجع من يذهبون للنوم مباشرة من بعد مشاهدة الفيلم.
«هناك قصّـة أخرى لم تشهدها بعد». يقول معلق ما في مطلع الفيلم. العبارة ترد من باب التحفيز، أعتقد، لكن ما تفعله هي أن البرهنة على أنها ليست ضرورية. لا هي ولا التعليق المبثوث خلال كل فترات الفيلم كما لو أن صانعي الفيلم احتاجوا لدعم صوتي بعدما أدركوا فشلهم في توفير مشاهد وافية. الحقيقة أنهم استخدموا التعليق فقط لأجل التأكد من أن من قرر إغماض عينيه خلال العرض يستطيع الإستماع إليه. لا مهرب.
نحن قبل عقدين كاملين من الحكاية السابقة حيث يندلع الصراع بين الشقيقتين رافينا (تشارليز ثيرون) وفريدا (إميلي بْـلْـنت) في صراع مرير كل واحدة ضد الأخرى. رافينا هي الأكثر شرّاً كونها تريد استحواذ كل شيء. وفي حين أنها هدفت في الفيلم السابق، «سنو وايت والصياد» لأن تبقى أجمل مخلوقة على الأرض، فإنها هنا تضيف رغبة عاتية أخرى… أن تبقى صاحبة السلطة الأعلى فوق الجميع.
في الوقت ذاته هناك أحداث تقودها المقاتلة سارا (جسيكا شستين) بصحبة الصياد- المقاتل إريك (كريس همسوورث) اللذان تعلما ضرب السيوف وهما ولدين تحت رعاية فريدة. عندما كبرا وأحب كل منهما الآخر، تدخلت فريدا لفض هذا النوع من الإشتباك، ولو إلى حين.
مفهوم المخرج ترويان للإخراج هو ترك الأمور التقنية لفريق المؤثرات يلعبون بالمشهد (والشاشة) كما الولد بكرة ملوّنة. الضجيج في الصورة والصوت من توابع سينما العصر لكن الرداءة من نتائج من لا موهبة لديه.

X-MEN: APOCALYPSE
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  محمد رُضا  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: برايان سينجر
فانتازيا/ كوميكس | الولايات المتحدة (2016)  
★★★★★  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل واحد بطل فيما يتسنى من الوقت


|*| سيتذكر بعض مشاهدي هذا الجزء الجديد (نحتاج لمن يحصي) من مسلسل «رجال إكس»، أنه الفيلم الذي يتميز بغياب الممثل هيو جاكمان وسكاكينه التي تخرج من قبضتي يديه، وبقيام جنيفر لورنس بضرب مفتول عضلات ومسلح شرس بكوع ذراعها فترديه!
لا وقت، في هذه الأفلام، لأن يتوقف إرسال الهذار الماثل لمعرفة كيف يمكن لمحارب قوي أن يسقط أرضاً بضربة من عظمة الكوع على ذقنه ناهيك عن أن يموت بها. لكن كان هناك أكثر من وقت كاف خلال التصوير لتبرير ذلك. ربما عبر تزويد كوع جنيفر لورنس بمسدس يطلق رصاصاً صامتاً، أو بشفرة سامّـة ما أن تمس بشرة العدو حتى ترديه. 
«رجال إكس: أبوكاليبس» فيه حشد كبير من مثل هذه المفارقات التي بات من «الموضة غير العصرية» التوقف عندها، تماماً كما أن «الموضة» ذاتها تفرض اليوم أن يقوم الفيلم على أكتاف نحو عشرة أبطال (أكثر هنا) كل منهم يريد مساحته من «الولدنة» وإظهار القدرة التي يبز بها قدرات الآخرين من دون أن يتجاوزها لأن البطولة جَـمَـعية.
إنها مهمّـة صعبة على كتاب هذا الفيلم، بينهم مخرجه نفسه برايان سينجر، تخصيص كل واحد من هؤلاء الأبطال الذين يمتلكون قدرات غير عادية، لأكثر من تمهيد سريع في أحداث عليها أن تعود إلى كيف تم لهذا الجمع الإلتقاء بعدما اكتشف كل منهم أنه يمتلك مثل تلك الميزة التي ستتحوّل إلى سبب لنقمة السلطات، كما أوضحت الأجزاء السابقة من هذا المسلسل. لكن ما يفرضه هذا الوضع هو القفز من شخصية إلى أخرى بلون واحد (نيون أزرق على محيط أسود) وتسارع «التمبو» الخاص بالفيلم كما الشهب الذي لا يعطيك لا سبب مروره العابر ولا لماذا عليك أن تفكر به فيما بعد.
لكن الحكاية التي يستلهمها المشاهد العنيد موجودة بالفعل. وهي هنا تعود إلى نحو 3500 سنة قبل المسيح. هناك في مصر القديمة عاش، تبعاً للفيلم طبعاً، مخلوق شرس أسمه "أبوكاليبس"  (أوسكار أيزاك) الذي عاث فساداً وهلاكاً ثم اختفى إلى أن أخرجته أحداث الفيلم سنة 1983 بفضل مجموعة من المصريين الذين ما زالوا يعبدونه. لا شك أن الصدمة الثقافية كافية لأن تفقد شخصاً مات في عصر ساحق ثم عاش من جديد في عصر حديث عقله. لكن شكراً للتلفزيون. صباح نور جلس أمام الشاشة الصغيرة والتهم كل ما ما أصاب الحياة الحاضرة وعليه عرف كيف سيخربها وهو سيجمع أربعة فرسان علماً بأنه يستطيع فعل كل شيء وحده لو أراد له الفيلم ذلك ولن يجد من يستطيع الوقوف في طريقه سوى هؤلاء الأفراد الذين سيذودون عن أنفسهم والعالم حتى آخر دولار في ميزانية وصلت إلى 224 مليون دولار.
كما يقفز الفيلم في نصف ساعته الأولى بين الشخصيات العديدة كل منها يقدّم نمرته الفريدة، يقفز أيضاً بين الدول فهو في بولندا وفي بريطانيا وفي الولايات المتحدة وفي مصر. والأخيرة هي أسوأ تلك المدن. لا تزال بلا حضارة لا عمرانية ولا ثقافية. شعبها ليسوا من الفقراء فقط، بل من الفقراء الأشقياء. حتى عندما يلاحق بائع لصّـاً فإن الشرير يصبح البائع كما لو أنه هو من سرق اللص وليس العكس.
لاحقاً في الفيلم، يستمر التوهان الناتج عن المونتاج السريع والتقطيع المتوتر ويضيف إلى حكايته قيام أبوكاليبس بجمع كل الصواريخ النووية وإرسالها لكي تنفجر في الفضاء البعيد. فكرة يمكن لها أن تحوّله إلى بطل قومي لولا تلك الخصال السيئة التي يتمتع بها. 
مثل أفلام أخرى، «رجال إكس: أبوكاليبس» هو صوت ضوضائي وصورة بلا فن على موضوع سخيف.

Alice Through the Looking Glass
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  محمد رُضا  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: جيمس بوبِــن
فانتازيا  | الولايات المتحدة (2016)  
★★★★  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أليس في أرض… الضياع

|*| بعد خمس سنوات من عودة أليس إلى الحياة على شاشة المخرج تيم بيرتون تحت العنوان الأصلي لرواية لويس كارول(1865) ، تقرر شركة ديزني أن الوقت حان لجزء جديد. الحافز هو طبعاً مليار دولار حققها ذلك الفيلم في ايراداته العالمية. جزء تبدأه بطلته ميا ووزيكوفسكا بالقول بلهجة العالم: "الطريقة الوحيدة لتحقيق المستحيل هي الإعتراف بأنه مستحيل"
الشهيرة
سيمنحك الفيلم الجديد دقيقة أو نحوها لكي تفكر في هذه الحكمة إذا شئت. لكن مهامه ليست في إطلاق الحكم بل في سرد حكاية تعود بها أليس إلى العالم الموازي للعالم الذي نعيش فيه والذي يمنحه الفيلم عشر دقائق في البداية قبل مغادرته.
إنها عشر دقائق تأسيسية ندرك فيها أن التاريخ أغفل أن أول "كابتن" بحر إمرأة كانت أليس. فهي ليست حكيمة في سن شاب بل تقود سفينة ورجالها وسط عواصف عاتية وتحت ضربات مدافع القراصنة وصخور كافية لشطر السفينة إلى نصفين لو ارتطمت بها. يحذرها أحد معاونيها من أن تنقلب السفينة إلى جانبها، فتخبره أن هذا هو المقصود. ثم تقطع حبلاً فتعود السفينة منتصبة وقد تجاوزت أخطار البحر والعاصفة الممطرة ومدافع الأعداء في وقت واحد. 
«أليس من خلال المنظار» سيكون عليه تحقيق ذلك المستحيل وسيفشل: منح الفيلم أهمية ما وسط كم كبير من المؤثرات وشخوص الدجيتال والمشاهد المكتظة بالخدع الإلكترونية. هناك حيوانات ناطقة أكثر مما كان في الفيلم الأول من بينها قطط طائرة تتلوى بتمهل. وفراشة بحجم رأس حصان وبيادق شطرنج تتحرك وتتحدث وتقترح إتجاهات. 
ثم هناك بالطبع الشخصيات ذات الأشكال البشرية التي ظهرت في الفيلم السابق والتي لابد من عودتها وفي مقدمتها ماد هاتر (جوني دب) الذي يعيش ما يبدو، ولو إلى حين، آخر أيام حياته إلا إذا نجحت أليس في إنقاذه. الحبكة هي رحلتها في دروب الخطر وحياة الغرائب لأجل هذه الغاية  تبعاً لسيناريو  يفي بالحاجة لفتح صفحات وفصول غريبة تقع للأسف في يدي مخرج غير خبير يشحن المشاهد جميعاً بما هو فوق طاقتها من غرائبيات وألوان وتفعيلات ومفارقات وشخصيات غير واقعية لا تعني على كثرتها سوى تكثيف اللحظة من دون أي عمق أو حرارة.
الخطّـة لهذا الفيلم كانت حشد كل شيء، بما فيها مخلوقات ميكانيكية تخالها من مخلفات حلقة من حلقات فيلم «ترانسفورمرز» وموسيقا تكاد تقسم بأنك سمعتها في كل فيلم مشابه (كتبها داني إلفمان ما يجعل من شبه المؤكد إنه استعارها من ألحانه السابقة). وهناك، علاوة على ذلك عربة زمن تواصل أليس الإنتقال بها بين العالمين الحاضر والموازي ولو أن معظم الأحداث تقع في الثاني بطبيعة الحال.
المشكلة أن لا شيء خارج إطار تلك المخلوقات والآلات المتحركة والأشياء الغرائبية يثير الإهتمام بدوره. لو استخرجت كل تلك المؤثرات منها ماذا يبقى من الفيلم سوى ربع ساعة خاوية؟ بضع مشاهد تمر تحت سماء من موسيقى تحييها فرقة من الكوراس الأوبرالي؟ بضع لقطات فيها تمثيل آدمي (معظمه ينتمي إلى بطلة الفيلم ذاتها)؟ حين الحديث عن التمثيل، من المؤسف أن الدور الأنجح الذي قام به جوني دب في فترة ما بعد «قراصنة الكاريبي» كان «أليس في أرض العجائب» وأفشلها هو هذا الجزء الثاني المضج صوتاً وصورة.