Year 3- Issue 84 | Coen's Brothers: TRUE GRIT



‬True Grit  *** عزم حقيقي

إخراج‮: ‬جووَل وإيتَن كووَن‮ 
أدوار أولى: جف بردجز، مات دايمون، هايلي ستاينفلد  
‬النوع: وسترن‮  | ‬الولايات المتحدة‮ [‬ألوان‮- ‬110 د‮]‬‮.‬
__________________________________________
Film Review # 204
تقييم فيلم ريدر  ‬***‮  
 تقييم مجمل النقاد‮:‬‭ **** 
__________________________________________________________
فيلم الأخوين جووَل وإيتن كووَن«عزم حقيقي»هو ثاني‮ ‬رواية للكاتب تشارلز بوريس  (من خمسة)  وأشهرها كونها انتقلت الى الشاشة سنة‮ ‬1969 بعد عام واحد على نشرها،‮ ‬في‮ ‬فيلم من إخراج الكلاسيكي‮ ‬المتمرّس هنري‮ ‬هاذاواي‮ ‬وبطولة جون واين في‮ ‬دور روبرت روستر كوغبيرن المارشال الذي‮ "‬لا‮ ‬يدخل الخوف عقله‮" ‬على حد وصف أحدهم له والذي‮ ‬تطلب منه الفتاة ماتي‮ ‬روس‮ (‬كيم داربي‮) ‬القبض على قاتل أبيها توم تشايني‮ (‬جف كوري‮) ‬الذي‮ ‬التحق بعصابة‮ ‬يرأسها ند بَبر‮ (‬روبرت دوڤول‮). ‬روستر كوغبيرن‮ ‬يوافق على مضض على أن‮ ‬يقوم بالمهمّة وحده،‮ ‬لكن ماتي‮ ‬تصر على أن تصحبه‮. ‬معهما في‮ ‬المغامرة الشاب لابيف‮ (‬غلن كامبل‮) ‬الذي‮ ‬يريد القبض على توم لأسباب أخرى‮. ‬الفيلم تألّف من رحلة الثلاثة في‮ ‬براري‮ ‬الغرب‮.‬
 
في‮ ‬الترجمة السينمائية الجديدة،‮ ‬يقدم الأخوين كووَن على النهل من الرواية وليس من الفيلم‮- ‬او هكذا‮ ‬أخبراني حين تحدّثت إليهما‮. ‬لكن كون الأصل أيضاً‮ ‬اعتمد الرواية من دون كثير تعديل،‮ ‬فإن النتيجة شبه واحدة سواء استلهم الأخوين الكتاب او الفيلم‮ (‬يؤكدان أنهما شاهدا فيلم هاذاواي‮ ‬حين كانا صغيرين فقط‮).‬
جف بردجز في‮ ‬شخصية روستر‮ (‬وبعصبة سوداء أيضاً‮ ‬كما حال الشخصية في‮ ‬الرواية والفيلم السابق‮) ‬وهايلي‮ ‬ستاينفلد في‮ ‬دور الفتاة بينما‮ ‬يؤدي‮ ‬مات دايمون دور لابيف‮. ‬الملخص أعلاه‮ ‬يصلح تماماً‮ ‬لإيجاز أحداث نسخة كووَن لأن المتغيّرات قليلة‮. ‬لكن النبرة مختلفة تماماً‮. ‬فيلم هاذاواي‮ ‬كان احتفائياً‮ ‬بالممثل واين وبالوسترن كنوع أدمن واين عليه حتى أصبح هو تعبيراً‮ ‬عنه‮. فيلم الأخوين كووَن بلا إحتفاء على الإطلاق‮. ‬حتى التغني‮ ‬بالغرب الأميركي‮ ‬كنوع سينمائي‮ ‬أمر‮ ‬غير وارد‮. ‬عالم الأخوين كووَن هنا مؤلّف من سرد ملتزم بالحكاية من دون نوستالجيا او تعبير من أي‮ ‬نوع سوى تلك البرودة الساخرة التي تتسرّب مثل جدار يشح بالماء،  وهذا سيء لمتلق كان الوسترن بالنسبة له نوعاً ‬من المعايشة وجدانياً‮ ‬مع عصر ولّى ولا‮ ‬يزال مثيراً‮ ‬للإهتمام كتاريخ وكبيئة زمنية واجتماعية‮.‬
يؤم الشقيقان كووَن الوسترن بأقل قدر من المرجعية‮. ‬إذا كان لابد،‮ ‬فهو بالتأكيد شبيه بأفلام وسترن السبعيناتية من حيث التشكيل اللوني‮ ‬للتصوير والتشكيل السلوكي‮ ‬للشخصيات‮. ‬وهو رصين ومُلاِحظ لكنه ليس ثقيلاً‮ ‬ولا تفصيلياً‮. ‬وأسلوب العمل هو‮ ‬غير استعراضي‮ ‬وغير مبهر بحد ذاته وفي‮ ‬وقت واحد‮. ‬الناحية الأولى جيّدة،‮ ‬الثانية ‬عامل آخر مفقود في‮ ‬هذا الفيلم الذي‮ ‬يمر بهدوء نهر صغير‮  و-أحياناً- بملله٠
لكن  ‬اعتماد المخرجين على الرواية من دون تدخّلات من جانبهما لجذب الفيلم في‮ ‬أي‮ ‬إتجاه أمر‮ ‬يساعدهما على إتقان تنفيذ الفصول من حيث التأليف اللغوي‮ ‬لمشاهد كل فصل‮. ‬خذ مثلاً‮ ‬الفصل الذي‮ ‬يستمر لخمس دقائق والذي‮ ‬نتابع فيه دخول الفتاة الباحثة عن روستر كوغبيرن الى المحكمة حيث تتم محاكمته بتهمة قتله عدداً‮ ‬من أفراد أسرة واحدة‮. ‬لاحظ كيف أن المخرجين في‮ ‬البداية بنيا الفصل عليها في‮ ‬مطلع الأمر‮. ‬حركتها الى داخل القاعة وملاحظتها الجميع وأماكن كل منهم وسماعها ما‮ ‬يدور‮. ‬إذ تتقدّم في‮ ‬القاعة بحثاً‮ ‬عن مكان تستطيع أن تشاهد منه كل شيء،‮ ‬خصوصاً‮ ‬روستر،‮ ‬تتحرّك الكاميرا تلقائياً‮ ‬لتكشف عما تراه‮. ‬بعد ذلك،‮ ‬تنصرف عنها لكي‮ ‬تتابع الحوار بين روستر ومحاميه‮. ‬لقطات متبادلة بين الشخصين بعد أن‮ ‬ينتقل التنفيذ من اللقطات البعيدة المتوسّطة،‮ ‬الى لقطات متوسّطة لكل منهما على انفراد‮. ‬المنوال نفسه بين روستر والمدّعي‮ ‬العام مع اختلاف في‮ ‬زوايا اللقطات من قبل العودة الى الفتاة قبل انتهاء الجلسة‮. ‬كل ذلك بيسر شديد وتوظيف صحيح للمكان ولما‮ ‬يرد في‮ ‬المشهد للتغلّب على الحوارات الطويلة المصاحبة‮.


لاحقاً،‮ ‬في‮ ‬مكان ما وسط الفيلم،‮ ‬ينتهج الأخوين تقسيماً‮ ‬لغوياً‮ ‬آخر‮: ‬روستر وماتي‮ ‬على حصانيهما في‮ ‬منطقة شجرية‮. ‬الكاميرا تتحرّك وراءهما ببطء‮ ‬يماثل بطء تقدّمهما الى منطقة جديدة،‮ ‬ثم تنتقل الى امامهما لتتراجع عنهما بذات البطء‮. ‬هنا‮ ‬ينتبه روستر على أن هناك شيئاً‮ ‬خطأ في‮ ‬المكان‮ ‬يتوجّب الحذر منه‮. ‬بذلك تكون الكاميرا واكبت الإحساس قبل بدايته حتى تتيح للمشاهد الشعور به‮. ‬حزء كبير من نجاح المهمّة‮ ‬يعود الى مدير تصوير الأخوين كووَن المفضّل‮ (‬والدائم‮) ‬روجر ديكنز‮.‬
بمراجعة الكتاب‮ (‬الذي‮ ‬أعيد طبعه بمناسبة الفيلم‮) ‬ندرك كم كان الشقيقان أمينان حيال الحوار الوارد في‮ ‬النص الأصلي‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأن الكاتب بورتيس كان ذكياً‮ ‬في‮ ‬استخدام حواره‮. ‬ما‮ ‬يخفقان به هو شحن الأزمات الواقعة بين الأطراف الثلاثة بقدر من الحرارة‮. ‬بسبب ذلك،‮ ‬فإن الحوار المتبادل بين شخصية جف بردجز وشخصية مات دامون دائماً‮ ‬أقل أهمية مما‮ ‬يبدو عليه الأمر في‮ ‬الوهلة الأولى‮. ‬المشاهد ذاتها بينهما لا تبدو طبيعية بين رجلين من ذلك العصر كل منهما‮ ‬يدّعي‮ ‬أنه مقاتل أفضل من الآخر‮. ‬النتيجة هي‮ ‬أنهما‮ ‬يبدوان أقرب الى إمرأتين عجوزتين تتناوبان الردح كل للأخرى خصوصاً‮ ‬في‮ ‬مشهدين ضعيفين للغاية‮: ‬المشهد الذي‮ ‬يهزأ روستر كوغبيرن من لابيف،‮ ‬وذاك الذي‮ ‬يتنافسان فيه على إصابة أهداف طائرة‮. ‬وهما مشهدان وردا على بعد ثلث ساعة كان الفيلم خلالها قد‮ ‬غطس في‮ ‬مستنقع راكد لم‮ ‬يخرج منه الا قبل نحو ثلث ساعة من نهايته‮.‬
باستنادهما الى المصدر تبنيّا مسألة أن تقود ماتي‮ ‬الحكاية كلّها‮. ‬الفيلم من تعليقها ووجهة نظرها‮ (‬أكثر من الفيلم السابق‮). ‬في‮ ‬هذا النطاق،‮ ‬فإن واحداً‮ ‬من‮  ‬انفرادات رواية بورتيس هو أن بطلته الصغيرة‮ (‬14‮ ‬سنة‮)  ‬تتمتّع بما‮ ‬يلزم الرواية من استقلالية ومن عزم للإنتقام من قاتل أبيها‮. ‬هذا كان جديداً‮ ‬في‮ ‬الطرح الإجتماعي‮ ‬في‮ ‬الستينات،‮ ‬ولم‮ ‬يعد جديداً‮ ‬هنا او‮ ‬يملك ذات التأثير‮. ‬على ذلك،‮ ‬أداء هايلي‮ ‬ستاينفلد متماسك وجيّد لدرجة تجاوز المطروح الذهني‮ ‬حول دورها الإجتماعي‮ ‬وانعكاسه العادي‮ ‬بين مشاهدي‮ ‬اليوم‮. ‬ما لم‮ ‬يستطع الأخوين توفيره هو تقديم روستر كما في‮ ‬الكتاب لناحية سنّه‮. ‬إنه في‮ ‬الأربعينات من عمره في‮ ‬الكتاب وأكبر من ذلك بنحو خمسة عشر او عشرين سنة في‮ ‬فيلمهما‮. ‬بذلك‮ ‬يذكّر جف بردجز،‮ ‬شاء او أبى،‮ ‬بشخصية جون واين الذي كان في سن الثانية والستين حين لعب بطولة ذلك الفيلم‮. ‬

كلا الفيلمين‮ ‬يقدّمان شخصية واحدة عملياً،‮ ‬لكن كل ممثل‮ ‬ينفرد بأسلوبه الأدائي‮ ‬بغية خلق ترجمته الخاصة‮: ‬جون واين قصد تجسيد البطولة ومعالجة الشخصية بتقريبها الى منواله،  بينما لعبها تحت  مستوى البطولة قدر الإمكان٠
والفارق ليس تشخيصاً فقط. فيلم هنري هاذاواي كان عملاً يميني النبرة كونه يمنح بطله التغني بمنواله الخاص كرجل قانون يتعامل والمجرمين كقاض ومحلّف وجلاّد (انسجاماً مع مبدأ جون واين السياسي أيضاً). لكن فيلم كووَن يمارس ابتعاداً مقصوداً عن الناحية السياسية ولناحية تسجيد بطله للشخصية. روستر عند كووَن لا يزال شخصاً شرساً، لكنه ليس بطلاً بل مجرد رجل يمضي معظم الوقت سكيراً وإن كان يمكن الإعتماد عليه في الملمّات. إنه ليس البطل التقليدي المعتاد للوسترن، لكن الفيلم أبعد من أن يكون تعليقاً على النوع وعلى أبعاده. الوسترن عند كووَن هو ذاته العالم البارد الموجود في باقي أفلامهما. أما من يرغب في فيلم وسترن يتميّز بالحرارة والمواقف أن يشاهد النسخة الأصلية او أي فيلم جيّد من السبعينات سواء أكان يمينياً (على قلّتها في ذلك الحين وبسبب نكسة اليمين بسبب حرب فييتنام) او يسارياً كفيلم سام بكنباه الذي انطلق للعروض بعد أسبوع واحد من فيلم هاذاواي »الحفنة المتوحّشة» وحمل نقداً للغرب وتصويراً مغايراً للمعتاد عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Dirctor: Joel Coen, Ethan Coen.  
Cast: Jeff Bridges, Matt Damon, Hailee Steinfeld, Josh Brolin, Barry Pepper.  Script: Joel Coen, Ethan Coen  
DOP: Reger Deakins  (35 mm.Color).  
EDITOR:Roderick Jaynes (110 min).  
MUSIC:Carter Burwell.  
PRODUCER: Scott Rodin, Joel Coen, Ethan Coen 
PROD. COMPANY: Skydance Prods./ Scott Roddin/ Mike Zoss Prods
DISTR.: Paramount  [USA- 2010]








 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠

Year 2. Iss. 82 | Fair Game | Burlesque | ثلاثة أفلام مرشّحة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي


FLASHBACK

BABEL (2005)
لم يكن دور براد بت كبيراً في فيلم أليخاندرو غونزاليس أياريتو »بابل« لكنه
كان أفضل من أدائه في أفلام قام ببطولتها قبل هذا الفيلم وبعده. نراه هنا
يبكي ما حصل لزوجته حين أصيبت بطلق ناري بريء حين كانا يجولان فـي
المغرب. البكاء في السينما لا يرفع او يخفض من قوّة التمثيل. إنـه الموقــف
وقدرة الممثل على تجسيده جيّداً. براد بت فعل ذلك في هذه اللقطة
  


NEW RELEASES  |  أفلام جديدة 

Fair Game | Doug Liman  ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعبة عادلة | دوغ ليمَن
أدوار أولى: شون بن، ناوومي ووتس
تشويق سياسي [حرب العراق/ قصّة واقعية/ سي آي أيه/ إقتباس عن كتاب]٠
إنتاج: الإمارات العربية المتحدة/ الولايات المتحدة- 2010 ٠
Film Review # 199
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل قابلت صدّام؟ هل صافحته حقّاً؟ هل نظر في عينيك وقال لك سوف أقتلك؟" 
 هكذا يصيح شون بن في وجه محدّثه الذي تبنّى الرواية الرسمية للبيت الأبيض وأخذ يتحدّث عن نوايا صدام حسين تدمير الولايات المتحدة في فيلم جيّد الصنعة يحمل رسالته على كفّه وبوضوح، وينتمي الى كل تلك الأفلام التي خرجت من هوليوود في الآونة الأخيرة لتدين البيت الأبيض او السي آي أيه او السياسة الخارجية او الثلاثة معاً٠
السؤال موّجه الى كل أميركا او، على الأقل، لكل من تبنّى مبدأ الحرب على العراق رغم عدم وجود تبريرات كافية تسمح لدولة بالإعتداء على دولة أخرى. السؤال أيضاً هو رد على من قال أن العراق يهدد الولايات المتحدة  مباشرة.  وشون بن يطرح السؤال الذي طرحه سفير الولايات المتحدة السابق في النايجر جوزف ولسون  إذ يلعب دوره تبعاً لكتابين من الوقائع وضع الأوّل ولسون وحاول فيه إعادة تركيب الصورة الحقيقية لحقيقة التدخل الأميركي في العراق وأسبابه. الأسباب في الفيلم ليست كاملة. تم التغاضي مثلاً عن العنصر الإسرائيلي في الموضوع سواء من حيث تأييدها المطلق لقلب نظام الحكم العراقي او استعدادها للعب دور في ذلك الموقف او خوفها من قدرة النظام العراقي السابق على توجيه ضربة عسكرية لها٠
البيت الأبيض كان طلب من جوزف ولسون جمع معلومات وصلته مفادها أن النايجر باع شحنة يورانيوم للعراق. ولسون توجّه الى هناك. حقق في الموضوع وعاد ليؤكد أن مثل هذه العملية لم تتم. رغم ذلك سعى البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية الى التأكيد على أن ضرب العدو العراقي بعملية عسكرية أمر لا مهرب منه بناءاً على استعدادات العراق توجيه ضربة مماثلة للولايات المتحدة وكلّنا نعرف كذبة "أسلحة الدمار الشامل" التي لم يتم الكشف عنها بعد٠

تقرير ولسون المناويء تم تجاهله وما تلبث تداعيات الموقف أن توالت: كتب مقالاً لصحيفة نيويورك تايمز ينفي فيه وجود يورانيوم في حوزة العراقيين. البيت الأبيض أراد أن ينتقم فسرّب لصحيفة شيكاغو صن تايمز أن زوجة ولسون، فاليري (ناوومي ووتس) هي عميلة سي آي أيه، هذا في الوقت الذي كانت فيه تعمل في جمع معلومات عن قدرات العراق العلمية من أطباء وعلماء عراقيين مستعدين للتعاون  (خالد نبوي)، في مقابل ضمانات لحمايتهم. فاليري كانت تسعى لذلك حين وجدت نفسها مكشوفة وفي وضع صعب من الناحيتين المهنية والعائلية. إنها أكثر استعداداً لقبول الأمر  الواقع من زوجها الذي يجد أن سياسيي البيت الأبيض خطفوا أميركا رهينة مشيئتهم وولجوا بها حرباً لا مبرر لها. تلك المشاحنات بينها وبين زوجها تتم في هذا الإطار وفي حين تتمنّى عليه لو لم يقم بكشف الحقيقة، كان يذكّرها بأن كشف الحقيقة هو أمر واجب وأن الخطأ ليس في كشفه بل التستّر عليه٠
يؤم الممثلان دوريهما ليسا كنجمين بل كصاحبي موقف. هذا واضح من خلال تجسيدهما شخصيّتيهما. وإذا كان معروفاً عن شون بن هذا الموقف، فإن ناووي ووتس تستبدل التمثيل الذي يريد أن يقول "أنا هنا. أنظروا الي"، بذلك الذي تعيش فيه تجربة ذلك الموقف بكل حماسة كما لو أنها فعلياً غير موجودة أمام الكاميرا٠
بنفس الجدّية يقوم ليمَن بتحقيق عمله. إنه رصد لحياة بطليه ورصد لتاريخ حقبة معيّنة بدا فيها البيت الأبيض كما لو كان وكراً وليس مكان رئاسة. الفيلم يقترح أن تشايني كان يدير اللعبة وأن جورج و. بوش كان مشتركاً فيها غالباً لأنه لا يستطيع أن يختلف. مهما يكن، هذا الفيلم جردة حساب أخرى وفّرتها هوليوود. ليس أفضل من أفلام أخرى في الموضوع ذاته، لكنه من أفضلها حتماً وأكثر صدقاً حيال رسالته. السيناريو حمل أهم ما يمكن اختزاله من كتابين منفصلين واحد وضعه جوزف ولسون نفسه والآخر كتبته زوجته فاليري بلايم. كلاهما مليء بالتفاصيل لكن السيناريو ساعد في تحديد خطوات الفيلم والأخذ بما يساعد بلورة القصّة قدماً٠
هو أيضاً أفضل وأجدى فيلم قامت "الهيئة العامة للثقافة والتراث" في أبو ظبي بتمويله (عبر شركتها إيمايجناشن)٠
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفلام سابقة للمخرج ليمَن
 Getting It (1994), , The Bourne Identity (2002) ***, Mr. & Mrs. Smith (05) **, Jumper (08) .

CAST AND CREDITSـ
DIRECTOR:  Doug Liman. CAST:  Naomi Watts, Sean Penn, Khaled El Nabawi,  Sam Shepard, Michael Kelly, Liraz Charhi, Bruce McGill.  SCREENPLAY: Jez Butterworth, John- Henry Butterworth. BOOK: Joseph Wilson, Valerie Plame.  PRODUCERS: Jez Butterworth, Akiva Goldsman, Doug Liman, William Pohlad, Janet Zucker, Jerry Zucker. EXECUTIVE PRODUCER: Mohammed Khalaf Al-Mazrouei.  CINEMATOGRAPHY:  Doug Liman (35mm. Col). EDITOR: Christopher Tellefsen (108 min). MUSIC: John Powell. RPOD. COMPANY:  Imagenation Abu Dhabi/ Zucker Prods./River Road Entertainment/ Participant Media . DIST.: Summit Entert. [UAE/ USA- 2010].


Burlesque | Steven Antin  **
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هزل | ستيفن أنتِن
أدوار أولى: كرستينا أغوليرا، شير، ستانلي توشي
موسيقي
إنتاج:  الولايات المتحدة- 2010 ٠
Film Review # 200
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الأيام كل شيء محتمل بما فيها أن كاتب الفيلم ومخرجه ستيفن أنتين (وهو شريك شركة إنتاجه سكرين جمز أيضاً) ربما شاهد فيلمً ميلودرامياً للراحل حسن الإمام واقتبسه. حتى وإن لم يكن الفيلم مترجماً بعناوين، يمكن فهم شخصياته وتنويعاتها والحكاية وما ترمي إليه: الفتاة ذات القلب الأبيض تقابلها الفتاة ذات القلب الأسود. الرئيس (هنا رئيسة) التي حافظت على تقاليد فنية راقية طوال الوقت لكنها تعيش الآن أزمة مادية نتيجة عزوف الزبائن التي ترفض الفتاة الأولى لأنها لا تعرفها، ثم حين تراها ترقص وتغنّي تغيّر رأيها فيها فتنتقل تلك من القاع الى القمّة في حين ان الفتاة الثانية سوف لن تتوقّف عن كيل المكائد. في الأرجاء هنا وهناك الشخصيات التي لابد منها: البوّاب والبارمان ولا تنس قصّة الحب من طرف شخص يرقب صعود المغنية بحسرة ولا بأس إذا ما كانت عفيفة النفس لا تقبل الذهاب الى السرير لمجرد أن الشخص الآخر يتوقّع منها ذلك٠

حتى وإن كانت التركيبة كلّها من ابداعات ستيفن أنتن، فإن النتيجة واحدة: شاهدنا هذه القصّة وتلك الشخصيات في أفلام كثيرة من بينها ما هو هوليوودي. لماذا، والحال هذه علينا أن نكترث الآن؟ سبب وحيد هو أنه الفيلم الأول لكريستينا أغوليرا في دور بطولة ولو أنني لا أعتقد أنه سبب كاف لإنتاج فيلم الا بحكاية ومواقف وحبكة أعلى مقاماً مما معروض على الشاشة٠

تصل آلي (أغويليرا) من ولاية أيوا الى  ولاية كاليفورنيا وتحط في لوس أنجيليس وهي الآن، من مطلع الفيلم، في ملهى ليلي (محترم!) حيث تعمل نادلة لكن عينها وقلبها على أن تغني وتمثّل فوق خشبته. تحاول إقناع رئيسة الملهى تس (شير) بأنها أهل للعمل لديها على هذا الأساس. لكن شير شاهدت الكثير من النُمر وهذه النمرة لا تبدو لها مختلفة. لكن حين تتصرّف مغنيّتها وراقصتها الأولى جورجيا (جوليان هيو) على نحو غير مسؤول، تنبري آلي وقد وجدت الفرصة ناجحة و.... يا سلام. لقطة على وجه شير. لقطة على وجه المخرج المثلي شون (ستانلي توشي)، لفّة مدروسة حول عمود الرقص في وسط الملهى و.... الفتاة الطيّبة وصلت الى سطح القمر. تبقى هناك الكليشيهات المعهودة والشخصيات التي تظهر في مثل تلك الأفلام. هذه تؤيد وتلك تندد بإنتظار حادثة تتواجه فيها بطلة الفيلم ورئيسة الملهى الأولى تدافع عن نفسها والثاني تقول لها: "جئت الى هنا وليس عليك سوى أكثر من ملابسك ومنحتك الفرصة... "الخ٠٠٠ واخرى بين الفتاة الطيّبة وعدوّتها اللدود، ثم تنتقل الى النهاية الصادحة
هناك قصّة حب جانبية لكنها تبقى كذلك (جانبية). الواجهة الأمامية هي الأغاني والرقصات وفي هذا النطاق كريستينا مقنعة وفنّانة جديرة. الطامّة الكبرى هي حين تهبط عن خشبة المسرح لكي تمثّل. المخرج معني بالإستعراضات وهي النقطة الثانية التي في صالح الفيلم والأخيرة٠ 
CAST AND CREDITS

DIRECTOR:  Steven Antin. CAST: Christina Aguilera, Cher, Alan Cumming, Peter Gallagher, Stanely Tucci,  Cam Gigandet.  SCREENPLAY:Steven Antin.  PRODUCERS: Donald De Line.   CINEMATOGRAPHY: Bojan Bazelli  (35mm. Col). EDITOR: Virginia Katz (119 min). MUSIC:  Christopher Beck. RPOD. COMPANY:  Imagenation Abu Dhabi/ Zucker Prods./River Road Entertainment/ Participant Media . DIST.: Summit Entert.  [USA- 2010].



أفلام مرشّحة للأوسكار والغولدن غلوبس

كنت بدأت الكتابة عن الأفلام المرشّحة إما لأوسكار أفضل فيلم
أجبني او للغولدن غلوب، في نفس السباق، من العدد 80 حين
قدّمت الفيلم الروسي "الحافة" ثم أتبعـته بالفـيلم الإيطالي "أوّل
شيء جميل". التالي تكملة تـتـبـعـهـا أفلام أخرى في الأسابيع
القادمة إن شاء الله٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Even the Rain | Iciar Bollain ****
حتى المطر | إلسير بولان
أدوار أولى: غايل غارسيا برنال، نجوى نمري، لويس توسار، راوول أريفالو٠
دراما [وضع سياسي | أميركا اللاتينية | فيلم داخل فيلم]٠
أسبانيا/ فرنسا مكسيك - 2010
Film Review # 201
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمثّل الفيلم أسبانيا في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الأفلام التي على شاكلة فيلم المخرجة الأسبانية إيسيار بولان الجديد «حتى المطر» صارت قليلة. نعم، هناك أفلام كثيرة تنتقد وتصرخ وتتعامل مع هذا العالم الذي يزداد هوساً وبعداً عن القيم، الا أن «حتى المطر« ينضح برسالة سياسية لا تُهادن ولو أنها أيضاً لا تنجز غاياتها على نحو تام
إنه الفيلم الذي يمثّل أسبانيا في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي وأحد الأفلام الساعية للخروج، على الأقل، بجائزة الغولدن غلوب في القسم نفسه. يدور حول مخرج (يؤديه المكسيكي غايل غارسيا برنال) ومنتج (الأسباني لويس توسار) يصلان الى قرية كوشابامبا في بوليفيا لتصوير فيلم روائي عن رحلة  كريستوفر كولمبوس الى القارة الأميركية سنة 1492. كل شيء في مكانه. هناك ممثلون أسبان سيؤدّون أدوارهم المختلفة بينهم الممثل الذي سيجسّد شخصية كولمبوس، وذاك الذي سيجسد شخصية ممثل الكنيسة الذي جاء معه، والمطلوب مجموعة من المواطنين المحليين لأداء شخصيات المواطنين الأصليين الذين التقى بهم الرحالة الأسباني حين حط الرحال. هؤلاء متوفّرين من القرى والمزارع المحيطة. ينطلق التصوير ويتم إلباس المواطنين المنحدرين مباشرة من هنود المنطقة الذين استقبلوا كريستوف وجنوده ورجاله بترحاب وفضول قبل أكثر من خمسمئة سنة وها هم ما زالوا يشكّلون غالبية سكّان المنطقة. أنهم الشعب الذي انتمى الى هذه الأرض ربما قبل خمسمئة سنة أخرى او أكثر منها٠
خلال التصوير، تقع أحداث موازية: شركة مياه أوروبية تحاول سرقة الماء من المزارعين لري مشاريعها الخاصّة معرّضة محصولهم الزراعي لإبادة مؤكّدة. المزارعون ينتفضون في ثورة عارمة، وبينهم أحد الشخصيات التي تؤدي دوراً رئيسياً في الفيلم (راوول أليفارو) ما يعرّض عمله للخطر، لكن المنتج والمخرج متّفقان على أنهما لا يستطيعان استبداله وقد تم تصويره في مشاهد عديدة يسعيان لإطلاق سراحه بعدما اعتقله البوليس فيمن اعتقلهم من المتظاهرين. لكن الفيلم ذاته كان أخذ يُغيّر مناهج تفكير وتصرّفات هذا الفريق الأسباني الذي جاء يصوّره في بيئته الواقعية. لقد تبدّت له مساويء ما قام به كريستوفر كولمبس ومعاناة الهنود الحمر من أيام "اكتشاف" القارة الجديدة الى اليوم. المخرجة بولان تعرف كيف توعز ثم توضح كيف أن المعاملة التي بدأت بسرقة الأرض والذهب ومحو التقاليد والثقافة الخاصّة استمرّت وها هي شركات غربية تحاول سرقة الماء (الذي يهطل من السماء) من هذا الشعب، او كما تقول إحدى الشخصيات: "لا زال علينا أن نقاوم لكي نبقى أحياءاً. تماماً كما في السابق"
المواقف المتغيّرة مدروسة ومثيرة للإهتمام: في مشهد يكمن في ربع الساعة الأولى من الفيلم، يقول المخرج سعيداً: "الفيلم يأتي قبل كل شيء". في النهاية، ها هو مقرفص الي جانب الطريق بعد انصراف ممثليه خوفاً من عواقب البقاء. كان يستطيع الذهاب معهم، لكنه الان يجلس متأملاً: هل يأتي الفيلم فعلاً قبل كل شيء؟. في الوسط بين الموقفين يقول الثائر الهندي له وللمنتج (لويس توسار): "هناك أشياء أهم من الفيلم". يقول ذلك حين يطلب المخرج من الأمهات "تمثيل" إغراق أطفالهن في النهر حتى لا يخطف الأطفال رجال كولمبوس، لكنهن يمتنعن. التمثيل، بالنسبة لهن لا يمكن أن يشمل تعريض أطفالهن الى الخطر. لاحقاً، يتبدّى الموقف من جديد. هذا الثائر الهندي لا يستطيع أن يعد بأن يبقي بعيداً عن المشاكل مع البوليس. إنها مسألة حياة او موت له ولكل عائلته والقبيلة بأسرها. الشركة الغربية (أصحابها في اميركا وبريطانيا كما يقول الثائر في كلمته) تنوي وضع اليد على المياه لتأمين مشاريعها وليذهب الناس الى الجحيم. هذا ليس همّها. معها في هذا الرأي الحاكم (او هل هو وزير) ذلك السياسي المعبّر دائماً عن مصلحة الأقليّة. الثائر يُضرب ويُلقى القبض عليه ويُسجن لكن ثورته تشمل البلدة وتحيلها لمواجهات كبيرة. لقد نجح في مهمّته. أنقذ شعبه. كل هذا يمر أمام عيني الفريق الأجنبي ويتدخل في تصرّفاته
إذ ينتهي المخرج مدركاً بعداً لحياته، ينتهي المنتج وقد تقبّل قضيّة الثائر وثورته. هو أيضاً شخص آخر غير الذي بدأ. كله تقدير لهذا الثائر ومن ورائه كل ذلك التاريخ من العبودية التي تعرّض اليه هنود أميركا اللاتينية حين حط كولمبوس الأرض بمباديء وثقافة وتقاليد قائمة على المادة والسُلطة
تنتقل المخرجة بين الأحداث الحالية وبين ما تصوّره (طريقة فيلم داخل فيلم) لكنها تتوسّع في اتجاهاتها النقدية حتى توصل الطروحات الى أقصاها في إدانة للعالم الغربي. الفيلم الذي جاء المنتج والمخرج لتنفيذه في بوليفيا، يصبح المنفذ الذي تنتقل عبره من الواقع الحالي الى التاريخ. وهي تفعل كل ذلك بوتيرة مشدودة وتوزّع المشاهد في عناية ودراية. وفي الجزء النهائي تصل الى تحليل الموقف الفردي، فالمخرج الذي قال في البداية "الفيلم يأتي أوّلاً" يدرك أن هناك واقع قد يقلب الخيال ويعيده الى الحقيقة، والمنتج الذي كان خائفاً من هدر ماله، يصبح همّه إنقاذ طفلة مصابة والقائد الثوري البسيط ليس لاستكمال التصوير بل تأييداً لسياسته
إنه من الوقائع الثابتة في السجلاّت أن كولمبس، إذ وصل الى "الأرض الجديدة" واستقبل بحفاوة الهنود الذين أطعموه وجنوده وأحاطوه بالترحيب، راح يكتب للملكة عن هؤلاء "المتوحشين" وعن الذهب الذي لا يقدّرونه وكيف سيسعى الى الإستيلاء عليه. سريعاً فيما بعد أصدر قانون ضريبة فصار على كل هندي دفع ضريبة من الذهب ومن لا يفعل تُقطع يده. أما اولئك الذين تمسّكوا بتقاليدهم فقد تم إحراقهم بموافقة الكنيسة.  الفيلم يُثير الغضب حين يعرض هذه الحقائق لكنه من الجودة بحيث يحوّل هذا الغضب الى إدراك ورسالة في مكانها٠
السيناريو يعمل جيّداً كقصّة، لكنه أقل من جيّد بالنسبة للتفاصيل. يقترح مثلاً وجود فيلم تسجيلي تقوم فتاة اسبانية (نجوي نمري) بتصويره، لكنه لا يسمح لهذه الفكرة التبلور وتشكيل حالة إضافية. إن لم تكن الحالة ستلعب دوراً أساسياً، فإنها ليست مهمّة، وإذا لم تكن فلماذا هي هنا؟


 CAST AND CREDITS


DIRECTOR:  Iciar Bollain. CAST: Gael Garcia Bernal, Najwa Nimri, Luis Tosar, Karra Elejalde, Raul Arevalo.  SCREENPLAY: Paul Laverty.  PRODUCERS:  Juan Gordon.   CINEMATOGRAPHY: Alex Catalan  (35mm. Col). EDITOR: Angel Hernandez Zoido (114 min). MUSIC:  Alberto Iglesias,  RPOD. COMPANY: Morena Films. / USA- 2010].




Atletu | Davey Frnakel, Rasselas Lakew  **
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رياضي | دايفي فرانكل، راسيلاس لاكيو
أدوار أولى: راسيلاس لاكيو، داغ مالمبرغ
دراما‮ [‬سيرة حياة‮/ ‬رياضة]‮٠
‬إثيوبيا‮/ ‬الولايات المتحدة‮/ ‬ألمانيا ‮-  0102
Film Review # 202
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمثّل الفيلم إثيوبيا في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


‮ ‬هذا الترشيح الإثيوبي‮ ‬الأول لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي،‮ ‬الذي‮ ‬تم تصويره سنة‮ ‬2007‮ ‬وانتهى العمل عليه سنة‮ ‬2009‮ ‬ولم‮ ‬يُتح له العرض الا على نحو متقطع ومحدود من مطلع العام‮ ‬2010‮ ‬هو وجهة نظر فنية واحدة تعتبر ما تقوم به مدخلاً‮ ‬صحيحاً‮ ‬لتقديم سيرة حياة ا أبيبي‮ ‬بيكيلا الفائز بالذهبية في‮ ‬مسابقتي‮ ‬ركض أولمبيين الأولى في‮ ‬روما‮ ‬1960‮ ‬والثانية في‮ ‬طوكيو سنة‮ ‬1964‮. ‬حسناً‮ ‬يفعل المخرجان فرانكل‮ (‬القادم من حرفة المونتاج‮) ‬ولاكيو،‮ ‬الذي‮ ‬يقوم ببطولة الفيلم،‮ ‬إذ تغاضيا عن السرد التقليدي‮ ‬لسيرة بيكيلا،‮ ‬الذي‮ ‬وُلد سنة‮ ‬1932‮ ‬ومات في‮ ‬العام‮ ‬1973  واكتفيا بدل ذلك بإلقاء ضوء موجز على خلفيّة بيكيلا عبر حوار‮ ‬يدور بينه وبين الكاهن الذي‮ ‬توقّف بيكيلا بسيارته ليقلّه على تلك الطريقة البريّة بينما كان الرياضي‮ ‬ماض في‮ ‬زيارة لأهله‮. ‬
يبدأ الفيلم برحلة‮  ‬الطريق هذه مع نقلات من شرائط وثائقية للرياضي‮ ‬في‮ ‬السباقين المذكورين‮. ‬كان أول رياضي‮ ‬أفريقي‮ ‬يفوز بالماراثون‮  ‬الذي‮ ‬انتزعه من المغربي‮ ‬راضي‮ ‬بن عبد السلام‮ (‬لا‮ ‬يذكر الفيلم هذه التفصيلة‮). ‬واذ تتناوب المشاهد الروائية مع تلك الدرامية،‮ ‬يتوقّف الفيلم عند محطّات قليلة نتعرّف في‮ ‬أحدها على مدرّبه‮ (‬الفنلندي‮) ‬أوني‮ ‬نيسكانن‮ (‬داغ‮ ‬مالمبرغ‮ ‬في‮ ‬الفيلم‮) ‬قبل أن‮ ‬يمضي‮ ‬بيكيلا في‮ ‬سفره ساعات قليلة قبل حادثة الطريق التي‮ ‬نتج عنها انقلاب سيّارته به وفقدانه الحركة في‮ ‬نصفه الأسفل‮. ‬ينتقل الفيلم بعد ذلك الى انكلترا حيث ندخل معه مرحلة العلاج،‮ ‬ومرحلة تمارين على القوس والنشّاب ودخول سباق تزلّج فاز به،‮ ‬حسب رواية الفيلم،‮ ‬بالبطولة‮.‬
يؤلّف فرانكل ولاكيو عملاً‮ ‬فيه عناصر جذب فنية لا ريب ولو أن من نفّذ ماذا ستبقى‮ ‬غير محسومة،‮ ‬لكنها مسألة مطروحة عندما نلحظ أن لاكيو اختار أن‮ ‬يمثّل أيضاً‮ ‬وبالتالي‮ ‬قد تكون مسؤوليّته الإخراجية نوع من التدرّب او المشاركة في‮ ‬القرارات العامّة‮. ‬مهما‮ ‬يكن،‮ ‬هناك أفكاراً‮  ‬تمنح الفيلم بعض ما‮ ‬يحتاجه من جماليات،‮ ‬لكنها لا تستطيع أن تؤلّف أسلوباً‮ ‬متكاملاً‮. ‬بعض السبب‮ ‬يعود الى الميزانية المحدودة التي‮ ‬لابد فرضت نفسها على السيناريو المنقسم بين رحلة مع وثائقيات،‮ ‬وسرير في‮ ‬المستشفى مع وثائقيات أخرى‮. ‬يلفت الفيلم مشاهده الى أن راسيلاس لاكيو،‮ ‬وقد اختار أن‮ ‬يلعب البطل الأثيوبي،‮ ‬أدّى الدور بإمارات هادئة بعيدة عن تفعيل لأحاسيس او تلوين‮. ‬جاد وحزين من دون أن‮ ‬يكون ذلك مفسّراً‮ ‬ونفس تلك الملامح تنتقل لاحقاً‮ ‬الى القسم الثاني‮ ‬ما‮ ‬يجعل الفيلم‮ ‬يفتقد علاقة الممثل بالمرحلة تماماً‮٠‬
الى ذلك،‮ ‬فإن حادثة السيارة لم تقع،‮ ‬في‮ ‬الحقيقة،‮ ‬كما نشاهدها في‮ ‬الفيلم‮. ‬هنا بيكيلا‮ ‬يقود سيارته الفولز على الطريق الريفي‮ ‬في‮ ‬وقت متأخر من الليل‮. ‬في‮ ‬مواجهته من بعيد تتقدّم سيارة جيب او شاحنة‮  (‬لا لقطات خاصّة بها لكن تبدو عسكرية‮) ‬وهو في‮ ‬اللحظة الأخيرة‮ ‬يحاول تحاشي‮ ‬الإصطدام بها فتنقلب سيّارته الى حقل بجانب الطريق‮. ‬في‮ ‬الواقع الحادثة تمّت خلال فترة قلاقل سياسية زمن هيلاسيلاسي‮ ‬ما قد‮ ‬يوحي‮ ‬بأن الفيلم لم‮ ‬يرد الحديث عن تلك القلاقل إغفالاً‮ ‬لما تنضوي‮ ‬عليه من تفسير سياسي،‮ ‬حتى ولو اضطر للكذب‮.‬

CAST AND CREDITS

DIRECTOR: Davey Frankel, Rasselas Lakew. CAST:  Rasselas Lakew, Dag Malmberg, Ruta Gemmintas, Abba Waka Dessalegn SCREENPLAY: Davey Frankel, Rasselas Lakew. CINEMATOGRAPHY: Toby Moore, Philip C. Pfeiffer, Radoslav spassov, Rodney Taylor (DH- B/W- Col).  EDITORS: Davey Frankel, Matt Mayer (86 min).. MUSIC: Charistian Mayer. PRODUCERS: Davey Frankel, Rasselas Lakew, Darryn Welch [Ethiopia/ US/ Germany- 2010]



 Uncle Boonme Who Can Recall His Past Lives   |  Apichatpong Weerasethakul **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العم بونمي‮ ‬يتذكّر حياته السابقة‮ |  ‬أبيتشاتبونغ‮ ‬ويراسثاكول
دراما‮ |  ‬تايلاند‮/ ‬بريطانيا‮/ ‬فرنسا‮/ ‬ألمانيا‮/ ‬أسبانيا‮/ ‬2010 ‬
جوائز أساسية‮: ‬جائزة مهرجان‮ "‬كان‮" ‬الأولى‮
Film Review # 203 ‬
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمثّل الفيلم تايلاند في ترشيحات الأوسكار أفضل فيلم أجنبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‮ لا عجب في عالم متفذلك كالذي نعيشه أن ينجح هذا الفيلم في إثارة النقاد الغربيين (وآخرين) ويخرج من مهرجان "كان" السينمائي بالجائزة الأولى عنوة عن أفلام أفضل كثيراً عرضت هناك بينها »يوم آخر« لمايك لي او «جميل« لأليخاندرو إياريتو. في زمن أفضل لم يكن هناك بد من وضع هذا الفيلم على رف التاريخ، ليس بسبب أسلوب عمله، بل بسبب خلوّه من الجدوى٠‬
هذا الفيلم  رحلة روحانية ذات‮ ‬غرابة‮ ‬يستلهمها المخرج أبيتشاتبونغ‮ ‬ويراسثاكول مباشرة من بيئته ومعتقده الديني‮ ‬ويسكنها إطاراً‮ ‬فنيّاً‮ ‬محدد الشكل‮ ‬يتعامل والطبيعة‮ (‬التي‮ ‬ينقلها هنا في‮ ‬لقطات مطوّلة‮) ‬بإحترام وإدراك‮. ‬في‮ ‬الوقت ذاته،‮ ‬هو فيلم ضعيف الكتابة والتأليف‮ ‬يقوم على مجموعة من المشاهد‮ ‬غير المرتبطة الا بخيوط واهنة‮. ‬بين هذه الخيوط أسلوب المخرج ذو المنوال الواحد الذي‮  ‬قد‮ ‬يلتقي‮ ‬والسينما الجيّدة التي‮ ‬تقوم على التأمّلات من حيث الشكل،‮ ‬لكنه لا‮ ‬يلتقي‮ ‬وإياها من حيث القيمة‮.‬
يبدأ الفيلم‮  ‬في‮ ‬غابة‮ (‬يصوّر ويراسثاكول‮  ‬أفلامه في‮ ‬الشمال الشرقي‮ ‬من تايلاند قرب الحدود اللاوسية‮) ‬بثور‮ ‬يفلت من الشجرة التي‮ ‬تم ربطه بها وذلك في‮ ‬ساعة متأخرة من النهار‮ (‬او هكذا تبدو‮) ‬ويتوجّه بعيداً‮ ‬عن مجموعة من الأفراد موجودين على مقربة‮. ‬تتابعه الكاميرا وهو‮ ‬يتقدّم بين الأشجار المتلاصقة في‮ ‬تلك الأدغال الى أن‮ ‬يقف هناك لا‮ ‬يفعل شيئاً‮ ‬سوى الخوار‮. ‬بعد قليل‮ ‬يناديه أحدهم ويسحبه وراءه من الحبل الذي‮ ‬حول عنقه‮. ‬غير بعيد هناك شكل لمخلوق بعينين حمراوين‮. ‬هذا الشكل سيتكرر فهو أيضاً‮ ‬من سمات الفكرة التي‮ ‬يتداولها الفيلم في‮ ‬منوال رتيب واحد
نلتقي‮ ‬بالعم بونمي‮ (‬ثانابات سايزامايار‮) ‬المريض بالكلى‮. ‬يمرّضه شاب من المرجّح أنه لاجيء‮ ‬غير شرعي‮ ‬الى تايلاند وذلك في‮ ‬مزرعته الكبيرة‮. ‬مع بونمي‮ ‬وممرّضه هناك إبنه وزوجة أخيه جَن‮ ‬غير الشابّة‮. ‬كانوا وصلوا جميعاً‮ ‬خلال النهار،‮ ‬وها هو الليل حل وهم جالسون حول طاولة في‮ ‬باحة المنزل الخارجية حينما تصل زوجة‮  ‬بونمي‮ ‬ليس كبشر بل كروح هائمة‮. ‬بعد قليل،‮ ‬يصل الى الطاولة ذاتها‮ (‬ويجلس‮) ‬إبنه الميّت سون وقد جاء بشكل قرد كبير‮. ‬حين‮ ‬يفسّر الإبن كيف أصبح قرداً‮ ‬يذكر أنه مارس الجنس مع قردة فأصبح واحداً‮ ‬من تلك القردة ذات العيون الحمراء التي‮ ‬يتردد إليها الفيلم‮. ‬لاحقاً،‮ ‬هناك مشاهد قليلة من تلك التي‮ ‬لا‮ ‬يدور فيها شيء محدد او شيء له علاقة بقصّة محددة،‮ ‬مثل العودة الى حكاية أميرة تشق الغابة مع خدمها حين تقرر الإرتياح عند نهر‮. ‬هناك تسمع صوت سمكة‮ (‬ذكر‮) ‬تتحدّث إليها،‮ ‬وبعدها تغوض الأميرة في‮ ‬الماء وتمارس الحب مع سمكة كبيرة‮. ‬في‮ ‬ثلث الساعة الأخيرة،‮ ‬وبعد وفاة بونمي،‮ ‬تجلس‮  ‬جَن و(إبنتها؟‮) ‬في‮ ‬غرفة فندق في‮ ‬المدينة وها هو إبنه‮ ‬يدخل الغرفة‮ (‬بثيابه البوذية‮). ‬حين‮ ‬يترك الغرفة مع الشقيقة‮ ‬يُدهش إذ‮ ‬يرى نفسه وإياها لا زالا جالسين على حافة السرير‮ ‬يتابعان التلفزيون‮  ‬وينتهي‮ ‬الفيلم عليهما‮٠‬
يتطرّق الفيلم الى ما تعرّض إليه الشيوعيون في‮ ‬مطلع السبعينات من اضطهاد وقمع وذلك من خلال حوارات وبضعة دلالات أخرى،‮ ‬كما حين‮ ‬يشعر بونمي،‮ ‬وقد أدرك أن نهايته تقترب،‮ ‬بأن ما‮ ‬يحدث معه‮ ‬يعود االى أنه قتل‮ "‬الكثير من الشيوعيين‮" ‬أيام ما كان مجنّداً‮. ‬تخبره شقيقة زوجته أنه فعل ذلك دفاعاً‮ ‬عن الوطن،‮ ‬لكنه‮ ‬يسخر من هذا‮  ‬التعريف‮. ‬هناك أيضاً‮ ‬إيعاز بأن الحشرات التي‮ ‬تدوس عليها شقيقة زوجة بونمي‮ ‬مقصود بها القبضة الحديدية للسلطة والأرستقراطيين‮. ‬المخرج اختار أن‮ ‬يعاني‮ ‬بونمي‮ ‬من مرض الكبد وأن تعاني‮ ‬جَن من عرج،‮ ‬لكن الفيلم بأسره‮ ‬يعاني‮ ‬من شخصيات لا حواشي‮ ‬لها‮. ‬لا خلفيات ولا مشاعر ولا تتبلور لأنها،‮ ‬أيضاً،‮ ‬خالية من الصراعات‮. ‬رغم هذه الإيحاءات السياسية‮ (‬وثمّة‮ ‬غيرها‮) ‬الا أن لا شيء‮ ‬يمكن أن‮ ‬يدفع هذا العمل بإتجاه التعليق السياسين‮. ‬ربما الرقابة التايلاندية الجامحة تفرض هذا اللجوء الى الرمزية،‮ ‬لكن حتى وإن كانت فإن ذلك ليس مبرراً‮ ‬لحالة فيلم ليس فيه ما‮ ‬يُسرد‮. ‬
الواقع على هذا النحو لا عجب أن الفيلم خال من أي‮ ‬تمثيل‮. ‬ليس ذنب الفيلم أن‮ ‬يأتي‮ ‬العمل خاوياً‮ ‬من الإحساس والتلاقي‮ ‬مع أي‮ ‬من شخصياته،‮ ‬ليس هذا لأن الفيلم‮ ‬يمارس مفهوماً‮ ‬بوذياً‮ (‬التقمّص وعودة الروح في‮ ‬أشكال مختلفة وعدم الإيمان بالجنّة الخ‮...) ‬بل لأنه اختيار مخرج من اولئك الذين‮ ‬يكتفون بالقليل من الجهد الإبداعي‮ ‬حتى ضمن ما‮ ‬يرغبون الوصول إليه‮٠‬






CAST AND CREDITS

DIRECTOR:  Apichatpong Weerasethakul CAST: Thanagpat Saisaymar, Jenjira Pongpas, Sakda Kaewbuadee, Natthakarn Aphaaiwonk SCREENPLAY: Apichatpong Weerasethaku. CINEMATOGRAPHY: Sayombhu Mukdeeprom, Yukontorn Mingmongkon, Charin Pengpanich (DH-Col). EDITORS: Lee Chatametikool (114 min). MUSIC: Koichi Shimizu; . PRODUCERS: Apichatpong Weerasethaku, Simon Field, Keith Griffiths, Charles de Meaux [Thailand/ UK/France/ Spain Germany- 2010