Deep End | Mission: Impossible- Ghost Protocol

Year 3. Issue 105
أفلام الجوائز 
The Leopard -1963 ****


كلوديا كاردينالي، بيرت لانكاستر
هذا الإقتباس الأمين لرواية المؤلّف جيسيبّي توماسي دي لامبيدوسا (وهو من أسرة أمراء القدامى في صقلية)  يتحدّث عن حال الأرستقراطية الإيطالية في القرن التاسع عشر التي وصلت إلى صقلية عندما استيقظ أميرها (جد الكاتب) على وقع هدير الثورة وقد وصل تلك الجزيرة. محاولاته تهدئة الوضع وتأمين السلامة لعائلته وتزويج إبن أخيه من إمرأة ثرية لكي يُقوّي ويوسّع من أواصر العائلة. لكن هذا الإختلاط لا ينجح في وقف التغيير.
إنه فيلم ملحمي من 187 دقيقة (ثلاث ساعات وسبع دقائق قاد بطولته بيرت لانكاستر وكلوديا كاردينالي وألان ديلون وعدد كبير من الممثلين الإيطاليين. أخرجه لوكينو ڤيسكونتي وقام بتصويره جيسيبي روتانو وكتب موسيقاه نينو روتا ووضع تصاميمه الفنية ماريو سيراندري. ڤيسكونتي جاء من عائلة ارستقراطية وانقلب يسارياً في مطلع شبابه لكن ذلك لم يعن تخلّيه عن "أرستقراطية" النظرة والمعالجة وتحقيق أفلامه برهافة كلاسيكية وثقافية ثرية. هذا الفيلم نموذج ناجح لأعماله كلّها التي منها لاحقاً «الغريب» و«الملعونون» و«موت في البندقية».
حين تم عرض الفيلم في أميركا اكتشف المخرج أن شركة التوزيع اقتطعت 40 دقيقة من الفيلم فأعلن أنه بريء من تلك النسخة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوائز: "كان" (الذهبية كأفضل فيلم)، جائزة ديفيد دي دوناتيللو كأفضل إنتاج.
رُشّح لجائزة أوسكار أفضل تصميم ملابس. 


سينيراما
الأفلام الجديدة بلمحة [الفيلم | تقييم "فيلم ريدر" بالأحمر لجانب تقييم النقاد العالميين].



Sherlock Holmes: A Game of Shadows   *****
إخراج: غاي ريتشي Guy Richie 
أدوار أولى: روبرت داوني جونيور، جود لو، ناوومي راباس

أكشن | المرّة الثانية التي يؤدي فيها روبرت داوني شخصية شرلوك هولمز منتقلاً بشخصية التحري الكلاسيكي إلى عصر ما بعد جيمس بوند | نقد الفيلم: العدد القادم
………………………………………………………………………………………………..


  Mission: Impossible- Ghost Protocol * * *  | ***
إخراج: براد بيرد  Brad Bird
أدوار أولى: توم كروز، جيريمي رَنر، سايمون بَغ

أكشن | الجزء الرابع من المغامرات الجاسوسية المستلهمة من مسلسل تلفزيوني في الستينات. الجاسوس إيثان هانت يحاول منع أشرار من استخدام القنبلة النووية | أنظر هذا العدد
………………………………………………………………………………………………..



Alvin and the Chipmunks: shipwreckd ---- | *
    DIRECTOR:  Mike Mitchel  إخراج: مايك ميتشل
أصوات:   ماثيو غراي، جستين لونغ، جيسي مكارتني

رسوم متحركة | الجزء الثالث من مغامرات السناجب تنقلهم إلى جزيرة منعزلة بعد رحلة على ظهر باخرة سياحية حوّلوها إلى ساحة كر وفر.

 ………………………………………………………………………………………………..
The Pill ---- | ***
إخراج: ج. س. خوري  J. C. Khoury
أدوار أولى: نواه بين، راتشل بوسطن، أنا شلامسكي

عاطفي | رجل وإمرأة يتعارفان وفي اليوم التالي يفيقان من ليلة الأمس قبل أن تكتشف بعد أسابيع أنها حامل. نال بضعة جوائز من مهرجانات صغيرة.

………………………………………………………………………………………………..
Deep End   * * * *| ****
إخراج: يرزي سكوليموفسكي  Jerzy Skolimowski
أدوار أولى: جين آشر، جون مولدر- براون، دايانا روس

دراما | فتى يعمل في مسبح يقع في هوس وحب موظّفة تكبره سنّاً ما يقوده إلى نهاية داكنة | أنظر هذا العدد 





نقد الأفلام

Mission: Impossible- Ghost Protocol ***
المهمّة: مستحيلة- البروتوكول الشبح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إخراج: براد بيرد   Brad Bird ***
أدوار أولى: توم كروز، جيريمي رَنر، سايمون بَغ. مع: مايكل نكفست، فلاديمير ماشخوف، أنيل كابور، ليا سيدوكس.
 Script: Josh Appelbaum, Andre Nemec **| Cinemaphotographer: Robert Elswit *** | Editor: Paul Hirsch ** | Music: Michael Giacchino **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مغامرات جاسوسية | الولايات المتحدة - 2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review N. 285


في النقد الذي كتبته لـ "ظلال ونجوم" إثر عرض الفيلم في افتتاح مهرجان دبي السينمائي، ذكرت أن لا أحد يتوقع من الفيلم أن يكون منطقيا لكن مبرراته لتقديم تلك المهام المستحيلة، كتسلّق برج خليفة من الخارج على أرتفاع 120 دور او نحوه، ضعيفة. كان عليّ أن أضيف أن المسلسلين، السينمائي الذي يشكّل هذا الفيلم حلقته الرابعة والتلفزيوني، ذاك الذي كان سائداً في الستينات والسبعينات قاما على اللا منطقي وضعف التبريرات أصلاً.
كنت لا زلت فتى مراهقاً حين كنت أرفض تصديق روايات المسلسل المختلفة: عملية تنكّر هائلة تنطلي على الجميع لإنقاذ سجين سياسي من حكم دكتاتور، او إيقاف شحنة نووية من الوصول إلى الأعداء عبر فتح خزنة لا يعرف سرّها الا رئيس الدولة لكن الفريق سيسرق ذلك السر منه، وهكذا. إن لم تستخدم بعض ميولك صوب المنطق، او إذا كنت أكثر قدرة من الناقد من حيث القدرة على تحييد المنطق وقبول الترفيه وحده، فإن تلك المهام المستحيلة تتحوّل إلى مهام سهلة في نهاية اليوم. 
سياسياً، كانت الفترة مشهود لها بأنها فترة الحرب الباردة: الأبطال يعملون لصالح السياسة الأميركية في الشرقين الأقصى والأوسط وعدوّهم الأول هم الروس والثاني الدكتاتوريين اللاتينيين او الأوروبيين او الآسيويين وبالتالي لا يوجد همّ لتحليل أي موقف أبعد من ذلك.
والفيلم الجديد يستعير من الماضي تلك الحرب الباردة. هناك مقدّمة مثيرة لعميل آخر مُطارد من قبل أعداء مجهولين. حين يقفز من سطح عال ويحط على ظهره يسحب مسدّسه وهو ما زال في الهواء، ويطلق النار على مطارديه الإثنين فيرديهما. جيمس بوند جديد؟ ربما، لكن هذا البوند سوف لن يعيش طويلاً. سعيداً بانتصاره يجد فتاة تتقدّم صوبه، ومن قبل أن يكتشف حقيقتها تغرز فيه رصاصات وطعنات. 
الآن إلى سجن موسكو والعميل إيثان هانت (توم كروز) مستلق في زنزانة وخارجها تمرّد مُدار من قبل معاونه بنجي (سايمون بغ) الماهر باستخدام الكومبيوتر وسرقة كلمات السر وجوازات المرور طوال الفيلم. هذه المرّة استطاع فتح زنزانات السجن لإخراج المساجين وإشعال القتال بينهم وبين حرّاسهم في الوقت الذي سيتحرّك فيه إيثان لإخراج سجين آخر ثم الهرب منه. 
هذا الهرب يتكرر مع اكتشاف أن هناك خطّة من "متطرّف نووي" في سبيل القيام بعملية خطرة على إيثان ومعاونيه بنجي وجين (بولا باتون) إيقافها. هذا يتطلّب ارتدائه زي الجنرال الروسي ودخوله الكرملين بحجّة أو بأخرى مبدياً معرفة كاملة بكل ممرات ودهاليز وغرف ذلك المكان الشاسع كما لو أنه وُلد فيه. بعض قليل، يدرك بطلنا أن إنفجاراً كبيراً على وشك الوقوع فينطلق هارباً قبل أن تلقي السلطات الروسية القبض عليه بتهمة تتراوح من الإشتراك إلى الإقدام على تدمير الكرملين. لكن إيثان يهرب مجدداً ليجد نفسه أمام احتمال خطر: هناك من يريد تفجير العالم وليس الكرملين فقط، وعليه أن يضع حدّاً له.
هذا كلّه قبل وصوله إلى دبي مع فريق يزداد عدداً بانضمام عميل سابق هو براند (جيريمي رَنر- من «خزنة الألم»)  وحال وصولهم هم في برج خليفة يحاولون دخول غرفة فوق غرفتهم في الطابق الـ 123. لسبب غير وجيه  لا يستطيع هؤلاء بكل ما أوتوا من حيل وقوّة وأدوات اقتحام الغرفة العلوية، ما يجبرهم على حل وحيد: دخولها من خارج المبنى، وذلك بتسلّق البرج من الخارج… وهنا كمنت كل تلك المشاهد المنتظرة التي قام كروز بأداء معظمها بنفسه. 
لنبق في برج خليفة بعض الوقت. الشعور المتولّد خفياً مع مشاهدة توم كروز معلّق بيد واحدة بفضل قفاز لاصق (كانا قفازين، لكن الأول يبدو من صناعة كورية شمالية إذ لا يعمل جيّداً) بأن هناك، وعلى نحو سوريالي ما، محاكاة بين تعلّقه بين الحياة والموت هنا، وبين مصيره التجاري هناك. توم كروز أحد أكثر ممثلي السينما عرضة للطي بفعل تفضيل المشاهدين الجدد لممثلين يرتدون الأزياء المعدنية الغريبة، او لحيوانات مرسومة وناطقة. وحين نجد كروز معلّق بيده اليمنى مهدد بأن يسقط من علو كيلومتر ينتابنا الشعور بأن هذه هي حاله إذا ما أخفق الفيلم في تسجيل حضوره (والأرقام الأولى تشير إلى أنه أخفق فعلاً في أسبوعه الأميركي الأول).
لكن المخاطرة الجسيمة لا تتوقّف عند مشاهد تسلّق المبنى الأعلى حول العالم من الخارج (ومن وجهة نظر تسويقية بحتة هو سبق سينمائي جيّد أن يكون هذا الفيلم الأول الذي صوّر البرج كعنصر فعلي في الأحداث) بل تمتد لما بعد ذلك. المطاردة بين الفريق الذي لا يعجز عن شيء والإرهابي النووي الذي يريد إعادة الحياة إلى السنة الأولى من الحياة، تنتقل إلى الهند حيث تقع المعركة الكبيرة والفاصلة بين كروز وعدوّه اللدود (يقوم به مايكل نيكفست). أنيل كابور (من «سلامدوغ مليونير») يؤدي دوره المحدود كبليونير له ضلع فيما يدور، لكن أحداً سوف لن يكترث للممثل حينما يبدأ كروز ونيكفست الصراع حول تلك الحقيبة التي ستجعلنا قادرين على مشاهدة الفيلم او ستدمّرنا والعالم إذا ما استطاع الشرير الفوز ولو مرّة واحدة في حياته.
المشاهد الخطرة ومشاهد المطاردات وكل ما من شأنه رفع الوتيرة منفّذة جيّداً، وقد بات من الصعب في سينما اليوم معرفة مسؤولية من هي تلك التي تتعلّق بتفعيل هذا التشويق: المخرج او فناني الكومبيوتر غرافيكس. هذا يضعنا أمام مسألة مهمّة: توم كروز يؤكد، وفريق العمل، أنه قام بتلك المشاهد خارج البرج بنفسه. لكن هل قام بها جميعها؟ هل هي مشحونة بالمؤثرات الحديثة؟ ما نسبة الكومبيوتر غرافيكس فيها؟
المشكلة في نهاية المطاف ليست هنا بل في أن المخرج لا يملك أسلوباً خاصّاً به. لا شيء في العمق ولا يوجد تمثيل فعلي من تلك الشخصيات لأنها مكتوبة على لوح أسود بخط عريض. هناك استعارات ساخرة ربما مستمدّة من خلفيّته كمصمم ومخرج أفلام أنيماشن، لكن الغالب هو حركته المنفعلة دوماً واعتماده التوليف كثيراً لدفع المشاهِد والفيلم في سباق محموم. 

Brad Bird: 
1999: The Iron Giant ***
2004: The Incredibles ****
2007: Ratatouille ***

أنجح خمسة  |  Tom Cruise
2005: War of the Worlds|  Steven Spielberg    ***
2000: Mission: Impossible II  | John Woo    ***
1996: Mission: Impossible  | Brian De Palma  ****
1986: Top Gun |Tony Scott     **
1988: Rain Man | Barry Livinson     **



Deep End ****
نهاية عميقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إخراج: يرزي سكوليموڤسكي   Jerzy Skolimowski  ****
أدوار أولى: جون آشر، جون مولدر براون، دايان دورس. مع:  كارل مايكل فولغر، كريستوفر ساندفورد، لوس مارتيني
 Script: Jerzy Skolimowski, J. Gruza, B. Sulik *** | Cinematographer: Charly Steinberger ***| Editor: Barrie Vince *** | Producers: Helmut Jdele
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراما نفسية | بريطانيا/ ألمانيا - 1970
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review N. 285

بولنديان هاجرا من وطنهما أحدهما حقق شهرة واسعة هو رومان بولانسكي والثاني شهرة محدودة (وأحياناً محدودة جدّاً) هو يرزي سكوليموفسكي الذي عرض له مهرجان فنيسيا قبل عام وبضعة أشهر فيلمه الأخير -للآن- "قتل أساسي" Essential Killing
"نهاية عميقة" كان أول فيلم ناطق بالإنكليزية للمخرج المذكور حققه في بريطانيا حيث حط ولا يزال. وبمتابعة كل أعماله، نجد أن هذا الفيلم كان إذعاناً بمدى دكانتها النفسية التي تسيطر على نواحي العمل. ليس هناك من نهايات سعيدة (الا إذا كانت ساخرة ونسبية) والشخصيات محكوم عليها بنهايات لا يطيقها الباحث عن السعادة والأمل في أرجاء السينما.  سمة أخرى ناتجة عن مراقبة أفلام سكوليموڤسكي هي أن المخرج يرصد الوضع الذي يقدّمه من دون أن يتدخّل، موضوعياً، فيه. إنه "خارجي"، غير منتم تماماً لشأن او قضية، ويعالج ما نراه من تلك الزاوية مثيراً اسئلة قد لا يلقى إليها البعض بالاً على أساس أنهم يملكون إجابات محددة حولها تمنعهم من الإستفاضة.
هناك أغنية لكات ستيفنس، المغني البريطاني الذي اعتنق الإسلام وسمّى نفسه بيوسف إسلام، ترتفع في مقدّمة الفيلم وتحدد (كما نكتشف لاحقاً) نهايته عنوانها "لكني قد أموت الليلة" But I Might Die Tonight . بطل الفيلم، ذلك الصبي ذي السادسة عشر من العمر (جون مولدر براون) سيموت في نهاية هذا الفيلم بعد حياة قصيرة (على الشاشة وكشخصية عامّة) في نهاية عميقة وعمقها فعلي ورمزي: مشهد الموت هو سباحة في المسبح حتى أقصى عمقه وعدم الخروج من تحت الماء و- رمزيا- هو دخول في عمق المتاهة الحياتية لصبي لم يعرف إجابات حول اسئلته العاطفية فقرر الإستغناء عن تلك الإجابات في النهاية والغوص أكثر فيما لا يعرف.
الصبي مايكل محمّل بالاسئلة (كما الفيلم) المتعلّقة ببلوغه وعدم نضجه معاً. بمحاولته تفسير معنى وجوده عاطفياً وجنسياً مندفعاً برغبة المعرفة وبجمال معلّمة السباحة سوزان (جين آشر). مايك من السذاجة لدرجة أنه سوف لن يستطع تفسير ما يحدث له. عالمه غامض وبحثه عن الجنس والحب لا يقوده إلى فض ذلك الغموض، ناهيك عن عذريته. هناك العاهرة التي ولّى شبابها (دايانا دورس التي كانت ممثلة من نسق مارلين مونرو وجين منسفيلد ولو بالقياس البريطاني) لكنها لا زالت قادرة على بث الشهوة في النفوس والتي لا تصلح لأن تكون مرشدة. ثم هناك سوزان التي خلفت براءتها وراءها لكنها ستضن على مايكل بالمعرفة أيضاً. بذلك سيزداد انطواءاً خصوصاً وأنها تمثّل، حسب يقينه، كل ما يريده لنفسه، فهي تبدو واثقة، متحررة، منفتحة، جسورة وذكية. 
كل ما في الفيلم يتحرّك في إتجاه واحد، وأحياناً ما يتعثّر في حركته. بعض المشاهد (الفصل الذي يدور في صالة سينما) لا يبدو قابلاً للتصديق في لندن الستينات حيث تدور الأحداث (وربما ليس اليوم) والحوار يقتصر على الكلمات المرصوصة بلا غاية في بعض الأحيان. المتاهة أطول بقليل مما يجب، لكن عالم المخرج مشحون رغم كل ذلك بصورة ذات وقع وتأثير شديدين. 
هذا الوقع يزداد مع اقتراب الفيلم صوب نهايته: شخصية كتلك التي يقدّمها سكوليموڤسكي لابد أن تنتهي كذلك الا إذا قرر خداع نفسه والمشاهدين واستبدال الوجهة بأخرى في آخر لحظة. إذاً عندنا هذا الفتى الحائر وتلك المعلّمة التي تمثّل الحب أولاً ثم نكتشف أنها لا تقل ضياعاً، وحمام السباحة حيث الكثير من المشاهد التي ستبني لما يلحظه مايكل من جمال المرأة التي يحب ودكانة الماء وجذبها القاتل للغرق فيها. نهاية سكوليموڤسكي العميقة هي هذا الإلتحام بين الجمال الممنوع (او على الأقل السائر بلا وجهة) وبين الإثارة الناتجة عن حب الغرق. 

Jerzy Skolimowski's best
1970: Deep End ****
1972: King, Queen, Knave ***
1985: The Lightship ****
2008: Four Nights With Anna ****
2010: Essential Killing ****



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved ©  Mohammed Rouda 2006- 2211٠

Nosferatu | House of Pleasures | Immortals | Tower Heist

Year 3. Issue 104
المشهد
Nosferatu (1922) ****

حينما امتنعت أرملة الكاتب برام ستوكر عن منح المخرج الألماني ف. و. مورنو حق صنع فيلم من رواية زوجها «دراكولا»، قام بابتكار مصّاص دماء بإسم أورلوك مع تغيير الحكاية وأسماء شخصياتها. تم إسناد مهمّة السيناريو  إلى الكاتب الألماني هنريك غالين، الذي كان سبق له وأن وضع سيناريو حول وحش آخر قبل ذها الفيلم هو «غوليم»، وغوليم في التلمود هو مخلوق لم يكتمل وفي السينما استخدمه الألمان لينجزوا ما عُرف في مطلع القرن بالأدب الرومانسي- الداكن، وهو ذاك الذي يجمع معالم قصّة الحب بأحداث تخويفية. الفيلم الذي كتبه غالين كان «الغوليم» وقام كارل بويش وبول وَغنر بتحقيقه كفانتازيا مرعبة تقع أحداثها في القرن السادس عشر في العاصمة براغ حول حاخام يصنع مخلوقاً ضخماً سمّاه غوليم وذلك بغية الدفاع عن اليهود المضطهدين ما يكشف عن سعي اليهود إلى إستخدام ما انتشر من معاداة الأوروبيين لهم في بعض الأوساط المسيحية لإفراز مفاهيم تدعو للعنف. وهو المفهوم ذاته الذي لا يزال يسود الممارسة العدوانية للكيان العدو على أساس حماية «إسرائيل» من أعدائها وذلك بصرف النظر تماماً عما قامت ولا تزال تقوم به من ممارسات عدائية ليس أقلّها احتلال فلسطين بأسرها قبل نحو ستين سنة٠
وهناك علاقة مقلوبة بين الغولم ومخلوق فرانكنستاين، كما وضعته الكاتبة ماري شيلي. د. فرانكنستاين، والأسم يقترح شخصية يهودية، جرّاح ماهر لكن طموحه هو "صنع" مخلوق حي باستخدام الطاقة الكهربائية، وهو يفعل ذلك بتجميع أعضاء وأطراف موتى وتأليف مخلوق متوحش. حسب الرواية، وبضعة أفلام التزمت بها، فإن المخلوق وجد نفسه فريداً واعتبر نفسه ضحية وليس قاتلاً، وهذا هو الإختلاف بينه وبين غوليم الذي كان عليه اصطياد المعادين لليهود وتصفيتهم برضاه الكامل٠
«نوسفيراتو» اختلف عن كل ما سبق فهو لا علاقة له لا بالميثالوجيا ولا بالمفاهيم الدينية الا من حيث الصراع بين الخير والشر على صعيد منفصل، شخصيات خيّرة (مثل الزوجة) وشخصيات شريرة (أورلوك وصاحب مؤسسة عقارات أسمه نوك) وشخصيات يدخلها الخير وسوء التقدير عنوة (كما حال الزوج الذي لم يحسن الدفاع عن زوجته)٠
الحكاية تضع الزوج المحب هاتر أمام واجب ترك زوجته وحيدة والسفر إلى جبال كارباتيان، تلك الجبال التي تسكن عند أحد سفوحها بلدة ترانسلفانيا لبيع أورلوك بناية تواجه منزله غير مدرك أنه يبيع العقار لمصاص دماء واضعاً زوجته تحت خطره٠

 بين الأفلام

الأفلام الجديدة بلمحة (الفيلم، متوسّط تقييم النقاد، تقييم "فيلم ريدر" بالأحمر)٠

Arthur Christmas
Dir: Sarah Smith. Cast: James McAvoy, Hugh
Lauri, Jim Broadbent
كوميديا لمغامرة ولاّدية تطرق باب الكريسماس في أحداث تقع في القطب الشمالي
***
---
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

The Artist
Dir: Michel Hazanavicius. Cast: Jean Dujardin,
Bérénice Bejo, John Goodman
دراما فرنسية حول العام الأخير من السينما الأميركية الصامتة 
****
****
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


My Week With Marilyn
Dir: Simon Curtis. Cast: Michelle Williams, Eddie
Redmayne, Julia Ormond
دراما بريطانية حول أسبوع عمل وحب قضته مارلين مونرو في بريطانيا
***
***ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


The Muppets 
Dir: James Bobin. Cast: Amy Adams, Jason Segal,
Chriss Cooper, Rashida Jones
أنيماشن من الشخصيات التلفزيونية المعروفة حول محاولاتهم إنقاذ مسرحهم
***
---
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


Happy Feet two
Dir: George Miller. Cast: Carlos Alazraqui,
Lombardo Boyar, Jeffrey Garcia
 أنيماشن من جورج ميلر مستمد من نجاح الفيلم الأول مع مزيد من مخاطر الحياة
***
***
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


House of Pleasures
Dir: Bertrand  Bonello. Cast:  Hafsia Herzi, Céline
 Sallette, Jasmine Trinca,
دراما تاريخية إيطالية حول بيت دعارة وشخصياته | إقرأ عنه في هذا العدد
****
***





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Hugo
Dir: Martin Scorsese. Cast: Ben Kingsley,
Asa Butterfield, Ray Winstone, Christopher Lee
جديد مارتن سكورسيزي حول المخرج الفرنسي جورج ميليس
****
****
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


Twilight Saga: Breaking Dawn- Part One
Dir: Bill Condon. Cast: Taylor
 Lautner, Kristen Stewart, Robert Pattinson.
رعب/ رومانسي حول مصّاصي دماء واقعون في الحب
***
*






نقد الأفلام

 
**    Immortals
خالدون
إخراج: تارسام سينغ
أدوار أولى:  هنري كافيل، ميكي رورك، فريدا بنتو، ستيفن
دورف، جون هيرت
فانتازيا | الولايات المتحدة- 2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Variety n. 282
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يبدو أن إسم المخرج تارسام يكبر تبعاً لارتفاع ميزانيّة أفلامه. كان تارسام في  أوّل أفلامه  (33 مليون دولار تكلفة) ثم لحين ظهر بإسم تارسام سينغ، وفي هذا الفيلم (الذي تكلّف شمالي 75 مليون دولار) تارسام سينغ داندوار. لو أن النوعية تكبر مع الإسم لما كان هناك داعياً لهذه الملاحظة أساساً٠
 The Cell  قدّم المخرج  تارسام سينغ بتقديم نفسه في أوّل أفلام
الكلمة التي لها معنيين: "خلية" و"زنزانة" ولا زلت حتى الآن لا أعرف أي معنى هو المقصود، فكلاهما يصح في الفيلم. لكن ذلك الفيلم المرعب كان جيّد التنفيذ إلى حد بعيد وقدّم مخرجاً هندياً آخر يعمل في هوليوود لجانب  م. نايت شماليان. وفي اللقطة الأخيرة من الفيلم ذلك المكعّب الرامز إلى كلا المعنيين٠
في بداية هذا الفيلم هناك أيضاً مكعّب آخر لكن «الخالدون» مختلف ولا يشكّل حلقة جديدة من الفيلم السابق، بل يدور حول أسطورة ضاربة بالتاريخ الإغريقي وضعها يونانيا الأصل هما فلاس وتشارلز بارلابانيديس تتحدّث عن الملك هيبريون (ميكي رورك) والمحارب ثيزيوس (هنري كافيل) وصراع حتى النصر عندما يندحر الشر (هيبريون) أمام قوّة الخير المتمثّلة بثيزيوس. فهيبريون لا يريد التوقّف عن الإحتلال والقتل والتنكيل، وثيزيوس مواطن في بقعة من الأرض الإغريقية اختير لها أن تكون فوق صخور شاهقة فوق الجبل. لم أملك نفسي من التعجّب حول لماذا يبني مجتمع ما بلدة على شفير تلك الصخور ومن أين يأتي المواطنون بالماء والطعام؟ لكن لا بد من الإعتراف أن  هذا ليس سؤالاً أساسياً ولو أنه جائزاً. ما يريد الفيلم توجيهنا إليه هو حكاية انتقال ثيزيوس من موقف اللامبالاة لما تتعرّض إليه تلك البلدة من خطر إلى أن تقتل والدته ويحيط الخطر الماحق بقومه. وسريعاً ما سنكتشف أيضاً أن هذه البلدة لها عمق آخر، فهي من الناحية الثانية، تشرف على أرض قاحلة نصبت فوقها قلعة شامخة لها مدخل حصين ونفق يتلوه وفي هذا النفق ستدور المعركة الكبرى بين هيبريون وثيزيوس كما بين جيشي الأول والثاني. في الوقت ذاته، هناك جبهة ثالثة قوامها ألهات إغريقية مقاتلة من المفترض أن تكون أبدية لكن بعض أفرادها يسقطون قتلى في المعركة ضد "عفاريت"٠
السؤال المهم الذي قد يداهم المشاهد تبعاً لما يراه هو لماذا التأكيد على ضراوة هيبريون في كل مرّة يظهر فيها. حالة قتل، حالتان، ثلاثة كافية بالتأكيد لإعطائنا الفرصة لمعرفة إلى أي مدى تبلغ شراسة وعنف هذه الشخصية. لكن المخرج يبدو سعيداً وهو يرى ميكي رورك وهو يقطع هذا الرأس او يفقأ عينا ذلك الرجل او يأمر فتهوى مطرقة ضخمة على الأعضاء الثمينة لرجل ثالث؟
في الصدد ذاته، فإن التصرّفات الفردية (تقليدية من الجانبين) لا تؤدّي إلى جوانب جديدة في الحكاية. البطل الذي لا يريد أن يُحارب لينصر أبناء بلدته منوال قديم الأمد، والشرير الذي يُراد له أن يشع الخوف في أوصال مرتدي نظارات الأبعاد الثلاثة (ولا يفعل) هو أيضاً تنميط أحادي قديم. هذه العناصر، وتلك الفانتازية التاريخية والإنتاجية والحكاية التي توفّرها لا تصنع فيلماً أكثر حيوية٠
«خالدون» مثل «مغامرات تن تن» والكثير سواهما، مثير للنظر. مصنوع من تصاميم فنية وإنتاجية جيّدة، بما فيها ذلك الموقع الغريب أعلاه، لكنه لا يحتوي على إنجاز إخراجي مواز. ليست هناك من دقيقة واحدة تمثّل عملاً إخراجياً أو إبداعياً فنيّاً، بل كلّه «بزنس» وبعد حين، فإن الدكانة التي في الشخصيات، والتكرار في أفعالها ينال من المشاهد ويحتّم عليه الشعور بأنه أمام تركيبة من المشاهد كل منها يشبه واحداً من تلك الحجارة الكبيرة التي تتشكّل منها القلعة الكبيرة. الطرق من وإلى كل مشهد منها يشبه بالفعل تلك الحجرات او الخلايا التي في فيلم تارسام الأول. الإنتقال بينها أشبه بالدوران حول مكعبات لا أفق لها. بعض المشاهد، مثل تلك التي نرى فيها وصول الألهات لكي تساعد الناس في التصدي للشرير تفتقد السبب الوجيه خصوصاً عندما ندرك أن تلك الآلهات قد يُقضى عليها أيضاً.  ثم ماذا عن ذلك القوس الذي من أجله يقتل هيبريون مئات الجنود في سبيل الوصول إليه؟ أنه قوس أوتوماتيكي ما أن تطلق منه سهماً حتى يُستبدل من دون جهد بسهم آخر جاهز للإطلاق- مثل الكلاشينكوف او ربما أفضل منه لأن خرطوشه لا ينتهي. بعد حين وجيز ينكسر القوس الثمين ما يفقد الفيلم واحداً من أهم أسباب الصراع من دون أن ينتهي الصراع ذاته٠

 CAST AND CREIDTS




DIRECTOR: Tarsam Singh Dhandwar
CAST: Henry Cavill, Micky Rourke, Stephen Dorff, Frieda Pinto, John Hurt, Luke Evans
SCREENPLAY: Charles Parlapanides, Vlas Kavanaugh. CINEMATOGRHAPER:  Brendan Clavin (Color/HD). EDITOR: Stuart Levy, Wyatt Jones, David Rosenbloom (117 min).
PRODUCER:  Mark Canton, Ryan Kavanaugh,  Gianni Nunnari. COMPANIES: Relativity Media, Mandate International [USA- 2011].


Tower Heist **

إخراج: برت راتنر
أدوار أولى:  بن ستيلر، إدي مورفي، مايكل بينا، ماثيو برودريك،
ألان أولدا، كايسي أفلك
تشويق | الولايات المتحدة - 2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review n 283.

يحمل «سرقة برج» بعض التشويق والكثير من الخفّة التي قد تسبب الترفيه المناسب للباحث عن فيلم خفيف.  لكنه لا يحمل أكثر من هذا الحد لمعظمنا. وهذا، على الأرجح، عكس ما تخيّله المخرج برت راتنر المعروف بفيلميه «ساعة الزحام» او
Rush Hour
فهو كان قرر، في أحاديث له، أن فيلمه مستوحى من أفلام السرقات الكلاسيكية في السبعينات، وسمّى بعضها: «خطف بلهام 123» (نسخة جوزف سيرجنت- 1974)، و«حجر ثمين» (بيتر ياتس-1972) و«أشرطة أندرسن» (سيدني لوميت- 1971). لكن الإستيحاء شيء والتنفيذ شيء آخر. تلك الأفلام التي بُنيت على قيام أفراد بالتخطيط وبالسرقة نجحت آنذاك لأنها كانت امتداداً لنوع من الأفلام التي بررت السرقة من أيام فيلم ستانلي كوبريك الأخّاذ «القتل» (1956) مروراً «بوني وكلايد» (آرثر بن- 1968) على أساس إجتماعي. مع شخصيات تلك الأفلام كان يمكن لك، إن أردت، الشعور بما يدفعها لارتكاب الجريمة، لكن حتى وإن كانت المجموعة التيتقوم بها محترفة، فإن هناك رسم للشخصيات ومستوى من المعالجة لا تستطيع معه سوى الإصطفاف مع هذه النخبة طالما أن السرقة هي كل ما ستقوم به
هذا الدافع الإجتماعي هو سحابة عابرة في فيلم راتنر الجديد. الأحداث تقع في الزمن المعاصر، وهو زمن اقتصادي صعب على ملايين البشر، وأقل ما كان راتنر وكاتبيه (جف تاتانسون وتد غريفين) يستطيعون فعله هو دمج هذا الوضع عملياً في الفيلم بحيث يستطيع المشاهد الشعور إيجاباً مع ما يدور
إنها قصّة مجموعة من العاملين في إدارة واحدة من ناطحات السحاب في لوس أنجيليس. مالك البرج السكني هو آرثر شو (ألان أولدا) الذي يسكن طابقاً علوياً فيها ولديه سيارة تم تركيبها في داخل الشقّة يقول أنها كانت من ممتلكات ستيف ماكوين. من بين العاملين جوش (ستيلر) مدير الموظّفين والمسؤول المباشر عن البرج، كايسي أفلك وماثيو برودريك ومايكل بينا هم من بين العاملين الكثيرين في هذا الفيلم وأكثرهم ظهوراً لجانب بواب العمارة الأسود لستر (ستيفن مكينلي هندرسن) الذي يكرر لاحقاً أنه فتح باب المدخل وأغلقه منذ ثلاثين سنة. هؤلاء، باستثناء شخصية إنريك (مايكل بينا- كونه جديداً) أودع مدّخراته في مشاريع آرثر العقارية والمصرفية معتقداً أنه سيستثمرها على النحو الصحيح. الآن، وآرثر بات ملاحقاً من قبل الأف بي آي (ممثّلة بالعميلة الخاصة كلير كما تؤديها تيا ليوني) أدرك الجميع أن الرجل تلاعب بمدّخراتهم وخسرها او صرفها او سرقها. المهم أنهم الآن على الحديدة، والبوّاب فكّر بالإنتحار تحت عجلات القطار ولو أن كاتبي السيناريو أنقذا حياتهح
جوش يفكّر في أن الطريقة الوحيدة لتعويضه والآخرين هي سرقة 25 مليون دولار يخفيها آرثر في مكان ما من شقّته. هو وأفلك وبرودريك وبينا سيؤلّفون نواة العصابة التي ستسرق الشقّة لو استطاعت معرفة أين الخزنة، لكنها بحاجة لمن يفتح الخزنة ولهذا السبب تستعين بمن اعتقدته خبير خزنات أسمه سلايد (إيدي مورفي). خططهم تتغيّر تبعاً لاكتشاف أن المال ليس في المكان الذي اعتقدوا أنها مخبأة فيه (ولمن شاهد الفيلم فإن إبقاء المكان البديل سرّاً أفضل من الإفصاح عنه). الفيلم يتبلور ككر وفر بين هذه العصبة وبين الثري على نحو أن من سرق يستحق أن يُسرق
لكن المدلول في كل ذلك ليس ذا أثر كونه لا يتعامل مع المحيط الحالي نفسه، بل يمكن للقصّة أن تدور في سويسرا إذا ما أتيح للإنتاج تحقيقها هناك. ما هو بيّن كثرة الإفتراضات التي يبني عليها الفيلم أحداثه. ليس هناك ما هو ثابت، لكن هذا لا يردع الشخصيات، ولا صانعي الفيلم، من اعتمادها وبناء الحدث التالي عليها. وفي ذلك الكثير من التنميط: عميلة الأف بي آي كان لابد لها أن تسكر لكي تبوح لجوش بأن الأف بي آي لا تعرف أين خبأ المال، لكن جوش يعرف. المال ليس في المكان الذي اعتقد أنه فيه، لكنه -مرة أخرى- سيعرف أين هو. الأسود عليه أن يكون خريج سجن لسوابقه. الأسود عليه أيضاً أن يفكّر لمصلحته الخاصّة لأنه لا يتصالح مع البيض
وعلى هذا المنوال يتوالى الفيلم مكتوباً بحوارات سقيمة وجامدة ومدّعية المعرفة وبمشاهد تنتقل من افتراض إلى آخر. إما إخراج راتنر فلا يستدعي التوقّف عنده لأكثر من ملاحظات بسيطة. النقاد الأميركيين الذين أعجبهم الفيلم تحدّثوا عن اللقطة الأولى التي تتراجع فيها الكاميرا عن عيني ابراهام لينكولن لنكتشف أنها رسم منصب على أرض المسبح، لكن هذه البداية فكرة طريفة لا أكثر من ذلك. ماذا عن الفيلم بأسره وفشل راتنر تحويله إلى عمل ذا قيمة فنية او اجتماعية جيّدة؟


CAST AND CREDITS 

DIRECTOR: Brett Ratner
CAST: Ben stiller, Eddie Murphy, Casey Afleck, Alan Alda, Michael Pena, Matthew Broderick, Tea Leoni.
SCREENPLAY: Ted Griffin, Jeff Nathanson. CINEMATOGRAPHERS: Danter Spinotti (Color/ 35 mm). EDITOR: Mark Helfrich (104 min). MUSIC: Christophe Beck. PRODUCERS: Brian Grazer, Eddie Murphy.
PRODUCTION: Relativity Media/ Universal Pictures [USA- 2011].




House of Pleasures **1/2

إخراج:  برتران بونيللو
أدوار أولى: حفصية حرزي، سيلين ساليت، جاسمين سلينكا

دراما | فرنسا- 2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review n. 284

المشاهدة الأولى لهذا الفيلم خلال مهرجان  "كان" السينمائي لم تترك الفضول لمشاهدته مرّة ثانية، لكن إذ وصلني على اسطوانة مبكرة تمهيداً لجوائز الغولدن غلوبس، وبما أن الأفلام المعروضة في المهرجانات كثيراً ما تتطلّب مشاهدتها ثانية في أجواء أكثر هدوءاً، جلست وتابعته وحيداً في صالتي إلى خاتمته، وخرجت منه على نفس الموقف: يستحق الإهتمام لأجوائه لكنه خلطة درامية تفتقر لملكية سرد أفضل ولشخصيات تلعب البينغ بونغ معك: ترميك ببعض ما لديها من معاناة لكنها تتلقّف منك مشاعر التعاطف. كما قدّم بونيللو شخصياته، هي ترمي لكن لا شيء مما ترميه يصل٠
العنوان الأصلي لهذا الفيلم هو «بيت التحمّل» الذي لا يعكس أي شيء يُذكر قبل أن يختار صانعوه عنوان أكثر اقتراناً لموضوعه ومكان حدثه: «بيت المتعة» والعنوان الفرنسي ٠
تقع أحداثه في مطلع القرن العشرين في باريس. هذا البيت هو قصر كبير والكاميرا لا تخرج منه لأكثر من ساعتين. يتألّف من صالون كبير وطابقين وغرف منتشرة وتسكنه مجموعة من الصبايا والنساء تديرهن إمرأة تعمل في المهنة بحرفية إدارية جيّدة. لب الفيلم (ومشكلته في الوقت ذاته) هو المرور على حالات تلك الشخصيات على نحو من يريد تقديم قصّة كل منهن مؤطّرة بالدموع. الأزمات العاطفية تضرب البعض منهن، والمآزق المادية تصيب البعض الآخر. الزبائن متلوّنون ومنهم من يحترم ويقدّر ولديه أن اللذة يجب أن لا تكون فردية من نصيبه٠
في نطاق رغبته الحديث عن بنات الهوى، يقوم المخرج الإيطالي بتشييد نحو من الموازاة بين وضع العاهرات آنذاك وبين وضعهن اليوم. لا شيء، يدرك المشاهد بعد قليل، تغيّر وبل ربما إزداد سوءاً على اعتبار أن الصورة التي يوردها بونيللو هي صورة تترجم تلك الحياة (الصعبة بلا ريب) إلى تآلف فعلي بين المشتركات في ذلك البيت. المرأة التي تديره ذات قلب بكبر ذلك القصر والفتيات حانيات ومتّحدات كما ليس هو الحال اليوم في عالم تغيّر حتى بالنسبة لأقدم مهنة في التاريخ٠
لكن لا شيء مما أذكره يعني أن الفيلم يسجّل علامات مهمّة على صعيد صنعته. إنه مقبول الصورة والإنتاج، يحتوي على عناصر فنيّة (ديكورات، ملابس، صوت  الخ٠٠٠) جيّدة. ما كان يحتاجه هو أن تفعيل الأحداث القليلة الي فيه على نحو أفضل سرداً وأعمق رسماً٠
 الممثلة التونسية حفيصة حرزي لديها دور مهم هنا، كحجم وكمشاركة في فيلم يهدف أن يكون فنيّاً، لكن شخصيّتها لا تختلف في سماتها العامّة عن شخصيات زميلاتها في الفيلم. صحيح أن أموراً وشؤونا خاصّة بها تجعلها تختلف عن الباقيات  لكنه كاختلاف كل الباقيات عن بعضهن البعض في هذا النطاق٠

CAST AND CREDITS 



DIRECTOR: Bertrand Bonello
CAST:  Hafsia Herzi, Céline Sallette, Jasmine Trinca, Alice Barnole, Adele Haenel, Illiana Zabeth..
SCREENPLAY: Bertrand Bonello. CINEMATOGRAPHERS: Josée Deshaies. (Color/ 35 mm). EDITOR: Fabrice Rouaud (122 min).  PRODUCERS: Bertrand Bonello, Kristina Larsen.
PRODUCTION: Les Films du Lendemain, My New Picture, arte France Cinéma [France- 2011].



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

All Rights Reserved ©  Mohammed Rouda 2007- 2011