Tokarev, The Other Woman, Walk of Shame

Year 7 | Issue 192

مقهى "فيلم ريدر"
يوم أمس شاهدت أربعة أفلام بينها واحد قصير (20 دقيقة) لم أفهم ما يُـراد منه. وحتى لا يعتقد أحد أن عدم الفهم عائد إلى أنني شاهدت أربعة وليس فيلماً أو فيلمين أسارع فأقول أن الفيلم القصير كان الأول على القائمة.

الفيلم الثاني كان تسجيلياً طويلاً (من نحو ساعتين) يمكن إختصاره لكن المخرج الصديق محمد كامل القليوبي أراده غير ذلك. إنه "إسمي مصطفى خميس" الذي سأعرضه هنا في الأسبوع المقبل. بعده إكتشاف رائع لفيلم بعنوان «إندفاع» أو Crashout من إنتاج 1955 لمخرج غير متداول أسمه لويس ر. فوستر. أيضاً سيكون من بين الأفلام التي تزيّـن الملفات العليا قريباً.
لدينا في هذا العدد فيلمين من بطولة نسوية. ليس منهما ما يمكن التغزل به لكن «مسيرة العار» بطولة إليزابث بانكس، هو أفضل من الفيلم الثاني «المرأة الأخرى» بطولة كاميرون داياز. أتوق لفيلم من طينة «أريد حلاً» لسعيد مرزوق (بطولة فاتن حمامة) أو «كلوت» لألان ج. باكولا (بطولة جين فوندا) أو «الأرز المر» لجوسيبي دي سانتيس (بطولة سيلفانا مانجانو)، لكن ليس من بين أفلام اليوم ما يمكن اعتباره أفلاماً تضطلع المرأة ببطولتها رافعة رأسها بشموخ الرسالة التي تدلي بها.
الأفلام الأربعة الموزعة في الصالات أعلاه تتنوّع قدر المستطاع: "طريق" للهارب من السجن أيامها يلماز غونيه، و«البلوب» (أترك لكم إكتشاف فيلم الرعب الكلاسيكي هذا) والفيلم المثير للدهشة «بابل» (ليس واحد من أعمال محمد الدرّاجي) وفيلم مارون بغدادي «حروب صغيرة» الذي مع التقدير الكامل لما قام به المخرج الراحل من ذكاء تنفيذ إلا أن الشوائب لا تزال هي ذاتها في اعتقادي.
والزميل الناقد رامي عبدالرازق (مصر) خصّـنا بمقالة أخرى عن «تفوّق» الذي كان موضوع العدد 191.  مقالته النقدية تبحر بنجاح في الخلفيات والجوانب الفنية المختلفة لهذا الفيلم مانحاً القاريء رأياً يتفق هنا ويختلف هناك عن ذلك الذي كتبته في العدد السابق. 
للقراء الذين يراسلونني عذراً لتأخرى في الرد. أنا فرد واحد عليّ أن أقوم بكل شيء واليوم، مثل كادرات الفيلم، مؤلف من الرقم 24 ساعة ولو أنها تمر مثل 24 ثانية. 

  Tokarev 
★★✩✩✩
توكارِڤ

إخراج: باكو كابيزاز   Paco Cabezas  
        النوع:  تشويق| الولايات المتحدة (2014)
        ممثلون: نيكولاس كايج، راتشل نيكولز، أوبري بيبلز، داني
        غلوڤر، بيتر ستوما، باشا د. ليشنكوف.
نقد: محمد رُضــا 

نيكولاس كايج مفجوع بموت إبنته في سيناريو
 يحاول الخروج عن الفورميلا… مرة ينجح ومرة
يفشل.

هناك أكثر من فيلم حديث يدور حول قيام جهة ما بخطف فرد من أفراد عائلة. والسائد بينها أن يكون المخطوف فتاة صغيرة أو مراهقة وجميلة دوماً. ليام نيسون هبّ مندفعاً لإنقاذ إبنته من العصابة الألبانية التي خطفتها في باريس في «مخطوفة» (Taken) سنة 2010 وهيو جاكمان إنقلب إلى وحش ضار عندما تم خطف إبنته الصغيرة في «سجناء» (2012). الآن ها هو نيكولاس كايج يعتمد العنف لاستعادة إبنته. وسوف لن ينجح. سيجدها مقتولة وسيشعل ذلك فتيل الأحداث التي ستتلو طوال ساعة ونصف.
«توكارف» هو إسم المسدس الروسي القديم الذي استخدم للقتل. هذا كل ما لدى بول ماغواير (نيكولاس كايج) من معطيات لتمكينه من الكشف عن هويّـة الفاعل أو الفاعلين. متزوّج (من راتشل نيكولز) وإبنته (أوبري بيبلز) فتاة محبوبة و-إلى حد- طيّـعة، والزوجان يتركانها في البيت مع زميلي دراسة. حين يعودان يجدانها مخطوفة. ولاحقاً ما يجد البوليس جثّـتها. التحري شانت جون (داني غلوفر) يطلب من بول أن يترك التحقيق للقانون، كذلك فعل الإقتناص من المجرم.
طبعاً سيطلب منه ذلك وطبعاً سوف لن يستجيب بول لهذا الطلب، بل سيطلب مساعدة رفيقين سابقين له هما كاين (ماكس رايان) وداني (مايكل مكرادي) والثلاثة سيروّعون المدينة الصغيرة بحثاً عن القاتل. إكتشاف مسدس من نوع توكاريف الذي يحمل ثماني رصاصات فقط في مشطه، لكنه سلاح مفضّـل لدى المافيا الروسية، يوجّـه بول ليقف ضد العصابة. لكن المفاجأة تلو المفاجأة بإنتظاره وصولاً إلى النهاية التي يكتشف فيها أن الأمور جميعاً لم تكن على النحو الذي تصوّره. 
المخرج باكو كابيزاز القادم من الكتابة غالباً، يحاول قدر الإمكان توفير جديد ما في الفورميلا المعهودة. وتبعاً للسيناريو هناك بعض الجديد. ما يكفي لكي يستجيب المرء لحكاية كان يمكن للممثل ستيفن سيغال أن يجدها ملائمة لسيرته من الأفلام التي تنص على مواجهات مع المافيات المختلفة مع فرص لكسر الأذرع وفك الرقاب. وفي الساعة الأولى من «توكاريف»، هناك ذلك الحس بأن الفيلم يجهد لكي يرتفع بمستواه عن مستوى الأفلام التي عادة ما تتوجه إلى أسطوانات DVD مباشرة. لكن جهد كابيزاز نافع أكثر مما هو مضر ويوفّـر مواقف مثيرة للمتابعة وإن كانت تبقى في حدود المتوقّـع منها عموماً. لولا تلك المفاجآت في النصف الثاني من الفيلم عندما يكشف الفيلم غطاءاً وراء غطاء وصولاً إلى ماهية القاتل والصراع الجانبي بين فريقين. لكان الفيلم لا يختلف، في جانبه الدرامي، عن أي عمل من تلك الركيكة التي تجتر الأحداث ذاتها. وجود كايج يمنح الفيلم دفعة مناسبة. يغطي الممثل شخصيته تماماً وينفعل حسب طريقته التي تتجاوز الهش من الأداء لكنها تبقى حبيسة المطلوب من الفيلم وحده.


  Walk of Shame 
★★1/2✩✩
مسيرة العار

إخراج: ستيفن بريل   Steven Brill  
        النوع:  كوميديا| الولايات المتحدة (2014)
        ممثلون إليزابث بانكس، جيمس ماردسن، جيليان جاكوبس، سارا
        رايت.
       نقد: محمد رُضــا 

 إمرأة شابّـة تضيع في الأحياء الخطرة من لوس
أنجيليس في فيلم أفضل من أفلام مخرجه
السابقة.

تبلي إليزابث بانكس بلاءاً حسناً في تأديتها شخصية إمرأة شابّـة تعيش كابوساً طويلاً مع هلع مستمر في سلسلة من المواقف الكوميدية. بعض تلك المواقف جيّـد لكنها ليست الجودة التي تنطلي على الفيلم بأسره الذي كان يتطلّـب سيناريو أكثر وثوقاً مما يريد الوصول إليه.
إنها ميغان التي تجري إختباراً لتتولى نشرة الأخبار. يأتيها نبأ تفضيل مرشّـحة أخرى وتقنعها صديقتيها دنيس (سارا رايت) وروز (جيليان جاكوبس) بالخروج معا لسهرة تنسى فيها إحباطها. للمناسبة تعيرها إحداهما فستانها الأصفر الضيق والمنخفض الصدر (والدتها التي لا تعيش معها كانت أعابت عليها أن فستاناً سابقاً أظهر بعض مفاتن الصدر). تخرج من الحانة مترنحة ولا تستطيع العودة. تلتقي بالشاب غوردون (جيمس ماردسن) الذي يصطحبها لمنزله الكائن قرب شرق لوس أنجيليس. عندما تستيقظ ليلاً  تجد أن سيارتها التي أوقفتها في مكان ممنوع قد سُـحبت. بلا هاتف وبلا مال ولا تعرف أي شقة كانت بها وما عليها الآن إلا أن تعود إلى منزلها إذا استطاعت علماً بأن منتجها عاد فأخبرها أنه تم قبولها وعليها أن تكون في الإستديو في الخامسة بعد الظهر.
ستصل في الخامسة بعد ظهر اليوم التالي، لكن بعد أحداث ومخاطرات يعالجها المخرج (برهن سابقاً عن عدم موهبته حينما أخرى لأدام ساندلر Little Nicky ولو أن نتيجة هذا الفيلم التنفيذية أفضل) بخفة مناسبة حيناً وأقل من ذلك حيناً آخر. المشكلة هي أن الفكرة تجف في منتصف الطريق غير مدعومة بأي تطوير. المفارقات بدورها مثيرة في البداية تفتح الباب على مفارقات مقبولة قبل أن تصبح متكررة وصدفية أكثر من المحتمل. هذا علماً بأن سحب السيارة من مكانها لأي سبب أمر لا يقع بعد منتصف الليل كما حدث في الفيلم. 
الفيلم من ناحية أخرى يغزل من فكرة إمرأة بيضاء البشرة شقراء الشعر مثيرة الملابس تجد نفسها في الأحياء الممنوعة، لكن المخاطر التي تقع حولها لا تهددها فعليا. مع خلو الفيلم من قيمة إجتماعية بصرف النظر عن توجهها، فإن كل شيء يبدو آيلاً إلى حل جيّـد وصولاً لنهاية متوقّـعة حيث تتجاهل نص نشرة الأخبار وتحكي بعضاً مما حدث معها. بذلك تكشف مزيداً من ضعف السياق والكتابة لأن الفيلم آنذاك لا يستطيع تركها تسرد ما شاهدناه وفي الوقت ذاته ما تسرده يبقى للجمهور المفترض داخل الفيلم غير كافياً لكي يعرفوا شيئاً أكيداً عما حدث لها. والأكثر هزلاً هو أن رسالة الفيلم ستتمحور حول أن ليس كل من ترتدي ثياباً ضيّـقة هي إنسانة ساقطة كما نُـظر إليها من قِـبل أكثر من طرف خلال الفيلم.  


  The Other Woman 
✩✩✩✩
المرأة الأخرى

إخراج: نك كازافيتيز   Nick Cassavetes  
        النوع:  كوميديا| الولايات المتحدة (2014)
        ممثلون كاميرون داياز، لسلي مان، كايت أبتون

نقد: محمد رُضــا 

 الفيلم رديء ليس  لأن داياز بطلة الفيلم بل 
لأن الفيلم بطل لداياز.

نيك كازافيتيز هو إبن المخرج المبهر جون كازافيتيز الذي كانت له طلات في خانة السينما المستقلة رائعة مثل «وجوه» و«أزواج» و«قتل المراهن الصيني» في الستينات والسبعينات. الإبن في غير هذا الوارد كما برهنت أفلامه حتى الآن. أيام ما كان والده لا يزال حيّـاً ظهر نك  كممثل لكن حين مات والده سنة 1989 انتقل إلى كرسي أبيه فحقق سنة 1996 «حل النجوم» Unhook The Stars الذي كان بداية جادة ولو لم تكن موفّـقة تماماً.  تجاوز المحنة بفيلم «جون كيو» بطلة دنزل واشنطن (2002) ثم إنحاز في باقي أفلامه مخرجاً (تسعة) إلى الطري والهش. «المرأة الأخرى»، بطولة كاميرون داياز ولسلي مان وكايت أبتون، طري جداً، هش جداً وركيك جدّاً.
داياز في الفيلم محامية أسمها كارلي في الأربعين تعيش حياة مراهقة في العشرين. بالحكم على أهوائها وأعمالها يتساءل المرء إذا ما كانت قضاياها في المحكمة دائماً ما تؤدي إلى إدانة من تدافع عنهم. إنتبه أنا جميلة وذكية هو المبدأ الذي تعمل عليه في هذا الفيلم. هو كل ما بقي لديها من طاقة وموهبة منذ أن ودّعت مرحلة من المحاولات الأكثر جدّية منذ نحو عشر سنوات. في مطلع الفيلم نراها على علاقة بصديق لها أسمه مارك (نيقولاي كوستر-والداو) وبعد قليل تقرر زيارته في منزله. تدق الباب. تفتح زوجته (لسلي مان) الباب وتسألها ماذا تريد. بما أن كارلي لم تكن تعلم أن عشيقها متزوّج فإن الدهشة ارتسمت على وجهها بقدر ما ارتسم التساؤل على ملامح غريمتها. ولن تكون غريمتها لفترة طويلة بل سنرى هذه الزوجة تنضم إلى تلك العشيقة في محاولة تعقّـب حقيقة أن الزوج/ العشيق ربما لديه علاقة ثالثة (الأفندي مشغول). بعدما تأكد ذلك هاهن النساء الثلاثة يقررن الإتحاد فيما بينهن للإنتقام منه. 
بيننا، وبالنظر إلى كيف قررت الكاتبة مليسا ستاك والمخرج كازافيتيز تقديم الزوجة (قلقة، عصبية ومتوترة وليست ذات قيمة) يمكن إيجاد العذر للزوج في أنه بحث عن الدفء في أحضان أخرى. الفيلم لديه رسالتان: إظهار بطلته الأولى داياز أفضل من غريمتيها وأجمل وأذكى، وتقديم عمل سخيف. لا أرتاب مطلقاً أنه لم يقصد أن يكون سخيفاً لذاته.
لن يتحوّل الفيلم إلى غرام وانتقام (لأن الغرام ليس وارداً)  ولن تعمد النساء إلى استئجار قاتل محترف أو أي من هذا القبيل، بل يكفي إستلهام الكثير مما ورد سنة 2006 في فيلم عنوانه «جون تاكر يجب أن يموت» أخرجته بَتي توماس من بطولة ثلاثة فتيات لم نعد نسمع عنهن هن صوفيا بوش وأشانتي وبريتاني سنو ومفاده أن الفتيات المراهقات يكتشفن أن الشاب المليح تاكر (جيسي متكالف الذي يظهر على الشاشة الصغيرة في حلقات «دالاس» الجديدة) على علاقة بكل واحدة منهن على حدة.
كلا الفيلمين يشتركان في أنهما عبث عاطفي لكن الجاذب هنا هو أن «المرأة الأخرى» لديه كاميرون داياز يتباهى بها. إنها المحور ومنتصف الشاشة (دائماً) والوحيدة التي تضع طلاء أظافر أحمر (الباقيات يكتفين بلون غير لافت) لكن ذلك الفيلم الشبابي المنسي ليس المادّة الوحيدة الذي يبدو أن كاتبة الفيلم ستاك والمخرج نِـك كازافيتيز استوحيا منها بل هناك فيلم آخر دار حول الموضوع ذاته هو «نادي الزوجات الأول» الذي أخرجه سنة 1996 هيو ولسون من بطولة دايان كيتون وبيت ميدلر وغولدي هون. الثلاثة كن أكبر سنّـاً من شخصيات «المرأة الأخرى» لكن الفيلم بقي هامشياً رغم نجاحه المحدود كما يفعل هذا الفيلم.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2014

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ