Film Review: Call Me...| M. Rouda


Film Review

Call Me by Your Name Luca Guadagnino
"نادني بأسمك" لـ لوكا غوادانينو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: محمد رُضــا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: لوكا غوادانينو
دراما عاطفية | إيطاليا، برازيل، فرنسا (2017)
تقييم الناقد: ★★★★★

سوب أوبرا بلاستيكية عن العائلة المثلية والمثالية


تحيلنا الكتابات النقدية التي غمرت هذا الفيلم إلى مسألة دقيقة وأخلاقية: هل يمكن لنا أن نقيّم الفيلم حسب حسناته وسيئاته فقط، أم علينا النظر الى الرسالة التي يحملها أيضاً؟
ناقد غربي إثر آخر احتفى بالفيلم كحكاية رومانسية تقع بين شاب في السابعة عشر وأستاذ في الثلاثين. كل صدرت عنه آهاته كما لو وجد أنه كان مكبوتاً طوال سنوات حياته وجاء هذا الفيلم ليستخرج منه العاطفة التي حرّمها على نفسه. هذا بالطبع بإستثناء النقاد المثليين الذين احتفوا بالفيلم لأنه تعامل مع الموضوع الذي يربط حياتهم العاطفية على نحو إيجابي. منحهم هنا طمأنينة وشعور بالراحة حياله.
«نادني بإسمك» مأخوذ عن رواية للكاتب والمحاضر في «جامعة مدينة نيويورك» أندريه أسيمان. هذا وُلد في الإسكندرية في مصر في كنف عائلة يهودية رحلت لاحقاً إلى فرنسا حيث ترعرع هناك. المخرج البريطاني جيمس آيڤوري الذي كان آخر عمل أخرجه هو «مدينة وجهتك الأخيرة The City of Your Final Destination سنة 2009. وهو يبدأ أحداثه في صيف 1983 في مكان ما من شمالي إيطاليا. يصل إلى بيت يقع على خلفية من الجمال الطبيعي الأخضر شاب أسمه أوليڤر (أرمي هامر) إلى منزل البروفوسور برلمان (مايكل ستولبارغ) وزوجته أنيللا (أميرة سازار) وإبنهما إليو (تيموثي شالامت). أوليڤر سيعمل مساعداً لباحث الآثار برلمان. كلاهما يهودي كذلك الزوجة التي تشكو في مطلع الفيلم أن عليهما أن يتحملا وجود غريب في البيت لستة أسابيع. إليو ليس سعيداً في مطلع الأمر بهذا الضيف خصوصاً بعدما تخلّـى عنها له قائلاً له: "غرفتي هي غرفتك». لكن إذا ما كان البروفسور يطلب مساعداً له مرّة كل سنة وأوليڤر ليس أول المساعدين فإن لا شيء يدعو للشكوى أو للغرابة. 
السبب الوحيد لذلك هو تهيأة الجو لجو متناقض. في البداية بعض التباعد ولاحقاً الكثير من الجاذبية. وعندما يهمس لاحقاً إليو في أذن أوليڤر «نادني بإسمك» يكون النصاب اكتمل عاطفياً والمقارنة بين «غرفتي غرفتك» بـ «إسمي هو أسمك» كنوع من تدرّج العلاقة.  ما يقوم به المخرج غوادانينو  ليس جديداً كأسلوب عمل: مناظر بديعة. عائلة مثالية. إبن جميل المحيا. الثقافة والفن والدين يغلف المكان مع تلك الأناقة في التصوير (سايومبو موكاديبروم) وتصميم المشاهد (سامويل ديكورز). هذا يؤمن جماليات الفيلم كما في أفضل الأفلام البلاستيكية و«نادني بإسمك» في نهاية مطافه وبعد إنتزاع أوراق التغليف الملوّنة، ما هو إلا فيلم بلاستيكي.
واقعياً، إذا ما حوّلت إيليا إلى إيلين أساساً، فإن لا شيء كثيراً يتغير في التركيبة: رجل يأتي للعمل في بيت ويتعرف على الفتاة إيلين التي ستقع في حبه. هذا هو ما تتألف منه الدراميات العاطفية الوردية التي تتفاوت ما بين «سوب أوبرا» رديء و«سوب أوبرا» أردأ.
طبعاً، لأن الكاتب في الأصل يهودي فإن على إنتاجه هذا أن يتحدث عن عائلة (وضيف) يهود. هذا لا بأس به. هناك يهود في هذا العالم وليس هناك مشكلة، لكن المسألة تتحوّل إلى ذلك النوع من الإحتفاء الساذج باليهودية: ذلك الأب الرائع. الزوجة المثالية والإبن الجميل الذي يعرف كل شيء، من خفايا الحرب العالمية الأولى إلى عزف البيانو مثل موتزار. لكن هذا الشبل من ذاك الأسد:  والداه يطفحان ثقافة ويقرآن الشعر الألماني على مسامعنا. والأب يعرف كل شيء بما في ذلك أصل كلمة «مشمش» (التي يستخدمها إليو خلال إستمنائه!)

وعلى كل شيء آخر أن يتسع لبطء المعالجة فالقصة تنتهي قبل نصف ساعة من نهاية الفيلم بإستثناء ضرورة ختامها الذي يشيد بما سبق. لا تراجيديا ولا عمق في أي إتجاه إجتماعي، ديني، ولا حتى رومانسي، بل موافقة هذين الوالدين على الحب بين إبنهما والأميركي وشرعنته. هل هما مخلوقان فضائيان أم جاءا من المستقبل؟ لا هذا ولا ذاك، بل عذر لتقديم حكاية تثير غرائز مكبوتة على نحو ما فعله آنغ لي سنة 2005 في فيلم آخر رُشح لأوسكار أفضل فيلم وخرج خالي الوفاض. بالنسبة للمخرج غوادانينو فإن تاريخ بعض أفلامه الأحدث يؤدي إلى إدراك أن العديد من أعماله، خصوصاً أشهرها مثل «ماليسا ب» و«أنا حب»، دارت إما حول تجارب جنسية (مستقيمة). في الواقع «ماليسا ب» هو الوجه الأنثوي من «نادني بإسمك».

0 comments: