New Releases | عروض جديدة
The Green Hornet | الدبور الأخضر
إخراج: ميكل غوندري
تمثيل: سث روغن، جاي تشاو، كاميرون داياز، توم ولكنسن، كريستوفر وولتز
النوع: أكشن٠
معلومات: عن كوميكس معروفة | أول فيلم لكريستوفر وولتز بعد "الأنذال غير المجيدين"٠
النقد: الأسبوع المقبل
..........................................................
The Dilemma | الأزمة
إخراج: رون هوارد
تمثيل: فينس ڤون، كفن جيمس، جنيفر كونلي، وينونا رايد
النوع: كوميدي خفيف
معلومات: جنيفر غارنر كانت المرشّحة للدور لكنها انسحبت منه فذهب الى جنيفر كونلي | الفيلم الأول لهوارد منذ "نيكسون/فروست"٠
النقد: الأسبوع المقبل
..........................................................
أيضاً
Psychosis | Reg Traviss
رعب | بريطاني
Palms | Christopher B. Landon
كوميدي | أميركي
Le Fils a Jo | Philippe Guillard
كوميديا | فرنسا
FILM REVIEWS| نقد الأفلام
RABBIT HOLE
جحر الأرنب**
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــإخراج: جون كاميرون ميتشل
John Cameron Mitchell
أدوار أولى:
نيكول كدمَن، آرون إكهارت، دايان ويست، مايلز تَلر٠
Nicole Kidman, Aaron Eckhart, Dianne Wiest, Miles Teller
سيناريو: ديفيد ليندساي-أبار | مسرحية: ديفيد ليندساي- أبار
David Lindsay-Abaire
تصوير: فرانك ج. ديماركو (ألوان- 35 مم)
Frank G. DeMarco
توليف: جو كلوتز (91 د)٠
Joe Klotz
موسيقا: أنطون سانكو
Anton Sanko
المنتجون: نيكول كدمَن، جيجي برتزكر، بين ساري، لسلي أوردانغ، دين فانتش٠
Nicole Kidman, Gigi Pritzker, Leslie Urdang, Dean Vanech
شركات الإنتاج
Olympus Pictures/ Blossom Films/ Odd Lot Entertainment [US-2010]
Review # 207
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ النوع: دراما عاطفية [إقتباس مسرحي] | ملاحظات: عودة نيكول كدمن للدراما
نبذة: زوجان يعيشان أزمة ما بعد موت ولدهما الوحيد ويحاولان الخروج من المحنة العاطفية الصعبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتطلب الأمر قدراً من المعاناة لمشاهدة هذا الفيلم المتمحور حول موضوع فقدان الإبن الوحيد وكيف يتعامل كل من والده وأمه مع هذه الخسارة الفادحة. ليس بسبب موضوعه، بل لفقدانه العناصر الأوّلية لنقل المعاناة التي تعتصر قلبي الوالدين الى المشاهدين. من بين تلك العناصر إيجاد الوسيلة المثلى والتشبّث بها لأجل نقل الحكاية على نحو يجعل الإهتمام بها يتجاوزها بحد ذاتها الى طروحات أساسية. خلال العرض الذي، من حسن الحظ، لا يتجاوز الساعة والنصف، سنرى نيكول كدمَن وهي تواصل الإنفعال حيال ما تمر به او تسمعه او تراه. لكن المخرج يخفق في تحميل مشاهده عمقاً فعلياً. ما يفعله هو أن يسرد القصّة بأسلوب رصين ومحدود الطموحات فنيّاً واضعاً في مقدّمته ممثلة بحثت طويلاً عن دور يعيد إليها بعض ما فقدته مؤخراً من رونق وتوخّته في هذا النص المأخوذ عن مسرحية نالت جائزة بولتزر قبل سنوات قليلة.
في الخلفية، وفاة طفلها ذي الأربع سنوات في حادثة سيارة قبل ثمانية أشهر من بداية الفيلم. نختالهما لفترة وجيزة قد تغلّبا على الخسارة، لكن الحقيقة تتبدّى سريعاً: كل منهما يحاول تجاوز المحنة على طريقته، لكنه لا يزال فيها. محنة الزوجة، أنها تدور في مكانها ولو أنها تعتقد أنها تمضي قُدماً، ومحنة الزوج أنه يحاول لا إخراج نفسه من المكان ذاته، بل إخراجها منه أيضاً. في سياق ذلك، يدخل مراهق أسمه جايسون (مايلز تَلر) الصورة. إنه هو من كان يقود السيارة التي دهست الصبي. تراه الأم الكثلى في الحافلة فتترصّده لا للإنتقام منه بل لكي تحادثه لعلها تستطيع التغلّب على حالتها بالتعرّف على ذلك الفتى الذي لم يكن يقصد ما أوقعه من بلاء.
القصّة تقود هنا والمخرج يحاول إنجازها بعيداً عن الكليشيهات الميلودرامية. محاولته هذه نصف ناجحة، بسبب الأداء المعني بالحقيقة من قبل الممثلين، لكن النصف الآخر موجود بفضل الحوار من ناحية والمونتاج من ناحية ثانية ثم الموسيقا المستخدمة. نقرات البيانو المتوقّعة وأغنية لآل غرين تتحوّل الى محط نزاع بسبب أن الزوجة تعتقد أن الأب وضعها لإغرائها بممارسة الحب معه لأول مرّة منذ الأشهر الثمانية تلك، بينما ينفي هو هذا ولو أنه يعكس إحباطه من الوضع٠
الغاية مخلصة لفيلم جاد، لكن المخرج يكاد لا يجد نقطة الصميم التي يمكن له من خلالها وضع مشاعر بطليه على المحك الفعلي وتحويل الحكاية الى أثر عاطفي فاعل وثري. يبقى كل شيء على نحو أن هذا ما يقع لهما والمشاهد مجرد متابع، وليس مشتركاً. كيدمن في أفضل أدوارها الأخيرة، لكن آرون إكهارت هو الذي يشعر المشاهد معه أكثر مما يشعر معها.
Film Connections
المخرج: أفلام المخرج السابقة شملت عدداً من الأفلام التي قام بالتمثيل فيها (أدوار صغيرة) قبل أن يخرج فيلمين هما
The Story of of Hedwig (2003) وShortbus (2006)
أفلام أخرى حول آباء وأمهات فقدوا أولادهم
Antichrist | Lars Von Trier (2009) **
Changeling (2008) ***
Missing (1982) ****
Ordinary People (1988) ****
Rachel is Getting Married (2008) ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
VIDA UTIL, LA
A Useful Life
حياة مفيدة***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــإخراج: فديريكو فيروي
Federico Veiroj
أدوار أولى: جورج جلنيك، مانويل مارتينز، باولا فنديتو
سيناريو: إينس بورتغاراي، غونزالو دلجادو. أروكو هرنانديز، فديريكو فيروي
Ines Bortagaray, Gonzalo Delgado, Arauco Hernandez, Veiroj
تصوير: أروكو هرنانديز (أبيض/ أسود + ألوان)
توليف: أروكو هرنانديز، فديريكو فيروي (66 د)
موسيقا: ليو ماسليا، ماكونايما، إدواردو فابيني
Leo Masliah, Mascunaima, Eduardo Fabini
Review # 208
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع: دراما عاطفية [سينما عن سينما] | ملاحظات: ترشيح الأوروغواي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي٠
نبذة | مبرمج صالة فن وتجربة في السينماتيك يتعرّض لمحنة سببها حبّّه للسينما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك مجانين سينما في كل مدينة تحت الشمس. القصّة التالية، تلك التي يأخذنا إليها هذا الفيلم تقع في مدينة مونتيفديو، عاصمة الأرغواي، وبطلها مبرمج عروض اللسينماتيك المتخصصة بالأفلام الفنية أسمه جورج (جورج جلينك). عالمه كلّه هو الأفلام القديمة التي يعرضها في القاعة التي يحضرها حفنة من المشاهدين.
معه في العمل مدير السينماتيك مارتينيز (مانويل مارتينيز) وفي مطلع الفيلم مشهد لهما ومعاونون آخرون يبحثون في وضع المؤسسة وكيف يمكن ترويج أفلامها عبر برنامج إذاعي يقوم به جورج. لكن الجميع يعلم، وإن لا يقل شيئاً، عن أن الترويج محدود الأثر في زمن يتناقض تماماً ومع عصر السينما التي يروّجونها. لكن الجميع يقوم أبضاً بعمله هذا بإيمان شديد. مدير السينماتيك يقرأ الترجمة المصاحبة لفيلم إريك ڤون ستروهايم (1924) وذلك من حجرة الجهاز العارض ممسكاً بالمايكروفون بيد وبالنص بيد آخر وينظر من النافذة الى الشاشة ليتأكد من أنه يتواءم مع مشاهد الفيلم. وفي آخر يتحدّث جورج عن المخرج البرتغالي مانويل دي أوليڤييرا محاولاً إثارة الإهتمام به، وكلاهما لاحقاً يتحدّثان في الشكل والبناء السينمائيين على الهواء.
مثل جورج ومارتينيز يمارس المخرج فدييريكو فيروي إيماناً كبيراً عبر تلك المشاهد التي تمتد لأكثر من نصف الفيلم بقليل. ليس فقط أنه قدّم هذا الجزء من الفيلم بالأبيض والأسود بل أن التصوير بأسره قائم على "موديل" أواخر الخمسينات والستينات لأفلام رخيصة التكاليف (الميزانية هنا 350 ألف دولار، مصروف نصف يوم عمل على فيلم هوليوودي كبير) لأفلام شديدة الواقعية والتجذّر في الحركة الطبيعية بعيداً عن أي إيقاع مصطنع. بذلك يمنح الفيلم موضوعه تجسيداً مضاعفاً، إنه ليس فقط عن مجموعة من الأشخاص يمارسون عملاً عاشوا لأجله وما زالوا شغوفين به، بل عن المخرج وهو ينقل شغفه هو بتلك الأفلام المبينة على الشخصية والجوانب البيئية للعمل وللشخصية، وليس على تلك التي تضع القصّة في المقدّمة.
لكن مع وصول هذا الجزء الى حيث يتلقّف جورج ومارتينيز خبر سحب المؤسسة الداعمة لنشاط السينماتيك تمويلها "لعدم وجود أرباح"، ينقلنا المخرج الى تلك القصّة اللعينة التي اعتقدنا أنه سوف لن يؤمّها. من المشاهد الداخلية في الردهات القشيبة والحجرات الضيّقة ومخازن الأفلام المزدحمة بعبق التاريخ، الى الشارع والمقهى والحلاق والشوبينغ مول ثم الجامعة والشارع مرّة أخرى. بذلك يقع تغيير كبير بين الفيلم لما قبل نصف ساعته الأخيرة. لا أستطيع أن أقول أن الفيلم تهاوى، ولا أن الذي يحدث في نصف الساعة تلك لا علاقة له بما سبق، لكن المرء أحب تلك البداية الرصينة الى درجة أنه كان مستعداً ومحبّذاً أن يستمر الفيلم كله بها
قبل النقلة يلتقي جورج بصديقة قديمة جاءت لكي تحضر عرضاً لمخرج من الأوروغواي سيقدّم فيلمه بنفسه (هو غونزالو غاليانا). جورج يرحّب بها سعيداً بالمفاجأة ويحصل لها على تذكرة إكرامية، ثم ينتظرها وحيداً في الردهة حتى نهاية الفيلم. حين يراها من جديد يدّعي أنه كاان مشغولاً لذلك بقي ثم يسألها إذا ما كانت تستطيع الذهاب معه الى مقهى او مطعم. تعتذر لانشغالها فلديها واجبات تلامذتها في كليّة الحقوق. حين يتبيّن لجورج أن السينماتيك ستغلق وإنه بات متحرراً من روتين صاحبه لخمس وعشرين سنة، ينزل الى شوارع المدينة فتبدو له غريبة ثم يتّصل بها، وقد مرّت بضعة أيام، فتخبره أنها مشغولة. لكنه يقرر شيئاً: يتّجه الى حلاق ويقص شعره، وعن قصد يترك حقيبة عمله السابق في المحل ويخرج الى الشارع. يقطع المسافة الى الجامعة ويدخل كليّة الحقوق ويتأكد من أنها لم تكن في الأصل موجودة حين قالت له أنها مشغولة. لكنه لن يفقد العزيمة. يعتقده التلامذة المدرّس البديل لها، فيلقي محاضرة في الكذب ثم يترك الصف وينزل الى الحديقة ويمعن النظر الى أسماك بركة، قبل أن يحل الظلام ويتقدّم من باولا وقد رآها بصحبة زميلين لها خارجين من الكليّة. يسألها إذا ما كانت تريد مرافقته الى السينما. تنظر اليه مبتسمة وتقول نعم.
لو قالت لا لكنّا أمام موضوع آخر بالمرّة. شيء عن أن شخصاً أمضى جل حياته داخل القاعة المظلمة وفي العمل التثقيفي للسينما لن يُقبل في الحياة الأخرى التي أهملها طويلاً. لكن موافقتها هي باب أمل الفيلم لأن يجد جورج حياة جديدة تشغله عما سبق. هذا مريح للمشاهد لكنه ليس مريحاً للموضوع الأصلي. إنه أقرب الى إدانة الحياة السابقة مع تفريغ جورج من القضيّة التي التزم بها طوال حياته. الى ذلك، هذا الإختلاف بين الجزأين ليس مجرّد إنتقال الكاميرا من المشاهد الداخلية الى الخارجية، بل اتقالها إيقاعاً وغاية، وهذا ما يجعل العمل ينحسر عن كماله السابق وإن كان يمنع نفسه من السقوط تماماً.
جورج طويل وذي بطن بارز. بنظّارة وثياب لا تتغيّر وتصرّفات لا تتبدّل. نموذج تجده بين الكثيرين من نقاد السينما، وهو بدوره ناقداً سينمائياً، كما أن مارتينيز هو بدوره مدير السينماتيك الفعلية (في مطلع الفيلم تنبيه الى أن السينماتيك الحقيقية لا تعاني مما يعرضه الفيلم). وهذه الإستعانة بشخصيّتين حقيقيّتين يفيدان البنية الواقعية والطبيعية التي اختارها المخرج كما لو أنه ينقل تسجيلاً للحياة من دون تدخل منه. في معظمه هو تحية لصالات الفن والتجربة ولمن يقوم بالعمل فيها وهذا كلّه يحمل بصمة المخرج الفكرية. تدرك أنه يقصد الحديث عن هذه الحياة التي تبدو اليوم، بفضل المتغيّرات، مثل ماء تنساب من قبضة اليد.
Film Connections
Acné المخرج: فديريكو فايروي سينمائي شاب (36 سنة) من الأوروغواي. كان فيلمه السابق
نال جائزة خاصّة في مهرجان سان سيباستيان سنة 2008 وهو أنجز ستة أفلام حتى الآن ثلاثة قصيرة وثلاثة طويلة
تصوير: ليس واضحاً إذا ما كان المصوّر أروكو هرناندز صوّر الفيلم بالأبيض والأسود (بإستثناء مشاهد أخيرة) او صوّره كلّه ملوّناً ثم قام بطبعه أبيض وأسود، ولو أني أميل للخيار الأول.
CLASSIC FILM REVIEW
TRUE GRIT
عزم حقيقي
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــإخراج: هنري هاذاواي
Henry Hathaway
أدوار أولى: جون واين، غلن كامبل، كيم داربي، جيريمي سلايت، دنيس هوبر، روبرت دوفال
John Wayne, Glen Campbell, Kim Darby, Jeremy Slate, Robert Duvall, Dennis Hopper
سيناريو: مارغريت روبرتس | رواية: تشارلز بورتيس
Screenplay: Marguerite Roberts | Novel By: Charles Portis
تصوير: لوسيان بالارد (ألوان- 35 مم)
Locien Ballard
توليف: وورن لو (124 د)٠
Warren Low
موسيقا: إلمر برنستين
Elmer Bernstein
المنتجون: هال ب. واليس
Hal B. Wallis
شركة الإنتاج
Paramount Pictures [USA- 1969]
Review # 209
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالنوع: وسترن [مأخوذ عن رواية] | ملاحظة: نال جون واين أوسكاره الوحيد عنه
نبذة | فتاة تلجأ الى مارشال سكير لكنه لا يهاب لكي تستأجره مقابل إلقاء القبض على أبيها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسخة هنري هاذاواي من رواية بورتيس قد تبدو اليوم قديمة، لكنها كانت كذلك حين خرجت للعروض في العام 1969. الفكرة القائمة على مجابهة العنف بالعنف. الشخصية التي أجادها جون واين جيلاً بعد آخر. الأسماء التي ألّفت سينما الغرب القديمة او ساهمت بتأليفه (واين، هاذاواي والى حد مدير التصوير لوسيان بالارد) وتلك النفحة غير الإنتقادية لأميركا على عكس أفلام وسترن أخرى ظهرت في تلك الفترة (أقربها زمنياً لهذا الفيلم فيلم سام بكنباه »الزمرة المتوحّشة«
The Wild Bunch
بعد مشاهدة نسخة الأخوين كووَن (العدد 84) كان لزاماً عليّ العودة الى نسخة هاذاواي لأستعيد بعض التفاصيل. المفاجأة أنني قدّرت نسخة هاذاواي أفضل مما كنت أعتقد. سابقاً ما نظرت إليه كفيلم يؤدي خدمة مبرمجة للمشتركين فيه حاملاً رسالة يمينية لم أعارض الفيلم من أجلها، لكني عارضتها هي خصوصاً وأن بطل الفيلم ارتدى عصبة سوداء تغطّي عينه اليسري تماماً كما حال الفاشي موشي دايان. وإذ خرج الفيلم بعد عامين على هزيمة 1967 التي شارك فيها دايان، تبدّى للكثيرين سواي، أن الفيلم جعل بطله بعصبة سوداء على طريقة دايان احتفاءاً به. أنا لم يكن لي، في مطلع السبعينات، رأي في ذلك لأني رفضت أن أصدّق المسألة، لكني الآن أنظر اليها كاحتمال وارد، بسبب تقريب المسافة بين جون واين (وكان جمهورياً يمينياً مؤيداً لإسرائيل) وبين دايان الذي كان محتفى به آنذاك كبطل حرب اسرائيلي. لا أنسى أن جون واين لم يرتد مسبقاً عصبة وأن البطولة عادة ما كانت لرجل سليم العينين ما جعل وضع العصبة أقرب لأن يكون تماثلاً ورسالة.
في رواية »عزم حقيقي« لتشارلز بورتس على الصفحة 44، حين تراه الفتاة فوق كرسي المحكمة التي كانت تنظر في قضية مرفوعة ضدّه بتهمة قتل المجرمين من دون محاكمة، فإن وصفها له لا يشمل "عصبة" فوق عينه، بل تقول عنه أنه كان "بعين واحدة" ما قد يؤدي الى وجود عصبة او ربما من دونها.
الأهمية في فيلم كووّن الحالي لا تأخذ أي بعد في إي إتجاه خارج الفيلم ذاته. لكن في تلك الأيام المذكورة نضحت بذلك المعنى علماً بأن استخدام العصبة يبقى أمراً طبيعياً للغاية فالناس لا تحب إظهار عين معطوبة بل تغطّيها على نحو او آخر.
هناك مواقف سياسية في الكتاب لا يعلن عنها فيلم كووَن ولم تستوقف أحداً في فيلم هاذاواي. هذه قصّة فتاة في الرابعة عشر من العمر (مثّلتها كيم داربي سنة 1969 حين كانت في العشرين من عمرها لكنها لم تحاول أن تظهر بسن أصغر بكثير) تطلب من رجل قانون أسمه روستر عُرف عنه عزمه وقوّة بأسه، كما حبه للسكر (او لفلّينة الزجاجة كما في الكتاب) أن يقتل لها قاتل أبيها الهارب ومع بداية الرحلة ينضم إليهما شاب يكبرها من رجال القانون أيضاً، يريده حيّاً لتسليمه لقاء فدية كبيرة. كل من روستر والشاب لابيف يمينيا النشأة منتميان الى سياسة الحزب الجمهوري، بينما هي من عائلة دائماً ما منحت صوتها، كما يقول الكتاب، الى الحزب الديمقراطي. لا يذكر أي من الفيلمين الحادثة التي في الكتاب حول نهر موظّف السكّة الحديدية للخادم الأسود واحتجاجها هي على ذلك، لكن فيلم هاذاواي يعمد الى تصوير موقف الرجلين منها ومحاولتهما تجاهلها والقيام بالمهمة من دونها، وكذلك الحال في نسخة الأخوين كووَن ما يُفسّر بأنه موقف ذكوري من الأنثى. هذا صحيح، لولا أيضاً موقف الجمهوريين من الفتاة الديمقراطية. حين تصر على اجتياز النهر الكبير للحاق بهما في عناد، ينظر اليها روستر بنظرة عطف ويقول: "تذكرني بما كنت عليه". هنا حاول بعض المثليين توظيف المشهد للقول بأنه يشتهي جانبه الأنثوي- هذا هراء. العبارة هي تقدير لها من شخص لا يسمح لنفسه بضعف حيال الآخر "الإعتذار دليل ضعف" يقول لها في مشهد آخر. وحين يستقوي عليها لابيف فيأخذ غصناً ويبدأ بسوطها بسبب عنادها ينهره ثم يحذّره بإطلاق النار عليه إذ تمادى٠
في نطاق المقارنة بين الفيلمين وجدت نفسي آخذ نجمة من الثلاثة التي وضعتها لنسخة الأخوين كووَن، وأضعها لجانب النجمتين اللتين كنت وضعتهما (ولو في البال) لجانب نسخة هاذاواي، ولدي أسباب كثيرة لذلك في مقدّمتها أن أي فيلم منفّذ جيّداً يداخله شغف للعالم الذي يؤمّه يستحق التقدير أعلى من فيلم منفّذ جيّد إنما يبقى بارداً حيال ما يعرضه، وهذا حال فيلم الأخوين كووَن، بل حال معظم أفلام الأخوين كووَن، إن لم يكن كل أفلام كووَن على نحو او آخر.
هذا الشغف موجود في تشخيص جون واين لروستر، لكنه غير موجود في تشخيص جف بردجز. عند الأول هو اقتناع وانصهار بالغرب. عند الثاني وظيفة يريد تأديتها على النحو المناسب. نعم تستطيع أن تدرك ذلك بمجرد النظر الى تمثيل كل منهما واحداً إثر آخر. ونفس الشيء يُقال بالنسبة لتصوير لوسيان بالارد، الذي صوّر- بالمناسبة "الزمرة المتوحّشة" أيضاً: كل مشاهد الفيلم الخارجية جميلة ناضحة بالألوان وبطبيعة خلاّبة من دون أن يكون الفيلم كارت بوستال على طريقة أفلام الفرنسي كلود ليلوش مثلاً (حين صوّر فيلمه
Another Man, Another Chance الوسترن
سنة 1977. من هذه الناحية تصوير روجر ديكنز (الجيّد بلا ريب) ينتمي الى رغبة المخرجين في إبقاء ذاتيهما غير متأثّرين. إنهما لا يحبّان شيئاً فيما يقوما بتصويره.
Film Connections
المخرج: توفي هنري هاذاواي سنة 1985 عن 86 سنة ونحو 80 فيلم وكان بدأ ممثلاً سنة 1917 وتحوّل الى الإخراج لأول مرّة سنة 1932 وأصبح من عماد مخرجي الوسترن لجانب هوارد هوكس، راوول وولش، جون فورد، دلمر ديفز وسواهم من رعيل الحقبة الأولى من السينما (قبل منتصف الخمسينات)٠
أفلام مشتركة : بعد هذا الفيلم قام غلن كامبل وكيم داربي ببطولة فيلم آخر من أعمال الكاتب تشارلز بورتيس هو الفيلم الكوميدي »نوروود« [جاك هايلي جونيور- 1961] المغني كامبل عاد الى العزف والغناء بعد ذلك. أما كيم داربي والتي بدأت التمثيل سنوات قليلة قبل »عزم حقيقي« فلم تحظ بالنجاح (الا في هذا الفيلم) ولو أنها لا زالت تظهر من حين لاخر. أما جون واين، الذي لعب في حياته نحو 180 فيلماً او أكثر بقليل، فعاد الى شخصية روستر في »روستر كوغبيرن« الذي أخرجه ستيوارت ميلار سنة 1975، قبل أربعة أعوام من وفاته عن 72 سنة٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © Mohammed Rouda 2006- 2211٠
0 comments:
Post a Comment