Year 3- Issue 86 | Rabbit Hole | A Useful Life | True Grit (1969)


New Releases |  عروض جديدة

The Green Hornet |  الدبور الأخضر
 إخراج: ميكل غوندري
تمثيل: سث روغن، جاي تشاو، كاميرون داياز، توم ولكنسن، كريستوفر وولتز
النوع: أكشن٠
معلومات: عن كوميكس معروفة | أول فيلم لكريستوفر وولتز بعد "الأنذال غير المجيدين"٠
النقد: الأسبوع المقبل
..........................................................
The Dilemma | الأزمة
   إخراج: رون هوارد
تمثيل: فينس ڤون، كفن جيمس، جنيفر كونلي، وينونا رايد
النوع: كوميدي خفيف
معلومات: جنيفر غارنر كانت المرشّحة للدور لكنها انسحبت منه فذهب الى جنيفر كونلي | الفيلم الأول لهوارد منذ "نيكسون/فروست"٠
النقد: الأسبوع المقبل
..........................................................
أيضاً
Psychosis | Reg Traviss
رعب | بريطاني
Palms | Christopher B. Landon
كوميدي | أميركي
Le Fils a Jo |  Philippe Guillard
كوميديا | فرنسا




FILM REVIEWS| نقد الأفلام


RABBIT HOLE
جحر الأرنب
**
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج‮: ‬جون كاميرون ميتشل‮   ‬
John Cameron Mitchell
أدوار أولى‮:‬‮ ‬‮ ‬
نيكول كدمَن،‮ ‬آرون إكهارت،‮ ‬دايان ويست،‮ ‬مايلز تَلر‮٠‬
Nicole Kidman, Aaron Eckhart, Dianne Wiest, Miles Teller
سيناريو‮:‬‮ ‬ديفيد ليندساي‮-‬أبار‮ | ‬مسرحية‮: ‬ديفيد ليندساي‮- ‬أبار
David Lindsay-Abaire
تصوير‮:‬‮ ‬فرانك ج‮. ‬ديماركو‭ ‬‮(‬ألوان‮- ‬35‮ ‬مم‮)‬
Frank G. DeMarco
توليف‮:‬‮ ‬‮ ‬جو كلوتز‮ (‬91‮ ‬د)‮٠‬
Joe Klotz
موسيقا‮:‬‮ ‬‮ ‬أنطون سانكو
Anton Sanko
 المنتجون‮:‬‮ ‬‮ ‬نيكول كدمَن،‮ ‬جيجي‮ ‬برتزكر،‮ ‬بين ساري،‮ ‬لسلي‮ ‬أوردانغ،‮ ‬دين فانتش‮٠ ‬
Nicole Kidman, Gigi Pritzker, Leslie Urdang, Dean Vanech
شركات الإنتاج
Olympus Pictures/ Blossom Films/ Odd Lot Entertainment [US-2010]

Review # 207
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‬‮النوع:  ‬دراما عاطفية [إقتباس مسرحي] | ملاحظات: عودة نيكول كدمن للدراما ‮ 
‬نبذة: زوجان يعيشان أزمة ما بعد موت ولدهما الوحيد ويحاولان الخروج من المحنة العاطفية الصعبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‮ ‬يتطلب الأمر قدراً‮ ‬من المعاناة لمشاهدة هذا الفيلم المتمحور حول موضوع فقدان الإبن الوحيد وكيف‮ ‬يتعامل كل من والده وأمه مع هذه الخسارة الفادحة‮. ‬ليس بسبب موضوعه،‮ ‬بل لفقدانه العناصر الأوّلية لنقل المعاناة التي‮ ‬تعتصر قلبي‮ ‬الوالدين الى المشاهدين‮. ‬من بين تلك العناصر إيجاد الوسيلة المثلى والتشبّث بها لأجل نقل الحكاية على نحو‮ ‬يجعل الإهتمام بها‮ ‬يتجاوزها بحد ذاتها الى طروحات أساسية‮. ‬خلال العرض الذي،‮ ‬من حسن الحظ،‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز الساعة والنصف،‮ ‬سنرى نيكول كدمَن وهي‮ ‬تواصل الإنفعال حيال ما تمر به او تسمعه او تراه‮. ‬لكن المخرج‮ ‬يخفق في‮ ‬تحميل مشاهده عمقاً‮ ‬فعلياً‮. ‬ما‮ ‬يفعله هو أن‮ ‬يسرد القصّة بأسلوب رصين ومحدود الطموحات فنيّاً‮ ‬واضعاً‮ ‬في‮ ‬مقدّمته ممثلة بحثت طويلاً‮ ‬عن دور‮ ‬يعيد إليها بعض ما فقدته مؤخراً‮ ‬من رونق وتوخّته في‮ ‬هذا النص المأخوذ عن مسرحية نالت جائزة بولتزر قبل سنوات قليلة‮.

في‮ ‬الخلفية،‮ ‬وفاة طفلها ذي‮ ‬الأربع سنوات في‮ ‬حادثة سيارة قبل ثمانية أشهر من بداية الفيلم‮. ‬نختالهما لفترة وجيزة قد تغلّبا على الخسارة،‮ ‬لكن الحقيقة تتبدّى سريعاً‮: ‬كل منهما‮ ‬يحاول تجاوز المحنة على طريقته،‮ ‬لكنه لا‮ ‬يزال فيها‮. ‬محنة الزوجة،‮ ‬أنها تدور في‮ ‬مكانها ولو أنها تعتقد أنها تمضي‮ ‬قُدماً،‮  ‬ومحنة الزوج أنه‮ ‬يحاول لا إخراج نفسه من المكان ذاته،‮ ‬بل إخراجها منه أيضاً‮. ‬في‮ ‬سياق ذلك،‮ ‬يدخل مراهق أسمه جايسون‮ (‬مايلز تَلر‮) ‬الصورة‮. ‬إنه هو من كان‮ ‬يقود السيارة التي‮ ‬دهست الصبي‮. ‬تراه الأم الكثلى في‮ ‬الحافلة فتترصّده لا للإنتقام منه بل لكي‮ ‬تحادثه لعلها تستطيع التغلّب على حالتها بالتعرّف على ذلك الفتى الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يقصد ما أوقعه من بلاء‮.‬
القصّة تقود هنا والمخرج‮ ‬يحاول إنجازها بعيداً‮ ‬عن الكليشيهات الميلودرامية‮. ‬محاولته هذه نصف ناجحة،‮ ‬بسبب الأداء المعني‮ ‬بالحقيقة من قبل الممثلين،‮ ‬لكن النصف الآخر موجود بفضل الحوار من ناحية والمونتاج من ناحية ثانية ثم الموسيقا المستخدمة‮. ‬نقرات البيانو المتوقّعة وأغنية لآل‮ ‬غرين تتحوّل الى محط نزاع بسبب أن الزوجة تعتقد أن الأب وضعها لإغرائها بممارسة الحب معه لأول مرّة منذ الأشهر الثمانية تلك،‮ ‬بينما‮ ‬ينفي‮ ‬هو هذا ولو أنه‮ ‬يعكس إحباطه من الوضع‮٠‬
الغاية مخلصة لفيلم جاد،‮ ‬لكن المخرج‮ ‬يكاد لا‮ ‬يجد نقطة الصميم التي‮ ‬يمكن له من خلالها وضع مشاعر بطليه على المحك الفعلي‮ ‬وتحويل الحكاية الى أثر عاطفي‮ ‬فاعل وثري‮. ‬يبقى كل شيء على نحو أن هذا ما‮ ‬يقع لهما والمشاهد مجرد متابع،‮ ‬وليس مشتركاً‮. ‬كيدمن في‮ ‬أفضل أدوارها الأخيرة،‮ ‬لكن آرون إكهارت هو الذي‮ ‬يشعر المشاهد معه أكثر مما‮ ‬يشعر معها‮.‬

Film Connections

المخرج‮: ‬أفلام المخرج السابقة شملت عدداً‮ ‬من الأفلام التي‮ ‬قام بالتمثيل فيها‮ (‬أدوار صغيرة‮) ‬قبل أن‮ ‬يخرج فيلمين هما‮ ‬
The Story of of Hedwig (2003) وShortbus (2006)

أفلام أخرى حول آباء وأمهات فقدوا أولادهم‮ ‬
Antichrist | Lars Von Trier (2009) **
Changeling (2008) ***
Missing (1982) ****
Ordinary People (1988) ****
Rachel is Getting Married (2008) ***

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

VIDA UTIL, LA
 ‬‮   ‬A Useful Life
حياة مفيدة
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إخراج‮: ‬فديريكو فيروي‮   ‬
Federico Veiroj
أدوار أولى‮:‬‮ ‬جورج جلنيك،‮ ‬مانويل مارتينز،‮ ‬باولا فنديتو
سيناريو‮:‬‮ ‬إينس بورتغاراي،‮ ‬غونزالو دلجادو‮. ‬أروكو هرنانديز،‮ ‬فديريكو فيروي
Ines Bortagaray, Gonzalo Delgado, Arauco Hernandez, Veiroj
تصوير‮:‬‮ ‬أروكو هرنانديز‮ (‬أبيض‮/ ‬أسود‮ + ‬ألوان‮)‬
توليف‮:‬‮ ‬أروكو هرنانديز،‮ ‬فديريكو فيروي‮ (‬66‮ ‬د‮)‬
موسيقا‮:‬‮ ‬ليو ماسليا،‮ ‬ماكونايما،‮ ‬إدواردو فابيني‮   ‬
Leo Masliah, Mascunaima, Eduardo Fabini
Review # 208


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع:  دراما عاطفية [سينما عن سينما] | ملاحظات: ترشيح الأوروغواي  لأوسكار أفضل فيلم أجنبي٠
نبذة | مبرمج صالة فن وتجربة في السينماتيك يتعرّض لمحنة سببها حبّّه للسينما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك مجانين سينما في‮ ‬كل مدينة تحت الشمس‮. ‬القصّة التالية،‮ ‬تلك التي‮ ‬يأخذنا إليها هذا الفيلم‮  ‬تقع في‮ ‬مدينة مونتيفديو،‮ ‬عاصمة الأرغواي،‮ ‬وبطلها مبرمج عروض اللسينماتيك المتخصصة بالأفلام الفنية أسمه جورج‮ (‬جورج جلينك‮). ‬عالمه كلّه هو الأفلام القديمة التي‮ ‬يعرضها في‮ ‬القاعة التي‮ ‬يحضرها حفنة من المشاهدين‮.


معه في‮ ‬العمل مدير السينماتيك مارتينيز‮ (‬مانويل مارتينيز‮) ‬وفي‮ ‬مطلع الفيلم مشهد لهما ومعاونون آخرون‮ ‬يبحثون في‮ ‬وضع المؤسسة وكيف‮ ‬يمكن ترويج أفلامها عبر برنامج إذاعي‮ ‬يقوم به جورج‮. ‬لكن الجميع‮ ‬يعلم،‮ ‬وإن لا‮ ‬يقل شيئاً،‮ ‬عن أن الترويج محدود الأثر في‮ ‬زمن‮ ‬يتناقض تماماً‮ ‬ومع عصر السينما التي‮ ‬يروّجونها‮. ‬لكن الجميع‮ ‬يقوم أبضاً‮ ‬بعمله هذا بإيمان شديد‮. ‬مدير السينماتيك‮ ‬يقرأ الترجمة المصاحبة لفيلم إريك ڤون ستروهايم‮ (‬1924‮)  ‬وذلك من حجرة الجهاز العارض ممسكاً‮ ‬بالمايكروفون بيد وبالنص بيد آخر وينظر من النافذة الى الشاشة ليتأكد من أنه‮ ‬يتواءم مع مشاهد الفيلم‮. ‬وفي‮ ‬آخر‮ ‬يتحدّث جورج عن المخرج البرتغالي‮ ‬مانويل دي‮ ‬أوليڤييرا محاولاً‮ ‬إثارة الإهتمام به،‮ ‬وكلاهما لاحقاً‮ ‬يتحدّثان في‮ ‬الشكل والبناء السينمائيين على الهواء‮.‬
مثل جورج ومارتينيز‮ ‬يمارس المخرج فدييريكو فيروي‮ ‬إيماناً‮ ‬كبيراً‮ ‬عبر تلك المشاهد التي‮ ‬تمتد لأكثر من نصف الفيلم بقليل‮. ‬ليس فقط أنه قدّم هذا الجزء من الفيلم بالأبيض والأسود بل أن التصوير بأسره قائم على‮ "‬موديل‮" ‬أواخر الخمسينات والستينات لأفلام رخيصة التكاليف‮ (‬الميزانية هنا‮ ‬350‮ ‬ألف دولار،‮ ‬مصروف نصف‮ ‬يوم عمل على فيلم هوليوودي‮ ‬كبير‮) ‬لأفلام شديدة الواقعية والتجذّر في‮ ‬الحركة الطبيعية بعيداً‮ ‬عن أي‮ ‬إيقاع مصطنع‮. ‬بذلك‮ ‬يمنح الفيلم موضوعه تجسيداً‮ ‬مضاعفاً،‮ ‬إنه ليس فقط عن مجموعة من الأشخاص‮ ‬يمارسون عملاً‮ ‬عاشوا لأجله وما زالوا شغوفين به،‮ ‬بل عن المخرج وهو‮ ‬ينقل شغفه هو بتلك الأفلام المبينة على الشخصية والجوانب البيئية للعمل وللشخصية،‮ ‬وليس على تلك التي‮ ‬تضع القصّة في‮ ‬المقدّمة‮. ‬
لكن مع وصول هذا الجزء الى حيث‮ ‬يتلقّف جورج ومارتينيز خبر سحب المؤسسة الداعمة لنشاط السينماتيك تمويلها‮ "‬لعدم وجود أرباح‮"‬،‮ ‬ينقلنا المخرج الى تلك القصّة اللعينة التي‮ ‬اعتقدنا أنه سوف لن‭ ‬يؤمّها‮. ‬من المشاهد الداخلية في‮ ‬الردهات القشيبة والحجرات الضيّقة ومخازن الأفلام المزدحمة بعبق التاريخ،‮ ‬الى الشارع والمقهى والحلاق والشوبينغ‮ ‬مول ثم الجامعة والشارع مرّة أخرى‮. ‬بذلك‮ ‬يقع تغيير كبير بين الفيلم لما قبل نصف ساعته الأخيرة‮. ‬لا أستطيع أن أقول أن الفيلم تهاوى،‮ ‬ولا أن الذي‮ ‬يحدث في‮ ‬نصف الساعة تلك لا علاقة له بما سبق،‮ ‬لكن المرء أحب تلك البداية الرصينة الى درجة أنه كان مستعداً‮ ‬ومحبّذاً‮ ‬أن‮ ‬يستمر الفيلم كله بها
قبل النقلة‮ ‬يلتقي‮ ‬جورج بصديقة قديمة جاءت لكي‮ ‬تحضر عرضاً‮ ‬لمخرج من الأوروغواي‮ ‬سيقدّم فيلمه بنفسه‮ (‬هو‮ ‬غونزالو‮ ‬غاليانا‮). ‬جورج‮ ‬يرحّب بها سعيداً‮ ‬بالمفاجأة ويحصل لها على تذكرة إكرامية،‮ ‬ثم‮ ‬ينتظرها وحيداً‭ ‬في‮ ‬الردهة حتى نهاية الفيلم‮. ‬حين‮ ‬يراها من جديد‮ ‬يدّعي‮ ‬أنه كاان مشغولاً‮ ‬لذلك بقي‮ ‬ثم‮ ‬يسألها إذا ما كانت تستطيع الذهاب معه الى مقهى او مطعم‮. ‬تعتذر لانشغالها فلديها واجبات تلامذتها في‮ ‬كليّة الحقوق‮. ‬حين‮ ‬يتبيّن لجورج أن السينماتيك ستغلق وإنه بات متحرراً‮ ‬من روتين صاحبه لخمس وعشرين سنة،‮ ‬ينزل الى شوارع المدينة فتبدو له‮ ‬غريبة ثم‮ ‬يتّصل بها،‮ ‬وقد مرّت بضعة أيام،‮ ‬فتخبره أنها مشغولة‮. ‬لكنه‮ ‬يقرر شيئاً‮: ‬يتّجه الى حلاق ويقص شعره،‮ ‬وعن قصد‮ ‬يترك حقيبة عمله السابق في‮ ‬المحل ويخرج الى الشارع‮. ‬يقطع المسافة الى الجامعة ويدخل كليّة الحقوق ويتأكد من أنها لم تكن في‮ ‬الأصل موجودة حين قالت له أنها مشغولة‮. ‬لكنه لن‮ ‬يفقد العزيمة‮. ‬يعتقده التلامذة المدرّس البديل لها،‮ ‬فيلقي‮ ‬محاضرة في‮ ‬الكذب ثم‮ ‬يترك الصف وينزل الى الحديقة ويمعن النظر الى أسماك بركة،‮ ‬قبل أن‮ ‬يحل الظلام ويتقدّم من باولا وقد رآها بصحبة زميلين لها خارجين من الكليّة‮. ‬يسألها إذا ما كانت تريد مرافقته الى السينما‮. ‬تنظر اليه مبتسمة وتقول نعم‮.‬
لو قالت لا لكنّا أمام موضوع آخر بالمرّة‮. ‬شيء عن أن شخصاً‮ ‬أمضى جل حياته داخل القاعة المظلمة وفي‮ ‬العمل التثقيفي‮ ‬للسينما لن‮ ‬يُقبل في‮ ‬الحياة الأخرى التي‮ ‬أهملها طويلاً‮. ‬لكن موافقتها هي‮ ‬باب أمل الفيلم لأن‮ ‬يجد جورج حياة جديدة تشغله عما سبق‮. ‬هذا مريح للمشاهد لكنه ليس مريحاً‮ ‬للموضوع الأصلي‮. ‬إنه أقرب الى إدانة الحياة السابقة مع تفريغ‮ ‬جورج من القضيّة التي‮ ‬التزم بها طوال حياته‮. ‬الى ذلك،‮ ‬هذا الإختلاف بين الجزأين ليس مجرّد إنتقال الكاميرا من المشاهد الداخلية الى الخارجية،‮ ‬بل اتقالها إيقاعاً‮ ‬وغاية،‮ ‬وهذا ما‮ ‬يجعل العمل‮ ‬ينحسر عن كماله السابق وإن كان‮ ‬يمنع نفسه من السقوط تماماً‮.‬
جورج طويل وذي‮ ‬بطن بارز‮. ‬بنظّارة وثياب لا تتغيّر وتصرّفات لا تتبدّل‮. ‬نموذج تجده بين الكثيرين من نقاد السينما،‮ ‬وهو بدوره ناقداً‮ ‬سينمائياً،‮ ‬كما أن مارتينيز هو بدوره مدير السينماتيك الفعلية‮ (‬في‮ ‬مطلع الفيلم تنبيه الى أن السينماتيك الحقيقية لا تعاني‮ ‬مما‮ ‬يعرضه الفيلم‮). ‬وهذه الإستعانة بشخصيّتين حقيقيّتين‮ ‬يفيدان البنية الواقعية والطبيعية التي‮ ‬اختارها المخرج كما لو أنه‮ ‬ينقل تسجيلاً‮ ‬للحياة من دون تدخل منه‮. ‬في‮ ‬معظمه هو تحية لصالات الفن والتجربة ولمن‮ ‬يقوم بالعمل فيها وهذا كلّه‮ ‬يحمل بصمة المخرج الفكرية‮. ‬تدرك أنه‮ ‬يقصد الحديث عن هذه الحياة التي‮ ‬تبدو اليوم،‮ ‬بفضل المتغيّرات،‮ ‬مثل ماء تنساب من قبضة اليد‮.‬
‮ ‬

Film Connections


‬Acné  المخرج:  فديريكو فايروي سينمائي شاب (36 سنة) من الأوروغواي. كان فيلمه السابق
نال جائزة خاصّة في‮ ‬مهرجان سان سيباستيان سنة‮ ‬2008‮ ‬وهو أنجز ستة أفلام حتى الآن ثلاثة قصيرة وثلاثة طويلة
تصوير‮: ‬ليس واضحاً‮ ‬إذا ما كان المصوّر أروكو هرناندز صوّر الفيلم بالأبيض والأسود‮ (‬بإستثناء مشاهد أخيرة‮) ‬او صوّره كلّه ملوّناً‮ ‬ثم قام بطبعه أبيض وأسود،‮ ‬ولو أني‮ ‬أميل للخيار الأول‮.‬


CLASSIC  FILM REVIEW
 

TRUE GRIT
عزم حقيقي
***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج‮: ‬هنري‮ ‬هاذاواي‮  ‬
Henry Hathaway
أدوار أولى‮:‬‮ ‬‮ ‬جون واين،‮ ‬غلن كامبل،‮ ‬كيم داربي،‮ ‬جيريمي‮ ‬سلايت،‮ ‬دنيس هوبر،‮ ‬روبرت دوفال
John Wayne, Glen Campbell, Kim Darby, Jeremy Slate, Robert Duvall, Dennis Hopper
سيناريو‮:‬‮ ‬مارغريت روبرتس‮ | ‬رواية‮: ‬تشارلز بورتيس
Screenplay: Marguerite Roberts | Novel By:  Charles Portis
تصوير‮:‬‮ ‬‮ ‬لوسيان بالارد‮ (‬ألوان‮- ‬35‮ ‬مم‮)‬
Locien Ballard
توليف‮:‬‮ ‬‮ ‬وورن لو‮ (‬124‮ ‬د)‮٠‬
Warren Low
موسيقا‮:‬‮ ‬‮ ‬إلمر برنستين
Elmer Bernstein
 المنتجون‮:‬‮ ‬‮ ‬هال ب‮. ‬واليس
Hal B. Wallis
شركة الإنتاج
Paramount Pictures [USA- 1969]

Review # 209
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع:  وسترن [مأخوذ عن رواية] | ملاحظة: نال جون واين أوسكاره الوحيد عنه
نبذة‭ ‬‮|  ‬فتاة تلجأ الى مارشال سكير لكنه لا‮ ‬يهاب لكي‮ ‬تستأجره مقابل إلقاء القبض على أبيها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسخة هنري‮ ‬هاذاواي‮ ‬من رواية بورتيس قد تبدو اليوم قديمة،‮ ‬لكنها كانت كذلك حين خرجت للعروض في‮ ‬العام‮ ‬1969‮. ‬الفكرة القائمة على مجابهة العنف بالعنف‮. ‬الشخصية التي‮ ‬أجادها جون واين جيلاً‮ ‬بعد آخر‮. ‬الأسماء التي‮ ‬ألّفت سينما الغرب القديمة او ساهمت بتأليفه‮ (‬واين،‮ ‬هاذاواي‮ ‬والى حد مدير التصوير لوسيان بالارد‮) ‬وتلك النفحة‮ ‬غير الإنتقادية لأميركا على عكس أفلام وسترن أخرى ظهرت في‮ ‬تلك الفترة‮ (‬أقربها زمنياً‮ ‬لهذا الفيلم فيلم سام بكنباه‮ »‬الزمرة المتوحّشة‮« ‬
The Wild Bunch

بعد مشاهدة نسخة الأخوين كووَن‮ (‬العدد‮ ‬84‮) ‬كان لزاماً‮ ‬عليّ‮ ‬العودة الى نسخة هاذاواي‮ ‬لأستعيد بعض التفاصيل‮. ‬المفاجأة أنني‮ ‬قدّرت نسخة هاذاواي‮ ‬أفضل مما كنت أعتقد‮. ‬سابقاً‮ ‬ما نظرت إليه‮  ‬كفيلم‮ ‬يؤدي‮ ‬خدمة مبرمجة للمشتركين فيه حاملاً‮ ‬رسالة‮ ‬يمينية لم أعارض الفيلم من أجلها،‮ ‬لكني‮ ‬عارضتها هي‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأن بطل الفيلم ارتدى عصبة سوداء تغطّي‮ ‬عينه اليسري‮ ‬تماماً‮ ‬كما حال الفاشي‮ ‬موشي‮ ‬دايان‮. ‬وإذ خرج الفيلم بعد عامين على هزيمة‮ ‬1967‮ ‬التي‮ ‬شارك فيها دايان،‮ ‬تبدّى للكثيرين سواي،‮ ‬أن الفيلم جعل بطله بعصبة سوداء على طريقة دايان احتفاءاً‮ ‬به‮. ‬أنا لم‮ ‬يكن لي،‮ ‬في‮ ‬مطلع السبعينات،‮ ‬رأي‮ ‬في‮ ‬ذلك لأني‮ ‬رفضت أن أصدّق المسألة،‮ ‬لكني‮ ‬الآن أنظر اليها كاحتمال وارد،‮ ‬بسبب تقريب المسافة بين جون واين‮ (‬وكان جمهورياً‮ ‬يمينياً‮ ‬مؤيداً‮ ‬لإسرائيل‮) ‬وبين دايان الذي‮ ‬كان محتفى به آنذاك كبطل حرب اسرائيلي‮. ‬لا أنسى أن جون واين لم‮ ‬يرتد مسبقاً‮ ‬عصبة وأن البطولة عادة ما كانت لرجل سليم العينين ما جعل وضع العصبة أقرب لأن‮ ‬يكون تماثلاً‮ ‬ورسالة‮. ‬
في‮ ‬رواية‮  »‬عزم حقيقي‮« ‬لتشارلز بورتس على الصفحة‮ ‬44،‮ ‬حين تراه الفتاة فوق كرسي‮ ‬المحكمة التي‮ ‬كانت تنظر في‮ ‬قضية مرفوعة ضدّه بتهمة قتل المجرمين من دون محاكمة،‮ ‬فإن وصفها له لا‮ ‬يشمل‮ "‬عصبة‮" ‬فوق عينه،‮ ‬بل تقول عنه أنه كان‮ "‬بعين واحدة‮" ‬ما قد‮ ‬يؤدي‮ ‬الى وجود عصبة او ربما من دونها‮.‬
الأهمية في‮ ‬فيلم كووّن الحالي‮ ‬لا تأخذ أي‮ ‬بعد في‮ ‬إي‮ ‬إتجاه خارج الفيلم ذاته‮. ‬لكن في‮ ‬تلك الأيام المذكورة نضحت بذلك المعنى علماً‮ ‬بأن استخدام العصبة‮ ‬يبقى أمراً‮ ‬طبيعياً‮ ‬للغاية فالناس لا تحب إظهار عين معطوبة بل تغطّيها على نحو او آخر‮.‬
هناك مواقف سياسية في‮ ‬الكتاب لا‮ ‬يعلن عنها فيلم كووَن ولم تستوقف أحداً‮ ‬في‮ ‬فيلم هاذاواي‮. ‬هذه قصّة فتاة في‮ ‬الرابعة عشر من العمر‮ (‬مثّلتها كيم داربي‮ ‬سنة‮ ‬1969 حين كانت في‮ ‬العشرين من عمرها لكنها لم تحاول أن تظهر بسن أصغر بكثير‮) ‬تطلب من رجل قانون أسمه روستر عُرف عنه عزمه وقوّة بأسه،‮ ‬كما حبه للسكر‮ (‬او لفلّينة الزجاجة كما في‮ ‬الكتاب‮) ‬أن‮ ‬يقتل لها قاتل أبيها الهارب ومع بداية الرحلة‮ ‬ينضم إليهما شاب‮ ‬يكبرها من رجال القانون أيضاً،‮ ‬يريده حيّاً‮ ‬لتسليمه لقاء فدية كبيرة‮. ‬كل من روستر والشاب لابيف‮ ‬يمينيا النشأة منتميان الى سياسة الحزب الجمهوري،‮ ‬بينما هي‮ ‬من عائلة دائماً‮ ‬ما منحت صوتها،‮ ‬كما‮ ‬يقول الكتاب،‮ ‬الى الحزب الديمقراطي‮. ‬لا‮ ‬يذكر أي‮ ‬من الفيلمين الحادثة التي‮ ‬في‮ ‬الكتاب حول نهر موظّف السكّة الحديدية للخادم الأسود واحتجاجها هي‮ ‬على ذلك،‮ ‬لكن فيلم هاذاواي‮ ‬يعمد الى تصوير موقف الرجلين منها ومحاولتهما تجاهلها والقيام بالمهمة من دونها،‮ ‬وكذلك الحال في‮ ‬نسخة الأخوين كووَن ما‮ ‬يُفسّر بأنه موقف ذكوري‮ ‬من الأنثى‮. ‬هذا صحيح،‮ ‬لولا أيضاً‮ ‬موقف الجمهوريين من الفتاة الديمقراطية‮. ‬حين تصر على اجتياز النهر الكبير للحاق بهما في‮ ‬عناد،‮ ‬ينظر اليها روستر بنظرة عطف ويقول‮:‬‭ ‬‮"‬تذكرني‮ ‬بما كنت عليه‮". ‬هنا حاول بعض المثليين توظيف المشهد للقول بأنه‮ ‬يشتهي‮ ‬جانبه الأنثوي‮- ‬هذا هراء‮. ‬العبارة هي‮ ‬تقدير لها من شخص لا‮ ‬يسمح لنفسه بضعف حيال الآخر‮ "‬الإعتذار دليل ضعف‮" ‬يقول لها في‮ ‬مشهد آخر‮. ‬وحين‮ ‬يستقوي‮ ‬عليها لابيف فيأخذ‮ ‬غصناً‮ ‬ويبدأ بسوطها بسبب عنادها‮ ‬ينهره ثم‮ ‬يحذّره بإطلاق النار عليه إذ تمادى‮٠‬

في‮ ‬نطاق المقارنة بين الفيلمين وجدت نفسي‮ ‬آخذ نجمة من الثلاثة التي‮ ‬وضعتها لنسخة الأخوين كووَن،‮ ‬وأضعها لجانب النجمتين اللتين كنت وضعتهما‮ (‬ولو في‮ ‬البال‮) ‬لجانب نسخة هاذاواي،‮ ‬ولدي‮ ‬أسباب كثيرة لذلك في‮ ‬مقدّمتها أن أي‮ ‬فيلم منفّذ جيّداً‮ ‬يداخله شغف للعالم الذي‮ ‬يؤمّه‮ ‬يستحق التقدير أعلى من فيلم منفّذ جيّد إنما‮ ‬يبقى بارداً‮ ‬حيال ما‮ ‬يعرضه،‮ ‬وهذا حال فيلم الأخوين كووَن،‮ ‬بل حال معظم أفلام الأخوين كووَن،‮ ‬إن لم‮ ‬يكن كل أفلام كووَن على نحو او آخر‮. ‬
هذا الشغف موجود في‮ ‬تشخيص جون واين لروستر،‮ ‬لكنه‮ ‬غير موجود في‮ ‬تشخيص جف بردجز‮. ‬عند الأول هو اقتناع وانصهار بالغرب‮. ‬عند الثاني‮ ‬وظيفة‮ ‬يريد تأديتها على النحو المناسب‮. ‬نعم تستطيع أن تدرك ذلك بمجرد النظر الى تمثيل كل منهما واحداً‮ ‬إثر آخر‮. ‬ونفس الشيء‮ ‬يُقال بالنسبة لتصوير لوسيان بالارد،‮ ‬الذي‮ ‬صوّر‮- ‬بالمناسبة‮ "‬الزمرة المتوحّشة‮" ‬أيضاً‮: ‬كل مشاهد الفيلم الخارجية جميلة ناضحة بالألوان وبطبيعة خلاّبة من دون أن‮ ‬يكون الفيلم كارت بوستال على طريقة أفلام الفرنسي‮ ‬كلود ليلوش‮  ‬مثلاً‮ (‬حين صوّر فيلمه
 Another Man, Another Chance الوسترن‮ ‬
سنة‮ ‬1977‮. ‬من هذه الناحية تصوير روجر ديكنز‮ (‬الجيّد بلا ريب‮) ‬ينتمي‮ ‬الى رغبة المخرجين في‮ ‬إبقاء ذاتيهما‮ ‬غير متأثّرين‮. ‬إنهما لا‮ ‬يحبّان شيئاً‮ ‬فيما‮ ‬يقوما بتصويره‮.‬

Film Connections

المخرج‮:  ‬توفي‮ ‬هنري‮ ‬هاذاواي‮ ‬سنة‮ ‬1985‮ ‬عن‮ ‬86‮ ‬سنة ونحو‮ ‬80‮ ‬فيلم وكان بدأ ممثلاً‮ ‬سنة‮ ‬1917‮ ‬وتحوّل الى الإخراج لأول مرّة سنة‮ ‬1932‮ ‬وأصبح من عماد مخرجي‮ ‬الوسترن لجانب هوارد هوكس،‮ ‬راوول وولش،‮ ‬جون فورد،‮ ‬دلمر ديفز وسواهم من رعيل الحقبة الأولى من السينما‮ (‬قبل منتصف الخمسينات)‮٠‬

‮ ‬أفلام مشتركة‮ ‬: بعد هذا الفيلم قام‮ ‬غلن كامبل وكيم داربي‮ ‬ببطولة فيلم آخر من أعمال الكاتب تشارلز بورتيس هو الفيلم الكوميدي‮ »‬نوروود‮« [‬جاك هايلي‮ ‬جونيور‮- ‬1961‮]  ‬المغني‮ ‬كامبل عاد الى العزف والغناء بعد ذلك‮. ‬أما كيم داربي‮ ‬والتي‮ ‬بدأت التمثيل سنوات قليلة قبل‮ »‬عزم حقيقي‮« ‬فلم تحظ بالنجاح‮ (‬الا في‮ ‬هذا الفيلم‮) ‬ولو أنها لا زالت تظهر من حين لاخر‮. ‬أما جون واين،‮ ‬الذي‮ ‬لعب في‮ ‬حياته نحو‮ ‬180‮ ‬فيلماً‮ ‬او أكثر بقليل،‮ ‬فعاد الى شخصية روستر في‮ »‬روستر كوغبيرن‮« ‬الذي‮ ‬أخرجه ستيوارت ميلار سنة‮ ‬1975،‮ ‬قبل أربعة أعوام من وفاته عن‮ ‬72‮ ‬سنة‮٠‬


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved ©  Mohammed Rouda 2006- 2211٠

0 comments: