أفلام فنيسيا 2016 | نظرة عامّـة



------------------------------------------------------------------------------------------
العدد 241 | السنة 8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أفلام ڤنيسيا (1)

نظرة عامّـة على فيلم ترنس مالك الجديد 
 Voyage of Time
وعشرة أفلام أخرى مرتقبة في عروض
مهرجان ڤنيسيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 منذ السبعينات، عندما كان المخرج ترنس مالك لا يزال طري العود في السينما، حلم بفيلم أكبر من قدراته على التنفيذ، بل أكبر من قدرات السينما آنذاك على تحمّـل رؤيته الفريدة. أراد فيلماً عن الخلق منذ النشأة الأولى وصولاً إلى رموش المرأة المعاصرة. 
نعم هو تطرّق للموضوع قبل بضع سنوات عندما أخرج «شجرة الحياة» وخص جزءاً منه لتقديم ما يجول في فكره حول هذا الجانب الفلسفي والتأملي البعيد، لكن مع فيلمه الجديد «رحلة من الزمن» ينجز أخيراً عملاً هو بكلّـه عن الخلق والحياة والمحيط وحياة الكواكب وحياة الأرض. عن السماء وما بعدها وعن الأرض وما تحتها. صرف عليه سنوات طويلة وأموال كثيرة وحتى الأمس القريب كان لا يزال يضبط إيقاعه ليعرضه في الدورة الثالثة والسبعين من مهرجان «فنيسيا» الدولي الذي ينطلق اليوم (الأربعاء).

الفيلم الأغرب
نسختان متوفرتان من هذا الفيلم الذي ربما سيطلب من تحفة ستانلي كوبريك «2001: أوديسا الفضاء» أن يغادر كرسيه المتقدم ليحل مكانه. النسخة الأولى ستعرضها صالات آيماكس التي لم تكن متوفرة أيام حقق كوبريك فيلمه ذاك سنة 1968. هذه ستكون الطريقة الوحيدة للتشبع من فيلم متعدد الطبقات فلسفيا وبصرياً. النسخة الثانية هي تلك التي سيعرضها مهرجان فنيسيا وتعرضها صالات السينما غير المخصصة. نسخة 35 مم منفوخة لـ 70 مم وستفي بالحاجة مؤقتاً. 
يصل ترنس مالك إلى فنيسيا لحضور فيلمه، كما وعد، أو لا يصل متهرباً لأنه لا يحب الصحافة والإعلام والصور، أمر لا جواب عليه الآن، لكن في كل الحالات سيجد الفيلم نفسه محاطاً بالإهتمام، ليس لأن كل النقاد وكل الجمهور معجب بأعماله على حد سواء، بل لأن فيلمه هو الأغرب كما صرّح مدير المهرجان الفني ألبرتو باربيرا وإسم مالك يسبق أعماله تماماً كما حال مخرجين آخرين مشتركين في هذه الدورة ومن بينهم الروسي أندريه كونتشالوفسكي والألماني فيم فندرز.
لا يعني ذلك طبعاً أن الأميركي مالك سيسرق كل الإهتمام. في هذه الدورة الجديدة هناك العديد من الأعمال المنتظرة تبعاً لسوابق الجمهور مع مخرجيها. إلى جانب مالك وكونتشالوفسكي وفندرز هناك عدد مهم آخر في المسابقة الرئيسية ذاتها بينهم الصربي أمير كوستارتزا والفرنسي فرنسوا أوزون والكندي دنيس فيلنيوف والتشيلي بابلو لاران. هذا إلى جانب جيل أحدث قليلاً من بينهم الأميركي توم فورد والهولندي مارتن كولهوفن والإيطالي جيسبي بيكيوني.
في الحصيلة 20 فيلماً في المسابقة جاءت من الولايات المتحدة والمكسيك وفرنسا وألمانيا وهولاندا  وتشيلي علاوة على ما هو مشترك ما بين دولتين (أرجنتينا وأسبانيا) أو أكثر (بلجيكا، ألمانيا، بريطانيا، السويد).
بعض المخرجين الذين تمرسوا في تحقيق أفلام تصعد درجات المهرجانات الكبرى أو تتلقف جوائزها يلتقون هنا مخرجون جدد وبناة سينما الغد. المواضيع المعروضة داخل المسابقة وخارجها، تتعدد بطبيعة الحال، لكن إذا ما نظرنا إلى النماذج التالية لبعض أهم ما في جعبة المهرجان الإيطالي هذا العام، سنجد أن هناك هروباً واضحاً من مشاكل اليوم إما إلى الأمس أو إلى حالات مستقبلية. فبعض هذه الأفلام تعالج ما مضى، ولو كانت حروباً شائكة وشخصيات عاشت حياة متقلبة، وبعضها الآخر يتحدث عن مخلوقات من الفضاء جاءت تبحث أو تستقر. 
ومع أن العناوين لا تعني الكثير إلى أن يمكن مشاهدة الأفلام ذاتها، فتعلو بحسناتها أو تنخفض بسلبياتها، إلا أن هذا لا يمنع وجود عشرة أفلام أخرى غير فيلم مالك المستأثر بالإهتمام الأول، لابد لنا من تدوينها كونها تحمل وعوداً مهمّـة.  

Nocturnal Animals
حيوانات ليلية

هذا الفيلم الأميركي هو لأحد المواهب المنتمية لسينما السنوات العشر الأخيرة هو توم فورد. سبق له وأن قد٬ قبل سبعة أعوام فيلمه الأول «رجل أعزب» مع كولين فيرث في البطولة. هنا ينقل رواية أوستن رايت التي وُصفت بالمشوّقة ويضع في البطولة مايكل شانون وجايك جيلنهال وإيسلا فيشر ويطلب منهم التحرك في رحى حكاية حول إمرأة تعتقد أن زوجها السابق يخطط لقتلها.

Frantz
فرانتز
المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون محبوب في فرنسا أكثر مما هو محبوب في خارجها. إلى حد كبير هذا طبيعي لكن أعماله السابقة نقلت جانبين متواجهين من الحسنات والسيئات. هي مثيرة الحكايات والأفكار، داعية للتأمل والتفكير، لكنها كثيراً ما تتوجه صوب مفادات غير مترابطة وتبدو كما لو أنها مسيّـرة بالضرورة وليس كنتاج درامي.  فيلمه الجديد، بالأبيض والأسود، وحسب ما يتوارد، ينتمي إلى أفضل أعماله ويدور في زمن الحرب العالمية الأولى عندما تكتشف بطله (بولا بير) أن صديقها الراحل "فرانتز"، لم يكن مخلصاً لها وحدها.

Hacksaw Ridge
«هاسكو ريدج»

ليس هناك من مخرج وممثل وجد نفسه يمر بظروف مناوئة في السنوات العشرين الأخيرة كما حال مل غيبسون، مخرج هذا الفيلم. أثار ما أثار عندما تفوّه بتعابير عنصرية، وحاولت هوليوود تجاهله. عانى من نتائج هذه المحاولة فغاب إلا من ظهور محدود ومتباعد، لكنه كان دوما ما يهدف للعودة إلى الإخراج وهو الذي حقق أفلاماً فوق المتوسط دوماً آخرها «أبوكاليبتو» سنة 2006. الفيلم الجديد يقع في نطاق الحرب العالمية الثانية ويتناول حياة الضابط دزموند دوس (يقوم به أندرو غارفيلد) الذي كان أول جندي أميركي ينال ميدالية الشرف. 

The Untamed
غير المروّض
بعد «مدنايت سباشل» لجف نيكولز الذي عرضه برلين، و«شيطان النيون» لنيكولاس وندينغ رفن الذي عرضه «كان»، يطل دور مهرجان فنيسيا لعرض فيلم بشخصيات غريبة في عمل قد يستعير قليلاً من هذين العملين ولو صدفة. «غير المروّض» هو خيالي علمي (كما حال فيلم نيكولز) ورعب (كما فيلم رفن) مع لمسات فنية (كما في الفيلمين معاً): حكاية وسمها المخرج المكسيكي أمات إسكالانتي حول أزمة تنطلق عاطفياً وتنتهي كوارثياً عندما يتدخل شخص بين زوجين ليكتشفا أنه ليس شخصاً عادياً، بل ربما كان من مخلوقات الفضاء.

Arrival
وصول
في الإطار الخيالي العلمي ذاته، وفي ثنايا الحكايات التي تتعاطى ومخلوقات فضائية تهبط الأرض يأتي «وصول» حاملاً الخامـة الفنية الخاصّـة بمخرجه الكندي دنيس فيلينييف الذي انطلق من دون تمهيد منجزاً في العام 2010 فيلم «حرائق» حول جحيم الحرب الأهلية ونتاجاتها الدرامية في بلد عربي تركه بلا إسم. لو راقبنا مسيرته لوجدنا يغير أنواع أعماله لكنه يحافظ على جديتها وبحثها في ذوات شخصياتها. بعد «سيكاريو» في العام الماضي، يعود في «وصول» منتقلاً إلى رحاب حكاية حول عائلة من الفضاء وصلت الأرض وقررت أن تسكن في أحد بلداتها. جيرمي رَنر وفورست ويتيكر وآمي أدامز في البطولة.

The Age of Shadows
عصر الظلال
المخرج الياباني كيم جي-وون حاول دخول السوق العالمية بأفلام لافتة بينها «ستوكر» الأميركي، و«سنوبيرسر» الكوري الذي دار حول نهاية العالم أو ما بعد. الآن يعود إلى التاريخ ويقدم حكاية تقع في رحى إحتلال اليابان لكوريا في العشرينات حيث يتم تجنيد كوري كجاسوس لاختراق المقاومة، لكن الجاسوس (يقوم به سونغ كانغ-هو وهو من أشهر وجوه السينما في بلاده) يقرر أن يتجسس على اليابانيين لحساب الكوريين أيضاً. في أسوأ الإحتمالات، سيكون هذا الفيلم فيلم إثارة وتشويق وتسلية باتت المهرجانات تقصدها للتنويع.

Brimstone
بريمستون
سينما الوسترن التي قيل أنها أسلمت الروح للأبد كانت عادت بقوّة منذ بضع سنوات وعزز وجودها في العام الماضي فيلم كونتين تارانتينو «الثمانية الكارهون» كما فيلم «فأس عظمي» لمخرج جديد هو س. كريغ زولر. كلا الفيلمان من بطولة كيرت راسل، لكن هذا ليس كل ما في الجعبة. «بريمستون» هو فيلم وسترن جديد آخر يقدم عليه الهولندي مارتن كولهوفن ومعه غاي بيرس وداكوتا فانينغ. 

The Magnificent Seven
السبعة الرائعون
ليس من أفلام المسابقة، بل الفيلم الذي يختتم الدورة الجديدة من المهرجان الإيطالي، لكنه، لجانب «بريمستون» دلالة على أن أفلام الغرب الأميركي قد تغيب لكي تعود بقوّة. إنه نسخة جديدة من فيلم جون ستيرجز بالعنوان ذاته سنة 1960، لكن بما أن «السبعة الرائعون» السابق كان بدوره استلهاماً مكشوفاً من فيلم «الساموراي السبعة» لأكيرا كوروساوا فإنه من غير المعروف كيف سيختلف هذا الفيلم الجديد عنهما. الثقة بمخرجه الموهوب أنطون فوكوا غالباً في مكانها.

The Beautiful Life of Aranjuez
الحياة الجميلة لأرانجويز
في العام الماضي قام الألماني فيم فندرز بإنجاز «كل شيء على ما يرام» كاشفاً على أن ليس كل شيء على ما يرام في عالمه. حكاية باهتة التأثير حول الروائي الذي دهس طفلاً فتبدلت حياته وحياة والدة الطفل. لم يُـستقبل الفيلم جيداً وكان النقاد على حق. لكن التأثير الذي وقع خص الفيلم وليس المخرج، وها هو يعود في هذا الفيلم الذي وصف بأنه يحمل سمات التجريب ويدور حول رجل (رضا كاتب) وإمرأة (صوفي سيمين) يتحاوران في عقل كاتب روائي.

Jackie
جاكي

مهرجان تورنتو فاز بفيلم أوليفر ستون «سنودون»، لكن فنيسيا فاز بفيلم بابلو لاران الجديد «جاكي». دراما من بطولة نتالي بورتمن عن حياة جاكلين كندي، زوجة الرئيس جون ف. كندي وذلك بعد حادثة إغتياله. يقوم بيتر سكارسغارد بدور روبرت كندي وهناك دور محدود لجون كندي يتولاه كاسبر فيلبسن لأن معظم الأحداث تقع بعد الحادثة وليس قبلها. 


1 comments:

aqrbnnas said...

اقرأ كل ماتكتب, ولازلت معجب بما تطرح
الصور تطغى على الكتابة، انتبه لحجم الصور وتنسيقها أستاذ محمد. بالتوفيق-استمر
عبدالله العيبان - الكويت