_________________________ FLASH BACK _________________________
The Only Son | Yasujiro Ozu (1936) ****
أول فيلم ناطق للمخرج الياباني الراحل أوزو يتناول حكاية أرملة (شوكو ليدا- الصورة) تعيش وإبنها الوحيد رويوسوكي (شينيشي هيموري) الذي سيواصل تعليمه ما يتطلّب منها العمل المضاعف لتأمين الأقساط. بعد سنوات نتابع ما آل إليه الإبن الذي انتقل من القرية الصغيرة الى العاصمة طوكيو، وكيف أن والدته لا زالت تحاول إعالته على الرغم من بلوغها الستّين واضطرارها لبيع البيت. كل ذلك، وسواه بأسلوب المخرج الذي لا يعتمد على أي تفعيل لحركة الكاميرا مؤمناً ببساطة السرد وعناصره، تاركاً للقصّة وعواطف شخصياتها التسلل بثقة الى دواخل المشاهدين
NEW RELEASES
The Lincoln Lawyer |
Adjustment Bureau | George Nolfi ***
The Lincoln Lawyer | Brad Furman **
Battle: Los Angeles | Jonathan Liebsman **
Cave of Forgotten Dreams | Werner Herzog
Battle: Los Angeles | Jonathan Liebsman **
Cave of Forgotten Dreams | Werner Herzog
لم يُشاهد بعد
Cirkus Columbia | Danis Tanovic ****
Country Strong | Shana Feste **
Faster | George Tillman Jr. **
Hell Driver | Patrick Lussier *
Limitless | Neil Burger **
Paul |Greg Mottola *
Si tu meurs, je te tue | Hiner Salim
Cirkus Columbia | Danis Tanovic ****
Country Strong | Shana Feste **
Faster | George Tillman Jr. **
Hell Driver | Patrick Lussier *
Limitless | Neil Burger **
Paul |Greg Mottola *
Si tu meurs, je te tue | Hiner Salim
لم يُشاهد بعد
A Turtle's Tale: Sammy's Adventure| Ben Stassen
لم يُشاهد بعد
Unknown | Juame Collet-Serra ***
طريق أيرلندي | Route Irish **
Ken Loach إخراج: كن لوتش
تمثيل: مارك ووماك، جون بيشوب، تريفور وليامز، ستيفن
لورد، أندريه لاو.
النوع: دراما [حرب العراق | بريطانيا/ فرنسا - 2011
تتطلّب الأمر سنة كاملة لفيلم كن لوتش الجديد حتى وجد فرصة العرض الجماهيري في موطن إنتاجه. هذا ما يعكس وضعاً صعباً للأفلام البريطانية والأيرلندية (تمويل الفيلم) عموماً الا إذا كانت من نوع تتلقّفه شركات الإنتاج والتوزيع الأميركية وتتبنّاه كما الحال مع "خطاب الملك" لتوم هوبر مثلاً.
"طريق أيرلندية" ليس "خطاب الملك" بل خطاب كن لوتش بالكامل. إسهام المخرج المعروف بالموضوع والوضع العراقيين ولو أنه يتحدّث عن شخصيات غير عربية تتعامل وتلك الحرب على نحو أو آخر، كما هو حال معظم الأفلام الأميركية والغربية عموماً التي خرجت عن العراق في الآونة الأخيرة. إنه عن فرغيس (ووماك) الذي كان يعمل في وحدة أمنية خاصّة ويستقبل جثّة أعز أصدقائه في تابوت. هذا يُثير فضوله لأنه يعتقد بأن صديقه لم يسقط برصاص المقاومين العراقيين، بل بتدبير محكم من قِبل الجهة التي يعمل لصالحها. شكوك فرغيس تزداد حين يعلم بوجود شريط فيديو سجّل الكمين الذي وقع على الطريق الى المطار (والمكنّى بـ "الطريق الأيرلندي") ويعلم بخطط وكالة لاسترداد الشريط مهما كلّفها الأمر.
بالتدريج نعلم أن المبرر الذي دفع الوكالة للتخلص من صديق فرغيس هو اكتشافه أن المؤسسة ارتكبت جريمة قتل متعمّدة بحق عراقيين: سائق تاكسي وحمولته من الركّاب الأبرياء، وأن الصديق احتج وهدد بكشف المسألة وكان لابد من التخلّص منه. تبعاً لذلك، يقلب فرغيس المائدة على أعدائه في الوقت الذي يبدأ بالوقوع في حب أرملة صديقه.
الموضوع يمشي بوحي من المؤسسة الأمنية الأميركية التي طالتها فضيحة مماثلة قبل بضعة أعوام والتي لا تزال رغم ذلك تعمل داخل العراق متمتّعة، حسب وصف الفيلم، بحرية عمل تفوق تلك التي للجنود البريطانيين او الأميركيين أنفسهم. الفيلم بذلك يصبح مناسبة للنيل من تلك المؤسسات، كما من الحرب العراقية بكاملها وهذا ليس عجيباً او غريباً من المخرج المعارض لوتش. الغريب هو كيف أن الفيلم يكاد يفلت، في صلب حكايته، من بين أصابع مخرجه. صحيح أن الطرح يبقى جادّاً للغاية، والمضمون يحمل رسالته المعادية للحرب وللأدوار الغربية فيها بلا مواربة، لكن السيناريو لا يستطيع الا أن يتحوّل الى تحقيق يتّكأ في أكثر من مكان على مواقف من الكليشيهات التي تستطيع معها معرفة اتجاهاته المقبلة. الفيلم في هذا الشأن يبلغ نقاطاً منخفضة تجعله يبدو كما لو أنه قصّة بوليسية لشخصيات معهودة في هذا الإطار تحاول أن تجد الحقيقة بين طيّات الأكاذيب. ليس أن ذلك يؤثر على رسالة الفيلم السياسية، بل- وإلى حد معيّن- على المتوقّع من مخرج لا يسبر غور التقليد في أعماله. وهذا الفيلم يذكّر بأفلام التحقيقات البوليسية مع تغيير المضامين
على الرغم من أن المادة تسير على سكتي حديد سارت عليهما أفلام التحقيقات البوليسية السابقة (مع اختلاف المضامين بالطبع) فإن المخرج واع لأن يكسر الإثارة ويحد منها حتى لا ينجرف الفيلم في دروبها على نحو هوليوودي ما. المشكلة هي أن المشاهد سابق للأحداث طوال الوقت الى حد أنه حين تتساءل زوجة الرجل المفقود حول احتمال أن تكون المؤسسة ذاتها هي التي "صفّت" رجلها، يكون المشاهد قد كوّن هذه الفكرة قبل نحو ساعة كاملة. هذا يكشف عن أن السيناريو كان بحاجة الى أحداث موازية تتيح قدراً أكبر من الإفتراضات. ولا يساعد الفيلم واقع أنه يعتمد على عدد محدود من الأماكن بحيث يصبح التنقّل بينها أقرب الى مط ما هو معروف من البداية بإنتظار المرحلة المتطوّرة اللاحقة من هذه الأحداث
Jonathan Liebesman إخراج: إخراج: جوناثان ليبسمان
تمثيل: آرون إكهارت، رامون رودريغيز، كوري هاندريكت، أوري
مرمور.
النوع: خيال علمي/ حربي [غزاة من الفضاء] | الولايات المتحدة - 2011
على الرغم من أن التقسيم التصنيفي للفيلم هو "خيال علمي"، الا أن المعروض على الشاشة يجعل الفيلم عملاً حربياً على نحو تام. إنه معركة واحدة من بعد ربع ساعة من بداية الفيلم حتى نهايته، تماماً كما كان حال فيلم ريدلي سكوت "بلاك هوك داون". الفارق الأساسي الوحيد هو أن المارينز الأميركيين في فيلم ريدلي سكوت واجهوا المقاتلين الصوماليين بينما في فيلم جوناثان ليبسمان يواجه المارينز الأميركيين قوات غازية من الفضاء. طبعاً فارق أساسي ينشأ عن فهم هذا التباين: في فيلم ريدلي سكوت يغزو الأميركي بلاد سواه. في فيلم ليبسمان يغزو الغريب بلد الأميركي.
حقيقة أن القوى المعادية في فيلم "معركة: لوس أنجيليس" هي مخلوقات تشبه رقائق البطاطس تسكن في آليات مستوردة من "ترانسفورمرز" و"المقاطعة 9"، لا يعني أن الفيلم يخلو من السياسة. ككل فيلم حربي، بصرف النظر عن العدو، تجري السياسة كالماء تحت الأقدام. وفي هذا الفيلم لدينا ملازم أسمه نانتز (آرون إكهارت) قضى في المارينز نحو عشرين عام وأحيل علي التقاعد وقت بدء الفيلم ثم تم استرداده من جديد حال تأكد القيادة حاجتها لخبرته وذلك عندما تبيّن لها أن تلك الصواريخ النارية التي تهبط الساحل الأميركي بإمتداد كاليفورنيا وعلى الغرب القريب من لوس أنجيليس ليست نيازك فالتة من مجرّاتها كما اعتقد البشر أولاً، بل آلات حربية هابطة لاحتلال الأرض. قيادة المارينز تريد من نانتز العمل مع ملازم جديد (رامون رودريغيز). نانتز عاد من حرب العراق، وهناك ذكر لحرب افغانستان حينما يقول أحد الجنود أنه يفضل لو كان هناك. ضع هذا في البال حين النظر الى التركيبة بكاملها.
وصول الغزاة القادمين من عمق الفضاء طمعاً في الماء الذي على الأرض مصحوب بالرغبة في التدمير الكامل للوصول الى تنفيذ الغاية الكاملة. يفيد هنا أن الفيلم يذكر أن 23 مدينة حول العالم (من بينها العقبة في الأردن) حط فيها الغزاة ولو أن كل الأحداث التي سنراها، بطبيعة الحال، تقع في مدينة لوس أنجيليس وحدها. هذا مقبول. ما هو أيضاً مقبول القوّة الفادحة المستخدمة في الهجوم، كما لو أن هذه المخلوقات (مزيج من الروبوتس لذلك كلمة مخلوقات مجازية تماماً) علي علم مسبق بكم بلغت القدرات العسكرية (الأميركية او سواها، لكن الأميركية على الأقل) من القوّة بحيث تم حشد كل ذلك الحجم من القدرة على المداهمة والغزو والقتل والتدمير في هذه العملية الكبيرة.
هذا الحجم الكبير معذور طبعاً لأنه لا يمكن أن يكون العدو في فيلم حربي او خيال علمي أصغر من هذا الشأن. فتقدير الأبطال من تقدير عدوّه. هنا، تفسير لحالة الرغبة في تسجيل انتصار. هذا الإنتصار لم يتحقق (كاملاً) في العراق ولا هو متحقق في أفغانستان، وليس لديه الا أن يتحقق على شاشة الخيال في غزو يدافع فيه الأميركي عن حياته.
مجال الحركة المعروض على الشاشة كبير وفعّال: هذه المدينة التي عشت فيها سنوات طويلة وقدت سيارتي فوق شوارعها بالطول والعرض سقطت في دمار مروع كما لو أن الفضائيين رموها بالقذائف النووية. على أبطال الفيلم (أكثر من عشرين مع بداية الفيلم، ونصف دزينة مع نهايته) أن يتحرّكوا من نقطة الى نقطة مقاومين الغزاة في أكثر من موقع. لقد تم إرسالهم من مركز القيادة العسكرية الى مركز للشرطة لإنقاذ خمسة مدنيين. هذه المرحلة هي الثانية في السيناريو (الأولى التعريف والتمهيد السريعين ببعض الشخصيات وبـ "النيازك" المنهمرة. المرحلة الثالثة الوصول الى مركز الشرطة حيث يدخل الجميع في معارك فردية مع الغزاة ويبدأون بخسارة المزيد من الأفراد. المرحلة الرابعة ركوب حافلة عامّة الى نقطة في وسط المدينة، ثم تركها والإحتماء بين رطل السيارات والدمار الحاصل لمعركة أخرى. ثم المرحلة الخامسة هي الوصول الى حيث ستقوم مروحية بنقل من تبقى حيّاً من المدنيين الى الأمان والسادسة هي قيام المجموعة بمحاولة الوصول الى المركبة الأم لمهاجمتها. بعد ذلك هناك النهاية، التي هي بداية مرحلة أخرى يأمل الفيلم أن تكون بداية الجزء الثاني.
هذه المراحل تمضي سريعاً وبالشحنة المتعددة المواصفات من كاميرا مهزوزة (لوكاس إتيلن) الى مونتاج متوتّر (كرستيان واغنر) وموسيقا هادرة (برايان تايلر) الى توقيت المعارك وحجم المؤثرات وحسنة المخرج شبه الوحيدة هي أنه قدّم قصّة متوالية لا تعرف التوقّف سردياً، بل تمضي في وقت شبه مواكب لوقتنا وبالسرعة اللازمة لخلق التشويق المقصود. طبعاً التوقّف عند شخصيات كان يمكن أن ينتج عنه بطأ لكنه كان يمكن له أن يثمر عن عمق أفضل. المشكلة هي أن المخرج وكاتبه (كريس برتوليني) يحاولان الإكتفاء ببعض تلك المحطّات الإنسانية: الأب المكسيكي الذي يموت مخلّفاً إبناً صغيراً يعده نانتز بأنه سيحميه ويصفه بـ "المارينز الصغير" الخ... الحزن على رحيل كل فرد من رفاق السلاح، المجنّد الذي يلوم نانتز على خسارته شقيقه، ثم التضامن المثالي والتضحية الكبيرة التي تجمع بين الجميع والبطولة التي تدعو الناجين منهم في النهاية لقرارهم الأخير.
إذ يسمح الفيلم لنفسه بهذه المحطّات فإن وجودها يحمل كليشيهات متوارثة من أفلام حربية سابقة. هذا ما يمنع الإحساس بها عاطفياً او التجاوب مع طروحاتها المفترضة إنسانياً. في الوقت ذاته، الفيلم من الشأن الأحادي بحيث أن المدنيين المستخدمون كتفعيلة او كحيلة Device
Neil Burger إخراج: نيل برغر
تمثيل: برادلي كوبر، روبرت د نيرو، أبي كورنيش، أندرو هوارد
النوع: تشويق | الولايات المتحدة - 2011
هذه الأيام يتكرر تقليد جديد: البدء بمشهد ما يقع في منتصف الفيلم، ثم العودة إليه لاحقاً. هذا الفيلم يعمد الى ذلك، كما عمد إليه "معركة: لوس أنجيليس" و"سكاى لاين" (2010) وأفلام أخرى في الأشهر القليلة الماضية. بينما كان ذلك التقليد قليل الإنتشار وحكر على محاولات فنيّة, مثل "جمال أميركي" لسام منديز (1999) و"وداعا يا حبّي" لدك رتشاردس (1975)، باتت الآن محاولات مبطوحة على أرض المحاولة المستميتة لخلق سؤال سيتم العودة إليه لاحقاً خلال الأحداث- على طريقة البرامج التلفزيونية (المسلسلات التي تم إنتاجها في الستينات كانت مليئة بمثل هذه التفعيلات الساذجة). الأمل هو أن ينشغل بال المشاهد بحيث يكون هذا الإنشغال نقطة جذب وتوقع الى أن يصل الفيلم الى ذلك المشهد مجدداً مع نهاية الفيلم٠
في "بلا حدود" يبدأ المخرج نيل برغر فيلمه ببطله إيدي مورا (برادلي كوبر)، وهو يقف عند حافة شرفته ليلاً. قدميه تترددان في ترك الحافّة وصوت إيدي يشرح لماذا يفكّر في الإنتحار. مع الإنتقال الى ما سبق هذا الوضع (فلاشباك طويل)، فإن المفترض أن تسأل نفسك عن التفاصيل التي أدّت لذلك، و-الأهم- ما إذا كان إيدي سيقفز الى حتفه قبل او لا٠
السؤال الذي يطرحه إيدي علنا في ذلك المشهد الأول هو: "لماذا في اللحظة التي تبدو حياتك وقد تجاوزت أكثر طموحاتك جنوناً، تشعر بسكين في ظهرك؟". سؤال لا معنى له خصوصاً وأن طارحه يتناول كل يوم حبّة من عقار غير مرخّص يجعل المخ قادراً على تشغيل كل مساحاته وطاقاته وتحويل صاحبه الى كتلة ذكاء وقّادة ما أعادني الى رواية يوسف السباعي التي نسيت أسمها (هل هي "أرض النفاق"؟) حول الرجل الذي يتعاطى كل يوم حبّة مختلفة، واحدة تؤمّن له الشجاعة، والثانية توفّر له الصدق والثالثة الحب الخ٠٠٠
يؤدي برادلي كوبر (الذي يقوم بوظيفة "منتج منفّذ" أيضاً) شخصية إيدي مورا والمشهد الأول من الفيلم الحقيقي (وليس التفعيلة المضحكة) له وهو يسير في شوارع نيويورك مع صوته. هذا إذاً فيلم آخر من تلك التي علينا أن نستمع فيها الى صوت البطل وهو يعلّق على ما كانت الصورة تستطيع (لو أن الكتابة والإخراج أفضل) توفيره مباشرة. نعلم سريعاً أن الرجل عازم على وضع الرواية التي اتفق مع دار نشر عليها لكن انسداد أنبوب الوحي يمنعه من إنجاز السطر الأول منها٠
إذ يشرح ذلك لشقيق زوجته السابقة فرنون (جوني وتوورث) الذي كان ذات يوم تاجر مخدّرات، يخرج فرنون حبّة في مغلّف بلاستيكي أبيض ويخبره أن عليه أن يجرّب هذا العقار لأنه سيجعله قادراً على تشغيل كامل طاقة المخ وليس العشرين بالمئة المتعارف عليها بين الناس٠
كان على المخرج أن يتناول هذه الحبّة لعل الفيلم الذي يحققه يرتفع من حدوده الأدنى الى الأعلى. لكن إيدي يسخر في البداية، ثم يتناول تلك الحبّة مع حلول المساء و.... هاي .... هاهي العبقرية تنهمر من رأسه مثل انفجار حفرة نفط او مجرور. يعود في اليوم التالي الى شقّة فرنون لكي يستعير منه حبوباً أخرى، لكنه يجده مقتولاً، ويكتشف أنه فرنون كذب عليه حين قال له أن الحبّة موافق عليها من قبل الأجهزة الصحية الحكومية وأن هناك من يسعى للإستيلاء على ما يملكه فرنون من حبوب نظراً لأهميّة هذا الإختراع وآفاقه التجارية كما الشخصية. هذه الجهة اقتحمت شقّة فيرنون باحثة عن العقار ويبدو أنها إما قتلت فرنون قبل أن تقلب الشقّة بحثاً او بعدما رفض البوح عن المكان الذي خبّأ فيه العقاقير. إيدي يجدها سريعاً. ويبدأ بتعاطيها فينجز الكتاب في أربعة أيام ويتعلّم أكثر من ثلاثين لغة في ثلاثين ساعة، ويشق طريقه بين صانعي القرارات الإقتصادية بعدما صار بإمكانه قراءة إتجاهات البورصة وجني الأموال كل ذلك في أقل من أسبوعين. كذلك استطاع فتح باب العلاقة من جديد بينه وبين صديقته السابقة ليندي (أبي كورنيش) ودفع دينه لواحد بإسم جينادي (أندرو هوارد) مهاجر من شرق أوروبا بلكنة ظاهرة يتعاطى، لجانب القروض والأتاوات، القتل إذا ما تأخر المستدين عن السداد. هذا الجينادي يعلم سر إيدي وسرعان ما يبدأ بتهديده إذا لم يعطه الحبوب التي بدأ يتعاطاها٠
روبرت دي نيرو في دور رجل الشركات العملاق وجزء كبير من الفيلم يجمعه مع برادلي كوبر الذي يبدأ العمل معه مستشاراً. هذا قبل أن تطغي المخاطر متعددة الرؤوس على حياة إيدي/ برادلي الذي يشرف على الموت، ليس فقط حين نعاود مشاهدته على حافّة الشرفة بل من جرّاء افتقاده العقار الغامض لبعض الوقت او للتهديد المزمن على حياته من قبل جينادي٠
كان يمكن للفيلم أن يستفيد من فكرته على نطاق أفضل بكثير لو أنه حمل نفسه على محمل الجد. لكن المخرج يتقصّد البقاء في نطاق فكرة افتراضية تنتهي صلاحيّتها قبل بلوغ الفيلم نهاية نصفه الأول. المتابعة الناتجة عن إثارة الإهتمام تبقى متواصلة، لكن كذلك الشعور بأن استخدام المخرج للتعليق الصوتي مرّة، ولمؤثرات صغيرة مرّة أخرى، ولمواقف مضخّمة مرّات أخرى هو من باب الإستماتة لا أكثر. نفس الإستماتة التي فرضت عليه اختيار ذلك المشهد الأول
برادلي كوبر ليس بعد الممثل الذي تريد أن تحرص على مشاهدة كل فيلم يقوم به. ربما هو أفضل في
The Hangover كوميديا مجنونة مثل فيلمه السابق
منه في دور دراما مجنونة كحاله هنا. أما روبرت د نيرو فهو منذ أن رضى بأن يكون "بطاقة إئتمان" سينمائية يمثّل بحضوره معظم الوقت، صار من الممكن قبول وجوده أكثر من قبول تمثيله٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © Mohammed Rouda 2006- 2211٠
A Turtle's Tale: Sammy's Adventure| Ben Stassen
لم يُشاهد بعد
Unknown | Juame Collet-Serra ***
Film Reviews
طريق أيرلندي | Route Irish **
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 228
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Ken Loach إخراج: كن لوتش
تمثيل: مارك ووماك، جون بيشوب، تريفور وليامز، ستيفن
لورد، أندريه لاو.
النوع: دراما [حرب العراق | بريطانيا/ فرنسا - 2011
كن لوتش صادق في معارضته حرب العراق
لكن الطريق التي يختارها لا تحقق الغاية كاملاً
لكن الطريق التي يختارها لا تحقق الغاية كاملاً
تتطلّب الأمر سنة كاملة لفيلم كن لوتش الجديد حتى وجد فرصة العرض الجماهيري في موطن إنتاجه. هذا ما يعكس وضعاً صعباً للأفلام البريطانية والأيرلندية (تمويل الفيلم) عموماً الا إذا كانت من نوع تتلقّفه شركات الإنتاج والتوزيع الأميركية وتتبنّاه كما الحال مع "خطاب الملك" لتوم هوبر مثلاً.
"طريق أيرلندية" ليس "خطاب الملك" بل خطاب كن لوتش بالكامل. إسهام المخرج المعروف بالموضوع والوضع العراقيين ولو أنه يتحدّث عن شخصيات غير عربية تتعامل وتلك الحرب على نحو أو آخر، كما هو حال معظم الأفلام الأميركية والغربية عموماً التي خرجت عن العراق في الآونة الأخيرة. إنه عن فرغيس (ووماك) الذي كان يعمل في وحدة أمنية خاصّة ويستقبل جثّة أعز أصدقائه في تابوت. هذا يُثير فضوله لأنه يعتقد بأن صديقه لم يسقط برصاص المقاومين العراقيين، بل بتدبير محكم من قِبل الجهة التي يعمل لصالحها. شكوك فرغيس تزداد حين يعلم بوجود شريط فيديو سجّل الكمين الذي وقع على الطريق الى المطار (والمكنّى بـ "الطريق الأيرلندي") ويعلم بخطط وكالة لاسترداد الشريط مهما كلّفها الأمر.
بالتدريج نعلم أن المبرر الذي دفع الوكالة للتخلص من صديق فرغيس هو اكتشافه أن المؤسسة ارتكبت جريمة قتل متعمّدة بحق عراقيين: سائق تاكسي وحمولته من الركّاب الأبرياء، وأن الصديق احتج وهدد بكشف المسألة وكان لابد من التخلّص منه. تبعاً لذلك، يقلب فرغيس المائدة على أعدائه في الوقت الذي يبدأ بالوقوع في حب أرملة صديقه.
الموضوع يمشي بوحي من المؤسسة الأمنية الأميركية التي طالتها فضيحة مماثلة قبل بضعة أعوام والتي لا تزال رغم ذلك تعمل داخل العراق متمتّعة، حسب وصف الفيلم، بحرية عمل تفوق تلك التي للجنود البريطانيين او الأميركيين أنفسهم. الفيلم بذلك يصبح مناسبة للنيل من تلك المؤسسات، كما من الحرب العراقية بكاملها وهذا ليس عجيباً او غريباً من المخرج المعارض لوتش. الغريب هو كيف أن الفيلم يكاد يفلت، في صلب حكايته، من بين أصابع مخرجه. صحيح أن الطرح يبقى جادّاً للغاية، والمضمون يحمل رسالته المعادية للحرب وللأدوار الغربية فيها بلا مواربة، لكن السيناريو لا يستطيع الا أن يتحوّل الى تحقيق يتّكأ في أكثر من مكان على مواقف من الكليشيهات التي تستطيع معها معرفة اتجاهاته المقبلة. الفيلم في هذا الشأن يبلغ نقاطاً منخفضة تجعله يبدو كما لو أنه قصّة بوليسية لشخصيات معهودة في هذا الإطار تحاول أن تجد الحقيقة بين طيّات الأكاذيب. ليس أن ذلك يؤثر على رسالة الفيلم السياسية، بل- وإلى حد معيّن- على المتوقّع من مخرج لا يسبر غور التقليد في أعماله. وهذا الفيلم يذكّر بأفلام التحقيقات البوليسية مع تغيير المضامين
على الرغم من أن المادة تسير على سكتي حديد سارت عليهما أفلام التحقيقات البوليسية السابقة (مع اختلاف المضامين بالطبع) فإن المخرج واع لأن يكسر الإثارة ويحد منها حتى لا ينجرف الفيلم في دروبها على نحو هوليوودي ما. المشكلة هي أن المشاهد سابق للأحداث طوال الوقت الى حد أنه حين تتساءل زوجة الرجل المفقود حول احتمال أن تكون المؤسسة ذاتها هي التي "صفّت" رجلها، يكون المشاهد قد كوّن هذه الفكرة قبل نحو ساعة كاملة. هذا يكشف عن أن السيناريو كان بحاجة الى أحداث موازية تتيح قدراً أكبر من الإفتراضات. ولا يساعد الفيلم واقع أنه يعتمد على عدد محدود من الأماكن بحيث يصبح التنقّل بينها أقرب الى مط ما هو معروف من البداية بإنتظار المرحلة المتطوّرة اللاحقة من هذه الأحداث
DIRECTOR: Ken Loach
..............................................
CAST: Mark Womack, Andrea Lowe, John bishop, Trevor Williams, Stephen Lord, Najwa Nimri, Talib Hamafraj
..............................................
SCREENPLAY: Paul Laverty
CINEMATOGRAPHER: Chris Menges [Color-35 mm]
EDITOR: Jonathan Morris (109 min).
..............................................
PRODUCER: Rebecca o'Brien
PROD. COMPANIES: Sixteen Films/ Why Not Prods/ Wild Bunch.
..............................................
CAST: Mark Womack, Andrea Lowe, John bishop, Trevor Williams, Stephen Lord, Najwa Nimri, Talib Hamafraj
..............................................
SCREENPLAY: Paul Laverty
CINEMATOGRAPHER: Chris Menges [Color-35 mm]
EDITOR: Jonathan Morris (109 min).
..............................................
PRODUCER: Rebecca o'Brien
PROD. COMPANIES: Sixteen Films/ Why Not Prods/ Wild Bunch.
Battle: Los Angeles ** 1/2
معركة: لوس أنجيليس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 229
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Jonathan Liebesman إخراج: إخراج: جوناثان ليبسمان
تمثيل: آرون إكهارت، رامون رودريغيز، كوري هاندريكت، أوري
مرمور.
النوع: خيال علمي/ حربي [غزاة من الفضاء] | الولايات المتحدة - 2011
في مواجهة رأي عام بات ساخراً من احتمال انتصارات عسكرية
أميركية، هذا الفيلم الذي يحاول إعادة الثقة بالبطولة المطلقة٠
أميركية، هذا الفيلم الذي يحاول إعادة الثقة بالبطولة المطلقة٠
على الرغم من أن التقسيم التصنيفي للفيلم هو "خيال علمي"، الا أن المعروض على الشاشة يجعل الفيلم عملاً حربياً على نحو تام. إنه معركة واحدة من بعد ربع ساعة من بداية الفيلم حتى نهايته، تماماً كما كان حال فيلم ريدلي سكوت "بلاك هوك داون". الفارق الأساسي الوحيد هو أن المارينز الأميركيين في فيلم ريدلي سكوت واجهوا المقاتلين الصوماليين بينما في فيلم جوناثان ليبسمان يواجه المارينز الأميركيين قوات غازية من الفضاء. طبعاً فارق أساسي ينشأ عن فهم هذا التباين: في فيلم ريدلي سكوت يغزو الأميركي بلاد سواه. في فيلم ليبسمان يغزو الغريب بلد الأميركي.
حقيقة أن القوى المعادية في فيلم "معركة: لوس أنجيليس" هي مخلوقات تشبه رقائق البطاطس تسكن في آليات مستوردة من "ترانسفورمرز" و"المقاطعة 9"، لا يعني أن الفيلم يخلو من السياسة. ككل فيلم حربي، بصرف النظر عن العدو، تجري السياسة كالماء تحت الأقدام. وفي هذا الفيلم لدينا ملازم أسمه نانتز (آرون إكهارت) قضى في المارينز نحو عشرين عام وأحيل علي التقاعد وقت بدء الفيلم ثم تم استرداده من جديد حال تأكد القيادة حاجتها لخبرته وذلك عندما تبيّن لها أن تلك الصواريخ النارية التي تهبط الساحل الأميركي بإمتداد كاليفورنيا وعلى الغرب القريب من لوس أنجيليس ليست نيازك فالتة من مجرّاتها كما اعتقد البشر أولاً، بل آلات حربية هابطة لاحتلال الأرض. قيادة المارينز تريد من نانتز العمل مع ملازم جديد (رامون رودريغيز). نانتز عاد من حرب العراق، وهناك ذكر لحرب افغانستان حينما يقول أحد الجنود أنه يفضل لو كان هناك. ضع هذا في البال حين النظر الى التركيبة بكاملها.
وصول الغزاة القادمين من عمق الفضاء طمعاً في الماء الذي على الأرض مصحوب بالرغبة في التدمير الكامل للوصول الى تنفيذ الغاية الكاملة. يفيد هنا أن الفيلم يذكر أن 23 مدينة حول العالم (من بينها العقبة في الأردن) حط فيها الغزاة ولو أن كل الأحداث التي سنراها، بطبيعة الحال، تقع في مدينة لوس أنجيليس وحدها. هذا مقبول. ما هو أيضاً مقبول القوّة الفادحة المستخدمة في الهجوم، كما لو أن هذه المخلوقات (مزيج من الروبوتس لذلك كلمة مخلوقات مجازية تماماً) علي علم مسبق بكم بلغت القدرات العسكرية (الأميركية او سواها، لكن الأميركية على الأقل) من القوّة بحيث تم حشد كل ذلك الحجم من القدرة على المداهمة والغزو والقتل والتدمير في هذه العملية الكبيرة.
هذا الحجم الكبير معذور طبعاً لأنه لا يمكن أن يكون العدو في فيلم حربي او خيال علمي أصغر من هذا الشأن. فتقدير الأبطال من تقدير عدوّه. هنا، تفسير لحالة الرغبة في تسجيل انتصار. هذا الإنتصار لم يتحقق (كاملاً) في العراق ولا هو متحقق في أفغانستان، وليس لديه الا أن يتحقق على شاشة الخيال في غزو يدافع فيه الأميركي عن حياته.
مجال الحركة المعروض على الشاشة كبير وفعّال: هذه المدينة التي عشت فيها سنوات طويلة وقدت سيارتي فوق شوارعها بالطول والعرض سقطت في دمار مروع كما لو أن الفضائيين رموها بالقذائف النووية. على أبطال الفيلم (أكثر من عشرين مع بداية الفيلم، ونصف دزينة مع نهايته) أن يتحرّكوا من نقطة الى نقطة مقاومين الغزاة في أكثر من موقع. لقد تم إرسالهم من مركز القيادة العسكرية الى مركز للشرطة لإنقاذ خمسة مدنيين. هذه المرحلة هي الثانية في السيناريو (الأولى التعريف والتمهيد السريعين ببعض الشخصيات وبـ "النيازك" المنهمرة. المرحلة الثالثة الوصول الى مركز الشرطة حيث يدخل الجميع في معارك فردية مع الغزاة ويبدأون بخسارة المزيد من الأفراد. المرحلة الرابعة ركوب حافلة عامّة الى نقطة في وسط المدينة، ثم تركها والإحتماء بين رطل السيارات والدمار الحاصل لمعركة أخرى. ثم المرحلة الخامسة هي الوصول الى حيث ستقوم مروحية بنقل من تبقى حيّاً من المدنيين الى الأمان والسادسة هي قيام المجموعة بمحاولة الوصول الى المركبة الأم لمهاجمتها. بعد ذلك هناك النهاية، التي هي بداية مرحلة أخرى يأمل الفيلم أن تكون بداية الجزء الثاني.
هذه المراحل تمضي سريعاً وبالشحنة المتعددة المواصفات من كاميرا مهزوزة (لوكاس إتيلن) الى مونتاج متوتّر (كرستيان واغنر) وموسيقا هادرة (برايان تايلر) الى توقيت المعارك وحجم المؤثرات وحسنة المخرج شبه الوحيدة هي أنه قدّم قصّة متوالية لا تعرف التوقّف سردياً، بل تمضي في وقت شبه مواكب لوقتنا وبالسرعة اللازمة لخلق التشويق المقصود. طبعاً التوقّف عند شخصيات كان يمكن أن ينتج عنه بطأ لكنه كان يمكن له أن يثمر عن عمق أفضل. المشكلة هي أن المخرج وكاتبه (كريس برتوليني) يحاولان الإكتفاء ببعض تلك المحطّات الإنسانية: الأب المكسيكي الذي يموت مخلّفاً إبناً صغيراً يعده نانتز بأنه سيحميه ويصفه بـ "المارينز الصغير" الخ... الحزن على رحيل كل فرد من رفاق السلاح، المجنّد الذي يلوم نانتز على خسارته شقيقه، ثم التضامن المثالي والتضحية الكبيرة التي تجمع بين الجميع والبطولة التي تدعو الناجين منهم في النهاية لقرارهم الأخير.
إذ يسمح الفيلم لنفسه بهذه المحطّات فإن وجودها يحمل كليشيهات متوارثة من أفلام حربية سابقة. هذا ما يمنع الإحساس بها عاطفياً او التجاوب مع طروحاتها المفترضة إنسانياً. في الوقت ذاته، الفيلم من الشأن الأحادي بحيث أن المدنيين المستخدمون كتفعيلة او كحيلة Device
DIRECTOR: Jonathan Liebesman
..............................................
CAST: Aaron Echkart, Ramon Rodriguez, Cory Hardrict, Gino Anthony Pesi, Ne-Yo, James Hiroyuki Lao, Michael Pena, Michelle Rodriguez
..............................................
SCREENPLAY: Chris Bertolini
CINEMATOGRAPHER: Lukas Ettlin [Color- digital]
EDITOR: Christian Wagner (109 min).
MUSIC: Brian Tyler
..............................................
PRODUCER: Jeffrey Chernov
PROD. COMPANIES: Relativity Media/Original film/ Legion Entertainment.
DISTRIBUTOR: Columbia.
..............................................
CAST: Aaron Echkart, Ramon Rodriguez, Cory Hardrict, Gino Anthony Pesi, Ne-Yo, James Hiroyuki Lao, Michael Pena, Michelle Rodriguez
..............................................
SCREENPLAY: Chris Bertolini
CINEMATOGRAPHER: Lukas Ettlin [Color- digital]
EDITOR: Christian Wagner (109 min).
MUSIC: Brian Tyler
..............................................
PRODUCER: Jeffrey Chernov
PROD. COMPANIES: Relativity Media/Original film/ Legion Entertainment.
DISTRIBUTOR: Columbia.
Limitless **
بلا حدود
بلا حدود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 230
Review # 230
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Neil Burger إخراج: نيل برغر
تمثيل: برادلي كوبر، روبرت د نيرو، أبي كورنيش، أندرو هوارد
النوع: تشويق | الولايات المتحدة - 2011
عن حبّة إذا تناولها المتعاطي جعلته عبقرياً. فقط لو أن المخرج
تناولها قبل تحقيقه هذا الفيلم، ربما لصنع عملاً أفضل ٠
تناولها قبل تحقيقه هذا الفيلم، ربما لصنع عملاً أفضل ٠
هذه الأيام يتكرر تقليد جديد: البدء بمشهد ما يقع في منتصف الفيلم، ثم العودة إليه لاحقاً. هذا الفيلم يعمد الى ذلك، كما عمد إليه "معركة: لوس أنجيليس" و"سكاى لاين" (2010) وأفلام أخرى في الأشهر القليلة الماضية. بينما كان ذلك التقليد قليل الإنتشار وحكر على محاولات فنيّة, مثل "جمال أميركي" لسام منديز (1999) و"وداعا يا حبّي" لدك رتشاردس (1975)، باتت الآن محاولات مبطوحة على أرض المحاولة المستميتة لخلق سؤال سيتم العودة إليه لاحقاً خلال الأحداث- على طريقة البرامج التلفزيونية (المسلسلات التي تم إنتاجها في الستينات كانت مليئة بمثل هذه التفعيلات الساذجة). الأمل هو أن ينشغل بال المشاهد بحيث يكون هذا الإنشغال نقطة جذب وتوقع الى أن يصل الفيلم الى ذلك المشهد مجدداً مع نهاية الفيلم٠
في "بلا حدود" يبدأ المخرج نيل برغر فيلمه ببطله إيدي مورا (برادلي كوبر)، وهو يقف عند حافة شرفته ليلاً. قدميه تترددان في ترك الحافّة وصوت إيدي يشرح لماذا يفكّر في الإنتحار. مع الإنتقال الى ما سبق هذا الوضع (فلاشباك طويل)، فإن المفترض أن تسأل نفسك عن التفاصيل التي أدّت لذلك، و-الأهم- ما إذا كان إيدي سيقفز الى حتفه قبل او لا٠
السؤال الذي يطرحه إيدي علنا في ذلك المشهد الأول هو: "لماذا في اللحظة التي تبدو حياتك وقد تجاوزت أكثر طموحاتك جنوناً، تشعر بسكين في ظهرك؟". سؤال لا معنى له خصوصاً وأن طارحه يتناول كل يوم حبّة من عقار غير مرخّص يجعل المخ قادراً على تشغيل كل مساحاته وطاقاته وتحويل صاحبه الى كتلة ذكاء وقّادة ما أعادني الى رواية يوسف السباعي التي نسيت أسمها (هل هي "أرض النفاق"؟) حول الرجل الذي يتعاطى كل يوم حبّة مختلفة، واحدة تؤمّن له الشجاعة، والثانية توفّر له الصدق والثالثة الحب الخ٠٠٠
يؤدي برادلي كوبر (الذي يقوم بوظيفة "منتج منفّذ" أيضاً) شخصية إيدي مورا والمشهد الأول من الفيلم الحقيقي (وليس التفعيلة المضحكة) له وهو يسير في شوارع نيويورك مع صوته. هذا إذاً فيلم آخر من تلك التي علينا أن نستمع فيها الى صوت البطل وهو يعلّق على ما كانت الصورة تستطيع (لو أن الكتابة والإخراج أفضل) توفيره مباشرة. نعلم سريعاً أن الرجل عازم على وضع الرواية التي اتفق مع دار نشر عليها لكن انسداد أنبوب الوحي يمنعه من إنجاز السطر الأول منها٠
إذ يشرح ذلك لشقيق زوجته السابقة فرنون (جوني وتوورث) الذي كان ذات يوم تاجر مخدّرات، يخرج فرنون حبّة في مغلّف بلاستيكي أبيض ويخبره أن عليه أن يجرّب هذا العقار لأنه سيجعله قادراً على تشغيل كامل طاقة المخ وليس العشرين بالمئة المتعارف عليها بين الناس٠
كان على المخرج أن يتناول هذه الحبّة لعل الفيلم الذي يحققه يرتفع من حدوده الأدنى الى الأعلى. لكن إيدي يسخر في البداية، ثم يتناول تلك الحبّة مع حلول المساء و.... هاي .... هاهي العبقرية تنهمر من رأسه مثل انفجار حفرة نفط او مجرور. يعود في اليوم التالي الى شقّة فرنون لكي يستعير منه حبوباً أخرى، لكنه يجده مقتولاً، ويكتشف أنه فرنون كذب عليه حين قال له أن الحبّة موافق عليها من قبل الأجهزة الصحية الحكومية وأن هناك من يسعى للإستيلاء على ما يملكه فرنون من حبوب نظراً لأهميّة هذا الإختراع وآفاقه التجارية كما الشخصية. هذه الجهة اقتحمت شقّة فيرنون باحثة عن العقار ويبدو أنها إما قتلت فرنون قبل أن تقلب الشقّة بحثاً او بعدما رفض البوح عن المكان الذي خبّأ فيه العقاقير. إيدي يجدها سريعاً. ويبدأ بتعاطيها فينجز الكتاب في أربعة أيام ويتعلّم أكثر من ثلاثين لغة في ثلاثين ساعة، ويشق طريقه بين صانعي القرارات الإقتصادية بعدما صار بإمكانه قراءة إتجاهات البورصة وجني الأموال كل ذلك في أقل من أسبوعين. كذلك استطاع فتح باب العلاقة من جديد بينه وبين صديقته السابقة ليندي (أبي كورنيش) ودفع دينه لواحد بإسم جينادي (أندرو هوارد) مهاجر من شرق أوروبا بلكنة ظاهرة يتعاطى، لجانب القروض والأتاوات، القتل إذا ما تأخر المستدين عن السداد. هذا الجينادي يعلم سر إيدي وسرعان ما يبدأ بتهديده إذا لم يعطه الحبوب التي بدأ يتعاطاها٠
روبرت دي نيرو في دور رجل الشركات العملاق وجزء كبير من الفيلم يجمعه مع برادلي كوبر الذي يبدأ العمل معه مستشاراً. هذا قبل أن تطغي المخاطر متعددة الرؤوس على حياة إيدي/ برادلي الذي يشرف على الموت، ليس فقط حين نعاود مشاهدته على حافّة الشرفة بل من جرّاء افتقاده العقار الغامض لبعض الوقت او للتهديد المزمن على حياته من قبل جينادي٠
كان يمكن للفيلم أن يستفيد من فكرته على نطاق أفضل بكثير لو أنه حمل نفسه على محمل الجد. لكن المخرج يتقصّد البقاء في نطاق فكرة افتراضية تنتهي صلاحيّتها قبل بلوغ الفيلم نهاية نصفه الأول. المتابعة الناتجة عن إثارة الإهتمام تبقى متواصلة، لكن كذلك الشعور بأن استخدام المخرج للتعليق الصوتي مرّة، ولمؤثرات صغيرة مرّة أخرى، ولمواقف مضخّمة مرّات أخرى هو من باب الإستماتة لا أكثر. نفس الإستماتة التي فرضت عليه اختيار ذلك المشهد الأول
برادلي كوبر ليس بعد الممثل الذي تريد أن تحرص على مشاهدة كل فيلم يقوم به. ربما هو أفضل في
The Hangover كوميديا مجنونة مثل فيلمه السابق
منه في دور دراما مجنونة كحاله هنا. أما روبرت د نيرو فهو منذ أن رضى بأن يكون "بطاقة إئتمان" سينمائية يمثّل بحضوره معظم الوقت، صار من الممكن قبول وجوده أكثر من قبول تمثيله٠
DIRECTOR: Neil Burger
..............................................
CAST: Bradley Cooper, Robert De Niro, Abbie Cornish, Andrew Howard, Anna Friel, Johnny Whitworth.
..............................................
SCREENPLAY: Alan Glyn
CINEMATOGRAPHER: Jo Willems [Color- digital]
EDITOR: Tracy Adams, Naomi Geraghty (105 min).
MUSIC: Paul Leonard- Morgan
..............................................
PRODUCER: Leslie Dixon, Ryan Kavanaugh, Scott Kroopf
PROD. COMPANIES: Relativity Media/Original film/ Legion Entertainment.
DISTRIBUTOR: Columbia.
..............................................
CAST: Bradley Cooper, Robert De Niro, Abbie Cornish, Andrew Howard, Anna Friel, Johnny Whitworth.
..............................................
SCREENPLAY: Alan Glyn
CINEMATOGRAPHER: Jo Willems [Color- digital]
EDITOR: Tracy Adams, Naomi Geraghty (105 min).
MUSIC: Paul Leonard- Morgan
..............................................
PRODUCER: Leslie Dixon, Ryan Kavanaugh, Scott Kroopf
PROD. COMPANIES: Relativity Media/Original film/ Legion Entertainment.
DISTRIBUTOR: Columbia.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © Mohammed Rouda 2006- 2211٠