____________________________________________________________
_________________________ FLASH BACK _________________________
Personna | Ingmar Bergman (1966) *****
يكاد ينفرد "برسونا" بين كل أفلام إنغمار برغمن ينفرد بذلك المزيج من عناصر المخرج الخاصّة: هو قصّة شائكة الدوافع والمنافذ. تبحر في حياة شخصيّتين منفردتين معظم الوقت. المفارقات يمكن أخذها كما نراها بين شخصيّتين او يمكن تفسيرها على أساس أنه حلم طويل أقرب لأن يكون إنفصاماً في الشخصية. أخذها على المنوال الأول لا يعني أنها حكاية أقل تعقيداً. بالأبيض والأسود من تصوير سڤن نكڤست وإدارة أخاذة لكل لقطة وحوار لا يمكن الا والتقاط كل كلمة فيه. الفيلم لا يستسلم بسهولة أمام التفسيرات وهذا ما يجعله الى اليوم أكثر الأفلام المركّبة، في الأسلوب والتعبير، جمالاً
مقهى فيلم ريدر
Triage الصديق عبد الله العيبان من الكويت شاهد فيلمين لم أشاهدهما وهما "قمر" و"القشرة" او
Source Code كما شاهد "شيفرة المصدر" او
ولم يخرج من هذا الأخير راضياً "رغم أن موقع روتن توماتو أعطاه تقييم 90 بالمئة".
آخر مرّة اقتربت فيها من روتن توماتو كانت قبل أربع سنوات. لم أحب هذا الموقع ولم أحب من يكتب فيه خصوصاً وأنه لا يستحوذ آراء نقاد صحافيين، بل نقاد انترنت ولدي ثقة قدرها 0 بالمئة في هؤلاء. لكني لست مع رأيك بخصوص فيلم دنكن جونز. إذ فيه حسنات مؤكّدة، لكن الإختلاف أمر طبيعي٠
والأخ عبد الرحمن (ولم يذكر باقي الإسم) اكتشف خطأ في الصورة المنشورة على أنها لأحد أفلام روبير بريسون وهي بالفعل لا علاقة لها ببريسون. خدعني غوغل في غفلة من الوقت كنت فيها أسارع النشر حتى لا أتأخر عليكم. لكن جل رسالة الأخ عبد الرحمن لها علاقة بملاحظة مهمّة:
"بقدر ما استمتع بقراءة كل ما تكتبه، أتمنى لو أقرأ لك المزيد عن أعمال الرواد والكبار. أحياناً أشعر أنك تكثر من الكتابة حول أعمال قد لا تستحق جهدك. أعلم أنك ستقول لي بأن السينما كل لا يتجزّأ، وهو ما قد لا أجرؤ على مخالفتك فيه، لكني لا زلت أعتقد أن هناك الكثير من الكبار ممن تود أن تكتب عنهم ولم تفعل بعد".
صحيح .... ألف بالمئة. وكنت بدأت سلسلة شملت آرثر بن وروبرت ألتمن وجان- لوك غودار لكن الكتابة عن الواحد من هؤلاء تتطلب العودة الى أفلامهم وهنا يتدخّل عامل الوقت. أتعرف شيئاً يا أخ عبد الرحمن: لا أريد أن أشترى عمارات وقصور ولا حتى سيارة بورش جديدة. كل ما أريده أن لا أعمل ويصلني من السماء مبلغ من المال يمكنني من ذلك حتي أتفرغ وأشاهد وأكتب. ويضيف عبد الرحمن ليقول: "طالما وددت معرفة رأيك في إثنين من مخضرمي هوليوود، فرد زنمان وهوارد هوكس. هل تراهما مجرد منفّذين جيّدين أم أكثر من ذلك؟"٠
هما أكثر من ذلك بالتأكيد وطلبك سينفّذ مباشرة من بعد "كان". إذا لاحظت إني تأخرت عليك ارسل لي رجاءاً تذكير٠
وطارق عبد العزيز من السعودية يكتب لي طالباً أن أذكر كامل الأحداث حين أكتب عن فيلم. يقول: "لأني لاحظت في عدد من كتاباتك تكرار لازمة أنك لن تذكر باقي الأحداث "حتى لا تفسد متعة المشاهدة على الجمهور" كما تقول، فما ذنبنا نحن الذين لا نستطيع أن نرى هذه الأفلام الا بعد حين؟ وكيف نستطيع أن نفهم كامل الصورة إذا ما أخفيت عنّا شيئاً".
يا أخ طارق معك الحق تماماً. مشكلتي هي في بعض القراء الذين لاموني حين كشفت لهم الأحداث حين كتبت عن بعض الأفلام سابقاً. مشكلتي المضادّة هي أن عليّ أن أكون متحرراً ولا أحجم نفسي عن ذكر ما أريد ذكره. أعتقد أنني من العدد المقبل سأكتب في أعلى الصفحة أن قراءة النقد قد يكشف بعض الأحداث في الأفلام المعروضة. شكراً لرسالتك٠
Film Reviews
Princess of Montpensier ***
أميرة مونتبنسييه
إخراج: برتراند تفارنييه
تمثيل: لامبرت ولسون، ميلاني تييري، غريغوار ليبرنس- رينو
النوع: دراما تاريخية [حروب دينية ] - فرنسا (2010).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 234
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك نظرة على حكاية عاطفية موضوعة على خلفية
واحدة من أكثر مراحل التاريخ الفرنسي ظلاماً
لكن فيلم تفارنييه، وهو واحد من أذكى وأفضل المخرجين الفرنسيين والأوروبيين منذ عقود، فيه خصال كثيرة لصالحه، وهو في عروضه العالمية اليوم يذكّر المرء ببعضها. صحيح أن قدراً من هذه الخصال "قديم الطراز" لكن ذلك بذاته أحد أهم أسباب تميّز وجودة هذا العمل.
إستوحى المخرج الأحداث من رواية لمدام لافاييت كتبتها سنة 1662 عن أحداث وقعت قبل مئة سنة تعرف بإسم "حرب مونتسبنسييه". قوامها عاطفي وسياسي وكلا الخطّين يلتقيان في صميم رغبة الإنسان في الإستحواذ.
الشأن العاطفي هو الرغبة في تطويع بطلة الفيلم ميلاني تييري (مدام مونتبنسييه) والإستيلاء على قلبها. الشأن السياسي وليدة صراع ديني دارت رحاه من العام 1562 الى العام 1598 والمخرج لا يهاب المشاهد التي تنقل بشاعة الحرب. يصوّر فعلها وقتلها وقتلاها. وفي ذلك يقرّب الصورة الماضية من صور بعض ما يحدث في عالمنا اليوم بإسم الدين تارة، وبسبب مناهج تلك النظم التي تمارس الفاشية والعدائية بإسم هذا الدين او ذاك. هذا التجسيد لويلات الحرب يبدأ من اللقطة الأولى: حركة أفقية طويلة تُظهر قتلى إحدى المعارك وهم منتشرون فوق الأرض. تصوير برونو ديكيزر (وهو مدير تصوير له خبرة تمتد من العام 1975) يعكس الوحشة التي تجسّدها أرض كانت قبل لحظات من المعركة تراباً وحشائش وأشجار، ثم اصبحت جثثاً مترامية. بعد ذلك، ندخل القصر الذي نتعرّف فيه على بعض الشخصيات الرئيسية: ماري (تييري) طرد مختوم متّجه الى زواج ليس من اختيارها. لقد اتفق والدها (فيليب مانان) مع دوق مونتبنسييه (ميشيل فيليرموز) على هذه الصفقة: المرأة الجميلة مقابل أرض كبيرة. الدوق لن يتزوّجها بل سيهديها لإبنه الأمير (غريغوار لبرينس رينو) رغم أنها تحب شخصاً آخر أسمه هنري (غاسبارد أولييل).
هذا يشعل حرباً موازية لتلك القائمة بين البرتستانت والكاثوليك أيامها: حرب الإرادة المكسورة التي تحاول أولاً مواجهة مصيرها لكنها إذ تذعن تبحث عن منافذ صغيرة تستطيع أن تتنفّس منها. فالزوجة تُنقل الى قلعة معزولة. والزوج الى الحرب والزوجة وحيدة وهذا بدوره ليس في صالحها او صالح زوجها.
ما يفعله المخرج لجانب تقديم سيرة حرب وفترة تاريخية، هو البحث في مكوّنات ذلك التاريخ الفرنسي المليء حروباً داخلية. مشاهده منفّذة جيّداً على الصعيد التقني ولو كانت ضوضائية زيادة عن اللزوم. كثيرة النسج بحيث تتمنّى أحياناً لو يتمهّل المخرج قليلاً او يكتفي بالقليل. حين نتعرّف على الشخصيات نجدها محمّلة بالغضب من قبل أن تبدأ. في المعارك، الكاميرا أقرب الى منتصف الصورة او صلبها مما يجب. الحصان يبدو كما لو كان تفعيلاً لإثارة الإهتمام أكثر منه وسيلة لما هو غير ذلك.
أسلوب عمله في فيلم تاريخي كبير ومكلف (ولو نسبياً) هو بالسلاسة ذاتها التي يُدير فيه أفلامه الأقل حجماً. هناك دخول وخروج من مشاهد الفيلم المختلفة على نحو إنسيابي ولو أنه على نحو ما، يبدو هذا الفيلم تجديداً لطاقته ولجهوده. السيناريو جيّد لكنه مليء بالحوار لدرجة أن ذلك يحوّل اهتمام المشاهد، إذا لم يكن يجيد الفرنسية مثلي، الى الترجمة محاولاً في الوقت ذاته التقاط الصورة في كل مرّة.
اختيار ميلاني تييري مناسب من حيث أنها تبدو دائماً جديدة علي الوجه لم يسبق للمشاهد أن تعرّف عليها وعلى قدراتها، وغير مناسب حين يجد المرء نفسه غير قادر الا على مقارنة أداءها بأداء لامبرت او معظم الممثلين الآخرين
CAST AND CREDITS
DIRECTOR: Bertrand Tavernier
..............................................
CAST: Melanie Thierry, Lambert Wilson, Gregoire Leprince- Ringuet, Gaspard Ulliel, Rahpael Personnaz, Anatole de Bodinat.
..............................................
SCREENPLAY: Jean Cosmas, Francois- Olivier Rousseau, Bertrand Tavernier.
CINEMATOGRAPHER: Bruno de Keyzer [Color-35 mm]
EDITOR: Sophie Brunet (139 min).
MUSIC: Philippe Sarde
..............................................
PRODUCERS: Frederic Bourboulon, Laurent Brochand, Eric Heumann
PROD. COMPANIES: Paradis Films, Studio Canal [France-2010].
DIRECTOR: Bertrand Tavernier
..............................................
CAST: Melanie Thierry, Lambert Wilson, Gregoire Leprince- Ringuet, Gaspard Ulliel, Rahpael Personnaz, Anatole de Bodinat.
..............................................
SCREENPLAY: Jean Cosmas, Francois- Olivier Rousseau, Bertrand Tavernier.
CINEMATOGRAPHER: Bruno de Keyzer [Color-35 mm]
EDITOR: Sophie Brunet (139 min).
MUSIC: Philippe Sarde
..............................................
PRODUCERS: Frederic Bourboulon, Laurent Brochand, Eric Heumann
PROD. COMPANIES: Paradis Films, Studio Canal [France-2010].
____________________________________________________________
كتابة: كيفن وليامز.
النوع: رعب [سلسلة] | الولايات المتحدة- 2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: جاسون واينر
تمثيل: راسل براند، هلين ميرين، غريتا غرويغ، جنيفر غارنر.
النوع: كوميديا [إعادة صنع] | الولايات المتحدة- 2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 237
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا والحال هذه، لا يتم إعادة إطلاق الأفلام القديمة عوض إعادة صنعها؟ على الأقل ستكون المخاطرة المادية أقل. لكن بيننا، لماذا يتم إعادة تصوير أي فيلم من الثمانينات هذه الأيام؟ ولماذا يتم اختيار أسوأ الأفلام لصنعها؟ ذات مرّة قال لي منتج أميركي أنه قرر إعادة صنع "الأقرباء" The In- Laws
وهو فيلم كوميدي فاشل أخرجه آرثر هيلر سنة 1979 وحين سألته السبب قال: "لأنه فيلم كلاسيكي". قلت له: "وهل كل فيلم قديم، فيلم كلاسيكي؟"
طبعاً لم يستمع المنتج لتهكّمي وانتج الفيلم الذي لم يستعد ميزانيّته من السوق. وهكذا يفعل "آرثر" الجديد الآن: كوميديا فاشلة وركيكة تم تحقيقها برغبة تجيير جيل جديد وعوض الكوميدي البريطاني الراحل دادلي مور تم جلب الكوميدي (؟) الشاب راسل براند للبطولة. هو و"الملكة" هيلين ميرين وبضعة وجوه كان المرء يفضل لو رآهم في أعمال أخري.
الفيلم السابق دار حول سكير ثري أسمه آرثر مفروض عليه الزواج ممن لا يحب (بناءاً على رغبة أبيه علماً بأن آرثر ليس شاباً) لكنه يحب إمرأة أخرى. الفيلم الجديد يدور حول سكير أسمه آرثر مفروض عليه الزواج ممن لا يحب إذا ما أراد الحفاظ على ثروته. يقول نعم، لكنه يحب أخرى.
هناك بعض التغيير: شخصيات رجالية انقلبت نسائية او العكس، تفاصيل وأرقام مضخّمة لكي تمنح القصّة ومواقفها بعض التبرير.
هناك فائدة وحيدة لهذا الفيلم وهي أنه قتل مشروع تحويل الممثل راسل براند الى نجم. هذا وحده يستحق الفيلم من أجله خمسة نجوم٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © Mohammed Rouda 2006- 2211٠
SCREAM 4 **
صراخ 4
صراخ 4
المخرج: وز كراڤن
تمثيل: نيف كامبل، كورتني كوكس، آن باغوين، كرستن بلكتابة: كيفن وليامز.
النوع: رعب [سلسلة] | الولايات المتحدة- 2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 235
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحد مخضرمي سينما الرعب لا يجد سوى قديمه جديداً
لم يعد القاتل الشرس في سلسلة "صراخ" يختلف كثيراً عن القاتل الشرس في سلسلة "هالووين". كلاهما يقتلان بلا هوادة وبلا سبب معروف، وكلاهما يقاومان الموت وكلاهما يعودان كل بضع سنوات لتسلية الراغبين في الخوف.
وز كراڤن أحد الذين انطلقوا في السبعينات أيام توب هوبر وجون كاربنتر وجورج أ. روميرو وسواهم. وفي حين ابتدع روميرو أفلام الزومبيز آكلي لحوم البشر في سلسلة "الموتى- الأحياء" وجون كاربنتر قدّم القاتل المصاب بعقدة نفسية في أساس طفولته في "هالووين"، أنشأ كراڤن سلسلته الرعبية السابقة "كابوس شارع إلم" على فكرة قاتل يخرج من الحلم الى واقع الشخصيات في حيز غامض من الفاصل بين النوم واليقظة. وهو الوحيد الذي عمد الى مسلسلين من النوع ذاته، إذ أن "صراخ" يعود بعد آخر مرّة شوهد فيها قاتله ذي الوجه المصمم كما لو كان روحاً مرّت بعاصفة وتركت بصمتها على الوجه بأسره.
تلك المرّة الأخيرة كانت سنة 2000 في ذلك الجزء الثالث لكن هناك مسلسلاً ثالثاً لكراڤن أقل نشاطاً من المسلسلين السابقين هو "الهضاب لها أعين" The Hills Have Eyes
فهو كتب وأخرج الفيلم الأول من تلك السلسلة سنة 1977 ولاحقاً ما اكتفى بالكتابة، هذا لجانب مجموعة من الأفلام المنفردة كلّها تريد أن تلعب دورها في إخافة المشاهد وكثير منها حقق تلك النتيجة. فالمرء السليم دائماً معرّضاً للمخاطر: إن لم تكن أنياب آكلي لحوم بشر فهم مطلوبون لدمائهم، وإن لم يكن لدمائهم فلمجرّد الفتك بهم. لا يهم.
نيف كامبل تعود الى السلسلة في الوقت الذي يعود فيه ذلك القاتل الى بلدة وودسبورو. عودتها وأسمها سيدني في الفيلم، مصحوبة برغبتها في ترويج كتابها الناجح. الأسئلة تبدأ من هنا، هل عدد سكّان وودسبورو من الكثرة بحيث يستحق ترويج الكتاب فيها؟ حسب تعداد القتلى في الأفلام السابقة من العجب أن يكون هناك العديد من الناس لا زالوا فيها، ومن بقي فيها هل يريد فعلاً أن يقرأ كتاب سيدني عن تلك الأحداث؟ لا أدري، لكن مع نهاية "صراخ 4" يتناقص عدد المقيمين في تلك البلدة مجدّداً، فالفيلم مليء بالجثث والكثير من هذه الجثث هي لأناس كانوا أحياءاً أصحاء حين اتصل بهم القاتل هاتفياً (لديه خط مجاني) ليعدهم بالموت. إذا ما اتصل بك قاتل محلّف يُعرف عنه إنه إذا وعد نفّذ هل تفتح الباب بعد أوّل اتصال؟ طبعاً لا. لكن في فيلم وز كراڤن ستفعل والا كيف ستُقتل؟
القتلى يسقطون ذبحاً وقطعاً وبعضهم طعناً ومع كل مرّة تتساقط كتل من المنطق. طبعاً قد يرى البعض أن المنطق هو أن لا نبحث عن المنطق في مثل هذه الأفلام، لكني لا أوافق: المنطق هو الذي يجعل التخويف ناجحاً وليس فقط دموياً٠
وز كراڤن أحد الذين انطلقوا في السبعينات أيام توب هوبر وجون كاربنتر وجورج أ. روميرو وسواهم. وفي حين ابتدع روميرو أفلام الزومبيز آكلي لحوم البشر في سلسلة "الموتى- الأحياء" وجون كاربنتر قدّم القاتل المصاب بعقدة نفسية في أساس طفولته في "هالووين"، أنشأ كراڤن سلسلته الرعبية السابقة "كابوس شارع إلم" على فكرة قاتل يخرج من الحلم الى واقع الشخصيات في حيز غامض من الفاصل بين النوم واليقظة. وهو الوحيد الذي عمد الى مسلسلين من النوع ذاته، إذ أن "صراخ" يعود بعد آخر مرّة شوهد فيها قاتله ذي الوجه المصمم كما لو كان روحاً مرّت بعاصفة وتركت بصمتها على الوجه بأسره.
تلك المرّة الأخيرة كانت سنة 2000 في ذلك الجزء الثالث لكن هناك مسلسلاً ثالثاً لكراڤن أقل نشاطاً من المسلسلين السابقين هو "الهضاب لها أعين" The Hills Have Eyes
فهو كتب وأخرج الفيلم الأول من تلك السلسلة سنة 1977 ولاحقاً ما اكتفى بالكتابة، هذا لجانب مجموعة من الأفلام المنفردة كلّها تريد أن تلعب دورها في إخافة المشاهد وكثير منها حقق تلك النتيجة. فالمرء السليم دائماً معرّضاً للمخاطر: إن لم تكن أنياب آكلي لحوم بشر فهم مطلوبون لدمائهم، وإن لم يكن لدمائهم فلمجرّد الفتك بهم. لا يهم.
نيف كامبل تعود الى السلسلة في الوقت الذي يعود فيه ذلك القاتل الى بلدة وودسبورو. عودتها وأسمها سيدني في الفيلم، مصحوبة برغبتها في ترويج كتابها الناجح. الأسئلة تبدأ من هنا، هل عدد سكّان وودسبورو من الكثرة بحيث يستحق ترويج الكتاب فيها؟ حسب تعداد القتلى في الأفلام السابقة من العجب أن يكون هناك العديد من الناس لا زالوا فيها، ومن بقي فيها هل يريد فعلاً أن يقرأ كتاب سيدني عن تلك الأحداث؟ لا أدري، لكن مع نهاية "صراخ 4" يتناقص عدد المقيمين في تلك البلدة مجدّداً، فالفيلم مليء بالجثث والكثير من هذه الجثث هي لأناس كانوا أحياءاً أصحاء حين اتصل بهم القاتل هاتفياً (لديه خط مجاني) ليعدهم بالموت. إذا ما اتصل بك قاتل محلّف يُعرف عنه إنه إذا وعد نفّذ هل تفتح الباب بعد أوّل اتصال؟ طبعاً لا. لكن في فيلم وز كراڤن ستفعل والا كيف ستُقتل؟
القتلى يسقطون ذبحاً وقطعاً وبعضهم طعناً ومع كل مرّة تتساقط كتل من المنطق. طبعاً قد يرى البعض أن المنطق هو أن لا نبحث عن المنطق في مثل هذه الأفلام، لكني لا أوافق: المنطق هو الذي يجعل التخويف ناجحاً وليس فقط دموياً٠
CAST AND CREDITS
DIRECTOR: Wes Craven
..............................................
CAST: Lucy Hale, Kristen Bell, Anna Paguin,, Neve Campbell, Courteney Cox, Emma Roberts, David Arquette.
..............................................
SCREENPLAY: Kevin Williamson
CINEMATOGRAPHER: Peter Deming [Color-35 mm]
EDITOR: Peter McNulty (111 min).
MUSIC: Marco Beltrami
..............................................
PRODUCERS: Wes Craven, Iya Labunka.
PROD. COMPANIES: Dimension Films, Outerbanks Entertaintment [USA-2011].
..............................................
CAST: Lucy Hale, Kristen Bell, Anna Paguin,, Neve Campbell, Courteney Cox, Emma Roberts, David Arquette.
..............................................
SCREENPLAY: Kevin Williamson
CINEMATOGRAPHER: Peter Deming [Color-35 mm]
EDITOR: Peter McNulty (111 min).
MUSIC: Marco Beltrami
..............................................
PRODUCERS: Wes Craven, Iya Labunka.
PROD. COMPANIES: Dimension Films, Outerbanks Entertaintment [USA-2011].
____________________________________________________________
Stake Land ***
أرض الوتد
إخراج وكتابة: جيم ميكل
تمثيل: دانيال هاريس، كيلي مغيليس، كونور باولو، نك داميشي
النوع: رعب [نهاية العالم] | الولايات المتحدة 2010
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يبتعد "ستايك لاند" كثيراً عن العالم الذي عالجه فيلم "الطريق" لجون هيلكوت في العام الماضي: هذه هي أميركا بعد زوال القانون والنظام والمؤسسات، وهذه هي رحلة خطرة يجتازها إثنين (فتى ورجل) من نقطة الى أخرى بحثاً عن الأمان. عن ماض لا يزال يحتوي على حضارة. هناك آكلو لحوم بشر في "الطريق" واكلو لحوم بشر (ومصّاصي دماء) في هذا الفيلم.
المحيط الإجتماعي هو ما يضفي على "سكايت لاند" ما لا يستطيع "صراخ 4" تكوينه بسبب حكايته والحبكة ذات الوضع المختلفة (داخل بلدة وفي الكليّة وشقق الطلاب الخ...).
هناك مستقبل ما في كندا بالنسبة لهذين الشخصين خصوصاً بعدما سمعا بأن البيت الأبيض دُمّر ولم يعد هناك سُلطة من أي نوع. طريقهما كانت بدأت سفراً في النهار ولجوءاً في الليل خوفاً من الظلام وما يجري فيه، لكن حتى السفر بالنهار يزداد خطورة. آكلي لحوم البشر لا تفرق معهم في أي وقت من اليوم يأكلون. هم دائماً جائعون.
ما لم يتحوّل "الطريق" إليه، مفضلاً البقاء في ظل الفكرة الفلسفية وعدم التحوّل الى الرعب، يفعله هذا الفيلم الذي يقصد أن يكون رعباً. خلال الرحلة الإثنان يصبحان مجموعة بعد انضمام طالبي السلامة من مواقع شتّى على الطريق، أكثرهم إثارة للإهتمام هي الراهبة (كيلي ماغيليس) التي كادت ستغتصب على أيدي أشرار عابثين لولا تدخل الناجين. وهي ليست الحضور الوحيد للباعث الديني. لاحقاً ما سيتعرض الفيلم الى فريق مليشياوي أطلق على نفسه إسم "الأخوة" الذين يعتقدون أن ما يحدث هو ربّاني وأنهم آلون للإسهام في تعجيله عن طريق التدمير والقتل والتصدّي للبشر ولآكلي لحوم البشر على حد سواء.
هنا تتأكد رغبة المخرج في توسيع دائرة اهتماماته. هؤلاء "الأخوة" ليسوا سوى إرهابيين يستغلّون الفوضى لقتل من هو مختلف سواء أكان بشراً عادياً او مصاصي دماء. إنه كما لو أن المخرج يضم إلى دائرة أعداء الحياة الجماعات المتطرّفة كخطر إضافي لما ينتظر أهل الأرض. طبعاً، الغاية الأساسية هي التخويف، والمخرج يمارس ذلك بنتائج معظمها فوق الوسط. الفيلم بأسره من تلك المتميّزة في نطاق سينما الرعب والمستقبل الداكن الذي ينتظر الإنسان.
ما يميّز هذا الفيلم، الذي قام بتنفيذ إنتاجه الأخوين حمزة ومالك علي، عن سواه هو تأكيد المخرج على أهمية رسم الشخصية. يشحن فيها خصائص مهمّة بحيث لا تبدو كرتونية كما حال العديد من "زومبيلاند" وقبله وبعده. شخصياً سأتذكّره أيضاً بالعودة الحميدة للممثلة كيلي مغيليس التي كان لها حضور جاذب في الثمانينات في أفلام مثل
Witness, Top Gun, The House on Carroll Street, The Accused, Winter People
DIRECTOR: Jim Mickle
..............................................
CAST: Danielle Harris, Kelly McGillis, Nick Damici, Sean Nelson, Connor Paolo.
..............................................
SCREENPLAY: Nick Damici, Jim Mickle
CINEMATOGRAPHER: Ryan Samul [Color-35 mm]
EDITOR: Jim Mickle (98 min).
..............................................
PRODUCERS: Adam Folm, Derek Curl, Peter Phok
PROD. COMPANIES: Glass Eye Pix, Belladonna Prods. [USA-2011].
تمثيل: دانيال هاريس، كيلي مغيليس، كونور باولو، نك داميشي
النوع: رعب [نهاية العالم] | الولايات المتحدة 2010
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 236
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنهاية العالم تتمثّل في هذا الفيلم الجديد ... وهي بشعة
المحيط الإجتماعي هو ما يضفي على "سكايت لاند" ما لا يستطيع "صراخ 4" تكوينه بسبب حكايته والحبكة ذات الوضع المختلفة (داخل بلدة وفي الكليّة وشقق الطلاب الخ...).
هناك مستقبل ما في كندا بالنسبة لهذين الشخصين خصوصاً بعدما سمعا بأن البيت الأبيض دُمّر ولم يعد هناك سُلطة من أي نوع. طريقهما كانت بدأت سفراً في النهار ولجوءاً في الليل خوفاً من الظلام وما يجري فيه، لكن حتى السفر بالنهار يزداد خطورة. آكلي لحوم البشر لا تفرق معهم في أي وقت من اليوم يأكلون. هم دائماً جائعون.
ما لم يتحوّل "الطريق" إليه، مفضلاً البقاء في ظل الفكرة الفلسفية وعدم التحوّل الى الرعب، يفعله هذا الفيلم الذي يقصد أن يكون رعباً. خلال الرحلة الإثنان يصبحان مجموعة بعد انضمام طالبي السلامة من مواقع شتّى على الطريق، أكثرهم إثارة للإهتمام هي الراهبة (كيلي ماغيليس) التي كادت ستغتصب على أيدي أشرار عابثين لولا تدخل الناجين. وهي ليست الحضور الوحيد للباعث الديني. لاحقاً ما سيتعرض الفيلم الى فريق مليشياوي أطلق على نفسه إسم "الأخوة" الذين يعتقدون أن ما يحدث هو ربّاني وأنهم آلون للإسهام في تعجيله عن طريق التدمير والقتل والتصدّي للبشر ولآكلي لحوم البشر على حد سواء.
هنا تتأكد رغبة المخرج في توسيع دائرة اهتماماته. هؤلاء "الأخوة" ليسوا سوى إرهابيين يستغلّون الفوضى لقتل من هو مختلف سواء أكان بشراً عادياً او مصاصي دماء. إنه كما لو أن المخرج يضم إلى دائرة أعداء الحياة الجماعات المتطرّفة كخطر إضافي لما ينتظر أهل الأرض. طبعاً، الغاية الأساسية هي التخويف، والمخرج يمارس ذلك بنتائج معظمها فوق الوسط. الفيلم بأسره من تلك المتميّزة في نطاق سينما الرعب والمستقبل الداكن الذي ينتظر الإنسان.
ما يميّز هذا الفيلم، الذي قام بتنفيذ إنتاجه الأخوين حمزة ومالك علي، عن سواه هو تأكيد المخرج على أهمية رسم الشخصية. يشحن فيها خصائص مهمّة بحيث لا تبدو كرتونية كما حال العديد من "زومبيلاند" وقبله وبعده. شخصياً سأتذكّره أيضاً بالعودة الحميدة للممثلة كيلي مغيليس التي كان لها حضور جاذب في الثمانينات في أفلام مثل
Witness, Top Gun, The House on Carroll Street, The Accused, Winter People
CAST AND CREDITS
DIRECTOR: Jim Mickle
..............................................
CAST: Danielle Harris, Kelly McGillis, Nick Damici, Sean Nelson, Connor Paolo.
..............................................
SCREENPLAY: Nick Damici, Jim Mickle
CINEMATOGRAPHER: Ryan Samul [Color-35 mm]
EDITOR: Jim Mickle (98 min).
..............................................
PRODUCERS: Adam Folm, Derek Curl, Peter Phok
PROD. COMPANIES: Glass Eye Pix, Belladonna Prods. [USA-2011].
إخراج: جاسون واينر
تمثيل: راسل براند، هلين ميرين، غريتا غرويغ، جنيفر غارنر.
النوع: كوميديا [إعادة صنع] | الولايات المتحدة- 2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Review # 237
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يمكن لإعادة فيلم رديء الا أن تكون... رديئة؟
"آرثر" الأصلي، ذاك الذي أخرجه ستيف غوردون العام 1981، من تلك الأفلام التي اعتقدت حين شاهدتها أنني لن أر أسوأ منها. طبعاً، كنت على خطأ ورأيت أفلاماً رديئة كثيرة منذ ذلك الحين حتى جاء الوقت الذي فكّر فيه البعض أنها فكرة رائعة (ورائعة هنا تعني مربحة) لتحقيق هذا الفيلم مرّة ثانية. طبعاً المنتجون لم يطلبوا من المخرج واينر (وهو ممثل مساند أخرج فيلماً مجهولاً واحداً قبل هذا الفيلم) أن يصنع فيلماً رديئاً بل هو تبرّع لإنجاز الفيلم على النحو الذي يعتقد أن الجمهور سيهطل على الصالات كمطر الشتاء طالباً مشاهدة الفيلم. لماذا والحال هذه، لا يتم إعادة إطلاق الأفلام القديمة عوض إعادة صنعها؟ على الأقل ستكون المخاطرة المادية أقل. لكن بيننا، لماذا يتم إعادة تصوير أي فيلم من الثمانينات هذه الأيام؟ ولماذا يتم اختيار أسوأ الأفلام لصنعها؟ ذات مرّة قال لي منتج أميركي أنه قرر إعادة صنع "الأقرباء" The In- Laws
وهو فيلم كوميدي فاشل أخرجه آرثر هيلر سنة 1979 وحين سألته السبب قال: "لأنه فيلم كلاسيكي". قلت له: "وهل كل فيلم قديم، فيلم كلاسيكي؟"
طبعاً لم يستمع المنتج لتهكّمي وانتج الفيلم الذي لم يستعد ميزانيّته من السوق. وهكذا يفعل "آرثر" الجديد الآن: كوميديا فاشلة وركيكة تم تحقيقها برغبة تجيير جيل جديد وعوض الكوميدي البريطاني الراحل دادلي مور تم جلب الكوميدي (؟) الشاب راسل براند للبطولة. هو و"الملكة" هيلين ميرين وبضعة وجوه كان المرء يفضل لو رآهم في أعمال أخري.
الفيلم السابق دار حول سكير ثري أسمه آرثر مفروض عليه الزواج ممن لا يحب (بناءاً على رغبة أبيه علماً بأن آرثر ليس شاباً) لكنه يحب إمرأة أخرى. الفيلم الجديد يدور حول سكير أسمه آرثر مفروض عليه الزواج ممن لا يحب إذا ما أراد الحفاظ على ثروته. يقول نعم، لكنه يحب أخرى.
هناك بعض التغيير: شخصيات رجالية انقلبت نسائية او العكس، تفاصيل وأرقام مضخّمة لكي تمنح القصّة ومواقفها بعض التبرير.
هناك فائدة وحيدة لهذا الفيلم وهي أنه قتل مشروع تحويل الممثل راسل براند الى نجم. هذا وحده يستحق الفيلم من أجله خمسة نجوم٠
CAST AND CREDITS
DIRECTOR: Jason Winer
..............................................
CAST: Russell Brand, Hellen Mirren, Greta Gerwig, Jennifer Garner, Luis Guzman, Nick Nolte.
..............................................
SCREENPLAY: Peter Baynham
CINEMATOGRAPHER: Uta Briesewitz [Color-35 mm]
EDITOR: Brent White (110 min).
MUSIC: Theodore Shapiro
..............................................
PRODUCERS: Chris Bender, Russell Brand, Larry Brezner, J.C. Spink
PROD. COMPANIES: Benderspink, Langley Park [USA-2011]..
DIRECTOR: Jason Winer
..............................................
CAST: Russell Brand, Hellen Mirren, Greta Gerwig, Jennifer Garner, Luis Guzman, Nick Nolte.
..............................................
SCREENPLAY: Peter Baynham
CINEMATOGRAPHER: Uta Briesewitz [Color-35 mm]
EDITOR: Brent White (110 min).
MUSIC: Theodore Shapiro
..............................................
PRODUCERS: Chris Bender, Russell Brand, Larry Brezner, J.C. Spink
PROD. COMPANIES: Benderspink, Langley Park [USA-2011]..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © Mohammed Rouda 2006- 2211٠