بين الأفلام
• هل يدخل فيلم ترنس مالك الأخير «إلى العجب» مسابقة الأوسكار؟ ثم هل يدخلها كفيلم أميركي او ضمن الأفلام الأجنبية؟ السؤال طبيعي لأن نصف الفيلم بالفرنسية وعلى متخصصين أن يحصوا نسبة ا٥للغة الإنكليزية حتى يمكن تحديد ملاءمته لهذا القسم او ذاك.
• في العروض التجارية الأميركية من أسبوع فيلم بعنوان «ضوء اليوم البارد» The Cold Light of Day لمخرج أسمه مبروك المشري. وهذا الإسم مرّ على المتابعين قبل سنتين عندما قام بإخراج وكتابة فيلم عاد به جان-كلود فان دام إلى الأضواء بعنوان JCVD (الأحرف الأولى من الممثل). هذه المرّة يوفّر المخرج تشويقاً تقع أحداثه بين نيويورك ومدريد حول مضارب بورصة شاب (هنري كافيل) يخوض مغامرة لاسترجاع أفراد عائلته التي تم خطفها. في الفيلم أيضاً بروس ويليس وسيغوني ويفر ورشدي زم.
• والموضوع نفسه، مع اختلافات في فيلمين جديدين قادمين: «مخطوفة 2» الذي يتم فيه خطف زوجة بطله ليام نيسون (في «مخطوفة» تم اختطاف إبنته) وهذا مبرمج للعرض في الشهر المقبل و«مسروقة» مع نيكولاس كايج يبحث عن إبنته التي تم خطفها ووضعها في صندوق سيارة مقابل فدية.
• «براءة المسلمين»، الفيلم الذي أشعل فتيل موجة جديدة من المعارك بين المتطرّفين على كلا الجانبين، ومما شوهد منه سريعاً، عمل مشين على صعيدي المضمون والشكل. لا يملك قصّـة يمكن تبنّيها ولا يسردها على نحو قد يدفع المرء للتساهل في المضمون وقبول اللغة الفنية لها، لأن هذه اللغة غير موجودة. ما هو موجود إساءة بقصد الإساءة واستخدام التصوير بالديجتال لتحقيق هذه الغاية. لكن الغريب فيه ليس قيمته الفنية او الموضوعية الركيكة بل في أن مشاهد منه تسللت إلى اليوتيوب منذ شهرين ولم تصل إلى العلن الا قبل ثلاثة أيام او نحوها ما يعزز كونها مستخدمة بهدف التخريب في حين بدأت بعض الأصوات الأميركية تتساءل عن الحرية الممنوحة لـ «اليوتيوب» ومسؤوليّتها في كل ذلك.
• الجديد هنا أن صحيفة «ذ لوس أنجيليس تايمز» تلقّـت رسالة إلكترونية من مجهول رفض ذكر إسمه (خوفاً على حياته) يقول أنه شارك في الفيلم من دون علم له بمضمونه، وبل: "كل فريق العمل غاضب جدّا لأنه يشعر بأنه وقع خديعة. نحن مئة بالمئة لسنا ضد هذا الفيلم وتم خداعنا بفحواه وغرضه" وهو يُـضيف: "نحن مصعوقون لكثرة التغييرات التي طرأت على السيناريو والأكاذيب التي تعرضنا لها. ونشعر بالحزن العميق للتراجيديات التي وقعت". وحسب قوله فإن تلك الكلمات التي استخدمت لشتم نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، "أضيفت لاحقاً من قبل المنتج والعاملين على المونتاج ويتضّح أن الأصوات تختلف بين الممثل الأصلي والصوت الذي على الصورة".
• ربما يكون هذا صحيحاً وربما لا يكون لكن المرسل تمنّـع عن الحديث عن مخرج الفيلم الذي لا وجود له على قوائم المخرجين والسينمائيين الأميركيين او في أي مكان آخر، ما يعزز احتمال أن يكون استخدم إسم سام باسيل كتمويه خصوصاً وأن وكالة أسوشياتد برس في نشرة لها أوحت بأن المخرج قد يكون نيقولا باسيلي نيقولا، وكان وُجد مذنباً بقضايا مالية من قبل. وهو اعترف للوكالة بأنه مدير الشركة التي أنتجت الفيلم لكنه لم يفصح عن هوية مخرجه.
• في نقلة إلى الأفلام التي يمكن إطلاق هذه التسمية عليها، فإن «مسكن الشر: رد فعل» هو جزء جديد من سلسلة Residence: Evil الذي انطلق قبل أكثر من خمس سنوات كفيلم رعب ولا يزال. لكن الجديد فيه عبر خمسة أجزاء إلى الآن هو أنه تحوّل من حكايات أرواح إلى حكايات غيلان ووحوش تحاول، كما في هذا الجزء الجديد، إبادة الجنس البشري من الوجود بالتهامه. على المرء أن يفحص قائمة هذه الوحوش فلربما كان سام باسيل واحداً منها.
• هل سينقذ هذا الفيلم وضعاً صعباً عاشته صالات السينما في الأسبوع الماضي عندما بلغ إيراد الفيلم الأول في القائمة (كما يرد هنا أدناه) أقل من عشرة ملايين دولار؟ هذا الأسبوع دخل التاريخ على أنه الأسوأ منذ العام 2001 (لا علاقة) وستديوهات السينما في أميركا قلقة من إستمراره خصوصاً وأن الأفلام الأخرى التي تنطلق بدءاً من اليوم ومنها «عشر سنوات» و«بشرة نظيفة» و«أربتراج» وكلها أفلام صغيرة ومتوسّطة. وهذا الأخير من بطولة سوزان ساراندون، وهي إبنة الخامسة والستين سنة حالياً، التي لديها حالياً وقريباً خمسة أفلام جديدة بينها دورها المقبل في «الصحبة التي تحتفظ بها» و«كلاود أطلس».
• لكن من بين هذه الأفلام ما يعود بنا إلى موضوع الإرهاب على الشاشة وفي الحياة وهو فيلم «عشر سنوات» الذي يأخذ على عاتقه تصوير متطرّف "بريطاني الولادة" (ما يعني أنه ليس أبيض البشرة؟) في مسعاه للقيام بتنفيذ مهمّة إرهابية فيتصدّى له عميل المخابرات البريطاني إوان (البريطاني شين بين). الفيلم من إخراج هادي حجّـاج.
أفلام مهرجانات 2012
تورنتو
Anna Karenina ***
آنا كارنينا
إخراج: جو رايت.
تمثيل: كايرا نايتلي، آرون تايلور-جونسون، كيلي مكدونالد، جود لو.
دراما تاريخية [إقتباس أدبي] | بريطانيا
في إقتباسه رواية ليو تولستوي الضخمة عمد المخرج جو رايت عن سيناريو للمسرحي توم ستوبارد، إلى الإلتزام بالأحداث الدرامية ذاتها، المكان هو نفسه (روسيا في العصر القيصري) والزمن لم يتغيّر عن ذاك الذي في الرواية (1870)، لكن حريّته تكمن في التفاصيل وفي قيامه بتلخيص ما شكّل عملاً لا يخون الأصل في نحو ساعتين وعشر دقائق.
سيناريو مكتوب بحب واحترام ويتضمّن تعميقاً مناسباً لذلك الوارد في الرواية الأصلية كما اشتهر عن شخصيات تولستوي، وابتعاد عما اعترى آخر نسخة تم تصويرها للسينما عن تلك الرواية الكلاسيكية وهي نسخة المخرج برنارد روز التي قامت ببطولتها صوفي مارسو سنة 1997.
آنا كارنينا متزوّجة (نايتلي) متزوّجة من الموظف الحكومي كارينن (لو) عندما يستنجد بها شقيقها أبلونسكي (ماثيو ماكفايدن) لتحل إشكالاً عالقاً بينه وبين زوجته دوللي (مكدونالد). خلال الرحلة في القطار المنطلق من سانت بيترسبورغ إلى موسكو، تتعرّف إلى الكونتيسة فرونسكي (أوليفيا وليامز) ومن خلالها تتعرف على إبنها الشاب الضابط (تايلور-جونسون). إنه حب من أوّل نظرة ولو أن الضابط يبدو متردداً باديء الأمر عندما يتعرّف أيضاً على شقيقة دوللي (أليسا فيكاندر).
من لا يزال يجد في الروايات الأدبية الكبيرة التي لديها الكثير مما تتولّى الإفصاح عنه من خلال رصد الشخصيات في محيط تاريخي بعيد وخاص، هذا الفيلم يمثّـل نقطة مهمّة ومناسبة لا يجب تفويتها. هذا النوع من الرومانسيات لم يعد متوفّراً حتى في الحياة العادية، ويبدو في بعض الحالات هنا، كما لو أنها فانتازيا رغم أنه ليس كذلك. الحب من أول نظرة يقود إلى علاقة وفضيحة تتحدّث عنها سانت بيترسبيرغ عندما تعود الزوجة ويلحق بها الضابط لتأكيد حبّه.
الفيلم منقسم، من دون قصد، إلى نصفين، نقطة الفصل عودة آنا كارنينا إلى مدينتها معتقدة أنها ستستعيد هدود حياتها السابقة. هذا النصف يحمل إيقاعاً متواصلاًورغبة المخرج تزين ما يعرضه بحركات فنية ملائمة. أما النصف الثاني فهو أكثر هدوءاً. لكن المشكلة الأكبر هي أنه في حين يسعى المخرج جهده لتقديم عمل يحترم الأصل ويساويه مكانة، الا أن تحقيق هذه الغاية كانت تتطلّب فيلماً بحجم أكبر. يحاول المخرج تغطية النقص بما لديه من عناصر فنية (بما فيها تمثيل جيّد من الجميع) لكن البصريات لا تكفي لتجسيد المكان والزمان والصلب الأدبي الذي للرواية الأصلية.
الجندي المجهول في هذا الإقتباس هو سيدي لعربي شرقاوي مصمم الإستعراضات الراقصة ومدير التصوير سيموس ماكارفي هو نفسه الذي صوّر «المنتقمون» لكنه يغير وجهته هنا 180 درجة.
فينيسيا
Outrage: Beyond ***
إخراج: تاكيشي كيتانو
أدوار أولى: تاكيشي كيتانو، فوميو كوهيناتا.
النوع: بوليسي داكن | اليابان (2012).
فيلم المخرج المتمرّد تاكشي كيتانو الجديد هو تكملة لفيلمه السابق «غضب» (2010) الذي تناول فيه أحداثاً تدور في رحى عصابات الياكوزا الشهيرة. فيه لعب شخصية قاتل محترف من العصابة ينتهي إلى السجن حيث تتم محاولة اغتياله فيه. يتركنا هناك معلّقين بين أن يكون مات او بقي على قيد الحياة، كذلك مع صور دامية لمشاهد عنف بولغ في العناية بها.
الفيلم الجديد لا يبدأ به بل يأتي ظهوره بعد نحو نصف ساعة من بداية الفيلم. حين يظهر لا تتمحور القصّـة حوله كثيراً، ولا يظهر في غالبية المشاهد، بل يؤدي دوراً مسانداً في فيلم تتساوى فيه الشخصيات بأسرها إذ يخلو من بطولات فردية. بل قل أنه يخلو من أي "بطولات" فالجميع هنا شرير والجميع هنا فاسد بمن فيهم البوليس. لكن ما ينقذ الفيلم من تدمير نفسه هو الصورة الكاريكاتورية الهازئة التي يرسمها المخرج حول كل الشخصيات. يجعلك تريد الضحك وأنت تشاهد ما هو جاد للغاية.
أحد تحريي الأمن (فوميو كوهيناتا) يقنع رؤسائه بأن أفضل طريقة للتخلص من العصابتين القويّـتين هو التسبب في قيامهما بتصفية كل للأخرى. يتم إخراج أوتو/كيتانو من السجن لمؤازرة إحدى العصابتين رغم أن لا أحد، حتى في العصابة التي ينتمي إليها، يحبّـه والجمع يتآمر ضده. مشاهد العنف تبدأ لكنها ليست متواصلة وحين تفعل فهي سريعة ولغاية لا تدوم إذ تكتفي بإحداث الصدمة متحاشية هذه المرّة العنف الزائد عن الحاجة. وفي النهاية يتم القضاء على الجميع على نحو أو آخر بمن فيهم التحري الذي زكّى نار الخلافات بين العصابتين وأراد أن يجهز كذلك على أوتو للتخلّـص من كل مسؤولية ممكنة.
«غضب» (الأول) كان فيلماً عنيفاً للغاية مشرّب بالدم. الفيلم الجديد ما زال عنيفاً، لكنه غير دموي. كذلك هو مليء بالحوار لدرجة أن نصف مشاهده في الساعة الأولى كان يمكن لها أن تحذف بنحو او بآخر. كذلك فإن تشابه الأماكن (مكاتب وغرف مغلقة) والملابس والتصرّفات (ناهيك عن الملامح والأسماء) يجعل المشاهد في تلك الساعة غير قادر على التمييز إذا ما كان هذا الفرد يعمل لصالح هذه العصابة او تلك. لكن الأمور ترتاح أكثر بعد ذلك وإن لا يؤدي ذلك إلى إرتفاع حاسم. التصوير، من كاتسومي ياناجيجيما جيّـد ومحكم لكن الفيلم كان بحاجة لمساحات من التأمّـل لم يجد المخرج كيتانو سبباً لها. على كل ذلك، ومن وجهة نظر سينمائية بحتة، لا يمكن الا تقدير كيتانو خلف وأمام الكاميرا. في المركز الأول يدفع الفيلم صوب خضم من التوتر ويبقيه على إيقاع متوتر وفي الثاني، هو أكثر الممثلين تميّزاً هنا وحين يقتل التحري في النهاية برصاصات سريعة وباردة، ترى التشابه بين شخصيّته وبين طريقته في تنفيذ الفيلم: بارد وسريع أيضاً.
سندانس
Momoiro Sora O **
[About the Pink Sky]
عن السماء القرنفلية
إخراج: كاييشي كوباياشي
اليابان- 2011
دراما إجتماعية | مهرجانات "سندانس"، "تورنتو"، "طوكيو".
أبيض/ أسود - دجيتال | 113 د.
على الرغم من أنه فيلم آسر في أكثر من جانب، بينها تصوير رائع بالأبيض والأسود من نارويوكي هيداكا، الا أن الفيلم يتحرّك بقدر ملحوظ من الفتور أكثر مما يتفاعل على نحو يبني عليه ما سبق من إهتمام. الحبكة ذات مستوى واحد من التطوّرات وبعض مفارقاتها ليست ذا شأن. إيزومي (آي إيكيدا) طالبة في الخامسة عشر من العمر تُشاهد (في مطلع الفيلم كما في مشاهد كثيرة لاحقة) وهي تمشي في المدينة من دون قصد او وجهة محددة. لا نراها في المدرسة ولا نعرف عن أهلها أي شيء. ذات يوم تجد محفظة فيها 300 ألف ين (نحو 4 آلاف دولار) فتمنح ثلثيها إلى رجل عجوز يحتاج لدفع دينه وتمضي بالثلث الأخير. تلتقي وصديقتين لها والثلاثة يتعرفن على صاحب المحفظة (إبن رجل ثري) وهذا يوظفهن لتأسيس جريدة محلية. لكن لا شيء مهم يقع بعد ذلك ولا يرتفع النبض عن ذاك الذي بدأ الفيلم به بل ينخفض. على الأقل في البداية كان هناك قدر من الشغف بأسلوب هاديء وراصد وبإيقاع يقصد من وراء بطئه التأمّـل، لكن بعد حين لم يعد يوجد ما يستوجب التأمل فعلاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments:
Post a Comment