Year 5/ Issue: 154
أوراق ناقد
فيلم الإفتتاح لمهرجان الخليج السينمائي الرسمي كان «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور. لكن الإفتتاح بالنسبة لي كان مختلفاً.
وصلت قبل يوم من بدء المهرجان وبعد ساعتين من النوم توجّـهت إلى صالة سينما لأشاهد (مرّة ثانية) فيلماً كنت شاهدته في ظرف عائلي سيء. لم استجمع حنكتي ولا تابعت بكل الدراية التي اعتدت عليها وبل نظرت إلى الساعة مرتقباً انتهاء الفيلم ربما أكثر مما نظرت إلى الفيلم. هذا الفيلم هو Olympus Has Fallen.
في اليوم التالي، وقبل ساعتين من فيلم الإفتتاح الرسمي، وبما أنني شاهدت «وجدة» سابقاً وكتبت عنه هنا وفي «الشرق الأوسط»، اخترت فيلم Oblivion . اليوم أعرض «أوليمبوس» ولاحقاً، خلال أيام قليلة، «نسيان»… ولن أنسى!.
أفلام 2013
Olympus Has Fallen ***
فيلم كوارثي آخر حول سقوط البيت الأبيض، ورئيسه
في قبضة الإرهاب. هذه المرّة أبعاد الفيلم السياسية
تمنحه قوّة إضافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: أنطوان فوكوا
أدوار أولى: جيرارد بتلر، آرون إيكهارت، ديلان مكدرموت،
ريك يون، أنجيلا باست، مورغن فريمان.
أميركي | تشويق (2013).
مما هو ملاحظ في الآونة الأخيرة أن الأفلام التي تتعامل مع موضوع تعرّض رئيس الجمهورية الأميركي للخطر ازدادت إلى حد واضح. خطر شديد على أيدي إرهابيين وتبعاً لخطط يعجز البيت الأبيض عن تداركها في الوقت المناسب فيجد الرئيس نفسه في أزمة عاصفة قد تطيح بحياته وأحياناً بحياة ملايين الأميركيين. في «سولت» [فيليب نويس- 2010] نجده تحت تهديد موت مباشر من قِـبل جماعة إرهابية، يقودها أميركيون خائنون، تسللوا إلى البيت الأبيض وحجزوا الرئيس، كما قام ببطولته هانت بلوك وعلى عميلة السي آي أيه (أنجلينا جولي) القيام بإنقاذه وتبرأة نفسها من تهمة الخيانة في الوقت نفسه. وفي «جي آي جو: العقاب» يتقمّـص مجرم خطير (جوناثان برايس) شخصية رئيس الجمهورية (برايس أيضاً) فيستولي على البيت الأبيض ويسجن الرئيس وفي نيّته تدمير الولايات المتحدة الأميركية.
«سقوط أوليمبوس» وهو الأذكى والأفضل والأكثر إمتلاءاً بالأبعاد السياسية والغايات التحتية التي ينضح بها السيناريو. وهو جيّـد التنفيذ حتى من دونها، فمخرجه هو أنطوان فوكوا الذي سبق له وأن قدّم الفيلم البوليسي «يوم التدريب» (2001) والفيلم التاريخي «الملك آرثر» (2004) ثم قدّم التشويقي في «مطلق نار» (2007) و«نخبة بروكلين» (2010) وفي فيلمه الجديد هذا.
إنه عن عضو في الفريق الخاص بحماية رئيس الجمهورية أسمه مايك ويؤديه جيّداً جيرارد بتلر، الذي أنقذ حياة الرئيس (أرون إكهارت) عندما وقفت السيارة الرئاسية عند الحافة إثر حادثة مفاجئة في يوم عاصف. الرئيس يصيح بمايك إنقاذ حياة زوجته (جد أشلي) لكن مايك يختار إنقاذ حياة رئيس الولايات المتحدة وهو إختيار صعب. مباشرة بعد إخراجه من تلك السيارة تهوى السيارة إلى الأعماق وتموت الزوجة. بعد سنة ونصف ها هو مايك قد تحوّل إلى عمل إداري بعيد عن البيت الأبيض. لكن هذا الإبتعاد ينتهي بعدما تمكّنت قوّات نخبة من كوريا الشمالية السيطرة على البيت الأبيض والقبض على الرئيس وأعضاء من حكومته في الملجأ. الغاية مزدوجة: إرغام الرئيس على إصدار أمر بمغادرة القوّات الأميركية عن كوريا الجنوبية وإرغامه كذلك الإدلاء بالشيفرة التي يمكن استخدامها لشل قدرة الولايات المتحدة النووية.
مايك ينجح حيث فشل العسكر. بعد معارك ضارية يسقط فيها كل فرد من قوّات الحراسة الخاصّـة وفوقهم عدد كبير مماثل من قوّات الجيش والبوليس يبقى الأمر مناطاً بمايك، وقد تسلل إلى البيت الأبيض، للعمل من الداخل والقضاء على الإرهابيين الكوريين الشماليين. تقليد الحبكة لما ورد سابقاً في فيلم «داي هارد» الأول [جون مكتيرنن-1988] وفي فيلم «تحت الحصار» [أندرو ديفيز- 1992] يبدأ من هنا. لكنه ليس تقليداً بليداً. هذا الفيلم يتميّز عن سابقيه بأن لديه أجندة سياسية.
إنه من الصدف الفعلية أن يباشر الفيلم عروضه وسط أزمة كورية شمالية- أميركية فعلية حالية. الكوريون الشماليون في هذا الفيلم قوّة لا يستهان بها. ولديهم دافع يستحق النقاش: الإنتقام من أميركا التي جوّعت الكوريين وقسّـمت البلاد، حسب الفيلم. وهناك بينهم متعاون من رجال الحراسة الأميركييين (يقوم به ديلان مكدورمت) الذي يواجه الرئيس قائلاً له: "من باع أميركا للأجنبي؟ وكم يبلغ سعر شراء رئاسة الجمهورية؟ 500 مليون دولار؟ من هو الخائن؟ خيانتي ليست سوى قدر ضئيل من خيانتك أنت".
في الوقت ذاته هناك روث (ميليسا ليو) وزيرة الدفاع الأميركي المحجوزة مع الرئيس. الفيلم يقدّمها كنموذج وطني رائع وفي البداية، ونظراً لإسمها الأول، ونظراً لأن أحد كتاب السيناريو يهودي، تعتقد أن الفيلم يحاول إستغلال وضعها كيهودية للحديث عن التضحية اليهودية صوب أميركا. وهذا ربما كان مقصوداً فهو ينضح بهذه النيّة لولا أن أسم عائلتها هو مكميلان ما ينسف الإعتقاد تماماً. هل غيّر المخرج كنه العائلة ليتجنّب توفير سياسة لا يريدها؟
إذ يعمد «سقوط أوليمبوس» إلى توظيف الأزمة التي يعالجها للحديث عن قصور في أوضاع مختلفة وللحديث، ولو مبتسراً، عن "لا عدالة" حول العالم، ينبري ليكون أيضاً فيلماً وطنياً. هنا لا تستطيع لومه فهو فيلم أميركي أولاً وأخيراً وولائه الأول إلى تلك البلاد.
الهجوم الكوري، بعد نحو ربع ساعة من بداية الفيلم، نقطة عالية في سمائه. الطائرة المستخدمة قديمة للغاية بمروحتين تدوران وتهدران في العلن وبجسم ضخم وعتيق. طائرة لابد أنها من مخلّفات الحرب العالمية الثانية لكنها مجهزة بقوّة قتالية تستطيع معها إسقاط طائرتين أميركيّتين اعترضاها فوق واشنطن ومن قبل أن تسقط وتضرب نصب الحرية قرب البيت الأبيض وطرف مبنى عال (ما يذكّر بلا تردد بكارثة أيلول/ سبتمبر النيويوركية). في الوقت نفسه تهرع قوّات جاهزة مزروعة في أميركا ومدججة السلاح إلى البيت الأبيض حيث تقاتل بشراسة قوات الحراسة وتقضي عليها. أعيد ذكر هذا المشهد لأنه منفّـذ جيّداً إلى حد مثير. مليء بالتفاصيل وبالقتلى. أعتقد أن سام بكنباه لو كان لا يزال حيّاً وأراد تحقيق هذا الفيلم لاستخدم العدد نفسه من القتلى.
يلعب الفيلم على حقيقة أن إبن الرئيس (صبي بإسم فينلي جاكوبسون) موجود في مكان ما من البيت الأبيت وعلى بطل الفيلم الوصول إليه قبل الإرهابيين الذين قد يستخدمونه للضغط على أبيه لأجل الإفشاء بالشيفرة. مايك يصل إليه فعلاً ويؤمّـن سلامته سريعاً. ورطة السيناريو إنه لم يكن يستطيع إغفال دور ما لذلك الصبي، من بعد أن تم تقديمه من المشهد الأول (أي قبل الهجوم) ولم يستطيع أن يوظّـف سعيه ومايك للبقاء أحياءاً لفترة طويلة لأن الصبي حينها يصبح عبئاً. لكن المشكلة تتأتّى من أن الإرهابيين في الملجأ لم يحتاجوا إعتراف الأب واكتشفوا الشيفرة من دون مساعدة ما يجعل تفعيلة الصبي تخرج من خانة الأهمية. كونراد هول (إبن مدير تصوير سابق إسمه كونراد هول أيضاً) صوّر الفيلم دجيتال والفيلم يحمل سلبيات ذلك في المشاهد الليلية.
أفلام أنطوان فوكوا
1998: The Replacement Killers ***
2000: Bait ***
2003: Training Day ****
2004: King Arthur ****
2007: Shooter ***
2009: Brooklyn's Finest ****
2013 Olympus Has Fallen ***
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2013
0 comments:
Post a Comment