THE HOBBIT: THE DESOLATION OF SMAUG
ذا هوبيت: خراب سموغ
*****
إخراج: بيتر جاكسون Peter Jackson
فانتازيا/ مغامرات [سلسلة مقتبسة عن رواية]
الولايات المتحدة- 2013
نقد: محمد رُضــا
ينطلق الجزء الثاني من الثلاثية الجديدة للمخرج بيتر جاكسون، والتي تقع أحداثها زمنياً قبل ثلاثية «سيد الخواتم»، من حيث انتهى الجزء الأول «ذا هوبيت: الرحلة غير المتوقعة» (2012). الساحر غاندالف (إيان مكيلين) لا يزال يقود ثلاثة عشر قزماً من شعب «هوبيت» إلى حيث يأمل ليساعد ثورين (رتشارد أرميتاج) على إستعادة مملكته في بطن الجبل الحديدي. مع ثورين مفتاح الباب لكنه لا يعرف أين الثقب. ولا حتى ما هو الباب حقاً… أي جزء من جدار الجبل الشامخ هو. لكن المشاكل التي تسبق الوصول متعددة: الوحوش المفترسة (المسمّـاة «أوركس») التي لاحقت هذا الفريق المتعَـب (والمتعِـب أيضاً) لا زالت في أعقابه. بيلبو (مارتن فريمان) الذي كان وجد الخاتم المسحور يمر بأزمة حادة إذ تتجذابه رغبتان: لبس الخاتم وخلع الخاتم مثل رجل يحتار في أمر مظلّـته الواقية من المطر: هل ستمطر اليوم فآخذها أو لن تمطر فأتركها؟ ثم هناك غاندالف الذي سينفصل عن المجموعة ويذهب وحيداً صوب جبل ثانٍ. لا أدري تماماً ماذا يريد أن يفعل هناك. قال الفيلم ونسيت بعد لحظات، لكن فشله في مواجهة السحر الأسود ليس من بين تلك الغايات بالتأكيد.
وإذا كان كل ذلك غير كاف، فها هم الأقزام يصلون إلى حيث يعيش شعب آخر تحت قيادة الملك ثراندويل (لي بايس) في جبل ثالث فيعودعون في زنزانات لا يستطيع أن يخرج منها أحد… لكن هذا المستحيل يستمر نحو خمس دقائق قبل أن يصل بالبو وينقذهم. يلي ذلك جزء مثير من المعارك بين الأورك ورجال ثراندويل بقيادة المحاربين ليغولاس (أورلاندو بلوم) والمرأة تورييل (إيفانجالين ليلي) اللذان يبليا بلاءاً حسناً. لديهما مخزون لا ينفذ من النبال وسرعة إستخدام أين منها راجمات الصواريخ اليوم. كل ذلك بينما يتسلل الهوبيتس هاربين ليصلوا إلى قرية يدخلونها متسللين. هذه القرية تقع فوق سطح بحيرة (وليس في جبل ولو أن الجبل الحديدي الذي يقصده الهوبيت ليس بعيداً) ويحكمها شرير (ستيفن فراي). يجدون في شخصية بارد (لوك إيفانز) مساعداً لهم ولو أن نصفهم لا يثق به.
الجزء الأخير يقع في داخل الجبل الحديدي (نعم يجد الهوبيتس ثقب المفتاح ويفتحون الباب ويدلفون إلى داخل الجبل الذي تضيئه أطنان الذهب). سموغ، الذي في العنوان، هو إسم التنين الذي يتحدّث الإنكليزية بطلاقة ويستطيع تقليد صوت دارث فادر في «ستار وورز». وهو يرفض أن يتخلّـى عن قطعة ذهب واحدة وينطلق ليقتل الهوبيت. قبل ذلك بلحظات راهنت نفسي على أن لا أحد من الهوبيتس الثلاث عشر سوف يموت في مواجهته مع التنين، وانتهى الفيلم فعلاً بفشل التنين (بكل حجمه وقوّته والنيران التي يلفظها في إصابة أي منهم بأذى.
إذا ما كانت الأحداث كاريكاتورية في أكثر من موقع، فإن ذلك لا يعني أنها ليست موضبة جيّداً بأسلوب عرض متسارع ومثير وأن المشاهد لن يقضي وقتاً طيّـباً. في الحقيقة، هذا الجزء أفضل من الجزء السابق وأكثر أحداثاً. في بعض فصوله ننتقل بين أربعة أو خمسة أحداث منفصلة تقع في الوقت ذاته وبفضل توليف جيّـد من جابيز أولسن لا يضيع المشاهد مطلقاً بين ما يدور.
عند جاكسون عادة حلب المشهد حتى الجفاف. لا يعرف أين يتوقّـف أحياناً فيستمر المشهد الواحد لأكثر مما هو مطلوب بعدما وصل مفاده. هذا قد يقع في عبارة مستطردة أو في مشهد لا يتوقّـف.
على جانب آخر، فإن بعض الدعاية المتداولة تصر على أن هذا الفيلم هو «ملحمي» لكن العناصر الكلاسيكية للملحمة ليست متوفرة. ما هو متوفر تضخيم للفيلم بحيث يبدو- شكلياً- كما لو كان ملحمياً. ومع النهاية تستطيع أن تدرك إلى أين سيذهب الفيلم من هنا. بكلمات أخرى، كنه الأحداث التي ستقع في الجزء الثالث: التنين سيقتل والهوبيتس سيخسرون الثروة والخاتم سيسبب المزيد من المتاعب لبلبو بلا ريب.
شيء واحد واضح في كل ذلك: حين لعب إيان ماكيلين دوره في الثلاثية الأولى، كان في الثانية والستين من العمر. الآن هو في الرابعة والسبعين وهذا واضح عليه… لكن هذه الثلاثية من المفترض بها أن تقع في الفترة الزمنية السابقة للثلاثية الأولى، يعني هو الآن أكبر في السنوات الأبكر من حياته… ربما يمر بحالة من حالات «قضية بنجامين باتون المثيرة للفضول»؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2014
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments:
Post a Comment