Mohammed Rouda's FILM READER
العدد 244 | السنة 8
------------------------------------------------------------------------------------------
أفلام الأسبوع الجديدة
------------------------------------------------------------------------------------------
The Accountant
المحاسب
★★★★★
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: كاڤين أوكونور Gavin O'Connor
الولايات المتحدة (2016) | ألوان (128 د)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشويق • بن أفلك يقدم أداءاً جيّـداً في دور محاسب ذكياً وله مآرب أخرى
• سيناريو بل دوبوكيو لهذا الفيلم قد يرشحه للأوسكار في العام المقبل. هذا الكاتب سبق وأن وضع سيناريو «القاضي» الذي كاد أن يكون الشيء الوحيد الصالح في تلك الدراما حول المحامي الذي لا وقت لديه لكي يضيعه (روبرت داوني جونيور) وأبيه القاضي (روبرت دوفال) الذي ارتكب جرماً ويحتاج إلى إبنه للدفاع عنه.
هذه المرة، وفي فيلم «المحاسب» يرفع من درجة إتقانه تنظيم الخطوط التي تعصف، كما تربط، بين شخصيات الفيلم. بن أفلك هو كرستيان وولف الذي يتمتع بموهبة ذهنية فريدة عندما يتعلق الأمر بالأرقام. لا عجب إذاً أنه يعمل محاسباً- لكن ليس كأي محاسب نعرفه، بل كواحد يتعامل مع مؤسسات مشبوهة تتاجر بالسلاح هنا وتغسل الأموال هناك. في الفيلم نسمع أسماء دول عديدة وشركات من الشرق والغرب وبلاد العرب. إنه شخصية مهمّـة وخطيرة لكنه لا يتصرّف أمام الناس على هذا النحو، بل يؤم مكتباً صغيراً للحسابات ويعالج شؤون الناس البسيطة أيضاً.
لكن وزارة الخزينة تعلم أنه مثل كتاب معلومات مشفّـر إذا ما تم توريطه والقبض عليه واستجوابه. كرستيان لا يترك مجالاً لأحد لكي يوقع به والمسؤول في تلك الوزارة (ج ك سيمونز) يلجأ لموظفة ذكية (سينثيا أداي روبنسون) لكي تساعده في الوصول إلى غريمه. لكن ما ينتظر الإثنين هو أكثر مما كانا يتوقعانه. كرستيان ليس مجرد ذهن وقّـاد ونابغة حسابات لا مثيل له، بل قاتل محترف أيضاً. لديه سوابق وهو في سبيل إضافة عمليات أخرى فوقها.
نراه يقبل عرضاً للعمل في مؤسسة ضخمة اكتشفت إختفاء 70 مليون دولار من حساباتها تساعده في ذلك إمرأة شابة (آنا كندريك) التي سرعان ما تجد نفسها مهددة بالقتل. كرستيان نفسه سيصبح مهدداً لكن لا خوف عليه فهو يجيد الدفاع عن نفسه.
الفيلم يسير صعداً بشبكته من الأسئلة اللغزية ثم يزيد الوضع صعوبة وتعقيداً عندما يلج إلى كنه علاقة كرستيان بماضيه، فهو وُلد بعضال عصبي يؤثر على سلوكه في الوقت الذي يمنحه طاقة كبيرة من التفكير. لجانبه شقيق من عمره اختار النأي بنفسه ما أثر على وضعه ايضاً. الأب المنتمي إلى تربية عسكرية قرر أن الطريقة الوحيدة لمعالجتهما معاً هو إرسالهما لتعلم فنون القتال الشرقية وهما ما زالا صغيران. حين كبرا تفرقا لكن النهاية تحمل مفاجأة لا يصح الإفصاح عنها هنا.
بينما يرتفع الفيلم ويختلف عن مستوى أفلام تشويق أخرى كثيرة، يخفق المخرج غافين أو كونور في الحفاظ على هذا الإختلاف حتى النهاية. كان يستطيع الحفاظ على بعض الحسنات في مشاهد النهاية لو أنه صاغ المواقف الأخيرة ببعض الحلول الفنية عوض الهرولة إلى مشاهد قتل من تلك التي تعلم نهاياتها. على ذلك، ينقذ بن أفلك الفيلم بأسره من خطر هزال إضافي بتمثيل جيد يكبت فيه عواطفه ويعكس حالته بأقل قدر من الكلمات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف استقبل هذا الفيلم: النقاد: √√ • الجمهور: √√√
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Jack Reacher: Never Go Back
جاك ريتشر: لا ترجع مطلقاً
★★★★★
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: إدوارد زويك Edward Zwick
الولايات المتحدة (2016) | ألوان (118 د)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشويق • لقاء آخر بين المخرج زويك والممثل توم كروز لا يثمر عن فيلم أفضل
• في العام 2012 قام توم كروز بإناج وبطولة فيلم عنوانه «جاك ريتشر» حول ذلك التحري ذو الخلفية العسكرية الذي عليه أن يكتشف قاتلاً هو بدوره مدرّب على القتل في المؤسسة العسكرية. الفيلم، الذي شارك في بطولته رواموند بايك، كان خير تقديم لمسلسل جديد يعزز به توم كروز حضوره الجماهيري، جنباً إلى جنب سلسلته الأخرى (والأقدم بالطبع) «مهمّـة: مستحيلة».
الآن، آن الأوان للجزء الثاني وتمت تسميته بـ «جاك ريتشر: لا ترجع مطلقاً» وتم إسناد إخراجه إلى إدوارد زويك الذي سبق له وأن أخرج من بطولة كروز أيضاً «الساموراي الأخير» سنة 2003. الجزآن مستوحيان من روايات الكاتب البوليسي لي تشايلد والقصّـة الحالية هي الرقم 18 في سلسلة جاك ريتشر المنشورة والتي تبلغ 20 رواية. لكن من ينظر إلى الفيلم سيتساءل إذا ما كان هذا الجزء الثاني قد يكون الأخير وبعده سيتم غلق هذا الملف وذلك لأن الفيلم، رغم قصّـة محبوكة، يتحامل على نفسه من مشهد لآخر ومن موقع تصوير لما بعده كما لو كان هو المصاب بطلقة في ساقه.
ريتشر (كروز) لم يكن يتوقع أن يجد أن المايجور سوزان تيرنر، التي تمسك زمام المكتب الذي كان يديره في المؤسسة العسكرية، متهمة بالتجسس ومتوقفة عن عملها. لا يرتاح للكابتن الذي أخبره النبأ، ولا يرتاح للسرية في تداوله. لم يكن التقى بتيرنر (تؤديها كوبي سملدرز) وكان يستطيع أن يصدّق ما قيل له ويمضي، لكنه يقرر أن المسألة ليست كما قيل له وعلى هذا الأساس يقرر إنقاذ تيرنر من الأسر، وتمضية باقي أحداث الفيلم وهما يحاولان البقاء حيين بعدما أرسلت الإدارة العسكرية قتلة مأجورين لم يفشلوا من قبل لكنهم سيفشلون الآن ولأول مرّة.
تنفيذ المهام الصعبة صار أصعب هذه الأيام، والفيلم يبحث عن كيفية تقديم مشاهد أكشن جديدة المعالجة علماً بأنه كان من الأجدى البحث عن أسلوب فني أساساً كون كل ما يمكن التطرّق إليه من مشاهد مداهمات ومشاهد مطاردات ومشاهد معارك تم عشرات المرات من قبل. لم يعد جديداً أن يفاجئ البطل غريمه من الخلف أو أن يفرغ المسدس من رصاصه في الوقت المناسب. الفصل الأخير (مطاردة فوق أسطح المباني خلال حفل كرنفالي) يحمل تشويقاً لكن الباقي يودعنا سرداً لا يتطلب أكثر من فعل المتابعة على أكثر تقدير.
ريتشر هنا بحاجة لإمرأة قوية مثل تيرنر تساعده وتحميه ويحميها ويتبادلان الخبرات. إنها قوية مثله وعنيدة مثله وتثور إذا ما نظر إليها كإمرأة. لكن الفيلم يحيطه بإثنين من الإناث. الأخرى هي فتاة في الخامسة عشر قد تكون إبنته وقد لا تكون. وأنت قد تهتم إذا ما كانت أو لا تهتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف استقبل هذا الفيلم: النقاد: √√ • الجمهور: √√
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Deepwater Horizon
ديبووتر هورايزون
★★★★★
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: بيتر بيرغ Peter Berg
الولايات المتحدة (2016) | ألوان (107 د)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشويق • أي كارثة هي الأهم: إنفجار محطة النفط البحرية أم الفيلم؟
• في العاشر من أبريل/ نيسان سنة 2010 وقعت كارثة تلوّث اعتبرت أكبر كارثة من نوعها في التاريخ الأميركي. محطة بترول بحرية تابعة للشركة البريطانية العملاقة BP إنفجرت بنفطها المستخرج من عمق المحيط في خليج المكسيك ما نتج عنه تلوث البحر ومقتل ثروته المائية والبرمائية على حد سواء إلى جانب مقتل إحدى عشر عاملاً في تلك المحطة التي حملت إسم «ديبووتر هورايزن».
في التاسع من مارس/ آذار، سنة 2011 تم شراء حقوق تحقيق شارك في كتابته ديفيد رود وستيفاني صول حول الحادثة ونشرته صحيفة «ذا نيويورك تايمز». وفي العام 2014 تم التواصل مع المخرج ج. س شاندور («كل شيء ضاع» من بين أخرى جيدة) لتحقيق هذا الفيلم لكن المخرج اصطدم برغبة شركة الإنتاج بتحقيق فيلم إثاري حول الموضوع. فيلم يحوّل الكارثة الحقيقية إلى إحتفاء بحد ذاته لكون ذلك، في العرف المتداول، الطريقة الصحيحة لإنجاز فيلم من هذا النوع.
بيتر بيرغ الذي سبق له وحقق «المملكة» (1977) و»هانكوك» (2008) و«سفينة حربية» (2012) من بين أخرى معتدلة الأهمية والقيمة، استلم المهمة. والآن بعد ست سنوات على الكارثة نشاهدها مرتسمة على الشاشة على نحو مزدوج: هو فيلم- كارثة عن حدث كارثي.
لدينا خبير الإلكترونيات مايك (مارك وولبرغ) الذي يستيقظ صباح اليوم الذي سيتوجه فيه إلى الحقل المائي. تلك الدقائق الخمسة تكاد تكون الدقائق الواقعية الوحيدة إذ يتحدّث لزوجته وإبنته ويتناول طعام الإفطار ثم يقبلهما وداعاً للتوجه إلى عمله على أن يلتقي بهما بعد ثلاثة أسابيع. لكن الفيلم من تلك النقطة وما بعد يهرول كما لو أن هناك عصا تلاحقه. نصف الساعة التالية هي ثرثرة متمادية جلها المعلومات التقنية والعلمية التي- بعد الكثير من الشرح- ما زالت مبهمة كون الحديث حولها وليس فيها. يقرر الفيلم هنا أن الصيانة هم مايك ورئيس المحطة جيمي (كيرت راسل) لكنها آخر هموم المندوب المشرف لشركة BP (جون مالكوفيتش).
بعد جدال حول هذا الموضوع يدخل مايك حجرته لإجراء اتصال عبر السكايبي مع زوجته ويقرر جيمي أخذ حمام في حجرته. في الوقت ذاته تبدأ مشاكل المحطة. لقطات لأجهزة لا تعمل وعقارب ساعاتها تهتز وصراخ ضاج من قبل الجميع يليه بدء تسرب النفط المفترض به أن يمر فقط عبر أنابيب محمية، ثم ذلك الإنفجار الذي يهز المحطة ويدمرها مشهداً بعد مشهد.
مايك، كونه بطل الواقعة هنا، كان مشغولاً بحديث لا يهم المشاهدين مع زوجته عندما بدأ يشعر بشيء غير عادي. ثم يكتشف أن كل ما حوله ليس عادياً عندما تهتز غرفته ويسمع دوياً هائلاً. ينطلق بعده ليدرك هول ما وقع ولينقذ العديد من الموظفين والعمال بمفرده.
هاك إذاً، فيلم عن مأساة نتج عنها مقتل 11 شخصاً لكن التركيز سينحصر في الشخص الناجي. مايك هو البطل رغم أنف المأساة وفي فيلم لا يثير التشويق بل الأعصاب. فيلم صوت مضج وصورة مهتزة وأحداث مزدحمة محشورة بينهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف استقبل هذا الفيلم: النقاد: √√√ • الجمهور: √√√
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
____________________________________________________________
©
كل الحقوق محفوظة للمؤلف بحكم قانون الملكية البريطانية
All rights are reserved by Mohammed Rouda
____________________________________________________________
1 comments:
السلام عليكم
معك محمد الجطيلي متابع لك من زمان
حبيت أشكرك على كل ما قدمته وتقدمه لقرائك وزوار المجله
حبيت اسأل عن رأيك بالأفلام هذي
Everybody Wants Some!!
Hell or High Water
Midnight Special
Hail, Caesar!
وما هي قائمتك لأفضل أفلام هالسنة الي شاهدت حتى الان .
وشكرا لك
Post a Comment