YEAR 1 | ISSUE 42
A Weekly Review of Films By Mohammed Rouda
FlashBack
Earth (1930)
فيلم المخرج الأوكراني ألكسندر دوڤشنكو، وعنوانه الروسي أقرب الى »التربة« من الأرض، هو أحد الأفلام السوفييتية التي انتشرت بعد الثورة حاملة مفاهيمها وموجهّة الى الفلاحين والطبقة العاملة في عُرف ايديولوجي. رغم وضعيّته، هذا أفضل أفلام المخرج الذي ولد سنة 1894 ومات عن 62 سنة في العام 1956
ــــــــــــ أفلام من مهرجان الدوحة/ ترايبِِكا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزمن الباقي | إيليا سليمان
***1/2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك منوالاً واحداً من السرد يجمع بين أفلام إيليا سليمان الروائية الطويلة الثلاث الى الآن: "سجل الإختفاء«، و»يد إلهية« (العنوان الذي اعتمده المخرج نفسه من بين بضعة عناوين أخرى إنتشرت) و»الزمن الباقي«. إنه منوال من يرغب في أن يراقب ما يدور أمامه. وهذا المراقب هو المخرج حيناً وحينا الكاميرا التي لا تخرج من نطاق ذاته ولو أنها تضع المشاهد مكانه. المشهد الذي يجلس فيه الرجال في المقهى في »سجل الإحتفاء« والمشهد الذي نرى فيه المخرج وصديقته يجلسان في سيّارة يرقبان الحاجز الإسرائيلي وما يقع عنده، ومشهد الشاب الذي يخرج من البيت لرمي الزبالة فتتبعه فوهة الدبّابة الإسرائيلية المتوقّفة عند الباب، كلها مُصمّمة كمزج بين »ما أراه أنا المخرج" و"ما يراه المشاهدون معي" والتصميم نفسه منفّذ بدراية مسرحية. كل ما يحدث في أفلامه يحدث على خشبة الحياة وأمام كاميرا غالباً بعيدة كبعد المشاهد في مقعده عن خشبة المسرح
أيضاً، وفي الوقت ذاته، كل ما نراه هو رؤية ذاتية. هنا في فيلمه الجديد ت تُواصل ما بدأته في الفيلم الأول وما بلورته في الفيلم الثاني. لكن »الزمن الباقي« على حسناته في هذه النواحي المختلفة، ينجز في النهاية مستوى من الطرح أقل مما ينبغي. شيء في النهاية لا يوجز كل ما مرّ او يبني عليه الكثير. المشاهد المنتقاة لكي تُخرج الفيلم من تواريخه المختلفة (بدءاً بحرب 1948) الى حيث يحيا المخرج في الآن المكاني والزماني لا تحبل بالعلاقة والملاحظات النقدية للإسرائيليين ليست بحدّة وجدّة تلك الواردة في فيلميه السابقين، خصوصاً »يد إلهية«٠
هناك بالطبع التعليقات. منذ المشهد الأول حين يركب إيليا سليمان سيارة التاكسي التي يقودها يهودي إسرائيلي يعمد المخرج الى طرح تعليقه الأول على شكل سؤال. ها هي السيارة ماضية في الطرقات قاصدة العنوان (الذي لا نسمعه) الذي طلب الراكب (سليمان) من السائق التوجّه اليه قادماً من المطار. الرعد والبرق والمطر يعصف والسائق يقرر إنه لم يُشاهد حالة كهذه وينتقل بين النظر الى خارج السيّارة وبين النظر في المرآة صوب راكبه الجالس في صمت (تَخاله، بسبب العتمة وملابس الراكب السوداء نوسفيراتو الذي سينقض على السائق في أي لحظة). بعد قليل يعلن السائق وقد أوقف السيارة في مكان يبدو منعزلاً (من حيث ما هو مُتاح النظر اليه بسبب عدم وجود لقطة للمكان ذاته) أنه ضاع. يسأل ثلاث مرّتين قبل أن الإختفاء التدريجي الى سواد: "أين أنا؟" ٠
قبل ذلك بفترة يطرح السائق أكثر من سؤال على راكبه متوقّعاً منه تعليقاً او محادثة، لكن ذاك يلتزم الصمت، لكن السؤال المطروح في نهاية ذلك المشهد، "أين أنا؟"، يشابه السؤال غير المطروح مرّتين في فيلم سليمان السابق »يد إلهية« حين توقف سائحة رجل أمن إسرائيلي يقود معتقلاً فلسطينياً في شاحنة صغيرة تسأله عن الإتجاه الصحيح. إنه لا يعرف. يستعين بالفلسطيني لكي يدلّه. الفارق، بالطبع، أن المشهد الأول يحمل تعليقاً مُضحكاً كما هو دالاً، بينما يحمل السؤال المطروح مباشرة من قِبل السائق في نهاية ذلك المشهد دلالاته بجدّية٠
بعد ذلك ينتقل الفيلم الى العام 1948 حين تتشرذم المقاومة العربية وتفقد فاعليّتها. محافظ مدينة الناصرة يوقّع ورقة يعلن فيها استسلام بلدته، لكن إبنه (صالح بكري إبن السينمائي محمد بكري) يواصل محاولاته القتالية فيُلقى القبض عليه ويواجه الإعدام. المشهد الأخير له: جنديان يحملانه مغشياً عليه ثم يلقيان به من على حافة الجبل. الكاميرا بعيدة جداً وفي بعدها أفضل تعبير عن مأساة. إنها أمر مختلف عما لو كان المشهد مُصمماً -كما يهوى البعض- بلقطات قريبة تعمل بمقتضى المونتاج وتظهر رجلاً مضروباً ورجلين ضاربين، ثم لقطات قريبة لحمل ورميه وربما لقطة لتُرى الجثّة وهي تهوي. إيليا سليمان يعرف كيف يختار لقطاته الدالّة من دون استنزاف لا للعمل ولا للمشاعر وهذا يتماشى مع أسلوبه القائم على مُشاهد يُشاهد ويصبح شاهداً٠
الى العام 1970 حيث إبن الراحل (زهير أبو حنّا) فتى صغير ناشيء على تمرّد أبيه. العهد عهد الرئيس جمال عبد الناصر والصبي متشرّب بمفردات ذلك الحين السياسية ويسمّي الولايات المتحدة بالدولة الإستعمارية فيُطرد من المدرسة. هذا ليُظهر تأثير الفترة على الناس واستجاباتهم العاطفية، لكن الفيلم سريعاً من بعد يُظهر طينة »الإستعمار« الإسرائيلي فالمدرسة التي يتعلّم فيها الصبي تلقّن الأناشيد الإسرائيلية وتبتلع الثقافة العربية لتمحيها. هناك أيضاً عرض »سبارتاكوس« [ستانلي كوبريك- 1960] طبعاً ليس من باب التعريف بالمخرج وعمله، بل من باب الإحتفاء بالمرجعية الصهيونية وسليمان يختار هنا لقطة تمثّل كيرك دوغلاس الذي كان من بين أكثر ممثلي هوليوود تأييداً لإسرائيل ونشأتها والفكرة الصهيونية كلها٠
تنتهي هذه المرحلة في أواخر السبعينات. الصبي صار شابّاً والسُلطات ترحله من فلسطين ولو أن الأسباب تبقى غامضة. هذا الى أن يعود الشاب وقد أصبح رجلاً في شكل إيليا سليمان حيث يتواصل الفيلم مع مشهد البداية. ها هو الرجل يصل الى البيت والمقهى ويحاول مواصلة ما انقطع. لديه والدته التي لا تزال تحن الى زوجها الغائب وتعيش في صمت يشابه صمت الرجل الدائم. لقطات جميلة تلك التي يقف فيها الرجل ناظراً الى والدته بكل رويّة وحنان وأخرى زاخرة بالحزن لها وهي على مشارف الموت. هنا يضرب الفيلم وتراً حسّاساً تتحدّث عنه أفلام فلسطينية (روائية وغير روائية) لكن قلّما تعبّر عنه: العائلة وما نزل بها من أثر ماحق بسبب غياب بعض أفرادها في ظل ظروف وتبعت الإحتلال٠
ما سبق هذا الفصل النهائي من الفيلم هو بناء لاستعراض الوطن والمجتمع مفككا ومهزوماً مع إستعادة مشاهد معيّنة (الرجل الذي يُلقي السلام مهووساً والجار الذي يهدد بإشعال النار في جسده الخ...) وما يلي الفصل النهائي هو وقوف المخرج في اللحظة الحالية حيث لا ندري الى أين سينطلق بعد اليوم٠
سليمان يعمد الى أسلوب التابلوهات المسرحية. هذا يأتي بالتواؤم مع أسلوب النظر الى ما يحدث، لكنه في الوقت ذاته، وهنا أكثر من أفلامه السابقة، يكشف عن تأثّر المخرج بالمسرح وطبيعته. عن تصميمه الحدث على خلفية وموقعه بعيد (لقطاته بعيدة او بعيدة جدّاً) تماماً كما هو موقع المتفرّج حين يكون جالساً وسط صالة المسرح او حتى الى الأمام قليلاً او الى الوراء. يعكس ذلك أيضاً عدم تجاوب المخرج مع الرغبة في تقديم فيلم مبني على وتيرة وبإيقاع دراميين تقليديين. ما يعرضه في أي من أفلامه، ليس حكاية بل موقفاً، وإذا ما كانت هناك قصّة فهي قصّة الحياة الفلسطينية تحت إبهام الوضع السياسي الضاغط. ضغط عبّر عنه في نهاية الفيلم الأول (والده ووالدته جالسين في المطبخ والقدرة تغلي). في الفيلم الثاني انتقل به الى البذرة التي تفجّر الدبابة (عوض مشهد لا يبقى طويلاً في البال لدبابة تلاحق المتحدّث على الهاتف) والفتاة التي تجيد الضرب والقتال وتطيح بمتدرّبين في قوى الأمن الإسرائيلي. هذا كله ليصل الى ضغط من نوع آخر. لقد انجلت الحياة (تلك التي خاضها سليمان داخل الفيلم وخارجه) عن خسائر جسيمة في الكنية الفلسطينية. كَبَس المحتلّ على أنفاس المقاومة وأسس ما أراد. لكن داخل نظرات سليمان الحزينة (وداخل الحزن الشامل للفيلم) هناك مقاومة. تعلم أن النَفَس، ممثلة بالفنان ذاته داخل الفيلم وخارجه، لا تستسلم. ومقاومتها رفضه الحديث الى سائق السيّارة ورغبته في التواصل مع بلدته من حيث تركها. الهزيمة التي يعاني منها فعلياً هي هزيمة الإنسان حيال الموت. تلك المشاهد الأخيرة بينه وبين أمّه تجسّد أن كل شيء قد يقع، باستثناء الموت إذ لا احتمالات فيه٠
فلسطين/ بلجيكا/ ايطاليا- 2009
إخراج وكتابة: إيليا سليمان
تمثيل: إيليا سليمان، صالح بكري، ليلى معمّر، ياسمين حج، طارق
قبطي، زهير أبو حنّا، شفيقة بجالي
Marc-Andre Batigne: تصوير (ألوان)٠
Veronique Lange: توليف (110 د)٠
إنتاج: ميشيل جنتيل، إيليا سليمان
شركات الإنتاج
Nazira Films/ France 3 Cinema (France) Artemis
Prods./ RTBF (Belgium) Bim Distribuzione (Italy).
ــــــــــــ مسلسل: افضل أفلام الوسترن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوسترن في الخمسينات - الجزء الثاني
في العدد الماضي قدّمت أفضل أفلام الوسترن التي تم إنتاجها سنة 1950 (او معظمها على الأقل). في هذا العدد انتقل الى انتاجات العام 1951
التقييم
الأفلام (حسب أهمية وجودة الفيلم معاً)٠
المخرجون: موقع المخرج من الوسترن. من طاريء او هامشي الى رئيسي وبالغ الأهمية.
1951
Across the Wide Missouri **** | عبر (نهر) ميسوري العريض
William A. Wellman **** | المخرج: وليام ولمَن
تمثيل: كلارك غايبل، ريكاردو مونتالبان، جون هودياك، أدولفي منجو٠
MGM ألوان- 93 د٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
The Ox-Bow Incident كان وليام ولمَن أخرج سنة 1943 فيلم حادثة أكسبو
وسترن رائع شكّل علامة فارقة بين اترابه إذ تحدّث عن اشتراك معظم أفراد بلدة في عملية شنق ثلاثة أبرياء اتهموا بأنهم قتلة. في هذا الفيلم، أراد ولمَن أن ينجز فيلماً بقوّة الفيلم السابق وبُعده، لكن شركة مترو أطاحت بطموحاته وقطعت من هذا الفيلم كما حلا لها ولم تعرضه الا بعد نجاح فيلم دلمر ديفز
Broken Arrow السهم المكسور
الذي تناولناه في العدد الماضي. في كليهما هناك معالجة لقضية الإختلاط العاطفي والجنسي بين أبيض وهندية. هنا يريد الفيلم عكس وجهتي نظر مخرجه ولمَن وكاتبه (جيمس فينمور كوبر) عبر تناول حباً بين
بين صائد الفرو كلارك غايبل والهندية ماريا إلينا ماركيز، يتابع باهتمام واضح تبدّل حياة حرّة ووثرية لهنود بلاكفوت في ولاية كولورادو نتيجة توسع البيض. بطل الفيلم ينظر بقلق الى هذه التحوّلات ويحزن لها. يصرف المخرج وقتاً متأنياً ليتابع فيه المكان ووحشته الجميلة في حضن تلك الطبيعة التي تنضوي. مثل »حادثة أكسبو«، يطرق المخرج مسائل أخلاقية جوهرية ويتعاطى مع دواخل شخصياته بإدراك وفهم. في النهاية تموت البطلة بسهم من ريكاردو مونتالبان الذي أعتبر ما فعله إنتقاماً من الرجل الأبيض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Across the Great Divide **** | عبر القاسم العظيم
Raoul Walsh ***** | المخرج: راوول وولش
تمثيل: كيرك دوغلاس، فرجينيا مايو، وولتر برانان٠
WB. ألوان - 88 د٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة تكاد تكون عادية لولا بعض حسنات الكتابة وتنفيذ راوول وولش الذي هو واحد من أعمدة سينما الوسترن. منفذ جيد يستطيع تحويل أي قصة الى ترفيه مثير ومتواصل شأن عدد من أترابه في تلك الفترة مثل ألان دوان، روبن ماموليان، هوارد هوكس، أندريه د توث. تتحدث القصة عن مارشال (كيرك دوغلاس في أول فيلم وسترن له) يعتقد إنه تسبب في موت والده ما يجعله يشعر بعقذة ذنب يستخدمها الفيلم خلال علاقته مع رجل في عمر أبيه (وولتر برينان العجوز دائماً) متهم بجريمة لم يرتكبها. دوغلاس ينقذ برينان من الشنق ثم يمضي به الى بلدة أخرى لكي تتم محاكمته. حين تقضي المحكمة هناك بأنه مذنب يقرر دوغلاس، وقد أيقن من براءة برينان، البحث عن القاتل الحقيقي وتقديمه الى العدالة قبل فوات الأوان. معظم الأحداث تقع على الطريق بين البلدتين ويستغلها وولش لمعالجة خشنة ومثيرة في ذات الوقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Distant Drums *** | الطبول البعيدة
Raoul Walsh **** | المخرج: راوول وولش
تمثيل: غاري كوبر، ماري ألدون، رتشارد وَب، راي تيل، آرثر
هنيكَت٠
Distant States Pictuers/ WB أبيض/ أسود - 101 د٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقل إبهاراً اليوم مما كان عليه حين تم إنتاجه كمادة سهلة للتسلية العابرة. هنود السيمينول في ولاية فلوريدا يواجهون القوّات البيضاء في تلك الأحراش والغابات الممتدة بمستنقعاتها وبركها المتحركة. ومهمة بطل الفيلم (كوبر) إنقاذ من يستطيع من أسر الهنود والتوجه بهم الى منطقة يساعدون فيها المستوطنين والجنود الدفاع عن نفسها. لا شيء أكثر من الحكاية التقليدية لولا أن وولش يضخ فيها تلك المشاهد الجميلة والمنفّذة جيّداً، بينما يعكس غاري كوبر روحاً مرحة حيناً وجادة حيناً. في الأصل كان »طبول بعيدة« فيلما حربياً أخرجه وولش بنفسه سنة 1945 بعنوان »الهدف بورما« وقرر هنا نقل شخصياته الى الغرب والعدو الياباني يصبح من هنود السيمينول. بالمناسبة أيضا، هنود السيمينول سكنوا ولاية فلوريدا (ولا يزال لهم وجود في وسطها) وعُرف عنهم، دون سواهم من الهنود، صداقتهم مع الرجل الأسود . كثيرون من الأفرو أميركيين لجأووا اليهم بحثاً عن الأمان من الرجل الأبيض بسبب تبعيات الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Fort Defiance *** | فورت دفيانس
John Rawlins *** | إخراج: جون رولينز
تمثيل: بن جونسون، دين كلارك، بيتر غريفس، ترايسي روبرتس
ٍVentura Films ألوان- 81 د٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيلم صغير برسالة جيدة من مخرج مجهول لدينا رغم مستوى أعماله الجيد. تقع الأحداث في البراري الموحشة. ما يزيدها وحشة أن أحد أبطال الفيلم أعمى. البطولة الفعلية لبن جونسون الذي يؤدي الشخصية الغربية طولا وعرضاً وعمقاً. إنه يبحث عن دَين كلارك الذي تسبب هروبه من المعركة خلال الحرب الأهلية في مقتل كل رجال جونسون. يلتقي بشقيق الهارب (غريفس) ليكتشف إنه أعمى. ثم يلتقي بكلارك وصديقه الشرس (تراسي) وفي وسط معركة بالأيدي بين جونسون وكلارك يظهر الهنود الحمر... التهديد الذي سيواكب رحلة الرجال الأربعة حتى نهاية الفيلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Man in the Saddle **** | رجل في الصهوة
Andre de Toth ***** | إخراج: أندريه د توث
تمثيل: راندولف سكوت، إلين درو، جوان لسلي، ألكسندر نوكس، رتشارد
روير، جون راسل، ألفونسو بوديا، كاميرون ميتشل.
Columbia أبيض/ أسود - 87 د٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راندولف سكوت كان من أكثر ممثلي أفلام الوسترن قابلية للتصديق وإمعاناً في الدور المرسوم له، ومن بين أفضلهم إن لم يكن أفضلهم. نقطة على السطر. في العام 1951 عندما مثّل هذا الفيلم كان سكوت الذي تمتع بقامة ممشوقة، أصبح في الثالثة والخمسين من عمره، لكنه يبدو هنا عشر سنوات أقل نحيفاَ، وسيماً ومحافظاً على حيويته. وفي أحد مشاهد الفيلم الحاسمة يَضرب ويُضرب ويقع ويوقع ويتدحرج تحت عواميد بيت ينهدم فوقه وفوق عدوّه (جون راسل) في تلك المعركة. ثم لاحقا ما يتدحرج وإياه فوق الأرض الصخرية لنحو مئة متر... كل هذا حقيقي ولا تقل لي مؤثرات خاصة ولا »دوبلير« ولا يمكن المخاطرة بالممثل حتى لا يتعطل التصوير.... هذه هي سينما الوسترن. إنه الفيلم الأول بين الممثل والمنتج هاري جو براون وأحد لقاءاته مع دي توث الذي يقدّم هنا أحد أفضل خمسة من أعماله. سكوت هنا يخسر صديقته لسلي لصالح الثري والفاسد نوكس الذي لا يرضى لسكوت أن يبقى في الجوار فيدبر له تهمة ويطرده من البلدة. تلتحق به إلين درو (واحدة من الممثلات المدمنات على الوسترن) حيث يلحق بهما صديقها جون راسل وتقع تلك المعركة. حين يعود راسل الى نوكس يقتله هذا معتقدا أن المرأة التي تشاجر مع سكوت من أجلها هي لسلي التي كانت هربت. المعركة الأخيرة تقع في البلدة والميزان لصالح سكوت حتى النهاية. لكن كل شيء بإقناع وبإثارة. يستفيد الفيلم من حبكة جيّدة جدّاً (مقتبسة عن قصّة لكاتب وسترن ممتاز هو إرنست هايكوكس) وتمثيل تجده فقط بين هذه الأسماء وفي هذه السينما: درو الناعمة بقوّة، راسل العملاق، ألفونسو بوديا، المكسيكي الخاطف للمشاهد وكاميرون ميتشل الذي ظهر لاحقا في مسلسل »بونانزا«. اما ألكسندر نوكس فإنه من المجرمين الذين تحب أن تكرههم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Rawhide **** | روهايد
Henry Hathaway **** | اخراج: هنري هاذاواي
تمثيل: تايرون باور، سوزان هايوورد، هيو مارلون، دين جاغر، جاك
إيلام، جورج تابياس، إدغار بوكانن٠
20th Century Fox أبيض/ أسود- 90 د٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يعلّق أحد آمالا كبيرة على قصة وسترن عادية حول عصابة تحتجز رهائن بإنتظار السطو على العربة المقبلة. لكن هنري هاذاواي، في أول وسترن له منذ تسعة عشر سنة، أحب الفكرة وأعجبته مسألة أن تايرون باور ليس بطل وسترن ولا يدعي، حسب شخصيته هنا، إنه ذلك. النتيجة واحد من تلك الأعمال المثيرة من أولها لآخرها يزيدها حدة أن جاك إيلام إنبرى لاعباً دور قاتل سادي مهووس يقطر شراً. توم (باور) يعمل في محطة عربات في أرض بعيدة ويستقبل عربة ركّاب تتوقف ليرتاح من فيها (وبينهم إمرأة جميلة هي سوزان هايوورد). بعد قليل من وصولها تهاجم عصابة شريرة المكان وتقتل رئيس المحطة (بوكانن) وتحتجز باور والمرأة (وطفلتها) في غرفة. عين جاك إيلام الصحيحة (الثانية عوراء) على المرأة ومسدسه جاهز ليقتل به حتى طفلتها الصغيرة إذا ما فقد ما تبقى من أعصابه. على باور أن يستخدم ذكاءه وليس عضلاته لإنقاذ نفسه والمرأة والطفل والعربة المقبلة التي ستصبح الضحية التالية. بعد ثلاثة أعوام سيعود هاذاواي لإخراج
Garden of Evil حديقة الشر
مع سوزان هايوورد أيضاً بالإضافة الى غاري كوبر ورتشارد ويدمارك٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Texas Rangers *** | تكساس رانجرز
Phil Karlson *** | إخراج: فل كارلسون
تمثيل: جورج مونتغمري، غيل ستورم، وليام بيشوب، إيان
مكدونالد، نواه بيري جونيور
Columbia ألوان- 75 د
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قليلون جداً يتذكرونه. جورج مونتغمري. لم يكن ممثلاً كبيراً ولا متمكناً من أي شيء بإستثناء أن يُظهر كم موهبته مصنوعة من أخشاب الغابات التي تدور فيها بعض أفلامه. هذا الفيلم الذي أخرجه كارلسون (شهرة أفضل في الستينات والسبعينات قبل أن تنطفأ مجدداً في الثمانينات) يدور حول ثلاثة من بوليس »تكساس رانجرز« (مونتغمري، إيان بيشوب ونواح بيري جونيور) يتخفّون في صورة خارجين على القانون لكي ينالوا من المجرم إيان ماكدونالد وعصابته. كارلسون يخرج الفيلم بما يناسبه من إدارة وقوّة، لكن مونتغمري يبدو مقروصاً معظم الوقت ولا يمنح الشاشة اي تشخيص حقيقي (رغم أن »تكساس رانجرز« كانوا حقيقيين). هذا غير الفيلم الذي أخرجه كينغ فيدور تحت العنوان نفسه (وبقصة مختلفة) سنة ٥٣٩١.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠
0 comments:
Post a Comment