ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
IN
FOCUS
دانيال كريغ كما يبدو في Skyfall، الفيلم 24 في سلسلة جيمس بوند. إخراج: سام مندس (American Beauty, Jarhead, Revolutionary Road).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين الأفلام
فيلم هاني أبو أسعد على الأبواب
|*| كما هو متوقّـع جرف «رجال في الأسود 3» أمامه الأفلام الصغيرة والكبيرة واحتل المركز الأول في عواصم عدّة. وبعث ذلك طمأنينة في أوصال الشركتين المنتجتين آمبلين (لصاحبها ستيفن سبيلبرغ) وكولمبيا (المُباعة منذ عقدين أو أكثر إلى صوني). وهو الأول هذا الأسبوع في عدد من العواصم العربية والأوروبية. رغم ذلك السؤال الذي يُحيط بالفيلم ليس كيف يمكن لفيلم ركيك أن يحتل الأولى، فقد سبقته إلى ذلك عشرات الأفلام، بل عما إذا كان سيستطيع تسجيل أرباح تبرره. حسب المبتسر من المعلومات المتوفّرة حوله فإن كلفة هذا الفيلم وصلت إلى 375 مليون دولار ما يعني أنه بحاجة إلى 750 مليون دولار على الأقل ليبدأ تسجيل أرباحه.
|*| مهما كان من أمر هذا الفيلم، فإنه سيلتقي، من حيث التوقيت مع فيلم أكشن صغير لم تزد تكلفته عن يوم عمل واحد من أيام «رجال في الأسود 3» إذ بلغت 15 مليون و500 ألف دولار. الفيلم خاص لأنه جديد مخرج فلسطيني يبذل ما في وسعه لإثبات أولويّته وحقّـه في السوق. إنه هاني أبو أسعد والفيلم بعنوان «الحمّـال». هاني إذا ما كان غاب عن أذهان البعض هو المخرج الذي أنجز «الجنّـة الآن» سنة 2007 فنال عليه ثلاث جوائز برلينية ثم جائزة أفضل سيناريو من "جوائز الفيلم الأوروبي« ثم خطف جائزة أفضل فيلم أجنبي من جمعية مراسلي هوليوود الأجانب المسمّـاة بالغولدن غلوب. وكاد أن ينال أوسكار أفضل فيلم أجنبي لولا أن الجائزة انتهت إلى يدي فيلم جنوب أفريقي بعنوان «تسوتسي». على ذلك استحسنه نقاد الولايات المتحدة المجتمعين تحت مظلّة "المجلس الوطني للنقد" فمنحوه جائزة أفضل فيلم أجنبي.
|*| كان فيلماً جيّداً بلا نزاع حول الدوافع التي تسوق الفلسطينيين لعمليات استشهادية من دون أن يصوّر الإسرائيلي كاريكاتورياً او ببغضاء. وفقط من باب الملاحظة، هو نال ما ناله من جوائز عالمية (14) بينما كان هناك مخرجون عرب يرمونه بالشتائم معتبرين نجاحه دلالة على أنه انصاع "لشروط الغرب"، ويعترفون- في الوقت نفسه- بأنهم لم يشاهدوا الفيلم لكنهم "واثقون" من ذلك. باطن كلامهم أنه لا يمكن لمخرج عربي أن يكون موهوباً، بل لكي يصل لابد أنه "باع نفسه" للغرب.
|*| هاني أبو أسعد اليوم يعود في فيلم أميركي بالكامل من بطولة ميكي رورك وجفري دين مورغن وليلي تايلور من بين آخرين. وأنا واثق من أنه لو كان الإختيار ممكناً لصنع فيلماً فلسطينياً آخر عوض تحقيق فيلم أكشن أميركي وذلك لأنني أعرف منه أنه قاوم ذلك لسبع سنوات فاصلة بين فيلميه. قال لي في مقهى في لوس أنجيليس في الوقت الذي كان «الجنّة الآن» لا يزال يحلّـق بين الجوائز: "استلمت ثلاثة عروض أميركية (وذكر المصادر) لكني متردد، إذ هي أفلام تشويق متشابهة". ربما كان «الحمّـال» (الذي يتحدّث عن حامل رسائل عليه إيصال طرد غامض) واحداً منها أو ربما لا. لكن المرء لا يسعه سوى التمنّي له بالنجاح ومواصلة العمل في أفلام أميركية او في سواها.
|*| أخيراً، إعلانان لافتان صدرا من هوليوود في يوم واحد: الفيلم المقبل لتوم كروز تم تغيير عنوانه من «طلقة واحدة» إلى «جاك ريتشر» على إسم الشخصية التي يؤديها توم كروز في هذا الأكشن (هل هو عنوان أفضل فعلاً؟). الثاني، أن الفيلم الفائز بسعفة "كان" الذهبية قبل أسبوع او نحوه، وهو «حب» لميشيل هنيكه، سيتم إطلاقه في كندا والولايات المتحدة في التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل. يبدو أنه سيكون مرشّحاً قوياً لأوسكار أفضل فيلم أجنبي أيضاً.
أفلام الأسبوع الجديدة
MEN IN BLACK III **
رجال في الأسود **
إخراج: باري سوننفلد
بطولة: ول سميث، تومي لي جونز، جوش برولين، إيما تومسون.
خيال علمي- الولايات المتحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع: الجزء الثالث من سلسلة حول منظّمة تتصدّى لمخلوقات فضائية تتخذ أشكالاً مختلفة. هنا ول سميث يعود في الزمن.
يقول المخرج باري سوننفلد في تصريحاته أنه لم تكن هناك مشاكل تُذكر خلال تصوير هذا الفيلم. ويقلل من شأن المتاعب التي تجلّت في سيناريو لم يكتمل حين اضطر صانعو الفيلم للبدء بتصويره، وفي إيقاف تصويره في عطله مفاجئة بحثاً عن حل لسيناريو تناوب عليه أربعة أشخاص ولا يزال على الشاشة يحمل قدراً من تلك المشاكل.
نحن، للمرّة الثالثة في حضرة منظّـمة حكومية سرّية. إنها سرّيـة إلى حد أن أفرادها معروفون بالحرف الأول فقط من أسمائهم. العميل ج هو ول سميث، وك هو تومي لي جونز وأو هي إيما تومسون فهل يعني ذلك أن عدد أعضائها هو 26 على عدد أحرف اللغة الإنكليزية؟ ماذا ستصنع لو كان هناك (ولابد أن يكون هناك) من بين الأعضاء من يبدأ أسمه بحرف مماثل؟ هل يسمونه O2 او O+؟
لكن ذلك لن يكون الشاغل الحقيقي، وسريعاً ما سنعتاد على التسليم بمثل هذه الزلّـة لأن هناك ما هو أكبر بدءاً من بداية ركيكة الصنع حول شخصية سمّاها الفيلم "بوريس- الحيوان" تهرب من سجن تم بناؤه فوق القمر ساعية العودة إلى الأرض لكي تنتقم من العميل K. الطريقة الوحيدة لإنقاذ هذا العميل هو قيام زميله J (سميث) بالسفر عبر الأزمنة إلى الأمس لكي يعمل مع العميل K حين كان ذلك أصغر سنّـاً (يقوم به الآن جوش برولين) على تغيير الأحداث بحيث يتم تجنيب الثاني المصير المحتوم. الحاصل، إذاً، أن واحداً من الإختلافات الرئيسية لهذا الفيلم عن سابقيه هو أننا لن نشاهد الكثير من تومي لي جونز وهو يؤدي البطولة بالتناصف مع سميث. في الماضي أمّن سميث الجانب الكوميدي بينما تجهّم جونز بنجاح لكي يؤمن الوجه الجاد دائماً. الآن لدينا سميث في الصدارة ودور تومي لي جونز منقسماً بينه وبين جوش برولين (اجتمعا سابقاً في فيلم الأخوين كووَن «لا بلد للمسنّين»). وجونز لا يزال يبدو منزعجاً. كان دائماً منزعجاً كجزء من شخصيّته، هو الآن كذلك ربما من مصير هذه الشخصية.
الجزء الأول من هذه الثلاثية (التي يبشّر هذا الفيلم بنهايتها عند هذا الحد) كان هزلاً محتملاً. الثاني كان إدعاءاً وتكلّفاً لصنع هزل محتمل. هذا الثالث يفتقر إلى جدّية هذه المحاولة وفاعليّتها. تلك الحوارات المؤطرة على شكل سهام صغيرة يتبادلها ك وج تأتي هناك باردة والمرح فارغ أكثر مما كان عليه سابقاً. جوش برولين ينقذ مهنة التمثيل في هذا الفيلم بينما يبقى سميث مائلاً للخفّة وتومي لي جونز مائلاً إلى شيء آخر، فهو مغطّى بطبقة من الماكياج لا تعرف معها إذا ما كان المقصود به أن يبدو أكبر سنّـاً او أصغر سنّا. وهو يلقي كلماته بطريقته التي مارسها في «اللاجيء» (أمام هاريسون فورد) مثلاً. حيث الكلمات مبتسرة ومنطوقة بأقل جهد ممكن إنما مع جهد آخر في ذلك الفيلم مما يريد القيام به هنا. هناك كومبيوتر ناطق في دواخل هؤلاء الممثلين والفيلم هو البرهان.
كل هذه النواقص مضروبة بثلاثة، بما أن الفيلم هو بالأبعاد المجسّـمة، وفوقها مؤثرات خاصّـة قديمة العهد وميزانية (يقال أنها وصلت إلى 375 مليون دولار) على الفيلم أن يبقى على القمّـة لباقي أشهر هذا العام من قبل أن يعوّضها. إذ ترى الفيلم تتساءل أين ذهبت تلك الملايين، ثم بعد قليل لا تكترث لأن تجد جواباً فهي أهدرت وراء طموحات أسندت لمخرج لا يستطيع الخروج من صندوق قدراته.
باري سوننفلد لم يكن في حياته مخرجاً ذا موهبة لامعة. هو مدير تصوير في الأساس انتقل إلى الإخراج وكان وصوله إلى هذا الميدان نكبة تحت عنوان «عائلة أدامز»، لكن وضعه تحسّـن قليلاً في Get Shorty قبل أن يتراجع في كل فيلم له بعد ذلك:
Men in Black, Wild Wild West, Men in Black II
DIRECTOR: Barry Sonnenfeld. CAST: Will Smith, Tommy Lee Jones, Josh Brolin, Jemaine Clement, Michael Stuhlbarg, Alice Eve, Bill Hader, David Rasche, Emma Thompson, Nicole Scherzinger.WRITER: Etan Cohen. SOURCE: Comics. BY: Lowell Cunningham. CINEMATOGRAPHER: Bill Pope. EDITOR: Don Zimmerman (104 mins). MUSIC: Danny Elfman. PRODUCTION DESIGNER: Bo Welch. PRODUCERS: Walter F. Parkes, Laurie MacDonald. PROD. COMPANY: Amblin/ Columbia Pictures (USA-2012)
Marley ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مارلي | كَڤن مكدونالد
تسجيلي - الولايات المتحدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع: تسجيلي عن حياة المغني بوب مارلي وإنجازاته الموسيقية وثقافته.
وزّع المخرج كَفن مكدونالد أعماله من منتصف التسعينات وإلى اليوم (أربعة عشر عملاً) بين غالبية تسجيلية وبضعة أفلام روائية. أشهر الأولى «آخر ملوك سكوتلاندا» (2006) و«حالة من اللعب» (2009). «مارلي» هو جديد أفلامه التسجيلية التي من بينها تفسيره القاصر لطبيعة العملية التي قام بها الفلسطينيون في ميونخ سنة 1972 ومسبباتها في «يوم واحد من سبتمبر» (1999) و«لمس الفراغ» (2003) عن رجلين تسلّـقا مرتفعات جبال سيولا غراندي في البيرو.
«مارلي» يختلف في وجوه عديدة كونه بيوغرافي مصوّر حول شخصية مشهورة في الموسيقا الشعبية المعروفة بـ Reggae والتي وردت من جامايكا وغزت الآذان المنصتة في حمى الثورة الثقافية في السبعينات، ثم عاشت إلى اليوم بفضل أساسي من تلك الشخصية، فمارلي، الذي توفّي سنة 1981 لا زال يحمل رصيداً زاخراً من النجاح بين هواة الموسيقا وبين محبّي موسيقا "الريغي" تحديداً.
يبدو «مارلي» الفيلم يدور ويبحث عن بوب مارلي- المغني كفكرة أكثر مما يبحث عنه كتقديم وكعرض فني. إنه عن العاطفة التي يكنّها الفيلم والذين عرفوا مارلي عن كثب في وقت واحد كما عن إلهامه ومصدره وفكره وإيمانه وكيف كوّن ذلك كله مارلي الذي سمعناه وسمعنا به. لكنه ليس عن حفلاته (ربما لأسباب تتعلّق بالحقوق) ما يعني أن الذين يصبون إلى فيلم يقدّم لهم المغني المعروف وهو يقف على المسرح سيصابون بخيبة أمل كون مثل هذه المشاهد محدودة جدّاً بالمقارنة مثلاً مع أفلام أخرى شوهدت عن مغنيين سابقين او حاضرين من مايكل جاكسون إلى جوني كاش ومن جوان باز إلى الرولينغ ستونز.
لكن مكدونالد يعوّض هذا التغييب بعملية بحث تشكل عصب هذا الفيلم التسجيلي ويعتمد الإحاطة بالمكان وتسجيل المقابلات مع الذين عرفوه ولا زالوا يريدون الحديث عنه (كثير منهم لم يسع أحد لمقابلتهم من قبل). الفيلم طويل (145 دقيقة) لأنه أراد أن يحوي على كل ما يستطيع الوصول إليه من مواد مؤفلمة سابقاً إلى جانب كل من يستطيع مقابلته من أقارب المغني الراحل ومعارفه. وهو يفعل ذلك لجانب عرض مقتطفات من تصريحات المغني حول نفسه ورسالته وأغانيه. ويؤطر كل ذلك بسياق عرض يتّـبع فيه تسلسلاً زمنياً تقليدياً. لا أستطيع القول أن الفيلم لا يبث قدراً من التململ، فداحة ذلك تختلف من مشاهد لم يسمع شيئاً من قبل عن مارلي او بصوته وبين آخر يعرفه. وعلى الرغم أن المادّة ثرية وشغوفة، الا أن المخرج يسردها بتفاصيل غير ضرورية، وحقيقة أن يلتزم بالعرض التاريخي سنة بعد سنة أحياناً يجعله غير قادر على توفير متعة فنيّة. فقط متعة حسّـية ومعلوماتية.
المادة ثرية، بحد ذاتها، وأحياناً ممعنة في التفكير في شأن موضوعها. تبحث ولو عابراً عن تاريخ «الريغي» وعن كيف استطاع مارلي، وآخرين من قبله، تحويلها الى «الريثم» الذي يراقص الملايين. إسهام مارلي في كل ذلك هو النعومة العاكسة لحب كبير للفكرة من وراء تلك الموسيقا يشمل طريقة عزفها وطريقته في العزف على الغيتار مع موازاة ذلك مع رقّـة وعطاء صوته.
وبالطبع هناك التعليق الإجتماعي الذي يصاحب الفيلم. ولادة المغني في تلك أكواخ الفقر في منطقة باريش في جامايكا حيث يفتقد الأحياء فيها إلى الملبس والمأكل والكهرباء. رغم ذلك حال عائلة مارلي كان أفضل قليلاً كما يكشف الفيلم فالأب أبيض (ولو في الستين من العمر حين وُلد مارلي سنة 1945) والأم سوداء (في الثامنة عشر من العمر) والأب كان لديه مالاً أكثر من سواه يصرفه على عائلته. تبعات تلك الخلفية والمحيط الإجتماعي العام لم تكن سقوط الفنان تحت عبئها بل يظهر الفيلم كيف استطاع التحليق فوقها ناقلاً رسالة حبّـه للناس على اختلاف أجناسهم وعناصرهم.
DIRECTOR: Kevin Macdonald. WRITER: Kevin Macdonald. CINEMATOGRAPHER: Alwin Küchler. EDITOR: Dan Gledenning (152 mins). PRODUCERS: Steve Bing, Charles Steel.. PROD. COMPANY: Magnolia Pictures (USA-2012)
1920: Bitwa Warszawska (1920: The Battle of Warsaw) ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1920: معركة وورسو | ييرزي هوفمن
حربي/ تاريخي - ب
الموضوع: في العام 1920 انتصر البولنديون على الروس في موقعة تم تقديمها في السينما ثلاث مرّات فقط من قبل.
يميل المخرج المخضرم ييرزي هوفمن للمواضيع التاريخية وهو قدّم سابقاً بضعة أفلام من هذا النوع، من بينها «كولونيل ڤولودجيوڤسكي»، عكس فيها حبّه للأفلام ذات النسيج التاريخي والحربي العريضين. الفرصة تتاح له هنا في فيلم حربي عن وقائع تاريخية في العام 1919 حينما غزت القوّات السوڤييتية الأراضي البولندية. الفيلم مروي بالأبعاد الثلاثة وبتمويل معظمه بولندي (لجانب محطة HBO الأميركية) من وجهة نظر البولنديين في صراع لم يسبق لنا أن شاهدناه على الشاشة الكبيرة. هذا لا يعني أن السينما البولندية لم تتطرّق إليه في السنوات التي تلت إنهيار النظام الشيوعي، لكن إذا ما فعلت فإن هذا الناقد لا علم له.
مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى نالت بولندا استقلالها لأول مرّة من العام 1795 لكن القوّات السوفيتية تهددهاالآن والضابط يان (بوريس شيك) واقع في حب المغنية أولا (أوربانسكا) ويتقدّم للزواج منها فتوافق. مباشرة بعد الزواج، تطلبه القيادة لتحمل أعباء مسؤوليته بعدما بلغها أن ستالين ولينين (يظهران على الشاشة وهما يتدارسان خطّة الغزو) يحضّران العدّة لضم بولندا إلى الحظيرة الشيوعية. المعركة الكبيرة تقع بعد ذلك لا محالة، وهذه ينتج عنها القبض على يان وإطلاق سراحه من قبل الروس ما يعزز الريبة في صدور البولنديين بأن يان خائن. لكن زوجته المخلصة، التي نراها تصد غايات قائد بولندي حاول استغلال الوضع لتحويلها إلى عشيقة، وصديقيه سامويل وأناتول يثبتان براءته. ذلك يحدث قرب النهاية بعدما تتمكّن القوّات البولندية من فك الشيفرات الروسية والقيام بهجوم مباغت عند حدود وورسو.
هناك مشاكل في الكتابة يقوم المخرج بتنفيذها كما هي. هناك الكم الكبير من الحوار الذي يريد أن يعوّض ما تستطيع، او ما يجب أن تستطيع الكاميرا، تصويره. وهناك ذلك المنحى لوصم الروس بما كانت الأفلام الهوليوودية تطبعه في الإذهان حينما كانت تقدّم الجندي الألماني على نحو نمطي، فهو بلا شخصية ولا قيمة وصورة مهزوزة عن رؤسائه لمجرد أنه جندي عدو. السوڤييت هنا هم أيضاً شخصيات كاريكاتورية ونمطية غير قابلة للتصديق وكان الفيلم سيستفيد سياسياً أكثر لو منحهم الموقع الشخصي الموازي عوض الإعتماد على السهل والتقليدي في هذه الناحية. المسألة كان يجب أن تكون أكثر من أخيار وأشرار، لكن هوفمن يفقد بوصلته هنا، كما يفقدها حينما يصوّر تلك المعارك التي يدفع بها، حسب تقارير، بألوف الكومبارس. الكاميرا فجأة في لقطات قريبة خانقة، بينما المعركة محتدمة والغاية هي تصويرها أكثر من تصوير شخوصها.
الفيلم يرتدي أسلوب عمل ينتمي إلى الأفلام الحربية الكلاسيكية (وهوفمن البالغ من العمر ثمانين سنة شاهد الكثير منها). والعمل يبقى مثيراً للمتابعة ولو أن أجزاءاً منه، تلك العاطفية، تقف على الحدود مع الميلودراما. ما ينقذه هنا هو التصاميم الفنية المعتنى بها، التصوير الجيّد، والتفاصيل المتعلّقة بالأجواء والأغاني التي توفّرها الممثلة أوربانسكا بنفسها. نصف الساعة الأولى أفضل من كل مراحل الفيلم اللاحقة فنياً وكتابياً، رغم ذلك فإن الجمهور البولندي أحب الفيلم بأسره.
DIRECTOR: Jerzy Hoffman. CAST: Borys Szyc, Natasza Urbanska, Daniel Olbrychski, Adam Ferency, Jerzy Bonczak, Ewa Wisniewska, Boguslaw Linda.WRITER: Jerzy Hofman, Jaroslaw Sokól. CINEMATOGRAPHER: Slamomir Idziak. EDITOR: Marcin Basthowski, Marek Dabrowski (115 mins). MUSIC: Krzesimir Debski. PRODUCTION DESIGNER: Andrzej Halinski. PRODUCERS: Jerzy R. Michaluk. PROD. COMPANY: Zodiak Jerzy Hoffman Film Prods (Poland- 2011).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © Mohammed Rouda 2008- 2012
0 comments:
Post a Comment