Year 7 | Issue 193
Godzilla
★★★✩✩
غودزيللا
يتوقف الفيلم عند كل المحطّـات العاطفية المطلوبة ليقدّم
خطاً إنسانياً ولو ساذجاً في بعض المواقف، لكنه لا يتهاون
حيال القيمة الترفيهية | محمد رُضــا
من بين كل من سعوا لتقليد ستيفن سبيلبرغ في أعماله التشويقية (Jaws, Jurassic Park على الأخص) المخرج غارث إدواردز هو أكثرهم إصابة للهدف. في حين أن رولاند إيميريش دائماً ما يشعرك بأنه يتذاكى وأن محاولاته التقدّم على سبيلبرغ في مجاله ينقصها الإيمان والثقة. إيميريش كان حقق سنة 1998 نسخته من «غودزيللا» فجاءت كرتونية وثقيلة الوطأ. مفتعلة الحجم والمواقف ولا تمت إلى الوحش البرمائي الذي نعرفه (بدا الوحش أقرب إلى سحلية ضخمة) والذي كان في بال اليابانيين الذين ابتكروه.
والمسألة ليست تفصيلية إذ يختلف الوحش المسمّى بـ «غودزيللا» (التحريف الأميركي من كلمة «كوجيرو» اليابانية) عن باقي الوحوش التي وطأت هذه الأرض. أولاً هو ليس دينوصوراً، ولا هو حوتاً، بل حيوان برمائي يعيش في أعماق البحر ساكناً هادئاً إلى أن أزعجوه من سباته بالقنابل النووية التي كانوا يجرون التجارب عليها في أعماق المحيط. ثانياً، هو ليس نتيجة غلطة في المختبر ولا هو قادم من كوكب بعيد لكي يدمّـر الأرض. هو مخلوق ضخم وُلد على هذا النحو ولو أنه من المحتمل أن يكون كبر أكثر بسبب الإشعاعات النووية.
إنطلق كوجيرو أول مرّة سنة 1954 عندما قام المخرج الياباني إيشيرو هوندا بتحقيق هذا الفيلم بتمويل من ستديو توهو الشهير. كانت مرّت تسع سنوات على إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاغي والمأساة لا زالت حاضرة. الفيلم الأول ذاك، طمح للتذكير بأن الوحش هو من تبعات القوّة النووية والأفلام اللاحقة، أكثر من ثلاثين إعادة واقتباس وجزء، كررت هذا المفاد في غالبيّـتها.
هنا لا يبتعد المخرج البريطاني إدواردز عن هذا الرديف السياسي: هناك تجارب نووية مع خطر إستخدامها من جديد لقتل الوحش الكبير الذي خرج من تحت سطح الماء ليدمّـر الإنسان وممتلكاته. لكنه لا ينشغل بها كثيراً أيضاً. يبقى الخيط المذكور موجوداً لكنه خيط نحيف لا ينوي التعثر به أو تركه يلتف حول العمل. وحسناً فعل. النسبة الترفيهية في هذا الفيلم تتجاوز مثيلاتها في الأفلام الضخمة الأخرى التي شوهدت مؤخراً.
يبدأ الفيلم بعائلة أميركية مؤلفة من الأب جو (برايان كرانستان) والأم (جولييت بينوش) والصبي فورد (سي جي أدامز). الزوجان يعملان في مختبر نووي قريب من مسكنهما وعندما تهتز المنطقة بفعل زلزال قوي يلتقط جو إشارات مختلفة لا علاقة لها بالزلزال. بفعل الإنفجارات، تموت زوجته في مشهد روعي فيه ذلك الحس الإنساني عندما لا يستطيع الزوج إنقاذ إمرأته من دون أن يعرض الآخرين (ناهيك عن نفسه) للخطر النووي.
عند هذه النقطة ننتقل خمسة عشر سنة الى الأمام وفورد الصغير صار فورد كبير (آرون جونسون) وهو يعود إلى اليابان لكي يطلب من والده الذي لا يزال تحت الصدمة العودة معه إلى مدينة سان فرانسيسكو. لكن الأب يمتنع. كان واثقاً من أن شيئاً ما في ذلك البحر والآن، مع عودة الإشارات الإلكترونية ذاتها، بات أكثر ثقة.
وما هي إلا بضع دقائق (وقبل مرور ساعة كاملة من الفيلم) حتى يخرج غودزيللا من البحر. كما شاهد الأب زوجته تموت، يشاهد الإبن والده يموت من دون أن يستطيع فعل شيء. في الوقت ذاته الدمار يحيق بالمكان في مشهد شمولي جيّـد. لكن السيناريو يخرج عن الخط قليلاً عندما يعرض كيف أن فورد كان واقفاً عند عربة مترو عندما انفصل صبي ياباني صغير عن والديه. قبل أن يتمكن من إعادته يدمر الوحش المكان لكن فورد ينجح في العودة إلى مركز إسعافات حيث، لا مفاجأة هنا، الوالدين يبحثان عن إبنيهما هناك.
أفلام غارث إدواردز المفضّـلة
1. King Kong | Ernest B. Schoedsack, Merian C. Cooper (1933)
2. Godzilla| Ishiro Honda (1954)
3. Them! | Gordon Douglas (1954)
4. An American Warewolf in London | John Landis (1981)
5 Day of the Triffids | Ken Hannam (1981)
في الفيلم مواقع عاطفية أهم وأفضل. اللعبة السبيلبيرغية هي إدخال مواقف من الحنان والحب بين العائلة وسعي من فيها للذود عن الآخر. غارث إدواردز يفعل ذلك. يتوقّـف عند كل المحطات العاطفية الممكنة، لكنه- وبجدارة- لا يبقى عند كل محطة لأكثر مما هو مطلوب لعرض حالة. ففورد متزوّج الآن ولديه طفل وزوجته (إليزابث أوسلن) في سان فرانسيسكو حيث يتّـجه غودزيللا في زيارة. ليس وحده، بل هناك، على نحو مفاجيء، وحشان من جنس واحد مختلف والمشاهد التي تجمع هذه الوحوش الثلاثة معاً رائعة. الوحشان الذكر والأنثى يهاجمان غودزيللا الذي، كما حال معظم أفلام غودزيللا السابقة (تحقيق عن أفلام غودزيللا هنا) لا يدافع عن نفسه فقط، بل عن المدينة.
إذا ما عدت إلى سلسلة سبيلبرغ من «جوراسيك بارك» التي أنتج أولها سنة 1993، تجد أن العمل التقني يداخله خيال غريب. حيوانات صغيرة تركض في الغابة. أخرى كبيرة تداهم وتلتهم. وأخرى تتصرّف بإستيحاء من خيال حدد سلوكياتها بسلوكيات كلب متوحش (المشهد الذي يقتحم فيه إثنان من تلك الوحوش المعمل حيث يختبيء طفلان). إدواردز لا يتجاوب كثيراً مع المؤثرات التفصيلية. في «جوراسيك بارك» يقدّم وحوشاً تبدو في بعض الأحيان كما لو كانت تمزح. هنا لا مجال للتمويه: وحوش هذا الفيلم جادة. لا تعترف بالجمهور الذي في الصالة.
يا ليت النواحي الدرامية على ذات القدر من النجاح. في حين أنجز إدواردز عملاً جيّـداً على صعيد أفلام الوحوش يخفق في الإتيان بشخصيات آدمية مثيرة للإهتمام. هناك جمود في الحوار ينتج عنه جمود في الأداء.
لكن كل النواحي التقنية رائعة تسبح موسيقا ألكسندر دسبلات مثل طائر الفينكس: تهدر حيناً وتميل إلى ما يشبه السكون حيناً آخر، لكنها- على عكس موسيقى جون وليامز مثلاً- لا تضع نفسها في حضن المشاهد لكي تصم أذنيه.
Director: Gareth Edwards
Cast: Aaron Johnson, Bryan Cranston, Elizabeth Olsen, Juliette Binoche,Ken Watanabe, David Strathairn.
Produced by: Thomas Tull, Brian Rogers, Jon Jashni, Dan Fellman, Mary Parent
Screenwriter: David Goyer, Max Borenstein, Frank Darabont
Camera: Seamus McGarvey (Color- Digital/ 3D)
Editor: Bod Ducsay.
Music: Alexandre Desplat
Prod. Companies: Legendry Pictures | Distributor: Warner [USA-2014].
X-Men: Days of Future Past
★★✩✩✩
رجال إكس: أيام الماضي المستقبل
مع بطل لديه سكاكين تصلح لتقطيع البصل وفرم البقدونس،
نعود إلى الماضي لتغيير ملامح المستقبل…لحظة! ماذا عن
الأجزاء الأخرى من هذه السلسلة؟ ألم تقع؟ | محمد رُضــا
للأسف لم تؤد الفضيحة التي نالت من سمعة المخرج برايان سينجر من الفيلم. نجح كما لو كان صاروخ أبوللو في عز أيام الصواريخ الفضائية. من ناحية من الجيّـد أن يكون الشأنان، الخاص والعام، منفصلين، لكن من ناحية أخرى فاتت الفرصة أن يكون «رجال إكس: أيام الماضي المستقبل» آخر تلك الحلقات التي بعثرت جهودها على تقديم شخصيات مظلومة لأنها مختلفة.
ودعني أوضح: المختلف هو أمر جيّـد. الشاذ هو أمر بذيء. هذه الشخصيات ليست فقط مختلفة بل شاذّة… هل تريد مثلاً الزواج من فتاة قد تطلق قدرتها فتحوّلك إلى جليد؟ أو هل تريد الفتاة أن تلتحق برجل قد يبلغ به الهوس حد حرقها وهما في سرير واحد؟
لكن في عالم يريد أن يحتفي بالشواذ فإن «رجال- إكس» كان دائماً حاضراً للإحتفاء. ومن الفيلم الأول (الذي أخرجه برايان سينجر قبل أربعة عشر سنة) وهناك ذلك التمرير بأن هذا النوع من الإختلاف مبارك وأن الحق على كل الطليان غير المختلفين حول العالم.
يبدأ الفيلم من نقطة مستقبلية بعيدة. العالم د. تراسك (بيتر دينكلايج) ابتكر وسيلة للتخلص من «المسخيين» (mutants) ومفادها صنع روبوتس مدرّبين لإبادتهم. ونفهم من مطلع الفيلم أن هذه الطريقة مجدية فها هو الإجتماع الذي يضم بعض الممسوخين، وبينهم العجوزان تشارلز (باتريك ستيوارت) وإريك (إيان مكيلين)، يعترف بذلك. لقد بلغ الأمر من الخطورة بحيث أن هذا الإجتماع يُـعقد في الصين! والطريقة الوحيدة لإعادة ميزان القوى هو توجيه رجل السكاكين وولفرين (هيو جاكمان) للعودة إلى السبعينات لتغيير مجرى الأحداث هناك يلتقي وولفرين بنفسه شابّـاً وكذلك بباقي أعضاء المجموعة.
الأجزاء السابقة بلمحة
1. X-Men | Bryan Singer (2000) **
2. X 2 | Bryan Singer (2003) **
3. X-Men: The Last Stand| Brett Ratner (2006) *
4. X-Men Origins: Wolverine| Gavin Hood (2009) **
5. X-Men:First Class | Matthew Vaughn (2001) ***
6. The Wolverine | James Mangold (2013) ***
فجأة صار لدينا ثمانية عشر شخصية كل منها يبحث عن مساحة في الفيلم ويقدّم إستعراضاً لتخصصه. وبما أنه ليس هناك مجالاً ممكناً للمساواة بين هذه الشخصيات ومنح كل منها القسط المماثل من الأوكسجين للشخصية الأخرى، فإن بعضها مضطر لأن يمر مرور الكرام، لعلك لا تنساه قبل أن ينتهي الفيلم.
صار لدينا أيضاً إمكانية التدخل في مجرى أحداث تمّـت بالأمس لكي يتغيّـر الحاضر. وعلاوة على ذلك، نحن أمام نسخة من سلسلة «كوكب القردة» التي يحاربها البشر فتثور. ربما في الفيلم المقبل من «كوكب القردة»، وعلى سبيل المقايضة، سنجد أن القردة عادوا إلى الماضي أيضاً لإعادة ترتيب البيت كما الحال هنا.
سلسلة «كوكب القردة» ليست الوحيدة التي تخطر على البال. من شاهد الفيلم الصامت لفريتز لانغ «ميتروبوليس» (1927) يمكن أن يلحظ كيف سطا المخرج هنا على مشاهد معيّـنة من ذلك الفيلم (تحديداً المشهد الذي نرى فيه الممسوخون هنا تمشي في صفوف بين حرس المعسكر الذي وُضعوا فيه).
يبني الفيلم بعض جوهره على أن العديد من الممسوخين قُـتلوا خلال الأعوام التي سبقت الدقائق الخمسة عشر الأولى من الفيلم ما يدفعني للتساؤل عن كيف أننا لم نخسر أي من الشخصيات الرئيسية أو أن "نظام الطبقات" ممارس بين الشواذ أيضاً؟
أحد هؤلاء الباقين هو وولفرين كما يؤديه هيو جاكمان الذي يظهر بتصفيف شعر يجعله يبدو كما لو أنه سار على رأسه مسافات طويلة. وكما نعلم "موهبة" جاكمان هي إستخراج نصول حادة من داخل يديه. يا لها من "موهبة". تستطيع أن تقول لي أن سوبرمان يطير وأن سبايدرمان يستطيع أن يوقف قطاراً بخيوطه (العنكبوتية على ضعفها) لكن كيف يمكن لسكاكين طويلة الدخول والخروج من داخل اليد؟ هل هناك زر أمان يجعلها لا تنفلت من داخل اليد خطأ؟ ألا تقطع اللحم والعظم عندما تدخل داخل اليدين؟ وهل يستخدمها وولفرين لقطع البصل وفرم البقدونس وصنع السلطة؟
المشكلة التي لا يكترث الفيلم لها هي التالية: إذا ما عاد الفيلم إلى الوراء ليغيّـر المستقبل، ألا يعني أن كل الحكايات التي وردت في الأجزاء الأخرى لم تقع؟ ألا يعني ذلك إلغاؤها؟ وإذا ما كان الأمر كذلك كيف نبرر أحداثها؟
Director: Brian Singer
Cast: Hugh Jackman, James McAvoy, Micahel Fassbender, Jennifer Lawrence, Ian McKellen, Patric Stewart, Halle Berry..
Produced by: Lauren Shuler Donner, Bryan Singer, Simon Kinberg, Hutch Parker.
Screenwriter: Simon Kinberg
Camera: Newton Thomas Sigel (Color- Digital/ 3D)
Editor: John Ottman (131 min).
Music: John Ottman
Prod. Companies: 20th Century Fox/ Marvel Entertainment | Distributor: 20th Century Fox [USA-2014].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2014
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments:
Post a Comment