أوديسا عراقية | The Judge | The Look of Silence | Shadow of the Vampire | Anna Karenina


العدد 203 | السنة 8 | رئيس التحرير: محمد رُضــا
  أفلام 2014 
*: رديء | **: وسط | ***: جيد | ****: ممتاز | *****: تحفة

 أفلام   2014         
أوديسا عراقية | وثائقي من المخرج العراقي سمير ينبش في تاريخه وتاريخ العراق الحديث 
نظرة الصمت (The Look of Silenc)  | تسجيلي حول المذابح الإندونيسية التي ما زال الغبار يطمرها لكي تُــنسى.
القاضي (The Judge) | روبرت داوني جونيور بلا رداء واق هذه المرّة في فيلم بلا هدف
 آنا كارنينا (Anna Karenina) | ميسر المسكي يكتب عن كلاسيكية حديثة من جو رايت
 ظل مصاص الدماء  (Shadow of the Vampire) | مهنـد النابلسي يعيد اكتشاف فيلم رعب مهجور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوديسا عراقية   
★★★✩✩
إخراج: سمير 
إنتاج:  عراق، سويسرا
النوع: وثائقي | تاريخ شخصي وسياسي [2014- 162 دقيقة]
مهرجانات: تورنتو، ريو دي جنيرو، أبوظبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجربة قاسية يرويها المخرج العراقي سمير
على جانبيها الشخصي والعام. يروي ويكثر
من الروي


يعجبك في هذا الفيلم ذلك البذل الكبير والدقيق الذي صرفه المخرج سمير لتحقيق هذا العمل، تأليفاً وتشكيلاً وكجمع للمعلومات ثم لتنفيذ هذا الكم الكبير من الساعات المصوّرة سواء أكانت مقابلات أو لقطات إضافية خاصّـة بالفيلم ثم مزجها (بتوليف جيّـد أشرفت عليه صوفي برونر) بالمواد الوثائقية المستخدمة بدقة لا يعيبها سوى عدم قدرته على التخلّـص من نصف ساعة أو نحوها رغم أنه الإمكانية متوفرة.
تسأل نفسك عن الغاية. ليس أنها ليست موجودة، وليس فيها ما يبررها، بل لما تحتويه من خضم كبير من المعلومات الشخصية والتاريخية العامّـة: هل أراد المخرج الحديث عن نفسه أساساً؟ الحديث عن تجربة أقاربه أساساً؟ أم الحديث عن تجربة العراقيين في أزمنة متداولة؟ أم كل ذلك معاً؟ 
بما أن كل هذه متوفّـرة فإنه من المفهوم والمقبول أن يتّـسع الفيلم لساعات من العرض تحتوي على مناهج مختلفة تدخل ضمن توثيق التجربة. فهو مقابلات، وهو شرائط وثائقية من مصادر أرشيفية، وهو تصوير حي لمشاهد مضافة. هو تسجيلي بمعنى أنه يسجل لمن يقابلهم مع قدر من إتاحة الفرصة للتعرّف على حياتهم الحاضرة، ولكنه وثائقي الهدف والتسديد، وفي ذلك هو مزيج من فيلم منزلي كبير وبيد محترف وكشف للمشاهدين عموماً عن حياة العراقي في مراحل القمع المتوالية التي عاشها (ولا يزال).
ينطلق سمير (أسمه الكامل سمير جمال الدين) من التعريف بأقاربه المنتشرين حول العالم: ستة أعمام، عشرون أولاد عم وخمسة أشقاء وهو يختص بمتابعة ما حدث لخمسة من أقاربه الذين تركوا العراق على مراحل وكل إلى بلاد مختلفة حول العالم. 
في كشفه لما حدث لأفراد العائلة وأقاربها يتابع المخرج بمقابلاته كل ما يجسد الحرمان والتشتت والإحباط الذي أصابه ومن يستطلعهم ويقابلهم أمام الكاميرا. وهو إذ يفعل ذلك يفتح دفاتر الجميع وتواريخهم الخاصّـة فإذا بالمشاهد أمام حشد من الشخصيات التي تعاطت والسياسة على نحو حثيث ما عرّضهم لنقمة المسؤولين في العراق و-أحياناً- خارجه. في غمار ذلك يكشف عن تجارب إنسانية متواصلة مؤلمة ولو أن المخرج لا يسعى، تحديداً، لمعالجة عاطفية.  يسبر المخرج غور التاريخ العراقي الحديث من أيام الإحتلال البريطاني إلى نهاية النظام البعثي. وفي حين أنه ينتقد غياب الحريّـة والنزعة للسُـلطة وغياب الديمقراطية في كل العهود إلا أنه يسدد لنظام صدّام حسين أكثر نقده وما يعرضه من أسباب (وصور) تستدعي الموافقة على ذلك النقد. 
تعليق المخرج واف وهاديء. إطارات لقطاته الثابتة محددة وهناك مسافة جيّـدة لكي تلتهم عين المشاهد حركة اليدين من دون أن تبتعد عن الوجه. 
في المقابل على المخرج الإعتراف بأنه أطول مما يجب بنحو ثلث ساعة على الأقل. في نصف الساعة الأخيرة، هناك انتقالات أمامية ثم عودة إلى مرحلة كان البحث تم فيها أو إلى شخصية أنهت ما قالته وها هو يطلبها أن تعيد. ماذا لو أنه ألغى معظم ما ورد في ثلث الساعة الأخيرة بعدما وصل إلى مرحلة حرب الخليج بما أنها قريبة يعرفها كل الناس؟ 
كذلك فإن الكلمات المكتوبة عربياً وإنكليزياً (ودائماً بطريقة الظهور نفسها) تتكرر وتظهر على نحو شبه متواصل إحتاج إليها المشاهد أو لم يحتج. بذلك التكرار تفقد قيمتها خلال دقائق محدودة. تظهر وتختفي من دون أن يكترث المرء لقراءتها بعد الدقائق العشر الأولى أو نحوها.


 نظرة الصمت   •  The Look of Silence    
★★✩✩✩

إخراج: جوشوا أوبنهايمر Joshua Oppenheimer 
إنتاج:  دنمارك، فنلاند، إندونيسيا
النوع:  تسجيلي | أحداث واقعة [2014- 99 دقيقة]
مهرجانات: ڤينسيا، توليورايد، تورنتو، زيورخ، أبوظبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعود جوشوا أوبنهايمر إلى إندونيسيا التي قدّم فيها
فيلمه التسجيلي السابق «فعل القتل»، لكنها عودة
ناقصة كما كان فيلمه الأول ناقصاً أيضاً.


على الرغم أن مقترعي الأوسكار من أعضاء أكاديمية العلوم والفنون لم يتوّجوا نجاحات المخرج أوبنهايمر فلم يمنحوا فيلمه «فعل القتل» The Act of Killing أوسكار أفضل فيلم تسجيلي، إلا أن ذلك الفيلم جال وصال وحظى بتقدير كاسح من آراء النقاد وبجوائز من مهرجانات عدّة. لابد، والحال هذه، أن يعود أوبنهايمر إلى الموضوع ذاته: الوضع الذي نشب عقب قيام العسكر بإنقلابهم الفاشي في إندونيسيا سنة 1965 وكيف فتحوا باب جهنّـم على المثقفين واليساريين والليبراليين المطالبين بالديمقراطية وأطلقوا عليهم أسم «شيوعيون». مليون قتيل، تقول بعض الإحصاءات ولا تختلف الأخرى كثيراً، سقطوا ضحية هذا الهجوم الكاسح على الحريّـات العامة بعدما قامت الحكومة العسكرية بتبني عصابات وتركتها تعمل على اعتقال العزّل المتهمين بأنهم شيوعيين والفتك بهم.
ألوان الفتك مختلفة عرّفنا عليها جوشوا أوبنهايمر في فيلمه السابق ويقدّم ألوانا أخرى منها هنا. هناك تقطيع الجثة وهي حيّـة، ذبحها من الوريد للوريد، قطع أعضائها التناسلية وفي بعض الحالات شرب دمائها. أشياء كهذه تذكّـرنا بجرائم الفاشية الدينية الحديثة، وتسبقها. لكنها على الشاشة تثير التقزز وهو ما يطلبه المخرج منها. 
الفيلم الجديد تكملة للموضوع، لكنه ليس تكملة للشخصيات. الفيلم السابق عمد إلى الطلب من سفاكي الدماء وزعماء بعض العصابات تمثيل جرائمهم ووظّـف ذلك من دون إكتراث للضحية. بعض النقاد، ومعهم حق، وصفوا الفيلم بأنه بدا كما لو كان اكتفاؤه بتصوير هؤلاء المجرمين موافقة ضمنية صامتة. فهو لم يشر في ذلك الفيلم إلى الضحايا كثيراً، بل ترك الجلادين يتحدّثون عن أعمالهم كما لو كانوا يتذكرون أحلى قصص الحب التي عاشوها.
هنا يلاحق الجانب الآخر، جانب الضحايا. لكن قبل الإنتقال وراءه لهذا الجانب، لابد من القول أن تقديم الضحية هنا لا يغفر له تجنّـب البحث عنها وتقديم معاناتها في الفيلم السابق. طالما أن أوبنهايمر يقول أن هذا الفيلم ليس تكملة للفيلم السابق وليس جزءاً ثانياً، فهو مسؤول عن غياب الموقف الصحيح في الفيلم السابق، ذاك الذي انتهى بأحد المجرمين وهو يبكي كما لو أنه فاق نادماً على جرائمه. تصوير الفيلم لذلك الموقف يعني قبوله هو مبدأ الغفران نيابة عن الضحايا وتعميم رسالة مفادها أن دموع الندم تستطيع أن تغسل الدم المراق.
هنا يوفّر الفرصة أمام رجل قتل السفّـاكون شقيقه وقطّـعوه في مكان بالقرب من النهر (الذي امتنع الناس عن الصيد فيه لكثرة الجثث التي رميت فيه والتي تناولتها الأسماك، كما يقول). في مثال هذا الرجل فإن المجرمين اللذين قاما بذبح شقيقه والتمثيل فيه ينتميان إلى واحدة من تلك العصابات التي تم إستئجارها. وهما يمثلان (من دون دموع في النهاية) الجريمة ويصلّـح كل للآخر إذا ما نسى ذلك الآخر تفصيلة.
هناك مواقف كثيرة يفضّـل فيها المعدِمون (هذين وآخرين) عدم الإجابة أو التذكير بأن موعد الزيارة انتهى، أو قيام الإبن بانتقاد صانعي الفيلم لإعادتهم الكشف عن ماض مطمور. وذلك الزنديق الذي اتهم شقيق المقتول ذبحاً بأنه شيوعي مثله. حجّـة الرجل الساعي لمقابلة قتلة أخيه وآخرين من لونهم تصبح ضعيفة عندما يطالبه البعض بأن يغفر وينسى وبذلك تصبح حجة الفيلم أيضاً.
أشك في أن المخرج يكترث لأحد الجانبين بقدر إكتراثه لاستثمار المسألة لنجاح مادي ونوعي. وفنياً، هناك مشهد واحد جدير بالذكر وهو لشاحنة تشق طريق ترابياً في عتمة الليل. باقي المشاهد هي استرسال صوري يتراوح بين تصوير المقابلة مباشرة وتصويرها مبثوثة على «المونيتور». العشق النقدي لهذا الفيلم مثل رغبة إقتناء ابتكار جديد (الهواتف الذكية)، قائم على التقليد والإكتفاء بما تم تقديمه لإظهار وحشية الإنسان ضد الإنسان (وكلاهما مسلم). لكن الفيلم أبعد ما يكون عن البحث في الفترة وظروفها وأبعد من ذلك عن نقد الفاشية والتطرّف والقمع أو فتح صفحات جديدة لمعرفة حقائق التاريخ على الأقل.



 القاضي   •  The Judge    
★★✩✩✩

إخراج: ديڤيد دوبكِـن    David Dobkin 
إنتاج:  الولايات المتحدة
النوع:  دراما محاكم | [2014- 142 دقيقة]
عروض: دولية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 القضية المرفوعة ليست إذا ما ارتكب الأب جناية القتل
عمداً، بل إذا ما انتحر روبرت داوني جونيور عندما اختار
أن يمثل دور الطاووس.  

حالة غريبة تنتاب فيلم «القاضي»، الفيلم الذي أراد المخرج ديڤيد دوبكن العبور به من نطاق الأفلام الكوميدية والخفيفة إلى نطاق الدراميات الإجتماعية: كلما أراد المخرج بث شيء كشعور سام ووجداني نبيل، كسره في النهاية بحركة لا معنى لها تقلل من وقع وقيمة المشهد أساساً. هذا يحدث في مشهدين على الأقل. الأول عندما يركب بطله (روبرت داوني جونيور) الدراجة الهوائية ويفتح ذراعيه مستقبلاً نسيم الطبيعة ليسقط عن الدراجة فجأة، والثاني عندما يدخل داوني على والده العجوز في الحمّـام ليساعده وقد سقط أرضاً ووسّـخ بدنه على نحو استدعى من الإبن غسله. هنا ينتهي هذا المشهد، الذي حاول أن يكون نوعاً من التصالح بين الإثنين، بإبنة داوني وهي تطرق الباب تريد الدخول فيتحوّل المشهد إلى كوميديا تطيح بما سبق.
لكن الحقيقة الأكبر هي أن الفيلم لا يعرف وجهة نظر محددة فيما يعرضه وكلما قدّم مشهداً من شأنه إلى يقود إلى مرحلة جديدة، انكفأ عنه ليعيد المسألة إلى نقطة البداية. هذا يتّـضح أكثر ما يتّـضح في المشاهد التي تجمع بين الأب القاضي وإبنه المحامي. بعد فتور في العلاقات وتجنّـب التواصل، يبتكر المخرج وكاتبيه نك شنيك وبيل دوبوك، مشهدا يقرّب بين هاتين الشخصيتين ويبث بعض الحرارة بينهما. ثم يعود فيقدم مشهد نزاع آخر ومشهد تقارب آخر وهكذا من دون أن يكون في الحكاية ما يستدعي الخلاف الذي يعود الفيلم إلى كل حين.  
«القاضي» فيلم هش في معظمه، والمخرج دوبكين لا يستطيع العمل من دون أن يميل إلى ما يناقض أفكاره الرئيسة حول ما يريد بالفعل معالجته في فيلمه هذا. لا أتحدّث عن أن داوني يظهر في المشاهد المتناوبة لحظة بشنب ولحظة بلا شنب (أليس هذا غريباً؟) ولا عن بداية عابثة له وهو يبول على مدع عام (بينما من المفترض به أن يكون أحد أفضل محامي نيويورك)، بل عن المعالجة ذاتها وسهولة تضييع الفرصة تلو الفرصة دالفاً من باب معالجة دراما عائلية إلى باب دراميات المحاكم ومنهما إلى مناطق طرية تلتقط من الكليشيهات المعتادة قدراً لا بأس به.
حكاية هانك بالمر (داوني جونيور) المحامي الذي لم يخسر قضيّـة بعد والمتزوّج من إمرأة إكتشف خيانتها. ذات يوم يستلم رسالة هاتفية بأن أمّـه ماتت. ينطلق إلى بلدة والدته الصغيرة في ولاية إنديانا ليحضر الجنازة. والده القاضي جوزف بالمر (روبرت دوفال) يزدرأ حضوره فالرجل لم يكترث لزيارة العائلة منذ سنوات بعيدة. وهناك ثلاثة مشاهد على الأقل يتداول فيها الإثنان نقد الواحد للآخر. الأب يتهم إبنه بأنه كان نبتة غير مسؤولة منذ شبابه وأنه إذ غادر البلدة قطع علاقته بالجميع والإبن يتهم أبيه بأنه كان السبب في هجرته فهو شعر دوماً بقسوته عليه. على ذلك يرد الأب بأن قسوته هي ما صنعت منه الرجل الماثل الآن.
سمعنا هذا الكلام في أفلام كثيرة (كثيرة جدّاً)  والفيلم، في محيط حكايته (القاضي سيصبح متهماً بقتل متعمّـد وإبنه المحامي سيدافع عنه) لا يأتي بجديد. لكن كان بإمكان هذا «اللا جديد» أن يثمر عن فيلم أفضل خصوصاً وأن المشاهد التي تقع في المحكمة مكتوبة جيّـداً ومنفّذة بدراية وحكمة. 
ما ينسف الجهد ليس فقط رغبة المخرج في عدم السعي لتقديم فيلم جاد على طول الخط، ولا التغلّـب على منوال سخيف أراد له أن يثمر عن ضحكات قليلة (أوساخ الحمّـام، التبويل على رجل آخر) بل عدم توظيف الممثلين في شخصيات جيّـدة التأليف.
داوني يمثل للكاميرا وليس للفيلم. تتابع حركات يديه وتوتر عينيه وتدرك أنه لا يجد في الشخصية ما يثير حماسه لأن يوغل فيها على النحو الصحيح. يبقى على السطح مدّعياً أنه في العمق. يمثل على نحو طاووسي «يفرش» ريشه لكي ينال الإعجاب. هذا أسوأ ظهور له في فيلم خارج شخصيّتيه في «شرلوك هولمز» و«آيرون مان» وبذكرهما هو استكمال لرداءتهما.
في المقابل، هناك مدرسة في أداء روبرت دوفال وبيلي بوب ثورنتون (دور مدعي عام آخر غير الأول الذي بوّل داوني عليه). حاول الإنتاج استثمار وجود داوني (وهذا مشروع) لكن داوني هو الذي لم يحاول استثمار فرصته في تقديم ما هو بعيد عن شخصياته الكرتونية في أفلامه المسلسلة. والمخرج أضعف من أن يفرض رأياً. لعله اعتقد أنه يستطيع أن يطفو على السطح في كل الأحوال.
التصوير من عند يانوش كامينسكي الذي يسيء إضاءة كل المشاهد الداخلية لكنه يصر على محاولة تنويع مصادر الضوء فيوزع أشعة الشمس من نوافذ متقابلة كما لو أن الشمس تشرق وتغرب في وقت واحد.
يلفت الإنتباه أيضاً إلى أنه لا وجود لأي شبه بين الأب وأولاده الثلاث، ولا بين أي من أولاده الثلاث أيضاً. أحياناً ما تختلف الملامح، لكنها لن تختلف في كل شيء. تبقى في حدود العينين أو الأنف أو لون البشرة، لكن ما لدينا هو روبرت دوفال وروبرت داوني (وجه كبير، وجه صغير) وشقيق داوني الأكبر (فنسنت د أونوفرو) الذي يبدو كما لو أنه قادم من جينيات أخرى، والإبن المتخلّـف عقلياً (جيريمي سترونغ) الذي- لجانب أن لا دور فعلياً له- داكن البشرة وكبير الأنف… لا عجب أن هذه الأسرة لا تلتقي في شيء.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من غير المسموح إعـادة نشر أي مادة في «فيلم ريدر» من دون ذكر إسم
المؤلف ومكان النشر الأصلي وذلك تبعــاً لملكية حقــوق المؤلف المسجـلة في 
المؤسسات القانونية الأوروبية.
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2014

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 comments:

Anonymous said...

استاذ رُضا .. تحية طيبة , شكراً لإجابتك على رسالتي . ولكني لم أكتب لك من قبل رغم متابعتي لنقدك منذ فترة طويلة , ولكن من الممكن أن أكون قد كتبت لك وأنا في حالة غيبوبة سينمائية ولا أذكر ذلك الآن . لا أريد أن أكون لجوجاً ولحوحاً في أسئلتي ولكني سأتورط في ذلك معك وأعود إلى سؤالي السابق حول سبلبيرغ , هل تعني أن النقاد الغربيين يرون أنّ أفلاماً مثل (Schindler's List) و(Saving Private Ryan) و(The Color Purple) ليست جيدة؟! _ أعلم حجم المبالغة والميلودرامية التي فيها_ , وشكراً لنقدك فيلم أين عقلي وفيلم آشبي في انتظار نقدك لفيلم سبايك لي . واعذر ثرثرتي فلدي سؤال أخير: هل هناك ما يمكن أن يسمى أفلام نوار عربية وهل فيلم (اللص والكلاب) للشيخ يعتبر فيلم نوار _ لا أقول ذلك منطلقاً من أنّ الشيخ اقتبس فيلم وايلدر (الضمان المضاعف) وحوّره عربياً_ .
وشكراً ..
م . ف