FLASHBACK
THE RULES OF THE GAME (1939)
أخرج جان رنوار هذه الكوميديا الساخرة حول أثرياء يعيشون في عالم آخر غير مبالين بهبوب رياح الحرب العالمية الثانية وفي المقابل وزّع قصصاً ومواقف لمجموعة من الخدم في بانوراما استعراضية تنتقل من الكوميديا الى التراجيديا ومن الخيالي الى الواقعي بتدرّج مثالي. منع الفيلم حين إطلاقه ولم يُعرض في فرنسا بنسخته الكاملة التي أنجزها رنوار حسب شروطه ورؤيته الا سنة 1956المهنة ناقد | كلام وذكريات في الأفلام ومهرجانات السينما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1969
أعتقد أن هناك أفلاماً لم يشاهدها أحد سوى حفنة من الناس لا تزيد عن خمسين. خمسين من بين ستة بلايين نسمة حول العالم. هذا لا شيء٠مثلاً سمعت عن فيلم آندي وورهول »إمباير ستايت« الذي حققه في نيويورك في السبعينات وتولّى فيه وضع كاميرا أمام ناطحة السحاب النيويوركية لتصوير الداخلين والخارجين٠ لا شيء آخر٠ ليس لعشر دقائق، ولا لنصف ساعة، ولا حتى لساعة او ساعتين او ثلاث.... بل لثماني ساعات٠
الغالب هو أن يكون المرء مجنوناً أكثر من جنون وورهول لكي يجلس ويرى هذا الفيلم٠
وفي مطلع سنواتي بالنقد السينمائي كنت لا أخجل الخروج من أي فيلم أراه مضيعة للوقت- طالما أنني بالطبع لن أكتب كلمة عنه. مثلاً كنت والصديق فاروق عبد العزيز في ثاني دورة لمهرجان كان حين عرض ميشيل ميلر فيلماً يبدأ برجل يرمي من أعلى مكتبه (في ناطحة سحاب أخرى إنما في باريس) مجموعة من الأوراق٠ ينتقل المخرج الى تلك الأوراق ليصّورها وهي تسقط متمهّلة ومتمايلة. يقطع الى الرجل في مكتبه ثم يقطع الى تلك الأوراق التي لا تزال تحاول الوصول الى الأرض، ثم إليه من جديد، ثم إليها وهكذا ضاعت الدقائق العشر الأولى. الى الآن لا أعرف ما إذا كانت تلك الأوراق وصلت الى أرض الشارع حين انتهى الفيلم بعد ساعة ونصف او كانت لا تزال تحاول٠
في قبرص منذ سنوات قريبة قررت مشاهدة فيلم وسترن سباغتي معروضاً في صالة في لارناكا٠ دخلت الصالة فوجدت الفيلم قد بدأ قبل الموعد المحدد. لا بأس -قلت في نفسي- لا يوجد مكان آخر ألجأ إليه سوى البحر والكباب، وقد أخذت منهما ما يكفي٠ لكن المشهد الذي كان فيه المجرم يلتوي مثل »الزنبرك« بعدم أصيب برصاص البطل انتهى وانتقلنا الى مشهد فيلم بورنو (يوناني) مصوّر في الزمن الحالي٠ وقبل أن ينتهي هذا المشهد او يبلغ ذروته ورد مشهد آخر من فيلم أسباني استمر ثلاث دقائق قبل أن ينتقل العارض الى تكملة حكاية فيلم الوسترن بشخصياته المطليّة بالإداء المفتعل وبذلك الرصاص الذي دائماً ما تسمعه يئن ويزن حتى بعد دخوله الأجساد٠
في ليبيا، المرّة الوحيدة التي دخلت فيها صالة تجارية شاهدت فيلماً حديث الزمان والمكان حول مجموعة من الشباب والبنات يقررون المضي في رحلة سياحية بالسيارة الى الصحراء الأميركية. يصلون الى بلدة صغيرة وبعد مغادرتها يجدون أنفسهم مطاردين من قبل هنود حمر على صهوات الفرس: المفاد أن الهنود في تلك المنطقة لا زالوا في حالة حرب. هذا الفيلم خرجت منه أيضاً قبل نهايته فقط لأتأكد أنني لست في البلدة ذاتها٠
ذات مرّة خرجت من المكتبة التي كنت أعمل فيها صبيّاً في شارع بلِس قرب الجامعة الأميركية ودخلت سينما أورلي التي كانت تعرض فيلماً لم أسمع عنه مطلقاً من قبل عنوانه
The Activist | الحركي
كان فيلماً عن الطلاب في الجامعة خلال أيام التظاهرات الأميركية ضد العنصرية وحرب فييتنام. لا ريب أن المخرج قصد خيراً لكن الفيلم واحد من أسوأ الأفلام التي شاهدتها في حياتي. ولاحقاً ما علمت أنه كان فيلمه الأخير من أصل أربعة أفلام قدّر له إخراجها٠
طبعاً كنت أعرف أن الفيلم ليس من تحقيق مخرج معروف لكني كنت، ولا زلت، شديد الإهتمام بمعرفة مخرجين لم أسمع عنهم من قبل. بعد مشاهدة فيلم ما لأحدهم إما أسعى لمشاهدة أي شيء تصل عيناي إليه من أعماله، او أشاهدها إذا ما وصلت لي٠
هذا الفيلم المجهول لليوم من إنتاج العام 1969 ولا أدري أي موزع اشتراه او لماذا. الواضح أنه كان أخذه على حساب البيعة لأفلام أخرى، او أنه اشتراه بما يوازي صحني فول وكوبي عصير له ولمنتجه٠ المهم. في ذلك العام خرجت تم إنتاج ألوف الأفلام جيدة او مهمّة او مثيرة للإهتمام وهذه عشرة أولى منها ٠
Adalin 31 | Bo Widerberg ****
أدالين 31 : هل تصدّقون أنه في ذلك التاريخ كانت هناك أفلاماً سويدية (برغمان وغير برغمان) تعرض في بيروت وربما في سواها؟ هذا الفيلم النقدي النيّر والنادر من السويد دار حول قيام العسكر السويدي بفتح النار على متظاهرين خلال مظاهرات عمّالية - طبعاً من بعد التمهيد والتعريف بالظروف كون الفيلم روائياً. الفيلم فتح شهيّتنا، مع سواه، للأفلام ذات القضايا٠
Andrei Rublyov | *****
أندريه روبليوف: فيلم أندريه تاركوڤسكي الأول عن الرسام وصانع الأيقونات روبليوف (الرائع أناتول سولونتزين) يستخدمه تاركوڤسكي -كما يستخدم فديريكو فيلليني (أدناه) لقراءة التاريخ ومواقف المجتمع حيال سواء أكانت مع او ضد. لكنه عنوة عن أي فيلم آخر، هو فيلم بحث عن علاقة الإنسان بروحانيات شفّافة ومن خلالها علاقته بالله تعالى٠
Butch Cassidy and Sundance Kid | George Roy Hill ***
بوتش كاسيدي وسندانس كيد: حينها لم أعجب بالفيلم ولا يزال اعجابي به محدوداً بعد عدّة مشاهدات. وسترن عن حياة خارجين عن القانون (روبرت ردفورد وبول نيومان) مصنوع للتلميع مع نفحات كوميدية.
رأيتها -ولا زلت- مصنوعة لكي تخدم الممثلين في تشخيص خفيف من شأنه تقديم المجرمين في لون عاطفي مرح٠ على ذلك، إخراج جورج روي هِل سينمائي بحت يستفيد من خامات وعناصر فنية في التصوير والموسيقى على أفل وجه
Il Conformista | Bernardo Bertolucci ****
مثل »زد« أدناه جاء »الممتثل« هو أيضاً عن الفاشية اليمينية لكن قصّته المأخوذة عن رواية لألبرتو مورافيا تعمد الى منوال مختلف للوصول الى غايتها: الرجل الصاعد على اكتاف النظام الفاشي حبّاً في الوصول الى حيث يعتقد أنه المكان الآمن من رحلة حياته الممتزجة بالأخطاء والإرهاصات النفسية٠ بطولة جان لوي ترتنيان٠
ِ Easy Rider | Dennis Hooper ****
كوني شابّا نال مني »إيزي رايدر« إعجاباً مزدوجاً: فيلم جيّد بلا ريب ولا يزال منفرداً في نوعيّته داعياً الى التحرر من التقاليد الإجتماعية ومنتقداً النظام الاستهلاكي الطبقي في أميركا .... الى آخره، لكنه أيضاً فيلم شبابي عن ثلاثة رجال (بيتر فوندا، دنيس هوبر وجاك نيكولسون) على دراجات نارية منطلقة في الغرب الأميركي٠ الفيلم أنجز نجاحاً فاق ميزانيّته (بضعة ألوف) بعشرات المرّات وعليه انطلقت فورة من الأفلام التي أرادت التشبّه به- لكن الرسالة السياسية تم تسجيلها هنا٠
Lucia | Humberto Solas ****
فيلم كوبي من مخرج لا يزال حيّاً وقليل العمل (طبعاً) أسمه أومبرتو سولاس. ثلاث شخصيات اسم كل منها لوسيا ومتابعة فصول من حياتها ما هو الا واجهة لمتابعة الحياة قبل وخلال وبعد الثورة الكوبية في تلك الفترة. البانوراما المرسومة تتبع مزيجاً من الأساليب والكاميرا دائمة الحركة إنما في دراية لما تريد إنجازه٠
Ma Nuit Chez Maud | Eric Rohmer ****
ليلتي مع مود: كان أول احتكاك لي بأفلام المخرج الفرنسي إريك رومير. كأفلام أخرى له يضع القصّة في إطار أيام معدودات يميّزها بالوقت من السنة (هناك شتاء مدينة كليرمون مع جان- لوي ترتينيان، دارس رهبنة يريد الزواج من ماري كرستين بارو٠
Midnight Cowboy | John Schlesinger ****
كاوبوي منتصف الليل: يصل الكاوبوي جون فويت الى نيويورك متسلّحاً بوسامته وطوله وحقيقة آنه آت من تكساس وبقدر من الرجولة ليخط لنفسه حياة جديدة. كل ذلك لا يوصله الا للتشرذم مع صعلوك أعرج يحاول أولاً نشله (دستين هوفمن). دراما عن الصداقة ولحظات الحياة الصعبة وربما أفضل فيلم عن المهمّشين في السينما الأميركية الى اليوم٠
Satyricon | Federicco Fellini ****
ساتيريكون: قاس ومفجع وغريب لكنه تراثي وعمل استثنائي من فديريكو فيلليني من غير أن يكون خروجاً عن سينماه٠ إنها روما الأولى حيث اسباب اللذة تحول دون البحث عن الأخلاقيات. فيلليني يعرض لكي ينتقد وإذ يفعل تكتشف أنه لا يزال يتحدّث الخطاب ذاته في كل أفلامه: انهيار الإنسان من داخله تبعاً لأخطائه٠
'Z | Costa - Gavras ****
لم يصدّق كثيرون أن السينما يمكن أن تكون سياسية الى هذا الحد حين خرج »زد« الى العلن. لم يكن أوّل فيلم سياسي بالطبع، لكنه كان فيلماً مباشراً ضد قمع الحريّات في حكومة يمينية فاشية (اليونان حينها) في هذا الإنتاج الفرنسي الذي قاد بطولته إيف مونتان أحد كبار نجومها آنذاك٠ بعد هذا الفيلم سارت خطوات المخرج على هذا النحو من الأفلام لبضع سنوات لكن هذا يبقى أشهرها٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيلم الأسبوع | محمد رُضا
KNOWING | Alex Prayos (2009) ****
على كثرة ما قرأ نيكولاس كايج في وثائق وخرائط، وعلى كثرة ما فسّر ألغازاً وقرأ في المستقبل، ومع تعدد المرّات الذي أنقذ فيها هذا العالم من الدمار، صار مسموحاً لنا أن نرتاب في أي فيلم جديد نراه فيه يحمل خريطة، او وثيقة، او يعتمد فيه على رؤيته للمستقبل لكي ينقذ العالم من الخطر الذي يحيق به٠
هل هناك داع للتذكير؟ ربما لا، لكني سأفعل على أي حال: في »كنز قومي« [جون ترتلوب- 2004] نقّب عن خارطة تتعلّق بكنز مخفي يعود الى مئات السنين. في »كنز قومي: كتاب الأسرار« [ترتلوب- 2007] وجد الصفحات المفقودة من مذكرات قاتل الرئيس الأميركي لينكولن التي كشفت له عن ألغاز غير محلولة٠
بينهما، وجدنا في »رجل الألياف« [نيل لابوت- 2006 عن سيناريو للمسرحي أنطوني شافر] وجدناه يبحث في اختفاء فتاة ليجد نفسه فوق جزيرة منعزلة ويقع -نتيجة تحرياته- في قبضة الأحياء فوقها٠ بينهما أيضاً تابعناه في »التالي« [لي تاماهوري- 2007 عن رواية لفيليب ك. دِك مؤلّف »توتال ريكول« و»بلايد رانر«، »تقرير الأقلية« بين أخرى كثيرة] وهو يستطيع أن يعرف ما الذي سيقع قبل دقائق من وقوعه٠
ما الذي إذاً، قد تتساءل، سيجعل فيلمه الجديد الذي نراه فيه يحمل وثيقة ويرى المستقبل، مختلفاً؟
الجواب هو مخرج الفيلم. هذا هو الإختلاف الأهم في كل مرّة. المخرج هنا هو أليكس بروياس. مخرج يوناني الأبوين ولد في مصر العزيزة ورحل مع أهله صغيراً الى استراليا (تماماً كما فعلت أسرة أول صديق لي وأنا في الخامسة) وهناك عمل في التلفزيون وفي إخراج أفلام قصيرة ثم أنجز »الغراب« سنة 1994 حيث كتب البعض عنه أنه "ستانلي كوبريك الجديد" وتبعه بفيلم أسمه
Dark City | مدينة مظلمة
سنة 1998 وانتظر الى أن هضمت هوليوود خيبة أملها في نجاح تجاري كبير لذلك الفيلم قبل أن يعود
I, Robot في
لينتزع ذلك النجاح المأمول سنة 2004
ألكسندر بوياس إسم جدير بالحفظ لأنه لمخرج يحاول أن يمنح المشاهد فيلماً تشويقياً من عمق الموقف وليس بتحريك الكاميرا وتصوير المشهد بعشرات اللقطات المتلاحقة معتمداً على مونتاج تلفزيوني جاهز بلا حس او رؤية٠
بروياس مختلف لأنه فنّان. ولا يهم إذا كان يصنع أفلاماً للمثقّفين او لغيرهم. المهم أن ما يصنعه جيّد ومتين. فيلمه الأسبق »مدينة مظلمة« كان تحفة لم تستحق ما حدث لها جماهيرياً. هذا الفيلم، »معرفة«، عل تحفة تؤكد نفسها والفيلم السابق. حتى »أنا روبوت« كان فيلماً جيّداً ولو أنه لم يكن بجودة هذين الفيلمين٠
أعتقد أي مخرج كان يستطيع أن يحقق »أنا، روبوت« لكن فقط بروياس يستطيع أن يحقق »مدينة مظلمة« و»معرفة« على النحو الذي حققهما به٠
هنا حكاية من كتابة دوغلاس بيرسون تمّت إعادة كتابتها نحو خمس مرّات على نحو رئيسي. تستطيع أن تدرك أن الأصالة مفقودة في مطارح كثيرة. أقصد أصالة الفكرة وبعض أطراف الحبكة، لكن الفيلم، أي فيلم، هو عما تستطيع إنجازه حتى حين تكون القصّة -او أجزاء منها مطروقة٠
في الخمسينات. مدرسة للصغار قررت أن تطلب من تلامذة أحد صفوفها رسم ما يعتقد كل منهم أن المستقبل سيكون عليه٠ إحدى البنات، وأسمها لوسيندا (لارا روبنسون تبدو مثل أرنب مذعور وهذا أوّل فيلم سينمائي لها) تكتب أرقاماً متتالية على ورقتها. أرقاماً متواصلة تكتبها وهي ترتجف كما لو أنها تنفّذ تعاليماً تُعطى لها في سرعة. المدرسة ستضع كل هذه الرسومات وورقتها الغريبة في كبسولة وتضع الكبسولة في حفرة في المدرسة ولن تفتحها لتقرأ ما فيها الا بعد خمسين سنة٠
نحن الآن في ذلك الحين الذي ستعمد فيه المدرسة، في إحتفال خاص، الى فتح الكبسولة وفحص الرسومات٠ ورقة الأرقام تصل الى يدي التلميذ كالب (شاندلر كنتربيري). والده جون (نيكولاس كايج) مدرّس مادة العلوم . وفي مطلع الفيلم يتساءل عما إذا كانت الحياة مُسارة بقوّة إلهية او هي نتيجة حركة عشوائية. سؤال يطرحه على الطلاب ثم يصمت، لكن ليس من قبل أن يورد في الأمثلة ملاحظة حول كيف أن الشمس وُجدت على بعد محدد من الأرض، لو تغيّر هذا البعد قليلاً لاحترقت الأرض تماماً٠
بصمته علامات حيرة وفي البيت هو كثير الشرب يحاول أن ينسى ما موت زوجته (أم إبنه) ويبدو أن إبنه أكثر قدرة على التغلّب على تلك الذكرى -او مواجهتها بهدوء- أفضل من قدرة الأب. في تلك الليلة يعود إبنه من المدرسة ومعه ورقة الأرقام التي وضعتها لوسيندا قبل خمسين سنة. جون لا يعير الورقة باديء الأم أي اهتمام لكنه يبدأ بملاحظة بعض تلك الأرقام. حين يطلع نور الصباح يكون تأكد أن الأرقام ما هي الا تواريخ لكوارث وقعت (مثل كارثة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر) وعدد ضحايا كل كارثة٠
غريب. أليس كذلك؟ أقصد أن الفكرة التي بدأت كما لو كانت مجتزأة من فيلم آخر، أنتقلت الى عنصر يفتح على المجهول من الأحداث، خصوصاً وأن بعض الأرقام التي لا أحداث لها حتى الآن، ما هي الا تأريخ لكوارث أخرى ستقع٠
بطبيعة الحال سيحاول جون منع بعض هذه الكوارث. وبطبيعة الحال لن يصدّقه أحد، لكن -ومن دون سرد القصّة وإفساد عنصر المفاجأة فيها- سوف يفاجئنا المخرج بروياس بعدد من المشاهد المؤلّفة مما يُطلق عليه
Set pieces
حيث الفصل أكبر من أن تحتويه العين من أي زاوية وحيث مشاهده تتلاحق وتتزاحم وتتضخّم لتجد نفسك شاهداً على مواد بصرية أكبر من الحياة٠
الطريقة التي يصوّر فيها المخرج مشهده يحتوي في الوقت ذاته على عناية بالعام والخاص، ومقدّمة المشهد وخلفيّته، والتفصيلة الفردية كما الحركة الجماعية. تجد نفسك - في مشهد تحطّم طائرة- كما لو كانت أول مرّة تشاهد طائرة تتحطّم في أي فيلم. وفي مشهد تحطّم القطار، كما لو أنها المرّة الأولى التي تشاهد فيها قطاراً يتحطّم في أي فيلم. في ذات الوقت قبضة المخرج على محنة الفرد لا تخف ولا يُجيّر الأزمة الفردية لصالح البصريات السهلة وعناصر التشويق
لجانب أنه لا يميل الى الإتكال كثيراً على اختصار زمن كل لقطة فتخال نفسك أمام فيلم إعلانات، يدعوك بروياس لعالم يخسر أدوات حياته. عالم خال من البهجة. بطبيعة الحال هذا ما تشاهده على سمات بطل الفيلم جون، لكن تعال وشاهده مرتسماً على الجدران، متوغلاً في الغابات، منتشراً في أجواء المدارس والبيوت والمكاتب٠ عالم بروياس هنا مثل عالمه في »دارك سيتي« مثل عالم بيلا تار في المجر وعالم ألكسندر سوخوروف في روسيا: عالم لا بهجة فيه. ليس فقط أن الإضاءة داكنة لتساعد في تأمين الحاجة (تصوير رائع من الاسترالي سايمون دوغان) بل عنصر الإدارة الفنية الذي يؤمن لون الجدار وما يعلّق عليه (قامت به ميشيل مكغاهي) متلازم ومناسب. المشهد الذي يحضن فيه الأب إبنه حين يلجأ الأول الى الثاني لإشعاره بحمايته (بينما يشعر هو بأن العالم كله صار بلا حماية) يعكس ما أعنيه٠
لكن لماذا أحتفي بغياب البهجة عن الفيلم؟ ما الذي يعنيه لنا إذا ما صوّر المخرج العالم بنظرة غير داكنة وترك الأحداث تعصف به وتضربه كيفما شاءت؟
قراء هذا الناقد لابد لاحظوا، للآن، كيف أحتفي بالفيلم ذي السمة الداكنة (وليس مظلماً مسودّاً بالضرورة) ذلك الذي يصوّر العالم رمادياً. في فيلم سوخوروف عن هتلر »مولوك« (1994) معظم المشاهد داخلية داكنة ، حين يقرر الخروج الى الطبيعة (في فصل واحد من المشاهد) تطالعنا الطبيعة شاحبة. الشمس وراء حجاب من الغيوم٠
الغاية هي وصف زمني (مرحلة هتلر) وشخصي (عالم هتلر) يرى المخرج أنه لابد من تصويره على هذا النحو٠ هنا في »معرفة« الحال واحد (ولو كان الفيلم أكثر تنوّعاً) والغاية هي عدم رغبة المخرج في الإنفصام عن رسالته٠ تستطيع بالطبع تحقيق الفيلم ذاته مع جعل الألوان فاقعة والديكورات أكثر إضاءة والجو بأسره أكثر فرحاً. ثم تأتي الكارثة تلو الكارثة فتقلب كل تلك السعادات رأساً على عقب. هذا ممكن، لكن ما في بال المخرج هنا هو التعبير أساساً عن عالم لا يُثير الرضى ما يشكّل حالة جمالية خاصّة أكثر مما لو بدا الفيلم كما لو كان مجموعة من الصور البطاقات السياحية ولو في مطلع الأمر٠
الأمر الوحيد الذي وجدته لا يتساوى وباقي الحسنات في الفيلم هي معالجة تلك الشخصيات الآتية من الفضاء لكي تمنح بعضنا (لن أقول من) فرصة إعادة تكوين الحياة على الأرض. حال يكشف الفيلم اللثام عنها يتبيّن لك ضعفها بالمقارنة مع عناصر الفيلم الأخرى. إنه كما لو أن هناك طاولة وإحدى قوائمها أضعف او أنحف من قوائمها الثلاث الأخرى٠
قام بروياس بتصوير الفيلم بأسره (تقريباً) في استراليا وهو مصوّر دجيتال بنظام حديث أسمه
ٍRed One
في مقدوره العمل على نظام الـسوبر 35 من دون نفخ لاحق. نظام السوبر 35 هو البديل لنظام الـ 70 مم في السينما وهو المعتمد في غالبية الأفلام التي تنشد الشاشة عريضة (الذي كان أعرض وأجود -وأكثر كلفة- مما يؤمنه نظام 35 مم)٠ والنتيجة جيّدة هنا لكن حين التدقيق في الصورة قد تستطيع التمييز، وإذ تفعل قد تتمنّى لو أن الفيلم صوّر سينمائياً لأن للنتيجة عيوبها على صفحة الصورة ذاتها. هذا على الرغم من »الرزوليوشن« العالي لهذه الكاميرا٠
لست خبير كاميرات ومن المحتمل أن أكون على خطأ في هذا الإستنتاج . في شتّى الأحوال، وعلى الرغم مما ذكرته، الا أن المرء لا يمكن له التقاط عيوب تقنية في هذا العمل. كل شيء يعمل جيّداً وتبعاً لعين مخرج يريد توظيف المشاهد الكبيرة لخدمة الرسالة التي ينشدها وليس كمجرد استعراضات٠
استعادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ASSASSINATION OF RICHARD NIXON | إغتيال رتشارد نيكسون
فيلم سابق مع شون بن في البطولة حول خطّة لقتل الرئيس
»إغتيال رتشارد نيكسون« هو الفيلم الأول لمخرجه مولر وهو يدور عن الإحباط الفردي في تلك الفترة (الستينات) وآلام إنهيار الحلم الأميركي، وتعثّر المواطن العادي في ركابه. بطله بيك (شون بَن) يعاني من عدّة عوامل تسببت في جنوحه والفيلم لا يدينه في أي منها او يمنح أي عامل منها مبرراً منفرداً. كلها تُضاف الى الجو السياسي المشحون في تلك الفترة والإجتماعي المحبط الذي كان ينأى تحته عديدون مما يفسّر لم قام سام بمحاولته تلك ودفع حياته في النهاية ثمنا لما اعتقده ممكناً. نتعرّف على سام بيك في العام 1973 عامل مبيعات في شركة مفروشات يتعرّض لتحامل رئيسه جاك (تومسون) الذي يعتبره عاجزاً عن التحوّل الى بائع واثق من نفسه وناجح. لكن أحلام سام البسيطة هي العودة الى زوجته ماري (واتس) وأولاده الثلاثة منها، وفتح محل لبيع عجلات السيارات مع صديقه الأفرو-أميركي بوني (شيدل). يكتشف أن زوجته على علاقة عاطفية أخرى. يحاول الحصول على قرض من المصرف لإفتتاح محله الخاص، لكنه المصرف، بعد أشهر من الإنتظار، يرفض طلبه. يأمر سام بكمية من العجلات تٌسلّم الى كاراج صديقه بوني على حساب شقيقه جوليوس (وينكوت) الذي يقطع علاقته معه وسريعاً من بعد ذلك يخسر عمله.
يأتي الفيلم على ذكر الأجواء السياسية وانعكاساتها وعلى ملامح من الفترة التي تبنّت فيها أميركا قضايا إجتماعية وثورية مثل المساواة العنصرية ورفض حرب فييتنام في الوقت الذي يسرد فيه نتفاً من حياة سام. إنه إبن عائلة فقيرة من فيلادلفيا ترك المدرسة دون تخرّج ثم الجيش الذي أنضم إليه. تزوّج وأنجب ودخل المصحة النفسية لشهرين بسبب حالة »اليأس« التي أصابته. كان يعتقد أن حكومة الرئيس نيكسون تمارس مؤامرة لاضطهاد الفقراء. في العام 1972 -وكما نرى في الفيلم- أخفق بيك في الحصول على قرض مصرفي فتعزز لديه الشعور بأن رتشارد نيكسون والحكومة الأميركية تقصد تقويض الطبقة العاملة الأميركية فأرسل إنذاراً للرئيس الأميركي أثار إنتباه الأمن الخاص لكنه لم يعتبر بيك يشكل خطراً حقيقياً. الفيلم يأتي على هذه المسائل والإشارات في سيناريو جيّد الكتابة والإعداد، لكن المشكلة هي أن المخرج يخفق في صياغة الأسباب الداعية لتقديم هذه القصة. تغيب عن الفيلم الحاجة والضرورة الملحّة. وتلك الحاجة كان يمكن لها أن تتبلور لو أن المخرج مولر سعى لربط الماضي بإيحاءات معاصرة، او لو أنه انتقل من الخاص الى العام في تلك الفترة مصوّراً وضعاً إجتماعياً شاملاً. عمل بلا فطنة لكن مع الكثير من حسن التنفيذ والجهد الذي يضيع معظمه في طيّات البحث عن السبب. الفرص الضائعة من هذا الفيلم كثيرة وبعضها في صميم الحادثة التي ينتهي الفيلم بها وهي محاولة خطف طائرة مدنية وتدميرها فوق البيت الأبيض. هنا كان بإمكان السيناريو أن يربط بين تلك الحادثة والمحاولة المماثلة التي جرت في 9/11 ولو من باب أن هناك سابقة (في بعض القراءات يتبيّن لنا أن الحكومة الأميركية لم تعلم الناس آنذاك أن خطة بيك كانت الهجوم على البيت الأبيض).
في مواجهة ذلك كله، فإن المخرج ومدير تصويره نجحا جداً في تصوير عالم سام الشخصي بتعاسته وإحباطاته وتثاقل خطواته صوب النهاية. العالم الفردي للشخصية مُعبّر عنه جيداً. وشون بن في الدور أكثر من متمكّن. تحس بآلامه وتتفهم حاجاته وتكاد تشعر بالأسى لوضعه ولو أن الممثل لا يريد الشعور بالعطف بل الإدراك بالحالة. لذلك تلحظ أن تمثيله ليس عاطفياً ولو أن صدره مملوءاً بالعاطفة. الشقة التي يعيش فيها تنطق بالكثير (التحية هنا لمصمم الإنتاج لستر كووَن). الشوارع التي يمشي فيها. أوقات النهار والليل التي تقع الأحداث فيها. الى ذلك، كل الممثلين يقدّمون أدوارهم كما لو أنها الفرصة الحقيقية لإثبات مواهبهم. بالعودة الى شون بن، فإن دوره في هذا الفيلم هو الذي كان أولى أن يخرج بأوسكار أفضل ممثل من أي من خلاّنه الذين نافسوه عليها.
الفيلم ينجح أيضاً في تصوير النهاية بأمانة شديدة للواقعة نفسها ويتركك في النهاية بين معجب بالعمل ودقّته وتسجيله لما أراد سرده، وبين مستاء لأنه في النهاية قرر أن يتوقف عند تلك الحدود عوض أن يسعى لعمل يترك أثراً بعيداً. كما تطالعنا أرقام الإيرادات، أخفق الفيلم كثيراً حين عُرض سينمائياً، لكن ايراداته على الاسطوانات تجاوزت الـ 63 مليون دولار.
.............................................................................................
معلومات
حدث ذات مرّة
القصة الحقيقية لمحاولة سامويل بيك إغتيال الرئيس رتشارد نيكسون جرت كالتالي: في مطلع العام 1974 إتخذ بيك قراره واختار وسيلة تحطيم طائرة مدنية فوق البيت الأبيض بعدما شاهد على شاشة التلفزيون خبراً حول اضطرار طائرة مروحية للهبوط في محيط البيت الأبيض. لكي لا يثير إرتياب الأمن الخاص بشرائه سلاحاً، سرق مسدساً من صديقه ليستخدمه في عملية الخطف. كذلك صنع بيك قنبلة من الغازولين وسجل ما يقوم به والأسباب الداعية لذلك على شريط صوتي. في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير من ذلك العام، قاد بيك سيارته الى مطار بالتيمور وواجه الضابط نيل رامزبورغ وأرداه قتيلاً قبل أن يندفع الى داخل طائرة (خطوط دلتا) المتجهة الى مدينة أتلانتا وكانت على أهبة الإنطلاق. حين رفض الكابتن ومساعده أمره بالإقلاع الفوري (قالا له أنهما لا يستطيعان تحريك الطائرة الا بعد إزالة الكوابح حول عجلاتها) أطلق النار عليهما وأردى المساعد قتيلاً. في هذه الأثناء انتظر ضابط آخر مسلّح بمسدس ماغنوم (موديل 357) عند النفق المؤدي الى باب الطائرة المغلق ثم أطلق النار على بيك حالما ظهر ذلك من نافذة الباب. حين سقط سام بيك مصاباً أقدم على إطلاق النار على نفسه (في الرأس) ومات بعد دقائق. بعد المحاولة خف تداول العملية الفاشلة وغاب أسمه عن الذكر. الصحافة التي تناقلت ما قام به وما سعى إليه، لم تكترث لمعرفة خلفيته ولماذا اندفع الى تلك المحاولة.
صنع فيلم
Out of the Past **** | من الماضي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيلم للفرنسي الأميركي جاك تورنير ينتمي الى سينما
الفيلم نوار- بل ويشق فيه طريقاً جديداً: الفيلم نوار
الريفي (الحلقة الأولى)٠
RKO في العام 1947 أنتجت شركة
هذا الفيلم كواحد من 39 فيلم آخر. الأفلام الأخرى جميعاً إما أخفقت وإما حققت نجاحاً طفيفاً. لكن هذا الفيلم حقق أكبر نجاح لتلك الشركة التي كانت -في ذلك الحين- تحت عبء دين يقترب من المليون و800 ألف دولار٠
ليس أن الناس لم تكن تذهب الى السينما، بل كانت تذهب أكثر من اليوم: كل أسبوع كان هناك نحو 90 مليون تذكرة مباعة. الإيراد السنوي من داخل السوق الأميركية كان يناهز البليون و500 مليون دولار، والعالمي كان في جوار البليون دولار. لكن لا تنسى أن مليون دولار آنذاك تساوي عشرة من ملايين اليوم٠
السبب في أن الشركة المذكورة كانت تعاني من كساد أفلامها ربما كان عائداً الى أن نظام النجوم كان برهن عن فاعليّته من دون أن تستطيع الإلتحاق به٠ لم يكن الممثلون الملتحقون بها -في معظمهم الكاسح- نجوماً الا في الحالات الإستثنائية وفيلم جاك تورنير هذا كان حالة استثنائية فقد جمع له الاستديو كل من روبرت ميتشوم ، جين غرير وكيرك دوغلاس. والجمهور أقبل بلا تردد٠
إنه من نوعية الفيلم نوار، والمراجع تشير الى أن ناقداً فرنسياً بإسم نينو فرانك كان أوّل من أطلق على هذه الأفلام البوليسية الداكنة هذا الإسم المعبّر والموحي. السبب لم يكن أنها داكنة في الصورة فقط، بل أنها كانت تدلف داخل شخصيات تماثل دكانة الصورة في تعليق مستتر حول مجتمع خرج من الحرب جريحاً ومتسائلاً وقلقاً٠
التاريخ يقول لنا أيضاً أن الفيلم نوار مجموعة من الأفلام (هي فرع من نوع وليست نوعاً قائماً بذاته) قامت بإنتاجها كل الاستديوهات الأميركية في ذلك الحين وحتى نهاية الخمسينات (ثم استمرّت منفردة ومتباعدة فيما بعد). لكن الاستديوهين اللذين انتجا أكبر عدد من هذه الأفلام كانت شركة أر كي أو وشركة وورنر. والأخيرة كانت سبقت وأن تخصصت -خلال الثلاثينات- بإنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام التي تدور حول الجريمة. أفلام عصابات وسجون تعكس قدراً من خيبة الأمل في المجتمع المحيط٠
أفلام مثل
Little Caesar I Mervyn LeRoy (1931) ****
The Public Enemy | William A. Wellman (1931) ****
I Am a Fugitive From A chain Gang | Mervyn LeRoy (1932) ****
Angels with Dirty Faces | Michael Cortiz (1938) ***
لكن حتى بين الشركتين، وورنر وآر كي أو، كان هناك فارقاً في المعالجة الفنية لهذه الأفلام. أسلوب وورنر يكشف اليوم عن اعتناء غير عادي بالصورة والمونتاج ما يخلق إيقاعاً متسارعاً. في حين أن أسلوب الشركة الأخرى كان يعتمد على الإعتناء بخلق الأجواء والمزاج الفني ما كان يعني الإستكانة الى مشاهد أطول وعناية بالمكان كجزء من الشغل على الصورة٠
كلاهما اعتنى -كل بطريقته- برسم الشخصية و»من الماضي« لجاك تورنير نموذج لأفضل ما حققته شركة آركي أو في هذا المجال٠
تم تصويره في 64 يوماً كما تقول وثائق الفيلم ذاته ومكان التصوير تنوّع. معظمه في ستديوهات الشركة، لكن قدراً لا بأس به (نلاحظه في مطلع الفيلم) تم تصويره في مناطق ريفية في الصحراء الواقعة بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا
الرواية للكاتب البوليسي جيفري هولمز وعنوانها
Built My Gallows High | إبني مشنقتي عالياً
مدير التصوير كان نيكولاس موسوراكا، الذي سأعود إليه بعد قليل، لأن حياة الكاتب هولمز (وأسمه الأصلي كان دانيال ماينوورينغ) مثيرة بحد ذاتها. بدأ كاتب سيناريو لأفلام أكشن سريعة لحساب باراماونت وشركة صغيرة أسمها باين-توماس برودكشنز قبل أن يتوارى عن العيان نحو سنة ونصف خلالها وضع روايته »إبني مشنقتي عالياً« . الرواية أعجبت وليام دوزييه الذي كان رئيس الإنتاج في آر كي أو وهو جلب المنتج وورن دَف الذي كان في الأساس كاتب سيناريوهات باع لوورنر فيلم جريمة وعصابات رائع إسمه
Every Dawn I Die | William Keighley (1939) ****
لكن دف تحوّل الى الإنتاج قبل عامين من ورود مشروع »من الماضي« حقق فيهما فيلمين من كتابة سواه٠
دَف لم يعجبه السيناريو كثيراً فأسند كتابته الى روائي بوليسي محنّك أسمه جيمس م. كاين، ذاك الذي كتب
Double Indemnity و The Postman Always Rings Twice
كلاهما من أفضل نتاجات الفيلم نوار. لاحقاً ما جيء أيضاً بسينارست ثالث أسمه فرانك فنتون ثم أعيد كل شيء مكتوب الى جيفري هولمز الذي صاغ السيناريو الذي نراه على الشاشة٠
مدير التصوير نيكولاس موسوراكا كان خبير تصوير جيّد اشتغل في السينما منذ العام 1923 وحين اعتزل سنة 1960 كان صوّر ما لا يقل عن 175 فيلماً من بينها فيلم سابق للمخرج نفسه، جاك تورنير، عنوانه
Cat People (1942) ****
يبدأ »من الماضي« على النحو التالي٠٠٠٠٠
يتبع في العدد المقبل٠
كل ما شاهده الناقد من أ فلام
Al Adamson
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حياة: ولد في: 25/7/1929 توفي في: 21/6/1995
سنوات المهنة: 1961-1983
أهمية: مرتبة بين مخرجي سينما الرعب ذات النواحي الغرائبية الخارجة عن المألوف٠
اشتهر آل أدامسون، وهو إبن لمخرج أسمه دنفر ديكسون (لكن يبدو أن آل غيّر أسمه حتى لا يُكنّى) بأفلام الرعب الرخيصة التكاليف والنوايا، لكن رخص بعضها لم يمنعه من محاولة تقديم أفلام فعّالة في مجالها. أي تخيف وترعب وتثير التشويق. في مرّات أخرى لم يكن يقيم للعمل المهني وزناً، فهو في كثير من الأنحاء أخرج أفلاماً ثم اقتطع من بعضها مشاهد وألصقها بأفلام أخرى مكوّنا أفلاماً جديدة٠
آل أدامسون مات مقتولاً والأسباب ليست واضحة. في العام 1995 أبلغ شقيقه البوليس بأن آل مختف عن العيان منذ خمسة أسابيع. انطلق البوليس في تحرياته بدءاً من المنزل الذي كان آل قد عهد الى ممثل صغير الشأن كان ظهر في بضعة أفلام له ويعمل في مجال البناء، أسمه فرد فولفورد. استجوب البوليس فرد لكن هذا نفى أنه شاهده مؤخراً. خلال التحريّات لاحظ البعض وجود نتوءات في أرضية مغطس الحمّام. بالكشف وجدت جثّة المخرج وتم تحديد أن القتل تم بضربة قوية من شيء صلب على الرأس٠ اتهم فرد بالجريمة وأودع السجن لخمس وعشرين سنة٠
الأفلام التي شوهدت له هي
Five Bloody Graves (1967) **
Satan's Sadists (1969) *
Brain of Blood (1971) **
I Spit on Your Corps (1974) **
Black Heat (1976) **
Cinderlla 2000 (1978) **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠
1 comments:
عزيزي محمد رُضا...
تحية طيبة
شاهدت من مدة طويلة فيلماً كوميديا سوداء يدور حول مخرج سينمائي أو كاتب سيناريو، على ما أذكر، ، يقوم بدوره الممثل روبر وال (Robert Wuhl)
لا يجد من تمويل مناسب لتحقيق فيلمه، مضطراً أن يعمل كمخرج لاحد البرامج التلفزيونية عن الطبخ حتى يتمكن من تسدسد فواتيره، الى أن يتعرف على منتج و كاتب سيناريو و يبدأو العمل سويةً لكتابة سيناريو فيلمه و هنا تبدأ متاهات القصة ..
لم يتسنى لي معرفة اسم الفيلم حتى الآن مع انني بحثت عنه على IMDB تحت اسم الممثل المذكور أعلاه
لكن الفيلم غير مذكور ...
هل سبق أن شاهدت الفيلم أو تعرف اسمه ؟
أود حقاً أن أعثر عليه و مشاهدته من جديد
وشكراً جزيلاً
Post a Comment