#34 | The Hurt Lucker | بابا عزيز | لون التضحية

قريباً على الشاشة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
G.I. JOE


أكشن فانتازي جديد من صفحات الكوميكس الى الشاشة بتنفيذ مخرج »المومياء« ستيفن سومرز. الفيلم تأخر عرضه من قبل عندما تم عرض الفيلم تجريبياً فلم يحظ بدرجات عالية من الإعجاب من قِبل الرواد الذي شملهم العرض الخاص ما نتج عنه إعادته الى المونتاج لتوفير النسخة التي تحط على الشاشات العالمية في الأسبوع المقبل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
SERIALS | حلقات مسلسلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Ace Drummond
إخراج: فورد بيب وكليفورد سميث
مسلسل في 13 حلقة- إنتاج: يونيفرسال 1936
Doorway to The Doom عنوان الحلقة الثالثة: مدخل الهلاك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخّص ما سبق: في الحلقة الأولى ترسل واشنطن عميلها آيس دراموند (جون كينغ) لكشف لغز الطائرات المتهاوية فوق منغوليا. ينقذ بَغي (جين روجرز) التي جاءت تحقق في اختفاء أبيها ويتعرّضان للخطر حين يتم إطلاق النار على طائرته٠ في الحلقة الثانية :يدخل آيس وصديقه جيري (نوا بيري) مقرّ أميركيين متعاونين مع الأشرار الصينيين ويلقيا القبض على حارسهما. حين يهرب آيس بمفرده تطارده الطائرات العدوّة وتسقط طائرته٠


يحط آيس في حقل وتلحق به طائرة عدوّة لكي تستطلع إذا ما كان مات فعلاً او لا. يباغت آيس أحد طيّاري الطائرة ويتقدم الى الطيّار الآخر ويأمره بالإقلاع. في الجو يغافله الطيار ويقفز بالمظلّة. يقود آيس الطائرة عائداً الى مقر المنظّمة التي يعمل لها، لكن جيري (الذي عاد بالسجين الصيني) يطلق عليه النار معتقداً أنه أحد الأعداء. يحط سالماً ويحاول وآخرين استنطاق السجين٠
يتم التركيز على صيني أسمه كي يبدو أنه يتعاون مع رئيس العصابة فيسهّل هروب السجين بسيارة. يطارده آيس وجيري بدراجة نارية٠
يدخلان البلدة ويقتربان من المعبد البوذي. يتدخل رئيس المعبد ويسمح بالدخول. يشاهد آيس

السجين الصيني ويلحق به. فجأة أحدهم يطلق النار على السجين ويقتله. يلتف الحراس شاهرين سيوفهم لقتله. يهرب الى غرفة. يقفل رئيس الحرس باب الغرفة عليه. بعد قليل يتحرّك جدار أسود كبير صوب آيس مطبقا عليه٠
ماذا سيفعل آيس لكي ينجو هذه المرّة؟ هل يطبق الجدار عليه ويسحقه أم أن هناك مفاجأة ما؟




الجواب في العدد المقبل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Documentary | الفيلم الوثائقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لون التضحية
إخراج: مراد بوسيف
المغرب | 2007
**** تقييم الناقد

جنود مجهولون الا من أنفسهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لجانب »بلديّون«، الفيلم الروائي عن تضحية جنود المغرب
العربي بحياتهم في سبيل تحرير فرنسا، هناك هذا الفيلم
الوثائقي الجيّد عن الموضوع نفسه٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحد أهم الأفلام التسجيلية التي استطاعت السينما المغربية توفيرها مؤخراً رغم الظروف المحيطة بالعمل السينمائي والميدان الثقافي ككل هو »لون التضحية« لمراد بوسيف. فيلم جيد وفي نفس الوقت مثير للإهتمام تاريخياً وكسجل وطني بالغ الأهمية٠

هذا عائد الى الموضوع الذي يقدّمه والمادّة التي حشدها لخدمة هذا الموضوع. فهو يدور عن موضوع الجنود الجزائريين الذين حاربوا في سبيل حرية فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. وإذا ما بدا الموضوع مطروقاً فهذا صحيح، وتحديداً في الفيلم الفرنسي الروائي »بلديون« للجزائري الأصل رشيد بوشارب الذي عٌرض أوّلاً في مهرجان "كان" الدولي وحصد جائزة التمثيل هناك قبل أن يجمع عدداً آخر من الجوائز الأوروبية من مهرجانات ومناسبات مهمة٠

لكن الحقيقة هي أن التخطيط لهذا الفيلم الوثائقي كان بدأ قبل أن يباشر بوشارب لإخراج فيلمه. إذ خرج فيلم بوشارب فيلمه قبل هذا الفيلم، سنحت له فرصة خطف الأضواء بصرف النظر عن مستواه الفني والإنتاجي اللذين يتحمّلان وجهتا النظر العريضة، تلك التي قد تنطلق من الإعجاب الكامل الى قدر من الرفض في أسوأ الأحوال٠
كون فيلم مراد بو سيف وثائقياً يعني أن عليه أن يدخل تلك العملية اللولبية التي تبدأ والمشروع قد تم إنجازه (ربما بعد جهد كبير وعراقيل كثيرة) وعُرض في المحافل، ثم -وعلى عكس الفيلم الروائي الناجح- أخذ يتراجع لولبيا الى الأسفل حالما ينحسر عنه الإهتمام السريع٠
و»لون التضحية« بالفعل سبر غور قنوات مختلفة للعروض وكلّها، للأسف، أصغر حجماً وأقل جذباً للأنظار من العروض السينمائية التي تحظى بها الأفلام الروائية٠

إنه فيلم جيّد عن المحاربين المغاربة الذين شاركوا في تحرير فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. وينطلق من تقديم عدد منهم في مقابلات يشكون فيها أوضاعهم ويشير كيف أن فرنسا وعدت بمنح الدول الأقريقية الحرية إذا ما حاربت هذه الدول في صفّها، لكنها لم تفعل ذلك. لأسباب ليس منها ما يجيز التراجع عن هذا الوعد او نكثه، وجد هؤلاء المحاربون الذين بذلوا وساهموا بتحرير التراب الفرنسي، أنفسهم وقد أصبحوا مجموعة من المهملين. جنوداً مجهولين الا من أنفسهم٠

يلتقي الفيلم مع ثلاثة من الذين لا يزالون أحياءاً يرزقون (عبد السلام ترايبك، دريس حواري وبن عبد المنصور) يتحدّثون فيها عن تلك الفترة وما كابدوه وعايشوه وكيف عوملوا ليس من قبل الأعداء النازيين بل من قِبَل الجيش الفرنسي نفسه٠
كما يعرض الفيلم لبعض الإحصائيات التي تثبت الحالة الذي يتمحور حولها الحديث. أهمها أن عدد المحاربين الأفريقيين (عرب وغير عرب) في الجيش الفرنسي وصل الى ٦٨ ألف و٥٠٠ جندي (رقم كبير نسبياً). كما يستعين الفيلم بالكثير من الأفلام المصوّرة عن تلك الحرب في أوروبا ومشاهد أخرى من الحرب في شمال أفريقيا قبل تحرير تونس. وبل هناك مشاهد من فيلم المخرج السنغالي الراحل عثمان سمبان
Comp de thiaroye
مرّة أخرى، وكما الفيلم الروائي »البلديون«، المحور هو كيف أن المغاربة والأفريقيين بذلوا لكن فرنسا لم تف بوعودها. اولئك الذين بقوا في فرنسا بعد التحرير عاشوا في فقر او كفاف، والذين عادوا الى بلادهم كان عليهم معاناة إحتلال فرنسا لبلادهم٠

حين ترى وتسمع هذه الشهادات وتلك المشاهد، حين يطالعك هذا التاريخ الذي يتلوه الان أشخاص يسكنون قرى جزائرية صغيرة بدموع لا كذب فيها ملتفين حول ذكرياتهم يفتحون نوافذها في فترت متباعدة ويفتحونها هذه المرة على وسعها في سبيل أن يقوم هذا الفيلم بتسجيلها، لابد أن تتساءل عن أي تاريخ ذاك الذي ورد إلينا ولا يزال؟ أهو تاريخ الأقوياء وحده؟٠


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
NOW SHOWING | معروض حالياً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


THE HURT LOCKER ***
خزنة الجرح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخرجة تحقق أفلام الأكشـن والتشـويق تجد في
حرب العراق مادة خصبة لفيلم عن حرب أعصاب
وخوف٠
----------------------------------------------------
هذا الفيلم الجديد للمخرجة كاثرين بيغلو مدّته ساعة وثلاثون دقيقة، وقبل نحو ثلث ساعة من نهايته يصيح عراقي تم شحنه بألغام مربوطة الى جسده بأسلاك وأقفال بأنه رب أسرة وهو لا يريد أن يموت٠ المشهد يقع في بغداد والفريق الأميركي المتخصص بمعالجة المتفجّرات وإبطال مفاعيلها، إذا أمكن، تصل الى حيث تم إيقاف الرجل في ساحة خالية محاطاً بأفراد الجيش الأميركي ومعهم مترجم عراقي ينقل للأميركيين نداءات العراقي الملغوم بإنقاذه٠
الرجل الذي تم ربطه الى تلك المتفجرات يبدو كما لو كان يعني فعلاً ما يقول. إنه يناشد الأميركيين التدخل لفك الأحزمة الناسفة من حوله لأنه يريد أن يعيش، وعلى رتابة توسّلاته، الا أن المترجم العراقي يصدّقه ويحاول حث المتخصص بإبطال مفعول القنابل والمتفجّرات الموقوتة، وليام جيمس (جيريمي رَنر) بتخليصه. يتقدّم جيمس لاستطلاع حالته. يقطع المسافة وأنت تترقّب. هو وأنت ترتابان بالعراقي، فلربما كان ذلك فخّاً لكن لو كان فخّاً لما يساعد على الإقلال من عدد المصابين بكشف نفسه؟

التفعيلة السينمائية هنا هي أن العراقي الملغوم يحرّك يده قرب ما يبدو زر التفجير بينما يصيح به جيمس مراراً وتكراراً بوضع يديه خلف رأسه. ويمتثل الرجل لأنه يعني ما يقول. المأساة هي أن المتفجّرات موقوتة وهناك دقيقتان تتسارعان صوب نهايتهما لا تكفيان لكسر كل تلك الأقفال المحكمة المربوطة برزم المتفجّرات. حتى ينقذ جيمس حياة العراقي ولكي يقوم بمهمّته بنجاح عليه أن يكسر كل قفل منها والوقت لا يسمح له بذلك. ينظر إليه ويقول: "اسف، لا أستطيع فعل شيء. ليس هناك وقت لذلك". يصرخ الرجل به لينقذه مرارا. لكن الجندي، وقد بقي من الوقت خمس وأربعين ثانية، يتراجع ويركض مبتعداً. الأولوية هنا هي السلامة إن لم يكن لإثنين فلواحد. يتلو العراقي الشهادة وتنفجر العبوّات المربوطة الى جسده وهو لا يزال يتلوها٠


لكي يصل المشاهد الى هذا المشهد من فيلم المخرجة كاثلين بيغلو الجديد »خزنة الجرح« يمر بسلسلة متعاقبة من عمليات فك ألغام وإبطال مفعول متفجّرات وتفادي الكمائن. فيلم المخرجة التي يتألّف تاريخها السينمائي من أفلام أكشن بوليسية ومستقبلية مثل »أيام غريبة« و»الفولاذ الأزرق« و»بوينت بريك« عادة ما يخرجها رجال، لا يحتوي على قصّة تبدأ وتنتهي تبعاً لحبكة. إنه عبارة عن مشاهد من أرض المعركة مشغولة بكاميرا دجيتال جديدة أسمها
Aaton A Minima
توصف بأنها أصغر كاميرا تصوير مع كل المواصفات التي تحتويها الكاميرات الأكبر حجماً. التصوير تم في الأردن (وبعض المشاهد في الكويت) لكن الأحداث كلها في أتون حرب العراق سنة 2004 والإختصاصي وليام جيمس يعمل في وحدة بقيادة سيرجنت أفرو-أميركي أسمه صنبورن (أنطوني ماكي). وفي بداية الفيلم نشهد اختصاصي آخر يقوم بالمهام المطلوبة منه لتعطيل متفجّرة وسط الشارع٠ السيرجنت ومجنّد شاب أسمه الدريدج (برايان جيراتي) يحرسانه. الإختصاصي يكتشف أن السلك متصل بأسلاك عدّة في الوقت الذي يشاهد فيه السيرجنت عراقياً يحمل جهاز هاتف نقّال. يطلب منه أن يرميه لكن الرجل يضغط الزر فينفجر المكان ويُقتل الإختصاصي على الفور ليحل محله وليام جيمس القادم من أفغانستان والذي لا يُبالي بالتعليمات. جزء من الفيلم يقوم على العلاقة المتوتّرة بين السيرجنت والمتخصص. الأسود والأبيض، لكن الجزء الشامل والأكثر تأثيراً يقوم على الخطر المكثّف الذي يعيشه الجنود الأميركيون في العراق٠

المخرجة كاثرين بيغلو

معاملة بالمثل
كاثرين تؤم هذا العمل من زاوية لم يسبق لأحد من المخرجين الذين اشتغلوا على الموضوع العراقي أن أمّها من قبل. إنها تتحدّث عن "أولادنا في الحرب" أي تلتزم بقصص البطولة في الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة من دون أن تتحدّث عن الحرب ذاتها. تصوّر محنة الجنود الأميركيين العاملين في العراق، لكنها غير معنية بتصوير انعكاس الوضع على العراقيين الا لُماماً. هناك أبرياء، تقول لكنها لا تود التأكيد على ذلك. فالعراقي الذي ينشد الحياة ويرجو الأميركيين إنقاذها، قد يكون كاذباً. صحيح أن هذا التفعيلة مُستخدمة لأجل إبقاء فتيل التوتر مشتعلاً، لكن في نقطة ما كان يجب أن يتحوّل فيها هذا الممثل من دمية تكرر نداءاتها الى رجل ندرك وضعه ونتأسّف له. ماذا عن لقطة قريبة وقد أدرك لحظتها أن حياته انتهت؟
العراقيون الآخرون في الفيلم مُستخدمون لتقديم أمثلة من عدم الثقة. لا هم يثقون بالأميركيين ولا الأميركيين يثقون بهم. ونظراً للمعالجة التي يعتمدها الفيلم (معالجة من لا يبحث بل من يقدّم رصداً للشخصيات الأميركية وحدها) فإن الزاوية التي تنظر منها المخرجة الى هذا الوضع يمنح الأميركيين عذراً لعدم الثقة (كيف تثق إذا ما كان الآخرون يبدون غالباً كأشباح؟) ولا يمنح العراقيين أي عذر على الإطلاق. الإستثناء الوحيد هو ذلك الصبي الذي يبيع جيمس نسخ دي ڤي دي مقرصنة (و يقوم به كريستوفر صايغ) جيمس، كعادة أميركيين كثيرين في كل حرب، يستلطف طرق الصبي الملتوية لبيعه الديسك بخمس دولارات ونجاحه في ذلك ثم يفتقده من على العربة التي يعمل عليها تحت وصاية صاحبها (حسن درويش). بعد ذلك يجد ميّتاً وفي بطنه متفجّرة مزرعة. يعود الى صاحب العربة مستفسراً ثم يطالب بإزالته من مكانه قائلاً لآمر النقطة":" كيف تثقون به؟ ربما كان يرصدنا؟". لاحقاً سوف يجبر الرجل على أن يأخذه الى بيت الصبي، لكن ذاك يوصله الى منزل ما ويتركه هناك ويهرب. في لقطة لاحقة الصبي لا يزال حيّاً لكن جيمس لا يعره أي اهتمام. لن يستطيع التورّط في إظهار عطف ليس في هذا الوقت ولا في هذا الموقع٠
في أحد المشاهد يدخل جيمس منزل بروفسور يقدّم نفسه بإسم بروفسور نبيل (يؤديه نبيل الكوني). العراقي أسبق من الأميركي في استيعاب الآخر، بينما يشوب الجندي الأميركي الحذر والخوف. كان يمكن مد هذا المشهد قليلاً لكن غاية المخرجة الحديث عن ذلك الخوف واللا ثقة وليس عن جسور مودّة وهي تقطع المشهد بظهور الزوجة وطردها الجندي الأميركي. دائماً هناك رفض للأميركي، لكن من ناحية أخرى هي لم تقم بما لا تقوم به سيّدة أخرى تجد جندياً في بيتها من دون انتظار. لابد أن تهب الى الدفاع٠
يحاول الفيلم أن لا يكون سياسياً، لكن السياسة فيه وفي نهاية المطاف يمكن حسبانه على خانة الأعمال المعادية للحرب، لكن ليس معادياً لمن يقوم بها. وهولا يمجّدها بل يسجّل روتينا من المجابهات الحادة التي تضع المقاتل والمواطن على جانبي عملة واحدة: لكي يعيش هذا على الثاني ان يموت او العكس٠

بتلك الكاميرا الصغيرة صوّرت المخرجة عملاً لا يمكن خدشه من الناحية التنفيذية. هي قادرة على الإستفادة من منهجها التسجيلي ذاك لتوليد توتّر دائم. لا حبكة في هذا الموضوع ولا أسلوب قصصي ما يتيح للشخصيات أن تمثّل أدوارها من دون خلفيات او تطوّر. على ذلك، فإن المثالين المتوفرين هنا، السيرجنت صنبورن والخبير جيمس، يتولّيان الحديث عن جزء غير مكشوف من حياتهما. الأول يريد أن ينجب قبل أن يموت (بحسبان أن الموت هو الأقرب منالاً كما يبدو في أرض الحرب) والثاني لديه زوجة وطفل ويود العودة اليهما يوماً٠
المناجاة بينهما واحدة من المشاهد القليلة »المرتاحة« نوعاً. باقي المشاهد وتبعاً لبصيرة المخرجة وموهبتها في تحديد منوالها من السينما، يقدّم حكاية تستنزف الكثير من الجهد. جهدها كمخرجة ومصممة لكل هذه الزوايا واللقطات والصياغة الفنية وجهدنا ونحن ننتقل من مثل الى آخر. من موقع لموقع وفي إحدى المرّات هذا الموقع هو فخ في الصحراء حيث نلتقي بالممثل راف فاينس كرئيس وحدة بريطاني يرتدي الكوفية العربية. مشهد صغير له غالباً ما تبرّع به للمخرجة التي استعانت به قبل سنوات حين حققت فيلمها الخيالي- العلمي الجيد (والمليء جوّاً مشحونا بالتوتر بلا توقف أيضاً) وعنوانه
Strange Days | أيام غريبة
امتهان طريقة كاميرا الدجيتال المحمولة ومتابعة أفراد من الجيش الأميركي في مواقعهم يلتقي بفيلم
Redacted | صياغة
قبل عامين. فيلم زار بضعة مهرجانات (أوّلها ڤنيسيا) لكنه عملياً لم يلق عرضاً تجارياً جيّداً. الفارق هو أن فيلم دي بالما جيّر المعالجة التقنية ذاتها لفيلم معاد لا للحرب وحدها بل لما يحدث فيها مُديناً الجيش الأميركي بناءاً على أحداث واقعية٠
هذا الفيلم ينشد تقديم نماذج لأبطال يحاربون لأنه طُلب منهم ذلك٠
في مطلع الفيلم عبارة تقول: "الحرب مخدّر"، وفي نهايته يرفض المجنّد وليام جيمس الحياة المدنية. كان عاد الى أميركا. زار زوجته وطفله، لكنه في المشهد التالي نراه وقد عاد الى أرض الرحى. النهاية ذاتها من حيث الحديث عن أن أثر الحرب كامن في عدم قدرة جنود التآلف مع الحياة المدنية بعد الخدمة ومؤاثرتهم العودة الى العراق، موجود أيضاً في بضعة أفلام أخرى تعرّضت لتلك الحرب بينها »وادي إيلاه« و»وطن الشجعان« والفيلم الجيّد (الذي أخرجته أيضاً إمرأة هي كمبرلي بيرس) »ايقاف الخسارة«٠

هوليوود وفّرت أفلاماً عديدة تناولت الحرب العراقية وذلك في السنوات الثلاث الماضية، لجانب تلك المذكورة هناك »المحظوظون« و»أسود كحملان« و»البركة ولّت« و فيلم برايان دي بالما المشابه في تركيبته لسرد الرواية في أسلوب وثائقي »تنقيح« الذي صوّره أيضاً بكاميرا دجيتال لزوم الأشرطة التي تريد وضعك في قلب ما يدور. معظم هذه الأفلام كانت معادية للحرب وليس منها ما حقق نجاحاً تجارياً ما استدعى توقّف هوليوود عن إنتاجها، وربما فيلم بيغلو هذا هو آخر لحين٠



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
CAST & CREDITS

DIRECTOR *** | إخراج
Kathryn Bigelow | كاثرين بيغلو
.............................................
CAST **** | ممثلون
Jeremy Renner جيريمي رنر
Anthony Mackie أنطوني ماكي
Brian Geraghty برايان جيراتي
Guy Pearce غاي بيرس
Ralph Fiennes راف فاينس
David Morse ديفيد مورس
سهيل دبّاغ، نبيل كوني، كريستوفر صايغ،
حسن درويش، نبراس قاسم
.............................................
SCREENPLAY ** | سيناريو
Mark Boal مارك بوال
.............................................
CINEMATOGRAPHY *** | تصوير
Barry Ackroyd داني أكرويد
(HD- Color) **
.............................................
EDITING *** | توليف
Chris Innis, Bob Murawski كريس إينيس، بوب موراوسكي
(131 min).
.............................................
MUSIC ** | موسيقا
Marco Beltrami, Buck Sanders ماركو بلترامي، باك ساندرز
.............................................
PRODUCTION DESIGN *** | تصميم مناظر
Karl Juliusson كارل جوليوسن
.............................................
PRODUCERS *** | منتجون
Kathryn Bigelow, Mark Boal, Greg Shapiro
كاثرين بيغلو، مارك بوال، كريغ شابيرو
.............................................
PROD. COMPANY.: First Light Prods/ Kingsgate/
Grosvenor Park Media.
DISTRIBUTOR: Warner [USA- 2009].



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجل الأفلام
كل فيلم تراه للمرّة الأولى هو فيلم جديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بابا عزيز ****



إخراج: الناصر خمير (2004)٠
..........................................................
في فيلم الناصر خمير الثالث مزيد من حكايات
الصحراء الموغلة بين الفانتازيا والنظرة الصوفية
بحثاً عن الحب والسلام| إنتاج: تونسي/ فرنسي
/ايراني
..........................................................

بفيلم‮ »‬بابا عزيز‮« ‬ينهي‮ ‬المخرج التونسي‮ ‬الناصر خمير ثلاثية من الأفلام التي‮ ‬تباعدت فيما بينها حتى بدت كما لو كانت منفصلة‮. ‬الفيلم الأول حققه الخمير سنة ‮٦٨٩١ ‬بعنوان‮ »‬الهائمون‮«. ‬الثاني‮ »‬طوق الحمامة المفقود‮« ‬سنة ‮١٩٩١ ‬والثالث،‮ ‬هو هذا الفيلم الجديد الذي‮ ‬حققه سنة ‮٥٠٠٢‬،‮ ‬أي‮ ‬بعد نحو أربعة عشر عاماً‮ ‬من الصمت‮. ‬ما‮ ‬يجعل الثلاثية ثلاثية،‮ ‬ليس مجرّد قرار‮ ‬المخرج،‮ ‬بل لأن هناك محوراً‮ ‬خاصاً‮ ‬يجمعها وأسلوب عمل ومعالجة‮ ‬يوحّد بينها‮. ‬فالأفلام الثلاثة تدور في‮ ‬رحى عالم من الأمس المُضاء والحاضر‮ ‬غير المرغوب فيه‮. ‬وتلتقي‮ ‬بشخصيات تمضي‮ ‬الوقت في‮ ‬البحث عن المفقود‮. ‬والأحداث جميعاً‮ ‬تدور في‮ ‬الصحراء‮. »‬الهائمون‮« ‬كان رحلة استاذ من المدينة انتقل الى بلدة صحراوية حيث أخذ‮ ‬يعيش طقوسها وأجواءها ومراجعها الزمنية والإجتماعية‮. »‬طوق الحمامة المفقود‮« ‬كان‮ ‬بحث شاب هائم‮ ‬في‮ ‬وجدان الحب باحثاً‮ ‬عن كل مرادفات الكلمة في‮ ‬الأدب العربي‮ (‬عشق،‮ ‬هيام،‮ ‬غرام،‮ ‬تيم الخ‮...) ‬هذا البحث‮ ‬يعيش أجواء نهضة الأندلس في‮ ‬آخر حلقاتها الحضارية‮. ‬في‮ »‬بابا عزيز‮« ‬ينتقل المخرج الى عالم آخر مرتبط بالعالمين السابقين ومختلف قليلاً‮ ‬عنهما في‮ ‬بعض الجوانب‮: ‬قصة درويش أسمه عزيز،‮ ‬وفتاة أسمها عشتار‮ ‬يجوبان الصحراء ويلتقيان خلال ذلك بشخصيات كل منها لديها قصة بحث موازية‮. ‬والجامع بين هذه القصص هو البحث عن هوية الذات وعن الحب المفقود‮. ‬

º حكايات‮ ‬ º
المشهد الأول للفيلم هو استقبال جديد للمكان المحبّب للمخرج‮: ‬الصحراء الموجودة في‮ ‬أفلامه الثلاث لكن المخرج‮ ‬هنا‮ ‬يبدأ بها حيث الكاميرا منصبّة على الرمال الصفراء ترتفع من الأرض وتتطاير في‮ ‬نثرات قريبة‮. ‬أحد‮ ‬يحفر شيئاً‮. ‬ترجع الكاميرا الى الوراء لتكشف المزيد‮. ‬نشاهد حفرة وفتاة صغيرة أسمها عشتار تخرج منها‮ (»‬كما لو وُلدت في‮ ‬الرمال‮« ‬يقول لي‮ ‬المخرج‮) ‬لاحقاً،‮ ‬ندرك،‮ ‬بجملة حوار قصيرة،‮ ‬أن المكان تعرّض لعاصفة رملية‮ ‬غطّت الفتاة وغطّت الدرويش الأعمى المسمّى‭ ‬‮»‬بابا عزيز‮«. ‬هذا الدرويش نجده محدودَباً‮ ‬في‮ ‬ركن لجانب عصاه‮. ‬وإذ تنفض الرمال عنه بعد العاصفة‮ ‬يبدآن رحلة طويلة على الأقدام‮. ‬الكاميرا بعيدة تصوّر‮ (‬يديرها،‮ ‬كما الحال في‮ ‬أفلام الخمير السابقة أجنبي‮ ‬هو‮ -‬هذه المرة‮- ‬الإيراني‮ ‬محمد كالاري‮). ‬رحلة محطّاتها بدايات لقصص أخرى،‮ ‬وأول محطة هي‮ ‬حين‮ ‬يأزف الليل فيجلسان وتسأل الفتاة بابا عزيز أن‮ ‬يروي‮ ‬لها قصّة‮. ‬يختار أن‮ ‬يروي‮ ‬لها قصّة الأمير الذي‮ ‬كان جالساً‮ ‬في‮ ‬خيمته ذات مرّة‮ ‬يراقب رقصاً‮ ‬شرقياً‮ ‬بشغف‮. ‬فجأة‮ ‬ينهض من مكانه‮. ‬يعتلي‮ ‬حصانه ويبتعد مطارداً‮ ‬غزالاً‮. ‬ثم‮ ‬يختفي‮. ‬أتباعه الوجلين‮ ‬يبحثون عنه وفي‮ ‬النهاية‮ ‬يجدونه أمام بركة ماء‮. ‬الكاميرا على البركة لكن لا إنعكاس لصورة الأمير عليها‮. ‬شيء مفقود في‮ ‬حياته لا نعرف ماهو‮.‬

تنام الفتاة الصغيرة‮ ‬والرواية لم تنته بعد‮. ‬حين تصحو نبدأ‮ ‬يوماً‮ ‬آخر‮. ‬وبعد قليل ننتقل الى قصة ثانية وذلك بوصولهما الى قرية تبدو كملتقى أعراق متعددة‮. ‬هناك شاب‮ ‬يقفز في‮ ‬البئر‮. ‬لا نعلم لماذا‮. ‬يرفعه الموجودين‮ ‬سليماً‮ ‬من بئر الماء ويبدأ بسرد قصّته‮: ‬كان له صديق‮. ‬الصديق أوصاه برسالة حب شعرية الى المرأة التي‮ ‬يحب‮. ‬حين كان‮ ‬يقوم بذلك تحت تأثير من جمالها كان‮ ‬يقع أيضاً‮ ‬في‮ ‬حبّها‮. ‬فجأة‮ ‬يشاهدان زوجها قادما من بعيد‮. ‬ينطلق الشاب من مكانه ويهرب قافزا من الشبّاك الى أسطح وممرّات والى حيث‮ ‬يقع بئر ما أن‮ ‬ينزل فيه حتى‮ ‬يجد قصرا كبيراً‮. ‬نعود الى الراوي‮ ‬وهو لا‮ ‬يزال‮ ‬يتحدّث ويفسّر لماذا قفز الى هذا البئر في‮ ‬القرية التي‮ ‬وصل بابا عزيز والفتاة إليها‮.‬

هناك قصة ثالثة تقع حين‮ ‬يتعرف بابا عزيز والفتاة عشتار الى شاب آخر‮. ‬هذا الشاب كان أيضا شاعراً‮. ‬وفي‮ ‬ديوان إحدى الأميرات ألقى ما أبكاها‮. ‬علقت به‮. ‬دعته الى حجرتها‮. ‬لقطة لاحقة‮: ‬هو نائم في‮ ‬صبيحة اليوم التالي‮ ‬عارياً‮. ‬يستيقظ ليجد رسالة منها تخبره إنها سرقت جواز سفره لكي‮ ‬تتحرر وتهرب من المكان‮. ‬يبدأ البحث عنها لأنه وقع في‮ ‬حبّها‮. ‬في‮ ‬مرحلة لاحقة،‮ ‬تسأل عشتار بابا عزيز أن‮ ‬يكمل لها قصة الأمير الذي‮ ‬لجأ الى بركة الماء‮ (‬القصة الأولى‮) . ‬حين‮ ‬يفعل‮ ‬يكون الفيلم استدار كحركة الصوفيين استدارة كاملة ووصل الى النهاية التي‮ ‬تشابه البداية‮. ‬يموت بابا عزيز في‮ ‬القبر الذي‮ ‬كان‮ ‬يعرف إنه سيؤول إليه‮. ‬شاب كنا تعرّفنا عليه في‮ ‬بعض المشاهد المتلاحقة‮ ‬يأتيه قبيل موته‮. ‬ثم‮ ‬يدفنه ويأخذ لباسه القشيف وحقيبة كتفه ويبدأ رحلته وحيداً‮ ‬في‮ ‬الصحراء‮.‬

º فانتازيا‮ ‬ º

أكثر من أي‮ ‬من فيلمي‮ ‬المخرج السابقين،‮ ‬هذا الفيلم عن الصوفية‮. ‬حسب منهج المخرج وفيلمه،‮ ‬الصوفية جمال الروح ترقص وتنشد وتغني‮ ‬حباً‮ ‬بالله والرسول‮ (‬صلى الله عليه وسلم‮). ‬وهو‮ ‬يمر على حالة الدراويش والصوفيين أكثر من مرة،‮ ‬لكنه في‮ ‬الفصل الأخير‮ ‬يصل الى قرية‮ ‬يؤم اليها الصوفيون من كل مكان‮. ‬المكان طبيعي‮ ‬لكن المخرج‮ ‬يزرع في‮ ‬أحشاء مبانيها الترابية نيراناً‮ ‬ويصوّر فوق أزقتها وساحاتها حفلات الصوفيين القادمين بمدارسهم المختلفة من الهند وتركيا وتركمان وفارس وسواها‮. ‬هنا‮ ‬يجسّد الفيلم رسالته على أفضل وجه‮. ‬يؤدي‮ ‬خدمته الى نفسه منجزاً‮ ‬الخطاب الروحاني‮ ‬الذي‮ ‬انصرف اليه منذ البداية‮. ‬ما‮ ‬يخفق فيه هو موازاة هذا الخطاب الروحاني‮ ‬المؤلف من مكنونات الصورة‮ (‬مرئية ومسموعة‮) ‬بآخر سردي‮ ‬على نفس القدر من التشويق‮. ‬الفيلم،‮ ‬لأسباب تتعلّق بإيقاعه كما بتعدد الحكايات ورتابة الحركة في‮ ‬معظمها،‮ ‬يبدو كما لو أنه‮ ‬يسير بالعرض‮. ‬وجهته،‮ ‬كما وجهة أبطاله،‮ ‬غير محددة‮. ‬هل هذه ملاءمة وانسجاماً‮ ‬بين شكل الفيلم ومضمونه؟‮ ‬غالباً‮. ‬لكن النتيجة،‮ ‬في‮ ‬هذه الحالة،‮ ‬أن الفيلم خال من الغموض بما‮ ‬يكفي‮ ‬لتوفير قدر من الإثارة،‮ ‬وتصويره‮ ‬يعتمد جماليات المكان من دون أن‮ ‬يبلغ‮ ‬هو نفسه شأناً‮ ‬فنياً‮ ‬مساوياً‮ (‬أي‮ ‬على عكس ما‮ ‬كان الحال عليه‮ ‬في‮ »‬طوق الحمامة‮«). ‬أفكار المخرج الجمالية موجودة‮. ‬تصويرها أقل جمالاً‮ ‬مما هي‮ ‬عليه‮.‬

المثير للملاحظة والإهتمام‮ ‬هنا أن الفيلم ناطق بالعربية والفارسية‮. ‬تبرير المخرج هو أن ذلك أمر مقبول نظراً‮ ‬لأن الصوفية تعرف ألسنة متعددة‮. ‬لكن في‮ ‬المنطق الأمر‮ ‬غير مبرر تماماً‮. ‬الإنتاج هو فرنسي‮/ ‬هولندي‮/ ‬بريطاني‮ ‬وفارسي‮ ‬مع قليل من التمويل العربي‮ (‬تونسي‮)‬،‮ ‬والتصوير،‮ ‬باستثناء مشاهد صُوّرت في‮ ‬جنوب تونس،‮ ‬تم في‮ ‬ايران،‮ ‬بالتالي‮ ‬هذا هو الأمر الطبيعي‮ ‬الأكثر وراء أن معظم اللغة المستخدمة إيرانية‮. ‬لكن هذا لا‮ ‬يجيب عن السبب في‮ ‬منطقية أن تتحدّث الشخصيات اللغتين الإيرانية والعربية في‮ ‬مكان واحد‮. ‬حتى بإعتبار أن هجرة إحداهما الى الأخرى تمّت بواسطة الفرق الصوفية،‮ ‬فإن ذلك لا‮ ‬يبدو أمراً‮ ‬يمكن القبول به لوحده‮. ‬

‮»‬بابا عزيز‮« ‬في‮ ‬نواحي‮ ‬أخرى هو أحد الأفلام الفانتازية العربية القليلة،‮ ‬وهذه بدأنا نشاهد منها عدة أعمال في‮ ‬الآونة الأخيرة‮. ‬الفيلم المصري‮ »‬ليلة سقوط بغداد‮« ‬يعتمد على فانتازيا،‮ ‬ولو محدودة،‮ ‬متبلورة في‮ ‬السؤال التالي‮: ‬ماذا‮ ‬يحدث لو أن عالماً‮ ‬مصرياً‮ ‬أخترع جهازاً‮ ‬لردء الهجوم الأميركي‮ ‬على مصر‮ (‬أي‮ -‬أيضاً‮- ‬ماذا لو هاجمت أميركا مصر عسكرياً؟‮). »‬يوم جديد في‮ ‬صنعاء القديمة‮« ‬يبحث في‮ ‬قصة ذات جوانب اسطورية‮ (‬أقصوصة المرأة التي‮ ‬هجرها حبيبها والاستاذ الذي‮ ‬لا‮ ‬يزال‮ ‬يسمع صدى الطفلة التي‮ ‬توعدته وهمس المدينة المرتمية في‮ ‬بعض التقاليد والمفاهيم الآخذة شكل حكايات تشبه حكايات الجن‮). ‬لكن‮ »‬بابا عزيز‮« ‬هو الوحيد المبنى بكامله على وضع فانتازي‮ (‬الوضع هذا هو التبرير الكبير الوحيد الذي‮ ‬يمكن إدراج ملاحظاتنا السلبية في‮ ‬الفقرة السابقة تحته‮). ‬الحكاية كلها لا‮ ‬يمكن القبول بها الا على هذا الأساس‮. ‬والحصيلة الفنية الكاملة لها إيجابية،‮ ‬ولو أن النواقص الموجودة،‮ ‬وهي‮ ‬ليست خطرة إنما ملاحظة،‮ ‬تحجمه عن أن‮ ‬يبلغ‮ ‬الطموح الكبير الذي‮ ‬يصبو إليه‮. ‬ولعل أهم إنجاز حقيقة أن الفيلم‮ ‬يبرهن على أن الناصر خمير لا‮ ‬يزال صاحب مدرسة فريدة عربياً‮. ‬سينماه هي‮ ‬لمتعة الخيال وروحانية الحدث وجمالية المكان والمضمون‮. ‬أمر كان‮ ‬يشتغل عليه السوڤياتي‮ ‬الراحل سيرغي‮ ‬برادجانوف وبقي‮ ‬مخلصاً‮ ‬له‮. ‬حتى لو أن المخرج التفت صوب أسلوب عمل آخر في‮ ‬المستقبل،‮ ‬وبصرف النجاح المنتظر من ذلك الأسلوب،‮ ‬فإن هذه الثلاثية ستبقى حجر زاوية لأكثر من جانب شخصي،‮ ‬بالنسبة اليه،‮ ‬وعام بالنسبة للسينما العربية ككل‮.‬

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•‮ ‬تمثيل‮: ‬برڤيز شامنخو،‮ ‬مريم حميد،‮ ‬نسيم كحلول،‮ ‬محمد‮ ‬غرايا،‮ ‬حسين بناهي‮.‬
•‮ ‬سيناريو‮: ‬الناصر خمير‮ ‬•‮ ‬تصوير‮: ‬محمود كالاري‮ (‬ألوان‮- ٥٣ ‬م‮) ‬• موسيقى‮: ‬أرماند قمر‮ ‬•‮ ‬صوت‮: ‬ستيوارت ويلسون‮ ‬•‮ ‬توليف‮: ‬إيزابيل راتيري
إنتاج
‬ ‬Annibal Films/Les Films du Requin Behnegar


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠



0 comments: