ISSUE 37| District 9 | Ponyo | The Crusades

FLASH*BACK

Les Vampires (1915) ****



Nosferato قبل فيلم الفامباير الألماني الصامت للمخرج ف. و. مورناو المعروف بـ
قام الفرنسي لوي فيوياد بتحقيق هذا الفيلم مؤلّفاً من خمسة عشر فيلماً قصيرا تم إطلاقها مسلسلا
سينمائياً وجمعت لاحقاً في فيلم واحد ومتوفّر حالياً على أسطوانات. البذرة الأولى للسوريالية في السينما تجدها هنا، بالإضافة الى صنعة جيّدة تأخذ بعين الإعتبار رسالات إجتماعية من المثير معرفة إن السينما عبّرت عنها حتى في ذلك الحين. الصراع بين الخير والشر في تواز مثير هنا كذلك حقيقة أن الفيلم احتوى على كل ما احتوته أفلام الرعب اللاحقة من عناصر، من بينها عودة الموتى الى الحياة، ولو ضمن ما كان متوفّراً حينها من تقنيات تعبير٠


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
NOW SHOWING | يُعرض حاليا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

DISTRICT 9 *** | المقاطعة 9


فيلم مفاجيء من خارج هوليوود جديد ومختلف
في نطاق إحدى أكثر سينمات العصر نشاطاً:
الخيال العلمي٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أوّلاً، الرقم٠
هذا العام مليء بالأفلام التي تحمل الرقم 9 في العنوان: إحدى عشر فيلماً روائياً للسينما. نحو خمسة عشر فيلماً قصيراً. فيلمان من إنتاج العام الماضي لم يُعرضا بعد ورهط من أفلام البورنو المسجّلة في جمعية المنتجين الأميركيين في هوليوود كما تقتضي الإجراءات٠
من بين هذه الأفلام خمسة لها وضع لافت إذ تشترك في كونها أفلاماً فانتازية
Plan 9
وهو فيلم من إخراج وكتابة وتمثيل جون جونسون يحتوي مزيجاً من الرعب والخيال العلمي٠
Psych 9
لأندرو شورتل مع سارا فوستر، كاري إلويس ومايكل بين٠
09-9-9
لهوارد وكسلر مع لوسلين منرو حول بلدة أميركية صغيرة هوجمت من قبل فضائيين مجهولين في ذلك التاريخ٠
9 ثم هناك
فيلم الأنيماشن الذي أنتجه تيم بيرتون وقصّته غرائبية في مجال الخيال العلمي أيضاً
District 9 و

الذي يختلف عن كل ما عداه في نواحي كثيرة من أهمّها أنه مدهم. لم يثر غباراً قبل وصوله وحكايته غير مطروقة ونجاحه لم يكن متوقّعاً. فيلم بثلاثين مليون دولار (أقل من ميزانية أي فيلم خيالي- علمي آخر في الجوار) . نحن لسنا مع غزو للأرض من قبل وحوش الفضاء، ولسنا في رحلة أرضية صوب الكواكب البعيدة في في حالة يتم فيها بحث وضع إجتماعي ناتج عن وجود مخلوقات بيننا كل ما تحاوله هو أن تعيش منعزلة عنّا ربما لإدراكها بنواياها العدوانية تجاه الآخرين. وحقيقة أن الأحداث تقع في جنوب أفريقيا، البلد الذي دخل التاريخ قبل تغيير نظام الحكم على أنه الحكم العنصري الأول حول العالم، تجعل من الملائم الحديث عن موقف عنصري يمارسه النظام ضد الطارئين من الفضاء من دون أن يبحر في القضايا الإجتماعية او في هذه القضية على نحو محوري٠

يفتح الفيلم بتقرير من كلمات موجزة تشير إلى أن مركبة فضائية ضخمة تجمّدت فوق ضواحي جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا بين السماء والأرض. لم تطلق النار ولم تتدخّل في شأن أحد. بل بقيت هناك والطيران الأرضي يحوم حولها لمعرفة نواياها. بعد حين خرج منها نحو مليون مخلوق فضائي على أشكال وحشية، لكن أحدهم لم يشكّل خطراً على أحد وحطّوا على الأرض طالبين اللجوء. السُلطات الدولية تدخّلت وأمّنت لهم رقعة من الأرض (مباشرة تحت المركبة المتجمّدة) زرعتها بالأكواخ العشوائية وأسكنت فيها هذه المخلوقات تقتات من المساعدات ومن الحشرات وتدمن طعام القطط التي تبيعها لها مجموعة من التجار النايجيريين المسلّحين تحت قيادة رجل مقعد. بعد عشرين سنة وصل عدد سكّانها الى مليون و800 ألف نسمة. ما حذا وكالة بإسم
Multi-National United
أن تحل محل الحكومة في الإشراف على هذه المخلوقات المسالمة وإن بدت متوحّشة، والتي أدمنت على أكل معلبات طعام القطط ، وهي تأمرهم الآن بالرحيل الى مستوطنة (أقرب الى معسكر اعتقال) أخرى. لتنفيذ المهمّة سلمياً ميكوس (شارتلو كوبلي) وهو زوج إبنة رئيس الوكالة لويس بييت (لويس مينار). حين يُصاب ميكوس بجرح ناتج عن مشادّة مع أحد هذه المخلوقات يبدأ تحوّله الى واحد منها. رئيس الوكالة يقرر أن يستغلّ حالته بدراسة سبل توفير أوّل مخلوق مؤلّف من جينيات آدمية وغير آدمية، لكن ميكوس يهرب من المختبر وهو لا يزال ملوّثاً والقصّة من هنا مطاردات بحثاً عن نجاة صعبة خصوصاً وأن ميكوس ملاحق من قبل المشرف العسكري على الوكالة الذي يتمتّع بروح عالية من الكره لميكوس كما للمخلوقات وربما لكل شيء آخر




الوحيد الذي يحاول مساعدته هو أحد هذه المخلوقات وذلك لقاء أن يُعيد ميكوس أنبوباً كافياً لتلصيح شأن المركبة العالقة. إنها فرصة ميكوس للعودة الى آدميّته، لكن هناك مفاجأة تنتظر هذه الغاية قد تعيق تنفيذها في الوقت المناسب٠
قبل عشر سنوات من هذا الفيلم انطلق للعروض فيلم »مشروع بلير ويتش« لدانيال ميريك وإدوارد سانشيز عامداً الى أسلوب ما يصح تسميته "سينما الخيال- الواقعي". أي هو فيلم غير وثائقي مصنوع كما لو أنه تسجيل حي وواقعي للحادثة التي يعرضها. لإتمام الغاية الكاميرا التي يعرضها الفيلم لا تنتمي الى كاميرا صانعيه، بل تتقمّص تجسيداً منفصلاً قائماً بحد ذاته من خلال تقديم (خارج الكادر معظم الوقت) بأن هناك مصوّرا يصوّر لنا الفيلم الذي نشاهده. بما يعني أن ما نشاهده ليس صنع ميريك وسانشيز بل من صنع مصوّر (مجهول) كان يرصد ما يقع أمامه بكاميراه الخاصّة٠
على هذا النحو خرجت أفلام كثيرة معظمها من الرعب والان هذا الفيلم الخيالي -العلمي. بدايته تقدّم لنا مقابلات مسجّلة للكاميرا وميكوس الذي يحضّر نفسه لمهمّة حث المخلوقات على الرحيل من موقعهم الحالي الى موقعهم الجديد. والفيلم كله بهذا المنهج لا يخونه الا مشاهد محدودة ودائماً قصيرة (مثل المشهد الذي يجمع بين زوجة ميكوس الملتاعة لما حدث لزوجها ووالدها الواقف وراء محاولة استغلال تهجين ميكوس تجارياً). إذ يؤسس »المقاطعة 9« نفسه على هذا السياق فإنه يمارس المزيد من الإختلاف عن باقي أفلام الخيال العلمي التي تناوبت لا هذا العام وحده بل في الأعوام السابقة٠
هذا الإختلاف يجعل من المضمون المطروح ورقة فريدة كونها كتابة لم يسبق لفيلم مماثل أن قام به. لا أقصد أن أفلام الخيال-العلمي بلا مضامين ورسائل. من الأفلام التي طرحت الحرب الباردة نطاقاً، الى تلك التي تحدّثت عن خطر تقويض الحرية الأميركية الى تلك التي فجأة ما حاولت منح أهل الفضاء جانباً إنسانياً وصولاً الى تلك التي عادت الى تصويرهم الأقدر على فعل كوارثي يدمّر العالم بأسره وفي ذلك تضاد مع فكرة أن تدمير العالم سيكون نتيجة قوى أرضية٠
هذا الفيلم لا يقدّم أهل الفضاء على نحو إيجابي كامل او سلبي كامل. هم مخلوقات ربما حملوا في ذواتهم ما يحمله أهل الأرض من ازدواجية معايير وجمع بين الجيد والسيء، لكن في الأساس هم شعب مهاجر (لسبب ما) موجود في غير موطنه ويتلقى المعاملة العنصرية التي قد يواجهها أي مهاجر حتى، وبل خصوصاً، إذا ما كان أرضياً٠
حقيقة أنه لا يوجد ممثل معروف (أول دور لشارلتو كوبلي الذي يؤدي دور ميكوس) يزيد من وقع الفيلم كحالة تسجيلية/ تقريرية/ أخبارية يكشف النقاب عنها للمرّة الأولى. كذلك فبمجرد تصوير معسكر اعتقال يعاني سكّانه من شظف العيش فإن الصور التي في البال تتلاقى وما يُبثّ على شاشة الفيلم. فجأة يتذكر المرء العنصرية التي يواجهها الفلسطيني اليوم، والتي واجهها في أكثر من بلد عربي فيما سبق (خصوصاً في لبنان حين انفلت أشبال المستقبل الفاشي قتلاً وتذبيحاً لهم) وفي الغرب قد يتذكر البعض معسكرات الإعتقال الأميركية لليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية ومعسكرات الإعتقال النازية لليهود٠

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة عن: التصوير

تم تصوير الفيلم بكاميرا دجيتال معروفة بإسم
Red One Camera
قادرة على التقاط مشاهد من 4096 بيكسال
عرضاً الى 2304 بيكسال عمودياً ونقلها مباشرة
الى الهارد ديسك. رغم أنها مناسبة لوضعية هذا
الفيلم ورغبته الأسلوبية الا أن النتيجة الفنية الصرفة
أقل من ممتازة٠ الكاميرا صوّرت بها مؤخراً أفلام
Knowing, Angels & Demons, G.I. Joe:
The Rise of Cobra
من بين أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعلى عكس العديد مما يصلنا تحت راية "الخيال العلمي" فإن »المقاطعة 9« حريص على عدم استعرض القدرات التكنولوجية بل إبقائها على مسافة واقعية. أولاً تصميم تلك المخلوقات روعي فيه أن يكون بلا هوية دامغة. إنها مخلوقات قبيحة بل شك (منتصف الطريق بين صرصور كبير ووحش البحيرة السوداء البرمائي) لكننا نتعلّم أن المسائل ليست بالمظاهر وأن المطلوب ليس الوقوع في حبّها (كما في »إي تي« لستيفن سبيلبرغ) ولا في كرهها (كما في "حرب العالمين" لسبيلبرغ أيضاً) وذلك تأكيداً لتأصيل الحس الطبيعي فيها كما سبق القول، فهي أصداء لحالة الإنسان. ثانياً هناك تصميم وصنع هذه المخلوقات على الكومبيوتر غرافيكس بخصور نحيلة وقامات مرتفعة ومزايا عادة ما تستغلها الأفلام الأخرى للإبهار، لكنها تبقى هنا قيد التداول الطبيعي. تمشي وتسقط وتقف وتتحرّك كما لو كانت -كالفيلم ووجهته الإخبارية/ التسجيلية- حقيقية٠
الناحية الوحيدة في المضمون التي لم تعجبني ليس لها علاقة بالتقنيات بل باستحداث أشرار أفريقيين لجانب الأشرار البيض. إنهم النايجيريون الذين يعيشون كالطحالب على جدار ذلك الوضع. عصابة همّ زعيمها البقاء حيّاً وقوياً ومعافى والإتجار بكل شيء بما في ذلك دفع المخلوقات للإدمان على تناول أكل القطط (قد يكون ذكر ذلك مثيراً للفكاهة، لكن الرمز سريعاً ما يتغلّب إذ يمكن الإستعاضة عن طعام القطط بالمخدّرات مثلاً). صحيح أن النايجيريين المقدّمين هنا بلا تحديد إذا كانوا من الشمال المسيحي او الجنوب المسلم الا أنه وضع عنصري في فيلم يعادي العنصرية. البديل؟ ربما لو كانوا ثلّة تعبّر عن أهل الأرض: الأسود والأبيض، الأصفر، البني، الأوروبي والأفريقي والآسيوي على قدر المساواة٠


تقنياً مقبول رغم أن نتيجة التصوير بكاميرا دجيتال تبقى أقل طموحاً من التصوير بغيرها. الكاميرا ذاتها أثبتت جدواها في فيلم أليكس برويا الرائع "معرفة« . كذلك فنياً، هناك محدودية نهائية لما يستطيع أن يحققه هذا الفيلم على بأسلوبه ذاك. إنه ليس الصنعة السينمائية ذاتها لأفضل أفلام الخيال-العلمي ولو أن هذا ما يميّزه عن سواه


CAST & CREDIT
DIRECTOR: Neill Blomkamp ***
CAST: Shrlto Copley
***, Jason Cpe, Nathalie Boltt, Sylvaine Strike, Elizabeth Mkandwie, John Summer, William Allen Young.
SCREENPLAY: Neill Blomkamp & Terri Tatchell
***
CINEMATOGRAPHER: Trent Opaloch (Digital- Color)
***
MUSIC: Clinton Shorter
**
EDITOR: Julian Clarke (114 min.)
***
PRODUCER: Peter Jackson
****
PROD. COMPANY: Key Creatives
DISTRIBUTOR: Tri-Star Pictures (South Africa-2009).




PONYO ***1/2 | بونيو


أنيماشن مُلهم من مخيّلة وصنع الفنان
الياباني هاياو ميازاكي ورسالته الإنسانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أول ما يلحظه المرء حين يشاهد الفيلم الجديد للمخرج هاياو مياكازي هو أن كل شيء نابع من الفيلم يبدو معنياً بتفاصيله ودقائقه على نحو واقعي رغم أن القصّة خيالية تماماً٠
الفيلم هو »بوينو« وهو رسوم متحركة جديد يضيفه المخرج المذكور الى قائمة أعماله السابقة في هذا المجال وهي »الأميرة مونونوكي« و»مفعم بالحيوية" و»حصن هاول المتحرك". ومع أن »بونيو« ليس تماماً من نفس مستوى تلك الأفلام، وذلك راجع الى طبيعة القصّة التي تأخذ على عاتقها أفكاراً وأبعاداً أقل عدداً وطموحاً من المرّات السابقة، الا أنه لا يزال ثرياً بالخيال وأفضل من العديد من الأفلام الأميركية في مجال سينما الأنيماشن، او ما نعرفه بالرسوم المتحركة٠

إنه عالم البحر من ناحية وعالم البر من ناحية أخرى. بداية الفيلم من نحو ست دقائق صامتة نشاهد فيها ألوان الحياة في الماء وأنواع الحيوانات قبل أن يطالعنا رجل أسمه فوجيموتو (صوت ليام نيسون في النسخة الإنكليزية) رجل عملاق يعيش في الماء ومسؤول عن رعيّة كبيرة من الأسماك ولديه قدرات سحرية مختلفة. إبنته سمكة من النوع المعروف بالسمك الهلامي (او "قنديل البحر") تصبو لأن تتحوّل الى آدمية. لكن والدها يحظر عليها ذلك رغم أن أمّها، كما يكشف الفيلم لاحقاً، هي كذلك. السبب هو أنه إذا ما أخفقت السمكة الصغيرة في اكتساب صفات الإنسان، اقترب القمر من سطح الأرض فارتفعت الأمواج وشهد الإنسان أعاصير تسونامي تغطّي الأرض. فوجيموتو مقدّم في مطلع الفيلم كما لو كان أباً جائراً لا يتمنّى الخير لأحد، لكنه في الواقع وكما ندرك في النهاية هو ليس كذلك٠


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة عن الموسيقا | جو هيساشي

جو هيساشي (58 سنة) موسيقار مخضرم وضع موسيقا
أفلام متعددة من بينها على صعيد الأنيمَ أفلام سابقة
لميازاكي من بينها
Spirited Away, How's Moving Castle
في هذا الفيلم، كما في معظم ما كتب المؤلف من موسيقا
أفلام، تتابع الموسيقا نبض الحدث الماثل بإلحاح لكن من
دون الضجيج الذي يعمد اليه معظم الموسيقيين الأميركيين
على سبيل المثال٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في سعيها للتحوّل الى بشر، تسبح السمكة قرب الشاطيء وسريعا ما تجد نفسها وقد دخلت في زجاجة لا تستطيع الخروج منها. هنا يلتقطها الصبي سوسوكي وينقذها من الإختناق ويضعها في الماء. إنه يعيش مع والدته في بيت فوق تل صغير يشرف على البحر. والدته ممرضة تعني بشؤون النساء العجائز في مركز صحّي ووالده هو الكابتن الذي لن نره يحط على اليابسة ولو أنه لن يبتعد كثيراً عن مكان الأحداث٠
سوسوكي يتعلّق بالسمكة ويمنحها إسم بونيو وهي تتحوّل فعلاً، وبعد أحداث، الى فتاة صغيرة تحظى بثقة الأم وبحب الصبي. هذا الحب الذي هو الضمانة الوحيدة لإنقاذ العالم من خلل في موازينه الطبيعية٠


الفكرة الأساسية
لا يختلف »بونيو« عن أفلام المخرج مياكازي أيضاً في درجة عنايته بالتفاصيل. إذا ما كانت هناك سمكة صغيرة فإن أحداً لا ينسى ظلالها. وإذا ما ابتعدت السيّارة وسط الأشجار ليلاً، فإن أضواء المصابيح الأمامية ستظهر من بعيد متسلّقة الأشجار ثم مختفية لتعاود الظهور أبعد في كل مرّة، كما في الواقع. كل هذا وسواه من يمنح الصورة وضعاً طبيعياً وواقعياً لا يتناقض مطلقاً مع خيالية الموضوع او المشهد. هذا هو نقيض مغامرات الأنيماشن الهوليوودي تماماً. ففي أفلام المؤسسة الأكثر شهرة في هذا المجال، يخشى الفنانون الواقعية على أساس أن الفيلم عليه أن يكون فانتازياً تماماً. وكل شيء، تحت سقف الفانتازية، عليه أن يكون مغالى في تكوينه حتى يمنح هذه الفانتازيا الخيال الذي تحتاجه٠
في الأنيماشن الياباني عموماً، وعند المخرج مياكازي تحديداً، فإن الخيال ليس في أن الشخصية تطير بلا أجنحة، او أن الجرذ يرقص التانغو او أن الدب يرفض أكل اللحم لأنه يريد أن يبقى صديقاً للأطفال، وخصوصاً الأطفال من المشاهدين، بل في التوسّع في الأفكار الإنسانية المطروحة هنا وفي هذا الفيلم فإن الفكرة الأساسية هي نشر الحب ونبذ الفرقة واحترام الإختلافات بين الناس٠
مرتان نسمع في الحوار عبارة "لا تحكم على الآخر من منظره"، كما لو أن الرسالة موجّهة الى جمهور اليوم متجاوزة الخطابات الإنشائية في المجال ذاته٠ عبارتان لا ريب تبقيان في بال المشاهد الصغير، ولو أن الكبار يستطيعون الإستفادة منها أيضاً٠

والفيلم يطبّق المبدأ على نفسه. يرفض تقسيم الشخصيات الى خيّرة وشريرة. والمعجزة أن الصراع الدرامي لا يتأثّر مطلقاً. فأم الصبي إمرأة قوية، والنساء العجائز طيّبات وتلك ذات القدرة على التذمّر الدائم من كل شيء تكشف عن وجهها الطيّب، والأب بالطبع ليس شريراً على الإطلاق. لا أحد شرير، لكن هذا لا يمنع من ان الفيلم في معظمه مثير وإثارته نابعة من حكايته وطبيعته كما من فن رسوماته٠
في هذه الخانة الأخيرة، فن رسوماته، فإن الكلام لا يفيد في التعبير عن ذلك النوع الخاص من الفن الذي، كموسيقاه، موجود من دون أن يحاول أن يهوي على رأس مشاهده بأي مطرقة كما تفعل أفلام أخرى. ألوان الفيلم غير قاسية، ولا عنيفة، ولا دامغة. يبتعد المخرج (قصداً) عن كل ما هو أحمر داكن وأصفر فاقع ويعمد الى مزيج بينهما. الى ذلك، هناك التفاصيل٠ لا شيء ينفذ من إلمام وملاحظة المخرج لكن من دون إزدحام. سلاسة مثالية٠



CAST & CREDIT
DIRECTOR: Hayao Miyazaki ****
VOICES (English Version): Liam Neeson, Cate Blanchette, Matt Damon, Tina Fey, Cloris Leachman, Lily Tomlin .
SCREENPLAY: Hayao Miyazaki
***1/2
CINEMATOGRAPHER: Atsushi Okui (Color)
****
MUSIC: Joe Hisaishi
****
EDITOR: Hayao Miyazaki, Takeshi Seyama (100 min.)
***
PRODUCER: Steve Alpert, Kathleen Kennedy, Toshio Suzuki
***
PROD. COMPANY: Studio Ghibli
DISTRIBUTOR: Walt Disney (Japan-2008).




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجل الأفلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


THE CRUSADES ***

صلاح الدين (الى اليسار) يواجه رتشارد

ماذا كان موقف المخرج سيسيل ب. دَميل
من صلاح الدين الأيوبي والحملة الصليبية؟


سيسيل ب‮. ‬دميل خلال التصوير

ورد‮ ‬فيلم سيسيل ب‮. ‬دميل هذا وسط مجموعة من أعماله التاريخية الدينية‮٠ ‬كان أخرج سنة‮ ‬1929‮ ‬أول فيلم ناطق له بعنوان‮ »‬ديناميت‮« ‬ولاقى ترحيباً‮ ‬محدوداً‮ ‬على عكس فيلمه التالي‮ »‬المدام شيطان‮«
‬The Squaw Man واللاحق
سنة 1930 (وتعني "الرجل المصاحب او المتزوّج من هندية)، وهو فيلم وسترن سبق للمشاهدين أن ‬خبروه مرّتين صامتتين من قبل‮٠ ‬في‮ ‬نهاية العام‮ ‬1931،‮ ‬وبعد جولة اوروبية أعادت له بعض الثقة في‮ ‬نفسه،‮ ‬رجع الى هوليوود ليكتشف أنه ما عاد مرغوباً‮ ‬كما كان حاله لكنه أصرّ‮ ‬علي‮ ‬العمل ووعد بقطع أجره والبقاء في‮ ‬حدود الميزانية‮. ‬ضمن هذه الشروط أنجز فيلماً‮ ‬دينياً‮ ‬مرحاً‮ ‬بعنوان‮ »‬علامة الصليب‮« (‬1932‮) ‬حقق فيه بعض نجاحاته السابقة أيام أخرج للشاشة الصامتة بعض تلك الأفلام الدينية مثل‮ »‬الوصايا العشر‮« (‬1923‮) ‬و»ملك الملوك‮« (‬1927‮). ‬بعده أخرج فيلمين آخرين انضمّا الى الى المخفق تجارياً‮ ‬من أعماله هما‮ "‬في‮ ‬هذا اليوم والعصر‮« (‬1933‮) ‬و»أربعة أشخاص خائفون‮« ‬Four Frightened People
‮(‬1934‮). ‬وإخفاقهما هذا دفعه للعودة الى سينما الملاحم التاريخية‮- ‬الدينية فأقدم في‮ ‬العام ذاته على‮ »‬كليوباترا‮« ‬وبعده مباشرة قام بإخراج هذا الفيلم عن الحرب الصليبية‮.‬
الروائي‮ ‬غراهام‮ ‬غرين كتب عن فيلم‮ »‬الصليبيون‮« ‬ملاحظاً‮:‬‭ ‬‮"‬أفلام دَميل الإنجيلية،‮ ‬الموازي‮ ‬الأقرب الى الأفلام الألمانية في‮ ‬هذا الإطار‮. ‬هناك ذات النقص الكامل للحس الزمني،‮ ‬ذات الشخصيات المضخّمة والأجواء المنفوشة وعيني‮ ‬طفل في‮ ‬بحثها عن التفاصيل‮". ‬
الى حد‮ ‬غير معيب،‮ ‬هذا صحيح‮. ‬اي‮ ‬الى ذلك الحد الذي‮ ‬على المخرج أن‮ ‬يختار الإلتزام بالتفاصيل التاريخية او بتنفيذ الرؤية السينمائية لتلك الفترة‮. ‬ودميل‮ ‬يختار دائماً‮ ‬الرؤية السينمائية على تلك التاريخية‮. ‬لكن في‮ ‬هذا الفيلم بالتحديد،‮ ‬هذه الرؤية التاريخية ليست هشّة‮. ‬بل تفاجئنا بأنها أكثر عدالة تجاه العرب من معظم الأفلام الغربية الأخرى التي‮ ‬دارت حول الحملة الصليبية‮٠ ‬
يحمل‮ »‬الصليبيون‮« ‬نقداً‮ ‬ملحوظاً‮ ‬للصليبيين مسجّلاً‮ ‬في‮ ‬أكثر من خانة‮. ‬

حياكة مؤامرات

تدور الأحداث التي‮ ‬اختارها‮ ‬السيناريو‮ (‬الذي‮ ‬وضعه ثلاثة هم‮ ‬هارولد لامب،‮ ‬فالدمير‮ ‬يونغ‮ ‬ودادلي‮ ‬نيكولز‮) ‬في‮ ‬إطار‮ ‬الحملة الثالثة‮ (‬1192-1190‮) ‬ولو أنه لا‮ ‬يحددها جيّداً‮ ‬او‮ ‬يتعامل مع مسبّباتها بشكل صحيح‮. ‬لكن التاريخ المحدد في‮ ‬مطلع الفيلم‮ (‬1187‮) ‬يشي‮ ‬بذلك‮. ‬ها هم ملوك وأمراء أوروبيون‮ ‬يتنادون،‮ ‬مرّة أخرى،‮ ‬للعودة الى القدس واحتلالها واسترجاع‮ "‬الصليب الحقيقي‮" ‬بعد أن جيّش ناسك عاد من هناك مشاعر الغضب متحدّثاً‮ ‬عن‮ "‬الشرقيين‮« (‬التعريف الأوروبي‮ ‬آنذاك للعرب قبل استبداله‮) ‬وبيعهم للنساء المسيحيات في‮ ‬سوق الرقيق‮. ‬الملك الفرنسي‮ ‬فيليب‮ (‬س‮. ‬هنري‮ ‬غوردون‮) ‬يهيّؤ الجيش ويقرر الملك رتشارد الثالث‮ (‬هنري‮ ‬ولكنسون‮) ‬المشاركة‮. ‬من هنا‮ ‬يبدأ الفيلم شرح أوضاع وظروف تجعله أكثر نقداً‮ ‬للبلاط الأوروبي‮ ‬وما‮ ‬يجري‮ ‬فيه من اهتمامه بتقديم العرب على النحو المتوقّع لهم كأعداء‮. ‬فهو‮ ‬يتحدّث عن المؤامرات الداخلية والعلاقات الدخيلة على الحملة وعن رتشارد الذي‮ ‬يتجاهل زوجته‮ (‬لوريتا‮ ‬يونغ‮) ‬رغم وعده لها بأن‮ ‬يمنحها منصباً‮ ‬رسمياً‮. ‬والقدس تبدو لها ولسواها من الشخصيات هدفاً‮ ‬مادياً‮ ‬ومصلحياً‮ (‬مؤامرة شقيق رتشارد لتعيين نفسه ملكاً‮ ‬على القدس إذا ما وقعت)‮٠ ‬المزيد من هذا الموقف والنقد‮ ‬يتجلّى حين وصول الحملة الى فلسطين وذلك من خلال ما‮ ‬يرسمه الفيلم حول شخصية صلاح الدين الأيوبي‮ (‬كما قام بها إيان كيث بجدارة‮) ‬من نبل واخلاقيات‮. ‬إنه أكثر من رتشارد تركيزاً‮ ‬على منهجه العسكري،‮ ‬أوّلاً،‮ ‬وأكثر استعداداً،‮ ‬في‮ ‬الوقت ذاته،‮ ‬للسلام‮٠ ‬كون الواقعية ليست المنشودة هنا،‮ ‬يتيح للفيلم إظهار حب صلاح الدين لزوجة رتشارد التي‮ ‬تهرب معه الى القدس قبل أن تكتشف أنها تحب زوجها في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يكتشف فيه الزوج،‮ ‬وقد انشغل عنها،‮ ‬بأنه‮ ‬يحبّها‮. ‬أساساً‮ ‬يصوّر الفيلم أن زواج رتشارد من الأميرة بيرنغاريا المارسيلية كان زواج مصلحة‮ ‬ما‮ ‬يجعل دفاع المشاهد عن‮ ‬رتشارد مشروطاً‮ ‬بموقفه قرب نهاية الفيلم‮. ‬
وسط هذه العلاقة‮ ‬يُبدي‮ ‬صلاح الدين تفهّماً‮ ‬حقيقياً‮. ‬في‮ ‬المقابلة الأولى بين صلاح الدين ورتشارد‮ ‬يعرض الأول مشروع سلام،‮ ‬لكن رتشارد‮ ‬يرفضه،‮ ‬وما تلبث المعركة أن تندلع خارج،‮ ‬ثم داخل قلعة مدينة عكا،‮ ‬قبل أن‮ ‬يتقدّم الصليبيون صوب القدس بقيادة رتشارد الذي‮ ‬صار لديه سبباً‮ ‬آخر للغزو هو استعادة زوجته‮٠ ‬هذا بالطبع الى جانب رغبته إنقاذ القدس من العرب،‮ ‬لكن العرب في‮ ‬الفيلم هم الذين‮ ‬ينقذون حياته حينما‮ ‬ينقلب عليه أحد الملوك الأوروبيين‮. ‬في‮ ‬المقابلة الثانية بين صلاح الدين ورتشارد،‮ ‬يعرض الأول على الثاني‮ ‬الإسلام وفي‮ ‬المقابل سيمنحه مقاليد القدس لكي‮ ‬يعيش فيها المسلمون والمسيحيون بسلام‮. ‬لكن رتشارد الذي‮ ‬يبدي‮ ‬تفهّما للعرض‮ ‬يعرض في‮ ‬المقابل هدنة‮. ‬حين‮ ‬يرى صلاح الدين أن زوجة رتشارد تحبّ‮ ‬زوجها فعلاً‮ ‬يخلي‮ ‬سبيلها وهذا ما‮ ‬يدفع رتشارد للعدول عن الحرب والعودة من حيث جاء‮٠‬


ما‮ ‬يحتاجه الفيلم من ضبط تفاصيل التاريخ‮ ‬يعوّضه على صعيد المشاهد الجماعية‮. ‬حين مشاهدة هذا الفيلم‮ ‬يدرك المرء سينما سيسيل ب‮. ‬دَميل التاريخية على حقيقتها‮. ‬بلا ولعه فقط بمشاهد المعارك والقتال،‮ ‬بل بكيفية تنفيذها وتصميمها وإدارتها‮. ‬وسواء أكانت المعركة في‮ ‬سهول مفتوحة او فوق القلاع‮ (‬حين‮ ‬يحاول الصليبيون احتلال عكا‮) ‬فإن المخرج‮ ‬يلاحق تفاصيل المعركة بوعي‮ ‬شديد لما تعنيه من إثارة ودراما معاً‮. ‬السهم المنطلق‮ ‬يُتابع،‮ ‬مثلاً،‮ ‬الى أن‮ ‬يصيب هدفه‮. ‬الحصان قد‮ ‬يُصاب‮. ‬الجندي‮ ‬الذي‮ ‬يهوى على رأسه الماء الساخن وهو‮ ‬يحاول الوصول الى أعلى جدار الحصن فيصرخ صوته مسموع‮. ‬حرارة الدفاع وضراوة الهجوم‮. ‬صرخة الموت وفعل السلاح كله مرصود في‮ ‬التحام‮ ‬يوفّر شروط الفيلم الحربي‮- ‬التاريخي‮ ‬الصحيحة والممحية اليوم من السينما‮٠‬
لم‮ ‬يلق الفيلم النجاح الذي‮ ‬يستحقّه حين عرض في‮ ‬صيف العام‮ ‬1935‮ ‬في‮ ‬بريطانيا والولايات المتحدة‮ (‬وفي‮ ‬خريف العام ذاته في‮ ‬دول أوروبية أخرى)‮٠ ‬لكنه كان آخر خسارة تعرّض لها دَميل‮٠‬

CAST & CREDIT
DIRECTOR: Cecil B. DeMille
CAST: Loretta Young, Henry Wilcoxon, Ian Keith, Katherine DeMille, C. Aubrey Smith, C. Henry Gordon
SCREENPLAY: Harold Lamb, Waldemar Young, Dudley Nichols.
CINEMATOGRAPHY: Victor Milner (B/W)
MUSIC: Rudolph Kopp.
EDITORS: Anne Bauchens (125 min)
PRODCUERS: Cecil B. DeMille.
PROD. COMPANY: Paramount [1935].



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠


1 comments:

مراد عبد الله said...

معذرة للتأخر في الرد "عطب كمبيوتر"
...
قرات التغطية الوافية ولا أستغرب قولك عن فيلم "الطريق" صحيح لم أشاهد طبعاً لكن ملخصه والرواية لا تفضي الكثير من الأبعاد القيمة والرسالة الفريدة...
إذا كانت المعالجة أمينة فينتج فيلم شاعري أو عاطفي تشويقي جيد في أفضل الأحوال
لكن ماذا عن دور فيجو مورتنسين؟ دور أوسكاري كما هو المتوقع له؟
--------
فيلم "المقاطعة 9" كانت من مشاهداتي اليوم واتفق معك إلا في الفقرة قبل الأخيرة. الفيلم قدم اللونينين من العرق الأبيض والأسود كشخصيات شر وعلى تواز واضح، ففي مقابل عصابة النايجيريين هناك ذاك الأبيض "الكاره لكل شسء"
أو تلك المختبرات العلمية من البيض أيضاً.... أرى ليس بالضرورة أن يجلب الفيلم كل الألوان من العالم فتبدو مقحمة إنما قدم منطقياً اللونين الأكثر تواجداً في جنوب أفريقيا وأعتقد ربما العالم بأسره.