Year 1, Issue 51
مناظر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
The Book of Eli
الأرقام الموضوعة أمام كل فيلم هي لتسهيل مهمّة الأرشفة ولو أنني لا أعرف كيف سأفعل ذلك. هي أيضاً لإحصاء عدد الأفلام التي سأقوم بالكتابة عنها من مطلع هذا العام حتى نهايته من دون الإضطرار للعد في الشهر الأخير من العام. وهي ليست عدد الأفلام التي شاهدتها. مثلاً خلال هذا الشهر شاهدت 41 فيلما ما بين أفلام جديدة في الصالات (11) وأفلام في مهرجان سندانس (15) وأفلام جديدة على أسطوانات وهي ليست مطروحة رسمياً بعد لكنها وُزّعت علينا لترشيحات الغولدن غلوب (5) والباقي (10 أفلام قديمة لم أرها من قبل٠
لا أرى ذلك أمراً مختلفاً عن موظّف عليه أن يواجه 41 زبوناً في الأسبوع (او إذا ما كان موظّفاً في أحد المصارف 41 زبوناً في اليوم) او الطبيب الذي عليه يعاين هذا العدد او أقل أو أكثر في الفترة ذاتها. أقصد أن المشاهدة المكثّفة من قِبل الناقد أمر يعود الى تخصصه وعمله، وليس ترفاً او محاولة للبرهان على شيء. على العكس الناقد مُطالب منه أن يرى كل شيء يستطيع الوصول اليه قديما او حديثاً والا فإن تخصصه أمر فيه تفاوت في أفضل الأحوال
مازالت المشكلة التي أواجهها هي في الوقت. كيف أنجز كل أسبوع عدداً يحمل ما شاهدته وكيف أنوّع بينها وكيف سيصل كل هذا الجهد الى القاريء. في هذا الشأن أرجو أني أصيب أكثر مما أخطأ٠
أمر آخر عليّ ذكره. ودّعت شكل العواميد الثلاثة الذي كنت طبّقته هنا على غرار ما فعلت في "ظلال وأشباح" وذلك للأسباب نفسها: العامودان (في الشكل السابق) كان من الصعب ملئهما والصورة أحسستها دائماً مضغوطة، كذلك الكلام. الشكل الجديد هو "سينما سكوب" بالمقارنة. لكني عمدت الى ذلك الشكل السابق لأنه شكل مجلة. طبعاً كانت تتطلّب وقتاً أكثر مما أستطيع توفيره. ربما هذا العام (في منتصفه او قرب نهايته) أنتقل الى تأسيس موقع، إذا ما وجدت سبيلاً ووقتاً الى ذلك لكن الآن هذا هو الشكل الجديد وأرجو أن ينال إعجاب المشاهدين... أقصد القرّاء
حسب الشكل الجديد فإن صالة ب انتقلت الى العمود الى اليسار كذلك تمّ "إفتتاح" صالة ثالثة لعرض سلاسل وتظاهرات مختلفة كل أسبوع٠
أرجو أن يعجبكم العرض٠
SALLE A
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 17 # ــــــــــــــــ
The Book of Eli ***1/2 | كتاب إيلاي
فيلم الأخوان هيوز أكثر من مجرد فيلم كوارثي آخر عن الحياة بعد دمار الأرض. إنه ع رجل يكافح لرسالة إنسانية مع كوفية فلسطنيةإخراج : ألبرت وألن هيوز
ممثلون رئيسيون: دنزل واشنطن، غاري أولدمان، ميلا كونيس
[كوارثي/ مستقبلي/ أكشن]
...........................................................................................................
في المشهد النهائي لفيلم "كتاب ايلاي" تقترب يد تحمل الإنجيل من رف كتب مصفوفة لتضع الكتاب على ذات الرف. إذا نظرت الى يسار الشاشة ستجد نسخة عربية من القرآن الكريم موضوعة بعناية فوق الكتب المصفوفة ذاتها. تتابع العين حركة الكاميرا المنصبّة على حركة اليد التي تحمل الإنجيل والمتقدّمة صوب رف المكتبة وترقب المكان الذي اختارته تلك اليد (ومن ورائها الإخراج) فإذا به وسط كتابين: نسخة أخرى من القرآن الكريم (إنكليزية) الى اليمين والتلمود الى اليسار. الإنجيل يوضع بينهما وينتهي الفيلم على الكتب الثلاثة تقف جنباً الى جنب٠
ومع هذه الرسالة الإنسانية العميقة ينتهي فيلم "كتاب إيلاي" الذي أخرجه الأخوين هيوز والذي، مثل أفلام أخرى ظهرت في الأعوام القليلة الماضية، يدور فوق كوكب الأرض من بعد أن تم تدمير الحياة الحالية بالكامل تقريباً. انهارت الحضارة المدنية والصناعية وكافّة أشكالها وبناءاتها الإنسانية وتحوّل البشر الذين بقوا على قيد الحياة الى مجتمعات صغيرة منقادة نحو المزيد من تدمير الذات. آخر هذه الأفلام كان "الطريق" لجون هيلكوت عن رواية كورماك مكارثي الذي يلتقي وهذا الفيلم في أن العالم فقد شمسه وماءه ونقائه وتحوّلت سماءه الى رماد وأشجاره الى ألواح عارية. كما يلتقي مع هذا الفيلم في أنه منطلق في رحلة. في "الطريق" هي رحلة لشخصين، رجل وإبنه، في "كتاب إيلاي" هي رحلة لشخص واحد. اختلاف آخر ليس لصالح "الطريق" هو أن الغاية من الرحلة في ذلك الفيلم غير واضحة باستثناء السعي للبقاء على قيد الحياة، أما في هذا الفيلم فهي رحلة لإيصال رسالة الى بقعة مدنية وحيدة لا زالت تتنفّس قدراً من العلاقة الإنسانية وأسبابها. هذه البقعة (على أشلاء سان فرانسيسكو) هي التي سينتهي اليها الفيلم٠
في جانب من جوانبه، فإن "كتاب إيلاي" هو فيلم أكشن على قارعة الطريق. يبدأ ببطله إيلاي دنزل واشنطن وهو يمشي (من ثلاثين سنة مضت على الكارثة الكونية) ملتحفاً بالكوفية الفلسطينية (ومغزاها واضح) في طريقه من شرقي اميركا الى غربها عازماً الوصول الى نقطة نهائية يسلّم عندها الكتاب الذي يحمله والذي سيحدد تعاليماً يستطيع الإنسان إذا ما اعتمدها أعاد تعمير الحياة على أسس سليمة. من هذه الناحية، دنزل واشنطن، في دور البطولة، هو نوع من مسيح جديد يحمل الإنجيل ويدافع عنه ضد قطّاع طرق وعصابات وآكلي لحوم بشر لكن الفيلم ليس رعباً ولا توجد فيه مشاهد لأكل لحوم البشر (كما هو الحال أيضاً في "الطريق"). بل أنه يحمل حتى مشاهد الأكشن التي فيه على نحو متمهّل ومحسوب. لا يضيف إليها المؤثرات الكبيرة ولا يحمّلها بالموسيقا والمؤثرات الصوتية المضجّة بل يضعها في إطار لا يبتعد عن الموازاة الطبيعية مع الفترة التي تقع فيها الأحداث. بكلمات أخرى، لو أن السينما عاشت لتصوّر هذا الفيلم في حياة ما بعد موت الأرض، كما يفعل هذا الفيلم، لكانت ستطرح أفلاماً على هذا النحو القشيب بإفتراض أن الاستديوهات الكبيرة دُمّرت أيضاً بفعل الكارثة التي أطاحت بمعظم أشكال الحياة٠
غاري أولدمان بين جنيفر بيلز (اليمين) وميلا كونيس
الأخوان هيوز يتجاهلان الإثارة الصوتية والبصرية المؤلّفة من مؤثرات خاصّة ومونتاج صوتي، ويعمدان الى مشاهد أكشن فيها حس الكوميكس ومعالجة الوسترن، او بتحديد أكثر، السباغتي وسترن. النتيجة جيّدة بصرياً وتنفيذياً مع هنّات لم يكن يجب أن تقع مثل التلاعب بالمسافة بين ايلاي وأحد المجرمين في مشهد معارك، ومثل توزيع الممثلين الكومبارس في ذات المشهد والإستغناء عن منح اللقطات الراصدة للتفاصيل الصغيرة مكانها. لذلك نرى أن اكتشاف الفتاة سولارا التي ستصاحبه في جزء من مشواره، وتقوم بها ميلا كونيس ثابتة حضوراً جيّداً، لوجود كتاب "ما" في حوزة ايلاي ما يدفعها للرغبة في معرفة محتوياته ، لا يحدث بطريقة مقنعة. يبدو الأمر كما لو أن ايلاي رغب في لفت نظرها إليه بمحاولة مفاجئة لاخفائه علماً بأنها لم تر الكتاب الا حين حاول إخفائه. ذلك ناتج عن التغاضي عن ميزنسان داخل المشهد كان يمكن من خلاله أن يلحظ ايلاي أن الغطاء انحسر عن الكتاب فيحاول، حينها فقط، إخفاءه٠
المستقبل هو الماضي، كتصاميم إنتتاجية وألوان في هذا الفيلم كذلك في "الطريق" و"زومبيلاند" وشيخ هذه الأفلام "ماد ماكس" [جورج ميلر/ استراليا 1979] وهذا منطقي لأن كل الإنجازات الصناعية والتقنية ستنضوي تحت تراب الكارثة الكبيرة٠
تبعاً لتلك التصاميم الإنتاجية التي تنص على أطلال لمباني وبلدة صغيرة وبضعة منازل في العراء، فإن الفضاء يتحدّث إلينا في هذا الفيلم معبراً عن وجوده. مثل الوسترن القديم هناك فضاء كامل لكي تستلهم منه بينما تتابع في المقدّمة شخصيات الفيلم وما تقوم به. الى ذلك، فإن التصوير بكاميرا "رد وان" (تصوير دان بيرجز) لا يشي بأنه دجيتال. معظم المشاهد خلال النهار، لكن حتى تلك الداخلية مشبعة وجيّدة الإضاءة باستخدام النور الطبيعي او ما يماثله٠
حين يصل إيلاي الى بلدة صغيرة، يصطدم بزعيم لها يبحث عن الكتاب ذاته لكي يبني عليه إمبراطوريّته. إنه يريد أن يعرف الوسيلة ليس اقتداءاً بالروحانيات والتعاليم الإنسانية بل لاستعارة المنهج التي أمكن للحياة الماضية أن تنشأ عليه. سريعاً ما يجد ايلاي نفسه ضد عصابة ذلك المترأس تساعده الفتاة التي تواصل حمل رسالته فيما بعد٠
المشهد الأخير المشار إليه في مطلع هذا النقد رسالة تدعو للتواصل بين الأديان السماوية الثلاث. لقد وضع الأخوين هيوز ايديهما على الرسالة المثلى في هذا العالم العنيف الذي نعيشه ودعيا الى التآخي في الوقت الذي ينضم فيه عملهما هذا الى سلسلة عريضة من الأفلام الحديثة التي أدركت أن الخيال العلمي والخيال المستقبلي نسيجان جاهزان لتقديم مضامين وأبعاد بالغة الجدّية٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
DIRECTOR: The Hughes Brothers (Albert & Allen). CAST: Denzel Washington, Gary Oldman, Mila Kunis, Ray Stevenson, Jennifer Beals, Evan Jones, Joe Pingue, Tom Waits. SCREENPLAY: Gary Whitta. CINEMATOGRAPHER: Don Burgess [Digital- Color], EDITOR: Cindy Mollo (118 mins). PROD. DESIGNER: Mindy Marin. MUSIC: Atticus Ross, Leoplod Ross, Clasudia Same. PRODUCERS: Broderick Johnson, Andrew A. Kosove, Joel Silver, David Valdes, Denzel Wahsington. PROD. COMPANY: Alcon Entert. / Silver Pictures [USA- 2010].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 18 # ــــــــــ
The Edge of Darkness *** |حافة الظلام
مل غيبسون يعود للشخصيات المتوتّرة والواقفة على الحافة في هذا التشويق البوليسي المشتغل على المؤامرة السياسية وخسارة العائلة في الزمن الصعبإخراج: مارتن كامبل
الممثلون الرئيسيون: مل غيبسون، راي وينستون، داني هوستون
تشويق بوليسي [مؤامرات/ عائلة/ إنتقام]٠
............................................................................................................
لو أن التحري مارتن ريغز، من سلسلة
Lethal Weapon سلاح مميت
البوليسية عاش من العام 1987 ولم تقتله رصاصة او لم ينتحر بلعبة روليت روسية، لأصبح اليوم الشخصية التي تطالعنا اليوم في الفيلم البوليسي الجديد "حافة الظلام" . في المحصلة، كلاهما من تمثيل مل غيبسون. الفارق الأساسي في الثلاثية المعروفة أنه كان يتصرّف بجنون. هنا، لا يزال مجنوناً. مجنوناً بحب إبنته التي خسرها في عملية اغتيال، ومجنوناً بتعقّب الفاعلين، ومجنوناً في الذهاب الى أقصى ما يستطيع من جهد لكي ينال من الفاعلين المنفّذين منهم والواقفين وراءهم. في نهاية الفيلم يحصد ثمن جهده. سيلتقي وإبنته ولو في عالم آخر
مل غيبسون دائماً جيّد في لعب دور الرجل الذي يعيش على الحافة. قدم على الأرض وقدم فوق هوّة ساحقة قد يقع فيها في أي وقت. لذلك المشاهد الأولى التي يلتقي فيها بإبنته الشابّة وقد وصلت لزيارته مشاهد تنفيذية عادية لا جهد خاص فيها. وهذا حسن لأنك لا تريد أن يواجهك الممثل من لقطاته الأولى بإداء لن يتطوّر لاحقاً (الا إذا استدعى السيناريو ذلك). في النقطة الحاسمة، سيفتح المحقق توماس كرافن باب منزله ليخرج منه بصحبة إبنته. أول ما يفعل سيتقدّم مجهول ويطلق النار على إبنته ويقتلها. رفاق التحري في شرطة بوسطن ينطلقون من زاوية أن أحدهم أراد قتل التحري فأصاب إبنته خطأ، وهم جميعاً يبدون مستعدين لبذل أقصى الجهد للبحث عن الفاعل وإلقاء القبض. لكن توماس لا يكترث للسبب. ما يعرفه أن إبنته ماتت بين يديه وأنه يريد أن ينتقم. قُتلت عن خطأ او قُتلت لأنها مقصودة لن تفرق معه كثيراً. حسناً، الأحداث بعد ذلك ستكشف له أنه لم يكن المقصود وأن إبنته كانت وقفت عند أسرار مهمّة تتعلّق بمؤسسة صناعية تطوّر، بتأييد من بعض عناصر الكونغرس، والأجهزة الحكومية، أسلحة نووية لحساب جهة غير أميركية (غير مُسمّاة في الفيلم). السيناريو الجيّد الذي كتبه وليام موناهان (أول سيناريوهاته المنفّذة "مملكة السماء" لريدي سكوت والثاني "المُغادر" لمارتن سكورسيزي والثالث "كيان الأكاذيب" لريدلي سكوت) وأندرو بوڤل يتقدم خطوة خطوة صوب خيوط حبكته (التي لن أذكرها هنا)، وحين يصل اليها يتابعها وينجح بعد ذلك في إبقاء المفاجآت تتوالى. كلما اعتقدت أن مفارقة ما ستقع تقع سواها، او لا تقع على النحو الذي تخيلت وقوعه
مل غيبسون وراي وينستون
توماس كراڤن سيقتل وسيتعرّض للقتل، وهذا متوقّع في مثل هذه الأفلام، لكن الفيلم لا يعمل على منوال المغامرات وحدها، وليست المسألة هنا مسألة فعل وردّ فعل وكر وفر. في صميم ما يحدث هناك مسألتين واحدة سياسية. الأخرى عائلية. مثل سيناريو موناهان "المُغادر" هناك وراء كلمات هذا السيناريو ذلك الحديث عن العائلة الناقصة فرداً. إذا تتذكرون، ليوناردو ديكابريو يريد بديلاً لأبيه يجده في جاك نيكولسون. في "حافة الظلام" هناك تلك الخسارة المتمثّلة في إبنة التحري وحياة التحرّي الصعبة بعد موت إبنته. في المقابل نسمع عن صديقة إبنته التي تدهسها السيّارة بعد أقل من دقيقة من إخبار التحري أن لديها إبنة صغيرة. ثم هناك ذلك الإنكليزي الذي يؤتى به لكي يخلّص المذنبين من المحقق العنيد (راي وينستون) الذي في مشهد يحفل بإدائه المتماسك يذكر بأن لا أولاد لديه. وحين يعترف أحد رجال البوليس بأنه على علاقة مع المؤامرة التي حيكت لاغتيال الفتاة (ثم والدها) يذكر مستعطفاً: "لدي أولاد". هذا فيلم متشرّب بالعائلة والخوف من خسارتها٠الناحية السياسية المتمثّلة بوجود مؤامرة لتصنيع أسلحة نووية لحساب قوّة خارجية ومن دون علم الحكومة (باستثناء السياسيين المشتركين) والتي يديرها جاك (داني هوستون، إبن المخرج الراحل جون هوستون) تُعيد الفيلم الى تلك الأفلام التي دارت حول مؤامرات سياسية يحيكها نافذون وحكوميون والتي اندلعت في السبعينات مثل
The Parallax View | Alan J. Pakula (1974) *****
Three Days of the Condor | Sydney Pollack (1975) **** و
قيمة تلك الأفلام، وقيمة هذا الفيلم أيضاً، هي أنها تمشي في ظلال وضع سياسي هو أكثر من مفترض. إنه رمادي يعكس حالة ضبابية يختلط فيها الحلفاء والأعداء فإذا بالمصالح الخاصّة هي التي تسيطر على القانون وتنفّذ عمليات القتل. هذا تحديداً ما يحدث في "حافة الظلام". صحيح أن السيناريو والفيلم بأسره كان يمكن له أن يستفيد من بعض التعقيد (ربما لو منح شخصية راي وينستون بعض التفسير) لكن الواضح أن المخرج مارتن كامبل ("كازينو رويال") كان يزين خطواته بدقّة مختاراً موقع منتصفاً بين أن ينجز فيلما للمضمون او عملاً للترفيه. وهو يُجيد بقدر مقبول في كلا الناحيتين٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
DIRECTOR: Martin Campbell. CAST: Mel Gibson, Ray Winstone, Danny Huston, Bojana Nvakovic, Shawn Roberts, David Aaron Baker. SCREENPLAY: William Monahan, Andrew Bovell. CINEMATOGRAPHER: Phil Meheux [35mm- Color], EDITOR: Stuart Baird (117 mins). PROD. DESIGNER: Thomas E. Sanders. MUSIC: Howard Shore. PRODUCERS: Tim Headington, Graham king, Michael Wearing. PROD. COMPANY: GK Films/ BBC films/ Warner Bros. Pictures [USA/UK- 2010].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفلام جديدة أخرى في إيجاز
When In Rome * | حين تكون في روما
Mark Steven Johnson | إخراج: مارك ستيفن جونسونتمثيل: كرستن بل، جوش دوهامل، أنجليكا هوستون، ول أرنت، جون هيدر
كوميديا عاطفية | الولايات المتحدة- 2010
# 19
كتبه إثنان من أسوأ كتّاب السيناريو في هوليوود هذه الأيام هما ديفيد دياموند وديفيد وايزمان ويدور حول فتاة شابّة أسمها بث (بَل) غير محظوظة في الحب تسافر الى روما لحضور عرس شقيقتها وتلتقط من نافورة روما الشهيرة بعض العملات المعدنية التي يرمي بها الزوّار عادة. سبحان الخالق، ما أن تفعل ذلك حتى يتغيّر حظّها: أربعة رجال كل منهم يظهر لها فجأة طالباً ودّها. وكل الأربعة أميركيين يزورون او يعيشون في روما. واو. يا للصدفة. حظ من السما. بذلك ليس على كاتبي السيناريو أن يجهدا في كتابة شخصيات إيطالية فلربما ذلك استدعى إحلال بعض التفكير محل بعض البلاهة. لا الحوار جيّد ولا المواقف فيها ما يُثير وكل شيء يبدو مثل نسخة عاشرة من فيلم آخر. بث تشتكي من أن هاتفها النقّال لا يعمل جيّداً في روما. ذات الشكوي التي نسمعها في فيلم كوميدي جديد آخر أسمه
Leap Year سنة الوثبة
بإستثناء أن بطلة ذلك الفيلم (آمي أدامز) تشكو من العلّة ذاتها وهي في أيرلندا. لكن العلّة الحقيقية في كلا الفيلمين هي واحدة: الرداءة واللا إكتراث لإنجاز شيء له قيمة٠
مهرجانات
Abel *** | آبل
Diego Luna | إخراج: دييغو لونادراما إجتماعية- المكسيك
# 20
الفيلم الأول للممثل المكسيكي دييغو لونا يترك بصمته كاملة على مشاهديه من خلال حكاية مثيرة للإهتمام لأكثر من سبب بينها أنه يختار ولداً في التاسعة من عمره لم يسبق له أن وقف أمام الكاميرا ويطلب منه تشخيص دور صعب. الولد، وأسمه كريستوفر رويز إسبارزا ينجح في الإختبار كما ينجح المخرج في الإختيار ويمنحان الفيلم وجوداً مُعاشا حول ذلك الصبي الذي يأخذ على عاتقه هموم أسرته كاملاً. إنه مريض نفسي والقليل حول تاريخه سوى أن والده غائب منذ سنوات قليلة. يقرر فجأة أنه رجل البيت متخيّلاً أن أمه زوجته وأخويه هما أولاده. ما يبدو طريفاً لحين وجيز ينقلب الى شعور بالمأساة. الكاتبان لونا وأغوستو مندوزا يهتمّان بالبيئة ويحصدان نتائج إيجابية في هذا المكان لكن الصبي ووضعه المتأزم هما ما يحرّك الفيلم أكثر من أي شيء. ربع الساعة الأخيرة هي أقل فترات العمل إجادة مع نهايات متعددة تستطرد من دون أن تضيف٠
Waiting For Superman *** | بإنتظار سوبرمان
Davis Guggenheim | إخراج دايفيز غوغنهايموثائقي- الولايات المتحدة
# 21
تسجيلي ناقد للسياسة الخاطئة في معاملة السجناء وسوء الإستفادة من مدد عقوباتهم لأجل تثقيفهم وتعليمهم ثم تأهيلهم لحياة ما بعد السجن. الموضوع يبدو جافّا، لكن الفيلم ليس كذلك. غوغنهايم يوفّر لموضوعه خامة بحث ديناميكية وذات إيقاع ينتقل بين جوانبه من دون ملل او كلل. ومن هذا الجانب في قراءة العلاقة (او للاعلاقة) بين المساجين وبين الحياة التعليمية ينطلق الفيلم ليجوب في شتّى تلك الدروب التي تحيط بموضوع التعليم في الولايات المتحدة وكيف يتم هدر الأموال وتحصيل أقل قدر من العلم في المقابل وبعض الأخطاء تقع نتيجة بيروقراطية او قلّة اهتمام او كليهما معاً٠
Four Lions ** | أربعة أسود
Chris Morris | إخراج: كريس موريسكوميديا - بريطانيا
# 22
أربع جهاديين مسلمين في لندن يثيرون خيال المخرج التلفزيوني (في أول فيلم سينمائي له) فيستدر منهم العديد من الضحكات في محاولاتهم المتواصلة لإنجاز عمليات إرهابية في العاصمة البريطانية. الكوميديا "فارْس" مكشوف طوال الوقت وهزيل وتهريجي، لكنه جديد من نوعه بالنسبة للأفلام التي أقدمت سابقاً على التطرّق لموضوع الإرهاب في أوروبا (او في أي مكان آخر) من حيث أن محاولات الأربعة تنضح بالسذاجة ولا تضاهيها سوى سذاجة رجال البوليس البريطاني- حسب وصف الفيلم٠ هناك قدر من الإهانة للأشخاص لكن أحداً لا يستطيع أن يدافع عن أفعالهم لأنها محفورة في وقائع جرت قبل ثلاث سنوات. رغم محاولات الفيلم تقديم نقد لكلا الجانبين، فإن ما يمنع هذا النقد من بلوغ شأنه خفّة العمل عموماً التنميط الشديد ما يجعل الفيلم ملهاة لا تخدم رسالته او تساعده على منح الموضوع القدر الذي يستحقه من أهمية٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2010٠