مناظر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت كثيراً من المقالات حول العلاقة بين الأدب والسينما. البعض يذهب نحو استنتاجات مفيدة، والبعض الآخر يخلط بين الأمور بحيث لا شيء يربط بين أحكام وقوانين كل وسيط والكلام، في هذا البعض الثاني، يختلط ويميل الى العموميات وينتهي الى لا شيء محدداً٠
لكن الأساسي هو التالي: الرواية الأدبية (الجيدة) هي صوت داخلي يعبّر عن الذات المنفردة سواء أكانت في شخص الكاتب او في شخصية أخرى يبتدعها. الفيلم هو صوت أيضاً لكنه لا يعد داخليا بالضرورة إذ عليه أن يصبح قادراً على أن يُرى ويُسمع. الكاميرا تترجم الصوت الأول الى صور. المخرج يستعين بعناصر الإنتاج المختلفة. الكاميرا بعناصر الصورة. والفيلم بقواعد التعبير المختلفة. الموسيقا وأصوات الناس والمؤثرات الصوتية تمنح القصّة المزيد من اتساعها لتصبح أكثر شمولاً. في الرواية قد تكتب: وتحرّكت يده فوق الطاولة الخشنة سامحاً لراحة يده أن تلتقط نثرات الخشب المنغرزة في الوقت الذي أصدر الباب صوتاً حفيفاً حين فتحته صديقته٠
في الفيلم ستبني البيت القديم وستضع الطاولة الخشنة وعلى الكاميرا، إذا ما كان ذلك ضرورباً لترجمة الوصف، ان تلتقط بلقطة قريبة نثرات الخشب وهي تدخل راحة اليد وربما بعد الدم. ثم ستسمع ما لا تسمعه في الكتاب: صوت الباب وهو يُفتح٠
رواية أليس سيبولد التي صدرت سنة 2002 "العظام المحببة" هي من تلك التي كان من الأفضل أن لا تترجم الى فيلم يخرجه بيتر جاكسون، او ربما الى أي فيلم، كما سيرد في نقدي في هذا العدد٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين الممثلين الذين يشتركون في الفيلم الإماراتي الجديد "دار الحي" (الصالة أ هذا الأسبوع) ممثلة بإسم سوزان جورج. حين طالعت إسمها على شاشة الفيلم نالي قدر من الدهشة كون الممثلة البالغة من العمر الآن 59 سنة كانت نجمة بريطانية معروفة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي ثم اختفت باستثناء بضعة أعمال تلفزيونية في التسعينات والقليل من الأفلام في الثمانينات. حين كانت نجمة شابّة شوهدت في "كلاب من قش" لسام بكنباه و"مانديغو" لرتشارد فلايشر وفيلم الرعب "خوف" لبيتر كولنسون من بين عشرات أخرى على ضفّتي المحيط (أميركية وأوروبية)٠
ما الذي ذكّر المخرج الإماراتي بها؟ ربما لم يتذكّر بل هي اتصالات شخصية او إنتاجية ثم ادراكه تاريخها كله، او ربما كان مدمنا سينمائياً لأفلام الفترة وبقيت في باله. أحب أن أعرف لكن أغلب ظنّي أن المخرجين قليلاً ما يقرأون ما يُكتب عنهم لذلك لا أتوقع ردّاً منه ولو أني سأكون سعيداً إذا ما فعل٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل أسبوع أجد نفسي أمام مشكلة: كيف اتناول الأفلام القديمة٠
من يقرأ لي يعرف أنني ضد التخصص. أنا لم آتي الى النقد لأكتب فقط عن كيروساوا وبرغمن وفيلليني وهيتشكوك ويوسف شاهين وغودار فقط، ولا أؤمن بهذا النوع من التخصص، بل عن جميع (وأعني جميع) من حققوا أفلاماً سنحت لي فرصة مشاهدتها مهما كان مستوى كل واحد منهم الإبداعي. السؤال الذي يداخلني كلما جلست لأكتب نقداً للأفلام القديمة هو كيف اختار مما رأيته (في اعتقادي ما لا يقل عن خمسة عشر فيلماً الا ببضع مئات- إذا قل) تبعاً للتاريخ؟ تبعاً للنوعية؟ تبعاً للأبجدية؟ تبعاً لماذا تحديداً؟ إذا لم يكن لدي منهجاً أحسست بأن اختياراتي عشوائية. أمر لا أستسيغه، لكن يبدو أنه المنهج الوحيد المتوفّر لأن أي منهج آخر سيكون مثل سلسلة طويلة قد تنتهي الحياة ولا تنتهي... تصوّر مثلاً لو أنني بدأت الكتابة تبعاً لترتيب أبجدي ... واو سأبقى في الحرف الأبجدي الأول زمناً طويلاً خصوصاً وأن هذا الموقع النقدي سيبقى أسبوعياً ومحدود المساحة كما أرى٠
هذا الأسبوع مررت بالمعضلة ذاتها ثم قررت خليطاً من العشوائية على أمل أن أستطيع تنظيمها بشكل ما او أن تبدو إليكم يا أصدقائي منظّمة، أكثر مما تبدو لي٠
أكشن!٠
Focus On Film
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#10
The Lovely Bones **
العظام المحببة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: بيتر جاكسون
تمثيل: سواريز رونَن، مارك وولبرغ، راتشل
وايز، ستانلي توشي، سوزان ساراندون٠
دراما [مقتبسة عن كتاب ] | الولايات المتحدة- 2010
الفيلم رقم: 10/2010
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشرت الرواية سنة 2002 وتتولّى فيها الكاتبة أليس سيبولد سرد قصّة فتاة في الرابعة عشر من العمر اغتصبت ثم قُتلت، وروحها صعدت الى مكان بين السماء والأرض او "الأرض المنتصفة"، تلاحق ما يحدث على الأرض وما خلفه غيابها من أثر على أهلها وجيرانها وشخصيات أخرى بينها شخصية قاتلها، وهو أحد جيران المنزل الذي كانت تعيش فيه في جرود ولاية بنسلفانيا حيث تقع الأحداث. تُلاحق وترصد وتخبر القرّاء ما تراه من أحداث من زاوية طائر مرتفع او ما يُسمى بلغة
Eagle Eye Shot كتاب السيناريو
على الرغم من اللغة المعنى بها للرواية، ومنحاها الذي يفترض روحاً تتحدّث الى القاريء هو روح تلك الفتاة الصغيرة، وأسمها في الرواية سوزي سالمُن، فإن الرواية في عمومها اجتماعية المنحى، ذات أحاسيس وديعة وحزينة ورثائية كفيلة بجعل القاريء يتثاوب في بضع أماكن منها إذا لم يكن زبون الروايات ذات المشاغل الإجتماعية العاطفية حتى حين تُكتب كأعمال حول ما هو غير منظور وعلى درجة كبيرة من الإفتراضية كما الحال هنا٠
فيلم بيتر جاكسون يحاول أن ينقل الحكاية الى ما لم تكن عليه الرواية. فالرواية ليست تشويقية لكن الفيلم يسبر هذه الوجهة. الرواية تحمل مراجعات ذاتية تتمحور حول استعداد سوزي للصفح عن قاتلها، ولذلك وجد بعض نقاد الأدب أن الرواية تنتمي الى تيار ما بعد اعتداء الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 ورغبة البعض في الصفح عما حدث ونسيان المأساة. لكن الفيلم مبني على ترقّب المشهد التالي ومعرفة ما إذا كان القاتل سيدفع ثمن جريمته او لا وكيف. ولا شيء في سياقه يحمل رغبة ما في النسي والغفران، على العكس ها هي سوزي تقول بعد موتها وتحوّلها الى روح هائمة:"حين كنت صغيرة لم أكن أكره أحداً. لكني الآن لا أملك الا الكره"٠
لكن بيتر جاكسون لم يشأ في المقابل، وعن صواب، تحقيق فيلم أشباح وبيوت مسكونة وأرواح تظهر للبعض طوال الوقت (ولو أنها تظهر هنا لبعض الوقت). ما فعله هو أنه، وشريكتيه في كتابة فران وولش وفيليبا بوينس، هو الإستغناء عن أحداث وشخصيات كثيرة في سبيل التركيز على خط أساسي واحد: سوزي فتاة في الرابعة عشر من عمرها في سبعينات القرن الماضي محاطة بوالديها ولديها شقيقة أصغر منا وأخ أصغر وجدّة طيّبة. يقتلها الجار الغامض. لا تصعد الى السماء بل ترقب منها ما يدور. وما يدور هو كيف يتعامل والديها، كل على نحو مختلف، مع فقدانها. الأم تريد أن تنسى والأب يرفض أن ينسى. البوليس يحقق ثم يغلق ملف القضية. القاتل يرتاح لفعلته إذ تأكد أن أحداً لا يرتاب فيه٠ من بين ما استغنى عنه علاقة تقوم بين الأم (راتشل وايز) والمحقق وخصّص القاتل (ستانلي توشي بشعر هذه المرّة) بمعالجة موسّعة ما استدعى تغيير أحداث في الرواية لتناسب هذا التغيير جاعلاً الفيلم في بعضه قصّة بوليسية لا تخلو من هيتشكوكية اللحظات. كذلك استغنى كليّاً عن سبر غور شخصية إمرأة تعيش على حافّة حفرة ضخمة يستخدمها أبناء المنطقة الريفية لرمي مخلّفاتهم. في الرواية هذه أم الصبي الذي كانت سوزي بدأت بالشعور بالألفة حياله فأعطاها موعداً يمنعها موتها المبكر من الذهاب إليه. الأم مهاجرة إنكليزية ولديها ما تقوله وتعبّر عنه في الرواية لكن على الشاشة تبدو شخصية غامضة غير ضرورية٠
نحن في تلك البلدة الصغيرة والجميلة. صوت سوزي يقدّم لنا صورة سوزي (سايرس رونَن) الفتاة الصغيرة البريئة وبعد قليل ننتقل الى سنوات الى الأمام حين يهديها والدها (مارك وولبرغ) كاميرا بمناسبة عيد ميلادها الرابع عشر. تلتقط بها الصور آملة أن تصبح يوماً مصوّرة محترفة. جدّتها (سوزان ساراندون) تلحظ اهتمامها بشاب أسمه راي (ريسر ريتشي) واهتمام الشاب بها وما يلبث هذا أن يكشف لسوزي عن عاطفته نحوها. هذا في اليوم ذاته الذي يترصّدها هارفي (توشي) ويقتلها (في الرواية يغتصبها ثم يقتلها في الفيلم لا ذكر للإغتصاب لكن إيحاء بأنه وقع)٠
هذا يستغرق نحو 44 دقيقة بعدها ننتقل الى ذلك الفضاء الفسيح بين السماء والأرض. عالم مثير من الألوان والأشكال الفانتازية تعتقده سوزي أنه الجنّة، لكن فتاة أخرى تخبرها أنه ليس كذلك، وأن عليها أن تنسى ما حدث على الأرض وتمشي الى المستقبل. لكن سوزي (من دون أسباب او مبررات) ترفض ومن هنا ربط الفيلم لعالمها ولعالم الأحداث التي خلفتها وراءها على الأرض٠
المخرج جاكسون ينجح في البصريات أكثر بكثير من نجاحه في الدراميات. ولأن "الأرض المنتصفة" غنية بالفرص لتشكيل فانتازيات مختلفة من الشجر والماء والفضاءات بألوان مثيرة وأفكار من صنع المؤثرات، فإن نجاحه هو في هذه الدقائق الجميلة للنظر. أما على الأرض فإن البوصلة التي يمكن لها أن تهديه الى كيفية معالجة الأزمات الحاصلة مفقودة وقبضته على وجهة الفيلم ليست واحدة. الدقائق السابقة لموت سوزي تبدو سباحة في القصّة من دون محور فعلي، والمشاهد الأرضية فيما بعد منضوية تحت الرغبة في دفع المشاهد لقبول الفيلم كعمل بوليسي من نوع محدد٠
هناك الكثير من حركة الكاميرا وتصميمها في بعض الأحيان لا يختلف عن تصميم أحد مشاهد "سيد الخواتم" (أي جزء) مثل تلك الحركة التي تقترب فيها الكاميرا من يسار الشاشة جانبياً من الشخصية التي الى يمينها. حركة لا معنى لها كون مكنون الصورة ليس ذاته. إنه منتم هنا لمأساة فتاة والمخرج يحاول أن يصنع من تلك المأساة ملهاة، ليس بالمعنى الترفيهي، لكنه يطلب من مشاهديه قدراً من التسلية على أي حال٠
رغبة جاكسون في توفير متعة بصرية تريح المشاهد هي التي لا معنى لها أيضاً رغم جمالياتها، فلا الرواية مكتوبة للراحة ولا المشكلة أساساً يمكن التعامل معها من هذه الزاوية. رغم ذلك فإن كل شيء في صنعة الفيلم مشترك لتأمين هذه الراحة او الجمالية البصرية بما في ذلك ألوان الفيلم التي تشتغل على البنّي والبرتقالي والمضاءة كما صالونات التجميل او استديوهات الصور السياحية٠
على الرغم من أن الكتاب لم يثر اهتمامي، الا أنه مكتوب جيّداً ضمن منحاه، وبعض جودته تنبع من متابعة المؤلّفة لحياة العائلة التي تنتمي اليها الفتاة بعد موتها. إنها متابعة تكشف عن معنى العنوان، فالمقصود هنا ليست عظام الضحية بعد دفنها او عظام أي أحد، بل هو استخدام مجازي للتلاحم الذي يتم بين الأب والأم وباقي أفراد العائلة بسبب الفجيعة٠
المقابلة التي تمّت بيني وبين المخرج حدثت قبل مشاهدتي الفيلم، لا عجب أنه بدأ المقابلة بنوع من التدارك قائلاً أنه لا يمكن لفيلم أن يعبّر عن رواية ما تمام التعبير او أن يجسّدها بكاملها. بالطبع لا، خصوصاً إذا ما كان المخرج فهمها على منوال لم يكن مقصوداً٠
DIRECTOR Peter Jackson | CAST: Saoirse Ronan, Mark Wahlberg, Rachel Weisz, Stanley Tucci, Rose McIver, Susan Sarandon, Michael Imperioli | SCREENPLAY: Fran Walsh, Philippa Boyens, Peter Jackson. BOOK BY: Alic Sebold | CINEMATOGRAPHY: Andrew Lesnie [Color- 35 mm & digital]. EDITOR: Jabez Olssen [136 min] | PRODUCERS: Carolynne Cunningham, Peter Jackson, Aimee Peyronnet, Fran Walsh | PROD. COMPANY: Paramount [USA- 2010].
Salle A.
أفلام أخرى جديدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 11 # ــــــــــــــــــ
** دار الحي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخراج: علي مصطفى
تمثيل: ألكسندرا ماريا لارا، سونو سود، جايسون فلمنغ، نتالي
دورمر، أحمد أحمد، سعود الكعبي٠
سيناريو: علي مصطفى، جيري شيرارد، | تصوير: مايكل
بريرلي | موسيقا: باري كيرش، مات فادي (ألوان- 35) |٠
توليف: راوول سكوبيز 97 دقيقة٠
ميلودراما | الإمارات العربية المتحدة - 2009
العامل المشترك بين الفيلم البريطاني "سلامدوغ مليونير" لداني بويل والفيلم المغربي "كل ما تريده لولو" لنبيل عيوش والفيلم الإماراتي الجديد "دار الحي" لعلي مصطفى هو ذلك السعي لإستخراج شيء عالمي من قصّة محليّة. كل بأسلوبه المختلف طبعاً. وإذا ما كان "سلامدوغ مليونير" أجدرها فنّياً، فإن "دار الحي" أكثرها جرأة في محاولة اقتحام هذا الإطار من الإنتاجات الأكبر من قدرات الصناعة المحلّية ذاتها. وهو مصنوع بتمويل إماراتي بحت بكلفة تتعدّى الستة ملايين دولار (حسب مصادر الفيلم) وأحد الأفلام التي تسنّى لها أن تستخدم أجهزة ستديوهات دبي السينمائية الحديثة. الرغبة في جعل الفيلم قادراً على التوجّه الى الجمهور المحلي والعالمي دفعت الكاتب والمنتج والمخرج مصطفى الى صياغة عمل يحتوي على شخصيات إماراتية وهندية وبريطانية ليشكّل منها ثلاثة خيوط قصصية: الإماراتي الشاب الذي يعيش ليومه مستمتعاً بثروة أبيه العصامي، قبل أن يكتشف الصواب، سائق التاكسي الهندي ذي موهبة الغناء الذي يُساء فهمه وتقديره ومعاملته من قِبل الهنود، والحب الذي يربط فجأة بين مضيفة طيران ورجل أعمال هي طموحة لحياة مهنية أفضل وهو طموح لعلاقة عاطفية جديدة. كل هذه القصص تقع في مدينة كدبي وهذا هو العنصر الواقعي الوحيد لها، أما الباقي فهو صياغة ميلودرامية فيها ما يتطلّبه النوع من محاولة استحواذ للمشاعر غير المثقّفة ولو أن الفيلم لا ينوي فعل ذلك برخص ولا هو عمل رديء لأن المخرج غير موهوب او لأنه نسخة تنفيذية رديئة ممن سبقه. كل ما في الأمر أن الفيلم لا جمهور له. هذا مثير للحزن كون المخرج سعى لتأسيسه على أكثر من مستوى ليلبّي الجمهور العريض في بلده وخارج بلده على حد سواء. لكن حين يؤم المخرج عملاً عريض التوجّه كهذا العمل يفقد العمق بالضرورة. تبقى لديه ملكية استعراض الحالات وتنفيذ اللقطات حسبما يستدعي ذلك الإستعراض وليس بحسابات أسلوبية شخصية او ذاتية الإنطلاق. وهذا تحديداً ما فعله المخرج ولذلك فإن فيلمه طلقة كبيرة أخشى أنها ضاعت في الفضاء٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 12 # ـــــــــــــــ
The Spy Next Door *
الجاسوس الجار
إخراج: برايان ليفانت
تمثيل: جاكي تشان، أمبر فاليتا، ماغنوس شيفينغ٠
أكشن كوميدي | الولايات المتحدة - 2010
حين كان أرنولد شوارتزنيغر في مطلع انحداره نجماً، وضعوه مع جملة أطفال صغار في "شرطي الحضانة" وكان عليه أن يُضحك ويُسلّي ويدافع عن الأولاد ضد خطر من الخارج. "الجاسوس الجار" هو من النوع ذاته: جاكي تشان في إنحداره نجماً يجد النافذة الكوميدية التي تجمعه مع أولاد، تحت عذر واه، وهات نصنع فيلماً عن المفارقات التي تنتج عن ذلك مع وجود خطر على هؤلاء الأطفال مصدره، هذه المرّة، جاسوس روسي. المقارنة مع فيلم شوارتزنيغر لا تتوقّف عند هذا الحد، فالكاتبان جوناثان برنستين وجيمس غرير وضعاه وفي البال دواين "ذ روك" جونسون، الذي لا تبتعد نوعيّته عن تلك التي عُرفت عن شوارتزنيغر، لكن المشروع لم يتم وجرى لاحقاً تعديل السيناريو ليرتديه تشان. وتشان لا يقبض نفسه على محمل الجد بالضرورة. ليس لديه تلك المرآة الكبيرة التي ينظر فيها فيري نفسه أكبر عدة مرّات عن حجمه الحقيقي. لذلك يحافظ على طبيعته المتواضعة والجذابة وحركاته السريعة القابلة للتصديق وهذا كل حسنات الفيلم الذي يتحدّث عن جاسوس صيني (تشان) استعارته الحكومة الأميركية ليواجه مؤامرة يقودها الجاسوس الروسي بولدارك (مغنوس شيفينغ- شُغل نيوزيلاندا) لتدمير احتياطي النفط. لكن صديقته جيليان (أمبر فاليتا) تتركه مع أولادها الثلاث (من علاقات سابقة) لزيارة والدها. مهمّة جاكي الآن هي رعاية الأطفال ثم الدفاع عنهم ضد الجاسوس المعادي وأزلامه٠
الفيلم من إخراج برايان ليفانت الذي سبق له وأن أنجز تحفاً من الأفلام الغليظة والرديئة مثل »آل فلنتستون" و"كلاب الثلج" و"هل وصلنا بعد؟"، وهو لن يصل مطلقاً الى إنجاز فيلم بمعايير أعلى من هذا الفيلم مطلقاً٠
DIRECTOR: Brian Levant | CAST: Jackie Chan, Amber Valletta, Madeline Carroll, Will Shadley, Magnus Scheving | SCREENPLAY: Jonathan Bernstein, James Greer, Gregory Poirier | CINEMATOGRAPHER: Dean Cundey (Color- 35 mm) | MUSIC: David Newman | EDITOR: Lawrence Jordan (94 min) PRODUCER: Robert Simonds | PROD. COMPANY: Lionsgate/Relativity Media/ Robert Simonds Prods [USA- 2010]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 13 # ــــــــ
Did You Hear About the Morgans ? *
هل سمعت عن عائلة مورغانز؟
إخراج: مارك لورنس
تمثيل: هيو غرانت، سارا جسيكا باركر، ماري ستينبرجن، سام
إيليوت٠
كوميديا | الولايات المتحدة - 2009
هذا واحد من تلك الأفلام التي يحب الناقد أن يكرهها بسعادة والفيلم يفعل المستحيل لكي يلبّي له هذه الرغبة ما يجعل الفيلم محبوباً أكثر ليس لحسناته بالطبع بل لسيئاته٠ كتبه وأخرجه مارك لورنس حول زوجين منفصلين منذ سنوات هما هيو غرانت وسارا جسيكا باركر. كل منهما يعمل في نيويورك في وظيفتين تدرّان مالاً كثيراً، فهو محام وهي مسؤولة في شركة عقارات. ذات ليلة بينما كان يحاول إصلاح ذات البين بينهما يشهدان جريمة قتل. البوليس يريد إخفائهما عن العيان لحمايتهما من القاتل على إفتراض أن القاتل سيبحث عنهما لتصفيتهما ويا ليته فعل لأنقذ الفيلم من تطويل لا فائدة منه. الحل هو وضعهما تحت رعاية شريف بلدة في مدينة في ولاية وايومينغ. بلدة لا تزال ملتزمة بتقاليد "الوسترن". هناك يعاودان ترقيع حياتهما فالإنتقال الى بلدة صغيرة ومزرعة بخيول ودبّ ضخم يريد أن ينهش في لحم الممثلين، ما هي الا مبررات لإعادة الحب الذي يكتشف كل منهما أنه لا يزال يحمله للآخر٠
من موقع متقدّم في الفيلم تستطيع أن ترى الفيلم بأسره وكيف سينجلي عن مواقفه العاطفية وإذا ما كنت تشاهد أكثر من فيلم في السنة الواحدة، فمشاهدة المناظر الدعائية للفيلم تكفي لكشف حكاية الفيلم ونقاطها الأساسية وليس هناك من جهد للإنعطاف الحاد في أي مكان. بطلا الفيلم (آل مورغان) سيزعلان من بعضهما هنا ويتّفقان معاً هنا وسيتعرّضان للخطر هناك وسينتهي الفيلم وقد قررا العودة لبعضهما البعض٠
والفيلم مفترض به أن يكون عاطفياً لكنه يصبح ساذجاً وكوميدياً لكنه يبدو مثل سمكة تم اصطيادها وها هي الآن تحاول المستحيل للبقاء حيّة٠
لكن تحت ثقل الماكياج والمواقف غير الناجحة ومفهوم لقطة له ولقطة لها، هناك رغبة في الإفصاح عن مدلول ذي قيمة وهو أن الحياة في الريف أفضل مكان لمنح المرء فرصة التصالح مع نفسه وماضيه. في مقابل هذين الزوجين اللذين يعانيان من متاعب الحياة الحديثة والمعقّدة (والوصف للفيلم) هناك زوجين مرتاحين تماماً هما سام إليوت لاعباً دور رجل القانون، وماري ستينبرجن اللذان يمنحان المقابل السعيد للحياة الزوجية. لكن هذه الرسالة لا يُتاح لها أن تتبلور لأن المخرج كان يجد لزاماً عليه اللجوء الى كليشيه وراء كليشيه خوفاً من أن يفقد جمهوره. ولعله يدرك الآن، وقد سقط الفيلم ميّتاً في شباك التذاكر، أنه أخطأ الحسابات جملة وتفصيلاً
DIRECTOR: Marc Lawrence | CAST: Hugh Grant, Sarah Jessica Parker, Natalia Klimas, Mary Steenburgen, Sam Elliott | SCREENPLAY: Marc Lawrence | CINEMATOGRAPHER: Florian Balhaus (Color- 35 mm) | MUSIC: Theodore Shapiro | EDITOR: Susan E. Morse (103 min) PRODUCERS: Liz Glotzer, Matin Shafer | PROD. COMPANY: Columbia Pirctures [USA- 2009]
Salle B.
إعادات | كل فيلم قديم لم تشاهده هو فيلم جديد٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 14 # ــــــــــــــــــ
Shichinin No Samurai | Seven Samurai ***** | سبعة ساموراي
إخراج: أكيرا كوروساوا٠
تمثيل: تاشيرو مفيوني، تاكاشي شيمورا، كايكو
تزوشيما، يوكيكو شيمازاكي٠
أكشن | يابان - 1953
في مشاهداتي السابقة لهذا الفيلم الرائع، كوّنت فكرة مفادها أن فيلم كوروساوا يتناول الصدام بين التراث والتحديث في مشهده الأخير حين تلغي الرصاصة مفعول السيف فيصاب أحد أبطال الفيلم من محاربي الساموراي برصاصة عدوّه قبل أن يصل إليه. لكني حين شاهدت الفيلم مجدداً في صباح يوم قريب، اكتشفت أن الفيلم حمل هذه الفكرة في أكثر من مشهد. "إحذر البنادق" يقول رئيس الساموراي لأحد محاربيه الذي سيتولّى حماية أحد جبهات الدفاع في أحد المشاهد. نسمع صوت الرصاص فينطلق المحاربون اتقاءاً منه في مشهد آخر. وفي ثالث يسقط أحد المحاربين برصاصة وهو يحاول منع محارب آخر من اللحاق بزوجته التي آثرت الإنتحار حرقاً٠
الصدام بين السيف معبّراً عن التراث والرصاصة المعبّرة عن التحديث (او الحداثة حسب العناوين الكبيرة المستخدمة) نراه في أفلام أخرى لكوروساوا من بينها "المحارب الظل"، لكنها في "سبعة ساموراي" تتخذ شكلا هاجساً لدى سبعة محاربين آلوا على أنفسهم مساعدة قرية من الفلاحين البسطاء في صد اعتداء عصابة كبيرة تغير عليهم فتسبي نساءهم وتأكل طعامهم وتثير فساداً بين الحين والآخر. وفي حين أن كوروساوا لم يخف مطلقاً في أي من أفلامه (ساموراي كانت او غير ساموراي) حبّه واخلاصه للتراث وللفروسية، فإن بعض ما نراه في هذا الفيلم يتجاوز ما حققه في بعض أفلامه اللاحقة في هذا المجال٠
في الأصل كان المخرج الكبير [1910- 1998] ينوي تصوير فيلم وثائقي عن يوم في حياة محارب ساموراي، حين تناهت اليه واقعة تاريخية حول قرية فقيرة تستأجر خدمات عدد من الساموراي المحترفين للدفاع عن قريتهم. ألغى المخرج، بناءاً على ذلك مشروعه الوثائقي، وكتب سيناريو يقوم على حكاية قرية في القرن السابع عشر تعرض على محارب عجوز (تاكاشي شيمورا) وضعها فيقبل مساعدتها على أسس إنسانية محضة ويضم اليه فريقاً من خمسة محاربين بينهم شاب فتيّ (يوقعه المخرج في حب فتاة من القرية) ومحارب هاديء الطباع لكنه قوي في المعمعة، وهذا قبل أن ينضم اليهم المحارب السابع الذي لديه قدراً من الهوس والشجاعة غير المسؤولة (مفيوني)٠
النتيجة هي فيلم من نحو ثلاث ساعات، الساعة الأخيرة منها فقط هي ساعة معارك طاحنة يبلي فيها الساموراي ومعهم أعوانهم من فلاحي القرية بعدما تم تدريبهم في الساعة الثانية من الفيلم، بلاءاً رائعاً. على صعيد الإيقاع والحركة وتصميم المعارك وإخراجها وإخراج وجهة الشخصيات فيها، فإن الفيلم أكثر من رائع خصوصاً وأنه يعرف كيف يدمج المشاهد في لعبة الفروسية بواقعية مثيرة. لا بطولات واهية بل حرب يخوضها طرفان كل منهما يهدف الى تدمير الآخر والمشاهد (لا يهم إذا كان يابانيا او عربياً) متعاطف من اللحظة الأولى مع أبطال الفيلم وبالتالي مع التراث الذي يمثّلونه ونوعية الفروسية التي يستخدمون٠
في هذا الشأن، نرى كيف يخطط رئيس المحاربين استراتيجية الفوز. إنه يعلم أن الأعداء سيحاولون دخول القرية من جهاتها الأربعة. يقفل ثلاثة من هذه الجهات، ويبقي الرابع مفتوحاً ليتيح للأعداء الدخول الى المصيدة. داخل باحة القرية/ المصيدة سيتم قطع الطريق على أول الغزاة بحيث يجد نفسه وحيداً تحت رحمة المدافعين عن القرية في حين أن رفاقه لن يكونوا قادرين على حمايته او الوصول اليه
لا يجب إعتبار "سبعة ساموراي" فيلم معارك فقط. إنه فيلم إنساني في الأساس من مطلعه الى آخر لقطة فيه، ليس فقط من حيث العاطفة الوجدانية التي يعكسها ابطال الفيلم بل من خلال لغة الفيلم العالمية. سيلاحظ من يرى الفيلم لأول مرّة، أنه سوف لن يختلف عن بعض أفلام الريف المصرية من حيث كتابة الشخصيات ومن حيث المهام الموكلة الى من نصطلح على تسميته بـ "البطل"، كما من حيث رسم الشخصيات الفلاحية ذاتها. الى ذلك، فإن الموسيقا المستخدمة منجزة على أدوات بسيطة استخدمتها السينما المصرية مثل الناي والطبلة وبعض الوتريات٠
والفقر المدقع هو لغة إنسانية أخرى لهذا الفيلم يلتقي فيها مع أفلام واقعية وريفية أخرى من أماكن كثيرة. ليس فقط أن القرية فقيرة، بل كذلك الساموراي الذين كعالمهم المنزوي، لا يملكون ثروة تغنيهم عن العمل. حين يقبلون المهمة المسندة إليهم فإن كل ما يتقاضونه هو الطعام: الفقير يدافع عن الفقير حتى ولو اختلف معه (إحد الساموراي يكره الفلاحين في البداية على الأقل) او حتى ولو خاف أحد الطرفين من الآخر (أب من الفلاحين يأمر إبنته بالتنكر كصبي على أعتقاد أن الساموراي سيعتدون عليها لو ظهرت كإمرأة)٠
خلال المعارك هناك عنصران آخران لكن غير بشريان: المطر المنسكب والخيول التي تتصرّف كما هو مطلوب منها: وجلة، مرتعبة، مقبلة، هاربة وكاميرا الفيلم تلاحقها كجزء من الديكور الواقعي للمكان وأناسه. فيلم أكثر من رائع كيفما حسبته وقلبته وبعض روعته تصويره بالأبيض والأسود وبتلك القيمة التي تختفي اليوم تحت مطرقة الميزانيات الكبيرة: التقشّف حيث يتعلّم المخرج كيف يصنع التحف من خلال رسم الفيلم حسب عناصره الفنية وحدها٠
DIRECTOR: Akira Kurosawa | CAST: Toshiro Mifune, Takashi Shimura, Keiko Tsushima, Yukiko Shimazaki, Kamatari Fujiwara | SCREENPLAY: Akira Kurosawa, Shinobu Hashimoto, Hideo Oguni | CINEMATOGRAPHER: Asakazu Nakai (Black & White- 35 mm) | MUSIC: Fumio Hayasaka | EDITOR: Akira Kurosawa (141 min) PRODUCER: Sojiro Motoki | PROD. COMPANY: Toho Company Prods [Japan- 1953].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 15 # ـــــــــــــ
The Friends of Eddie Coyle **** | أصدقاء إيدي كويل
إخراج: بيتر ياتس
تمثيل: روبرت ميتشوم، بيتر بويل، رتشارد جوردان٠
تشويق | الولايات المتحدة - 1973
بعد تحفته البوليسية الرائعة "بوليت" أنجز المخرج البريطاني ياتس فيلماً عاطفياً آسراً بعنوان "جون وماري"، وفيلماً حربياً هو "حرب مورفي"، ثم تشويقياً آخر عنوانه "الجوهرة الساخنة" ثم دلف الى هذا الفيلم الذي، بجوار "بوليت" من أفضل ما أنجزه علماً بأن كل أعمال هذا المخرج الذي لا يوجد مهرجان شرقاً وغرباً يقدّره، جواهر ساخنة تنتظر من الجيل الحالي اكتشافها٠
إنه من بطولة روبرت ميتشوم في دور خريج سجن مهدد بأن يُرسل مجدداً الى السجن الا إذا ما تدخّل المحقق رتشارد جوردان لدى القاضي لإلغاء ما تبقّى من المدّة. والمحقق يُخيّر ميتشوم (او إيدي كويل كما إسم الشخصية) بين أن يتحوّل الى مرشد وفي هذه الحالة سيساعده في مهمّة إلغاء باقي المدّة، او أن يمارس حياته الطبيعية الى أن يمتثل أمام القاضي:" إذا ساعدتني"، يقول له المحقق الخبيث الذي بلا قلب "كلّمت القاضي وقلت له أنك الآن في صف القانون". إيدي كويل ليس في وضع يستطيع فيه أن يمتنع. متزوّج ويريد شق حياة جديدة وقد قضى ما يكفي له من عمر في السجن ويدرك أنه إذا لم يبدأ حياة جديدة الآن، وقد تجاوز منتصف العمر او يكاد، فلن يبدأها مطلقاً (او كما قال حوار في فيلم آخر
He's old now. He used all his chances to be lucky)
يقبل في الوقت الذي كانت فيه عصابة تتألّف من ممثلي كاريكتيرات أمثال أليكس روكو وجو سانتوس ومارڤن ليتمان، تقوم بسرقة المصارف معتمدة على طريقة لا تتغيّر: تقتحم منزل مدير البنك وتقتاده رهينة الى المصرف وعليه فتح الخزنة والا تمّت تصفية عائلته٠ العصابة دائماً ما تحتاج الى مسدسات ورشّاشات وهناك شاب أسمه جاكي براون (على إسم فيلم تارانتينو لاحقاً ويؤديه ستيفن كيتس) يؤمن هذه الأسلحة. ايدي كويل يتقرّب منه لكي يكشف عنه حسب اتفاقه. الخيوط تتداخل والمحقق يخذل ايدي ويطلب من قاتل مأجور أسمه ديلون (بيتر كويل) تصفية إيدي٠
كل ذلك في إيقاع هاديء وتصوير جيّد من فكتور كيمبر وموسيقا مناسبة من دايف كروزين ثم توليف حسّاس من باتريشا لويس جافي. لكن الفيلم لم يكن ليكون رائعاً وأخّاذاً لولا ذلك القدر من الإداء المتقن للشخصية من روبرت ميتشوم. ليست هناك خلجة واحدة من تعابير الوجه غير ضرورية. لا نبرة صوت غير مرتبطة مع دواخل الشخصية. لا نظرة. لا إيماءة الا وهما مسكونان بذلك الهم الدفين الذي يعايشه ميتشوم كما لو أن الفيلم هو عنه٠
إيقاع جيّد متمهّل. لا سرعة حمقاء، وبل لا سرعة على الإطلاق لكنه مبني كتشويق فاعل مع شخصيات من الهوامش الجميلة التي لن يجود الزمن بمثلها٠
DIRECTOR: Peter Yates | CAST: Robert Mitchum, Peter Boyle, Richard Jordan, Steven Keats, Alex Rocco, Joe Santos | SCREENPLAY: Paul Monash | CINEMATOGRAPHER: Victor J. Kemper (Color- 35 mm) | MUSIC: Dave Crusin | EDITOR: Patricia Lewis Jaffe (102 min) PRODUCER: Paul Monash | PROD. COMPANY: Paramount Prods [USA- 1973].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠
0 comments:
Post a Comment