Year 2 | Issue 72
فلاش باك
L'Armée des ombres/ Army of Shadows (1969) ****
صاغ المخرج الفرنسي الراحل جان-بيير ملڤيل كل فيلم من أفلامه الأربعة عشر عشر بعناية فائقة وأنجز في معظمها نتائج مبهرة. "جيش من الظلال" واحد من أفضلها: دراما عن حياة عدد من المشتركين في المقاومة ضد الإحتلال الألماني وحكومة فيشي المتعاونة. لكنه ليس فيلم أكشن ومغامرات، بل فيلم شخصيات تقود حياة خطرة بخوف وحذر والكثير من الشجاعة في الوقت ذاته. ملڤيل، الذي شارك في المقاومة بنفسه، يعرف كيف يقدّم شخصيات حيّة ولا يخون منحاه القائم على سينما الظل والنوار. صوّر الفيلم وولتر ووتيتز عن رواية لجوزف كاسل، وبطولة لينو ڤنتورا، سيمون سينيوريه، بول ميوريز، جان-بيير كاسل
بين الأفلام | 24 ساعة في بيروت
العديد من أفلام هذا العدد يتحدّث عن الجاسوسية. جدّتي كانت تقول وسواها من جيلها (رحمهم الله جميعا) "داسوس" وكنا نضحك عليها لجهلها بالكلمة الصحيحة، خصوصاً وأن "البيارتة" أيام زمان كانوا كثيرا ما يقلبون حرفاً في الكلمة إذا ما كانوا انقطعوا عن التعليم او استسلموا للهجة التي اعتادوا عليها، فهي "سيلما" وليست "سينما" و"معلقة" بدل "ملعقة" و"رعبون" بدل "عربون"، فقط من باب الأمثلة٠
لكن كلمة داسوس صحيحة، واعذروني إذا استطردت فيها قليلاً، فهي آتية من "دسّ" وهو من يدس الشيء، وما الجاسوس الا -في هذه الحالة- مدسوساً بين القوم لكي يتجسس عليهم. إذاً...٠
أما وقد "فضفضت" عن نفسي هذا السر فيمكنني الآن أن أذكر أن "سولت" و"فاروَل" وسواها من الأفلام الداسوسية في هذا العدد ما هي الا حفنة قليلة جدّاً من الأعمال التي تم إنتاجها عبر التاريخ. لكن مرحلة الستينات تبقى من أغزر المراحل في هذا النوع من الأفلام تحديداً لأسباب عدّة، في مقدّمتها الحرب الباردة بين الشرق والغرب (رحم الله تلك الأيام) ومشاكل الشرق الأوسط ونجاح جيمس بوند الذي كان مثل حقل نفط تدفّقت منه أفلاماً جادّة وأفلاماً كوميدية و-بالطبع- أفلام مغامرات٠
24 Hours to Kill أحد الأفلام التي أذكرها تقريباً جيّداً واحد بعنوان: 24 ساعة للقتل
وهو لمخرج بريطاني بإسم بيتر بزنسنتي، دخل السينما مونتيراً سنة 1936 وبدأ الإخراج سنة 1961
Bomb in the High Street بفيلم أسمه: قنبلة في الشارع الرئيسي
قام ببطولته رونالد هوارد الذي مثل أدواراً رئيسية نحو خمسين فيلم وبقي مجهولاً الا من الزمرة المتوحشة سينمائياً التي تساوي بينه مثل هذا الممثل وأنطوني هوبكنز او مثل المخرج بنزنسنتي وفديريكو فيلليني، ليس في مستوى الحرفة والفن، بل في حق كل منهما أن يكون مشهوراً٠
في سنة 1962 أخرج بنزنسنتي فيلمه الثاني "عصبة من اللصوص" (لا يقصد بهم لصوص المقالات طبعاً) وفي العام 1965 فيلم "24 ساعة للقتل" وفي سنة 1965 "مدينة الخوف" وفي سنة 2003 مات مكتفياً بهذه الأفلام الأربعة٠
اعتقد أن "24 ساعة للقتل" كان فيلمه ذي المغامرة الجاسوسية الوحيد (كوني لم أشاهد الا هذا الفيلم له لكني قرأت النذر اليسير عن كل منها) وهو من بطولة ميكي روني وهذا ممثل أميركي قصير القامة كان نجماً لامعاً في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات ولا يزال يظهر في الأفلام (في أدوار قصيرة غالباً) الى اليوم غير مستسلماً لعمر يبلغ 89 سنة٠ كان ظهر في فيلمين في العام الماضي وظهر في فيلمين هذا العام، ومسجّل في أربعة أفلام للسنة المقبلة بينها من بينها فيلمين انتهى من تصويرهما وواحد في التصوير. أليس هذا عجيباً؟
وعندنا يحيلون الممثلين الى الحظيرة التلفزيونية بمجرد تجاوزهم الأربعين سنة او ينسونهم تماماً ركضاً وراء ما يعتقدون خيراً لجيوبهم. فقط حين يموت أحدهم يكتب الإعلام بضعة أسطر وقد يستعين بواحد او إثنين من جيله ليصفا حسناته ... "والله كان ممثلاً عظيماً"، يقولون لك. طيّب ماذا تركتم للممثلين غير العظماء إذا ما عاملتم العظماء بهذه الطريقة؟
إذاً.... ميكي روني كان في بطولة "24 ساعة للقتل" والفيلم تم تصوير معظم مشاهده في بيروت. ميكي روني يصل الى العاصمة اللبنانية طياراً ليجد نفسه متورّطاً في عمليات كر وفر بين الإنتربول وعصابة دولية. حين أشاهد الفيلم في عروضه القليلة على التلفزيون الأميركي، أرقبه بحثاً عن تلك النخبة من الممثلين اللبنانيين الذين لعبوا أدواراً قريبة الى صدورهم وذواتهم٠ عندك شكيب خوري وعصام شنّاوي ورشيد علامي وداني طبّارة وغستون شيخاني وعوني مصري كما المصرية البديعة سامية جمال (رحم الله من مات منهم)٠
برميير
SALT | Phillip Noyce ***
سولت | فيليب نويس
الولايات المتحدة | ألوان- 100 د | 2010Film n. 126
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسوسي | ملح وبهار كثير في هذا الفيلم لكنه يمر سريعاً ومسلّياً ومقبولاً
على الرغم من ثقوب في مادّته. نويس في إخراج لا مزاح فيه٠
تستطيع أن تكوّن اسئلة كثيرة خلال مشاهدة "سولت" او بعد المشاهدة لتكتشف أن هناك ثقوباً في العمل لم يستطع المخرج فيليب نويس سدّها، على حسن إخراجه ووقع تنفيذه. لكني في مزاج أن أعفو عن معظمها، لأنه في فيلم كهذا ليس من المطلوب أن نصدّق بل أن نتسلّى. وهل سأل أحدهم عنتر بن شدّاد عن صحّة مواقعه أم قبلها سعيداً؟ لكن الثقب الذي لم أستطع أن أعفو عنه يقع بعد نحو ربع ساعة من بداية الفيلم ويبدأ حين يتم محاصرة إيڤيلين سولت (أنجلينا جولي) في غرفة تستخدم كمخزن تقع في مبنى وكالة المخابرات الأميركية، بعدما اتّهمها لاجيء من روسيا بأنها مزروعة (او مدسوسة) في المخابرات الأميركية من دون علم الوكالة بالطبع، ما جعلها تعمد الى حاسّتها الفطرية: إذا قررت أن تدافع عن نفسها على أمل إظهار براءتها بالمنطق والحجة لن تنتصر (ولن يكون هناك هذا الفيلم)، أما إذا قفزت الى فعل شيء نبيل مثل الهرب فإن لديها، على الأقل، حرية الحركة لمجابهة هذا الوضع الذي تعلم أنه مُحاك ضدّها. لذلك نجدها في تلك الغرفة التي توزّعت فيها كاميرات المراقبة. بسرعة تخلع لباسها التحتي (الكيلوت) وترميه فوق واحدة من كاميرات المراقبة. بادرة وجدتها ذكية وفكّرت أنه لو أني كنت مكانها لما استطعت أن أفعل ذلك لأن سر نجاح البادرة يكمن في سرعة التنفيذ وما مكّنها أن تكون سريعة هو أنها كانت ترتدي تنّورة، بينما على الرجل- إذا ما كان ذكيّاً مثلها- أن يخلع بنطلونه أولاً، ثم كيلوته ثانياً، لكي يقوم بذلك، وعليه أيضاً أن لا ينسى إعادة ارتداء البنطلون قبل أن ينفلت هارباً٠
فقط تصوّر لو أن جيمس بوند وجد نفسه في ذلك الوضع، لكان المشاهدون ضحكوا عليه. لكن مع قيام إمرأة- بوند بهذا الفعل فإن عقل المشاهد سيمنعه من الضحك على، ولو أنه قد يضحك من. سولت تفلت هاربة من دون لباسها الأسود الصغير وتركب سيّارة تاكسي وهل لا تحمل اي محفظتها كونها لم تستطع استردادها. سؤالي هو: كيف دفعت أجرة التاكسي؟
السؤال سيبقى بلا جواب في فيلم قائم على متابعة إمرأة ذات قدرة على التماثل تماماً مع المادة التي تتطلّب حركة دائمة ولياقة بدنية عالية وقدر من الذكاء في كيفية تجنّب الشكل الكرتوني من الأداء. في هذا الصدد، أنجلينا جولي هي في كامل حيويّتها ولياقتها. لا يمكن لممثل او ممثلة القيام بمشهد واحد من مشاهدها إن لم يكن بذلك الإستعداد البدني والمعرفة بأي خط أداء عليه أن يمسكه حتى يحمل المشهد ليتجاوز به دوائر المنطق ويحوّل الخيال الى حقيقة افتراضية. صحيح أن هناك كومبيوتر غرافيكس لكن المخرج فيليب نويس ليس من النوع الذي يضع هذا الخيار في الصدارة كمبدأ. من الصحيح التفكير بأن جولي أدّت الكثير من تلك الحركات كما فعل توم كروز في "فارس ويوم" او ربما أكثر منه٠
توم كروز يخطر على البال ليس بسبب فيلمه الأخير ذاك فقط، بل لأنه كان مرشّحاً لبطولة هذا الفيلم. لكنه اعتذر في النهاية حتى لا يضر بالجزء المقبل من "مهمّة: مستحيلة" ما دفع كاتب السيناريو كيرت وَمر الى تغيير جنس البطل الى بطلة حالما جاءه الطلب بذلك من شركة كولمبيا (كانت الممثلة عبّرت لرئيسة الشركة بأنها تبحث عن فيلم أكشن يقدّمها كجاسوسة هاربة). طبعاً اعتذر من هنا لكنه قام بلعب "فارس ويوم" من هناك٠ المهم هو أن جولي تحقق الصورة التي تريد. مصلحتها في ذلك النجاح في تشخيص حالة إمرأة هاربة لكنها من القوّة بحيث لن تقبل بأن تكون الضحية. مرّة أخرى، لولا استعداداتها البدنية لما استطاعت ذلك، ولولا طموحها لما حملت الفيلم الى الأمام من لقطة الى أخرى
نجدها في مطلع الفيلم في ذات الورطة التي وجدنا فيها براد بِت في فيلم توني سكوت " لعبة تجسس"
فهي مقبوض عليها في بلد عدو (كوريا الشمالية) تنكر أن لها علاقة بالمخابرات الأميركية Spy Game
وتعاني من آثار الضرب الذي نالته. يتدخّل زوجها (أوغوست ديل) لدى الوكالة لكي تعمل على استعادتها. لا نرى تدخّله في أي مشهد، لكن هذا ما نفهمه حين توجّه سولت الشكر لرئيسها المباشر تد (لييف شرايبر) فيخبرها أن عليها أن تشكر زوجها لأنه هو من سعى لذلك. بعد أيام عادت الى نضارتها وها هي على أهبة مغادرة مكتبها حينما يُطلب منها الدخول لاستجواب روسي أسمه أورلوڤ (البولندي دانيال أولبرجسكي) يدّعي إنه يطلب اللجوء وفي حوزته معلومات مفيدة. واحد من هذه المعلومات، وبل كل ما لديه في الواقع مما لم تكن الوكالة تعرفه، هو أن سولت مزروعة في المخابرات من قِبل المخابرات الروسية٠
هذا ما يشعل فتيل الساعة والنصف الباقية من الفيلم او نحوها: سولت هاربة من مطارديها من رجال السي آي أيه (كما العميل بورن/ مات دايمون في سلسلة "بورن") ولديها أربع مهام تريد القيام بها: الدفاع عن نفسها. كشف الخلية الروسية التي يعمل أورلوف لحسابها وإنقاذ مليون مسلم معرّضين لمحو نووي وانقاذ حياة الرئيس الأميركي٠
حين اعتذر توم كروز عن تمثيل هذا الفيلم، قامت شركة كولمبيا المنتجة بالطلب من كاتب السيناريو كيرت وَمر بتغيير جنس البطل الى بطلة وذلك حين عبّرت الممثلة أنجلينا جولي، حتى من قبل أن تقرأ المشروع، عن رغبتها في تمثيل فيلم مغامرات وأكشن٠
تغيير الشخصية من رجل الي إمرأة يتطلب أكثر من مجرد استبدال أحرف وكلمات لها علاقة بجنس الشخصية. في هذه الحالة، هناك القدرة على أن تبدو المفارقات التي تحدث لها قابلة للتصديق بحدود ما هو متعارف عليه من شروط الفيلم الخيالي على الأقل. ولولا أن الممثلة علي قدر كبير من الإستعداد البدني واللياقة لما استطاعت كسب هذه المواجهة بينها وبين شخصيتها والمطلوب من تلك الشخصية أن تفعله. الى ذلك، هناك -في السيناريو السابق- مشهداً يتطلّب قيام توم كروز بإنقاذ زوجته من أسر العصبة الروسية التي تقوم بخطفها والتي تهدف الى إشعال حرب ساخنة بين روسيا والولايات المتحدة. إنقاذ الرجل للمرأة هو تقليد قديم في الأفلام من أيام "الشيخ" مع راندولف فالنتينو وآغنس إيريس سنة 1921، لكن السيناريو اكتشف أنه لا يستطيع قلب الصورة بسهولة. حسب الأحداث، فإن قيام سولت بدخول معقل الجواسيس الروس ثم الخروج منه سليمة هو مخاطرة محسوبة لكن الدراما الناتجة عن إنقاذها زوجها كانت ستبدو أقل فاعلية فيما لو نجحت في مهمّتها. البديل؟ قتل الزوج بحضورها ما يجعلها أكثر تصميماً على النيل من القاتل وجماعته وهذا ما يحدث بالفعل٠
لييف شرايبر (اليمين) وشيوتل إيفور |
ليس لدى "سولت"- الفيلم كلمة طيّبة يقولها عن أحد.إذا ما بحثت عن أناس خيّرين (أبطال) يمثّلهم هذا الفيلم او يعبّر عنهم، لما وجدت الكثيرين منهم. لا الروس على حق ولا السي أي أيه على حق وحتى سولت ليست بريئة تماماً من الشوائب. أكثر من هذا، هل شاهدت رئيس جمهورية أميركي عديم النفع كهذا الرئيس (قام بإدائه ممثل أسمه هانت بلوك)؟ أترك كل ما سبق مشهد قيام الشرير الفعلي (وسوف لن أذكر من هو حتى لا أفسد متعة اكتشافه إذا لم تحزره من البداية) وابدأ من حين قيام الشرير بضرب الرئيس الذي يسقط مغميّاً عليه. انتهى. الرسالة التي تتكوّن أمام العين (وأنا أتحدّث لغة الفيلم وليس لغة سياسية يحب بعض الكتّاب الغوص فيها دائماً) هي أن الرئاسة الأميركية أعجز حتى الدفاع عن نفسها٠
عيب نويس هنا هو أنه في محاولته عدم التخلّي عن خط الفيلم والتزامه بالممثلة وشخصيّتها، قرر أن باقي الممثلين لا يحتاجون منه الى إدارة. هذا واضح مع الممثلين الواقفين في الصف الثاني مباشرة: لييف شرايبر وشيوتل إيوفور (هذا الثاني في دور رئيس الجهاز الأمني في الوكالة)، إذ ليس عند المخرج نيّة تخصيص أي منهما بأي إداء يكشف عن لمعة في الشخصية التي يؤديها. بذلك يبقيان دمى متحركة حين الحاجة٠
يلتقي "سولت" وسلسلة أفلام "بورن" أكثر مما يلتقي بسلسلة جيمس بوند: كلتا الشخصيّتان متشابهتان على أكثر من وجه. سولت، مثل بورن، تعمل لصالح وكالة المخابرات الأميركية. سولت مثل بورن، متّهمة بما لم ترتكبه من ذنب. مثله مطاردة من قِبل رجال السي آي أيه الذين يريدون قتلها أولاً وسؤالها عن تهمتها فيما بعد. كلاهما أيضاً يجد نفسه مضطراً للتحرّك مسبقاً قبل أن تطبق المصيدة عليه، ومثل بورن الذي فقد هويّته بفقدانه ذاكرته، هي شخصية فقدت هوّيتها الخاصّة حين وجدت نفسها محسوبة على أنها روسية الأصل وليست أميركية النشأة والإنتماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأفلام الأهم : Phillip Noyce
Dead Calm (1989) ***, Blind Fury (89) ***, Patriot Games (92) ***, Clear and Present Danger (94) ***, The Bone Collector (2002), The Quiet American (02) ***1/2, Rabbit-Proof Fence (02) ***1/2, Salt (2010) ***
--------------------------- CAST AND CREDITS ---------------------------
DIRECTOR: Phillip Noyce
CAST: Angelina Julie, Liev Schreiber, Chiwetel
Ejiofor, Daniel Olbrychski, August Diehl, Hunt Bloc
SCREENPLAY: Kurt Wimmer
PRODUCERS: Lerenzo di Bonaventura, Sunil Perkash
CINEMATOGRAPHY: Robert Elswit [Color-35].
EDITING: Stuart Baird, John Gilroy, Steven Kemper (100 min).
MUSIC: James Newton Howard
PROD. DESIGN: Scott Chambliss
PROD. COMPANY: Columbia/ Di Bonaventura Pictures/
Relativity Media [USA- 2010]
أفلام حديثة أخرى
إخراج: كرستيان كاريو
فرنسي | ألوان - 35 مم | 2009
Film n. 127
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسوسي | فيلم فرنسي عن روسي أدّت خدماته للغرب لكشف أسرار وتقويض دولة
بقدر ما "سولت" غارق في الخيال (المستند الى فرضية ثَبُتت جدارتها مؤخراً بالقبض على حفنة من الدواسيس) بقدر ما يختار الفيلم الفرنسي المعروض حالياً في الصالات الأميركية "فاروَل" الإستناد الى وقائع حدثت بالفعل، بصرف النظر عن نسبة هذا الإستناد (التي تبدو عالية على أي حال)٠
كذلك في حين أن "سولت" تعني ملح لكنها في الفيلم هي إسم العميلة الجميلة، فإن "فاروَل" تعني وداعاً، لكنه الإسم الحركي لجاسوس روسي يُقال أنه أضر بالمؤسسة السوفييتية حينما نشط لنقل المعلومات الى الغرب في مطلع الثمانينات٠
إنه سيرغي غريغورييف ويؤديه المخرج الصربي أمير كوستاريتزا. وسيرغي كان كولونيل في المخابرات الروسية على قدر يؤمن أن مستقبل روسيا يكمن في تغيير النظام وعلى هذا الأساس وجد لزاماً عليه تسريب معلومات مخابراتية على قدر كبير من الأهمية الى الغرب بما فيها معلومات عن العملاء الذين يعملون في الولايات المتحدة وأوروبا. تبعاً لمعلوماته، يقول الفيلم، أخذ الكيان السوفييتي بالتهاوي. غريغورييف، على الأقل، من الذين ساهموا في تداعيه٠
سواء أكانت هذه كل الحقيقة او نصفها، فإن ما يسرده الفيلم مُصاغ بفاعلية متابعاً غيغورييف بدءاً بقراره ذاك، سنة 1981 متابعاً تواصله مع رجل أعمال فرنسي أسمه بيير (جيلوم كانيه) طالباً منه مساعدته في نقل المعلومات الى باريس. بيير لم يكن ضلعاً في أي حلقة تجسس او سواها. إنه رجل أعمال يعيش وعائلته في موسكو وليس لديه مآرب سياسية من أي نوع. إنها أسباب كافية لأن يصبح عميلاً. وهو يرضى في مطلع الأمر بتذمّر وخشية (أمر طبيعي) لكنه لاحقاً ما تستهويه الحكاية خصوصاً من بعد أن يتناهى له الأثر الإيجابي لتلك المعلومات٠ الفرنسي فيليب مانان يقوم بدور الرئيس فرنسوا ميتران والأميركي فرد وورد بدور الرئيس رونالد ريغَن وفي الفيلم يعكسا شعورهما بأن التغيير قادم في الربوع السوفييتية٠
يحافظ الفيلم على دوافع غيغورييف باحترام. إنه مندفع برغبة وطنية وإدراك للمستقبل. أبناء النظام لديهم مفهومهم المختلف لما هي الوطنية وبالنسبة إليهم فإن ما يفعله غيغورييف هو خيانة وطنية- ليست أقل من ذلك، لكن ذاك يصبو الى التغيير معتقداً أن لا حياة في النظام السائد٠
تحت قراءة الممثل كوستاريتزا، فإن غيغورييف ليس ملاكاً في الوقت ذاته. إنه يحمل نظرة داكنة وساخرة من العالم. لا ينطلق من قواعد أخلاقية. يحب عائلته، لكنه يخون زوجته في الوقت ذاته. كوستاريتزا يقدّمه على نحو يثير الخشية رغم ما يوضّحه الفيلم من أن دوافعه هي محض وطنية. يفيد في تلك الترجمة حقيقة أن كوستاريتزا في الفهم المناسب للسلوكيات المفترضة لشخصية ذات سُلطة كهذه الشخصية، كونه عايش حياة النظام اليوغوسلافي سابقاً يجعله على قدرة طبيعية تجسيد الدور على نحو يترك تأثيره. في "فاروَل" أهمية العنصر التمثيلي الذي افتقده كل من فيلم "سولت" ومن قبله "بداية" (الذي له علاقة بنوع آخر من الجاسوسية) ٠
السيناريو هنا يتابع الحقائق متدخّلاً، على ما يبدو، في مجال تطويعها لتصنع فيلماً مؤثراً. والمخرج كاريو يؤمّن هذه الغاية متجاهلاً التنميط والكليشيهات التي عادة ما تدخل في هذا الصنف من الأعمال. ما يقوم به هو اختزال كل ما جمع بين سينما الجاسوسية من أيام جيمس بوند الأولى الى اليوم محققاً عملاً رصيناً حول روسي وفرنسي غيّرا العالم الى ما نحن عليه اليوم- سواء أكان هذا التغيير مفيداً لي ولك
CAST AND CREDITS
DIRECTOR: Christian Carion
CAST: Emir Kusturica, Guillaume Canet, Alexandra Dapkunaite,
Oleksii Gorbanuv, Dian Korzon, Fred Ward, David Soul, Willem Dafoe
SCREENPLAY: Christian Carion
PRODUCERS: Phillippe Boeffard, Bertrand Faivre, Christophe Rossignon
CINEMATOGRAPHY: Walther van den Ende [Color-35].
EDITING: Andrea Sedlackova (113 min).
MUSIC: Clint Mansell
PROD. DESIGN: Jean-Michel Simonet
PROD. COMPANY: Nord-Ouest Proda [France- 2010]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
LOOKING FOR PALLADIN | Andrzei Krakowski ***البحث عن بالادين | أندريه كراكوڤسكي
الولايات المتحدة | ألوان- 115 د| 2009
Film n. 128
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدراما | كوميديا نصفها الأول آسر حول منتج يبحث عن ممثل معتزل. حال يجده قدراً من جدواه
تاليا شاير وبن غازارا |
لكن "البحث عن بالادين" فيلم مفاجأة. حان ومبهج ومكتوب ومنفّذ بحس رائع حيال شخصياته جميعاً. هي منسوجة بعناية من يجد في كل منها مادّة تستحق أن تقدّم الى الناس لأجل إتمام موزاييك المكان ولمنح القصّة جانبها الإجتماعي بعدما وجدّت خطّها الفردي والإنساني ولو أن كل هذا متوفّر في النصف الأول من الفيلم. النصف الثاني يتحوّل عن مسيرته ويخسر أشياءاً في المقابل ٠
جوش (ديفيد موسكو) يصل الى بلدة أنتيغوا في غواتيمالا بحثاً عن ممثل قديم مختف هناك بمحض اختياره أسمه جاك بالادين (بن غازارا). كما نعلم لاحقاً، كان الممثل صوّر فيلماً في البلدة وقبل مقايضة: أجره مقابل فيللا قديمة تعود للقرن السادس عشر تبع ذلك قراره قطع الصلة بهوليوود وبالنجومية والإستقرار في البلدة الى الأبد بعدما وجد عملاً كطبّاخ في مطعم يديره مهاجر آخر (ڤنسنت باستوري). الآن وبعد كل هذه السنوات، جوش مرسل من قبل شركة إنتاج في هوليوود للبحث عن الممثل وإغرائه بالعودة للتمثيل في دور شرف مقابل مليون و200 ألف دولار. هي في الحقيقة خمسة ملايين وليس واضحاً (ولو أنه محتملاً) أن جوش سيقتطع الباقي لنفسه (إذا وجد سبيلاً)٠
حين وصول جوش الى المطار يخبر موظّف الجوازات بأنه سيمضي ساعات قليلة. هذه إشارة مؤكدة أن الساعات ستتحوّل الى بضعة أيام. من المطار الى شركة تأجير سيّارات لكن بطاقته المصرفية لا تعمل (ولا يتطوّع الفيلم ليخبرنا لماذا). يتّجه الى حافلة مليئة بالأهالي ويجلس شاكياً ما هو عليه في مكالمة طويلة الى الشركة التي انتدبته٠
حين وصوله الى البلدة التي يقصد، حاملاً حقيبة صغيرة واحدة، يسحب من جيبه صورة قديمة للممثل ويبدأ بسؤال الناس عن صاحبها. يدخل محلاً ويوقف أناساً على الطريق، ثم يلجأ الى البوليس ثم الى مركز البريد ولا أحد يريد مساعدته. في هذه الأثناء نتعرّف على الممثل وحلقة من السينمائيين المستقلّين الذين يريدون كتابة دور له وباقي فريق العمل في المطعم وكل ذلك في متابعة ذات اهتمام إنساني واقعي. حين يكتشف المنتج مكان وجود الممثل (في المطعم) ويقصده يقرر المخرج إغفال نقطة مهمّة هي: كيف. لا يمكن أن تقدّم مشهداً تلو المشهد حول ما تعانيه إحدى الشخصيات في بحثها عن شخصية أخرى، ولا تقدّم المشهد الذي سيعرف فيه الباحث مكان وجود الآخر. لكن كراكوڤسكي يفعل ذل، ثم يفعل ما هو أكثر من ذلك. يدخل المُشاهد في سلسلة من العلاقات الإجتماعية ذات الخلفيات التي لا تنجح في أن تصبح مهمّة. فالمنتج الشاب هو إبن الممثلة التي ماتت حين كان صغيراً والممثل صديقها. هذا واحد من خيوط تجمع بين المنتج وبين بعض الشخصيات الأخرى وتلك الشخصيات (وبينها صديقة الممثل حالياً وتقوم بها تاليا شاير التي لعبت دور زوجة سلفستر ستالون في أفلام "روكي" وشقيقة آل باتشينو وجيمس كان في سلسلة "العرّاب" من بين قرابة خمسين فيلم آخر) لكنك لن تشعر بأن هذه الخلفية ضرورية بل مقحمة، ولا تترك ذيولاً مهمّة بل تؤدي الى مشاهد حوارية ومواقف باردة وصولاً الى نهاية غير ذات تأثير٠
DIRECTOR: Andrzej Krakowski
CAST: Ben Gazzara, David Moscow, Talia Shire, Vincent Pastore,
Pedro Armendariz Jr.
SCREENPLAY: Andrzej Krakowski
PRODUCERS: Mahyad Tousi
CINEMATOGRAPHY: Giovanni Fabietti [Color-35].
EDITING: Babak Rassi (115 min).
PROD. COMPANY: Palladin Pictures/ Long Tale Etertainment [USA- 2009]
SALLE B. الصالة ب
استعادات
خمسة أفلام جاسوسية من الماضي تختلف وتلتقي وتتفاوت
1- ONE SPY TOO MANY| Joseph Sargent *1/2
جاسوس واحد أكثر من اللازم | جوزف سارجنت
الولايات المتحدة | ألوان- 101 د | 1966
Film n. 129
نبذة
Men in Black رب تورن، الممثل الأكثر شهرة حين يؤدي رئيس جهاز التصدي للمخلوقات الغريبة فييقوم هنا بتأدية دور ألكسندر الذي يحاول أن يكمّل ما كان ألكسندر الكبير حين فكّر غزو العالم وهو من الذكاء بحيث يصعب على بطلي الفيلم، روبرت ڤون وديفيد ماكولم التابعين لجهاز استخباراتي أسمه
التكهّن بخطوته المقبلة لكن النجدة تأتيهم من أحد معاوني الشرير الكبير مع معركة ، U.N.C.L.E
تنهي أطماع ألكسندر الى الأبد٠
تقييم
مثل باقي سلسلة "أونكل" المذكورة، هناك التجسس وعمليات التخريب والبطلين الصديقين والشرير الحالم بهدم الحياة الغربية كما نعرفها. في طيّات ذلك هناك الكوميديا التي تبغي تخفيف حدّة الموضوع وتمنح المشاهد بديلاً عن الجاسوس رقم واحد في ذلك الحين: جيمس بوند. المشكلة أن الموضوع هنا خال من الحدّة أساساً ما يجعل المعالجة الكوميدية تخفيفاً لما هو خفيف جدّاً في الأصل. الحبكة (من كتابة دين هارغروف) تقوم على خيط قصصي محدود في الحجم والقيمة. أفضل ما في الفيلم مشاهد الأكشن التي نفّذها جوزف سارجنت، أحد سينمائيي الفترة الجيدينمعلومات
Joseph Sargent
عمل في السينما وترك أثراً جيّداً في نحو نصف الأفلام الثمانية عشر التي حققها، لكنه اشتغل تلفزيون أكثر بكثير في مسلسلات مختلفة من بينها "أف بي آي ستوري" و"كوجاك" كمسلسلات وعدد كبير من الأفلام المصوّرة لحساب التلفزيون لتعرض فيه وحده. سينمائياً وبعد ظهوره لحين وجيز كممثل حقق أعمالاً معروفة White Lightning (1973) **, The Taking of Pelham One Two Three مثل
(74), MacArthur (77) ***, Jaws 4 (87) **
Robert Vaughn
بعد انطلاقته التلفزيونية أنجز العديد من الأدوار السينمائية لاعباً شخصيات متعددة أبرزها شخصية المدّعي العام المكروه في فيلم بيتر ياتس الرائع "بوليت". قبل شهرته التلفزيونية لعب كواحد من "الرائعون السبعة" وسترن لجون سترجز سنة 1960: أحد سبعة أميركيين يقبلون مهمّة الدفاع عن المكسيكيين ضد عصابة من المجرمين لنكتشف جبنه وأنه لم يكن يوماً بالشجاعة التي رسمها حول نفسه٠
آخر أدواره في السينما ورد قبل ستّة أعوام، لكن يُقال أنه سيظهر، شرفياً، في إعادة صنع لفيلم الوسترن ذاك خلال العام المقبل. عمره الآن 77 سنة٠
David McCallum
لم ينل هذا الممثل البريطاني حظّاً كبيراً في السينما كما زميله روبرت ڤون خارج نطاق هذه السلسلة لكنه ظهر كثيراً في الستينات والسبعينات. لعب تحت إدارة جون سترجز أيضاً في
The Magnificent Seven ومثل ڤون في The Great Escape
يموت في ذلك الفيلم. عمره الآن 76 سنة وظهر في العام الماضي في فيلم توجّه مباشرة الى الدي ڤي دي هو
Wonder Woman
2- OPERATION CIA | Christian Nyby *
عملية سي آي أيه | كرستيان نيبي
الولايات المتحدة | ألوان- 90 د| 1965
Film n. 130
نبذة
عميل السي آي أيه مارك (بيرت رينولدز) يصل الى سايغون متخفياً بشخصية بروفسور وذلك لإلقاء محاضرة مجهّزة إمعاناً للتمويه. هدفه الحقيقي معرفة من يقف وراء الخطّة التي ستنفّذ لقتل السفير الأميركي هناك٠تقييم
فيلم روتيني من المخرج الآتي من وراء طاولة المونتاج يحاول إثارة التشويق لكن القصّة التقليدية وغياب عناصر أهم من السرد القصصي (مثل الإحاطة بالأجواء الأمنية التي كانت دائرة آنذاك والحرب المحيطة بسايغون) يمنعان ذلك. بالنسبة لبيرت رينولدز وطأ أحد أضعف أفلامه في تلك المرحلة. هناك كمين يُنصب لشخصيّته خارج سايغون من قِبل الفييتنكونغ، لكنها ستكون المرّة الوحيدة التي نسمع بأولئك المحاربين. طبعاً سينجو من ذلك الكمين ومن كل خطر يحدق به لدرجة أنك تبدأ التساؤل عن جدوى الفيلم كلّه٠ معلومات
Christian Nyby
The Thing From Another World*** لمع أسمه مرّة واحدة في الحقيقة حين أخرج فيلم الرعبسنة 1951 وذاك كتبه هوارد هوكس وقيل أن هوكس (وكان مخرجاً فذّاً في ذلك الحين) هو من حقّق الفيلم فعلاً. ضعف أفلام نيبي اللاحقة يؤكد ذلك. أخرج ما مجموعه ستة أفلام كان هذا الفيلم قبل آخرها بواحد. مات في سنة 1993 عن 80 سنة٠
Burt Reynolds
استحوذ بيرت رينولدز (عمره الآن 74 سنة) على نجاح كبير وأنجز أكثر من تسعين فيلم منذ أن معظمها بطولة. هذا الفيلم كان الثالث عدداً. معظم ما لعبه كان أدوار بطولة ولحين كان النجم الأنجح الثاني مباشرة بعد كلينت ايستوود في مطلع السبعينات. كان أكثر من حضور جيّد في بعض أفلامه مثل
Deliverance (1972) ****, Shamus (73) ***, The Logest Yard (74) ****
وبعض سواها. لكنه مزج الخفّة والكوميديا أكثر قليلاً مما يجب ما جعله يظهر في العديد من الأفلام الرديئة
Gator (76) **, Smokey and the bandit (77) **, Cannonball والمتوسّطة مثل
رينولدز أخرج بضعة أفلام جيّدة منها إثنان بوليسيان ببلوز حزين
Sharky's Machine (81) ***1/2, Stick (85) ***
3- THE SPY WHO LOVED ME | Lewis Gilbert **
الجاسوس الذي أحبّني | لويس غيلبرت
بريطانيا/ الولايات المتحدة | أبيض/ أسود- 125 د| 1977
Film n. 131
نبذة يتناهى الى المخابرات البريطانية أن منظّمة سريّة، يقودها شرير بإسم كارل سترومبرغ (كيرت جيرغنز) تختطف غواصات بريطانية لإشعال نيران الحرب. علي بوند (روجر مور) أن يحل اللغز ويكشف الفاعلين وستساعده عميلة المخابرات السوڤييتية آنيا (باربرا باك) حيث تقودهما الأحداث الى مصر٠
تقييم
حين يسبب بوند تهاوي دعامات تسند أثراً تاريخياً ليطمر العملاق "جوز" (رتشارد كيل) يعلّق بإبتسامة ساخرة "شغل مصري". لكن ما عدا هذه الناحية ليس هناك من تشويه او سوء تقديم للمصريين في هذا الفيلم الذي لم يكتبه إيان فليمنغ بل تم استيحاءه من شخصيّته. الفيلم الثالث من بطولة مور والأول بينها الذي حقق نجاحاً كبيراً. العناية الخاصّة كالعادة لوضع بهرجة بطولية حول شخصية العميل البريطاني الذي لا يُقهر، ومور المختلف تماماً عن شون كونيري، يمزح كثيراً ويحب كثيراً ويواجه أعداءاً شرسين طوال الوقت كما تقتضي المغامرة. لكن الفيلم متعب في نهايته بسبب منوال لا يتغيّر من الأحداث وغياب الخطر. هذا كان الفيلم البوندي الثاني للمخرج غيلبرت من ثلاثة٠
معلومات
Barbara Bach
ولدت في أميركا وتبلغ حالياً 62 سنة وتميّزت أفلامها بالخفّة طوال الخط. أبرز ما مثّلته كان هذا الفيلم الذي يجعلها من حريم بوند (الممثلات اللواتي لعبن معه في أدوار إيجابية) لكن لديها فيلم ناجح آخر بعد ذلك هوالذي أخرجه غاي هاملتون، الذي اشتغل بدوره في أفلام بوند٠ Force 10 From Navaron
4- THE SPY WHO CAME IN FROM THE COLD | Martin Ritt ***
الجاسوس الآتي من البرد | مارتن رِت
بريطانيا | أبيض/ أسود- 112 د| 1965
Film n. 132
نبذة
أريك (رتشارد بيرتون) جاسوس بريطاني مزروع في ألمانيا الشرقية وآخر مهمّة له فشلت فأعيد الى لندن. لكن عوض صرفه طلبت منه المخابرات البريطانية مساعدتها في قضية أخرى. أريك لا يحب ما يقوم به ولا يحب المخابرات التي يعمل لها ويجد وظيفة في مكتبة تعمل بها نان (كلير بلوم) ذات الميول الشيوعية التي تعرّفه على جواسيس يعملون لصالح ألمانيا ما يجعله متردد حيال انتماءاته٠تقييم
فيلم جاسوسي جاد يعيبه كثرة الكلام فيه، لكنه جيّد فيما عدا ذلك. تعود كثافة الحوار الى محاولة تلخيص رواية ضخمة للمؤلف المتخصص في النوع جون لي كاري، وعدم محاولة المخرج رِت الخروج كثيراً عن النص. ما ينتج عن ذلك فيلم ذي حبكة قوية ومثيرة وناتجة عن موضوع يحتاج الى فيلم او أكثر: ما هي كنه العلاقة بين الجاسوس العامل في خدمة النظام الغربي (بريطانيا في هذا الشأن) وبين أخلاقيات عمله؟ هل قيامه بالتخريب والتجسس لصالح بلاده هو نتيجة إيمان مطلق بالسياسة التي ينتهجها النظام الذي ينتمي إليه، او يستطيع، كما الحال هنا، مراجعة نفسه وإدراك أن كل الأيدي حوله يمكن أن تكون قذرة؟ على الرغم من أن العديد من المشاهد غارقة في حواراتها، الا أنها حوارات ذكية وتفرض متابعتها لاختيارات الكاتب (وضع السيناريو بول دَن) من الكلمات. ما يفتقده الفيلم على صعيد الحركة يعوّضه على صعيد التصوير البارع لأزوولد موريس: بريطاني خبر المهنة من العام 1932 الى العام 1982 أنجز فيها أكثر من 102 فيلم٠معلومات
Martin Ritt
بدأ هذا المخرج ممثلاً ثم حقق فيلمه الأول وكان فيلما اجتماعياً لافتاً بعنوان Edge of the City بدأ المخرج ممثلاً ثم حقق فيلمه الأول وكان دراما اجتماعية لافتة بعنوان
تتمحور حول الوضع العنصري الذي أدانه المخرج بشدّة مع جون كازافيتيس وسيدني بواتييه متعاونين٠ مال في أعماله الثماني والعشرين الى الأعمال المستلهمة عن الروايات الضخمة لكنه لم يحقق فيها ذات الإبداعات والمواقف التي حققتها أفلامه التي لم تستوحى من المؤلّفات، ومن أهمها "نورما راي" الذي تماشى مع موقفه اليساري كونه دعوة لتقوية عضد النقابات العمّالية. أفلام أخرى
Paris Blues (61) **1/2, Hud (63) ***, Hombre (67) **, The Great White Hope (70) ***, The Front (76) ***, Norma Rae (79) ***1/2
Stanley & Iris (89) **1/2 آخر أفلام المخرج الذي رحل عن 76 سنة كان
قبل عامين من وفاته٠
Richard Burton
احتضن رتشارد بيرتون صورة الممثل المسرحي الكبير الذي سيضفي نوعية على الفيلم الذي يشترك بإدائه. وهذا صحيح الى حد بعيد. في أكثر من حفنة من الأفلام هو أفضل ما فيها. لكن هذه الصورة حبسته أيضاً في إطار واحد. لا يمكن تصوّره في أفلام مختلفة الأنواع ولا هو من المهارة الكافية لكي ينتقل بين الشخصيات انتقالاً كاملاً بل يبقى رتشارد بيرتون من فيلم الي آخر٠ ولد سنة 1925 في بريطانيا ومات سنة 1984 عن 58 سنة ظهر خلالها في 66 فيلم٠ أمثلةThe Robe (1953) **1/2, Alexander the Great (56) **1/2, Bitter Victory (57) ***, Cleopatra (63) **, Hamlet (64) ***, Candy (68) *, The Assissination of Trotsky (72) **, Nineteen Eighty Four (84) ***1/2
5- THE THIRD MAN | Carol Reed ****
الرجل الثالث |كارول ريد
بريطانيا | ألوان- 93 د| 1949
Film n. 133
نبذة
يصل هولي (جوزف كوتن) الى فيينا ساعياً للبحث عن صديقه لوسيفر (أورسن وَلز) بغية إيجاد عمل له. هناك يكتشف أن صديقه مات بحادثة وينصحه رئيس البوليس بالعودة الى وطنه، لكن هولي يبقى لأنه يرتاب في أن الحادثة لم تكن مدبّرة. كل ذلك ليكتشف أن صديقه دبّر الحادثة لكي تعلن موته، بينما هو لا يزال على قيد الحياة متورّطاً بحلقة تجسس مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية٠تقييم
هذه الدراما الجاسوسية هي من بين الأعمال النيّرة كفيلم نوار أيضاً. كتب القصّة غراهام غرين. مدير التصوير هو روبرت كراسكر وقد حاول والمخرج ريد إنجاز ما سبق لممثله أورسن وَلز أن حققه في "المواطن كاين" من لقطات مائلة وغير تقليدية. التوفيق حالفهما والفيلم -لجانب حبكة مثيرة- من بين الأهم في نوعه٠كتابة تفصيلية ستتبع قريباً٠
معلومات
Graham Green
تناولت السينما أعمالاً كتبها غراهام غرين كروايات او شارك بكتابتها كسيناريوهات 37 مرّة آخرها الذي أخرجه فيليب نويس ("سولت") سنة 2002 The Quiet American
والكثير منها حول أميركيين في بلاد أوروبية كحال "الأميركي الهاديء" التي نُقلت الى السينما مرّة من قبل نسخة نويس، وذلك سنة 1958 عندما تصدّى لها (بنتيجة متوسّطة) جوزف ل. مانكيوڤيتز سانداً بطولة ضعيفة لممثل أفلام الوسترن أودي مورفي. جون فورد قدّم من أعمال غراهام غرين "اللاجيء" في السنة ذاتها التي أخرج فيها كارول ريد هذا الفيلم٠
Carol Reed
بدأ كارول ريد ممثلاً ومخرجاً على نحو متناوب ثم اكتفى بالإخراج مباشرة بعد هذا الفيلم الذي سجل فيه ظهوراً مسانداً. أفلامه الأولى من منتصف الثلاثينات وحتى منتصف الأربعينات كانت مقبولة لكن من دون لمعة خالصة. أفضل أفلامه وردت سنة 1947 حين دراما جنائية من بطولة جيمس ماسون عنوانهامع مدير التصوير المفضّل لديه روبرت كراسكر. في العام التالي أخرج The Odd Man Out ****
عن رواية أخرى لغراهام غرين وبعد "الرجل الثالث" استمر في منوال مثير The Fallen Idol ****
للإهتمام الى أن غابت غابت شمس إبداعه قبل نهاية الخمسينات ولو أنه استمر مخرجاً لأفلام متنوّعة وواعدة حتى سنة 1972، أي قبل أربع سنوات من رحيله٠
Robert Aldrich 2 | مخرج وأفلامه
الفترة الثانية من مسيرة المخرج روبرت ألدريتش أفضل من الأولى وتحتوي على عدد من التحف الصغيرة التي لم تشهد أيامها ما تستحق من اهتمام٠
Hush... Hush, Sweet Charlotte (1964) ***
Film N. 134سكوت، شارلوت الرقيقة | رعب | بعد نجاح «ما الذي حدث للبايبي جين؟« استعان بإحدى بطلتيه (بيتي ديڤيز) لكي تلعب الدور الرئيسي في هذا الفيلم التشويقي الأفضل في بعض نواحيه من الفيلم السابق. من بين هذه النواحي إبقاء الغموض قائماً بنجاح حول شخصية ديڤيز وإذا ما ارتكبت الجريمة التي يُقال أنها ارتكبتها. السر يتبدّى خلال زيارة عائلية تتحوّل الى مكاشفة. في الأدوار الرئيسية الأخرى أوليڤيا دي هاڤيلاند وجوزف كوتن٠
The Flight of the Phoenix (1965) ***
Film N. 135طيران الفينكس | دراما | فيلم جيّد آخر من صنع ألدريتش تبدأ أحداثه بسقوط طائرة تقل عدداً من العسكريين في الصحراء غير المحددة (لكن يُفهم أنها عربية). الطائرة رابضة فوق الرمال. الطعام والماء محدود والصحراء تحيط بهم من كل جانب. في هذا الوضع ترتفع الاسئلة التي يصر ألدريتش على إلقائها حول المصير ومن يملكه وكيف يمكن التصرّف به. من يجب أن يقود ومن يجب أن يموت وأمور أخرى من هذا النوع. فيلم جيّد أعيد صنعه سنة 2004 بنسخة لا بأس بها لكنها مختلفة أقدم عليها جون مور٠
The Dirty Dozen (1967) **
Film N. 136الدزينة القذرة | حرب | أكبر أفلامه وأقلّها قيمة فكرية. على ذلك من أنجحها. فيلم لإلهاب المشاعر يضم عدداً من الوجوه المعروفة في سينما الأكشن (لي مارڤن، أرنست بورغناين، جيم براون، تشارلز برونسون، رتشارد جايكل، دونالد سذرلاند، كلينت ووكر، تيلي سافالاس) سيلقّنون الأعداء النازيين دروساً في الحرب. مهمّة لا يتوقّع أن يعود منها أحد تخترق كل المنطقيات وتعتمد على عنصر منح كل شخصية جانباً حادّاً يصطدم والاخرين (هذا عنصري، ذاك مصاب بتوتّر نفسي، الآخر قاتل) وكلّهم -بإستثناء قائدهم مارڤن- يتم الإفراج عنهم لتجنيدهم. ليست هناك ذرّة من الحقيقة لكن الكثير من الضجيج. لجانب المذكورين هناك أيضاً جون كازافيتيز، رالف ميكر، جورج كندي وروبرت رايان٠
The Legend of Lylah Clare (1968) **
Film N. 137أسطورة ليلا كلير | دراما | ضربة ركن أخرى تجاه هوليوود، إنما بتأثير أقل، يوجهها ألدريتش عبر هذا الفيلم الذي جلب له بيتر فينش ليؤدي دور مخرج يستعين بممثلة غير معروفة (كيم نوڤاك) لتلعب شخصية ممثلة كانت ماتت في حادثة غامضة. الحادثة الغامضة تشبه تلك التي تعرّضت لها شخصية نوڤاك في فيلم ألفرد هيتشكوك «فرتيغو« الذي خرج قبل هذا الفيلم بعشر سنوات. إداءات جيّدة من دون ريب، لكن الفيلم لا يحمل وحدة هدف. حينا يبدو كما لو كان سيتّجه صوب الغموض وحينا صوب الكوميديا السوداء وهو انتهى كأحد أضعف أفلامه٠
The Killing of Sister George (1968) **
Film N. 138قتل الأخت جورج | دراما | ثالث أفلامه التي تتعاطى شخصيات نسائية قد تفقد صوابها وتقدم على جريمة في آخر لحظة، وأضعفها. هنا يقدّم ألدريتش حكاية ممثلة يتقدّم بها العمر (غير المعروفة بيريل ريد) تعيش مع صديقتها المثلية (سوزانا يورك) وتواجه معضلات خطيرة مثل فقدانها رجاحة عقلها في أي لحظة. الأسباب وجيهة: تعيش بوجهين: واحد لجمهور التلفزيون حيث تؤدي بطولة مسلسل ميلودرامي، والاخر في الحياة الحقيقية وكلّما ازداد وضعها حدّة، كلّما نفّست عن إحباطها بعدائها للفتاة التي تحب الى أن يختلط عليها الأمر فتمزج بين عالمها الخيالي وعالمها الواقعي٠
Too Late the Hero (1970) ***1/2
Film N. 139متأخر أيها البطل | حربي | بداية عودة ألدريتش لمواقعه الجيّدة التي خسرها حين حاول توسيع رقعة جمهوره. والفيلم الذي يعيد حرصه على النهايات السوداوية عوض أن يتركها تائهة حسب رغبة الاستديوهات. مايكل كاين وكليف روبرتسون وإيان بانن من بين الوحدة الأميركية البريطانية العاملة فوق جزيرة فيليبينية خلال الحرب العالمية الثانية: الهدف هو تعطيل محطة اتصالات يابانية. في المضمون معاينة وفحص معاني التضحية والشجاعة وبالنتيجة إلقاء نظرة باردة (180 درجة ضد "الدزينة القذرة") على الحرب ومفهومها٠
The Grissom Gang (1971) ***
Film n. 140عصابة غريسوم | عصابات/ دراما | كيم داربي، سكوت ولسون، توني موسانتي، كوني ستيفنز وسواهم من لآليء تلك الفترة يشتركون في هذه الدراما المسلّحة بالتصوير الواقعي لفترتها الزمنية: سنوات البؤس الإقتصادي في العشرينات. عصابة من صغار المجرمين يصطادون ما يعتقدونه كنزاً ثميناً: اختطاف فتاة شابّة وثرية (داربي) ومطالبة أهلها بفدية. لكن أحد أعضائها (ولسون) يقع في حبّها ويريد مساعدتها على الهرب وهي تبادله الحب. لفت الممثل سكوت ويلسون انتباهي حين ظهر في دور محدود في أول أفلامه
In the Heat of the Night في حرارة الليل
الذي قام نورمَن جويسون بإخراجه من بطولة سيدني بواتييه ورود ستايغر، ولم أشاهد فيلمه الثاني »في دم بارد« الا سنوات من بعد إنتاجه. بطولته لـ «عصابة غريسوم« كشف عن موهبة لم تحظ بالفرص الجيّدة على كثرة ما أدّاه من أدوار وشخصيات الى اليوم٠
Ulzana's Raid (1972) ****
Film n. 141غارة أولزانا | وسترن | بيرت لانكاستر كشّاف الفرقة العسكرية الأميركية التي تواجه عصبة من الأباتشي في معركة حياة او موت في هذا الفيلم الآخر من أفلام ألدريتش التي تنتهي بأن لا نجاة ولا أمل لأحد. وسترن حزين مع تمثيل أكثر حزناً يجسّده لانكاستر الذي كان ظهر تحت إدارة ألدريتش في »ڤيرا كروز« (راجع العدد الماضي). الممثل رتشارد جايكل، الذي كثيراً ما لعب في أفلام لألدريتش له مساحة مهمّة هنا. الموقع الصحراوي الجاف والعنف المطلق من كلا الجانبين أمور تمم نظرة المخرج العدمية٠
Emperor of the North (1973) ****
Film n. 142إمبراطور الشمال | دراما تشويقية | ثاني أفلام ألدريتش الرائعة في تلك الفترة ومن أكثرها تشويقاً وعنفاً في مكانه: لي مارڤن متسلل دائم الى القطارات يركب وسواه في زمن اليأس الإقتصادي مجاناً لفقره. حارس القطارات السادي شاك (أرنست همنغواي) دائماً ما هو مسلّح بجنزير يهوي به في استمتاع على كل من يلقي القبض عليه مختبئاً في عربة او على سطح القطار. لكن مارڤن مصر على تحدي شاك وهذا ما يقود الى معركة هائلة بينهما في فيلم يبقيك على خط السكّة الساخن طوال الوقت٠
The Longest Yard (1974) ****
Film n. 143المسافة الأطول | دراما سجون | أحد أفضل أفلام السجون في تاريخ السينما الأميركية على الأقل. بيرت رينولدز لاعب كرة قدم مسجون. إيدي ألبرت هو مدير السجن وهو يجبر رينولدز على تكوين فرقة كرة قدم من المسجونين لمنازلة فريقه من الحرّاس ويريده أيضاً أن ينهزم أمامهم. لجانب طروحاته حول السُلطة والمصير ومن الذي يقود ومن لا يقود الخ... هو فيلم رائع كتشويق مع ممثلين كانوا من أجمل الطاقات الإبداعية على الشاشة وكلّهم في أدوار مساندة منهم إد لوتر، جون ستيدمان، هاري سيزر. أعيد صنع هذا الفيلم علي يدي بيتر سيغال كشريط كوميدي وذلك سنة 2005
Hustle (1976) ****
Film n. 144تسريع | بوليسي | بيرت رينولدز هو الشرطي الذي تؤول اليه مهمّة التحقيق في مقتل فتاة شابّة اعتبر موتها انتحاراً، لكنه حين التحقيق يكتشف أنه ليس كذلك. وراء هذا الخط وما يؤدي إليه ما هو أعمق من الحكاية التي تبدو تقليدية. الشخصيات المتلاطمة في بحثها عن قيمة ما لهذه الحياة. في الأدوار أيضاً كاثرين دينوف وإيدي ألبرت وبول وينفيلد٠
Twilight Last Gleaming (1977) ****
Film n. 14اللمعان الأخير للغسق | تشويق | تأكيد على أن اكتشاف روبرت ألدريتش يبدأ من أفلامه الأخيرة. هذا الفيلم التشويقي السياسي يدور حول أربعة سجناء يهربون من حبسهم وينجحون، حسب خطّة موضوعة ومنفّذة على الشاشة بقدر كبير من المنطق، بالتسلل الى قاعدة نووية أميركية (بيرت لانكاستر، ويليام سميث، بول وينفيلد، بيرت يونغ) حيث يهددون الرئيس الأميركي (تشارلز دارنينغ) بإطلاق صواريخ نووية الا إذا نفّذ بضع مطالب من بينها إظهار الحقيقة للشعب حول السبب الذي دخلت فيه الولايات المتحدة الحرب الفييتنامية. الأمل في إنقاذ العالم من الخطر النووي يتضاءل تماماً كما هي نهاية فيلم ألدريتش الثالث «قبّلني للموت« سنة 1955 كما ورد في العدد الماضي٠
The Choirboys (1971) ***
Film n. 146فتيان الكورس | دراما | عن رواية للكاتب جوزف وومبوه اقتبس المخرج هذا الفيلم الذي يفحص حياة رجال البوليس، كما سبق له أن فحص حياة الممثلين. تشارلز دارنينغ، لويس غوزيت جونيور، بيري كينغ، راندي كوايد من بين هؤلاء الباحثين بالتدريج عن معنى لحياتهم وسط الفساد الإجتماعي السائد. قدر من الإنسياب الفوضوي يؤثر على جودته وبالتالي قيمته٠
The Frisco Kid (1979) **
Film n. 147فتى فريسكو | وسترن كوميدي | ألدريتش يحاول أن يتدخل في الصراع العربي الإسرائيلي ولو رمزياً. أحد بطلا الفيلم (جين وايلدر) هو راباي من بولندا يصل الى الغرب الأميركي مسلّحاً ببراءته وطيبة قلبه ليكتشف الغرب الموحش على حقيقته. هاريسون فورد في دور "البطل" التقليدي الذي يساعد الراباي من الأشرار. كل ما يبغاه اليهودي هو موطأ قدم يعيش فيه بسلام الخ... أضعف أعمال ألدريتش في تلك الفترة وأخفّها قيمة٠
.... All the Marbles (1981) ****
Film n. 148كل الرخام (المقامات) | دراما | آخر فيلم لألدريتش من تلك الحكايات الناعمة حول الحياة في دنيا الهوامش. بيتر فولك وكيل أعمال إمرأتين (فيكي فردريك ولورين لاندون) تمارسان المصارعة في حلبات الوحل. الثلاثة يواصلون السفر بين المدن، صغيرة وكبيرة، وحفلات تعكس وحشية حضورها وجمهورها في مقابل البذل البدني لمصارعتيه. الأهم هو ذلك القدر من الإنسانية الذي يحيط ممثلتيه به. أحلامهما وظروفهما ما يذكّرني
Fat City بفيلمين أحدهما لجون هيوستن حول ملاكمين في عالمهما المهدوم وعنوانه
من إنتاج سنة 1972 والثاني أنجزه جون كازافيتيز سنة 1976 بعنوان "مقتل وكيل مراهنات صيني"٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2010٠
1 comments:
شكرا لتخصيص عدد مميز مليء بأفلام غامضة عن الدواسيس والداسوسية كما أشرت ! لم أتصور ميكي روني جاسوسا فهو قصير لهذه الغاية بالرغم من كونه مميز جدا كممثل . فعلا فيلم سوات هو للمشاهدة مع تفويت كل ملاحظة للآخر ، وإلا كيف تهرب من مقر السي آي أي ، وتتوجه لشقتها طوالي ، حافيه دون الشنطة والمحفظة؟ بخصوص ان المخرج كوستاريتزا اصبح ممثل ، كانت هذه غريبة جدا ، ما الداعي هل هذه المرة الأولى؟ لا أفهم كيف سأحصل على أفلاما ألدريتش هذا ، هل من نصيحة؟
شكرا
عبدالله العيبان - الكويت
Post a Comment