Year 4 | Issue 138
وحيداً في الصالة
| عودة الغائب |
• كما بات معروفاً لدى المتابعين، أنجز المخرج محمد خان تصوير أوّل يوم من فيلم جديد هو الأول منذ خمس سنوات تحت عنوان "فتاة المصنع". الفيلم من بطولة الممثلة الجديدة ياسمين رئيس التي خلفت إختيار المخرج السابق روبي التي انسحبت بناءاً على تعاقدها على فيلم آخر يجري تصويره في الوقت ذاته. ليست هناك كلمة حول الموضوع الذي شمّر المخرج الجيّد عن ساعديه ليعمل عليه، لكن هناك معلومات حول توليفته الإنتاجية، فهو من تمويل إماراتي، عبر مؤسسة "سَـند" وأميركي (غلوبال فيلم إنيشاتيف) وألماني GIZ إلى جانب دعم من وزارة الثقافة. التصوير متوقّف الآن بسبب عطلة عيد الأضحى المبارك لكنه سيُستأنف بعد العيد ثم يتوقّف لبضع أيام يسافر فيها المخرج إلى سوق سينمائي يقام في مدينة ثيسالونيكي اليونانية في مطلع الشهر المقبل.
| عودة غائب آخر |
• وهناك عودة أخرى منتظرة، هذه المرّة من المخرج الأميركي روبرت زميكيس الذي غاب عن السينما غير الأنيماشن منذ تحقيقه «منبوذ» او Castaway سنة 2000. هذه المرّة حاضر عبر فيلم جديد عنوانه «الطيران» من بطولة دنزل واشنطن. وهو الفيلم الذي اختاره مهرجان نيويورك السينمائي لاختتام دورته الجديدة يوم الأحد الماضي. ردّات الفعل من حينها، وقبل بدء عروضه في الشهر المقبل، مشجّعة وكذلك إحتمالات دخوله سباق الأوسكار.
هذا الفيلم هو الحي (عكس أنيماشن) الأول كما ذكرت والتوقّعات كثيرة. بعض الغائبين يعودون جيّداً وبعضهم يعود متقهقراً. بالنسبة لزميكيس فإن مشكلة غيابه كانت في توهانه. لقد هرب من النجاح إلى الشرب وأدمن. قبل ثلاثة أشهر كنت في لوس أنجيليس وحضرت مؤتمراً صحافياً للممثل دنزل واشنطن الذي كان صريحاً: "زميكيس تعرّض لوضع صعب ولأزمة نفسية خانقة عانى منها طويلاً. وإذا كان السيناريو الجيد هو واحد من الأسباب الذي من أجلها وافقت على بطولة هذا الفيلم، فإن السبب الثاني المهم هو أنني رحّـبت كثيراً بعودة زميكيس وأردت أن أظهر له ذلك".
| Creature From the Black Lagoon |
• هناك فيلم آخر بالأبعاد الثلاثة، أي لجانب كل ما تم إنتاجه في السنوات الأخيرة، لا يشبه أي فيلم آخر. في الأسابيع القليلة المقبلة سيتم إطلاق فيلم «مخلوق من البحيرة السوداء» وهو فيلم أخرجه جاك أرنولد سنة 1954 بالأبيض والأسود وبالأبعاد الثلاثة اختارته السينماتيك الأميركية في لوس أنجيليس لأسبوع عرض لعلّـها تثير اهتمام أولئك الذين يعتقدون أن نظام الـ 3D إنما من بنات اليوم. لكن في الأساس هي فرصة لمشاهدة فيلم رائع بات كلاسيكياً هذه الأيام يدور حول رحلة علمية على سطح يخت صغير إلى بحيرة أمازونية صغيرة حيث يترصّد من عليها وحش برمائي. وهو متوفّـر أسطوانات لمن يرغب في البحث والمعرفة.
| جاك أرنولد |
• جاك أرنولد، لمن لا يعرفه كان مخرج أفلام تشويقية في الأساس لكن «مخلوق من البحيرة السوداء» ثم «انتقام المخلوق» (1955) من أبرز سينما الرعب القديم. وهو أيضاً له فيلم رعب جيّد عنوانه «عنكبوت» او Tarantula وحكايته تدور حول عالم يجري أبحاثاً على حشرات وحيوانات وفي أحد الأيام قام مساعده بالتسبب في جعل عنكبوت يكبر بفعل شحنة نووية حتى صار ضخماً يهدد البلدة بكاملها. كنت صغيراً في الستينات حين شاهدت هذا الفيلم، الذي تم إنتاجه في منتصف الخمسينات، وتسمّرت في مكاني. هناك ذلك المشهد الذي يقود فيه شخصان حافلة يوقفانها عند طرف طريق جبلي ليتناولا عشاءاً. من فوقهما، فوق قمّة جبل يخرج العنكبوت. هل كان ذلك صوتي انطلق لتحذيرهما؟ لكنهما لم يسمعاني. ربما الخوف منع صوتي. العنكبوت يهبط الجبل ويهرعان نحو النجاة لكنهما يتأخران عنه. في هذا الفيلم هناك مشهد صغير لكلينت ايستوود كقائد سرية من الطيارين المكلّفين بقصف العنكبوت بالنووي إذا تطلّب الأمر إنقاذاً للبلدة المهددة. Good Stuff
| تارانتينو |
«دجانغو بلا قيود» Django Unchained لا يزال في التوليف ليلحق بالموعد المضروب له مع الجمهور في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل. وسترن من تحقيق كوينتين تارنتينو مع ليوناردو ديكابريو وسامويل ل. جاكسون وجونا هِـل وكريستوف وولتز ومن الجيل القديم الذي خبر النوع أكثر من مرّة بروس ديرن والإيطالي فرانكو نيرو بالإضافة طبعاً إلى جايمي فوكس في دور «دجانغو» الذي يقول أن الفيلم سوف "يغيّـر مفهوم المشاهدين حول العبودية في أميركا". قبل عروض هذا الفيلم المنتظر هناك فيلمان آخران لتارنتينو سيشهدان عروضاً سينمائية جديدة محدودة هما «كلاب المخزن» الذي أنجزه سنة 1992 و«بالب فيكشن» الذي حققه بعد ذلك بعامين.
بهذا الفيلم يواصل المخرج المعروف انتقالاته بين الأنواع.
حقق الفيلم البوليسي («كلاب المخزن» و«بالب فيكشن» من بين أخرى) وفيلم التشويق السبعيناتي («برهان موت») وفيلم الساموراي («أقتل بل») ثم مال إلى الفيلم الحربي («الأنذال غير الجديرين») والآن الوسترن.
| أركض يا توم أركض |
• هذه الأيام يلتقي فيلم «كلاود أطلس»، بطولة توم هانكس وهالي بيري وجيم برودبنت، مع الجمهور العريض لأول مرّة، وذلك بعد عرض محدود في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي حيث انقسم المشاهدون حوله. وصفته مجلة «ذ هوليوود ريبورتر» بأنه "طموح إلى حد كبير" لكن هذا لا يمنع تفاوت الآراء النقدية حوله. هو أيضاً فيلم من إخراج الألماني توم تايكوَر الذي لا يزال عمله الأول «أركضي لولا أركضي» أكثر لمعاناً من باقي أفلامه اللاحقة وذلك الفيلم كان من إنتاج ألماني محض. المثير فيه حكايته التي تنطلق في عصر الوسترن المبكر (سنة 1849) وتنتقل إلى ثلاثينات القرن العشرين ولاحقاً إلى الزمن الحالي في محاولة لوصف كيف أن لكل فعل رد فعل ولو بعد حين.
أفلام الأسبوع
Trouble with the Curve ***
المشكلة مع المنحنى
إيستوود، أدامز، غودمان: "المشكلة مع المنحنى"٠ |
[في جديده، يكتفي كلينت ايستوود بالتمثيل معبّـراً عما
يجول في حياة رجل مسن يبحث عن فرصة أخيرة]
المخرج:
روبرت لورنز Robert Lorenz
أدوار أولى:
كلينت ايستوود Clint Eastwood
آمي أدامز Amy Adams
جون غودمان John Goodman
إد لوتر Ed Lauter
روبرت باتريك Robert Patrick
جوستين تمبرلايك Justin Timberlake
سيناريو:
راندي براون Randy Brown
تصوير [ألوان- 35 مم]
توم ستيرن Tom Stern
توليف [111 د]:
جووَل كوكس Joel Cox
غاري روتش Gary Roach
موسيقا:
ماركو بلترامي Marco Beltrami
المنتج:
كلينت إيستوود Clint Eastwood
روبرت لورنز Robert Lorenz
مايكل وايزلر Michael Weisler
النوع: دراما إجتماعية | الولايات المتحدة (2012)
من ينتظر فيلماً من كلينت ايستوود يتجاوز به أعماله السابقة، سيجد في «متاعب في المنحنى» خيبة أمل واضحة. الفيلم كتابة وإخراجاً ليس عملاً مبدعاً بل يحمل في الحقلين هناتاً واضحة، لكن إذا ما كان هناك من مواساة فهي في أن ايستوود لم يكتب السيناريو، وهو لم يكتب سيناريو أي من أعماله من قبل أيضاً، ولم يخرج هذا الفيلم كذلك.
آخر مرّة ظهر فيها على الشاشة كانت سنة 2008 حينما لعب بطولة Gran Torino وقبل ذلك بأربع سنوات قام ببطولة Million Dollar Baby. هذا فيلم كل أربع سنوات. لكن من قبل كان يطل في فيلمه كل سنتين كمعدّل. الجامع بين كل هذه الأفلام وصولاً إلى سنة 1993هو أنها جميعاً من إخراجه. هذا ما يجعل «متاعب في المنحنى» أوّل فيلم من بطولته وليس من إخراجه منذ أن قام بدور رجل الأمن المكلّف بحماية الرئيس في فيلم «في خط النار» الذي أخرجه وولفغانغ بيترسون (وهذا بدوره لم يحقق فيلماً منذ سنة 2006).
كون هناك متاعب هذا صحيح، لكن في السيناريو من حيث أنه لا يأتي بجديد فعلي على سطح حكاية حول رجل مسن يمنّي النفس بفرصة أخرى في أكثر من إتجاه، بينها محاولته رصف العلاقة المقطوعة بينه وبين إبنته (آمي أدامز). وهي مقطوعة لأن والدها كان ضحّى بعلاقته الأسرية معها حين ماتت زوجته (أمها) فأودعها عند بعض أقاربه لتحيا بينهم وذلك لكي يتسنى له الإنصراف إلى عمله ككشاف مواهب لاعبي بايسبول. لكنه صعب المراس. يريد فرصة ثانية لكنه لا يعرف التنازل والمحاولة الأولى للقاء والعيش المشترك تكاد تنتهي بفراق سريع. هنا تعرف كل شيء يريد السيناريو توفيره للمشاهد. كل المواقف وكل العواطف وكل النتائج أيضاً، لكن الموضوع أقوى من أن يسقط تماماً تحت وطأة التوقّـعات خصوصاً وأن خطـّه الإنساني يتناول أساساً الحياة الوحيدة لرجل تجاوز سن الشباب ولديه ثلاثة أشهر قبل أن ينتهي عقده مع إحدى فرق البايسبول ولا يدري شيئاً عما سيفعل بعد ذلك.
لقاء الأب بإبنته لا يخلو من مصلحة للطرف الأول، فهو يتوسّـم أنها تستطيع مساعدته في الخروج من مأزقه المهني رغم أنها تعمل محامية وعلى قاب قوسين أو أدنى من تسجيل نجاح كبير في مهنتها. الفيلم لا يوفّر من طرفها تبريراً كبيراً لأن تتوقّـف عن استكمال مساعيها لكي تمضي الوقت مع أبيها.
كما في «غران تورينو» هذه وقفة رجل ضد عصر سواه. والمخرج روب لورنز عمل منتجاً في شركة مالباسو (التي يملكها إيستوود) منذ عقود ويعرف كيف يفضّل ايستوود أفلامه، وكيف يمنحه الحضور المعتاد له من دون ضرورة لتوجيهه في أي شأن. في نهاية أمره، هو فيلم رقيق أكثر منه فيلماً جيّداً. وكل ممثليه (بمن فيهم الممثل ذو الحضور المميّز ونحو 95 فيلماً تحت إبطه زاولها من مطلع السبعينات إد لوتر) جيّدون وفي تناغم في مستويات أدائهم ولو أن الفيلم في نهايته يتمحور حول ذلك الرجل الذي لا يزال يعبّـر عن جيله من دون توقّف.
Frankenweenie ***
فرانكنويني
[يعلن «فرنكنويني» لمتابعي أفلام تيم بيرتون بأن هذا
المخرج لا يزال قادراً على العطاء، لكن التجديد أمر آخر]
المخرج:
تيم بيرتون Tim Burton
أدوار أولى:
كاثرين أوهارا Catherine O'Hara
مارتن شورت Martin Short
مارتن لانداو Martin Landou
وينونا رايدر Winona Ryder
كريستوفر لي Christopher Lee
سيناريو:
جون أوغست John August
تصوير [ألوان- دجيتال]
بيتر سورغ Peter Sorg
توليف [85 د]:
كريس ليبنزون Chris Lebenzon
مارك سولومون Mark Solomon
موسيقا:
داني إلفمان Danny Elfman
المنتج:
أليسون أبات Allison Abbate
تيم بيرتون Tim Burton
النوع: أنيماشن | الولايات المتحدة (2012)
خمسة من أفلام تيم بيرتون من العام 2000 هي إما إعادة صنع لفيلم سابق ("تشارلي ومصنع الشوكولا" و«تود سويني» و«أليس في أرض العجائب") او استيحاءاً من عمل تلفزيوني («ظلال داكنة»). فيلمه الجديد هذا فيه نقاط عدّة مختلفة: أولاً هو مأخوذ عن فيلم من نصف ساعة كان حققه لحساب شركة ديزني سنة 1984 وقام هنا بتوسيعه. ثانياً: أنه أول فيلم أسود وأبيض بالأبعاد الثلاثة منذ أن أقتحم "أڤاتار" هذا النظام وأقحم السينما به (وليس أول فيلم أسود وأبيض في التاريخ لأن الخمسينات شهدت عدداً منها)، وثالثاً: هذا الفيلم خال من جوني دب!
حكاية «فرانكنويني» فيها عنصر عاطفي آسر حول علاقة صبي بكلبه وذلك من بعد أن يؤسس المخرج للمكان: ضاحية رشيقة ونظيفة وبلا روح تذكّرك بتلك التي استخدمها قبل إثني عشر سنة عندما حقق «إدوارد سيزرهاندز». ڤكتور فرانكنستاين (صوت تشارلي تاهان) صبي صغير يمضي وقته في غرفته الصغيرة ينجز أفلام كرتون على الكومبيوتر من بطولة كلبه المحبب سباركي. هذا لا يجلب المسرّة لوالديه (كاثرين أو هارا ومارتن شورت) اللذان يخشيان أن يؤدي إنطواءه إلى أن يصبح غريب السلوك. حين يستجيب ڤكتور لرغبة والديه يخسر كلبه. لقد انضم لفريق كرة وحين قفزت الكرة إلى وسط الشارع ركض كلبه وراءها فدهسته سيارة. حزن ڤكتور بليغ لكن بصيص الأمل يحدوه لحل عندما يقوم أستاذه ريزبروسكي (مارتن لانداو) بإجراء تجربة إلكترونية على ضفدعة ميّتة فيبث فيها الحياة. هذا ما سيقوم به ڤكتور على أمل إعادة الحياة إلى كلبه، وهذا ما يحدث.
عند نهاية هذا التأسيس يجد المشاهد نفسه وهو ينظر إلى فراغ في لب الحكاية. لا يفتر الإهتمام بالمشاهد من حيث تصميمها ورسمها بأسلوب ستوب- موشن أنيماشن (لاحظ التعريف أدناه) كما من حيث إدخال مخلوقات عدّة لإشغال المساحة المتأتية من "نفخ" قصّـة حققها المخرج في نصف ساعة إلى فيلم من ساعة ونصف. طبعاً يحاول ڤيكتور إخفاء حقيقة أن كلبه لا يزال حيّـاً، وهذا لا يستنفذ طاقته بقدر ما يستنفذ طاقة المشاهد الذي يدرك أن الصبي سوف لن يستطع إبقاء سرّه محفوظاً في غرفته الصغيرة.
بيرتون هنا إذ لا يزال يوظّـف خياله جيّداً الا أنه في الوقت ذاته لا يوفّر جديداً فوق شخصياته وفوق ما هو متوقّع منه. بذلك يتقلّـص فحوى "الحدث" في أعماله ويفتر الإهتمام الإبداعي منها وحيالها. الفيلم بطبيعة الحال داكناً وبريئاً لكن هذا الناقد أحب من بين أعماله الأنيماشن السابقة "9" (الذي اكتفى بإنتاجه سنة 2009 لكنه حمل بصمته جيّداً). وهو فيلم لم يكترث له حينها أحد بالقدر الكافي.
Stop- Motion Animation
على عكس الأنيماشن الدارج الذي يؤلّف باستخدام برامج الكومبيوتر، يتّبع هذا الأسلوب نظام صنع دمى كاملة (طول وعرض وعمق) وتحريكها وتصوير كل حركة بمفردها مهما كانت صغيرة قبل جمع ما تم تصويره في غرفة المونتاج ما يجعلها تبدو كما لو كانت تتحرّك من تلقاء نفسها. إنه هو النظام ذاته الذي تم إستخدامه لتحريك الوحش في «كينغ كونغ» سنة 1933
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments:
Post a Comment