بين الأفلام
سياسيون يدينون فيلماً
• إيرادات «ذ هوبيت: رحلة غير متوقعّة» جاءت حسب المتوقّـع: 138 مليون دولار في الأسبوع الأول من العروض العالمية حيث سطا على المركز الأول في كل مكان بإستثناء اليابان إذ افتتح بـ 3 ملايين و500 ألف دولار مقابل 16 مليون و700 ألف دولار من نصيب الفيلم الياباني «فيلم من قطعة واحدة». في الولايات المتحدة كسر أرقام افتتاح سابقة مسجلاً 84 مليون دولار في الويك إند الأول وحتى الآن حصيلة ما جمعه تبلغ 92 مليون و340 ألف دولار.
• إستحسان الفيلم هو أمر آخر. تقييم النقاد أميركيين وأوروبيين لم ترتفع فوق الـ60 بالمئة وزادها شكاوى غير مسبوقة مفادها أن التصوير بسرعة 48 كادر في الثانية (مقابل 24 كادر في الثانية كما هو الحال دائماً) ساهم في إصابة المشاهدين بالدوخان. شخصياً اخترت مشاهدة هذا الفيلم بالبعدين العاديين والدوخة التي أصبت بها تعود إلى طول التحليق في مشاهد باردة الأوصال (إقرأ النقد في مكان آخر من الصفحة).
• عواصف من نوع آخر بدأت تتجمّـع في الأجواء قبل بدء عرض «الثانية عشر والنصف ليلاً» وهو المقصود بعبارة Zero Dark Thirty- الفيلم الذي أخرجته كاثرين بيغلو حول الترتيبات التي سبقت عملية قتل أسامة بن لادن ومن ثم المعركة الوجيزة التي نشبت بين جنود "السيلز" وحرسه. ورأس رمح الهجوم على هذا الفيلم الذي نال أعلى تقدير بين النقاد الأميركيين (98 من الآراء إيجابي) متمثّـل بثلاثة أعضاء كونغرس هم ديان فينستين (الحزب الديمقراطي) وكارل ليفين (الحزب الديمقراطي) وجون ماكّـين (الحزب الجمهوري). وهم كتبوا: "نعبر عن عمق خيبتنا في فيلم «زيرو دارك ثيرتي». نرى أن الفيلم غير دقيق ويؤدي إلى سوء فهم حين يقترح بأن التعذيب هو ما أدّى لجمع معلومات حول موقع بن لادن". وأضافت الرسالة إن موقّـعيها يفهمون أن للفيلم حاجاته الدرامية لكن ما لا يوافقون عليه هو العبارة التي يفتتح بها الفيلم والتي تقول "مبني على وقائع حقيقية" في الوقت الذي ينكر الموقّـعون أن التعذيب كان حقيقياً.
• السياسة لها نصيب الأسد في حياة بن أفلك هذه الأيام أيضاً. ليس فقط أن «أرغو» يتحدّث عن عملية أخرى هي تلك التي تم بموجبها إنقاذ حياة ست أميركيين علقوا في طهران خلال مرحلة ما بعد الشاه لولا قيام السفارة الكندية بإخفائهم، ثم عميل للمخابرات الأميركية بتهريبهم، بل من خلال قيامه مؤخراً بالإدلاء بشهادته أمام لجنة "إدارة الخدمات المسلّحة" حول الوضع في جمهورية الكونغو. وفي خطابه حثّ على تقديم المساعدة لدولة مزّقتها الحروب الأهلية ملاحظاً أنه من دون دفع الولايات المتحدة لسياسيي الكونغو فإن هؤلاء لن يجتمعوا لبحث خطوات السلام.
• العروض التجارية لهذا الفيلم تبدأ في الشهر المقبل، كذلك فيلم من بطولة حاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارتزنيغر وعنوانه «عشرة». هل هي عشر سنوات على ظهوره كمخلوق مؤثرات خاصّـة في «ترميناتور 3» (2003) أو هو إعادة لفيلم «عشرة» لاعباً الدور الذي قامت به بو ديريك وهي تركض بالبيكيني على شاطيء البحر بالسلو موشن؟. لا هذا ولا ذاك. الفيلم هو عن ضابط من قوات خاصّـة يلاحق المسؤولين عن مقتل زملائه التسعة الآخرين قبل أن يصل إليه الدور. هذا هو أول بطولة لشوارتزنيغر منذ «اليوم السادس» سنة 2000 مباشرة قبل عمله الإداري والسياسي. وكان ظهر في أدوار صغيرة في «المستهلكون» في جزئيه ولعب دوراً ثانوياً (بينما كان لا يزال حاكماً) في «حول العالم في ثمانين يوم» وفي دور من الصغر بحيث أن إسمه لم يذكر في قائمة الممثلين هو The Rundown (أو "التعداد") سنة 2003.
نقد أفلام الأسبوع
صور فضّـية لعائلات مفككة
Silver Linings Playbook ***
إخراج: ديفيد أو راسل | تمثيل: برادلي كوبر، جنيفر لورنس، روبرت دينيرو.
دراما عائلية | الولايات المتحدة 2012
------------------------------
تتكرر كلمة "نهاية سعيدة" مرّتين على الأقل في هذا الفيلم الجديد للمخرج ديفيد أوراسل الذي كان سبق وأن تعامل مع حرب العراق الأولى في «ثلاثة ملوك» ومع العائلة التي تلتحم وتتفكك ثم تلتحم من جديد في «المقاتل». وهو، الفيلم، ينتهي نهاية سعيدة لن أشوّهها بالنسبة للمشاهدين الذين لم يروا الفيلم بعد، لكنها سعيدة إلى حد ملحوظ. ليست ساذجة ولا حتى في غير محلّـها تماماً، لكن المرء يشعر بأنه- تبعاً لما سبق- كان مستعداً لخاتمة أقل تفاؤلاً.
إنه عن باتريك (برادلي كوبر) الذي خرج من مصحّـة نفسية أمضى فيها ثمانية أشهر. يعود للسكن مع والديه دولوريس (جاكي ويفر) وباتريك الأب (دينيرو) وسرعان ما يبدأ التصرّف على نحو أرعن يهدد بإعادة إرساله إلى المصحّـة على الرغم من أنه بات يردد ضرورة البقاء على الشعور الإيجابي في الحياة ونبذ الشعور السلبي. لا تملك في هذا الحيّز سوى التعاطف معه: رجل بلا عمل وبِـحمل نفسي وعاطفي منذ أن وجد زوجته وأستاذ في الجامعة في حمّـام البيت بعدما عاد مبكراً على غير عادته. ما كان منه بالطبع إلا أن ضرب الأستاذ حتى كاد يقتله (هذا ما نسمعه لكننا لا نراه) فاقداً القدرة على إحتواء غضبه ما أدخله المصحّـة. لكنه الآن لا يزال يحبّ زوجته على الرغم من أنها لا تنوي العودة إليه ومحظور عليه الإقتراب منها. باتريك يريد رؤيتها ويرغب في أن تصفح عنه كمن وُلد من جديد. في أحد الليالي يتعرّف على تيفاني (جنيفر لورنس) التي لديها أيضاً مشاكلها العاطفية الخاصّـة، منذ أن مات زوجها في حادثة سيّارة (أيضاً لا نرى المشهد لكنه مذكور في أحد الحوارات). معاً سيشتركان في مسابقة للرقص بينما والده (دينيرو) يريد حضوره معه لتشجيع فريقه الرياضي المفضّـل.
«كتاب مسطّر بالفضّـة» وُصـف بأنه كوميدي، لكن الحقيقة أنه دراما جادّة، رغم بعض الضحكات، حول الأسر المتهاوية: هناك أسرة باتريك حيث التباعد كبير بين الإبن وأبيه وهناك أسرة تيفاني المفقودة وأسرة أحد أصدقاء بات التي تقف على حافة التفسّخ. في الوقت ذاته هو فيلم مليء بالقضايا الإجتماعية مثل البيئة التي قد تدفع أي إنسان لحافة الجنون، ومثل البحث المؤلم عن شريك حياة عوض شريك حياة غاب، ومثل دور المؤسسة الصحية في ممارسة نظام متعسّف كما يوضح لنا الفيلم هذه المسألة عبر شخصية صديق آخر لباتريك هو داني (كريس تـَـكر) الذي يُعاد إلى المصحّة على الرغم من بدء تأقلمه مع الحياة.
للأسف، هناك سلبيات في العمل ليست النهاية المختارة من بينها ولو أنها لا تبدو الأنسب للفيلم، مثل ذلك الإنزلاق صوب تلك النهاية بعدد من المواقف التقليدية والنمطية ككليشيهات سبق لهوليوود أن تداولتها بغية حياكة قصّـة حب تخدم الفيلم كعملية تجارية وليس كعمل يريد الحفاظ على مقوّماته السابقة ورفع حدّتها أو الإبحار بعيداً بها. يتميّز إخراج أوراسل بالحيوية والسيناريو بالأفكار لكن الإنتاج محدود الأماكن ما يجعل الفيلم يكرر مواقعه أكثر بقليل مما يجب.
تمثيل كوبر ولورنس جيّد. هو يؤكد ثراء موهبته وهي على أنها ليست وميضاً يلمع ويختفي.
• DIRECTOR: David O. Russell
-----------------------------------------------------------------------
• CAST: Bradley Cooper, Jennifer Lawrence, Robert De Niro, Jacki Weaver, Chris Tucker, Anupam Kher, John Ortiz, Julia Stiles.
-----------------------------------------------------------------------
• PRODUCERS: Jonathan Gordon, Bruce Cohen, Donna Gigliotti.
• EXECUTIVE PRODUCERS: Bradley Cooper, Harvey Weinstein.
• SCREENPLAY: David O. Russell.
• NOVEL: Matthew Quick
• CINEMATOGRAPHY: Masanobu Takayanagri (Color).
• EDITOR: Jay Cassidy, Mary Vernieu (122 m).
• MUSIC: Danny Elfman
• PROD. DESIGNER: Jack Becker
• PROD. COMP.: The Weinstein Company, Mirage Enterprises.
حياة عائلية نحن بغنى عنها
هذا سن الأربعين
إخراج: جَـد أباتوف | تمثيل: بول رَد، لسلي مان، ألبرت بروكس.
كوميديا عائلية | الولايات المتحدة 2012
------------------------------
ليس فعلاً صحيحاً الشعور بخيبة الأمل، أو بالإحباط، حيال فيلم جَـد أباتوف الجديد هذا، نظراً لأن هذا المخرج والكاتب والمنتج لم يطرح نفسه مطلقاً كمارتن سكورسيزي، ألكسندر باين أو حتى كصوفيا كوبولا أو وس أندرسن. ولا يؤمن بكوميديات ألبرت بروكس الجيّدة وإن كان يجلبه إلى فيلمه ممثلاً. ما يسعى إليه دائماً هو القيام بتوليفة كوميدية تخطيء أكثر مما تصيب ما يجعل من معظم أفلامه حالات قصصية هامشية على الرغم من نجاحاتها السابقة.
لكن هذا الفيلم يختلف في أنه منتم إلى الكوميديا، كنوعية، ولو أنه يخلو مما يُـثير الضحك. سمّـه فيلماً يقف موزّعاً بين الدراما وبين الكوميديا من دون أن يحقق لا في هذا الجانب أو ذاك ما يجعله ذا مغزى. والأكثر بعداً عن المفادات هو أن المخرج، في تصريحات متعددة، أصر على القول أن ما نراه هو سيرة حياته ولذلك استعان بزوجته لسلي مان وبإبنتيه إيريس ومود في الأدوار الرئيسية. لكن ما نراه لا يداهمنا كنقل واقعي ولا كحالة صادقة النوايا والمصادر. بكلمة أخرى، ما نراه لا يختلف في شيء عن فيلم خيالي تماماً.
هذا يتبلور كوضع صحيح نظراً لأن شخصيات مماثلة في أوضاع ليست بعيدة كان أباتوف قدّمها سنة 2007 في فيلم بعنوان Knocked Up. ليس فقط أن ذلك الفيلم كان توليفة عادية نفخ فيها النقاد الغربيون حتى بدت أكبر حجماً وأهمية مما هي عليه، بل تحدّث عن شخصيات لم تصل إلى سن الأربعين ما يجعل من المقبول قول المخرج بأن هذا الفيلم هو تكملة لذلك العمل السابق. والعمل السابق، بإعترافه هو، لم يكن مستلهماً من حياته الخاصّـة.
في Knocked Up (التي لا ترجمة فعلية لها لكنها قريبة الإستخدام من "باب مطروق") تحدّث عن زواج سعيد ينهي به شخصيتيه الرئيسيّتين آنذاك سث روغن وكاثرين هيغل. هنا نراهما بعد سنوات من هذا الزواج وهما يترنّحان تحت تبعاته. غاب الحب بينهما وساد التأفأف البرودة والشكوى وارتفع تباين وجهات النظر في كل شيء. وكما هي العادة في أفلام كثيرة يضيع وقتنا الثمين في نقاشات فوضوية وحوارات غير مجدية. أباتوف يربط كل ذلك ببلوغ بطليه سن الأربعين كما لو أنه ليس هناك من تجاوزها ولا يزال يعيش سعيداً.
الفيلم منساق كلّـياً لإظهار أن كل هذا التذمّـر السائد في بيت بطليه والمفروض على آذاننا هو طبيعي وروتيني وبل يفترض أن المشاهد سيستقبله بالترحاب ذاته الذي حظت به كوميديات هوليوود البيضاء- السوداء. وهو يتجاوز ما قد يقترح وضعاً كوميدياً إلى وضع بالغ التفاهة حين يصوّر بطله يجلس فوق المرحاض من دون إغلاق باب الحمّـام. ليس هناك أي خيال في ذلك، لأنه إذا ما أردت لمشاهد كهذه أن تعني شيئاً فإن مرّة واحدة تكفي. لكن الغاية هنا، وفي أماكن أخرى، تبدو أقرب إلى الترحيب والتبنّي منه إلى النقد. على أي حال، ومن دون أن أقصد إهانة اليهود، معظم "نكات التواليت" (كما يسمّـونها في أميركا) إما مكتوبة من قبل يهود، أو مخرجوها يهود أو يكتبها ويخرجها يهود كحال جَـد أباتوف هنا. لاحظ.
على صعيد ليس ببعيد، أباتوف فاقد التواصل مع الجمهور ومع ما يثيره ويرفّـه عنه وما يسقط أرضاً بلا حركة كهذا الفيلم. لكن الأكثر دلالة هو أنه، وإذا كان ما نراه هو قصّـة حياته هو، فإنه فاقد الصلة بنفسه أساساً. الفيلم يأتي عقاباً لما يدخله فالحكاية تمتد لـ 134 دقيقة لكن من يدخل أفلام أباتوف يستأهل.
• DIRECTOR: Judd Apatow
-----------------------------------------------------------------------
• CAST: Paul Rudd, Leslie Mann, Maud Apatow, Iris Apatow, Jason Segel, Albert Brooks.
-----------------------------------------------------------------------
• PRODUCERS: Judd Apatow, Barry Mendel, Clayton Townsend.
• SCREENPLAY: Judd Apatow.
• CINEMATOGRAPHY: Phedon Papamichael (Color).
• EDITOR: David L. Bertman, Jay Deuby, Brent White (134 m).
• MUSIC: Jon Brion
• PROD. DESIGNER: Jefferson Sage
• PROD. COMP.: Apatow Productions.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments:
Post a Comment