وحيداً في الصالة
Back to 1942
• مثلما اشتكى النقاد سابقاً، وبعضهم لا يزال، من كثرة الأفلام التي تناولت الهولوكوست الذي أرتكبته النازية بحق اليهود، آن الأوان، أو هكذا يبدو، للشكوى من كثرة الأفلام التي تتحدّث عما حل بالشعب الصيني أيام اجتياح القوات اليابانية للصين خلال الحرب العالمية الثانية. في الواقع، فيلم آخر فوق أي موضوع مطروح في هذا الشأن أو ذاك، لن يضيف شيئاً لواقع قاس كقسوة الحروب جميعاً، ولن يُـعيد عقارب الساعة إلى الوراء أو يزيل الضيم عن الضحايا وإجيالهم اللاحقة. رغم ذلك، أفلام من هذا النوع لا تسامح ولا تنسى، تتوارد دوماً والمسألة في النهاية هي محض إختيار المشاهد: هل يحتاج إلى المزيد أو أنه اكتفى؟
• السينما الصينية لديها أكثر من فيلم حديث حول الإحتلال الياباني آخرها «العودة إلى 1942» الذي سينطلق للعروض الأميركية والعالمية بدءاً من هذا الأسبوع. من إخراج فنغ جيانكغانغ الذي سبق له وأن أنجز قبل عامين فيلماً مدوّيـاً بعنوان «بعد الهزّة» تناول فيها، وبمعالجة ميلودرامية تبعات زلزال سنة 1976 على عائلة تفرّقت مات منها بعضها ومن عاش فعل ذلك بمنأى عن الآخر غير قادر على الوصول إليه أو معرفة مصيره. الفيلم حقق آنذاك نجاحاً جماهيرياً كبيراً (150 مليون دولار علماً بأن سعر التذكرة في الصين لا يتجاوز ست دولارات) بسبب منواله المتباكي وبالتأكيد تبعاً للألم الذي لا يزال يعتصر الناس بعد كل هذه السنين من الكارثة. أيضاً سبب ثالث وربما أهم: معالجة المخرج ومنتجيه للموضوع على مستوى ملحمي مكلف وشاسع. بالتأكيد لو أن الفيلم دراما صغيرة ومتعمّـقة عن حال بعض من عانى تبعات الزلزال الرهيب لما حقق كل ذلك النجاح.
• هل نقول الشيء نفسه بالنسبة لـ «العودة إلى 1942»؟ هل نقول أن النجاح الذي يحققه الآن صينياً يعود إلى إمكانياته الإنتاجية جنباً لجنب بحثه عن مواقع الألم لدى الصينيين؟ لم أر الفيلم بعد ولا يمكنني الحكم عليه، لكنه عرض في مهرجان روما السينمائي المنطوي مؤخراً كما عرضه مهرجان شنغاي قبيل إطلاق عروضه المحلية ويعرضه مهرجان دبي السينمائي المنطلق في الأسبوع المقبل. هذا الفيلم يختلف من حيث أنه لا يتناول زلزالاً بل مجاعة وقعت في ذلك العام ونتج عنها موت نحو أعداد ليست محددة تماماً يقدّرها الفيلم بثلاثة. هي أيضاً الفترة التي غزت فيها اليابان الصين فلم لا يتم الربط بين المجاعة (التي نتجت عن إنحباس المطر في ذلك العام ما أدّى لجفاف شمل مقاطعة بنغال بأسرها) والغزو لنتائج أكثر إمعاناً في التأليب؟
• المشترك بين هذا الفيلم وفيلم زانغ ييمو (المخرج الذي يحتفي مهرجان مراكش به) «زهور الحرب»، لجانب تصوير الغزو الياباني ككارثة إضافية، هو أن كليهما طلب نجدة هوليوود لإتمام عمله. زانغ ييمو توجّـه إلى باتمان، متمثلاً بكرستيان بايل الذي لعب الدور الشهير وأعطاه دور الأميركي الذي يرتدي ثياب قسيس لسرقة كنيسة ثم يتقمّـص الشخصية بالكامل بعدما قرر إنقاذ أرواح الراهبات ولفيف من بنات الليل معاً من الجنود اليابانيين الشرهين، وهذا طلب إليه كل من أدريان برودي وتيم روبنز ليلعبا دورين أميركيين في المحنة. وللتأثير مشاهد الطائرات اليابانية وهي تقصف صفوف اللاجئين المدنيين هرباً من المجاعة.
• براد بت، الذي لا علاقة له بما سبق، يقود الأفلام الأميركية الجديدة هذا الأسبوع عبر «أقتلهم بنعومة» البوليسي. من الأفلام الجديدة أيضاً «المجموعة» The Collection وهو رعب بمستوى مسلسل Saw الشهير وشبهه. وفيلم رعب آخر بعنوان «ليلة صامتة» قرأت ملصقات له في بعض شوارع لوس أنجيليس وهي تحذّر: "هو يعلم بأنك كنت سيء السلوك"!
أنيماشن ...
SECRET WORLD OF ARRIETTY, THE ****
Karigurashi no Arietty
العالم السري لأرييتي
هيروماسا يونيباياشي
اليابان: 2010 (العروض العربية والأميركية 2012)
إقتباس عن رواية كلاسيكية | [ألوان- دجيتال] 94 د.
مهرجانات: أوسلو، روما، هلسنكي، موسكو، أدنبره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أنيماشن ياباني تم تحويره أميركياً لكن
رسالته لا زالت إنسانية لكل البشر.
النسخة التي بين يدينا (أو هل أقول بين أعيننا؟) هي أميركية الملامح وليست أميركية الصنع. أعين الشخصيات التي نتابعها مستديرة بينما النسخة الأولى التي تم إنجازها (وعرضها هناك بنجاح جيد) كانت يابانية بأشكال أعينها، كما بأسمائها. إلى ذلك، هناك نسخة إنكليزية تختلف فقط بأصوات ممثليها الإنكليز أما هذه الأميركية فصنعتها ديزني للمشاهدين في الولايات المتحدة ولمن يفضّلون اللكنة الأميركية حول العالم، وهم كثر. لكن المصدر لا يزال واحدا: رواية ماري نورتون الخيالية المعنونة «المستعيرون» The Borrowers التي نشرت سنة 1952 والتي قدّمت حكاية آدميين بالغي الصغر حجماً (أكبر قليلاً من الدبّوس) يعيشون في عالمنا سرّاً متحاشين الإختلاط خوفاً من السحق والمحق والموت.
أرييتي (صوت بردجت مندلر) هي إبنة وحيدة لعائلة من الـ "بورووَرز" تعيش في كوخ ليس أكبر من علبة الكبريت بكثير يقع تحت المنزل الذي تعيش به الجدّة الطيّبة التي استقبلت حفيدها الشاب المصاب بمرض في القلب ومعهما في البيت تسكن المشرفة هارا (كارول بيرنت) التي تكره البوروورز وتكتشف، لاحقاً، وجودهم. لارييتي مغامرة وفي بداية الفيلم نراها تفلت بنجاح من قط يرصدها. يراها أيضاَ الشاب شون (ديفيد هنري) الذي يهديها قطعة سكّر (تستطيع آرييتي ووالديها العيش عليه لأسبوع) لكنها تردّه لها في محاولة لكي تتحاشى الإختلاط بالآدميين كما طلب منها والديها. لكن هاهي هارا تكتشف وجودهم وتقبض على الأم وستدخل آرييتي مغامرة في سبيل إنقاذ أمّـها من القارورة التي وضعت هارا أمها فيها. هذا قبل أن تمضي العائلة لتنتقل إلى مكان آخر يكون أكثر أمناً وسريّـة. لكن شون يركض (بقلبه المتعب) في الحديقة ويلتقي بأرييتي قبل ذهابها ليخبرها أنها منحته قلباً قويّـاً بعاطفتها وشجاعتها وذودها عن والديها.
القصّـة إنسانية وفيها قدر كبير من العاطفة ومعالجة بما يضمن الصدق في هذا التناول على عكس ما نراه في الأفلام المؤسسة أميركياً. النهاية بذاتها تحمل شحنة كبيرة من الحب والمضمون الإنساني الداعي للتواصل بين البشر، إذ لا يُـخفى على المشاهد أن الشعب المقزوم قد يكون أي شعب مختلف عرقاً أو لوناً أو ثقافة، وبل يمكن له، حسب صنعة هذا الفيلم الياباني، شعباً مضطهداً. في كل الأحوال هو فيلم عن أن الصداقة يمكن لها أن تجمع بين تناقضات البشر مهما كان مصدرهم أو أشكالهم، وهي رسالة إيجابية لو قدّر لديزني صنعها في فيلم أميركي لشاهدنا عملاً يقترب من كل ما هو بلاستيكي المشاعر، برّاق الصور وميلودراماتيكي الأحاسيس غير تغليب المؤثرات صوتية وبصرية.
أما النتيجة التي نراها في هذا الأصل الياباني للمنتج هاياو ميازاكي الذي سبق وأخرج أفلاماً رائعة في "الأنيماشن" و"الأنيمَ"، لكنه اكتفى هنا بالإنتاج وسعى لأن يكون مخرج جديد أسمه هيروماسا يونيباياشي بتحقيق هذا الفيلم. لكن الفيلم لا يزال يحمل بصمات المنتج البصرية: التفاصيل الدقيقة. التحريك الصحيح والإقتصاد في الإبهار مع قوّة في المضمون (كما في أفلامه Princess Mononoke, Spirited Away و-آخرها- Ponyo
الإختلاف الشديد هو في أن الحكاية هنا ضئيلة الحجم. مرسومة بمسطرة 15 سم طولاً. تبدأ وتنتهي من دون تعقيدات و من يرغب في إبهار رسمي لديه هوليوود. نعم، هذا الخط المستقيم والمحدود بين نقطتي البداية والنهاية من صلب الإختلاف بين الأنيماشن الياباني والأنيماشن الغربي، ليس في كل الإنتاجات اليابانية بل في هذا الفيلم تحديداً. كان يمكن للسيناريو أن يستفيد من بعض الإضافات الصغيرة التي من شأنها إثراء التجربة البصرية بأسرها. أن يضيف القليل من العمق لشخصياته البشرية الواقعية، لكن إذ لم يشأ فإن النتيجة هي خسارة محدودة الأثر لا تكفي لإنتقاض الجهد المبذول في سبيل إبقاء العمل ناعماً ولطيفاً ووديعاً للصغار والكبار أيضاً.
• DIRECTOR: Hisomasa Yonebayashi
• CAST: Bridgit Mendler, Carol Burnett, David Henrie, Amy Poehler, Moises Arias.
• SCREENPLAY: Hayao Miyazaki, Keiko Niwa.
• NOVEL: Mary Norton.
• CINEMATOGRAPHERS: Atsushi Okui.
• EDITOR: Rie Matsubara.
• MUSIC: Cécile Corbel
• PRODUCER: Hayao Miyazaki, Toshio Suzuki
• PROD. COMP.: Studio Ghibli Prods.
على الشاشات حالياً...
Killing Them Softly ***
• كل واحد هو مخلب في يد الآخر للوصول
إلى غاية في فيلم أندرو دومينيك الجديد
إخراج: أندرو دومينيك
تمثيل : براد بت، رتشارد جنكنز، جيمس غوندولفيني، راي ليوتا، سكوت ماكناري.
النوع: بوليسي | الولايات المتحدة (2012)
عروض: عامّـة
يتلقّـى الممثل راي ليوتا من الضرب المبرح ما لم يتلقاه في أي من أفلامه السابقة. ضرب لا يعرف الهوادة ويكاد يؤدي إلى الموت، وهو بالتأكيد يؤدي إلى جروح وكسور وكدمات، كما إلى شخصية محطّـمة. راي ليوتا ممثل جيّـد ولأنه جيّـد تستطيع أن تتعاطف معه في دوره المحدود في "أقتلهم بنعومة" أكثر مما تتعاطف مع براد بّـت بطل الفيلم الذي لا يحب أن يقتل عن قرب حتى لا يتعرّض لتوسلات الضحايا أو لنظراتهم الأخيرة قبل الموت.
«أقتلهم بنعومة» فيلم جيّد كان يمكن أن يصبح أفضل. جودته آتية من رواية للكاتب البوليسي جورج ڤ. هيغينز الذي بدأت أقرأ له من بعد أن دهمني سنة 1972 فيلم مقتبس عن روايته الأولى «أصدقاء إيدي كويل». في ذلك الفيلم يجد إيدي (روبرت ميتشوم) نفسه بين المطرقة والسنديان: يريد تحاشي السجن وحتى يبقى خارجه عليه التعاون مع التحري ديف (رتشارد جوردان) وقبول أن يتحوّل إلى مخبر لحسابه. معضلة كويل ذات وجه إنساني في كل من الرواية كما في الفيلم الذي حققه بيتر ياتس وهذا ما لا نجده فيما يؤديه براد بت في «أقتلهم بنعومة»، ولو أن بعضه مبثور على كل من الدور الذي يلعبه راي ليوتا، كمدير مركز قمار غير مرخّـص ورتشارد جنكنز عضو العصابة الذي يلعب دور "ضابط إرتباط" بينها وبين براد بت الذي أُمـر أن يصفّـي الذين قاموا بسرقة المركز كونه يتبع تلك العصابة.
عندما تتكرر السرقة لابد من الإعتقاد إذاً أن ماركي (ليوتا) هو الذي يدبّـر هذه السرقات ليسطوا على نصيب من العمليات فيتم إرسال رجلين لا يعرفان الرحمة ينهالان بالضرب على ماركي حتى يحوّلانه إلى أشلاء بالكاد مرتبطة بجسد واحد.
كوغان (براد بت) عليه أن يتعقّـب اللصين الأولين: أحدهما أسمه فرانكي (سكوت ماكنير) والثاني راسل (بن مندلشون). الأول عليه التفكير والثاني التدبير والتفكير ليس صعباً على فرانكي لأن راسل أبله تحت تأثير المخدّرات وأي تفكير، حتى وإن كان بدهياً لي ولك، هو أعلى بقامات طويلة مما يستطيع راسل الوصول إليه. على فرانكي التخلّص من راسل بطلب من كوغان، ثم على كوغان التخلّـص من فرانكي. والقتل ينتقل إلى آخرين. فالمشكلة في روايات هيغينز وفي هذا الفيلم ليست في العنف، بل في مرتكبيه. إنهم رجال (ورواياته رجالية) يحيون بإستمداد الحياة من الآخرين. في «أصدقاء إيدي كويل» سيحيا كويل إذا ما تحوّل إلى واشي، وسينتفع التحري ديف عبر تدبير قتل كويل. نجد في روايات هيغينز الأخرى الترتيب ذاته. في «ألعاب وطنية» و«عام أو نحوه مع إدغار» و«إختيار الأعداء» على الأقل.
هنا العصابة توكل ضابط إرتباط الذي يوكل كوغان الذي يسعى لصديق قديم أسمه ميكي (جيمس غاندولفيني) لتنفيذ عمليات القتل قبل أن يضطر القيام بها هو لأن ميكي مشبع بالخمر وبالنساء ولا يستطيع إئتمانه.
في نظرة سريعة سابقة على هذا الفيلم تساءلت عن جدوى المشاهد بين كوغان وميكي ذلك لأنه- درامياً- إذا ما أدخلت شخصية ثم أخرجتها عليك أن تبدي سبباً. وجدت أن السبب غير موجود ولا أزال أعتقد ذلك، لكن هذا لا يعني أن المشاهد بينهما تخلو من حسنات. إنها حسنات الحوار المستمد من الكاتب والذي يبلغ درجات أعلى من الإجادة في كل مشهد يجمع بين براد بت ورتشارد جنغينز.
مخرج الفيلم هو أندرو دومينيك الذي كان اشتغل مع براد بت على فيلمهما الأفضل «إغتيال جيسي جيمس على يدي الجبان روبرت فورد». السبب في أن مشهدي بت- غاندولفيني لا يترك الا أثراً حوارياً يعود إلى ما يفتقده الفيلم هنا وهو وحدة إيقاع. وهذا ربما مفقود لأن الفيلم لا يرتبط بما يحدث مع كوغان/ بت فقط، بل عليه أن ينتقل في خطوط من زوايا مختلفة فيحتفي ببراد بت وشخصيته فقط حين يكون لديه مشهد ما، ثم ينتقل إلى الباقين عوض أن يبقى "بطل" الفيلم في منحى أكثر تواصلاً.
حين كتب هيغنز (المتوفي سنة 1999) هذه الرواية سنة 1974 (تحت عنوان "شغل كوغان» Cogan's Trade) لم يكن باراك أوباما ولا بوش الأكبر والأصغر وصلوا إلى سدّة الرئاسة. إنه قرار من المخرج دومونيك الإستعانة ببعض خطابات أوباما خلال الحملة الإنتخابية الأولى وببعض خطب بوش الإبن لوصم الفترة ولإثارة بعض السخرية من باب التناقض بين الواقع والمباديء المعلنة. لكن الفيلم ينجز رسالته عندما نسمع كوغان يقول: "الولايات المتحدة ليست بلداً، بل عملاً (بزنس)… الآن أعطني مالي".
المخرج:
أندرو دومينيك Andrew Dominic
الممثلون:
براد بت Andrew Dominic
رتشارد جنكينز Richard Jenkins
راي ليوتا Ray Liotta
سكوت مكناري Scott McNairy
جيمس غاندولفيني James Gandolfini
فنسنت كوراتولا Vincent Curatola
بن مندلشون Ben Mendelsohn
سيناريو:
أندرو دومينيك Andrew Dominic
رواية:
جورج ف. هينغينز George V. Higgins
تصوير [ألوان- 35 مم]
غريغ فرايزر Graig Fraser
توليف [93 د]:
برايان أ. كاتس Brian A. Kates
المنتجون:
ديدي غرانجر Dede Gardner
أنطوني كاتاغاس Anthony Katagas
براد بت Brad Pitt
ستيف شوارتز Steve Schwartz
بولا ماي شوارتز Paula Mae Schwartz
Red Dawn **
• إعادة لفانتازيا عسكرية حول احتمال
تعرّض أميركا لغزو مسلّـح… هذا الإحتمال
هو "زيرو".
إخراج: دان برادلي
تمثيل : كريس همسوورث، جوش بك، أدريان باليكي، جوش هتشرسن.
النوع: حربي | الولايات المتحدة (2012)
عروض: عامّـة
إذاً تعرّضت الولايات المتحدة للغزو، في آخر الأمر، ليس من المخلوقات الفضائية كما حال معظم الأفلام، بل من قبل البشر. غزو مسلّـح بهدف الإستيلاء على أكبر دولة في الغرب ووضعها تحت حكم نظام ضاقت به، حسب الفيلم، سبل العيش محاصراً كما هو الحال اليوم. فالعدو الذي حط بمظلاته وقواه الكبيرة فوق الأرض الأميركية ليس سوى كوريا الشمالية التي لم توفّـر جهداً ولا قوّة في سبيل غزو بدأ بعد أقل من ربع ساعة من بداية هذا الفيلم.
كيف يمكن ذلك؟ أين كانت القوة العظمى ولمَ خسرت قدرتها على التوقّـع وكيف حدث أنها وجدت نفسها معتدى عليها بمثل هذه القوى؟ لا عليك من هذه الاسئلة فهي تتحوّل، في عالم من الإفتراضات التي يوفّرها «فجر أحمر» إلى تساؤلات ساذجة. المهم أن الكوريين الشماليين وصلوا والأهم أن إندحارهم لم يتم بسبب القوّة العسكرية وحدها، بل بفضل مجموعة من الشبّان الذين هبّوا إلى السلاح ليحاربوا المستعمر الجديد.
هذه، يجب أن نوضح، ليست المرّة الأولى. الفكرة في هذا الفيلم مأخوذة من فيلم سابق قام المخرج جون ميليوس بتحقيقه سنة 1984. أيامها كانت الحرب الباردة قد ذابت او كادت، لكن هذا لم يمنعه من وضع فيلم يتحدّث عن هجوم روسي مدعوم من كوبا، اكتسح الشواطيء والأراضي الأميركية. لكن ما بدا آنذاك، وضمن إخراج جيّـد في العموم، لعب على إفتراضية ليست قابلة للحدوث، يتحوّل هنا إلى فكرة سخيفة تلعب فقط على أساس أن الشباب من دون العشرين سنة سيهب لمشاهدة هذا الفيلم كما هب أبطاله للذود ضد العدو الكوري. لكن الأرقام ترجمت هذا الأمل إلى إيرادات ضعيفة يجب أن تبقى في بال صانعي الأفلام في هوليوود كنموذج لعدم حماسة الشبيبة لمشاهدة أفلام لا تحقق مطلق الخيال الجانح بل تبقى مجرد إفتراض ضعيف ومكشوف الغاية.
مات (جوش بك) هو معضلة أميركية قبل الغزو: لا يحب أبيه ولا أخيه الأكبر منه سنّاً ولا يتعامل مع اللاعبين معه في مباريات الكرة كفريق واحد. وحين يتسبب في خسارة فريقه لا يجد من يفهمه سوى صديقته إريكا (إزابيل لوكاس). لكن لا تعتقد أن مات سوف لن يتعلّم كيف ينخرط ويتشرب روح الجماعة وذلك بعد تعرّفه على مجند في البحرية على درجة لا بأس بها من الوعي (كريس همسوورث). هذا الدرس يبدأ في اليوم التالي لمباراة كرة القدم، وتتمنّى لو حدثت قبله أو خلاله فلربما تعرقل سير الأحداث كما رسمت بسذاجة في سيناريو مكتوب على نحو تقليدي كل مشهد فيه يشي بالمشهد الذي بعده.
المخرج دان برادي ليس مخرجاً فعلياً. في الأساس هو مصمم مشاهد قتال (كما كان هال نيدهام في السبعينات ولو أن ذلك حقق النجاح الجماهيري الذي مكّـنه من المواصلة) لذلك اعتماده على برامج الكومبيوتر لإنجاز المجاميع وتحريك مشاهد الحروب يأخذ الحيّز الأكبر من جهده. وهذه المشاهد هي أفضل ما في الفيلم. وأفضل ما في الفيلم هو سبب إنحداره لأن كل شيء آخر هو تكتيكي بلا روح لجانب أنه يحمل تفكيراً يحث على العنف بإسم المقاومة.
• DIRECTOR: Dan Bradley
• CAST: Chris Hemsworth, Josh Peck, Josh Hutcherson, Adrianne Palicki.
• SCREENPLAY: Carl Ellsworth, Jeremy Passmore.
• CINEMATOGRAPHERS: Mitchell Amundsen.
• EDITOR: Richard Pearson.
• MUSIC: Ramin Djawdi
• PRODUCER: Beau Flynn, Vincent Newman, John Swallow, Tripp Vinson
• PROD. COMP.: Contrafilm/ MGM Prods.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments:
Post a Comment