Year 4 | Issue 143 | The Hobbit: An Unexpected Journey نقد فيلم



THE HOBBIT  ***
الرحلة غير المتوقـّـعة بين عثرات "ذ هوبيت" التقنية

« «ذهوبيت: الرحلة غير المتوقّـعة» حافل بالملاحظات،  وما هو سلبي منها ينقسم إلى شقّين: واحد من صنع الإعتماد المتكاثف على الدجيتال والثاني من صنع كتابة وتنفيذ ليسا في مكانهما. وكلا الشقان من مسؤولية المخرج بيتر جاكسون. ما هو إيجابي محدد بشق واحد: الدقائق الأربعون الأخيرة.
 بعد ساعة من عرض الفيلم كنا لا نزال ننتظر إنطلاقه. الساعة الثانية مثل أمواج المد والجزر تتقدّم ثم تعود إلى الوراء وفقط الساعة الأخيرة تلك التي يشهد فيها الفيلم تصاعداً مثيراً للإهتمام. هذا يعني ثلثي مدّة الفيلم من التسطيح الدرامي. وفي حين أنه بصرياً لا يزال مثيراً للنظر إليه (ولو أنه أيضاً لا يسجل جديداً في هذه الناحية) الا أن ما يزيد المشكلة حجماً حقيقة أن الشخصيات جميعاً لديها حكايات خلفية. بلباو وثورين وغاندالف كل لديه ما يرويه على حساب الحدث (ويرويه حوارياً). حتى الشخصيات الشريرة تبدو كما لو كان لديها ما تريد البوح به ما يعرقل من سير الفيلم. كل واحد يعرف شيئاً عن الآخر بحيث لا يعد هناك مجال للمفاجأة.
بيتر جاكسون يدفع الأمور قدماً ببطء لأن ما تجرّه القصّـة وراءها ثقيل. حال يصل الى مشارف الساعة الثالثة، بتقديم غولام وإضافة الخاتم إلى عناصر الأحداث، يتخلّـص من أعبائه ويبدو أكثر تحرراً. في الوقت الذي إنطلقت فيه عروض فيلم «ذ هوبيت: رحلة غير متوقّعة»، صرّح مخرجه أن السلسلة الجديدة، التي ستشمل على ثلاثة أفلام، هذا أوّلها، هي آخر ما ينوي القيام به من إنتاجات بمثل هذا الحجم. ومع أنه لم يقل شيئاً عن ما هية الأفلام التي سيقصد تحقيقها في المستقبل، إلا أنه أكّـد أيضاً أن فيلمه المقبل سيكون الجزء الثاني من «مغامرات تن تن» تلك التي كان ستيفن سبيلبرغ أخرج منها الجزء الأول ضمن نجاح معتدل.
«ذ هوبيت» هو- في الأصل رواية أطفال وضعها ج. ر.ر. تولكين سنة 1937. بناءاً على نجاحها طلب الناشر من تولكين كتابة رواية أخرى فكانت «سيد الخواتم». على الشاشة، في السينما، سبق «سيد الخواتم» وبناءاً على نجاح أجزائه الثلاثة الضخم (أنجزت ما مجموعه ملياران و970 مليون دولار)، «ذ هوبيت» ما يعني أننا نرى حكاية سبقت المغامرة التي قادها الممثل إلايجا وود طلباً لإلقاء خاتم الشر في بركان من النار لكي يتخلّـص من سطوته. 
المغامرة الجديدة (القديمة) هي رحلة أخرى يقوم بها قزم آخر من شعب الهوبيت مع مجموعة من المحاربين الأشاوس الذين ليسوا أطول منه بكثير طلباً لاسترجاع مملكة كانت قوى الشر هدمتها بما فيها من كنوز ثمينة. حفيد ملكها يقود مجموعة المحاربين ومعهم هذا الفرد الواحد من شعب الهوبيت بيلباو (مارتن فريمن) والساحر غاندالف (إيان مكيلين)
كل شيء لا يسير على ما يرام لا داخل الفيلم ولا الفيلم نفسه كإنتاج. بالتأكيد حقيقة أننا  شاهدنا «سيد الخواتم» المبهر، له دور في إعتبار أن الفيلم الجديد لا يتساوى تماماً مع الفيلم الماضي. لكن هناك معايير أخرى وأسباب إضافية تجعل المسألة أبعد من مجرد المقارنة بين إنتاجين.
العين، أولاً، تريد أن تتشبّـع مما هو معروض كما فعلت في السلسلة السابقة، لكنها لا تستطيع والسبب قدر من البرودة في أوصال المشاهد القائمة على الحوار. وبما أن ثلاثة أرباع الفيلم قائم على الحوار فإن نسبة البرودة عالية. تلك المشاهد الغالبة تعيد أحياناً ما تم شرحه، وفي معظم الأحيان تشبه محاولة تلخيص أوضاع كان يمكن لها أن تمر كمشاهد خصوصاً وأن بداية الفيلم بأسرها أطول مما يجب وهذا يتبدّى لاحقاً عندما يصبح واضحاً أن الدقائق العشرين الأولى كان يمكن حذفها.
لكن هناك سبب آخر لبرودته. الصورة ذاتها!




حين ينتهي الفيلم فإن خيبة الأمل ليست كلّـية لكنها موجودة: هوليوود نقلت «سيد الخواتم» التي كتبها توكين بعد «ذ هوبيت» وتقدّم الآن «هوبيت» بعد «سيد الخواتم» ما يفرض على هذا الفيلم بداية إستذكارية (فلاشباك- عودة- ثم فلاشباك) يقوم بها الممثل إيان هولم. إنه بابلو من الشعب القزم هوبيت ويبدأ حديثه بالقول أنه لم يكشف كل أسراره. ثم نعود إلى بابلو شاباً (مارتن فريمن) وكيف أنه شارك غاندالف (مكيلين) ومجموعة من محاربي شعب قزم آخر حملة العودة إلى الجبل الوحيد حيث تكمن مملكة ثورين (أرميتاج) التي تم تدميرها بفعل تنين طائر.  إنهم ثلّة من أربعة عشر نفراً سيواجهون معاً مصاعب الرحلة الطويلة، فالغابات والجبال والوديان مليئة بشعوب من بينها من يأكل لحم البشر ومنها ما يركب ظهر ذئاب متوحّـشة. منها ما هو بشع لآخر حد ومنها ما هو ليس ببشر أساساً. لكن لا شيء سيوقف أفراد هذه الحملة ولا أذى سيصيب أي منهم… حتى حين يسقطون في سحيق الوادي بين جبلين متجاورين مرتطمين بالصخور يمنة ويسرة لمسافة عمودية هي ذاتها المسافة بين ساحل سانتا مونيكا ومنتصف هوليوود في لوس أنجيليس. 
نعم، هو خيال جانح. فانتازيا في أقصى حالاتها، لكن الأمور لا تسير على نحو يجعل من تلك الهفوات أمراً مقبولاً. بداية، الفيلم يحتاج لإعادة مونتاج بحيث يتم حذف نحو ثلاثة أرباع الساعة تمر في ثرثرة كلامية متواصلة في أكثر من فصل بما فيها الفصل الأول. بذلك سيشتد عود الفيلم قليلاً وسينبثق من المدّة المختصرة إيقاعاً أكثر إثارة. ثانياً، كان عليه أن يبحث عن شخصية محورية تبقى رائدة (كما الحال مع تلك التي لعبها ألايجا وود في «سيد الخواتم») عوض توزيع الأدوار الأولى على شخصيات عدّة ليس من بينها من تكترث له.
مشاهد الأكشن تبقى نيّرة تنفيذاً وتصميماً وإنتاجاً. وفي الوقت الذي لا يضيف فيه هذا الفيلم جديداً بصرياً على ما سبق، ينضح بتلك المناسبات التي تعرف من خلالها لماذا نحب هذه الأفلام ونأمل أن تأتي أفضل مما هي عليه.



• DIRECTOR: Peter Jackson
-----------------------------------------------------------------------
• CAST:  Ian McKellen, Martin Freeman, Richard Armitage, Ken Scott, Graham McTavish, Ian Holm, Hugo Weaving, Cate Blanchett, Christopher Lee, Elijah Wood.
-----------------------------------------------------------------------
• PRODUCERS: Carylynne Cunningham, Peter Jackson, Fran Walsh, Zane Weiner.
• EXECUTIVE PRODUCERS: Alan Horn, Ken Kamins, Callum Greene, Toby Emmerich.
• SCREENPLAY: Fran Walsh, Philppa Boyens, Peter Jackson, Guillermo Toro.
• NOVEL:  J.R.R. Tolkien
• CINEMATOGRAPHY:  Andrew Lesnie
• EDITOR: Jabez Olssen
• MUSIC: Howard Shore
• PROD. DESIGNER: Dan Vincent
• PROD. COMP.: New Line Cinema/ MGM/ Warner Bros.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

0 comments: