Les Miserables | Django Unchained | Hitchcock | The Last Stand


أفلام العدد 
Django Unchained
وسترن من كونتين تارانتينو يمارس فيه كل هوسه بالوسترن سباغتي مع رسالة ضد العنصرية. في مكانها … ولكن…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Hitchcock
نظرة ثانية على فيلم يدّعي أنه جزء من سيرة حياة عبقري سينما التشويق لم تنجح في رفع مستوى النظرة إليه، لكنها جلبت أفكاراً جديدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Les Miserables
صراع طويل الأمد بين البائس فالجان والضابط جافريه من ناحية وبين هذا الناقد والفيلم من ناحية أخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
The Last Stand
فيلم أرنولد شوارتزنيغر مشروع عودة إلى البطولة وفيه يذكر بطله أنه تعب من العنف، لكن الفعل شيء آخر.



DJANGO UNCHAINED ***

دجانغو طليقاً
إخراج: كونتين تارانتينو  
وسترن ألوان [35 مم] • 165 د 
الولايات المتحدة (2013)  

شولتز (كريستوف وولتز) ودجانغو (جايمي فوكس) ثنائي أبيض/ أسود جديد كما كان فنسنت (جون ترافولتا) وجولز (سامويل ل. جاكسون) في فيلمه كوينتن تارنتينو «بالب فيكشن» (1994) بإستثناء أن الأحداث هذه المرة تدور قبل 136 سنة قبل ذلك الفيلم (155 سنة من اليوم) حين كانت كلمة Nigger لم تولد بعد. رغم ذلك استخدمها تارانتينو 92 مرّة بمعدل مرّة وثلاثة أرباع المرّة كل دقيقة. ليس عن هدف واقعي لأن السود في ثمانينات القرن التاسع عشر وحتى قبيل منتصف القرن العشرين كانوا يُـسمّـون بـ Nigroes أو Coloured  أو- ببساطة Slaves. "نيغرز" هي كلمة التحقير الأشد أذى من "نيغرو" التي هي أيضاً بمثابة إهانة كبيرة إذا ما استخدمت ضد شخص أسود. حقيقة أنها كثيرة الإستخدام هذه الأيام كناية عن إنحدار سوقي ولغة شوارعية قد يبتادلها السود فيما بينهم (من باب تحقير أحد للآخر) لكنهم بكل تأكيد يعتبرونها إهانة قد تسيح الدماء بسببها إذا ما قالها رجل أبيض. تارانتينو رجل أبيض وهو يستخدمها في كل أعماله ويقول أنه لا يقصد بها سوى نقل الواقع، لكنه لم يحقق فيلم وسترن من قبل ولا كانت منتشرة في تلك الفترة ما يجعل استخدامها في هذا الفيلم غير ضرورياً وبل سبباً في إخفاق الفيلم بلوغ مستوى أفضل.
«دجانغو طليقاً» وسترن وهو يبدأ بداية جيّدة: صائد المكافآت كينغ شولتز كما يقوم به النمساوي كريستوف وولتز الذي استخدمه تارانتينو في «أوغاد غير جديرين» ينبري لرجلين يقودان قافلة من العبيد السود المقيّـدين بسلاسل ويعرض شراء عبد معيّن. حين يحتدم النقاش يسارع بإنهائه بقتل أحد الرجلين وجرح الآخر ثم البحث عن الأسود الذي يريده ليجده في صف العبيد المكبّلين. شولتز بحاجة إلى هذا العبد، وأسمه دجانغو، لكي يساعده في الوصول إلى عصابة أشرار يريد قتلها وقبض المكافأة المخصصة لها. هذا هو عمله في الحياة وليس طب الأسنان كما يدّعي مطلع الأمر. شولتز يطلق سراح دجانغو ويعتقه وبل لاحقاً ما يطلب منه أن يكون شريكاً له في عملياته لقاء الثلث، ويتعهد بمساعدته على البحث عن زوجته بروهيلدا (كيري واشنطن) التي تم فصلها عن زوجها وبيعت للعمل في مزرعة كالفين كاندي (ليوناردو ديكابريو) الشاسعة في المسيسيبي. ينتقل الشريكان أولاً إلى بلدة ترفض استقبال العبد في حانتها لكن كل شيء محسوب عند شولتز، فشريف البلدة كان مجرماً مطلوباً للعدالة من دون علم البلدة وحين يواجهه الشريف مهدداً إياه يقتله. يصل المارشال ويلخص له شولتز الوضع. ليس فقط أنه يقنع المارشال بأن الشريف كان يستحق أن يُـقتل بل يطالبه بمئتي دولار كمكافأة. 
المهمّـة التي من أجلها أراد شولتز مساعدة دجانغو تنقضي والآن على الإثنين التوجّـه إلى حيث سينقذ دجانغو زوجته من العبودية. 
لكن شيئاً غريباً كان بدأ يقع، ليس أن العديد من التفاصيل لا يمكن أن تكون صحيحة (من بينها قيام دجانغو بإرتداء نظارة شمسية قبل إختراعها، ومن بينها قنص رجل على مسافة بعيدة ليلاً لا يمكن تبيان ملامحه ناهيك عن إصابته) بل أن حرية التخيّـل والتصرّف تبعاً للخيال باتت في هذا الفيلم متداولة كما المال في يد المحروم. حين يصل الإثنان إلى مزرعة كالفين يستفيد الفيلم من إداء رائع من ليوناردو ديكابريو وبضع مواقف منفّذة جيّداً، لكن معظم الفيلم يبقى سجالاً حوارياً خالياً من المشاعر- على الأقل ليس على نحو ظاهر. دجانغو يستطيع أن يتصرّف كما لو أن عبداً تم التهامه من قبل كلاب كالفين المتوحّـشة كما لو أن شيئاً لم يقع مدفوعاً برغبته عدم إثارة الشكوك حول سبب مجيئه. طبعاً وجوده كأسود حر قبل عامين من بدء الحرب الأهلية الأميركية، التي كانت تجارة الرق وحقوق السود المدنية أحد أهم أسبابها، استدعى دهشة سود المزرعة قبل بيضها. كالفين عامل دجانغو بمرح ولطف من دون أن يسمح لذلك بتغيير موقفه من السود قيد أنملة. إنه رجل يملك عبيداً وخدماً وأراض ولا أحد يحق له أن يتدخل في شؤونه. وهو يصدّق أن هدف د. شولتز ودجانغو هو إبرام صفقة عمل إلى أن يلحظ رئيس خدمه ستيفن (سامويل ل. جاكسون) تبادل النظر بين الخادمة برومهيلدا (التي أدركت سبب وجود زوجها واتفقت مع شولتز على إبقاء المسألة سرّاً) وبين دجانغو واستنتج (المبررات ضعيفة ولكن….) أنه زوجها وأن السبب الحقيقي للزيارة هو هي ويحذّر كالفين الذي يشعر بأنه كان مخدوعاً. 

هنا بداية فصل آخر جديد: شولتز يضطر لدفع إثنا عشر ألف دولار ثمناً للزوجة لكنه يرفض أن يصافح كالفين حين يخبره ذاك أن الصفقة لا تتم إلا بالمصافحة. عوضاً عن ذلك، يسحب شولتز مسدّسه ويقتل كالفين. باقي الفيلم مغامرة ينفرد بها دجانغو لأن شولتز لحق بكالفين في المعركة التي تلت. هذه المغامرة تشهد بحراً من الدماء على طريقة تارانتينو في «أقتل بل» (نهاية الجزء الأول) وتنتهي بإعدامه عائلة كالفين وحرسه ورجاله وستيفن.
ستيفن هو شخصية مهمّـة في هذا الفيلم الذي حين وصوله إلى نصف ساعته الأخيرة يبدو متهالكاً صوب نهاية دموية وسعيدة معاً. إنه أسود وضع كل إخلاصه لحساب سيّده. وهو يجاهر بعدائه لـ "النيغرز" (الشخصية الأكثر إستخداماً لها بين كل الشخصيات) وله من السُـلطة ما يجعله يتعامل و"سيّده" كما لو كان مدير أعماله والوصي على مصالحه. في أحد المشاهد يخرج عن طاعته ولا يعود الا بصرخة من كالفين. في آخر يجلس أمامه على كنبة مواجهة ويقول له: They played your ass
علاوة على كلمة Nigger يأتي إستخدام شتيمة أخرى (Mother F…..) حرّاً من حقيقة أنها أيضاً من بنات القرن الماضي (والسنوات الأربعين الأخيرة منها تحديداً). لكن ذلك لن يوقف المخرج عن استخدامها.
«دجانغو» مستوحى، عن قصد، من كل تلك الأفلام التي أحبّها تارانتينو والتي عمد إليها الإيطاليون في الستينات وجزء من السبعينات. كانت وسترن مختلف عن الوسترن الأميركي لذلك سُـمّـيت بالوسترن سباغتي. لكن منشأها هو أحد الإختلافات وليس كلّـه، ذلك أنه بإستثناء جهد سيرجيو ليوني في «الطيّب والسيء والبشع» و«حدث ذات مرّة في الغرب» لمنح عمليه حالة شعرية خاصّـة، انفصلت عن أفلام الغرب الأميركية على نحو معظمه ركيك ولو أنه حمل تجديداً للمعالجة الكلاسيكية التي أمّـها مخرجون أميركيون كبار أمثال جون فورد، راوول وولش، هوارد هوكس، أنطوني مان، بد بوويتكر، أندريه د توث وآخرون كثيرون. بين المعالجتين فإن إختيار الهادف للمعرفة والباحث عن القيمة الموضوعية والوجدانية في سينما الوسترن لابد أن  يذهب إلى المعالجة الأميركية. الباقي كان استغلالاً وإهداراً، أحياناً بمضامين جيّدة لكن غالباً بمعالجات رديئة. أحد المخرجين الإيطاليين الذين عملوا في إطار «الوسترن سباغتي» هو سيرجيو كوربوتشي الذي حقق بضعة أفلام أشبه بالشوربة منها بالسباغتي من بينها «دجانغو» (1966) وهذا كان من بطولة فرانكو نيرو الذي يجلبه تارانتينو هنا لدور صغير. 
الحال أن تارانتينو يستطيع أن يُـعجب بسينما الوسترن سباغتي كما يشاء وبل أن ينقل عنها كما يريد. ما لا يستطيعه هو الدفاع عن إختياره إذا ما كان التنفيذ متأرجحاً بين المقبول وعدمه، كما الحال هنا.
لجانب تصوير روبرت رتشردسون الأخّـاذ (خصوصاً في المناظر الخارجية) لا يوجد ما يمكن للمرء أن يربطه وجدانياً بالعمل. البعض من النقاد (الأجانب) حبّـذ الفيلم لحد أقصى، لكن ذلك ربما حماسة وإندفاعاً في القبول من دون سؤال. هناك بلا ريب مشاهد كثيرة جيّدة الحرفة كما الفكرة (يكفي السخرية من جماعة الكوكلس كلان المستوحاة من مشهد جاد كان غريفيث استخدمه في «مولد أمّـة» من باب تأييد هذه الجماعة العنصرية). لكن في الوقت الذي لا يعاني فيه  «دجانغو طليقاً» في الوقت الذي لا يعاني فيه من الركاكة مطلقاً، ليس فيه ما يمنحه سماتاً فنيّـة عالية كما كان الحال في «أوغاد غير جديرين» على سبيل المثال. ونقطة الضعف الأساسية هي فرض شخصيات لا تستطيع جذب المشاهد لجانبها بعدما تم إفراغها من الدواعي. لا شولتز الألماني يبدو ضرورياً ولا دجانغو واقعياً. والمشاهد الطويلة بحواراتها المستطردة لا تصيب هدف المخرج منها طوال الوقت، خصوصاً وأن الحوارات تنتهي بالضرورة مع مقتل شولتز وكالفين وتفرّد فوكس بـ "الشو" وحده.




DIRECTOR: Quentin Tarantino.
-----------------------------------------------------------------------
CAST:  Jamie Foxx, Chritoph Waltz, Leonardo DiCaprio, Kerry Washington, Samuel L. Jackson. PLUS: Bruce Dern, Franco Nero, Sammi Rotibi
-----------------------------------------------------------------------
SCREENPLAY: Quentin Tarantino |  CINEMATOGRAPHY: Robert Richardson. EDITOR: Fred Raskin | MUSIC: Behzad Abdi | PROD. DESIGN: J. Michael Riva.
-----------------------------------------------------------------------
PRODUCERS: Reginald Hudlin, Pilar Savone, Stacey Sher |   PROD. COMP.: The Weinstein Company/ Columbia Pictures Prods.




Hitchcock   **

هيتشكوك
إخراج: ساشا جرفازي 
الولايات المتحدة 2012
سيرة [سينما

لو صدّقنا هذا الفيلم الدرامي حول واحد من أهم سينمائيي العالم، قديماً وحديثاً، لخرجنا ونحن أقل ثقة في أن ألفرد هيتشكوك يستحق التصنيف السابق. السؤال الأمامي هو إذا ما كان هيتشكوك على الصورة التي شاهدناه عليها: رجل محبط، مهووس، يشرب كثيراً ويفكّـر قليلاً ومركوب بهواجس وكوابيس تقض حياته. السؤال الخلفي هو كيف والحال هذه، لو كان هذا هو الحال فعلاً، تمكّـن هذا المخرج من تحقيق تحفه السينمائية من «سايكو» إلى «فرتيغو» ومن «رجلان في القطار» و«تخريب» إلى «شمال شمالي غرب» و«طيور» وعشرات الأعمال الأخرى.
قد لا تتوقّـف الإسئلة لأن الفيلم يرغب في رسم هالة معتّمـة حول رجل لم يكن معصوماً عن الخطأ بالتأكيد، لكنه كان أكثر تماسكاً وقدرة مما يسمح له هذا الفيلم أن يكون. هل ساشا جرفيز، مخرج هذا الفيلم، لديه إنتقام شخصي من كونه سوف لن يستطع مجاراة ملك السينما التشويقية؟
في البطاقة الرسمية ما يُـشير إلى أن «هيتشكوك»- الفيلم، مقتبس عن كتاب لستيفن ربيللو وفي الحقيقة وضع ربيللو كتابين عن هيتشكوك، الأول حول سينماه، والآخر حول حياته الخاصّـة. الأول قائم على تحقيقات شملت كافّـة العاملين في أفلامه وغطّـت كل تلك الأفلام (وهو بذلك ليس الكتاب الوحيد من نوعه). أما الثاني فكان عن حياة المخرج العائلية وكيف أنه كان يعاني من الإكتئاب والشرب الزائد. كيف أن زوجته (هيلين ميرين في الفيلم) تحمّـلته طويلاً، خصوصاً وأنه كان يخونها بأفكاره فهو مهووس بالشقراوات وكان يحبّهن ولو أنه عاجز في الوقت نفسه عن التواصل جنسياً معهن بسبب بدانته. على هذه الإفتراضات تم بناء فيلم لا يريد سبر غور عبقرية المخرج بل تقديم خامـة فضائحية حول المخرج الكبير الذي يعاني من مشاكل مع نفسه ومحيطه وزوجته، وحول تلك الزوجة التي لم تكن أمينة له طوال حياتها، ولم تشاركه أفراحه وأطراحه دوماً، بل- وحسب الفيلم- هي من كانت تصحح له وجهات نظره حول ما سيقوم بتصويره، وهي التي كانت تقترح عليه الممثلين والمشاهد الأفضل والتقطيع الأنسب… لم ينقص الفيلم الا لأن يقول أنها هي من أخرجت الأفلام بدلاً عنه، وبل يكاد يقول ذلك في مشهد خلال تصوير «سايكو».
الفيلم بأسره يدور حول كيفية صنع هذا الفيلم الخاص في حياة مخرجه، وما تخلله من مشاكل بين هيتشكوك وزوجته. الأول كان يعتقد إنها تخونه (مع كاتب سيناريو) قبل أن تكشف له كم كانت شريكة فعّـالة وصادقة معه على طول الخط. أنطوني هوبكنز تحت نصف طن من المساحيق يشبه هيتشكوك قليلاً، لكنه يشبه أنطوني هوبكنز نفسه أكثر وأكثر.

• DIRECTOR: Sacha Gervasi
-----------------------------------------------------------------------
• CAST: Anthony Hopkins, Helen Mirren, Scarlett Johansson, Danny Huston, Toni Collette, Jessica Biel
-----------------------------------------------------------------------
• PRODUCERS: Alan Barnette, Joe Medjuck, Tom Pollock, Ivan Reitman, Tom Thayer.
• SCREENPLAY: John J. Mclaughlin.
• CINEMATOGRAPHY:  Jeff Cronenweth [Colour- Digital (Red Epic)].
• EDITOR: Pamela Martin (98 m).
• MUSIC: Danny Elfman 
• PROD. DESIGNER: Judy Becker
• PROD. COMP.: Fox Searchlight/ Cold Spring Pictures



Les Miserable ** 
البائسون
إخراج: توم هوبر.
بريطانيا- 2012
دراما موسيقية [إقتباس أدبي].

 "Is there another way to goooooooo"?
يتساءل هيو جاكمن وهو يشرح حالته المأسوية في أحد مشاهد هذا الفيلم المسحوب عن مسرحية غنائية تم تقديمها فوق أحد مسارح نيويورك لأول مرّة سنة 1980. وهو إذ يصل إلى كلمـة Go فيمطّـها يكاد يطرح السؤال ذاته الذي يشغل بال بعضنا من مطلع الفيلم؟ إلى أين سيتّجه هذا العمل فعلاً؟ أهناك طريقة أخرى لتقديمه؟
«البائسون»، عن رواية فكتور هوغو المنشورة سنة 1862 لم تكتب كمادّة غنائية بل كفعل أدبي. لكن ما قد ينجح فوق خشبة المسرح في حال تحويلها إلى ملحمة غنائية لا ينجح بالضرورة على الشاشة. أو تحديداً، ليس مضمون النجاح على الشاشة على الرغم من الخيارات الفنية والتقنية الكثيرة التي يمنحها الفيلم في مقابل ما تمنحه المسرحية.
في هذا الفيلم استخدام للمؤثرات (يطالعنا من المشهد الأول) ثم لمنوال يتكرر لاحقاً أكثر من مرّة، فالكاميرا تبدأ عالية أو بعيدة لتصوّر المكان ووضعية الممثل- المغني فيه على نحو شامل ثم ما أن يفتح ذاك فمه حتى تنتقل إليه في لقطة قريبة متوسّـطة (وأحياناً قريبة- كلوز أب) وتبقى هناك بلا أي خيارات أخرى كما  لو أن هناك علاقة بين الصوت والصورة لا يمكن إدراكها الا بممارسة المنوال نفسه في معظم المرّات. أو كما لو أن  علينا مشاهد الفم مفتوحاً على آخره لكي نتأكد من أن الممثل يغني بالفعل؟ 
القصّـة في خلاصتها المعروفة موجودة: صراع طويل الأمد بين فالجان (جاكمن) والضابط جافريه (كراو). نتابع الأول في السجن لسرقته رغيفاً. يذكّره جافريه بأن مدّة العقوبة كانت خمس سنوات وعقوبة محاولة الهرب هي أربعة عشر سنة. إثر إطلاق سراحه وتحقيقه ثروة تمكّنه من التحوّل إلى صناعي ناجح، يعاود سجّانه السابق جافريه البحث في ماضيه تمهيداً لإعادته إلى السجن. 
توم هوبر كان أنجز عملاً جيّـداً، وإن لم يكن بالغ الجودة، من قبل هو «خطاب الملك» وفيه استعرض قاموسه من القواعد الفنية التي جعلته قادراً على بلورة الأجواء جيّداً وإبراز عامل التصميم الفني وتصاميم الإنتاج المختلفة على نحو متآلف وطبيعي لافت. لكنه هنا ينجز عملاً مختلفاً لا بنوعيّته فقط، بل بمستواه أيضاً. إنه فيلم صعب الضبط والإدارة حتى من دون أن يكون موسيقياً، ما البال إذاً لو أن الغناء فيه مسجّـل خلال التصوير ما يجعل الممثل تحت عبء الإجادة تعبيرياً وصوتياً في كل مرّة. وفي فيلم يخلو من الحوار ومن كاميرا تخرج عن نطاق الشخصيات لتقدّم تصويراً فعلياً لمضمون الرواية الشهيرة فإن ما يرتسم لدينا هو 155 دقيقة من عذاب مزدوج يمر به الممثلون لإتقان ما يقومون به، وينتقل إلى المشاهدين خصوصاً أولئك الذين كانوا ينشدون فيلماً وليس مسرحية مصوّرة.
المشكلة ليست في الأصوات، وليست حتى في تحويل الرواية إلى فيلم غنائي أو، بالأحرى، تحويل المسرحية التي اقتبست عن الرواية، إلى فيلم غنائي، بل في معالجة تتكرر بكل ما فيها من تسطيح. المتكرر هنا ليس فقط حركة الكاميرا والقطع أو الإنتقال من مشاهد كبيرة إلى صغيرة، بل إيقاع الصوت  والغناء المتحوّل، بعد حين، إلى إيقاع ضاج ورتيب. كذلك قلّـة حيلة المخرج البريطاني في مسألة توفير تصاعد درامي مقبول.



• DIRECTOR: Tom Hooper
-----------------------------------------------------------------------
• CAST:  Hugh Jackman, Russell Crowe, Anne Hathaway, Amanda Seyfried, Helena Bonham Carter.
-----------------------------------------------------------------------
• PRODUCERS:  Tim Bevan, Eric Fellner, Debra Hayward, Cameron Mackintosh.
• SCREENPLAY: Claude-Michel Schönberg, Alain Buoblil.
• NOVEL: Victor Hugo
• CINEMATOGRAPHY:  Danny Cohen [Colour- 35 mm)].
• EDITOR: Chris Dickens, Melanie Ann Oliver (158 m).
• PROD. DESIGNER: Eve Stewart
• PROD. COMP.: Working Title Films/ Cameron Mackintosh Ltd.




0 comments: