Divergent | Non-Stop | The Lamb | فيلم جائزة السيزار | على سطوح مرزاق علواش

الأحدث: 
منحرفة   *****    Divergent 

النوع: أكشن [مستقبلي] | الولايات المتحدة (2014)
إخراج: نيل برغر    Neil Burger 
نقد: محمد رُضــا 

  استنساخ لفكرة أن العالم المقبل سيكون دكتاتورياً
بالكامل… صحيح. لكن إعطني فيلماً جيّداً اليوم.


«منحرفة» هو فيلم آخر من بطولة فتيات شابّـات (شايلين وودلي، ثيو جيمس، جاي كورتني الخ…) يلحق بخطى «ألعاب الجوع» (في جزئيه) في هذا المجال، فالفيلم الآخر هو أيضاً من بطولة فتاة شابّـة وما يماثلها عمراً من بعض المشاركين في مغامراتها، وذلك في مواجهة الكبار سنّـاً كما هو الحال هنا.
لكن ثمة موضوع آخر يجمعهما يمكن البحث فيه منفصلاً: كلاهما عن مستقبل ستسود فيه دولة تحكم بتعسف واستبدادية بمعونة تطوّر تقني هائل. لكن في حين أن التميّـز الطبقي في «ألعاب الجوع» هو المحرّك الفاعل في الرغبة في الإستئثار بالسُـلطة، فإن «منحرفة» يتحدّث عن عالم جديد يتم تأسيسه بعد حرب كونية. بما أن الأحداث تقع بعد مئة سنة من اليوم فإن تلك الحرب وقعت في سنوات ما، وما نتج عنها هو قيام دولة تقسم رعاياها حسب مواصفات أخرى تكشف للمسؤولين (ممثلين بـ ماجي كيو هنا) ما إذا كان الشخص الذي يتم فحصه مناسب للقيادة أو للإشتراك في فعل إجتماعي أو احتضان أسرة. بطلة الفيلم بياتريس (وودلي) تبدو للمسؤولين منحرفة، ليس أخلاقياً، بل في مسارها الخُـلقي. إنها من النادرات اللواتي لا يمكن تصنيفهن  وبذلك تشكل خطراً على المؤسسة. لذلك لا مكان لها في المجتمع ومصيرها الإنضمام إلى مجموعة مماثلة حُـكم عليها بأن تعيش مهمّـشة وبعيدة عن رعاية النظام. لكن هناك مجموعة أخرى، أسمها «الشجعان» هي من تلتحق بهم بياتريس. لكي تنضم عليها أن تربح ثقة المجموعة ومعركة بقاء على قيد الحياة وهي تفعل ذلك وبل تصبح أبرز المقاتلين الجدد.
مرّة أخرى نجد «ألعاب الجوع» يطل على هذا الفيلم بإصرار. الفتاة الشابّـة التي تصارع من أجل البقاء وتقود مجموعة من المنبوذين ضمن نظام استبدادي يكمن لنا في المستقبل. الرواية ذاتها، وقد كتبتها ڤيرونيكا روث، خرجت سنة 2011 أي بعد ثلاث سنوات من نشر رواية سوزان كولينز «ألعاب الجوع». الإستلهام واضح حتى وإن لم يكن- ربما- مقصوداً. 
كل هذا يحكم على الفيلم الجديد بالتبعية لأفلام سابقة (آخرها «ألعاب الجوع» ومن بينها Ender's Game) فالنقل، كما فهمت بعد تصفّـح مقدّمة الكتاب وثلاثة فصول وسطية ثم النهاية) أمين. والمخرج نيل برغر لم يشأ «هز القارب» كما يقولون واعتمد الخط نفسه الذي إذا ما تم اتباعه لم ينضح بجديد يذكر أو بإضافة مهمّـة على ما سبقه من أفلام.
لا شيء يلمع وإذا فعل ففي حدود المشهد وحده. الحس بأنك شاهدت أطراف الحكاية وتلك الشخصيات من قبل هو شيء، لكن فشل المخرج بيرغر في منح الفيلم إثارة بصرية هو شيء آخر. بكلمات أخرى: لديك حكاية باتت تقليدية، لم لا تحاول ستر عوراتها بأسلوب عرض وسرد أفضل؟ لم لا تبتكر؟
ولا التمثيل قادر على أن يحمي رقعة العمل الممنوحة له. شايلين وودلي جيّـدة. تستطيع أن ترى ذلك، لكن شخصيّـتها باهتة (كما ملامح مدينة شيكاغو التي تقع فيها الأحداث) كذلك شخصيات الممثلين الآخرين. أكثرهم تعرّضاً للخسارة كيت ونسلت وأشلي جَـد.

أفلام جديدة: 
بلا توقف   *****    Non-Stop 

النوع: أكشن  | الولايات المتحدة (2014)
إخراج: خوام كوليت- سيرا    Jaume collet- Serra 
نقد: محمد رُضــا 

 على متن هذه الطائرة مارشال جو وحيد، إمرأة 
عاشقة من النظرة الأولى وعربي بريء من كل ذنب

"والدي كان واحداً من ثلاثة آلاف ضحية ماتوا في ذلك اليوم. أردت معرفة الجبناء الذين قاموا بها، لا شيء تغيّـر. الأمن كذبة كبيرة على الأرض وفي الجو. لا شيء آمن.  وأنا لا زلت لا أفهم شيئاً".
هكذا يبرر الإرهابي في فيلم خوام كوليت-سيرا «بلا توقف» عمليّـته الإرهابية عندما زرع قنبلة في الطائرة ليفجّـرها بمن فيها من ركّـاب.
المشهد الذي يتولّـى فيه شرح مبرراته تلك يقع في الطرف النهائي من الفيلم- الطرف الأضعف لكنه يكشف عن جملة من المعطيات العملية على أكثر من صعيد في فيلم ينتمي إلى تيار من الأفلام التي دارت أحداثها في طائرات مخطوفة بعضها مرتبط بدخان إرهاب 11 سبتمبر  أيلول) 2001 وبعضها، مثل هذا الفيلم، مستوحى منها.
على متن الطائرة والفيلم إين الحادية والستين من العمر ليام نيسون  الذي رأيناه ينجز في السنوات الأخيرة نجاحات متلاحقة يتمنّـاها لنفسه ممثلو أفلام أكشن أصغر سنّـاً من بينها «مخطوفة» (إخراج بيير موريل- 2008) و«الفريق (جو كارناهان-2010) و«الرمادي» (كارناهان- 2011) و«مخطوفة (أوليفر ميغاهون- 2012) و«غير معروف» الذي مثّـله، سنة 2011 تحت إدارة المخرج الحالي كوليت-سيرا.
في كل هذه الأفلام، بإستثناء «الفريق ، رجل وحيد في مواجهة الخطر. في «الرمادي» الخطر كامن في ذئاب ألاسكا، أما في باقي الأفلام فهو موجود في هيئة ذئاب بشرية. والعائلة هي في وسط معظمها: في «مخطوفة» ينبري لاستعادة إبنته من خاطفين ألبان يريدون تحويلها إلى رق أبيض، وفي الجزء الثاني منه نجده يدافع عن زوجته التي خطفتها العصابة ذاتها في عملية إنتقامية. في «الرمادي» يعاني من قرار زوجته (نراها في فلاشباك) تركه وهو لا يزال يحبّـها. أما في «غير معروف» فإن العملية التي يتعرّض لها مختلفة: زوجته تنكر أنها زوجته مكتشفاً أن هناك من يود إنتحال شخصيّـته تمهيداً لقتل علماء ولصق العملية، التي ستأخذ شكلاً إرهابياً، بعرب.
«بلا توقف» يُـعيده إلى كل تلك الجوانب: فيلم أكشن هو بطله الوحيد. يعاني من فقدانه إبنته الصغيرة التي أصيبت بالسرطان وماتت وزوجته التي تركته ما دفعه إلى الإدمان على الشرب. ضع هذه التوابل في حكاية تشويقية تقع أحداثها في طائرة تحمل 150 راكباً وعلى متنها إرهابي أو إثنين ومتفجرة موقوتة تحصل على فيلم شيّـق لا بأس بمهاراته يزيّـنه تمثيل نيسون القابل للتصديق حتى بوجود هفوات كبيرة في السيناريو.
حين يبدأ بل ماركس (نيسون) إستلام رسائل هاتفية مباشرة بعد إقلاع الطائرة يكتشف أن هناك عملية إرهابية دائرة. الرسائل تهدده: فدية قدرها 150 مليون دولار يتم تحويلها إلى رصيده الخاص خلال 20 دقيقة وإلا سيتم قتل أحد الركاب، ثم قتل آخر بعد عشرين دقيقة أخرى. إنه مارشال جو (نحو 4000 آلاف مثله تم تعيينهم على الخطوط الأميركية محلياً وعبر البحار منذ أحداث 2001) يقوم بما اعتقده مهمّـة عادية أخرى ليكتشف أن المهمّـة تفوق العادة خصوصاً وأن أصحابها أوهموا السلطات بأنه هو الخاطف (على طريقة حاميها حراميها) وهذه أخذت تناديه بالإرهابي. تاريخه النفسي والعاطفي الداكن يقفز إلى الواجهة وبعد قليل هو من يقتل أولاً ولو من دون قصد. ومن قبل أن تحط الطائرة في النهاية سالمة (أو لا تحط) يسقط قتلى آخرون بينهم الكابتن نفسه.
هناك عربي بين الركّـاب (يقوم به الممثل المصري الأصل أحمد متولّـي) لكن شكوك بيل ماركس تشمل الجميع كما تشمله. كما في فيلم نيسون/ كوليت- سيرا السابق «غير معروف»، العربي بريء، بل هو طبيب سيساعد بيل الذي بات يثق به وهو أهل للثقة. لكن وجوده مستخدم للنيل من أصحاب الأحكام الجائرة الذين يعتقدون أنهم يصيبون الهدف حين يرتابون في عربي مسافر على الطائرة ذاتها. 
وهناك إمرأة جميلة متوسّـطة العمر من النوع الذي يحب من النظرة الأولى تؤديها جوليان مور الذي يمكن الإعتماد عليها حتى في أدوار محدودة الأهمية كهذا الدور.
هذا سيناريو صعب الكتابة من حيث أن أحداثه عليها أن تبقى مقنعة طوال الوقت الذي تقضيه محبوسة بين جدران الطائرة. هذا لا يتم. هناك ثغرات تكفي لسحب الركاب والمنطق منها. مثلاً الطائرات المدنية الصغيرة بين مدينتين متقاربتين تحمل عادة ثلاث مضيفين فما البال بمسافة طيران تصل، حسب الفيلم لنحو خمس ساعات؟ ثم بين المضيفين رجل واحد على الأقل. هنا إمرأتان فقط (بينهما رابحة الأوسكار عن «12 سنة عبداً» لوبيتا نيونغو ذات الأثر المحدود). كذلك في طيّـات التفاصيل التي يمكن للطائرة أن تعايشها، بين ركّابها أو ملاحيها، أكثر من تفصيلة عارية الظهور. لكن ما يفعله المخرج جيّـداً هو تغليف الفيلم بإثارة جيّـدة من مطلعه وحتى آخره ما يجعل أمر الإلتفات إلى تلك التفاصيل مسألة… تفاصيل!


من المهرجانات: 
الخروف   *****    The Lamb 

العنوان الأصلي: Kuzu
النوع: دراما إجتماعية  | تركيا (2014)
إخراج:  كوتلوغ أتامان    Kutlug Ataman 
المهرجان: برلين
نقد: محمد رُضــا 

 هل أكل أهل القرية لحم الصبي أو شرب 
المشاهدون مقلباً؟

 من السهل الإنتقال إلى قرية لا يزيد عدد منازلها عن عشرة أو عشرين وتصويرها في فصل الشتاء القاسي حيث الثلج يغطي كل شيء والبرد يكاد ينفذ من الشخصيات الماثلة إلى أوصال المشاهدين. لكن من الصعب منح هذه الشخصيات صدى طبيعياً مقنعاً وتلقائياً. «الخروف» هو من هذا النوع. 
تقع أحداثه في واحدة من تلك القرى التي تكاد تكون منقطعة عن باقي العالم. أقول تكاد لأن هناك مدينة ما (نرى منها شارعاً أو إثنين) قريبة يتردد عليها الزوج إسماعيل (كحيت غوك) منذ أن عرّفه إثنان من زملاء العمل على عاهرة (تسمّـي نفسها فنّـانة وتؤديها نرسل كوز) فأخذ يصرف ماله عليها. وهو لا يملك الكثير منه لأنه كان عاطلاً عن العمل في النصف الأول من الفيلم، وقليل الدخل منذ أن وجد ذلك العمل (لا ندري ما هو- المخرج هو الذي يقرر عنّـا ما هو مهم)
إسماعيل لديه أسرة مؤلّـفة من زوجة طيّـبة أسمها مدينة (نسرين كافادزاده) وولدان: فتاة في مقتبل العمر وصبي أصغر منها أسمه ميرت (ميرت طاسطان). تبدأ المعضلة بكذبة مخيفة من الفتاة لأخيها: "إذا لم يستطع والدنا شراء خروف، فسيذبحونك أنت ويأكلوك" والمسكين يصدّق وسينطوي ويخاف ويحاول سرقة حمل صغير في أحد المشاهد. كل هذا والأبوين لا يدريان ما فعلته إبنتهما بإبنهما ولماذا يتصرّف مذعوراً طوال الوقت بعدما صدّق أنه سيكون الوليمة التي ستقع بمناسبة تطهيره طالما أن والده لا يملك ثمن خروف… ولاحقاً عندما صار معه ثمن خروف أخذ يصرفه على إمرأة تستنفذه من جميعه!
فجأة يريد الفيلم أن يمارس اللعبة علينا. لقد دبّرت الزوجة الوليمة المذكورة وتم إخفاء الولد عن الظهور وتقدم الفيلم من جمهوره بطلب أن يصدّق أن المدعوّين (مختار القرية وحفنة رجالها ونسائها) إنما يتلذذون، من دون إدراك، بلحم الصبي. ثم سنتفرّج على هؤلاء وهم يصدّقون أنهم أكلوا، بشهية، لحم الطفل وكل منهم سيقول كلمة مناسبة. لكن الفيلم يستدرك فيظهر أنهم أكلوا بالفعل خروفاً (والمشاهد مقلباً) لأن الصبي ما زال حيّـاً والخروف تبرّعت به شقيقة الزوجة.
يقوم المخرج كوتلوغ أتامان (الذي قام قبل ثلاثة أعوام بإنتاج فيلم عن نفسه يحمل إسمه!) بتصوير طبيعي لافت شكراً لفصل الشتاء ولمحاولة المخرج إدخال المكان وجغرافيته وقسوته إلى العلن. لكن ذلك لا يعفي العمل من إتكاله على صيغة متكاثرة في الأفلام الآسيوية (من تركيا إلى أذربيجان وطاجكستان وسواها) تقوم على المنوال نفسه. تنفيذ مشاهده ليس سويّـاً إذ بعضها أنجح من بعض مع سقوط تلك الأكثر تطلّـباً للنجاح من سواها، ومع أن التمثيل بأسره جيّداً، إلا أن الشخصيات أحادية عليها أن تتعامل وحكاية قاسية في وجدانها (فتاة صغيرة تخيف أخيها) وبلا قيمة فعلية في نهايتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved © By: Mohammed Rouda 2008- 2014
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


0 comments: