Flash|Back
كل ما كان يهمّني من التلفزيون حين كنت صغيراً كان المسلسل البوليسي »القاهرون«، مسلسل »روهايد« الوسترن وحلقات »هيكل وجيكل« الكرتونية٠
معروض حالياً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
................................................................................................
كل ما شاهده الناقد من | ماهي الأفلام التي فازت بسعفة
كان الذهبية في ست سنوات مختارة |محمد رُضا٠
...............................................................................................
سينما عربية | هبة الله يوسف تجد في فيلم »ميكانو« إطلالة سينمائية مهمّة لثلاثة أسماء واعدة في موضوع يطرح جديداً٠
................................................................................................
استعادة | هوفيك حبشيان عن »بلو أب« لأنطونيوني ومحمد رُضا عن »ألكسندر« لأوليڤر ستون٠
بين الأفلام | محمد رُضا٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرف فهمي | سعيد مرزوق| عامر الزهير
خلال الفترة التي كنت استطيع فيها مشاهدة الأفلام المصرية الجديدة، وهي الفترة التي كنت اتردد فيها على مهرجاني القاهرة وقرطاج في الداخل العربي، ونانت ومونبلييه وڤالانسيا في خارجه، والتي كانت تتبع فترة سابقة تلقفت فيها كل ما كانت تعرضه بيروت من أفلام مصرية في السبعينات، كوّنت صداقات كثيرة مع مخرجين مصريين من بينهم علي بدرخان، خيري بشارة، محمد خان، سعيد مرزوق، علي عبد الخالق، محمد راضي، توفيق صالح، شريف عرفة، صلاح أبو سيف وآخرين عديدين. صداقات حاول البعض تخريبها في التسعينات وانكفأووا هم وبقيت تلك الصداقات. صحيح أننا لا نلتقي كثيراً، لكن لهفة الأمس الطيّبة تلغي الفترات الزمنية الطويلة كلّما التقينا٠
أحد الذين لم أتعرّف جيّداً إليهم، لكني احترمت أعماله دائماً المخرج أشرف فهمي. لكن قبل أن أجول معكم في أحد الأفلام التي قدّرتها كثيراً له، هل بإمكان أحدكم أن يأمل أن يرى مثل هذا العدد الوفير من المخرجين الجيّدين اليوم؟ بكلمات أخرى، حين نذكر من ذكرتهم أعلاه وتضيف فوقهم كل اولئك الذين عملوا على تحقيق أفلام جيّدة في الستينات والسبعينات (نعم فترة الزعيم الراحل) هل تشعر مثلي بأننا كمن تم نقله في ليلة افتقد فيها البدر من كوكب الى آخر؟
أشرف فهمي أخرج عدداً محترماً من الأفلام التي تميّزت كثيراً في البداية ثم حافظت على تميّز معيّن لاحقاً٠ أول فيلم شاهدته له كان، بالطبع، ليل وقضبان وكان انتقل الى صالة في حي شعبي في بيروت بعد عرضه في الصالات الرئيسية. الصالة كانت تبعد عن بيت العائلة نحو 30 متراً فقط، وكان اسمها سميراميس وهي أغلقت منذ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ولو لأسباب لا دخل لها بالحروب، بل لأن صاحبها او إبن صاحبها قتل رجلاً وهرب والقتيل كان قريباً من صالة منافسة أخرى أسمها عايدة... وعذراً على الإستدارة٠
في العام 1986 أخرج أشرف فهمي فيلما عنوانه إمرأة مطلّقة كتبته السيدة حُسن شاه التي كانت تهتم بالجوانب القانونية من أي مشكلة زوجية او نسائية تكتبها. فعلت ذلك في أريد حلاً ونجاح ذلك الفيلم دفعها لنحو من التخصص. وفيما بعد كتبت »الضائعة« الذي أخرجه سنة 1986 عاطف سالم. في كلا الفيلمين يتدخل القانون بشرائعه ونصوصه ليبدو أول الأمر ايجابي نحو القضية المطروحة ثم سلبي منها. وفيما فيلم سعيد مرزوق أريد حلاً لا تخرج المرأة في النهاية منتصرة في مواجهتها لكل من القانون والزوج٠
يدور إمرأة مطلّقة حول علاقة القانون بوضع إمرأة (سميرة أحمد) تزوّج عليها زوجها (محمود ياسين) بعدما حاول طردها من البيت حتى قبل تنفيذ قراره بالطلاق منه. والبيت/ الشقّة يصبح مصدر الخلاف الرئيسي بينهما الذي طمعت الزوجة في أن ينصفها القانون بشأنه. وقبل المضي طويلاً في هذا الشأن تكتشف الزوجة أنها حامل من زوجها ما يؤكد للثاني أن المحكمة ستقضي بحقّها في البيت. لكن الزوجة تفقد الجنين بسبب ظروفها في البيت وفي العمل وتضطر في النهاية -وبعد طلاقها طبعاً- من الزواج من تاجر (على الشريف) حتى لا تُفرض عليها الظروف مصيراً أسوأ مما وصلت إليه٠
إذ أذكر هذا الفيلم أعود الى ماكتبته عنه في ذلك الحين لأجد أنني قلت
أحد أفضل ما خرج من السينما المصرية سنة 1986
من أفلام تعالج مشاكل اجتماعية، وهو أيضاً أفضل
فيلم حققه أشرف فهمي منذ وقت طويل٠
ثم أضفت
ينقصه التحليل الذي صاحب »أريد حلاً« لكننا نتكلم في
النهاية عن مخرجين مختلفين أحدهما (فهمي) ينفّذ
أعماله بصورة مباشرة مستنداً الى فحوى العمل٠
الآن أضيف أن أشرف فهمي كان يستطيع أن يفعل ما فعله حسين كمال الذي بدأ فنيّاً ثم اتجه سوقيّاً، بمعنى السوق فقط، لكنه بقي محافظاً على موقع متوسّط الى جيّد في معظم حالاته. لم ينحدر كثيراً حتى حين أقدم على معالجة أفلام توخّت النجاح التجاري٠
في نفس العام، على ما أعتقد (او ربما قبل هذا الفيلم بأقل من سنة) أخرج سعيد مرزوق فيلماً مثيراً للإهتمام أيضاً هو »إنقاذ ما يمكن إنقاذه«. والملاحظة التي خرجت بها من ذلك الفيلم هي تلك التي كنت خرجت بها من أفلامه السابقة: معظم ما حققه مرزوق للسينما حملت مقداراً من الصعوبة في التنفيذ. سواء أكان الموضوع يرتكز على ممثلين إثنين فقط (كما »الخوف«) او على مجموعة كبيرة من الشخصيات (كما في »المذنبون«). عادة ما نفّذ سعيد مرزوق أفلامه من دون تنازل واحد يستطيع المرء وضع أصبعه عليه٠
و»إنقاذ ما يمكن إنقاذه« مثل »المذنبون« كثير الشخصيات ومتعدد المواقف والإتجاهات. أحداثه تخلو من الهامشية وعلى الرغم من أن مواضيعه لا تخرج عن نطاق الأفكار التي طرحتها التطورات الإقتصادية والسياسية في مصر، الا أنها حاشدة وكثيفة ولا وجود لتكرار نمطي سطحي فيها٠
إذ أكتب هذا الكلام، وبعضه معاد مما كتبته عن الفيلم آنذاك تمتلكني الرغبة في أن أصعد قمة الهرم وأصرخ: أين أنتم ممن تبقّى من مخرجي تلك الفترة الذين ساهمتم في بناء فن السينما المصرية. أين؟
قد يجيبني صوت الريح ليقول لي: ألم تعلم أن نصفهم مضى. لكني سأقول له: لم يمض أياً منهم. بل ترك كل واحد وراءه سينما رائعة لا زالت بيننا.... الذي مضى يا صديقي الريح هو نحن٠
المخرج الكويتي عامر الزهير له وضع مختلف عن كل مخرج عرفته الي الآن٠
في التسعينات شاهدت له فيلماً وثائقياً بعنوان »عندما تكلم الشعب« وصف فيه المخاض الديمقراطيي في الكويت بأسلوب يتجاوز قدرات الفيلم الريبورتاجي ويتضمّن حسّاً زمانياً ومكانياً صادقاً كصدق الرغبة في توثيق المادة التي صوّرها في نحو ساعة ونصف
ثم غاب طويلاً قبل أن يعود في العام الماضي بـ »عندما تكلم الشعب- الجزء ٢« وإذا به يعود أقوى مما كان باحثا في نفس الموضوع إنما مع أوضاع جديدة تفرضها وقائع آنية ولو أن المحور لا زال واحداً: كيف يمكن صون الديموقراطية في الكويت إذا ما كان هناك، بوصف الفيلم، سياسيون فاسدون في البرلمان يريدون احكام الطوق على مصالحهم الإنتخابية٠ الموضوع ليس جافّاً كما قد تصوّره هذه الكلمات، بل عامر الزهير يضمن ساعة ونصف من أقوى الرسائل السينمائية التي شاهدتها في فيلم وثائقي. فيلم رائع في تفاصيله كما في طريقة عمله وفي مواقفه تأييداً لحركة شبابية متوفّرة في ظل النظام الديمقراطي تطالب بدورها وبمرشّحيها. في ذات الوقت يفتح الفيلم ومخرجه المجال أمام إلقاء نظرة على وضع المرأة الكويتية وما صادفته مؤخراً من محاولات طمسها سياسياً٠
واعتقدت أن الأمر انتهى عند هذا الحد الى أن عاد المخرج هذا العام، وفي مهرجان الخليج السينمائي بفيلم ثالث من السلسلة ذاتها: »عندما تكلم الشعب- الجزء ٣«. ليس فقط أنه بذلك يكمل سلسلة تحقيقاته حول وضع الديمقراطية السياسية في بلد عزيز، بل هو يضيف الى ما سبق له أن وثّقه خلاصات ونهايات ومتابعات لما مر٠
الفيلم الجديد، جيّد، لكن من شاهد الفيلمين السابقين لابد له وأن يشعر بالإكتفاء او ربما لن يلحظ جهد المخرج المبذول هنا الا من خلال ربطه بجهده السابق٠
على أي حال عامر يؤكد لي أنه لن يكون هناك جزءاً رابعاً بل يحضّر لأول فيلم روائي له٠
كل ما شاهده الناقد | محمد رُضا
الأفلام التي فازت بذهبيات مهرجان »كان« في السنوات: 1949, 1959
1999,1989, 1979,1969
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1949
الجوائز
GRAND PRIX: The Third Man | Carol Reed *****
BEST DIRECTOR : Rene Clement | La Mura di Malapaga
BEST SCREENPLAY: Alfred Werker|Lost Boundaries ***
BEST ACTRESS: Isa Miranda | La Mura di Malapaga
BEST ACTOR: Edward G. Robinson |House of Strangers ***
BEST DIRECTOR : Rene Clement | La Mura di Malapaga
BEST SCREENPLAY: Alfred Werker|Lost Boundaries ***
BEST ACTRESS: Isa Miranda | La Mura di Malapaga
BEST ACTOR: Edward G. Robinson |House of Strangers ***
The Third Man | الرجل الثالث
إخراج كارول ريد٠
ثريلر/ فيلم نوار [الحرب العالمية الثانية] بريطاني - 1949
أفضل ما حققه الممثل/ المخرج كارول ريد من أفلام وأحد تلك التي يضعها النقاد العالميون في لوائح أفضل ما شاهدوه. كاتب روايات شعبية أميركي أسمه هولي (جوزف كوتون) يصل الى ڤيينا بعد الحرب العالمية الثانية بحثاً عن صديق قديم انقطعت أخباره أسمه هاري (أورسن ولز). حين وصوله يتناهى اليه أن هاري قد مات. يحضر جنازته حزيناً ويتعرّف هناك على من يؤكد له أن هاري ليس كما اعتقد هولي. يقول له واحد أنه كان قاتلاً ولصاً حقيراً. يحاول هولي الدفاع عن سمعة صديقه لكنه سيكتشف أن من قال له ذلك كان على صواب. سيكتشف أيضاً بعدما أخذت الشكوك تزداد فيه أن هاري لا يزال حيّاً يرزق وأن الجثة التي في التابوت ليست له. أخيراً سيقع اللقاء بين هولي وهاري او بالأحرى اللقاء الأول بين لقائين والمخرج كارول ريد يختار (وقد صوّر الفيلم بالأبيض والأسود مستعينا بخبرة مدير التصوير الأسترالي روبرت كراسكر الذي صوّر أعمالاً مشهودة في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات) للقاء الأول شارعاً ليلاً يغص بظلام ليلي داكن ويضع هاري تحت قبّة مدخل لبناية غير ظاهر للعيان (طريقة تصوير مارلون براندو في »سفر الرؤيا... الآن« مثلاً) قبل أن يُظهره بالتدريج. قطّة تموء. غطاء مزبلة يقع على الأرض. جوزف كوتون يتحدّث بصوت عال. جار يستيقظ من نومه في المبنى المظلم أمامه ويصبح به. ينظر مجدداً الى حيث هاري/ أورسون ولز فيجده قد اختفى. اللقاء الثاني بينهما يقع في الفصل النهائي وسيتحول الى بداية منازلة يحاول فيها هاري قتله ثم الهرب من رجال البوليس في مجاري المدينة. وعلى ذكر المدينة، حقيقة أن كارول ريد صوّر الفيلم في ڤيينا مباشرة بعد انتهاء الحرب جعله أحد تلك الأفلام التي تؤرخ للمدينة في فترة تشابه في دكانتها اختيار المخرج لنوعية التصوير وسوداوية الشخصيات والأماكن. كذلك فإن القصّة المأخوذة عن رواية لغراهام غرين، تتعامل وعالم التجسس في بلد وفي زمن يخرج من حرب الى مستقبل غامض. وقد اختار ريد أن يعكس فيها الوضع السياسي الراهن آنذاك وضعف القراءة المستقبلية لما سيحدث بعد أن وضعت الحرب أوزارها عن طريق استخدام لقطات من كاميرا مائلة كما لو كان ميلها تعبيراً عن ذلك القدر من اللا استقرار الذي يحيط بالواقع آنذاك٠
***** إخراج: كارول ريد ***** سيناريو: غراهام غرين ***** تصوير: روبرت كراسلر ***** موسيقى: أنطون كاراس ***** توليف: أوزوولد هافنريتشر **** إنتاج: كارول ريد تمثيل **** جوزف كوتون **** أورسون ولز **** تريفور هوارد **** أليدا ڤالي ***** إجمالاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1959
الجوائز
Palme d'Or
ORFEU NEGRO directed by Marcel CAMUS ***
Best Director
François TRUFFAUT for LES QUATRE CENTS COUPS ***
Best Actress
Simone SIGNORET in ROOM AT THE TOP directed by Jack CLAYTON ****
Best Actor
Orson WELLES in COMPULSION directed by Richard FLEISCHER ***
Bradford DILLMAN in COMPULSION directed by Richard FLEISCHER ***
Dean STOCKWELL in COMPULSION directed by Richard FLEISCHER ***
Special Jury Prize
STERNE directed by Konrad WOLF
Palme d'Or
ORFEU NEGRO directed by Marcel CAMUS ***
Best Director
François TRUFFAUT for LES QUATRE CENTS COUPS ***
Best Actress
Simone SIGNORET in ROOM AT THE TOP directed by Jack CLAYTON ****
Best Actor
Orson WELLES in COMPULSION directed by Richard FLEISCHER ***
Bradford DILLMAN in COMPULSION directed by Richard FLEISCHER ***
Dean STOCKWELL in COMPULSION directed by Richard FLEISCHER ***
Special Jury Prize
STERNE directed by Konrad WOLF
Orfeu Negro | أورفيو الأسود
إخراج: مارسيل كامي
دراما عاطفية | برازيلي- 1959
ثاني أفلام المخرج الفرنسي كامي وأبرزها لحين وفاته سنة 1982 بعد سبع سنوات على إنجاز آخر فيلم له، وهو »باهيا«. لم يترك أي من أفلامه التي تزيد عن العشرين بقليل، ذات الأثر الذي تركه هذا الفيلم بالنسبة إليه كما بالنسبة لموضوعه والرابط المفاجيء للفيلم بين أصوله الثقافية الفرنسية والإغريقية كما البرازيلية٠
قصة الحب المستوحاة من أصولها المسرحية المستوحاة بدورها من أصولها الإغريقية تتحدّث، في الفيلم، عن سائق حافلة كهربائية (ترام) أسود أسمه أورفيو (برينو ميلو) يجذب اليه فتاة أحلامه (ماربيسا دون) مستخدماً الموسيقى ويتزوّج منها لكن فترة زواجه لا تمتد طويلاً إذ تموت على حين غرّة. أورفيو (او أورفيوس) سيحاول استعادتها الى الحياة عبر الموسيقا والرقص بذلك يستخدم الفيلم الموسيقا والرومبا لجذب مشاهديه كما استخدمهما أورفيو لجذب محبوبته. وهو وهو نجح في ذلك حين ذاك وبعد أكثر من ستين سنة او نحوها حين شاهده هذا الناقد على أسطوانة، لأجل هذه المراجعة لا يزال يحمل حلاوته وقدراً من تلك البراءة ولو أنها تبدو اليوم سياحية أكثر منها ذات حضور ثقافي مهم. لكن في عام إنتاجه، وللأعوام التي تلت في الستينات شكّل الفيلم بداية جزء من حركة الإحتفاء بالحضور الزنجي في الثقافة والحياة البرازيلية، كما الكوبية مثلاً، ما جعل الفيلم يلتحم بالحياة الفنية والثقافية علماً بأنه استمد عدداً من مراجعه وتأثيراته من مصادر عالمية. بالإضافة الى أن مارسيل كامي فرنسي والأصل أغريقي فإن الحس المسرحي موجود في عمق النص. وهناك بعد المؤرخين الذين يعتقدون بأن الفيلم متأثر أيضاً بخروج فيلم موسيقي- غنائي أميركي سابق عنوانه »كابينة في السماء« او
Cabin in the Sky
الذي أخرجه الهوليوودي ڤنسنت مانيللي سنة 1943 من حيث أن ذلك الفيلم السابق كان من بطولة ممثلين كلهم من الأفرو- أميركيين. »أورفيو الأسود« -رغم كل ذلك- ليس الفيلم الواقعي كما حال أعمال مخرجي اميركا اللاتينية، بل بدا آنذاك وكما اليوم، أقرب الى بوست كارد جميل حول الحياة الفقيرة لأبطاله. عدد من النقاد اللاتينيين هاجمه من هذه الزاوية تحديداً معتبرين أن النظرة كانت سياحية- أجنبية٠
*** إخراج: مارسل كامي
*** سيناريو: مارسل كامي ر، جاك ڤوي
*** تصوير: جان بورغوا
**** موسيقى: لويز بونفا، أنطونيو كارلوس جوبيم
*** توليف: أندريا فيكس
**** إنتاج: ساشا غوردين
تمثيل
*** برينو ميلو
** ماربيسا دون
*** فاوستو غويرزوني
*** إجمالاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1969
الجوائز
Best Director
Vojtech JASNÝ for VSICHNI DOBRI RODACI
Glauber ROCHA for ANTONIO-DAS-MORTES ****
Best Actress
Vanessa REDGRAVE in ISADORA directed by Karel REISZ ****
Best Actor
Jean-Louis TRINTIGNANT in Z directed by COSTA-GAVRAS ***
COSTA-GAVRAS
Prize for the first work
EASY RIDER directed by Dennis HOPPER ***
Jury's Special Grand Prix
ADALEN 31 directed by Bo WIDERBERG ****
IF directed by Lindsay ANDERSON ****
Vojtech JASNÝ for VSICHNI DOBRI RODACI
Glauber ROCHA for ANTONIO-DAS-MORTES ****
Best Actress
Vanessa REDGRAVE in ISADORA directed by Karel REISZ ****
Best Actor
Jean-Louis TRINTIGNANT in Z directed by COSTA-GAVRAS ***
COSTA-GAVRAS
Prize for the first work
EASY RIDER directed by Dennis HOPPER ***
Jury's Special Grand Prix
ADALEN 31 directed by Bo WIDERBERG ****
IF directed by Lindsay ANDERSON ****
تم حجب السعفة الذهبية في ذلك العام وأرقى الأفلام فوزاً كان فيلم السويدي بو وايدربيرغ »أدالين 31« وفيلم البريطاني لندساي أندرسن »إذا....« وكلاهما عملان رائعان٠ بما أن الكتابة هنا عن الأفلام التي نالت السعفة وليس سواها، فسأترك الحديث عنهما الى مناسبة أخرى٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1979
الجوائز
Palme d'Or
APOCALYPSE NOW (A WORK IN PROGRESS) directed by Francis COPPOLA
DIE BLECHTROMMEL directed by Volker SCHLÖNDORFF
Best Director
Terence MALICK for DAYS OF HEAVEN
Best Actress
Sally FIELD in NORMA RAE directed by Martin RITT
Best Actor
Jack LEMMON in THE CHINA SYNDROME directed by James BRIDGES ****
Jury's Special Grand Prix
SIBERIADA directed by Andrei MIKHALKOV-KONTCHALOVSKI *****
LA DRÔLESSE directed by Jacques DOILLON
CARO PAPA directed by Stefano MADIA
WOYZECK directed by Eva MATTES ***
APOCALYPSE NOW (A WORK IN PROGRESS) directed by Francis COPPOLA
DIE BLECHTROMMEL directed by Volker SCHLÖNDORFF
Best Director
Terence MALICK for DAYS OF HEAVEN
Best Actress
Sally FIELD in NORMA RAE directed by Martin RITT
Best Actor
Jack LEMMON in THE CHINA SYNDROME directed by James BRIDGES ****
Jury's Special Grand Prix
SIBERIADA directed by Andrei MIKHALKOV-KONTCHALOVSKI *****
LA DRÔLESSE directed by Jacques DOILLON
CARO PAPA directed by Stefano MADIA
WOYZECK directed by Eva MATTES ***
دورة العام 1979 كانت من بين تلك المتميّزة بقوّة الأسماء المشتركة في مسابقتها، تماماً كما الحال هذا العام. منهم البولندي أندريه ڤايدا، الإيطالي دينو ريزي، الأميركي ترنس ماليك والأميركي مارتن رت، والايطالي لويجي كومنشيني كما المجري ميكلوش يانشكو والروسي أندريه كونتشالوفسكي والسويدي بو وايدربيرغ والبريطاني جيمس أيفوري ومواطنه جيمس بردجز كما الألماني ڤرنر هرتزوغ. ربما لهذا السبب وجدت لجنة التحكيم التي ترأستها الكاتبة فرنسوا ساغان، صعوبة في إختيار فائز واحد (وهو ما قد يقع هذا العام) فمنحت جائزتها لفيلمين معا هما فيلم فرنسيس فورد كوبولا »سفر الرؤيا ... الآن« وفيلم الألماني فولكر شلوندروف »طبل الصفيح«٠
Apocalypse.... Now| سفر الرؤيا ... الآن إخراج: فرنسيس فورد كوبولا
دراما/ حرب [ڤييتنام] | أميركي- 1979
لا توجد أفلام حربية (من أي حرب) تشبه هذا الفيلم الأخّاذ للمخرج كوبولا او توازيه من حيث حجم الإدانة المستترة التي يطلقها بإتجاه كل ما هو مسلّح ومقاتل. لا يحتاج الفيلم الى طرح متوازن بين حرب الأميركي او حرب عدوّه عليه، بل يعمد الى تصوير جنون الحرب كما لم يفعل فيلم آخر الى اليوم مصحوباً بهذيان الإنسان في أقسى حالاته وبمحاولته الهرب الى الموت او من الموت في دائرة مطبقة. هو موصوم بالوحشية سواء عاش او نفذ من الموت لأن في تلك الحرب لا مكان للرابح او الخاسر. رؤية كوبولا هذه تستند، كما هو معلوم لرواية جوزف كونراد »قلب الظلام«. شاهدت الفيلم للآن نحو عشر مرّات، وقرأت الرواية مرّتين. الأولى بعد مشاهدة الفيلم لأول مرّة في »كان« وعلى نحو متسارع والثانية في مطلع هذه السنة ضمن مجموعة لمؤلّفات كونراد جُمعت في كتاب واحد. لا عجب أن أفضل كاتبي السيناريو قرروا دائماً أن روايات كونراد لا يمكن أن تترجم الى أفلام. المحاولات التي تحققت في السابق، كثيراً ما اضطرت الى استبدال الجمل الطويلة بما تحمله من مضمون عميق الى أحداث تستوحي أكثر ما تقصد التعبير عن او التجسيد. بالنسبة لسيناريو »سفر الرؤيا... الآن« الذي تناوب عليه كل من جون ميليوس (مخرج فذ قليل الحظ) وكوبولا الى جانب مايكل هر الذي كتب التعليق الصوتي هنا كما كتب لاحقا سيناريو فيلم ستانلي كوبريك »سترة معدنية كاملة« (أيضاً عن حرب فييتنام)، انتقى أجزاءاً من الرواية واختار الإلتزام بمقاطع تعليق معيّنة تلك التي نسمع من خلالها صوت الممثل مارتن شين وهو يسرد انطباعاته حول الرحلة التي طُلب منه القيام بها لكشف مكان معقل الكولونيل مارلون براندو وقتله. الفيلم من بدايته الى نهايته رحلة في الظلام الوحشي والنفسي والإنساني مصبوغ بالمشاهد المروعة التي تقع سواء في مشهد قيام جنود الزورق الذي يمتطيه شين بقتل عائلة فييتنامية لمجرد الإرتياب بأنها عدّو او في مشهد ظهور إمرأتين تغنيان للجنود المهيّجين بغزائر وحشية، او في المشهد المحفوظ غيباً للضابط ذي القبّعة الكاوبوي روبرت دوڤال وهو يأمر بهجوم الطائرات المروحية ملقية النابالم ثم يقول بنشوة: "أحب رائحة النابالم في الصباح"٠ وصولاً الى ذلك الفصل الكبير المختبيء في نهاية الرحلة حيث اللقاء الأول بين براندو وشين والذبح والذبح المضاد وحيث الجنون مكتملاً ومجسّداً في كل كلمة وحركة وتحت مطر استوائي غزير كما في داخل أقبية تشبه خبايا قصر مسكون
***** إخراج: فرنسيس فورد كوبولا
***** سيناريو: جون ميليوس، كوبولا
***** تصوير: ڤيتوريو ستورارو
**** موسيقى: كارمن كوبولا
**** توليف: ليزا فروكمان، جيرالد غرينبيرغ، وولتر مارش
***** إنتاج: كوبولا
تمثيل
***** مارلون براندو
***** مارتن شين
**** روبرت دوڤال
***** فردريك فورست
**** سام بوتومز
***** لورنس فيشبورن
***** دنيس هوبر
***** إجمالا
ً
The Tin Drum | الطبل الصفيح
إخراج ڤولكر شلندروف
دراما | ألماني - 1979
أوسكار الصغير ولد لا ينتمي الى محيطه وحسب رواية غنتر غراس التي تم اقتباس الفيلم عنها، فإنه ينظر الى العالم المحيط به نظرة نقد قاسية على الرغم من أنه أصغر سناً وأقل نضجاً من أن يكوّن سببية هذه القدرة. الفيلم لا يكترث لتقديم هذا السبب أيضاً. كلام عنه اختلافه من دون جوهر هذا الإختلاف او منطلقاته. النتيجة أن هذا الصبي إزعاج دائم أكثر منه رسالة في مكانها الصحيح، او صوت تحذير ضد ما هو حاصل او سيحصل. أعلم أن »كان« ومثقفي المهرجان (خصوصاً اولئك الذين لا يشاهدون الأفلام الا فيه ولا يعجبون الا من بعد أن يعجب الفيلم الإعلام الغربي) جن معظمه بهذا الفيلم واعتبره فتحاً فنياً وثقافياً، لكني بتواضع شديد، ومن دون أن أقول أن الحق معي وحدي، من الذين وجدوه أقل أفلام شلندروف إجادة وربما، نظراً لإعجابي بمجمل أعماله، أقلها إجادة بالفعل. لا أنسى أن الفيلم مسرود جيّداً، لكنه تنفيذ لسيناريو مكتوب عن قصّة (كتبها غراس سنة 1959) وكليهما يستبعدان إيجاد التبرير الصحيح لحالة بطلهما أوسكار الذي يقرر (كيف؟ لا يهم عند المعجبين) أن يتوقّف عن الكبر وذلك في سن الثالثة٠ وكما لو أن الأمر بمتناوله او متناول أي آخر يتوقّف عند هذا السن في بلورة لرفضه لمحيطه القائم على الإنقسام الحاصل في محيطه الإجتماعي عقب الحرب العالمية الأولى وقبل الحرب العالمية الثانية. بذلك سيشهد أوسكار ترعرع النازية وسيواجها بطبله الصغير فينتصر رمزيا عليها في مشهد استعراض النازية لفوج من معتنقيها. الفيلم، تبعاً لكتابته، لا يمكن أن يحب عالم الكبار لكن الصغير أوسكار ليس جديراً بالإعجاب أيضاً والكثير من الثقل ملقى على عاتقه لتطوير حكاية ترفض أن تعني شيئاً ذا قيمة فعلية سياسياً، اجتماعياً، نفسياً او حتى ترفيهياً. نتيجة ذلك أن غير المنزلق للبهورة الثقافية كشأن معظم القوم في مثل هذه المحافل، ليس لديه سوى سد أذنيه حين يزعق الصبي (وهو يزعق كثيراً) او حين يضرب ذلك الطبل. يدي كانت تريد أن تمتد عبر الشاشة وتنقله الى فيلم تقع أحداثه في الغابة لعل أسداً يثب عليه ويلتهمه٠
*** إخراج: ڤولكر شنلدروف
*** سيناريو: جان-كلود كارييه، ڤولكر شنلدروف
** تصوير: إيغور لوثر
** موسيقى: موريس جار
*** توليف: سوزان بارون
*** إنتاج: فرانك سيتز، ڤولكر شنلدروف
تمثيل
*** ماريو أدورف
* ديفيد بَنت
** أنجيلا وينكلر
** دانيال أولبريشكي
** إجمالاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1989
الجوائز
Palme d'Or
SEX, LIES & VIDEOTAPE directed by Steven SODERBERGH **
Best Director
Emir KUSTURICA for DOM ZA VESANJE ****
Best Actress
Meryl STREEP in A CRY IN THE DARK directed by Fred SCHEPISI ***
Best Actor
James SPADER in SEX, LIES & VIDEOTAPE directed by Steven SODERBERGH **
Jury Prize
JESUS DE MONTREAL directed by Denys ARCAND ***
KUROI AME directed by IMAMURA Shohei ****
Jury's Special Grand Prix
NUOVO CINEMA PARADISO directed by Giuseppe TORNATORE ****
MYSTERY TRAIN directed by Jim JARMUSCH ****
Jury's Special Grand Prix
TROP BELLE POUR TOI directed by Bernard BLIER ***
SEX, LIES & VIDEOTAPE directed by Steven SODERBERGH **
Best Director
Emir KUSTURICA for DOM ZA VESANJE ****
Best Actress
Meryl STREEP in A CRY IN THE DARK directed by Fred SCHEPISI ***
Best Actor
James SPADER in SEX, LIES & VIDEOTAPE directed by Steven SODERBERGH **
Jury Prize
JESUS DE MONTREAL directed by Denys ARCAND ***
KUROI AME directed by IMAMURA Shohei ****
Jury's Special Grand Prix
NUOVO CINEMA PARADISO directed by Giuseppe TORNATORE ****
MYSTERY TRAIN directed by Jim JARMUSCH ****
Jury's Special Grand Prix
TROP BELLE POUR TOI directed by Bernard BLIER ***
Sex, Lies & Videotapes | جنس، أكاذيب وأشرطة فيديو
إخراج: ستيفن سودربيرغ
دراما خفيفة | الولايات المتحدة - 1989
السينما الأميركية في ذلك العام وفّرت فيلمين مستقلّين: واحد جيد عنوانه »قطار الغموض« لجيم يارموش، وواحد مثير لبعض الغرابة أسمه »جنس، أكاذيب وأشرطة فيديو«. لجنة التحكيم التي ترأسها في ذلك العام الألماني ڤيم ڤندرز تداولت ورأت منحها لفيلم سودربيرغ الأول هذا. حسناً سأعتبر، تجاوزاً فقط، أنه كان أفضل الأفلام التي تسابقت. أفضل من فيلم شوهاي إيمامورا "مطر أسود" وأفضل من فيلم جيسيبي تورناتوري »سينما باراديسو«، وأفضل من فيلم بياتريس ليكونت »مسيو هير« وبل أفضل من فيلم سبايك لي المثير للجدل »أفعل الشيء الصحيح«. وأن المخرجين جيري تشاتزبيرغ وييرزي سكوليموفسكي وفرد شيبيسي وأمير كوستاريتزا وسواهم تنكروا لأنفسهم وحققوا أفلاماَ ضعيفة... هل أستطيع إذا ما فعلت ذلك تبرير أن فيلم سودربيرغ ليس أُهلاً؟
أندي مكدووَل إمرأة باردة مع زوجها المحامي بيتر غالاغر وجيمس سبايدر عاجز عن فعل الحب وآخر مرّة مارسه كانت قبل سبع سنوات. منذ ذلك الحين وهو يسجّل أحاديثاً جنسية صريحة على الفيديو مع نساء مختلفات يشاهدها وحده فيما بعد. حين تقع أندي في حبّه يتغيّر كل شيء عند كل منهما، لكن ليس من بعد أن يتحوّل الرجل من شخصية لا تثير الإهتمام الى شخصية أخرى لا تثير الإهتمام لكنها تلقّن المرأة دروساً في فن الحب. مفهوم الرجولة الناجحة، في هذا الفيلم، قدر عال من الأنثوية الضمنية. زوج آندي هو رجل أعمال لا يملك الحساسية المرهفة التي يملكها جيمس سبايدر الذي يبدو في نهاية الأمر كما لو أن أسلوبه ذاك في عدم ممارسة الحب لسبع سنوات هو الأسلوب الصحيح لبلورة علاقة ناجحة مع الشريك المناسب. بعيداً عن التفسيرات، أسلوب سودربيرغ في فيلمه الأول هذا يشغل حيّزاً مما وجدناه على نحو أفضل في أفلام أتوم إيغويان وعلى نحو أسوأ في أفلام ديفيد كروننبيرغ٠
*** إخراج: ستيفن سودربيرغ
** سيناريو: ستيفن سودربيرغ
** تصوير: وولت لويد
** موسيقى: كليف مارتينيز
*** توليف: ستيفن سودربيرغ
*** إنتاج: جون هاردي، روبرت نيوماير
تمثيل
*** جيمس سبايدر
*** أندي ماكدوول
*** بيتر غالاغر
*** لورا سان جياكومول
** إجمالاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1999
الجوائز
Palme d'Or
ROSETTA directed by Jean-Pierre et Luc DARDENNE ***
Grand Prix
L'HUMANITE directed by Bruno DUMONT ****
Best Director
Pedro ALMODÓVAR for TODO SOBRE MI MADRE ***
Best Screenplay
Youri ARABOV for MOLOCH ****
Best Actress
Emilie DEQUENNE in ROSETTA directed by Jean-Pierre et Luc DARDENNE ***
Séverine CANEELE in L'HUMANITE directed by Bruno DUMONT ***
Emmanuel SCHOTTE in L'HUMANITE directed by Bruno DUMONT ***
Jury Prize
A CARTA directed by Manoel DE OLIVEIRA ***
THE EMPEROR AND THE ASSASSIN directed by TU Juhua ****
ROSETTA directed by Jean-Pierre et Luc DARDENNE ***
Grand Prix
L'HUMANITE directed by Bruno DUMONT ****
Best Director
Pedro ALMODÓVAR for TODO SOBRE MI MADRE ***
Best Screenplay
Youri ARABOV for MOLOCH ****
Best Actress
Emilie DEQUENNE in ROSETTA directed by Jean-Pierre et Luc DARDENNE ***
Séverine CANEELE in L'HUMANITE directed by Bruno DUMONT ***
Emmanuel SCHOTTE in L'HUMANITE directed by Bruno DUMONT ***
Jury Prize
A CARTA directed by Manoel DE OLIVEIRA ***
THE EMPEROR AND THE ASSASSIN directed by TU Juhua ****
في أفلام الأخوين داردين تختلف الشخصيات الرئيسية لكن الظروف الإجتماعية القاسية تبقى على حالها. بطلة »روزيتا« (إميلي دكوين) واحدة من تلك الشخصيات التي تواجه ظروفاً تعوق رغبتها في الوصول الى وضع أفضل. في السابعة عشر من عمرها، تعمل فيما لا تطيقه وتعيش مع والدتها التي تداوم الشرب في بيت على عجلات (ترايلر). حالتها ووالدتها من الفقر بحيث تبحث هي في قمامة مرمية على ضفاف النهر عما تأكله وتمنح والدتها جسدها لعامل الصيانة حتى لا يقطع عنها الغاز. معظم ما نشاهده عادة من أفلام حول الفقر المدقع نراها تدور في جمهوريات الموز اللاتينية او في أفريقيا والهند وبعض باقي دول آسيا. الأخوان داردين الآتيان من بلجيكا يفتحان العين على أنك تستطيع أن تبقى في أوروبا لترى الوضع المزري الذي يعيش فيه من لا يملك. وليس الفقر في هذا الفيلم، او في أفلامهما اللاحقة، سلعة تباع لكي يأتي معها الأمل بعالم أفضل. بل الفيلم قرصة وراء أخرى تؤلم الموضع ثم الجسد وأنت ترى فريقا واحداً من الناس، معظم الأحيان، هو الفريق الذي لا يملك وكيف يعيش ويحاول أن يصعد التل الصغير ربما لحياة أفضل لو استطاع٠
تمثيل دكوين تجسيد جيّد لشخصيّتها، لكن الحال مع أفلام داردين هما اعتمادهما المفرط على الكاميرا المحمولة والمهتزّة. تفرض سرقة الإنتباه اليها وتحول دون تأمّل أكثر وعياً وأقل غضباً. مفهوم السبب: خلفية المخرجين في الأفلام الوثائقية تجعلهما أكثر ثقة بمبدأ تسجيل حياة وجعل هذا التسجيل بمثابة كل شيء تريد معرفته عنها. بالتالي التعمّق الذي من الممكن أن تحدثه الدراما غير موجود. بدلاً عنه قدر من العمق الناتج عن صفعات وعي قد يفضّلها البعض على الأسلوب الأكثر تكاملاً سينمائياً٠
*** إخراج: جان بييرو ولوك داردين
*** سيناريو: جان بييرو ولوك داردين
** تصوير: ألان ماركيون
** موسيقى: جان بيير كوكو
*** توليف: ماري- إليني دوزو
*** إنتاج: جان بييرو ولوك داردين، لوران باتين، ميشيل باتين
تمثيل
**** إميلي دكوين
*** فابريزو رونيوني
*** أمي ييرونو
*** إجمالاً
سينما عربية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميكانو
إخراج: محمود كامل٠
تمثيل: تيم الحسن، نور
دراما عاطفية | مصر | 2009
نقد: هبة الله يوسف
ميكانو .. إشراقة سينمائية لـ "تفعيل" الحب و الأمل
بعيدا عن تصنيف محتويات الذاكرة (سطحية، مؤثرة ..جميلة ، مريرة ...إلى أخره..) أين تقبع داخلنا، وماذا عن فقدانها وكيفية استعادتها ، وهل يكون ذلك عبر "تفعيل" ذاكرة العقل أم ذاكرة الروح ؟
السؤال طرحه بقوة فيلم "ميكانو" الإطلاله السينمائية الأولي لكل من بطولة النجم السوري تيم الحسن، مخرجه محمود كامل و مؤلفه وائل حمدى، وهو ينتمى بصورة أو بأخرى للدراما النفسية، حيث ترصد أحداثه مرض استثنائي لا يحدث إلا نادراً، وهو نوع من فقدان الذاكرة المتكرر الذي أصيب به بطل الفيلم المهندس خالد (تيم الحسن) على أثر عملية جراحية أجريت له وهو في سن السادسة عشر خلصته من ورم كبير بالرأس، ولكن كان من أثارها عدم قدرته علي تذكر ما قبل العملية ، بتعبير أدق تتوقف ذاكرته عند سن السادسة عشر، أما ما بعدها من حياة فإنه يعيشها ولا يلبث أن ينساها بعد فترة وجيزة٠
وهكذا يكتب علي خالد أن يعيش مأساة ذاكرته، يشاركه شقيقه الوحيد (خالد الصاوي) مآساته مدفوعا بمشاعر الأخوه وصله الرحم في صيغة أقرب للواجب، فهو أخر ما تبقي من عائلته ولايمكنه التخلى عنه أيا ما كانت عواقب قراره، بدءً من التضحية بأحلامه انتهاءً بالتخلي عن مجمل إحتياجاته الإنسانية و الحياتية
هذه المأساة الثنائية تقتحمها أمينة (لعبت دورها نور) مدفوعه بمشاعر حب قوية ومن ثم تقبل اختيارا لا قهرا مشاركتهما ، حتى بعدما تكتشف في لحظة قاسية طبيعة مرض حبيبها ترفض التخلي عن حبها وترضى بأن يصحو "خالد" بين الفترة والأخرى، دون أن يتذكرها أو يتذكر أي شئ مما قبل سن السادسة عشر، وعليها في كل مرة أن تبدأ من جديد٠
وهكذا بين قسوة مرض وقوة حب تدور أحداث الفيلم لنكتشف أن ما يتعلق بذاكرة الروح هو ما يتبقي داخلنا وعبره فقط يمكننا الصمود أمام مجمل الظروف الحياتية علي قسوتها، كذلك الحب الصادق كان و سيظل هو الإنقاذ الحقيقي، والطريق الوحيد للنجاة و التحرر من أى مآسي حياتية أو قدرية٠
فأمينة أو نور اختارت بوعي وحب أن تبقي لجوار حبيبها مهما كانت النتائج حتي قبل أن يقرر هو الآخر و بوعي أيضا ، مدفوعا بالحب وحده البوح بمأساته ولأول مرة ، ما يعيدنا لماهية الحب وكيف أنه قبس من نور والقادر الوحيد لأن ينسينا آلاف الأحزان و المآسى، فكلاهما استسلما في النهاية لسلطة الحب، كلاهما ألغى من قاموس لغته كل المعايير والحسابات رغم إدراكهما إستحالة مد جسور التواصل وأن قوانين العشق قد لا تستقيم
الفيلم يمنحنا الأمل ويدعونا للتمسك به ،المهم أن تكون لدينا القدرة علي البدء دوما من جديد في صيغة أقرب للعبة "الميكانو" القابعة بالذاكرة منذ الطفوله والتى تمنحنا القدرة علي إعادة بناء ما تحطم أو تفكك ، تلك اللعبة التى تساعد خالد أيضا لأن يصبح معماري عبقري، وعبرها أيضا يبنى لحبيبته بيتا لا يتحقق علي أرض الواقع وإن كنا نتمني ذلك، باختصار الفيلم يدعوك للتفاعل بود مع ما يدور أمامك من أحاسيس ومشاعر تنبض على الشاشة،السرد فيه محكم، مفعم بالتفاصيل فلا تملك إلا أن تنتمى إليه بحميميه
مع "ميكانو" أنت مدعو أيضا للإستمتاع بمباراة رائعة فى الآداء بين مجمل فريق العمل ، تيم ببداية سينمائية قوية و خالد بمنافسة شرسه ونور بإستعادة مشرفة، كما نجح من خلاله مؤلفة ومخرجه في كتابة شهادة ميلادهما بعمل يمنحنا الأمل دوما بإمكانية ظهور أجيال إبداعية جديدة لديها القدرة علي الدفع بهذه الصناعة نحو مساحات أكثر رحابة، الأول بما يمتلكه من حس ونبض مختلف و قدرة علي إلتقاط أفكار جديدة و صياغتها بحرفية و صدق، و الثاني بما يمتلكه من أدوات فنية و رؤي خاصة تنجح في تحويل الحروف و الكلمات لنبض ومشاعر وأحاسيس، ساعدت علي تأكيدها مجمل العناصر الفنية من تصوير هشام سري الى ديكور عادل المغربي وموسيقي تامر كروان ومونتاج مها رشدي٠
استعادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Blow- Up
إخراج: مايكلأنجلو أنطونيوني
تمثيل: ڤنيسا ردغراف، ديفيد همينغز، سارا مايلز٠
دراما إجتماعية| بريطاني/ ايطالي- 1966
نقد: هوڤيك حبشيان
يتجوّل توماس، مصوّر موضة، في إحدى حدائق لندن، حيث يسترعي انتباهه ثنائي يتبادل القبل. فيلتقط له الصور، ولكن المرأة جاين، تطالبه بالنيغاتيف، وتستسلم له من أجل الحصول عليها. يعطيها توماس فيلماً آخر ويظهّر صور الحديقة. يكتشف عندئذً جريمة، يتثبّت منها في الليلة التالية، باكتشاف جثة في الحديقة٠
يصوّر "بلو آب" مسار الشاب توماس، الذي يحاول الابتعاد عن مجال تصوير الموضة، ليصبح مصوّراً فنياً. لكن الحبكة البوليسية تشكّل صدى لهذه المبادرة. هي أيضاً تجربة بالنسبة الى المشاهد الذي يخرج من الفيلم منهكاً مثل توماس بعد أن يكتشف تعددية نظرة الناس الى العالم. انه قصة عن فقدان السيطرة. يدرك توماس عجزه عن التحكّم بالواقع، فيتعلّم إعادة النظر في مواقفه والانتباه الى الإشارات. لا يكفّ توماس عن الوقوع في الخطأ طوال الفيلم. فبحسب أسطورة كهف أفلاطون، الخطأ ضروري للمعرفة. يظنّ توماس أن في إمكانه السيطرة على الحقيقة في استديو الصور، لكنه يرى نفسه يواجه واقعاً أكثر تعقيداً في الحديقة. يختبر التواصل مع العالم الحقيقي بواسطة التصوير، علماً أنه لم يعتبره حتى الآن الا وسيلة لإنتاج الصور. يكتشف مصادفةً قدرة الصورة الفوتوغرافية على التسجيل والشهادة لكنه يبالغ في تقويم قوّتها. يظنّ بدءاً أنه منع حصول جريمة، لكنه يدرك لاحقاً أنه لم يمنع أي شيء. يظنّ أنه قادر على إعطاء إثبات بواسطة التقنية والصورة، لكن الإثبات يفلت من بين يديه. ومع أن توماس لا يكفّ عن الهزء من صديقه الرسام الذي يعجز عن بيع "خربشاته"، يعلم أن هذا الأخير تقدّم عليه: فهو يترك الحقيقة تحدث، ولكن المعنى لا يصل مباشرة. يجب أن يسيطر الغموض أولاً. هذا هو على الأرجح معنى صوت طابة كرة المضرب الذي يريد توماس سماعه في نهاية الفيلم٠
يصوّر "بلو آب" أربعة أنواع من النظر، نظرة توماس، والكاميرا، والمشاهد وأنطونيوني. النظرة الأولى والرابعة شخصيتان، أما نظرة الكاميرا والمشاهد فمحايدتان. المشاهد حرّ في تأكيد حصول الجريمة أو نفيها. ومن شبه المؤكد أن المشاهد الذي يرى الفيلم للمرة الأولى لن يتثّبت من شيء. لدى مشاهدته للمرة الثانية، تتوضّح الأمور. في الحديقة، يرى المشاهد أكثر مما يراه توماس وكاميراته. وعندما تهرب جاين بعد فشلها في الحصول على الصور، نراها في الخلف تنظر الى قدميها وتبتعد خائفة لدى رؤية جثة بملابس زرقاء ممددة على الارض. يخلص المشاهد الى أنه الرجل الذي كان يقبّل جاين. وعندما يقوم توماس بالتحقيق بناء على الصور، نرى وجهاً شاباً مخبأ، تحته مسدس. لكن في الجزء الثاني من التحقيق، وبعد ممارسة الحب مع الشقراء والسمراء، لا يتمكّن توماس من تثبيت حصول جريمة. لا تثبت الصورة شيئاً فيضطر الى التوجه الى الحديقة ويلاحظ أن جريمة حصلت وأن الضحية هو الرجل الذي كان في الصباح. يخطئ توماس إذ يظنّ أن عشيق المرأة هو المقتول. هو في الواقع زوج جاين الذي أوقعته في فخ بمساعدة عشيقها للتخلص منه. لكن هذه الفرضية غير مطروحة في الفيلم٠
تستمر تظاهرة أنطونيوني في بيروت عارضة بعض أهم ما عند المخرج من أعمال *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Alexander
إخراج: أوليڤر ستون
تمثيل: كولن فارل، أنجلينا جولي، ڤال كيلمر
تاريخ [سيرة/ حروب] | الولايات المتحدة/ فرنسا/ هولندا- 2005
نقد: محمد رُضا
حسب أوليفر ستون، يحمل فيلم »الإسكندر« إسقاطات معاصرة على الوضع الحالي الذي يمر به العالم. تسبر غور الفيلم فتطالعك عبارات يمكن أن تعتبر إسقاطات. مثلاً هناك عبارة تُقال في الفيلم تبدو مثل إشارة، او هل نقل شطحة، الى الوضع الراهن في العراق. إنه حين يقول بتولومي (أنطوني هوبكنز) واصفاً دخول الإسكندر الى بابل: »بابل كانت أسهل في الدخول إليها من تركها«. إشارة او شطحة أخرى، هي حين يقول الإسكندر عن الفرس: »هؤلاء الناس يريدون... (ثم يتوقف لحظة ليصحح) يحتاجون الى التغيير«.في أفضل الأحوال الرمز ناقص ووارد بنصف همّة مع الإعتراف بأنه من الصعوبة العمل على تحقيق فيلم عن الإسكندر وتحميله طروحات آنية. كما هو الحال، بالكاد يستطيع السيناريو، الذي شارك ستون في كتابته كل من كريستوفر كايل ولاييتا كالوغريديس، معرفة أي منحى في حياة الإسكندر يجب أن يكون الأبرز: المنحى العسكري، او المنحى الشخصي. وفي محاولته الجمع بين المنحيين تكمن المشكلة، فلا العسكري تم الإيفاء به جيداً (على حسن تنفيذ تصميم المشاهد القتالية خصوصاً الأولى) ولا المنحى الشخصي مطروح على أساس واثق. القصة التي تم إبتداعها غير متكاملة والأزمات النفسية التي فيها تبدو مفتعلة. بالتالي، وعلى الرغم من طول مدة عرض الفيلم فإن القصة (بالمفهوم المحدد للكلمة) هي التي تعاني طوال الوقت.
يبدأ الفيلم على شكل سيرة حياة تُروى. والراوي هو بتوليمي (هوبكنز) الذي يتذكر أحداثاً عايشها خلال الغزوات التي خاضها حين كان واحداً من أعوان الإسكندر. الآن، سنة ٣٢٣ وفي الإسكندرية، بعدما مر على وفاة الإسكندر أكثر من ٠٣ سنة يملي بتوليمي ذكرياته على تلميذ يتبعه من مكان الى آخر لكي لا تفوته كلمة. بتوليمي يقول في مشهد يشبه الحصص المدرسية أن الإسكندر كان لديه البصيرة لتوحيد العالم ولمزج الحضارة الإغريقية بتلك الواقعة شرقي اليونان ملاحظاً أن رغبة الإسكندر الموازية هي تغيير النظم غير المتحضّرة التي تعيشها أقوام الشرق وبعث الحرية في أرجائها. من هنا ينتقل الفيلم الى الملك فيليب الثاني (ڤال كيلمر) والد الإسكندر والى أولمبياس (أنجلينا جولي) والدته والزوجة الرابعة للملك فيليب. ويتم التمهيد لشخصية الإسكندر بإلقائها وسط حبكات النزاع الدائر بين أب يعتبره إبنه ضعيفاً فيقسو عليه، وأم تحيط نفسها بثعابين سامّة وتتصرف- طوال الفيلم- كواحد منها. إنه في مكان لاحق من الفيلم نشهد مقتل الملك فيليب وادعاء الإسكندر أن الفرس هم الذين قتلوه، لكن -وفي مشهد يأتي متأخراً بعض الشيء- نشهد ضلوع أولمبياس بقتل زوجها حفاظاً وتوطيداً لدعائمها وغاياتها. في كل الحالات، ينطلق الإسكندر مع جنوده ويغزون الملك الفارسي داريوش الثالث الذي حشد جيشاً جرّاراً يواجه به الجيش الصغير نسبياً للإسكندر. وهذا الأخير يهزم عدوّه وينطلق في أثره فاتحاً بلاداً لا يعرفها ولا يعلم الى أين تؤدي. محطته الثانية بابل حيث الجنّات المعلقة ومنها الى الأراضي التي أصبح أسمها فيما بعد أفغانستان (وكانت تُسمّى آنذاك بـ »باكترا« او »باكتَريا«). في تلك المناطق القاحلة يتعرّف على روكسان (روزاريو دوسون)، الفتاة السمراء التي لا نعرف ما جاء بها الى هناك ولماذا أسمها الغربي، ولا يبدو أن الإسكندر لديه أي فضول صوبها سوى الزواج والإنجاب فأمضى الفيلم وهو يحاول الإنجاب من زوجته من دون فائدة. هذا في الوقت الذي يريد الفيلم فيه التأكيد على أن حب ألكسندر كان لمعاونه هيفازتيون (يارد ليدو) خالقاً منه شخصية ضعيفة عدا كونها شاذّة. كل ذلك يمر من خلال مشاهد تمعن في رسم صورة داكنة للإسكندر »الكبير« ما يجعل السؤال المطروح منذ البداية هو لماذا؟
واجه ستون عاملان لم يستطع التغلّب عليهما. الأول صعوبة استخلاص الكثير من الدراما بين قرعات السيوف نظراً لأن عصارة حياة الإسكندر الذي عاش ٢٣ سنة فقط، تألّفت على جبهة القتال غازيا وفاتحاً ومقاتلاً في غضون الإثني عشر سنة الأخيرة من حياته وليس قبلها. العامل الثاني هو أن الإسكندر، كونه بنى شهرته في الحروب وحدها، ليس في نهاية الأمر سوى غاز كما أي غازٍ عسكري. واحدة من حلول السيناريو هو تقديم شخصية هي ضحية ظروفها العائلية والتربوية. كل الحديث عن ميوله الجنسية صوب أمّه (مع إقتراح وجود علاقة) الى ميوله اللواطية صوب أحد معاونيه (مع تأكيد تلك العلاقة) ثم تلك المشاهد المطوّلة بين الموقعة والأخرى وما تحمله من تركات نفسية مزروعة فيه هدفها تلميع صورته وتأكيد أن الهدف الذي حمل الإسكندر على غزو العالم القديم لم يكن استعمارياً، بل حضارياً. الى جانب أن لا شيء مما قرأناه عن شخصية الإسكندر يؤكد أنه كان شاذّاً، او أن طموحاته كانت بمعزل عن الرغبة في التوسع وقهر الأمم التي حوله لتجنيب اليونان مخاطر العالم المحيط، فإن افتراض حسن النية لا يغيّر من الوضع شيئاً. في الواقع اصطحب الإسكندر في غزواته عدداً كبيراً من الأساتذة والمحاضرين لأجل تعليم الشعوب الأخرى الحضارة التي جاء منها. ولابد أنك ستجد بين كل الغزاة، وفي مقدّمتهم كريستوفر كولومبوس، رغبات علمية او تبشيرية او حضارية حتى ولو كانت ستاراً للغاية الحقيقية، أما النتائج - والى اليوم- فلم تخل من مذابح ومآس ومآرب عسكرية واقتصادية. كان يُفيد فيلم »الإسكندر« أكثر لو تحرر مخرجه من غاية التمجيد وتقديس البطولة وحقق فيلما يكتنز الحسنات والسيئات معاً، ويعمد الى الموثوق به من السيرة.
هناك غياب للمعالجة القادرة على تهذيب العمل من شوائب القراءات الحديثة لكي تصل إلينا معبّرة عن روح ذلك العصر، وليس تبعاً لترجمتنا النابعة من روح عصرنا نحن. مشاهد مثل تلك الواقعة بين الإسكندر وزوجته، تتعثر بركاكة. المشهد الذي يبكي فيه الإسكندر سوء طالعه يبعث على الضحك. كل البواعث النفسية التي يحاول الفيلم التعامل معها تبدو مختلقة وغير واضحة. على ذلك، فإن أسلوب سْتون البصري لا يخلو من قوّة إيحاء. موقعة ايسوس التي كانت أولى معارك الإسكندر ضد الفرس معبّر عنها بلقطات جوية (تسمى تقنياً بـ »عين الصقر«) جيدة التكوين والتنفيذ. الفصل بكامله جيّد وربما أفضل فصول المعارك التي نراها لاحقاً. لمسات الفيلم العاطفية تصيب بعض أهدافها على الرغم من فظاظة الإلقاء. وتمثيل كولين فارل جيد في الأساس. كونه لا يناسب الغايات المتوخاة من أسلوب المخرج في العرض هو أمر آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠
0 comments:
Post a Comment