ISSUE 22 | ONCE UPON A TIME IN THE WEST

FLASHBACK


Bullit
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Peter Yates (1968).
إذا كنت من هواة السينما او من هواة السيارات، لا تستطيع أن تشاهد فيلم بيتر ياتس "بوليت" مرّة واحدة. عن كتاب لروبرت بايك وإنتاج لفيليب دانتوني وتصوير لوليام فراكر وموسيقى لالو شيفرين. بطولة ستيف مكوين. قريبا على شاشة
Film * Reader

فيلم قصير


بوزنة | أنيماشن من إخراج عبد الرحمن نجدي ****
جميعاً نعلم الآن قصّة فيلم »وول إ« الذي استحق الأوسكار هذا العام: إنه عن البيئة وكيف أن روبوت وحيداً على الأرض يقع في حب روبوت أنثى واردة من الفضاء. المخرج السوداني عبد الرحمن نجدي حقق فيلم أنيماشن قصير قبل ثلاثة أعوام من تحقيق الفيلم الأميركي وفيه حكاية حب لشخصية أرضية وحيدة مع القمر وفي الخضم تطرّق الى البيئة وما يفعله الإنسان لخرابها. بذا يكون خيال المخرج العربي نجدي سبق هوليوود بثلاث سنوات كاملة. يقول مخرج الفيلم الذي حاز جائزة مهرجان القاهرة للسينما والتلفزيون: " تعني فكرة الفيلم بقضايا البيئة من خلال الحشرة التي سمّاها اليونانيون بخنفوس النظافة
Dung Beetle
والفكرة أنه بحث عن عروس تناسب تطلّعاته فشاهد القمر مضيئاً فأبهره منظرها فسألها الزواج، ولكن كان يدور في خاطر القمر شيئا آخر: مسكينة الأرض، لقد حوّلوك الى بؤس دائم. تقول له أنها لا تستطيع النزول الى الأرض والأرض بحالتها هذه فلابد للأرض أن تتغير. ومن يومها وحتى هذه اللحظة ما زال بوزنة يكور الأوساخ وينقلها على أمل أن تصبح الأرض نظيفة لاستقبال القمر"٠
ليس أن فكرة الفيلم وحدها جميلة وشعرية على دكانة صورتها، بل تصميم الأنيماشن انسيابي وملامح الحركة واضحة وقصير (نحو ست دقائق) على قدر ما يكفي لتقديم الفكرة٠


رسالة من مشاهد
Hldk
بعث قائلاً
يعطيك العافية على المراجعات ومن أفلام كان سأتابع فيلم تارانتينو لأنه من المخرجين الرائعين بحق. وبإنتظار نقد فيلم "حدث ذات مرّة في الغرب"٠
جواب: شكراً للتحية وأرجو أن تستمتع بمشاهدة هذا الفيلم (ولو مكتوباً) في صالة »فيلم ريدر«٠


فيلم اليوم | "حدث ذات مرّة في الغرب": وسترن غير شكل من سيرجيو ليوني

ONCE UPON A TIME IN THE WEST ****
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد: محمد رُضا



أحياناً ما أعتقد أن الدقائق العشر الأولى من فيلم سيرجيو ليوني هذا هي أفضل من باقي الفيلم. أحياناً أنا واثق من هذا. المشاهدة الكاملة الخامسة (وشاهدت الدقائق العشر وحدها نحو سبع مرّات منها أربعة مرّات متسللا الى صالة سينما الكابيتول صغيراً قبل أن يُكتشف أمري) أكدّت شيئاً آخر: الدقائق العشر الأولى ليست فقط أفضل ما في الفيلم، بل من أفضل ما في العديد من أفلام الوسترن. إنها من النوع الذي عرّفه سيرجيو ليوني بنفسه لي وللزميل محمد سويد حين قال لنا: "أحب أن أكنّى بشاعر الصمت"٠
وهناك الكثير منه في التمهيد الذي صممه ليوني لهذا الفيلم٠
الأرض مسطّحة. تمتد نحو أفق بعيد. المكان محطة قطار. ثلاثة رجال (جاك إيلام، وودي سترود، آل مولوك) . يدخل الثلاثة مكتب المحطّة. يخشاهم عامل التذاكر العجوز. يسألهم الى أين هم ذاهبون ثم يلاحظ كيف يسحب أحدهم التذاكر ببرودة. يقوده أحدهم الى غرفة صغيرة ويقفل عليه بعدما أجابهم على سؤالهم من أن القطار قد يصل بعد قليل٠
لا تعرف شيئاً عن أي هؤلاء لكن إذا كنت شاهدت بعض أفلام الوسترن تستطيع أن تفرّق بين البطل والمجرم ولا يمكن لك أن تخطيء تفسير هؤلاء الأشخاص. نعم هم قتلة محترفون. جاؤوا لينتظروا القطار. إثنان من الثلاثة (سترود الأسمر وإيلام الأعور) ظهراً في عشرات افلام الوسترن. إيلام لعب أدوار الشرير في معظمها، هذا قبل أن يحدث هذا الفيلم طلباً جديداً عليه فينتقل من أدوار مساندة بعيدة الي أدوار مساندة وشبه بطولية. كذلك تغيّرت أدواره. من بعد هذا الفيلم خصوصاً هو ممثل يعكس الصيت الشرير كوميدياً٠
لا يتحدّث الثلاثة الى بعضهم البعض. يتفرّقون بإنتظار القطار. سترود يقف قرب خزان الماء. مولوك بعيداً عند طرف آخر من المحطّة وايلام يجلس على مقعد خشبي طويل بقربه عمود خشبي آخر. سترود يلحظ نقطة ماء تسقط على قبّعته. ينتظر. نقطة وراء نقطة ثم يخلع القبّعة. يقرّبها الى شفتيه ويشرب٠
coooooool
إيلام يحاول النوم. ذبابة (ولا تسألني كيف استطاع المخرج »إخراج« ذبابة لكنها كما لو كانت قرأت السيناريو جيّداً وعرفت دورها). تقف على وجه ايلام الخشن وغير الحليق. يحاول طردها من ناحية أنفه بالنفخ عليها. لكنها لا تطير. ينفخ مرّة أخرى. ينزعج. تطير وتقف عند العمود الذي لجانبه. يفتح عينه العوراء وينظر اليها ثم يسحب مسدّسه وبلحظة خاطفة يضع الفوهة عليها فيحبسها في ماسورة مسدّسه. يسد باب الماسورة بأصبعه ويقرّب المسدّس ناحية أذنه ليستمع الى صوت الذبابة المحبوسة٠ السادي يبتسم٠
القطار يصفر من بعيد. هذا فصل جديد من الأحداث بالنسبة إليهم. يتقدّمون الى حيث سيقف القطار متباعدين قليلاً. يقف القطار. يمضي القطار. لا أحد يريدونه نزل منه. يستديرون للمغادرة. لكن تشارلز برونسون كان نزل من الناحية الأخرى وهو يعلن عن وجوده بالهورمونيكا. يستديرون ثانية وينظرون إليه٠
يعلّق ايلام
I see you're short of a horse
أرى أنه ينقصك حصاناً
يرد عليه برونسون
I see you got two horses too many
أري أن لديكما حصانان زائدان٠
في أرض الوسترن، هذا إعلان حرب. الإبتسامات تختفي. المسدسات تُسحب القتلة المأجورون الثلاث يسقطون أرضاً٠


هل نحتاج الى باقي الفيلم؟ فقط من باب التسجيل٠

إنه قصّة إنتقام منحها المخرج الإيطالي القدرة على أن تتحوّل الى شكل ملحمي. تشارلز برونسون ليس مجرّد عازف هرمونيكا ومقاتل سريع، بل لديه واعز مهم للإنتقام من فرانك. سادي آخر بعينين زرقاوين وحب للقتل. ليس مجنوناً او عصبياً او رخيص متوتّراً. بل هادئاً يحسب بدقّة. حين كان هرمونيكا (الإسم المعطى في الفيلم لبرونسون) صغيراً، قرر فرانك التخلّص من شقيق هرمونيكا . بنى مشنقة عالية ووضع على الأرض الفتى هرمونيكا وأوقف على كتفيه شقيقه مقيد اليدين والحبل حول عنقه٠ ثم وضع الهرمونيكا في فم هرمونيكا وتركه وأخيه على هذه الحالة٠ الشقيق الأكبر ثقيل الوزن. هرمونيكا تعب. لا نرى نهاية أخيه، لكننا نفهم أنه عاجلاً (أمام ناظرينا) او آجلاً (حين تتركهما الكاميرا) فإن هرمونيكا سيسقط والشقيق سيتدلى في الهواء٠


خليك عالخط. سأعود للقصّة بعد قليل لأني أريد أن أبحر في هذه اللقطة التي نراها في فلاشباك في وقت لاحق من الفيلم٠
ليوني لديه مشهداً يكاد يكون مماثلاً في نهاية فيلمه السابق
The Good, the Bad and the Ugly
ايلاي والاك فوق صليب (كون الأحداث في مقبرة خلال الحرب الأهلية في أميركا) ويديه مربوطتين وراء ظهره وحول عنقه حبل. الصليب يهتز تحت ثقله. كلينت ايستوود يترك قريباً من ايلاي حصّته من الثروة التي حاول ايلاي- أكثر من مرّة- الحصول عليها كلّها. يركب ايستوود صهوة فرسه ويمضي٠ يصرخ به ايلاي مستعطفاً، ثم شاتماً، لكن ايستوود يبتعد ومصير ايلاي معلّق على الخشبة التي تهتز لأنها إذا وقعت تدلّى هو ومات. إذا بقي معلّقاً للأبد مات من الجوع والعطش (او ربما مرّ البعض فقتلوه وأخذوا المال الذي تحته)٠
لكن ايستوود سيمنحه فرصة أخرى: من بعيد يطلق رصاصة تقطع الحبل فيسقط ايلاي على الأرض ويرتطم وجهه بالنقود الفضيّة. لكن ايلاي لا يزال مقيّد اليدين وقد لا يستطيع فعل أي شيء لإنقاذ نفسه او إسعادها٠

في كلا المشهدين هناك فضاء شعري لاهب. ووضع ساخر أسود تصبح الحياة فيه عبارة عن حبل مشدود. في »الطيّب والسيء والبشع« يلغي ليوني دور الحبل حول العنق ليوصل رسالة بارتطام وجه الشرير فوق المال حيث لن ينفعه هذا المال القريب جداً اليه. لكن في »حدث ذات مرّة في الغرب« فإن الحبل المشدود يعبّر عن ذلك الفاصل الدقيق بين الحياة والموت٠ جحيم الأرض هو قسوة الإنسان، وفرانك شخص قاس والصعب هو وضع الشقيق الصغير إذ يدرك أنه سريعاً ما سيتسبب في مقتل شقيقه حالما يخر ساقطاً. لكنه سيحاول البقاء واقفاً ولو للحظة أخرى يمنح فيها شقيقه تلك الحياة الوجيزة لأنه لن يستطع فعل أي شيء بإرادته٠

أعود الى القصّة: الآن وقد كَبُر الفتى وأصبح تشارلز برونسون عائدا من الأمس ليقض مضجع فرانك وزبانيته. فرانك يعمل لصالح مالك أراضي وصاحب شركة قطارات مقعد أسمه مورتون (غابريل فرزيتي) الذي يأمر فرانك ورجاله بالتخلّص من المناوئين الممتنعين عن بيع أراضيهم او التخلّي عنها ومن بينهم برت (فرانك وولف) الذي قضى مع ولديه قبيل وصول زوجته جيل (كلوديا كاردينالي) الى المكان وموافقتها على البيع. لكن رجل له سوابق أسمه شايين (جاسون روباردس) لا يريدها بيع الأرض وسوف يتعاون مع هرمونيكا على الوقوف ضد فرانك ورجاله
كلوديا كاردينالي



الجشع هو أحد الخيوط التي تجمع بين ثلاثية سيرجيو ليوني السابقة
A Handful of Dollars; For a Few Dollars More;
The Good, the Bad and the Uglyو
أيضاً. في »حدث ذات مرّة في الغرب« يصب الجشع في حب امتلاك الأرض التي ستجلب الرضى الكامل للإقطاعي المقعد مورتون. لكن هذه القراءة هي تلك السريعة التي تأتي بها الأحداث وهي ليست مطلقاً على النحو السلس الوارد هنا. ليوني يمحي الخلفيات الشخصية تماماً. لا-كما يقولون
back story في لغة السيناريو
باستثناء أن هناك رغبة دفينة في الإنتقام لا يزيح عنها المخرج الستار الا في النصف الثاني من الفيلم الذي تقترب مدّة عرضه الثلاث ساعات

هنري فوندا


المخفي هو تلك العلاقات القائمة بين شخصيات الفيلم. وهي ليست كالعلاقات في أي فيلم وسترن آخر٠ أعتقد أن المخرج وكاتبيه (داريو أرجنتو وبرناردو برتولوتشي) عمدا الى الكثير من التغليف نظراً لأن الثلاثة ايطاليين لم يتعرّفوا على الغرب الا من خلال السينما ذاتها. لذلك، وفي مقابل كتابة قصّة مستوحاة من الوضع التقليدي: رجل يريد الإنتقام من قاتل شقيقه يصل الى البلدة ويواجه القاتل ومن ورائه مستأجريه، تم إدخال عناصر الميثالوجيا المنهلة من الزمان والمكان كما تم صباغة الشخصيات جميعها بمسحات من الغموض٠
هذا الغموض يناسب ليوني خصوصاً لناحية تفضيله الدائم لأبطال لا يحملون أسماءاً. في الثلاثية السابقة كان هذا وضع كلينت ايستوود. في »حفنة من الدولارات« المأخوذ عن فيلم أكيرا كوروساوا من دون إذنه (فيلم"يوجمبو" الذي حققه كوروساوا سنة 1961 أي قبل ثلاث سنوات من فيلم ليوني) وهذا ما يترك المرء في مواجهة وضع مزدوج حيال "حدث ذات مرّة في الغرب": أما أن يقبل هذه الصورة المبتكرة من الغرب، مقارنة مع الصور الأميركية المنشأ في أفلام جون فورد وانطوني مان وسام بكنباه وسواهم (بمن فيهم أفلام كلينت ايستوود) وإما أن يقبلها كتجديد٠

في عالمنا خصوصاً، كما في أرجاء أخرى، تم قبول الإبتكار لأنه ضد التقليد. لكن الأمور ليست أبيض وأسود في السينما لأنها ليست أبيض وأسود في الحياة. ولفيلم سيرجيو ليوني نصيبه من المشاكل الناتجة عن محاولة تعويض الإختلاف الثقافي بتغليب الشخصيات الغريبة٠
من هذه المشاكل أن هذه الشخصيات إذ لا خلفية لها لا يوجد لها تطوّر درامي او نفسي ملحوظ. هي آتية لفعل شيء وستفعل هذا الشيء بعد صراع٠
التعقيد الذي في الأحداث ينطلي على الفيلم أيضاً. الحاصل هنا هو أن الفيلم تغليب للأسلوب الفني والبصري على القصّة٠ وهو ليس أسلوباً رديئاً على الإطلاق. كما مر معنا، يستخدم المخرج الصمت حيناً والتعبير بالكاميرا معظم الوقت. أبطاله يتحدّثون لإيصال كلمة وليس لنقاشها (الا في استثناءات) والمواقف تتأزم، ولو بعد حين، للإنفجار لكن باختيار المخرج وليس تبعاً للمتوقّع. هذه كلها بعض حسنات التشكيل الفني للمشاهد وللتدخل للحد من المتوقّع (موت الشرير أمر محتم) بتغيير المسالك وتأجيل الآجال او تقريبها٠
المشهد الذي يصوّره ليوني لمقتل برت (بعد قليل من المقدّمة) مثال على ذلك: الرجل مع ولديه في العراء أمام البيت. الطيور تهرب. الصمت يحل. يدرك أن أحداً يتربّص به وبسبب من لقطات ليوني الطويلة والصامتة فإن المتوقّع (مقتله) يحافظ علي قدر من المفاجأة في الوقت ذاته وبل يتم توسيع إطار المفاجأة بقيام فرانك بقتل إبن برت بإبتسامة المعتذر مع تطويل تلك اللحظة قدر المستطاع حتى تترك تأثيرها في المشاهد وتفتح بعض ملامح الشخصية القاتلة التي نتعرّف عليها حديثاً٠
في كل ذلك يستخدم ليوني عدداً من المؤثرات التصويرية بما في ذلك الزوم إن، والكاميرا التي تتحرّك ببطء لكي تحيط بحالة، كما الكلوز أب. في تلك المقدّمة التمهيدية يستخدم ليوني الكاميرا القريبة علماً بأن الكاميرا المستخدمة هي بانافيجن ما يمنح اللقطة عرضاً إضافياً. لكنها هذه هي اللقطات التي تبقى في البال أكثر من غيرها عاكسة أشكال رصده لحياة يراها تضمحل٠
وفي أحيان كثيرة يحارب المخرج التوقّع السائد بلقطة تعبّر عن وجهة نظر بطله هرمونيكا. هو لا يعرف شخصياً أياً من الذين يتم ارسالهم لقتله، لذلك سنراهم (باستثناء الثلاث الأول) في لقطات غير تفصيلية حتى تبقى الهوية على شأنها من الغموض٠

مع القوّة تأتي السُلطة (او العكس- لا يهم) وغاية المخرج ذات المدى البعيد هو تقديم وضع لا يمكن معه تجاهل الإثنين. ها هو فرانك يجلس على المقعد الذي يجلس عليه عادة مورتون. حب السُلطة والقوّة يفرز جانباً جديداً من فرانك. إنه أكثر من قاتل. قاتل بأحلام سلطوية ولو أدّى الأمر للحصول عليها بالقوّة من مورتون (وهو يقتله لاحقاً) وهو يعبّر عن ذلك حين يقول لمورتوت ردّاً على سؤاله: "الجلوس وراء المكتب مثل القبض على مسدس. كلاهما قوّة لكن الكرسي أكثر قوّة" ٠
هذا نقد للسٌلطة التي في نظر مخرج أحب الغرب وأفلامه هي التي أفسدت الحياة التي كانت سائدة. لا السلطة السياسية بقدر ما السُلطة الفردية الواصلة الى السياسة. مورتون عاجز مسكين يدرك قدراته لكنه لا يدرك أن ما يحاول إنجازه قد يتلاشى بفعل تلك القدرات. في كل الأحوال هو حلقة أولى في تطوّر صناعي واقتصادي محا الغرب من اميركا وحوّلها الى شركات استثمارية. في ذلك يلتقي ليوني مع سام بكنباه (على الأخص) في ذرف الدمع الحار على ما كان الغرب عليه واستنكار ما حدث له٠
لكن موقف فرانك من السُلطة وتحوّله من القاتل العامد الى مهارة السلاح الى مشروع ثراء استثماري صناعي بحد ذاته هو الفتحة التي يريدها الفيلم منفذا لموته. تشارلز برونسون يقول له مباشرة قبل النزال بينهما: "لقد تعلّمت وسائل حديثة دون أن تترك القديمة". اللحظة التي زاغ فيها بصر فرانك من الحرفة القاتلة الى المهنة الإدارية هي تلك اللحظة التي لم يستطع فيها الدفاع عن نفسه٠


في الفيلم يلعب المخرج بالمساحات الكبيرة. لاحظ أرض المحطّة الخشبية والسهل الممتد. ثم الأرض الجرداء تحت تلك ذلك القوس ومثله مشهد مقتل فرانك على يدي هرمونيكا (يستدير فرانك بعد اطلاق الرصاص ثم يسقط أرضاً). والمشهد الذي نرى فيه مقتل الزوج برت قبل وصول زوجته٠ الأرض كمكان في هذا الفيلم (وفي أفلام الوسترن سباغتّي جميعاً) ليست جميلة. في هذا الفيلم بالتحديد هي مثل الحفرة التي ستطمر كل الأشياء٠



CAST & CREDITS
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
C'ERA UNA VOLTA IL WEST ****
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
DIRECTOR: Sergio Leoni
......................................
CAST: Henry Fonda, Charles Bronson, Claudia
Cardinale, Jason Robards, Gabriele Ferzetti,
Woody Strode, Jack Elam, Frank Wolf
......................................
SCREENPLAY: Sergio Leone, Bernardo Bertolucci,
Dario Argento
CINEMATOGRAPHER: Tonino Delli Colli [Color]
EDITORS: Nino Baragli (175 min)
MUSIC: Ennio Morricone
.....................................
PRODUCTION NOTES:
PRODUCERS: Fulvio Morsella
PROD. COMPANY: Finanzia San Marco, Rafran
Cinematografica [Italy- 1968].
Marvel Enterprises/ Donners' Company [USA-
2009].



العرض المقبل: زنّار النار [لبنان-2004]٠




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2009٠



0 comments: