Year 2. Issue 53 | The Wolfman الرجل الذئب


فيلم اليوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  30 #  ــــــــــــــــــــــ

The Wolfman   ***  |   الرجل الذئب
إخراج: جو جونستون
تمثيل:  بينيسيو دل تورو،  إميلي بلَنت، انطوني
هوبكنز، أوغو ويفينغ
رعب  | الولايات المتحدة- 2010
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
 هذا الوولفمان مأخوذ عن فيلم ورد سنة 1941  وآنتجته شركة يونيفرسال، منتجة هذا الفيلم، يحكي قصّة شاب عضّه ذئب ليس ككل الذئاب، حين كان يجول ليلاً في الغابة. الشاب (لون تشايني جونيور) يتم نقله الى منزل والديه من دون أن يعرف أن مصيره مع اكتمال البدر المقبل أنه سيصبح رجلاً في صورة ذئب، او، إذا أردت ذئباً في صورة رجل. أخرجه بالأبيض والأسود جورج واغنر وشاهدته أول مرّة في منتصف الستينات وكان لا زال له تأثيراً مقبولاً. لون تشايني الذي لعب عدداً من أدوار الرعب أدّى دوره في شكل مباشر كما الفيلم: ليس هناك من عقدة هاملت ولا عقدة أوديب ولا العلاقة المتأزّمة بين الأب وإبنه. هذه كلّها موجودة في النسخة الجديدة للمخرج جو جونستون ("جوماني" و"جوراسيك بارك 3" و"هيدالغو")  وهي النسخة التي يقود بطولته بينسيو دل تورو في شخصية الرجل المتحوّل الى ذئب كلما أصبح القمر بدراً. هذا الوحش يعمل بروزنامة قمرية٠

للإنتصار على عائق اللهجة، يتحدّث السيناريو الذي كتبه أندرو ووكر وديفيد سلف عن لورنس تالبوت، الرجل الذي يعمل ممثلاً على خشبات برودواي في العقد التاسع من القرن التاسع عشر. وصل الى لندن لتقديم مسرحية هاملت وفي تلك الأثناء تعرّض شقيقه بن للموت بأنياب ومخالب وحش يُثير الذعر في ركاب أهالي قرية بريطانية أسمها بلاكمور. غوينيث (إميلي بْلَنت) تكتب للورنس تعلمه ولورنس يصل الى القرية ويدخل القصر الكبير الذي يشغله والده سير جون تالبوت. المقابلة الأولى بين الأب وإبنه تفي بالكثير مما سيرد في سياق تلك العلاقة. الأب يشعر أن إبنه لم يكن رجلاً قوياً (يكشف عن ذلك في نهاية الفيلم) ولم يكن لإبنه أي شعور حميمي، على عكس شقيقه بن الذي قضى٠ الى ذلك الأب لديه ما يخفيه من مشاعر والأيام علّمته بأن لا يبدي أي عطف حيال أي شيء. في أحد اللقاءات الأولى بينهما  يخبره الأب بأنه لا يحب البلدة التي يعيش فيها او أهلها، في مشهد آخر، ليس بعيداً عن نهاية الفيلم، يطلب منه أن ينظر الى عينيه: عينا إنسان ميّت. يقول له٠
في المقابل، لا يعرف بينيسيو ما يتوقّعه، لذلك ينطلق في علاقاته كلّها من دون بوصلة. هذا يشمل علاقته بأبيه وعلاقته بالمحيط الإجتماعي الذي بدأ يلفظه (أهل القرية يرتابون في أنه الوحش الكاسر) كما علاقته بخطيبة شقيقه غوين. سنضطر، وهذا ليس أمراً سيئاً، أن نتصفّح كنه هذه العلاقات حين وقوعها، لكن السيء في الأمر هي أنها تبقي تحت الرماد أكثر قليلاً مما يجب مما يحجب ترجمة الأزمات العاطفية حتى وقت متأخر من الفيلم٠ 

 
أهل القرية أيضاً يرتابون في الغجر الذين يعيشون على مقربة. محاولة للهجوم عليهم  تقع بينما كان لورنس يحاول جمع معلومات عن مقتل أخيه. بالنسبة إليه حتى ذلك الحين (نحو ثلث ساعة من بداية الفيلم) إنه يبحث عن الشخص القاتل وليس عن "الشيء" القاتل. من الذي قتل أخيه وليس ما الذي قتل أخيه. يلتقي لورنس بماليڤا (جيرالدين تشابلن التي تحمل عينا والدها تشارلي حجماً ولوناً وتعبيراً) التي، كما هو متوقع في مثل هذه المقابلات، تحذّر. لكن تحذيرها متأخر. الوحش ينطلق ضد الجميع لا يفرّق بين أهل البلدة او الغجر وحين ينطلق لورنس لصدّه مسلّحاً ببندقية ينقض الوحش عليه ويترك أثراً أنيابه فوق عنق لورنس. من الآن، ستكون المسألة مسألة وقت (شهر من بدر الى آخر) قبل أن يتحوّل لورنس الى ذئب بدوره٠
 

بينما تمضي الأحداث تتبدّى المشاعر المكبوتة بالتدريج. لورنس يدرك أنه سيتحوّل الى وحش ويعلم أنه يحب غوين وتحبّه، لكنه لن يرغب في إيذائها "عليك مغادرة هذا المكان (القصر) الآن. سوف لن أغفر لنفسي إذا ما حدث لك شيء"٠ وهي تنفّذ الطلب على الفور وتعود الى لندن. حين يتدخل التحري أبرلين ورجاله للتحقيق في الموضوع، يتم إلقاء القبض على لورنس ثم نقله الى لندن لكي يجري على طبيب (أنطوني شير) اختبارات معتقداً أن الرجل  (كونه الآن عاد الى شكله الإنساني) يتخيّل كونه وحشاً. الحقيقة ليست بعيدة وجزء من الأحداث في النصف الثاني يقع في لندن قبل عودتها الى القرية وغاباتها والى تصوير شيلي جونسون للغابات ليلاً مستعيناً بأضواء غير ساطعة مزروعة في الأطراف البعيدة للمشهد.  هذا وصولاً لنهاية لا تخون نهاية الفيلم السابق لكنها تفتح المجال أمام جزء ثان لا يبدو أنه سيُنجز الآن إذ أن الإيرادات لم تشي باكتراث جماهيري كبير٠  

رغم كلاسيكية الحكاية الا أن المخرج جونستون يعالج المادة معالجة جديدة هي أكثر حنكة ودراية بمتطلّبات فيلم رعب كلاسيكي، لكن  المخرج  لا يمارس إبداعاً  في هذا الشأن او تصل حنكتها ودرايتها الى مستوى يُدخل هذا الفيلم الى عرين الكلاسيكيات بدوره٠
جزء من المشكلة ناتج عن أن المخرج جونستون من الذين يعرفون مدخل ومخرج كل مشهد في النواحي التقنية. بأي لقطة يبدأ. بأي لقطة ينتهي. العناصر التي تنضح بالإثارة وكيفية توزيعها وتوليف المشهد بها، الحركة الخ... لكن تحت سطح هذه المعرفة، لا يوجد ما يكفي من حرارة. المشاهد العنيفة تبدأ وتنتهي بنجاح  لكن الدراما ليست ملزمة بما فيه الكفاية. التوتّر الموجود هو من القليل المتسرّب من جدّية المادة، لكن  الإنتقال بين المشاهد لا يرتقي بالضرورة بالفيلم بل يواصله فقط٠
 
الممكن اعتقاده هنا (كوني لم أقرأ السيناريو) هو أن الكتابة في الأساس أرادت توفير فيلم بمعطيات جادّة. هذا يعني الإنضمام الى القرن الذي تدور فيه الأحداث مع ترك المتاع العصرية في أماكنها. بذلك لا يتحلّى الفيلم بأي معالجة عصرية الروح في الحوار او في كيفية تصرّف الشخصيات. بيننا أفضل ذلك. إنه ذات الأساس الذي صنع من فيلم "دراكولا"، نسخة فرنسيس فورد كوبولا (1992) تحفة رائعة من نوعها ونوعيّتها، لكن جونستون لا يملك الرؤية لتنفيذ تحف، بل مجرد القدرة على إنجاز عمل يحمل ما هو استنساخ لها. على ذلك، سوف لن يكون الفيلم كاملاً لدى المشاهد إذا ما أغفل المرجعية السايكولوجية التي رسمها الكاتبان ونفّذها المخرج ولو أنها تبقى في عمق الفيلم وليس في ظاهره.  السير جون (هوبكنز) قتل زوجته. إبنه لورنس كان الإبن المقرّب لأمه. الأب لديه غيرة من إبنه والإبن من أبيه وتحت هذه الدوافع تقع المعركة الأخيرة بينهما. جو جونستون يبقي المسألة في نطاق الطرح اللغوي للسينما وهذا ما يبقي هذا الموضوع تحت رماده. لكن كذلك يجب أن لا يخفى أن المسرحية الوحيدة التي يتم ذكر أسمها في الفيلم هي مسرحية "هاملت" التي وضعها وليام شكسبير عن انتقام لا يخلو من عوامل نفسية وعقد عاطفية في ذات إبن ملك يسقط قتيلاً بفعل علاقة عاطفية بين زوجته وشقيقه تكشف بالتالي عن صدى عاطفي للشاب الذي وجد نفسه بلا حنان او أبوّة٠
على صعيد التمثيل، يبقي بينسيو دل تورو التشخيص تحت الرادار. ما يعتمر بداخله لا يُرى. ومع أن وجوده وتشخيصه مقنعان الا أنه أكثر انطوائية مما يجب٠ إنها مسألة منفصلة تماماً حين يحاول الممثل عدم ولوج تمثيل نمطي لشخصية من السهولة تمثيلها كاريكاتورياً، لكن حين يغلب ذلك حتى المساحات العاطفية القليلة التي كان من الممكن لها خلق التنويع وتفعيل قدر من الدراما، يصبح الإداء أقل مما كان يؤمل منه. جاثم وغير مفيد في نهاية المطاف٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
DIRECTOR: Joe Johnston .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
CAST:  Benicio Del Toro, Anthony Hopkins, Emily Blunt,  Hugo Weaving, Geraldine chaplin, Art Malik.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
SCREENPLAY: Andrew K. Walker, David Self
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
CINEMATOGRAPHER: Shelly Johnson [Color],
EDITOR: Dennis Virkler, Walter Murch (102 mins).
MUSIC: Danny Elfman
PROD. DESIGNER: Rick Heinrichs.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
PRODUCERS:  Scott Stuber, Benicio Del Toro, Rick Yorn, Sean Daniel  
PROD. COMPANY: Univesal [USA- 2010].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2010٠

1 comments:

Anonymous said...

Mohammad: This is one of the best issues since... I don't no! unprecedented. Thanks man for the (long goodbye of the wolf man).
Abdullah Alaiban
h8u@hotmail.com