ثلاثة مخرجين تعاملوا مع مسرحية وليام شكسبير "ماكبث": أكيرا كوروساوا، أورسن وَلز
ورومان بولانسكي. النتيجة في هذا العدد (العمود اليمين)٠
Thorn of Blood | Akira Kurosawa
أفلام اليوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
The Crazies **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمخبولون
إخراج: برت آيزنر
أدوار أولى: تيموثي أوليفانت، رادا ميتشل، جو أندرسون
رعب [الإمارات العربية المتحدة- 2010]٠رقم الفيلم من بداية العام: 32
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخبولون بلا سبب٠
مع أن نسخة 1973 من فيلم "المخبولون" لم تكن واحدة من أفضل أفلام ذلك العام، ولا عملاً توقّف عنده الكُثر من المشاهدين، بمن فيهم هواة سينما الرعب، الا أن حقيقة أن الفيلم كان من أعمال المخرج جورج أ. روميرو الذي طالما أراد استخدام فيلم الرعب كمناسبة للحديث عن الحكومة والمجتمع وإنهيار النظم المدنية الغربية، بفعل الفساد السياسي والعسكري، ميّزه عن سواه من أفلام تلك الفترة٠
في ذلك الفيلم، عمد المخرج المعروف بسلسلة "الأحياء- الموتى" التي تدور حول زومبيز يعيشون على أكل لحوم البشر بعد إنهيار العالم الذي نعرفه، الى استخدام خط قصصي بسيط: شاحنة عسكرية محمّلة بالكيماويات تنقلب قرب بلدة في الغرب الأميركي لينتشر من حمولتها وباء يحوّل البشر الى قتلة من دون سبب ظاهر. روميرو لم يهتم بالسبب لأنه كان يرغب في إدانة العسكر والنظام كذلك صوّر المصابين من دون ماكياج خاص. التحوّلات التي تصيب المرضى نفسية وداخلية ولا تظهر على الجلد كقروح او تشويهات. ربما هذا كان من بين الأسباب التي لم يشهد الفيلم رواجاً بالإضافة الى أنه جاء أقل إنجازاً على الصعيد الفني أيضاً٠
بعد تسع وثلاثين سنة، يقوم المخرج برَك آيزنر ("صحراء" مع بينيلوبي كروز) بإعادة صنع ذلك الفيلم لسبب مجهول. او ربما من دون سبب على الإطلاق بإستثناء أن هوليوود أرادت تحقيق فيلم رعب كلاسيكي آملة في الوصول الى جمهور هذا النوع من الأفلام بعمل يحمل إسم المخرج السابق والذي له أتباع كُثر بين هواة سينما الرعب ولو كمصدر اقتباس٠ آيزنر، من ناحيته، لا يحمل ثقلاً جماهيرياً وفي أفضل حالاته، مخرج يتبع شروط الصياغة الصحيحة للفيلم الذي يحققه لكنه لا يصنعها كاملة وفيلمه الجديد هذا يدل علي ذلك بوضوح٠
في نسخة آيزنر التي تكلّفت نحو 12 مليون دولار ويقوم ببطولتها كل من تيموثي أوليفانت ورادا ميتشل، نتابع شريف بلدة صغيرة في ولاية إيوا وزوجته الحامل التي تعمل طبيبة في المستشفي الوحيد في تلك البلدة. ظواهر عارضة تبدأ بالوقوع يجمع بينها رغبة أشخاص بقتل آخرين من دون مبرر على الإطلاق. في البداية، يتقدّم رجل يحمل بندقية خلال لعبة رياضية ويلحظه الشريف (أوليفانت) فينزل الى الميدان ويطلب منه رمي سلاحه. لا يمتثل الرجل ويستعد لإطلاق النار. الشريف يسبقه الى ذلك ويرديه قتيلاً ويعتقد أن المسألة انتهت عند هذا الحد: سكير أشهر سلاحاً وهدد سلامة آخرين وكان لابد من قتله ولو أنه يشعر بالندم لاضطراره الى ذلك. لكن الحالة تتردد مع آخرين في صور شتّى بينهم واحد حرق منزله بهدف قتل زوجته وولده. ما يتبدّى للشريف ولنا قبله بقليل، هو أن هناك ڤيروساً يحوّل الناس الى مخبولين يجولون في البلدة بهدف القتل. وسبب الڤيروس طائرة عسكرية كانت تحمل تجارب كيماوية سقطت في المياه المجاورة التي يشرب منها أهل البلدة. البعض لم يصب (من دون تبرير لذلك) ومن بينهم الشريف وزوجته والغالبية تلوّثت بينهم نائب الشريف (جو أندرسُن) الذي، في التوقيت المناسب، سيضحّي بحياته لأجل نجاة رئيسه وزوجته٠
الفيلم ينتقل الى مرحلة جديدة أكثر تشويقاً مع حلول العسكر الذين سيفحصون الناس لمعرفة من هو الملوّث ومن هو الصالح لأن يعيش لما بعد الفيلم. الإيقاع يرتفع قليلاً، لكن على مستوى المضمون، فإن الوجود العسكري لا يمكن دحضه بلوم الفيلم المحدود عن مسؤوليّته في الكارثة. بمعنى آخر، في حين أن فيلم روميرو يتّهم التجارب العسكرية ومن ورائها السياسة الأميركية بالكوارث التي ستحيق بالأميركيين، هذا الفيلم يصوّر أن الجرثومة مصدرها العسكر ويحاول لاحقاً التعليق بصمت على بطشهم وتدميرهم المدن الصغيرة المصابة، لكن ما الذي يتوقّع من الجيش الأميركي فعله إذا ما حصلت مثل هذه الكارثة. يدعها تنتشر؟
في مرحلة لاحقة من الفيلم تتمحور القصّة حول أبطاله الثلاثة، لكن في حين أن الشريف وزوجته لا زالا متمتّعين بالصحة الكافية، الا أن مساعد الشريف أخذ يعاني من شهوة القتل التي هي دليل إصابته. ما يحدث في هذا الإطار يفشل في أن يكون مهمّاً. على عكس "الطريق" او "كتاب إيلاي" او "غزاة ناهشو الجسد"، فإن العمل لا يجسّد مستقبلاً مثيراً للقلق. يبقى ضمن معطيات الفيلم الذي له حل شبه سعيد في النهاية. فيلم بلا سبب حول مخبولين بلا سبب أيضاً٠
هذا الفيلم من تمويل مؤسسة "إيماج نايشن" التي أنشأتها الهيئة العامة للثقافة والتراث في أبو ظبي وهو باكورة المعروض من إنتاجها (الثاني بعنوان "إنتقام الفرو" !) وسؤالي هو لماذا؟ لماذا على هيئة ذات موقع محترم ونوايا ثقافية عليا الموافقة على تمويل فيلم رعب من الدرجة الثانية؟ او حتى من الدرجة الأولى لو حدث؟ هل بهدف مادي؟ الفيلم انزلق الى المراكز الورائية سريعاً. هل بهدف اثبات وجود؟ لكن إثبات الوجود له أفلامه وعملياته؟ أم لمجرد أن الصورة الحقيقية لمعنى العالمية غائبة؟
DIRECTOR: Breck Eisner .
SCREENPLAY: Scott Kosar, Ray Wright
SOURCE: "The Crazies" BY: George A. Romero (1973)
CAST:
Timohy Olyphant, Radha Mitchell, Joe Anderson,
Danielle Panabaker, Chritstie Lynn Smith.
CINEMATOGRAPHY: Maxime Alexandre (Color- 35 mm)
EDITING: Billy Fox (101 min).
MUSIC: Mark Isham
PROD. DESIGNER: Andrew Menzies
PRODUCERS: Michael Aguilar, Rob Cowan, Dean Georgarisl.
PRODUCTION COMPANY: Imagenation [UAE- 2010].
Nine ***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتسعة
إخراج: روب مارشال
الأدوار الأولى: دانيال داي- لويس، ماريون كوتيار، بينيلوبي كروز، جودي
دنش، كايت هدسون، نيكول كيدمَن، فرجي، صوفيا لورِن، ريكي تونيازي٠
الولايات المتحدة - 2009 [ ألوان- 118 د]
رقم الفيلم من بداية العام: 33
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسعة هو فيلم عن مسرحية عن كتاب عن فيلم عن قصّة حياة. فهو مأخوذ عن مسرحية وكتاب وضعهما سنة 1982 الكاتب المسرحي ارثر كوبت الذي رشّح ثلاث مرات لجائزة توني المتخصصة وكانت مسرحيّته هذه من بينها. قبل هذه المسرحية وضع كوبِت واحدة بعنوان
Indians قبل هذه المسرحية وضع كوبِت واحدة بعنوان
وذلك سنة 1969 التي استوحاها المخرج روبرت ألتمَن مادة لفيلمه حول معاملة البيض للهنود وهو
سنة 1976 Buffalo Bill and the Indians
مسرحية كوبِت بدورها مستوحاة من فيلم فديريكو فيللني »ثمانية ونصف« الذي أخرجه ذاك سنة 1963 وفيه بثّ الشاشة أفكاره وتأملاته في كيانه الذاتي. الى حد هو فيلم سيرة، والى حد أيضاً يبتعد عن السيرة بسبب من معالجة تستطيع أن تقرأ منها ما تريد. فيلليني نفسه قرر أن يناقض نفسه فصرّح عقب إنجازه أنه فيلم عن حياته، وصرّح أيضاً أنه لا يعتربه فيلماً أتوغرافياً. وهو سمّاه كذلك نسبة الى تحقيقه سبعة أفلام روائية طويلة من قبل وثلاثة أفلام هي فصول من ثلاثيات او ثنائيات٠ وهو قال حين انجازه الفيلم : "ثمانية ونصف مقصود بهزن يكون محاولة للوصول الى صلح مع الحياة. محاولة من دون نتيجة كاملة. أعتقد أنها توحي بحل: أن تتصادق ونفسك كليّاً من دون تردد ومن دون تواضع كاذب ومن دون مخاوف ومن دون امال"٠
مسرحية كوبِت انذاك، لعب بطولتها الراحل راوول جوليا طوال 729 عرضاً على خشبات برودواي، وفي العام 2003 قُدّمت من جديد (اعتقد بنجاح أقل) من بطولة أنطونيو بانديراس٠ هذه هي خلفية الفيلم الثالث للمخرج روب مارشال بعد »شيكاغو« و»مفكرات الغيشا« وكلاهما يعكسان جهد المخرج لتقديم أعماله ضمن شروط فنيّة وتجارية متلاقية. هنا، وضمن الجهد ذاته، ينجز فيلماً فيه عثرات لكنه لا يخلو من الحسنات. وفي حين أن فيلمه الأول »شيكاغو« (2002) نال ستة أوسكارات (بينها أفضل فيلم) و306 مليون دولار من الإيرادات العالمية، لم يجد هذا الفيلم الصدى ذاته لا على صعيد الجوائز ولا على صعيد التجارة٠
إنه عن سبعة نساء (كوتيار، كروز، دنش، هدسون، كيدمَن، لورِن وفرجي) وأدوارهن في الدراما التي يعيشها المخرج الإيطالي غويدو كونتيني (داي- لويس). مثل أبطال مخرجين بينهم يوسف شاهين وبوب فوسي وفديريكو فيلليني نفسه، تشكل المرأة أزمة تمتد من عاطفية الى وجودية، وهذا ما حاول روب مارشال التعبير عنه في شخصية بطله وأنجز هذا التعبير بنجاح. دانيال داي- لويس يمثّل الشخصية التي لعبها مارشيللو ماستروياني (بإسم غويدو أنسلمي): مخرج على أهبّة تصوير فيلمه الجديد »ايطاليا« بعد عشرة أيام وليس لديه سيناريو جاهز. جزء أساسي من المشكلة كامن في أنه يعيش أزمة علاقات عاطفية مع زوجته (كوتيار)، وعشيقته المتزوّجة (كروز). يريد الإثنين معاً وهو بعد مؤتمر صحافي عُقد له (إذ لا يحب المؤتمرات الصحافية لكن منتجه أصر) يتسلل الى فندق على الساحل ليستأجر فيه غرفة بعيداً عن الأعين يختلي بنفسه لكي يكتب السيناريو. يتّصل بزوجته من هناك وأول ما تسأله إذا كان وحيداً كونها تعرف مغامراته. تبرق عينا الممثلة الحزينة ماريون كوتيار حين يطلب منها زوجها القدوم اليه، لكن البرق يخبو بعد لحظة عندما يقول لها أنه لا يعرف في أي فندق حط ("كيف أدلّك إذا لم أكن أعرف أين أنا؟"). عشيقته تصل الى المحطّة وهو في استقبالها لكن عوض العودة بها الى الفندق يتّجه بها الى شقة صغيرة استأجرها. من هنا تتبلور الأحداث صوب حالة لا تحتوي على الكثير مما يستحق السرد، لكن حال معظم الميوزيكالز هو ذاته: القصّة ليست سوى مناسبة لدخول وخروج النمر الإستعراضية الراقصة وهنا يوجد منها واحدة لكل شخصية ما عدا دانيال داي- لويس وماريون كوتيّار فلكل منهما نمرتان٠
باقي النساء في حياة هذا المخرج الذي يتقدّم به الوقت وبات عليه البدء بالتصوير وهو لا يزال غير جاهز لسن مرتبطات به بعلاقة حب بالضرورة: الممثلة الباحثة عن مصلحتها في العلاقة لذلك تمضي عن غويدو في وقت حاجته إليها (كيدمَن) وهناك المغنيّة التي كانت لها علاقة معه حين كان صبيّاً (فرجي) حين كانت لا زالت عاهرة يخلو الفتيان الصغار إليها غالباً للفرجة، وهناك الصحافية (هدسون) التي تطلبه إليها وهو يُريدها بدوره لكن ظروفه تمنعه من تمضية الليلة معها بينما زوجته (التي كانت وصلت الى الفندق في الليلة ذاتها التي وصلت فيه العشيقة وكلاهما يطلبانه) تعاني من شعورها بالألم لتصرّفات زوجها. لكن الأهم بين الباقيات (بعد الزوجة والعشيقة) هي والدته (صوفيا لورِن) والمرأة التي عملت معه طويلاً كمصممة أزياء (جودي دنش): الأولى هي أم والثانية بمثابة شقيقة كبيرة٠
ليس كلّهن يصلحن للغناء او الرقص او كليهما معاً خصوصاً جودي دنش التي، بدورها، أفضلهن إداءاً الى جانب ماريون كوتيّار.
الجميع يغنّي ويرقص لكن بتفاوت شديد في الإمكانيات (الجسدية او الصوتية) ودانيال داي-لويس يطل من نافذة جديدة حاملاً معه موهبة أخرى من مواهبه غير المحسوبة من قبل. في المقارنة بين إدائه هذه الشخصية هنا وأداء مارشيللو ماستروياني في فيلم فيلليني قبل 46 سنة هناك فوارق كبيرة ولو أنها ليست متعددة. مارشيللو يماشي رغبة فيلليني في الإستعراض الإدائي. لفتاته، سلوكيّاته، المزخرف يواجهه داي-لويس هنا بإداء أكثر واقعية في النبرتين البدنية والصوتية وفي حركات اليدين (المحسوبة إذ يمثل نحو نصف مشاهده ويديه في جيبيه) وتلك النظارات فوق عينيه٠ هذا ممثل لا يتوخّى أن يتوهّج حتى إذا ما سنحت المناسبة، بل يكفيه أن يشخّص الدور كما يترجمها الى نفسه٠
مشكلتي مع الفيلم هي تصميم المشاهد الإستعراضية. لسبب غير ضروري هي داكنة كما لو أن الاستديو التي تقع فيها معظم تلك المشاهد ليس فيه إضاءة كافية. أفهم أن المخرج ومدير تصويره ديون بيبي يريدان خلق أجواء فنية يعتقدانها مناسبة إذا ما تم توزيع الأضواء بحيث تبقى أطراف المشهد غارقة في العتمة، لكن
هذا ليس ضرورياً او ـفي أفضل الأحوال- ليس مُمارساً على نحو ناجح٠
DIRECTOR: Rob Marshall.
SCREENPLAY: Michael Tolkin, Anthony Minghella, based on the musical with
SOURCE: Musical and a book BY: Arthur L. Kopit.
CAST:
Daniel Day-Lewis, Marion Cotillard, Penelope Cruz, Judi Dench, Fergie, Kate Hudson, Nicole Kidman, Sophia Loren, Ricky Tognazzi, Giuseppe Cederna
CINEMATOGRAPHY: Dion Beebe (Color/Black & White- Widescreen),
EDITING: Claire Simpson, Wyatt Smith (118 min).
MUSIC: Yeston; music supervisor, Matt Sullivan
PROD. DESIGNER: John Myhre; senior art directors, Phil Harvey, Tomas Voth.
PRODUCERS: Marc Platt, Harvey Weinstein, John DeLuca, Rob Marshal.
PRODUCTION COMPANY: Weinstein Co. release presented with Relativity Media of a Weinstein Brothers/Marc Platt/Lucamar production [USA- 2009]
0 comments:
Post a Comment