FLASHBACK
Les quatre cents coups ( The 400 Blows) (1958) ****
كان عمر فرنسوا تروفو حين أخرج فيلمه الأول هذا 27 سنة وعمر بطله (جان بيير ليو) لا يتجاوز الرابعة عشر. الأول كان ناقداً وتحوّل الى الإخراج مع مجموعة زملائه (رومير، غودار، شابرول) والثاني انطلق من هنا ليجسّد شخصية أحبها النقاد الفرنسيين لذاتها (كما أحبوا الفيلم): صبي يفتقد حنان البيت ويلجأ الى السينما بحثاً عن كنف من الخيال الساحر يأوي إليه. اللقطة أعلاه (من تصوير هنري ديكاي) هي لمشهد في نهاية الفيلم حين يركض الصبي وسط حرج الصنوبر بلوغاً الى الشاطيء في سحبة كاميرا طويلة .... أوه ما أحلى السينما!٠
بين الأفلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمجهول والغريب والمنسي
أفضل دراكولا
استمتعت كثيراً ليلة أمس بمشاهدة فيلم لمخرج قليلون جدّاً يعرفونه (حتى من بين السينمائيين والنقاد) أسمه ترنس فيشر. وُلد في بريطانيا سنة 1904 وتوفي سنة 1980 وحقق قرابة سبعين فيلم أشهرها تلك المرعبة التي أنجزها لحساب شركة هامر٠شركة هامر شركة بريطانية عاشت أوج شهرتها في الستينات والسبعينات رغم أنها تأسست
سنة 1935 . بدأت بإنتاج أفلام من أنواع مختلفة لكنها وجدت أن معظم نجاحاتها الأولى كانت من أفلام الرعب، مثل »رعب دراكولا« (1958) و»المومياء« (1959) و»كلب باسكرفيل« (1960) فأكثرت منها. النصف الثاني من الستينات وما بعد وجدناها تتخصص في النوع. تجمع كلاسيكيات الرعب الشهيرة من دراكولا الى الرجل- الذئب الى فرنكنستين وشبح الأوبرا وتعيد تصويرها ببصمة خاصّة بها. ترنس فيشر كان أحد الذين وفّروا هذه البصمة. آخرون: دون شارب، فريدي فرنسيس، جون غيلينغ، بيتر ساسدي، روي وورد بايكر من بين آخرين. ترنس فيشر وفريدي فرنسيس كانا الأفضل تقنياً والأكثر رغبة في إثارة المشاهدين بطريق الإيحاء أكثر من العرض. بعض الآخرين، تحديداً بيتر ساسدي، كان أكثر إظهاراً للعنف وأقل عناية بالجماليات والأجواء. لكن حتى الأفلام النص- نص التي كان البعض ينجزها لمنزل الرعب هامر، كانت أفضل بكثير من معظم ما يتم إنجازه اليوم من أفلام، حيث الرعب طار وحل مكانه التوحّش وتقطيع الأوصال بإسم الرعب٠
الفيلم الذي شاهدته لترنس فيشر كان
Horror of Dracula رعب دراكولا
من أعمال العام 1958 من بطولة كريستوفر لي في دور مصّاص الدماء وبيتر كوشينغ في دور صيّاده فان هسلينغ الذي يريد القضاء عليه من فيلم الى فيلم. فالإثنين لعبا هاتين الشخصيّتين أكثر من مرّة وبنتائج جيّدة في كل مرّة كما كان الحال بين فريد شوقي ومحمود المليجي رحمهما الله٠
يبدأ الفيلم بموسيقى (لجيمس برنارد) ولقطة على واجهة قلعة ذات حجارة رمادية كبيرة. في مقدّمتها تمثال لطائر. الكاميرا ثابتة على جزء من المكان بما في ذلك التمثال، ثم تنسحب بسرعة معتدلة جداً الى اليسار وترينا زاوية المكان حيث يمتد ما يشبه النفق القصير. تدخله الكاميرا وتخرج من الجانب الآخر بينما عناوين الفيلم وموسيقاه تتوالى. تتوقّف الكاميرا عند قبر مكتوب عليه "دراكولا". حال توقّفها تنقّط السماء دماً فوق الإسم. نقطة فنقطتان فثلاثة الى أن يغطي الدم جزءاً من الإسم في الوقت الذي يظهر فيه إسم المخرج وينتقل الفيلم الى المشهد الأول. كل الفيلم من هذه النقطة وما بعد مصنوع بتلك الدقّة حاملاً في عجينته المرعبة مسائل بالغة الأهمية صارت أفلام الرعب الحالية لا تعرف كيف تتناولها الا بالمطرقة فتهوى بها على رؤوسنا كما لو اكتشفت الزير من البير٠
سأعود الى هذا الفيلم بنقد كامل ضمن أفلام أخرى لهامر حين أكمل مشاهدة المجموعة التي كلّفتني كبقرة جحا (لا أعرف ما حكاية بقرته لكنه مثل متوارث)٠
كريستوفر لي لا زال حيّاً بيننا في سن الثامنة والثمانين لكن بيتر كوشينغ هو الذي مات سنة 1994 عن واحد وثمانين سنة. تعرّفت على الأول في القاهرة حينما جاء، وزوجته، تلبية لدعوة مهرجانها
سنة 1992 على الأرجح) ووجد نفسه وحيداً... لا أحد يعرفه ولا نقّاد يكترثون له ولا صحافيين يقابلونه. لا أحد. زيلش. بإستثناء واحد فقط هو محمد رُضا. هو كان يريد الحديث مع أحد يعرفه، وأنا كنت أريد بعض أسراره وتبادلنا الكثير من الاسئلة والمعلومات وكانت سعادته أكبر حين كان يترك شيراتون الجزيرة في رحلة من تنظيم المهرجان لأنه كان يريد التعرّف على مصر، كما قال٠
حين قابله هوڤيك حبشيان قبل نحو سنة وبدأ يسأله عن أدواره الدراكولية، عاتبه الممثل بشدّة متسائلاً عن السبب الذي من أجله يرفض الزميل سؤاله عن أفلامه الأخرى. وهو بالفعل لديه الكثير من الأفلام. ما لا يقل عن 190 منها وانتهى من تصوير أربعة أفلام وأعتقد أنه متعاقد على فيلمين آخرين٠
سنة 1948 ظهر في أول فيلم وسنة 1989 شاهدت ذلك الفيلم وعنوانه »ممر المرايا« او
للمخرج ترنس يونغ (الذي لاحقاً ما واتته الشهرة حين بدأ Corridor of Mirrors
تحقيق بعض أفلام جيمس بوند)٠
The Skull لكن أول فيلم شاهدته له كان الجمجمة
أيضاً مع بيتر كوشينغ ومن إخراج فريدي فرنسيس إنما لشركة بريطانية أخرى كان أسمها أميكوس٠
معروضة حالياً
قاتل محترف في ايطاليا ولصوص المصارف في نيويورك
قاتل محترف في ايطاليا ولصوص المصارف في نيويورك
THE AMERICAN *** | الأميركي
إخراج: أنطون كوربِن أدوار أولى: جورج كلوني، يوهان ليسن، باولو
بوناشيللي، ثيكلا ريوتن، فيولانتي بلاسيدو
سيناريو: روان جوفي [عن رواية لمارتن بوث]. تصوير: مارتن
رو [ألوان- 35 مم]. موسيقا: هربرت غرونماير. توليف: أندرو
هولم (105 د). المنتجون: آن كاري، جورج كلوني، غرانت هسلوف، آن وينغايت
A Focus Feature Presentation of Greenlit Rights/ Smoke House/ This is That Prods. [USA -2010]
Review n. 164
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشويق بوليسي | بطل الفيلم يبحث عن خلاص في قرية إيطالية وادعة بين راهب يدعوه الى الله وإمرأة تدعوه الى الحياة٠ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللقطة الأولى على منزل بعيد والعبارة التي على الشاشة تحدد موقعه: بلدة سويدية. الكاميرا تقترب برويّة. تخالها ستقترب منه على هذا النحو البطيء للأبد لكنها تنتقل بلا استعجال الى داخل المنزل حيث يجلس جاك (كلوني) على الأرض سانداً ظهره الى السرير. فوق السرير تنبطح إمرأة عارية بإتجاهه تدغدغ رأسه. آه ... وصلنا متأخرين! لقد مرّ مشهد الحب بينما كانت الكاميرا ترصد المكان من الخارج. في صباح اليوم التالي يخرجان، جاك وصديقته. الأرض ثلج أبيض على مد البصر. فجأة ينتبهان الى آثار أقدام محفورة. الحيوان الكامن في داخل جاك يثب الى العلن. إنه حب البقاء حيّاً. تلك البداهة التي من كثرة ما نمارسها نسينا وجودها: نسحب يدنا لحظة إحساسنا بسخونة، نقفز معتلين الرصيف أول ما ننتبه ان هناك سيارة قادمة فجأة. نمسك أول ما تصل إليه اليد حال وقوعنا لنتحاشى أثر السقطة، او نتوجّه الى الله تعالى بالدعاء. في المشهد الماثل، تعتري وجه جاك أثار خوف مباغت. يسحب من يده المرأة التي كانت تمنحه سبباً آخر للبقاء حيّاً ويتّجهان الى أقرب صخرة يتداريان بها. وهو على حق. ها هو القاتل يرتقبه في مكان مشرف. يطلق ناره يريد إصابته. يسحب جاك مسدّساً ("أنت مسلّح؟ تسأله المرأة التي لم تكن تعرف عنه شيئاً أكثر مما بدا لها في الليلة السابقة) ويطلق النار ويردي "السويدي" قتيلاً. حب البقاء لا يتوقّف هنا. كونه قاتلاً محترفاً عليه أن يؤمّن ظهره "اذهبي واتصلي بالبوليس". تركض المرأة. تتجاوزه وهو منكب فوق الجثّة، وما أن تفعل حتى يزرع في ظهرها رصاصة٠
هذه هي بداية فيلم »الأميركي« الذي هو مدعاة للإحتفاء ومدعاة للأسف في الوقت ذاته. فمن ناحية، هو فيلم بوليسي يختلف، ومن ناحية أخرى لا يؤمّن كل ما كان يمكن تأمينه من أسباب اختلاف. المخرج انطون كورِبن من صنع هولاندي في الأصل ارتحل شابّاً الى لندن وبدأ الإخراج بأفلام فيديو قصيرة سنة 1988. وفي العام 2007 أنجز أوّل فيلم روائي طويل بعنوان «كونترول» نال عليه إعجاباً نقدياً وعدد من الجوائز قبل أن يخرج فيلماً آخر توجّه به الى سوق الأسطوانات من بطولة المغربي سعيد تاجماوي عنوانه »خطّي«. طموحه ينقله الى فيلم أميركي الوجهة يحمل صياغة وحساسية أوروبية لذلك فإن الجمهور سينقسم حول الفيلم تبعاً لأنه ليس تقليدياً للبعض (وبالتالي يحد ذلك من الإعجاب به) ومختلفاً للبعض الآخر (ما يستوجب التأييد جزئياً او كاملاً)٠
بطلنا الآن في روما يلتقي ببافل (يوهان ليسون)، الشخص الذي يوكل إليه عادة بالعمليات. فجاك قاتل محترف، او ربما كان أكثر احترافاً مما هو عليه اليوم. حين يسأله بافل من كانت المرأة التي قتلها، يجيبه جاك بأنها صديقة. ينبّهه بافل بأنه بذلك خرق احترافه فلا صداقات في عالم مجرمين من أمثاله. يعطيه سيّارة وجهاز هاتف نقّال ويوجهه الى قرية إيطالية يلجأ إليها هرباً من الذين يودّون قتله. قد تدرك هنا شيئاً (لا أستطيع الكشف عنه حتى لا أفسد المتعة) لكن مجرد توقّعه يعكس ضعفاً للفيلم على هذا الجانب. جاك يعاين القرية التي طلب منه اللجوء إليها، لكنه يتّجه الى أخرى. يرمي الهاتف في الماء. شكوكك هي شكوكه وقد تكون في محلّها
في القرية المختارة يستأجر منزلاً يشبه الحصن. عال ومتوار بين بيوتها. يتعرّف على القسيس (باولو بوناشيللي) وعلى عاهرة (فيولانتي بلاسيدو) وبينهما سيجد جاك ملامح العالم الذي يبحث عنه: يريد التوبة، وإن كان ينكر أهمّيتها، ويريد حضن الحبيبة وإن كان عليه حل معضلة البقاء حيّاً. ها هي العصابة تلاحقه وهناك إمرأة تعمل لصالح بافل تطلب منه صنع سلاح يطلق النار كرشّاش ويصوّب كبندقية. يصنع ذلك قبل أن يدرك أنها قد تكون عزرائيله. عليه أن يحذر٠
عناية كبيرة في هذا الفيلم على ثلاثة أصعدة: جورج كلوني الذي لا يريد أن يبدو جورج كلوني الممثل الأميركي المعتاد، ومكان التصوير في تلك القرية التي كانت وادعة قبل وصوله إليها لما تلعبه من أهميّة قصوى في الفيلم، والتصوير ذاته الذي لا يحتوي علي أي لقطة لا معنى لها او مؤطّرة خطأ. الى ذلك، هناك عنصر الصوت المتواري وراء صمت التعبير وهذا جيّد والحوار غير المكتوب لملء خانات الصورة، وهذا أيضاً جيّد
ما لا يسير حسب هذا المنهج، ذلك القدر من القرارات الخاطئة التي يتّخذها الفيلم. مثلاً ماذا لو أن من نشك بأنه المسؤول عن إرسال القتلة في إثر جاك خرج عن هذه التوقّعات؟ ثم لماذا على العاهرة أن تكون ذات قلب من ذهب؟ ماذا لو كانت إمرأة أخرى تعرّف عليها؟ ولماذا ينصب اهتمام المخرج على آلية صنع السلاح كما لو أن هذا جوهري في الفيلم؟ إنه جوهري للقصّة لكن ليس للفيلم. القصّة تقول أنه على جاك أن يصنع السلاح المطلوب، لكن هل يعني ذلك أن علينا تمضية مشاهد نراقب فيها العمليات التفصيلية؟ ليس أن الفيلم يسقط أرضاً بسبب هذه الملاحظات، لكنها موجودة على نحو يُثير الرغبة في طرح ماذا سيكون الحال لو أن المخرج استبعدها او عالجها على نحو مختلف وأفضل٠
في العام 1971 شاهدت فيلماً للمخرج رتشارد فلايشر بعنوان
The Last Run | الهروب الأخير
من بطولة جورج س. سكوت حول عضو عصابة سابق هارب من أميركا ولاجيء الى قرية برتغالية طالباً الأمان. لكن الأمان ما لا يحصل عليه. مطاردوه يصلون إليه وهو يجد نفسه في صراع للبقاء. الفيلمان لا يختلفان كثيراً بسبب المعالم الرئيسية لقصّة كل منهما، كما بسبب الموقع (محاولة الإختفاء في قرية أوروبية) وبسبب طبيعة المكان وما يفرضه من منوال خاص لمشاهد المطاردة. لكن »الهروب الأخير« فيلم جيّد على نحو عام معالج بنكهته الأميركية. ما يميّز »الأميركي« هو صياغته الأوروبية التي تترك مجالاً لارتقاء التأمّلات الى مقدّمة الحياة التي يقدّمها. خلال العرض لم أستطع الا وأن أقرأ أعمالاً للفرنسي جان- بيير ملفيل: الرجل الوحيد. التهديد المحيط به. العلاقات الداعية للحذر. الرغبة في الخلاص من ورطة الحياة٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
WALL STREET: MONEY NEVER SLEEPS ** وول ستريت: المال لا ينام
إخراج: أوليڤر ستونأدوار أولى: شَي لابوف، مايكل دوغلاس، كار
ي موليغن، جوش برولِن، فرانك لانجيلا، سوزان ساراندن
سيناريو: ألان لوي، ستيفن شيف [مكتوب خصيصاً
للسينما]. تصوير: رودريغو بريتو [ألوان - دجيتال]. توليف: ديفيد
برنر، جولي مونرو (133 د). موسيقا: كريغ أرمسترونغ٠
منتجون: إريك كوبلوف، أوليڤر ستون، أليكس يونغ
Review n. 165
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراما اجتماعية | الحب في زمن سنوات اليأس الإقتصادي من المخرج الذي فقد أسنانه٠ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين قام أوليڤر ستون سنة 1987 بإخراج"وول ستريت" مارس تلك الحدّة في المدلولات والإتهامات بحيث انتقد بشدّة حال مضاربي البورصة والعاملين في الأسهم وفي شتّى القطاعات المالية في شارع وول ستريت النيويوركي الشهير. تناول، وفي توقيت مبكر، دور شارع المؤسسات المالية الشهير وول ستريت في الحياة الإقتصادية الأميركية باحثاً في زواياه عن النماذج التي حوّلت الحلم الأميركي الكبير الى منفعة ذاتية. وشخصيّته الأفضل تعبيراً عن هذه النماذج كانت شخصية مضارب في البورصة أسمه غوردون غيكو (مايكل دوغلاس) مستعد للقيام بأي شيء حتى ولو كان خارج نطاق القانون من أجل أن يصل الى القمّة وما تجلبه من ثراء وشعاره في ذلك "الجشع جيّد"٠
في سيناريو ألان لوب وستيفن شيف لجزء ثانٍ يأتي في أعقاب الهزّة الإقتصادية الأميركية التي لا زالت تأثيراتها ملموسة، مهمّة العودة الى غوردون غيكو لمعرفة ما الذي حصل معه وكيف حاله الآن وماذا سيفعل ليسترجع ماضيه، ومهمّة تقديم شخصيات جديدة تقود الحكاية لمعظم الوقت وتتعرّض لمواقف أخلاقية يتّخذها الفيلم مناسبة لطرح المزيد من الاسئلة حول مفهوم الحياة الرأسمالية ودور المؤسسات الكبرى فيما وصلت الحياة الإقتصادية الأميركية إليه٠
لكن هذا الطرح نوع من تحصيل حاصل بالنسبة للفيلم . ذلك أن أوليفر ستون لا يريد أن يكون مايكل مور، المخرج التسجيلي الذي دائماً ما يطرح الاسئلة الصعبة حول الشؤون التي يثيرها في أفلامه. كل ما يريده ستون، بدليل أفلامه الثلاث الأخيرة على الأقل، وهي "وورلد ترايد سنتر" حول كارثة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 و"دبليو" حول حياة الرئيس الأميركي جورج (دبليو) بوش قبل وبعد دخوله البيت الأبيض، ثم هذا الفيلم، هو لمس المواضيع الكبيرة دون دخولها. و"وول ستريت 2" لا يختلف عن هذا التناول: دراما كبيرة حول الصح والخطأ من دون تصنيف ذاتي ومن دون تعاطف او نقد لهذا الجانب او ذاك. بات أرق من مما كان عليه أيام جولاته السياسية في الثمانينات. أيام ما كان جادّاً في بحثه عن مبارزات سياسية يخوضها حيناً ضد البيت الأبيض وحينا ضد السي آي أيه، وكما الحال في "وول ستريت" السابق، مع الحرية الإقتصادية التي استحوذها كبار مالكي المصارف والمضاربين في أسواق البورصة
لا يريد ستون أن يترك شخصية غوردون غيكو مرتاحة بإثمها السابق. آن الأوان لكي يشرح غوردون
Greed is Good نفسه: نعم قال عبارته الشهيرة تلك
حين كان يؤمن بها. أما الآن، فهو لا يزال مع المبدأ لكن مع البحث عن طريقة أخرى لتطبيقه. فهو يزال يريد أن يصبح أثرى أثرياء العالم، لكنه بات شخصية أكثر طيبة مما كان عليه سابقاً لدرجة تخوّله العودة عن خطأ وليس إلغاء مبدأ بكامله٠
يبدأ الفيلم بخروج غوردون من السجن بعد أن قضى ثماني سنوات بسبب نشاطاته غير القانونية خلال الفيلم الأول. وبسرعة ينتقل الفيلم الى الأمام فنجد أنفسنا في العام 2009 حيث غوردون استوى على قدميه من جديد إنما من دون ذلك الثراء الكبير او التأثير القوي الذي كان يتمتع بهما سابقاً. إبنته (كاري موليغَن) تحب مضارب بورصة شاب أسمه جاك مور (شَي لابوف). إنه نسخة عن شخصية شابّة سابقة من الفيلم الأول تلك التي لعبها تشارلي تشين باستثناء أن جاك يقبض سريعاً، وبعد دقائق من تعرّفنا عليه، حوالة مصرفية قدرها مليون و400 ألف دولار. إنه نموذج للنجاح وكل شيء يبدو له ولفتاته التي يريد الزواج منها (والتي ستخبره بعد قليل بأنها حامل) على خير وجه. من هنا يقدّم الفيلم جانباً من صراع القوى بين القديم الجيد (يمثّله فرانك لانجيلا) والجديد الجشع (جوش برولِن) وكيف أن الأول ينزوي قبل أن ينتحر بينما يتمادى الثاني في استخدام طاقاته في سبيل جمع المال. من ناحيته، فإن غوردون سيلعب لعبته ويبدأ العودة الى حيث كان لكنه حين يصطدم بقرار اخلاقي قوامه توظيف أموال إبنته (مئة مليون دولار لم تكن تعلم عنها شيئا!) يكشف عن أنه لا يزال الرجل الجشع ذاته ولو أن هذا الجشع سيستمر لبضع دقائق قبل أن ينتصر في داخله ذلك الجزء الطيّب على صغر مساحته فيهرع لإنقاذ الحب المهدد بين إبنته ومن تحب واعادة المال الذي لطشه منها. نهاية غير مقنعة وبل بائسة لكنها تمضي من دون أثر لأن ما سبقها ليس أفضل حالاً
القصّة تلتوي أكثر من مرّة كما لو أن الكاتبين لوب وشيف كانا يحاولان معرفة اتجاههما النهائي بينما كانا يضعان السيناريو. فالتمهيد للموظّف الشاب وهو يقرع باب النجاح. الهدية التي يتلقّاها من رئيسه لانجيلا في وقتها الدرامي المناسب لكي تعكس إيمان هذا الشاب بما يقوم به. إنتحار رئيسه برمي نفسه أمام قطار مترو، مناسبة لكي يُعيد الشاب حساباته ولو أن الفيلم يريد من بطله شَي أن لا يأخذ إعادة الحسابات مأخذ جد فهو سيعمل لصالح رئيسه الجديد برولِن إنما بمبادئه المستوحاة من تعاليم رئيسه القديم. ثم سيستقيل في تصرّف عاطفي لا مبررات فعلية له. هذا كلّه لا يجدي حتى في إطار البحث عن ذرائع وما يؤدي إليه هو شخصية ضعيفة لا قرار نهائي لها وفيلم ليس لديه سوى متابعة هذه الشخصية غير المستقرّة٠
من ناحيتها، فإن كاري موليغن، التي تعرّفنا اليها في "تعليم" في العام الماضي، تحاول خدش الصورة الباهتة التي رٌسمت لها كإمرأة تريد نشر ثقافة بيئية صحيحة بين الناس في مثل هذا الزمن المادي الصعب. وتريد أيضاً الإبتعاد عن والدها الذي لم يكترث لها طيلة حياته لكنه بات يحاول الإقتراب من حياة إبنته وخطيبها مع ما سيتيح ذلك من مواقف متصلّبة تخلو من أي جديد. كذلك ليس جديداً أن على الأب أن يفعل ما يؤكد استهتاره بقيمة العلاقة بينه وبين إبنته، قبل أن يعي فجأة أنه أخطأ بحقّها. في النهاية سيثوب الى رشده قليلاً. سيخلّص نفسه من الصيت السيء. ستسامحه إبنته وسيبتسم الشاب فهو سيتزوّج من مئة مليون دولار ومن يدري لعله يعمل مستشاراً مالياً لتوظيف المبلغ تبعاً لخبرته٠
إخراج أوليڤر ستون يبدو للعين مشبعاً بالنشاط والتجدد واستخدام الكومبيوتر غرافيكس للنقلات السريعة والشاشة المنقسمة على نفسها لعرض أكثر من فعل ورد فعل، لكن الفيلم نفسه، وبمنأى عن هذه اللعب العينية، لم يعد تشويقاً ناجحاً كما كان الأول الى حد. في الحقيقة ليس هناك من تشويق واحد في الساعتين والعشر دقائق من العرض. لا سؤال حول ما إذا كان هذا ما سيقع او ذاك. لا توقّعات. لا غموض ولا إثارة في أي شأن. هناك تمثيل جيّد من دوغلاس وشَي وموليغَن وبرولين ولانجيلا تحديداً (وتنميط سيء من إيلاي والاك) لكن ليس في الفيلم ذلك العنصر النابع من ذاته الذي يجعله حالة ضرورية. لا ينفع الفيلم حقيقة إدراكه أن ما يتحدّث فيه قبل وبعد الأزمة الإقتصادية الأخيرة بات معروفاً وهو لا يملك الكثير من الجديد يعرضه او يكشفه في هذا الشأن. ما يرصده الفيلم هو أن شارع وولت ستريت ليس كغيره من شوارع نيويورك، بل هو أقرب الى بحر من أسماك القرش التي ترتدي البذلات ورباطات العنق وتظهر في أفلام تحمل مواضيع وليس قضايا٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Arthur Penn | آرثر بن
استعراض نقدي لكل ما أنجزه
مخرج "بوني وكلايد" من أفلام
The Left-Handed Gun (1958) ** | ذو المسدس الأيسر
Review n. 166
وسترن | فيلم آرثر بن الأول أريد له تقديم صورة جديدة للشرير بيلي ذ كيد بعيدة عن تلك التي قدّمتها هوليوود. السيناريو من غور فيدال الذي كان كتب المادة للتلفزيون أساساً البطولة لبول نيومان والرواية تقول أن آرثر بن اكتشف متأخراً أنه أخطأ في اعتماد المصدر وفي إسناد البطولة. بيلي ذ كِد (نيومان) يجد في كنف صاحب المزرعة تنستول (كولين كيث جونستون) الكنف الأبوي الذي يبحث عنه. يعلّق سلاحه ويبدأ حياة جديدة، لكن حين يقتل مسلّحون تنستول، غير المسلّح الذي لا يؤمن بالعنف، ينطلق ذ كيد للإنتقام قبل أن ينتهي على يدي بات غاريت الأكبر منه سنّا أيضاً. النيّة لا تصنع الفيلم وما قصده بن من إعادة صياغة لحكاية متوارثة من عهد الغرب الأميركي لا يصل. نيومان كان يمثّل لنفسه والإيقاع العام للعمل يتحرّك ثم يقف مثل قطار سريع العطب٠ يبقى للفيلم جهد المحاولة لمنحه مرجعية نفسية (فرويدية) تضعه في خانة مختلفة من أفلام الكاوبوي٠
The Miracle Worker (1962) ***1/2 | صانعة المعجزة
Review n. 167دراما اجتماعية | بعد غياب سنوات عاد بن بمسرحية مختلفة وضعها وليام غيبسون تتحدّث عن استاذة متخصصة في تعليم الكفيفين أسمها آني (آن بانكروفت) تنبري لتأدية دورها المتوقّع لفتاة عمياء وخرساء أسمها هيلين (باتي دوك). النتيجة صراع إرادة تتدخل فيه عوامل نفسية وعاطفية واجتماعية ويبدأ بفصل آني الفتاة الصغيرة عن والديها اللذين كانا يقفان، من دون إدراك، حائلاً دون تحسين مستوى أداء إبنتهما الإنساني. لا يعرف المشاهد أين ستتجه به الدراما بسبب قوّتها ورصانة تمثيلها ومعالجة بن المبهرة والعنيدة. التفاصيل مهمّة لكنه ليس فيلم تفاصيل بل فيلم حالة محددة بإداء يُصيبنا، من فرط إجادته، بذهول ويبقى ماثلاً في البال لأمد طويل٠
جوائز: أوسكار أفضل ممثلة: آن بانكروفت | أوسكار أفضل ممثل مساندة: باتي دوك٠ بافتا: أفضل فيلم أجنبي (غير بريطاني)٠
Mickey One (1965) *** | ميكي وَن
Review n. 168دراما . غانغستر | كما أن فيلمه الوسترن »ذو المسدس الأيسر« لا يشبه أي فيلم وسترن آخر، فإن فيلم العصابات هذا لا يشبه أي فيلم عصابات آخر. لكن بن هنا متمكّن مما يريد تحقيقه ومن معالجته ومفرداته: وورن بيتي في دور رجل تحت دين بسبب القمار يهرب من العصابة التي كان على تواصل معها حتى يتفادى نهاية وخيمة. يصل الى مدينة شيكاغو ويجد عملاً ككوميدي فوق مسرح أحد الحانات الصغيرة، لكن خوفه من ملاحقيه يتواصل (سواء أكانت هذه المخاوف صحيحة أم لا) وتؤثر على علاقاته العاطفية وأمله في الإستقرار. بيتي الجيّد يبرهن على أنه أكثر من وجه جميل وهناك ذلك المشهد القريب من النهائي الذي يلخّص حال الفيلم بأسره ليس على صعيد القصّة وحدها فقط، بل على صعيد المعالجة القريبة روحاً من سينما الموجة الفرنسية الجديدة
The Chase (1966) ****| المطاردة
Review n. 169دراما تشويقية | الأحداث تدور يومي سبت وأحد وتكشف بالتدريج عن بلدة أميركية نموذجية تعيش وضعا فاضحاً: روبرت ردفورد شاب دخل السجن بتهمة مزوّرة ويصل خبر هروبه وقرب عودته الى القرية ليفجّر مخاوف: هناك من يخاف كشف الحقيقة وهناك من يخشى كشف حقائق أخرى ترتّبت على غياب المتّهم البريء. مارلون براندو هو شريف البلدة الذي يجد نفسه فجأة في مواجهة أربابها وسلاطينها المندفعين بالحقد والعنصرية والفاسدين بسبب المال الذي يعيشون في رحابه. هؤلاء يشكّلون شرذمة تنوي اصطياد الهارب وفي سبيل ذلك لا تعتدي على رجل أسود يعتبره ذاك صديقه، بل على براندو الذي يسعى لمواجهتهم. كمراهق شاهد الفيلم أول مرّة أردت من براندو أن يمثّل كجون واين لكن في المشاهدة الثانية أدركت أن الغاية ليست تقليداً نمشي عليه، بل بعداً اجتماعياً وغاية فكرية لابد من الحفاظ عليها ناصعة وبلا كذب او تأمين عاطفي لغايات المشاهدين. بالأبيض والأسود ومع ذات سياسة المخرج في توجيه العنف ليخدم الحالة التي يريد الفيلم تجسيدها. تمثيل رائع من الجميع بمن فيهم اصحاب الأدوار الصغيرة٠
Bonnie & Clyde (1967) **** | بوني وكلايد
Review n. 170
غانغسترز | قصّة لشخصيات حقيقية في أحداث تقع في العشرينات من القرن الماضي، عندما تعرّفت بوني (فاي داناواي) على اللص الصغير كلايد (وورن بيتي) حين حاول سرقة سيّارة أمها وانجذبت إليه لهوسها بالسلاح والقوّة (المعاني الجنسية جزء من المعالجة وليست دخيلة عليها). معاً يتحوّلان الى ثنائي ناجح واليهما ينضم أولاً الشاب موس (مايكل ج. بولارد) ثم شقيق كلايد (جين هاكمن) وزوجته (استيل بارسونز) التي لا علاقة لها بعالم الجريمة مطلقاً لكنها مستخدمة لتوتير الأجواء وخدمة ضرورية تباين المشاعر وحدّتها. يمنح المخرج بطليه قدرا كبيراً من الإحترام ولا يغفل عن تأسيس المحيط الإجتماعي لفترة سنوات اليأس الإقتصادي في تلك الفترة. حين يدخل كلايد وعصابته مصرفاً لسرقته، يجد أحد الزبائن من فقراء الأرض يقف عند شبّاك موظف ومعه مالاً. يسأله إذا كان المال ماله او مال المصرف. يقول أنه مالي (لم يودعه بعد). يطلب منه أن يحتفظ به. في مشهد آخر يحيط المزارعون بكلايد الجريح ويمدون أيدهم للمسه والتبارك به. لكنه النظام الذي عليه أن ينجح لأن عليه الحفاظ على القوانين التي تحمي رأسمال. هذه رسالة الفيلم حين ينتهي٠
نقد الفيلم كاملاً في العدد 65
Alice's Restaurant (1969) *** | مطعم أليس
Review n. 171
دراما اجتماعية | اقتبس بن أغنية من أرلو غوثري ليحوّلها الى فيلم تروي وضع المغنّي الهيبي اليساري الذي هو إبن المغني الأكثر يسارية وودي غوثري الذي صنع عنه المخرج هال أشبي فيلماً آخر هو
Bound For Glory نحو المجد
أرلو كان زار والده المريض والوحيد وودي وعايش الفترة التي شهدت الإحتجاجات على الحرب الفييتنامية والثورة ضد المحافظين والمظاهرات المعادية للعنصرية في الولايات المتحدة وتشرّب كل ذلك. نراه يغنّي في مطعم صديقيه أليس (بات كوين) وزوجها راي (جيمس برودريك). المطعم كان كنيسة وحوّلاه الى ملتقى شبابي وفي ذلك رسالة بحد ذاتها. إنه فيلم تأمّل للحياة الفردية ومحيطها العام فيه حسنات توقّف عندها نقاد آخرون بإعجاب شديد. لكن الفيلم فيه هفوات على صعيد السرد الذي يبقى مفتوحاً من دون ضابط ومشاكل في محاولة الخروج بإداءات جيّدة من بعض الممثلين غير المحترفين. يبقى من أعمال بن البارزة المعادية للمؤسسات الإجتماعية ورموزها٠
Little Big Man (1970) **** | الرجل الصغير الكبير
Review n. 172وسترن | يبدأ هذا الفيلم بمقابلة صحافية مع رجل في العام الأول بعد المئة. إنه آخر من بقي حيّاً ممن خاضوا الحرب الضروس التي قادها الجنرال كاستر في موقعة »ليتل بيغ هورن« سنة 1876 ضد تحالف قبائل السيوكس والشايين والهونكاباوأوغلالا بين أخرى، والتي انتهت، في الواقع، بمقتل الجنرال وكل جنوده. في الفيلم يسرد ليتل بيغ مان لا قصّة الوقفة الأخيرة لكاستر ولا أخطائه الشخصية والاستراتيجية التي استفاد منها المواطنون الأصليون فأبادوه، بل أيضاً حكاية مختلقة للمناسبة تتعلّق به هو. لماذا؟ لكي يتمكّن الفيلم من سرد جزء من تاريخ العلاقة بين البيض والهنود من دون أن يكون الفيلم إعادة لحكاية الموقعة الشهيرة (من زوايا متعددة بعضها مؤيد لكاستر وبعضها مؤيد للهنود الحمر). فبطله الملقّب بليتل بيغ مان (دستين هوفمن) أبيض، ترعرع في قبيلة السيوكس (لعب الممثل الهندي الأميركي دون جورج -الصورة أعلاه- دور والده بالتبنّي) وتعلّم حياتها، ثم نقله البيض الى عالمه الأول، ثم عاد الى حيث ترعرع قبل أن يجد نفسه في عهدة البيض وصولاً الى تلك الموقعة الأخيرة. سينمائياً، فيلم حافل ودرامياً ممتع وسياسياً ضد المؤسسة كما عهد بن معها في أفلامه السابقة٠
نال الفيلم بضعة جوائز نقدية، لكن لم ينل أي جوائز مؤسساتية (أوسكار، بافتا الخ٠٠٠)٠
Night Moves (1975) **** | حركات ليلية
Review n. 173بوليسي | في السبعينات تبلور فيلم التحريات البوليسية (التحري الخاص او العام) الى ذروة جديدة جمعت بضعة أعمال مبهرة في صياغتها البصرية مثل
Klute [Alan J. Pakula], Don't Look Now [Nicholas Roeg], The French Connection [William Friedkin], Shaft [Gordon Parks], Farewell, My Lovely [Dick Richards], The Long Goodbye [Robert Altman]
من بين أخرى عديدة. »حركات ليلية" هي مساهمة بن في هذا النطاق مع جين هاكمن، الذي كان سبق له وأن ظهر مسانداً في »بوني وكلايد« في البطولة محققاً أحد أفضل أدواره في تلك الفترة لجانب ظهوره في »المحادثة« لفرنسيس فورد كوبولا. هنا يقوم التحري الخاص (هاكمان) بقبول مهمّة البحث عن إبنة نجمة سينمائية مختفية. في الوقت ذاته يبحث عن تأكيد لشعوره بأن زوجته (سوزان كلارك) تخونه. وتتعقّد الأمور باكتشافه مكان وجود الفتاة إذ تعيش مع زوج أمها وعشيقته التي سوف تنجذب الى التحري الذي عليه أن يحذر ما إذا كان هذا الإنجذاب خدعة لحبكة أخرى٠
The Missouri Breaks (1976) **** | استراحات ميسوري
Review n. 174وسترن | بدا حتى الآن أن فيلمي الوسترن اللذين حققهما بن ليسا من التقليدي في شيء. هذا الفيلم يماثلهما. يأخذ بن قصّة تبدو عادية ويطرح من خلالها كل ما قام عليه الغرب الأميركي في واقعه (وليس في الأساطير الهوليوودية) مثل الجشع والرغبة في السُلطة وحب القضاء على الآخر للتوصل إليها. هنا يؤدي جاك نيكولسون دور رئيس عصابة من سارقي الجياد على علاقة بإبنة صاحب مزارع وهذا يريد إزاحته من طريقه ويستأجر مارلون براندو (نعم: مارلون براندو وجاك نيكولسون في فيلم واحد) للغاية. هناك ممثلون جيّدون عديدون في هذا الفيلم من بينهم هاري دين ستانتون وراندي كوايد، لكن وجود هذا الثنائي معاً وطريقة تنفيذ كل منهما لحركته، حواره، شخصيته، كاف لمشاهدة الفيلم من دون الحاجة لحسنات أخرى٠
Four Friends (1982) **** | أربع أصدقاء
Georgia's Friends: عنوان آخردراما | هذا الفيلم المجهول على قدر كبير يأتي بعد خمس سنوات من غياب بن عن العمل. عمل بديع يسبح في الذات وفي الدراما بتوازن مدهش [نقده كاملاً في العدد المقبل]٠
Target (1985) *** | هدف
جاسوسي | مات ديلون وجين هاكمن وغايل هنيكات في قصّة حول عائلة أميركية في عطلة أوروبية تبدأ بخطف الزوجة. الأب وإبنه سوف يبحثان عنها ليكتشف الثاني أن والده سي آي أيه [نقده كاملاً في العدد المقبل]٠Dead of Winter (1987) *** | في عز الشتاء
Review N. 175
بوليسي | رغم أنه ليس من بين أفضل أعمال بن، لكنه لا يزال واحداً من الأفلام البوليسية الجيّدة في الثمانينات. المخرج الذي تعب من محاولة إنجاز ما يريد في مواجهة هوليوود التي تريده إنجاز ما تريد هي، ينفذ هنا الى حقل هيتشكوكي. ماري ستينبرغن تؤدي دور ممثلة بلا عمل تقبل دعوة لزيارة منتج عجوز يعيش في صقيع بعيد. هناك تكتشف أنها ضحية مؤامرة: لقد ارتكب المنتج ومساعده جريمة قتل والقتيلة تشبه هذه الممثلة الى حد بعيد. الآن يريدانها- من دون علمها- أن تؤدي شخصية القتيلة إبعاداً للشبهات، لكن هذا لا يعني أنها لن تجد نفسها في الخطر ذاته. بالنسبة إليّ أستطيع مشاهدته والإستمتاع به مرّة بعد مرّة رغم هنّاته نسبة لثغرات السيناريو التي يجب فصلها عن تلك القدرة الجيّدة لدى المخرج في تنفيذ أعماله٠
Penn & Teller Get Killed (1989) | بن وتَلر يموتان قتلا
وحيد بن الذي لم أشاهده هو هذا الفيلم الأخير له٠
ملاحظة: يمكن الطلب بتخصيص نقد كامل لأي من هذه الأفلام التي عرضتها هنا٠
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2010٠
0 comments:
Post a Comment