FLASHBACK
All The President's Men (1976) ****
كل رجال الرئيس
كل رجال الرئيس
بعد فضيحة ووترغيت، قام المخرج الأميركي ألان ج. باكولا بتحقيق هذا الفيلم عن التسربيات المعلوماتية التي أدّت للفضيحة (ومن ثم لاستقالة الرئيس رتشارد نيكسون). على الرغم من معرفة المشاهد بنهاية الفيلم كونها مستمدّة من أحداث حقيقية ومشهودة، الا أن المخرج حوّل ما بدا مستحيلاً الى تشويق فعلي على طول الخط. تشعر بحراجة الموقف. بفساد الأزمنة وبذلك التناقض بين حياة الصحافي الذي يعمل لخدمة الحقيقة والإدارة التي تعمل لإخمادها. تصوير غوردون ويليس، أحد أفضل أترابه في ذلك الحين. وبطولة روبرت ردفورد ودستين هوفمان٠
أفلام معروضة حاليا
Review n. 176
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
David Fincher إخراج: ديفيد فينشر
تمثيل: جيسي ايزنبرغ، روني مارا، برايان بارتر، أرمي هامر
سيناريو: ارون سوركين [بوحي من كتاب بن مزريتش]. تصوير: جف كروننوَذ [ألوان- دجيتال]. توليف: كيرك باكستر، أنغوس وول ٠ (121 دقيقة). موسيقا: ترنت رزنور، أتيكوس روس. المنتج: دانا برونيتي، شيان شافن، مايكل دي لوكا، سكوت رودين ٠
PRODUCTION: ٍRelativity Media/ Scott Rodin Prods/ Columbia [USA- 2010]
دراما اجتماعية [سيرة شخصية حقيقية] | الفيلم الجديد لفينشر ضد حياتنا الغارقة في التكنولوجيا والفايسبوك. هذا وحده كفيل بجعله من أفضل أفلام العام، لكن فينشر لا يتوقّف عند هذا الحد
أي مارك زوكربيرغ صنع «فايسبوك»؟ زوكربيرغ الذي المرفوض من المرأة؟ زوكربيرغ العبقري؟ زوكربيرغ الخائن لأصدقائه؟ أم زوكربيرغ ذو الروح المغلقة؟
أول وصف له يأتي في مشهد رائع في مقدّمة فيلم ديفيد فينشر الجديد »الشبكة الإجتماعية« عندما تقول له الفتاة التي كان يصادقها: "أسمع سوف تصبح شهيراً وثرياً، لكنك ستمضي في هذه الغاية معتقداً أن الفتيات لسن معجبات بك لأنهن يعتقدن أنك فريد. وأريد أن أخبرك من أعماق قلبي أن هذا ليس صحيحاً. الصحيح هو أنك أحمق"٠
رائع ليس بسبب هذا الوصف، على أهمّيته، بل لأن المخرج فينشر، صاحب «زودياك» و«قضية بنجامين بوتون الغامضة«، بل لأنه يبدأ مع بداية اللحظة الأولى للصورة كما لو أننا في منتصف الفيلم وليس في مطلعه، ولأن المتحاورين مارك زوكربيرغ (جيسي أيزنبرغ) والفتاة إريكا (روني مارا) يجيدان توجيه الكلمات كطلقات رشاش ناري. حوار طويل. محدد الكلمات. سريع الوقع والإيقاع على عكس آخر الكلمات التي تُقال في الفيلم ولو أنها تؤدي المعنى التي في الكلمات الأولي، حين تخبره محامية شابّة: "إنك لست إنساناً عاطلاً، فقط تحاول جهدك أن تبدو أحمق"٠
والكاميرا تنتهي بالإنغلاق على مارك هذا وهو جالس وحده في غرفة نصف مضيئة وأمامه الكومبيوتر. روح معزولة فوق جزيرتها رغم كل المعطيات التي كان يمكن أن تخلق منه إنساناً إجتماعياً داخل او خارج الشبكة الإجتماعية التي ابتدعها ٠
هذا الأحمق هو الذي ابتدع الفايسبوك .... ذلك المحيط الصاخب بنحو خمسمئة مليون مشترك عبر القارات حول العالم. المجتمع الذي لا يمكن الوثوق بما يرد به ورغم ذلك أصبح المنبر بين الناس والملجأ لجيل ترك التكنولوجيا تنتصر عليه وتستعبده عوض أن تكون مطواعة له. وهو أصغر ثري في العالم إذ تُقدّر ثروته بخمس وعشرون بليون دولار وهو لا يزال دون الثلاثين من العمر- لكن كيف استطاع زوكربيرغ الوصول الى هذا النجاح هو أمر آخر. في عالم مادي بحت كالذي نعيش فيه، فإن القليلين يكترثون. انتقل الى عالم من الحقيقة والفن كما الحال في فيلم ديفيد فينشر الجديد، لترى أن المسألة تستحق النظر، وبالتأكيد تستحق الفيلم٠
صنعه حلم
الفيلم من سيناريو وحوار شخص بارع أسمه آرون سوركين، ومأخوذ عن كتاب وضعه بن مزريش مستقى من حقائق ومعلومات حول مارك زوكربيرغ وبعض معلوماته وفّرها له صديق مارك في جامعة هارفارد إدواردو سافيرين. السيناريو يتبلور سريعاً حول شخصية زوكربيرغ من دون الوقوع في أسرها ومع الإبتعاد كلّياً عن الوله بها وبنجاحها. هذا ليس فيلماً عن كيف تصنع الحلم الأميركي وتعيش سعيداً الى الأبد، بل عن كيف يصنعك الحلم الأميركي من دون أن يُغيّرك تماماً. يجعلك أكثر ثراءاً لكنه لن يبدّل ما فيك من خصال سواء أكانت حميدة او ذميمةبعد انصراف إريكا غاضبة نرى زوكربيرغ جالس مع بعض زملاء الجامعة يستمع الى فكرة يتداولها الأخوين وينكلوفس (يقوم بهما معاً وبفضل التكنولوجيا أرمي هامر) وصديق لهما حول القيام بإنجاز محطة إلكترونية على الإنترنت تكون بمثابة مكان تواصل بين الطلاّب الباحثين عن علاقات عاطفية، كل مع الجنس الآخر، من دون اعتماد أسلوب التعارف المعتاد وما يحمله من احتمالات صد وعزوف. زوكربيرغ يعود الى غرفته ويطلع صديقه إدواردو على الفكرة معترفاً بأنه سمعها من الأخوين وينكلوفس ويطلب منه أن يساعده لتحقيقها. هو سيهتم بالجانب التقني وعلى إدواردو تأمين ألف دولار لولادة المشروع. حال إنجاز هذه الخطوة التي تبدو من موقعنا اليوم بسيطة للغاية، يكتشف زوكربيرغ نجاحها السريع بين طلاب الجامعة إذ أخذ يؤمّها عشرات ثم مئات ما استدعاه لتوسيع رقعتها لتشمل جامعات أخرى. هنا أفاق الأخوين وينكلوفس وصديقهما على فعلة زوكربيرغ واعتبروها سرقة. ومن هنا هي معركة بين الطرفين يتحوّل فيها زوكربيرغ الى فاعل وأصحاب الفكرة الأساسيين الى منتقدين
لكن زوكربيرغ شخصية معقّدة. مثل الفايسبوك الذي أسّسه قد يكون قريباً منك إذا ما كان بحاجة إليك، او بقدر حاجتك أنت إليه، وبعيد عنك لأنه أشبح بشبح لا حضوراً فعلياً له. ومثله أيضاً، يمتلك شخصية منعزلة وغير معزولة. من يدمن الفايسبوك يخبرك بأنه في لحظة يصبح على اتصال مع من يريد، لكنه يبقى نقطة في محيط ونقطة منفردة ليست واثقة من ذلك المحيط. على عكس الصداقات الإنسانية في زمن مضى، فإن العلاقة هنا سطحية واهية وسلعية ورغم ذلك هي من الإنتشار كأي ثورة اجتماعية٠
زوكربيرغ، حسب الفيلم، أسس لأسلوب تواصل بينما تخلو حياته من كل قدرة على التواصل. الرابط الوحيد بينه وبين الآخرين هو كم سيستفيد من وجودهم في مسار حياته. لذلك، وحين بدا له أن إدواردو لن يقدر على الإنتقال بهذا المشروع من موقعه الإجتماعي الى نشاط تجاري مركّز ومتطوّر، يسعى لإدخال سواه في اللعبة مستغنياً لا عن خدماته وأمواله المحدودة فقط، بل عن صداقته أيضاً. شركاء زوكربيرغ الجدد هم رجال أعمال يشاركونه الرغبة في الإرتقاء وهم الذين ساعدوه -كل حسب حصّة من الكعكة- للوصول الى النجاح الذي حققه٠
صورة إمرأة
هذا الإنقلاب على إدورادو حدث حين تعرّف على شون باركر (جوستين تمبرلايك)، رجل أعمال شاب يعرف كيف ينتهز الفرص ويتسلّق السلالم سريعاً. حين التقي زوكربيرغ به في مطعم نيويوركي أدرك أنه هو المرحلة الجديدة التي يبحث عنها. إدواردو، الذي كان يصاحبه مع صديقته، لم يعجبه شون وشون أدرك ذلك لكنه لم يكترث لمجابهة يعلم أنها ستقع لاحقاً حين يصبح ذا شأن أقوى في المؤسسة النامية. في ذلك المشهد هناك حركة واحدة تنبؤ بشخصية إدواردو غير الواثقة. بطيبة قلبه وبكونه الأكثر عرضة للأذى بسبب ذلك: شون ينظر الى صديقة إدواردو ويقول شيئاً قُصد به أن يكون لمّاحاً لمهارته. إدواردو يسارع لوضع يده وراء كتف صديقته لكي يخبر شون بأنها ملكه. بضم تلك الحركة الى خلو قلب زوكربيرغ من الحب وفشله في ايجاد الشريك الأنثوي العاطفي المناسب، يكون فينشر قدّم لنا مجتمعاً ذكورياً جديداً لا يختلف الا قليلاً عن المجتمع الذكوري التقليدي السابق الذي كان يسقط الجانب الإنساني من العلاقة مع المرأة من الإعتبار. إنها (المرأة) متعة. فهمها هو اكسسوار حياتي لا قيمة له. الفتيات اللواتي حول زوكربيرغ وشون و-الى حد- حول إدواردو، يأتين ويذهبن لأن هذه هي الطريقة المثلى لمعاملتهن٠لكن الفيلم يقدّم صورة أخرى. هناك فتيات لا يدخلن ضمن هذا الوصف. يرفضن أن يظهرن في هذه الصورة، من بينهن إريكا ومن بينهن المحامية (مطلع الفيلم ونهايته). لكن هذا الطرح لا يستولي على الفيلم أيضاً. زوكربيرغ ومنوال حياته وانغلاقه على مصالحه الماديّة ونبذه للآخر وتعاليه هو ما تتألّف منه الصورة. والمخرج يحسن الإنتقال بين الحكاية الماثلة وبين النهاية المجسّدة. فما هو معروف أمامنا قصّة تقع على نحو مزدوج: نحو في غرفة اجتماعات لمؤسسة محاماة يجلس فيها زوكربيرغ ومحاميه في ناحية، وإدواردو ومحاميّته ومجموعة الأخوين وينكلوفوس ومحاميهم من ناحية أخرى. عبر ما يجري في تلك الغرفة ننتقل الى مراحل من حياة زوكربيرغ . فالفريق الآخر لجأ للقضاء لكي يأخذ حقوقه وإذ يسرد كل فريق جزءاً من الأحداث، ينقلنا فينشر الى هذا الجزء في مشاهد مصاحبة. بذلك لا يمارس المخرج نقلاً فنيّاً بالغ الدقّة فنيّاً وروائياً فقط، بل يثري مادة فيلم كان من الصعب الإعتقاد بأن أحداً يستطيع صنع عمل ترفيهي مثير وعميق منه. وإذا ما كان البعض قال عن أن ستيفن سبيلبرغ أنه يستطيع تحويل دليل الهاتف الى فيلم مثير، فإن فينشر ينجز هذا بالفعل عبر »المحطة الإجتماعية«٠
إنه يذكّر بفيلم ألان ج. باكولا «كل رجال الرئيس« (1976) من حيث قيام الحوار والمشاهد المحبوسة بتسيير دفّة الفيلم في إثارة وتشويق فعّالين وفي الوقت ذاته التعليق على مرحلة من حياة البشر. هذه المرّة فإن البشر هم نحن الذين انتمينا الى عصر ربما كان من الأفضل لو أنه لم يقع٠
الفيلم مُحكم. من الصعب تصوّر طريقة أخرى لسرده كما من الصعب تصوّر ممثل آخر عدا جيسي أيزنبيرغ لإداء الشخصية الرئيسية، ليس لأنه يهودي كما زوكربيرغ، بل لأنه يعكس شخصيّته تلك على نحو ملائم. بشعره المجعّد ونظراته التي تحتار أين تقع حين تود أن تهرب، ثم بطريقته العدائية التي لا تقيم وزناً للشخص الآخر يجسّد ما هو قابل للتصديق لشخصية تنتمي الى السنوات العشر الأولى من هذا القرن. لكن فينشر يستثمر ذلك لأنه وإن كان يُدين أفعال زوكربيرغ الا أنه يرسم بعض الوجوه الإنسانية التي يحاول زوكربيرغ طمسها كما تخبره المحامية في نهاية الفيلم٠
من ناحية أخرى، الفيلم هو نظرة على عالم زوكربيرغ الصغير والضيّق. في الوقت ذاته هو عن اختراع لعالم واسع لا أفق معروف له. ما يحمله فينشر لهذا العالم هو قدر كبير من السخرية يبثّها انطلاقاً من فكرته الأولى: هذا الابتداع أحدث ثورة في الإتصالات، يستخدمه كل يوم عشرات الملايين من
البشر (سواي) وتتخذ منه بعض الحكومات -وربما عن حق- مثل سوريا وباكستان موقفاً معادياً. لكن كل هذا الشأن تم استنباطه في غرفة صغيرة من غرف الجامعة وفي عقل بضعة أفراد كانوا يبحثون عن طريقة سهلة للتعرّف على البنات. إذا ما كان هذا صحيحاً (والفيلم يقدّمه على هذا الأساس) فإن العصر الذي نعيشه لا يستحق أن يُذكر في كتب التاريخ بعد اليوم. إنه أمر مخيف!٠
ديفيد فينشر هنا يتبلور مجدّداً. الإيقاع سريع، رغم ذلك بعض المشاهد طويلة وتأخذ وقتها ومليئة بالحوار. لا تناقض بفضل ما يحتويه المشهد الواحد من مواقف تنفجر عاطفة وأبعاداً. فينشر لديه المعرفة الكاملة حول كيف يمكن أن يعالج موضوعه من دون خيانة السيناريو والتصرّف به على غير ما هو مقصود منه، وفي ذات الوقت سرده على نحو يجعلك متابعاً يقظاً ليس فقط لأنك لم تكن تعرف ما يورده الفيلم من معلومات، بل لأن هناك من العواطف في تلك الشخصيات ما يجعلها طاغية أيضاً٠
تقييم أفلام ديفيد فينشر السابقة
Alien 3 (1992) *** Se7en (1995) *** The Game (1997) *** Fight Club (1999) *** Panic Room (2002) *** Zodiac (2007) **** The Curious Case of Benjamin Button (2008) ****
SECRETATIAT **1/2 | سكرتاريَت
Review n. 177
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Randal Wallace إخراج: راندال والاس
تمثيل: دايان لين، جون مالكوفيتش، ديلان وولش، ديلان بايكر
سيناريو: مايك ريتش [بوحي من كتاب بيل ناك]. تصوير: دين سملر [ألوان- 35 مم]. توليف: جون رايت (123 دقيقة). موسيقا: نك غليني- سميث. المنتج: غوردان غراي، مارك سياردي٠
PRODUCTION: Mayhem Pictures. DISTRIBUTOR: Walt Disney [USA- 2010].
دراما | الحصان يمثّل جيّداً في هذا الفيلم، لكن كذلك تفعل دايان لاين في دراما تحف بها التوقّعات على طول الخط
الفيلم الذي اختاره مهرجان أبوظبي السينمائي للإفتتاح قد يُناسب حبنا للجياد أكثر مما هو مناسب لمهرجان. ذلك أن الموضوع الذي يشغله شيء وقيمة الفيلم الفنية شيء آخر. والموضوع هنا هو -وبناءاً على قصّة حقيقية كالعادة- الحصان الذي فاز بالسباقات رغم التوقّعات والمصائب. في الحقيقة، هو، حسبما يروي العارفون، أشهر حصان في تاريخ السباقات الأميركية ما يذكّرني بما قيل حين تم إنتاج فيلم من هذا النوع سنة 2003 بعنوان «سيبسكت» من أن ذاك هو أشهر حصان في تاريخ السباقات الأميركية. أشهر، أو أقل شهرة، ليس مهمّاً كثيراً. المهم هو أن الموضوع الذي ذكرت أنه مناسب لأنه يعكس حبّنا للجياد عموماً لا يخلو بدوره من سلبيات وفي مقدّمتها أن الفيلم ليس لديه سوى الإقدام على الخوض في مفارقات نعلم الى أين تؤدي. الحصان الجميل سكرتاريات (في الحقيقة خمسة جياد لعبت الدور- واحد حين كان لا يزال صغيراً، الثاني للعدو والثالث لأنه يحمل وجها فوتوجونيك وإثنان للإحتياط) سيواجه التحديّات بشجاعة وقوّة وسيدخل المباريات مسجّلاً الفوز تلو الفوز وصولا الى الفوز الكبير سنة 1973
في ميدان تريبل هورن٠
أمام الحصان وبراعته وجماله تتحوّل الأدوار البشرية، تلك التي يقوم بها ممثلون يقفون على قائمتين فقط، الى شكليات. صحيح أن دايان لاين تضع في الدور ما تتميّز به من تلقائية والتزام، لكن الباقين حولها يتصرّفون كمن قرأ السيناريو جيّداً وفهم أنه لن يستطيع انتزاع البطولة من الفرس. ليس أنهم رديئون، بل يكتفون بتصريف الأعمال غالباً. دايان لاين ترث مزرعة أبيها (سكوت غلن) الذي بدأ يخرّف وهي مزرعة لتربية الجياد، وتنقذها من خطر السقوط في أيدي آخرين يريدون استغلال ضعف صاحبها وشرائها. هناك الكثير من العزف المنفرد على الكمان في هذه المرحلة ننتقل بعده الى تبعات قرارها. لقد أخذت على عاتقها ليس فقط الإحتفاظ بالمزرعة بل تغيير بيئتها المعيشية والإنتقال من المدينة الى الريف. ثم أن هناك تفاصيل كثيرة عليها مواجهتها في سبيل القيام بعملها الجديد. في هذه الحقبة تلد الفرس »سكرتاريت« وتحمل البهجة الى قلب بطلة الفيلم والمحيطين بها. بعد ذلك هو دور لوسيان (جون مالكوفيتش) لتدريب سكرتاريت والجوكي روني توركت لإقامة علاقة فارس بحصانه، وفي هذه يمر الفيلم في تفاصيل أخرى استعداداً لكسب الجولات التمهيدية ثم الجولة الكبيرة الواقعة في نهاية الفيلم٠
إنه فيلم مفعم بالجماليات وله قلب رقيق ورغبة في أن يمنح المشاهد فهماً جديداً للحصان وللعلاقة الكبيرة بين سكرتاريت وصاحبته. في هذا الموقف، هناك بضعة مشاهد تنظر فيها دايان لاين الى عيني الحصان كما لو كانت تتواصل معه بشيفرات بصرية. وهي مشاهد شغوفة وحسنة التوضيب لكنها لا تكفي لمنح الفيلم قيمة أعلى مما يصل إليها من البداية كفيلم جيّد عن قصّة حصان حقيقية. لا شيء أكثر من ذلك ولا شيء أصغر. منوال المخرج راندال والاس في العمل هو ترميمي في الغالب. يعرف كل المطلوب للوصول الى القلب وشغل العين ومعالجته هي من طينة المعالجات السينمائية في الستينات حيث المغامرة الكتابية كانت محدودة او ممنوعة في مثل هذه الأفلام. كل شيء عليه أن ينتمي الى النمط المبرمج٠
في أميركا ركض الفيلم نصف المسافة الى النجاح. حل ثالثاً ما يعكس أن المسألة لم تعد كما كانت عليه في الستينات. إما هذا او أن الجياد التي ظهرت في الأفلام المشابهة السابقة، مثل »كل الجياد الجميلة« و»سيبسكت« و»شامبيون« كانت ركضت المسافة وربحت السباق فجاء البطل الحقيقي سكرتاريت في المركز النهائي٠
Four Friends ****
Arthur Penn إخراج: آرثر بن
تمثيل: كريغ ولسون، جوزدي ثيلين، مايكل هادلستون، جيم متزلر، ريد برني، زايد فريد، جوليا موراي
دراما اجتماعية | الولايات المتحدة - 1982
Georgia's Friends: عنوان آخر
Review n. 178
دراما اجتماعية | مسلسل اغتيالات القيادة الأميركية السياسية والإجتماعية في الستينات من جون كندي الي مارتن لوثر كينغ كانت في بال آرثر بن حين أخرج هذا الفيلم٠
من بعد خمس سنوات من الغياب عاد آرثر بن («بوني وكلايد»، «رجل صغير كبير») إلى السينما بفيلم هو أفضل الأفلام التي تنظر إلى الماضي القريب بحنان. أحد أسباب تميزه، وهناك عدد من تلك الأسباب، كون النظرة التي يكنّها بن إلى الماضي ليست عاطفية ومعالجته للأحداث ليست من باب نوستالجي بحت٠
أربعة أصدقاء» يدور حول مصير أربعة أفراد تنتقل أحوالهم من وضع إلى آخر أو تنتهي مستقرة من خلال ذكريات أحدهم. هذا الواحد قد يكون تشخيصاً للسيناريست ستيفن تَسيش الذي جاء من يوغسلافيا، لكن تطورات الأحداث لا تعكس بالضرورة التزاماً بتجربة الكاتب بل تصير حكاية مستقلة ترينا شريحة حياة الشخصية الرئيسية للفيلم أساساً والشخصيات المتوزعة حوله٠
يبدأ «أربعة أصدقاء» بوصول دانيلو (كريغ ويلسون) ووالدته من يوغسلافيا مهاجرين إلى الولايات المتحدة لاحقين بوالد دانيلو الذي كان قد استقر في تشيكاغو عاملاً في أحد المصانع. الدقائق العشر الأولى فيها كل ذلك الإحساس الدافق بالوصول الجديد إلى أرض جديدة. زمنياً يتم ذلك في الخمسينات ثم تنتقل الأحداث إلى الستينات فنرى دانيلو قد صار فتى في المدرسة العليا ولديه صداقة وطيدة مع ثلاثة رفاق: الفتاة جورجيا، توم ودافيد. جورجيا تريد حب دانيلو لكن خجله يمنعه من التمادي فتضيع عليه فرصة اللقاء الحميم الأول معها وتتجه جورجيا إلى توم مما يسبب انزعاجاً كبيراً لدانيلو يقرر على أثرها قطع إجازته والعودة إلى المدرسة. بعد حين يتعرف على شاب مقعد يهدده الموت مرضاً لكنه يتمنى قبل موته أمران: أن يرى الإنسان وقد وطأ أرض القمر لأول مرة وأن يمارس الحب ولو مرة واحدة في حياته٠
بالعودة إلى رفاقه القدامى يقف دانيلو على أن توم قد انخرط في الجيش متجهاً إلى فييتنام وأن جورجيا حبلى منه لكن ديفيد يتزوجها على أي حال. دانيلو يعقد الأمر على الزواج من شقيقه صديقه الجامعي المقعد لكن المأساة تقع عندما يفقد والدها ضوابطه العاطفية فيغتالها وينتحر. صديق دانيلو المقعد يموت بعد أن حقق أمنيته ودانيلو بعد سنوات طويلة (نحن الآن في السبعينات) يلتقي بجورجيا التي تعرفت على مجتمع المخدرات والهلوسة وأن بصورة خفيفة. توم يعود من الحرب بزوجة فييتانمية وطفلين ودافيد كان قد طلق جورجيا وتزوج من جديد وانخرط في سلك والده ومهنته في سرعة وطبيعية٠
في الوقت الذي اختارت فيه الأفلام التي استعرضت الحياة في فترة زمنية ماضية قريبة أنواع السيارات والأغاني والعادات والأزياء وجعلت من كل واحدة من هذه العناصر زينة للعمل ومنفذاً للتعامل مع الماضي القريب بحنان، يبتعد «أربعة أصدقاء» عن هذا المنحى ويقدم محاولة جادة للحديث عن الفترة الزمنية ذاتها كتأثير متبادل بينها وبين مجريات الأحداث العامة. خمسينات وستينان ثم سبعينات آرثر بن ليست موديلات السيارات وألوان الموسيقى وقصص الحب الرومانسية في ذلك الحين بل استعراضاً مباشراً لعلاقة أبطاله بالفترة التي يعيشون فيها وبانعكاس أحداث اجتماعية كبيرة٠
وصول دانيلو إلى أمريكا كان، كوصول ألوف غيره، محملاً بالحلم الأميركي الكبير. القدرة على الوصول إلى الثرى والمرتبة الاجتماعية عبر الفرص الاجتماعية المطروحة وليدة النظام الاقتصادي الحر، وحين بدأ له أن الزواج بين الفقر والثرى ممكناً وبالتالي الانتماء إلى الطبقة الارستقراطية، لكن مع هذه الطبقة كشفت عيوباً وأن بدا لن أنه سيتغاضى عنها إلى أن قام الوالد، حباً بابنته، بإطلاق النار عليها في يوم زفافها (كان دوماً يريد الاحتفاظ بها لنفسه) فانهار حلم الوصول إلى الثرى وأخذت الحقيقة الجديدة التي اكتشف بها طبيعة المجتمع القائم تحل محل أحلامه. والده كان دوماً يحذره من التمادي في أحلامه ويرى أن المجتمع منقسماً وأن لا شيء سيغير من حالته تلك. ونرى في النهاية كيف يقرر العودة مع زوجته إلى يوغسلافيا إلى مجتمع أقل سعياً وراء التغيير أو تحقيقاً له٠
في نظرته الشاملة لتلك السنوات المتعاقبة يلمس المخرج دلالات تاريخية (حرب فييتنام في البداية، الهيبيون وثقافة المخدرات في المدينة مع بداية السبعينات) لكن أهم ما يتعرض عليه دون أن يظهره هو اغتيال جون ف. كندي. وهناك المشهد الذي نرى فيه والد العروس (جيمس ليو هيرليهي) يسحب مسدسه وسط الاحتفال ويصوبه بأحكام ناحية ابنته الواقفة مع عريسها على الشرفة ويطلق عليهما النار يتم ـ زمنياً ـ في الستينات، ذات فترة الاغتيالات التي عادت للمسرح السياسي الأميركي وكان ضحيتها جون كندي (الذي عمل آرثر بن معه في حملته الانتخابية) وشقيقه روبرت ثم الزعيم الأسود مارتن لوثر كينغ. الإحتفال، الوقوف على الشرفة، اجتياز الحاجز بين الفقر والثرى وعملية القتل كلها تمثل الاغتيال السياسي القابع في خلفية رأس آرثر بن وهو ينفذ هذا المشهد٠
هذا المشهد وطروحاته بالإضافة إلى كل طروحات الفيلم الاجتماعية يمثل الجانب السياسي في سينما آرثر بن التي ميّزت كل أعماله حتى تلك التي لا تبدو في وهلتها الأولى كذلك. لكن ـ كعادة تلك الأفلام ـ يفصل «بن» بين الطروحات والعمل الماثل على الشاشة، والفاصل عادة هو ما يستطيع المتفرج استخلاصه وفهمه مما يحدث، ومفاتيح الصلة بين المشاهد وأبعداها غالباً ما يتماثل على شكل الاهتمام بالواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للفترة التي تدور فيها الأحداث (أفلام آرثر بن حول الغرب الأمريكي) «رجل صغير كبير»، «استراحات ميسوري» و«المسدس الأيسر» فيها من نوايا التحقيق الاجتماعي حول تلك الفترة من الحياة الأميركية أكثر ما في كل أفلام عدد من المخرجين الأميركيين الذين تخصصوا في أفلام الغرب)٠
بن ما زال يواجه اهتمامه إلى الممثلين ويختار أفضل النماذج الممكنة. في ذات الوقت ينسج معالجة هينة وممتعة ولو أن بعض أفلامه وهذا أحدها، يبقى بعيداً عن توخي عناصر إضافية تضمن نجاحه. الموضوع ذاته كان يمكن أن يصير فيلماً تجارياً يعجب الجيل الجديد والجيل السابق فيما لو نفذه مخرج ما على هيأة «داينر» و«أميركان غرافيتي»، لكن بعضاً من قيمة هذا المخرج الكبير أنه ليس كالآخرين وأنه مع كل موضوع لا بد أن يكون له معالجة مختلفة يرتكز عليها ليصنع عملاً أجدى وأفضل٠
Target ***
Arthur Penn إخراج: آرثر بن
تمثيل: جين هاكمان، مات ديلون، جايل هانيكات، راندي مور٠
الولايات المتحدة- 1985
تشويق | قبل موجة الأفلام التي تدين السي آي أيه أنجز بن هذا الفيلم عن الوكالة الأميركية كخطر يحيق بالعائلة الأميركية٠
Review n. 179
عندما قرر آرثر بن العودة إلى السينما بعد انقطاع أربع سنوات منذ أن قدم «أصدقاء جورجيا» (أو «أربعة أصدقاء» أعلاه)، قَبِل هذا العرض من المنتجين رتشارد زانوك وديفيد براون لسببين: الأول هو أنه كان يريد أن يقول لهوليوود أنه ما زال موجوداً (كما صرح في مقابلة) والثاني أنه كان دوماً يتمنى تحقيق فيلم له حبكة من المطاردات والتشويق ولو لم يكن تماماً على غرار «بوني وكلايد» الذي أخرجه قبل 19 سنة٠
السيناريو وفر أرضية مناسبة: زوج يبحث عن زوجته المخطوفة بمساعدة ابنهما الشاب في مغامرة تنقلهما من الولايات المتحدة إلى فرنسا ثم إلى الألمانيتين (آنذاك) ليكتشف الزوج، وهو عميل سابق للمخابرات الأميركية، أنه سقط في فخ منصوب له من قِبَل أشخاص في الوكالة ذاتها وذلك تبعاً لسيناريو كتبه هوارد برك ودون بيترسون. ورغم تلك المهارة الكبيرة التي دوماً غلفت أعمال بن، وتلك الكيفية الشاملة التي طالما عالج بها مواضيعه، ما يجعل من «هدف» أكثر من فيلم مطاردات وحركة قوبل الفيلم بفتور الأميركيين حيال الموضوع بأسره وعلى نحو غير متوقّع. ربما السنوات الأربع التي مرّت على بن بلا عمل شهدت أكثر مما توقّع من تغيّرات على صعيد المستوى الجماهيري. نقدياً، ووجه بردات فعل سلبية من معظم النقاد الغربيين الذين يعتقدون أنه إذا لم يكن الفيلم الجديد لأي مخرج بمستوى أفضل أعماله السابقة، فإن هذا يعني فشله أو رداءته. «هدف» ليس بأهمية «بوني وكلايد» و«المطاردة» و«رجل صغير ـ كبير»، لكن لا يقل جودة عنها، ولا تخفق أبعاده في إثارة الذهن وحثه على التفكير كما فعلت تلك الأفلام حينها٠
الوضع الذي يوفره بن لمتفرجيه هو التالي
زوج محب (هاكمان) يحاول التقرب من ابنه الشاب (ديلون) دون جدوى، فالتباعد بين الأجيال حاصل بينهما، لكن الإنسانة الوحيدة التي يكترث لها كلاهما هي الزوجة والأم (هانيكات) التي خُطفت في زيارة لها في باريس. هنا تلتقي مصلحة عليا وهي التي توفر لاحقاً عملية ردم تلك الهوة بينهما. بن يرسم خطوطاً غير مسطحة حالما تطأ الكاميرا الأرض الأوروبية. قبل ذلك لم يمتنع عن التمهيد للأحداث الكبيرة برسم ملامح الحياة العائلية في مدينة صغيرة من المدن الأميركية. هنا نحن أمام عائلة ليس فيها ما يميزها عن غيرها، بل وإيقاع ذلك الفصل الواقع في وطن تلك العائلة (نحو ربع ساعة) يتدرج في يسر كأنما هو جزء من حلقة تلفزيونية. الأمر الوحيد الهام فيه هو رصد التباعد الحاصل بين الأب وابنه، وهو رصد طالما قام به بن في شغف مخصصاً له فيلمين هما «مطعم أليس» و«أربعة أصدقاء»٠
حالما يصل الفيلم إلى أوروبا يسير الفيلم سريعاً على خطين متوازيين. الخط الأول بوليسي (بمعنى وجود جريمة واحتمال وقوع جرائم أخرى) ـ تشويقي على غرار ما ورد في النص الأصلي للعمل، والثاني اجتماعي/ أسروي هو الخط الأبعد من الفيلم والذي يعطيه ثقله النوعي. هنا يصل الابن إلى أرض الأحلام. إنها رحلته الأولى خارج الولايات المتحدة، ومثل كل السفرات الأولى في حياة المرء الراشد، يفتح عيناه على كل جديد يراه ويعمل ذهنه سريعاً في محاولة لاستيعاب كل ما يمر عليه من مشاهدات أو أحداث. إلى جانب هذه البدهية، يكتشف الشاب حقائق لم يكن يعرفها عن والده، وهذه الاكتشافات ترد بمثابة مفاجآت الرحلة، فهو لو تخلف أو لم يضطر وهو ووالده للسفر، لما وقف على تلك الحقائق. لقد علم أن الأمر أخطر مما تصور وحادثة المطار، ثم حادثة أخرى قريباً من الفندق الذي نزل فيه مع والده جعلاه يوقن أن في الأمر ما هو أبعد من قضية خطف. لاحقاً يقع تطور آخر عندما يعلم من والده، وتحت إلحاحه هو، إنه كان عميلاً للسي آي إيه. ردة الفعل السلبية تجاه النبأ لم تمنعه من الاستمرار في اندفاعه لمؤازرة والده، وإذ يستمع إلى والده وهو يخبر صديقة قديمة بأنه (الوالد) يتمنى لو كانت لديه حياة موازية لا تمس حياته الحالية، يعمل على محاولة شق طريقه بين حياتين واحدة موجودة والأخرى متمناة٠
هذه التعرجات الجميلة تزيد من ثقل الموضوع وتحول دون وصوله إلى المتفرج كمجرد شريط مغامرات، علماً بأنه على صعيد المغامرات فيه يكاد لا يشكو من أية نقاط ضعف. بن يبقي الإيقاع حياً، والمفاجأة مستمرة، يستخدم المطاردات في تكوين هزلي شبه سوريالي في ذات الدرجة التي يمضي فيها بعيداً في جدية معالجة تلك المشاهد. شيء من جنون الحياة ومفاجآت أرض الأحلام وتشابك هندسة المدن ينتمي إلى بونويل، والمعظم من المواقف فيه حس هيتشكوكي. في الحالتين ليس من باب التقليد، بل من باب تدفق الأحداث المتسارعة. هذه الأحداث المتلاحقة ذاتها تضيف إلى مشكلة الشاب الكامنة في البحث عن هوية وبن على حق حين يقول في أحد تصريحاته: " ذكرني ذلك الضياع بحالة صارت أكثر تكراراً في الولايات المتحدة، فالشهود المجهزون أو المتطوعون للشهادة ضد المافيا أعطوا هويات جديدة وحياة جديدة ضماناً لسلامتهم، لكن كم منهم ما زال يشعر بأنه هو ذاته الإنسان السابق؟"٠
بن ـ بعدما غابت الزوجة/ الأم عن الساحة إلى نهاية الفيلم يجد كذلك المجال للحديث عن الأب. ذلك الرجل الذي عمل مع المخابرات المركزية كرجل عمليات ثم عاد إليه الماضي على شاكلة انتقام من بعض من شاركوه المهمات بالأمس (بما في ذلك من إدانة للجهاز نفسه). إنه يدفع اليوم ثمن ما قام به بالأمس. مهدد (بزوجته) ومنتقل بقطار يعود به إلى الأمس خاصة حينما يقابل صديقته القديمة مع ما يشهده ذلك اللقاء من ذكريات ومناجاة. إلى جانب تصويره في وضع دقيق، كأب وكإنسان، هو تجسيد للمواطن المؤيد لنظامه (ممثل هنا بجهاز المخابرات) والواقع ضحية له في ذات الوقت. هذه الازدواجية هي من اللمحات العصرية الأخرى التي لا تغيب عن بال المخرج والتي يربطها في عنق ما يدور. بن يذهب إلى حد إدانة السي أي إيه، فالرئيس المسؤول فيها هو القاتل، المختطف والخائن. وأعماله ـ أو أعمال أمثاله ـ هي التي تقضم من حياة الأميركيين ربما أكثر مما تفعل مخابرات العدو، كما يقول الفيلم٠
براعة بن هي في أن المرء يكاد لا يصدق أن كل هذا الفحوى يخرج من فيلم ظاهره حكاية مطاردات وأعمال تشويق وجاسوسية على الطريقة القديمة (طريقة أفلام الخمسينات والستينات)، لكنه بن الذي نتحدث عنه والذي قد يقبل بفيلم لا يرقى إلى أعماله الأخرى الكبيرة، لكنه لا يقبل بأن يكف عن الشغب بسببه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
All Rights Reserved- Mohammed Rouda ©2007- 2010٠
0 comments:
Post a Comment