نتائج الأوسكار وبعض خفاياه


 دل تورو ومكدورمند وأولدمان في عداد الفائزين
التشيليون احتفلوا بفوزهم واللبناني انضم لمن لم يفز

لوس أنجيليس - محمد رُضـا

جاءت جوائز الأوسكار في حفلتها التسعين كما توقعناها هنا غالباً. لكن هذا لا يعني أنها كانت مثار ضجر أو ملل، أو أنها خلت من المفاجآت.



الواقع هو أن الأفلام التي تسابقت على ذلك التمثال الذهبي الأيقوني الشهير كانت من التنافس بحيث أن أي منها حصد توقعات المراقبين بفوزه وكان، لو خرج بالأوسكار، لعبّـر عن جمهور عريض من المحبذين والمتوقعين. كذلك الحال في سباقات المهن الأخرى من الكتابة إلى التوليف الصوتي ومن التصوير إلى تصميم الملابس مروراً بالموسيقى والغناء وتصميم المناظر وسواها.

مضامين جائزة وجاهزة 
رغم ذلك، ولأنه لا يوجد فوز من دون خسارة على الجانب الآخر، فإن فوز بعض الأفلام  والسينمائيين خسارة للغالبية خصوصاً تلك التي وجدت نفسها محمّـلة بالتوقعات ما رفع أسهمها وأحلامها لأعلى نقطة في تاريخ حياتها.
ومن مسافة آمنة، يمكن القول أن ما حدث مع زياد الدويري وفيلمه «الإهانة» هو تحديداً ما نقوله هنا. بمراجعة نقاد المواقع المختلفة، سينمائية وسواها، نجد أن النسبة الأعلى منها توقع أن يخرج هذا الفيلم اللبناني بأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وهو الأمر لذي لم يقع. بذلك حملت رياح الأمنيات بالون التوقعات عالياً قبل أن يتبدد كل شيء بإعلان فوز الفيلم التشيلي «إمرأة رائعة» بذلك الأوسكار. والمفارقة هي
أن الفيلم التشيلي هو أول فوز للسينما التشيلية في تاريخ الأوسكار، ولو فاز الفيلم اللبناني لكان أول فوز للبنان (ولأي بلد عربي) بالأوسكار أيضاً.



المفارقة الثانية هي أن  السينمائي الأفرو- أميركي الوحيد الذي اعتلى المنصّـة لاستلام أوسكاره هذا العام هو المخرج جوردان بيل كأفضل «كاتب سيناريو أصلي» (أي غير مقتبس) وذلك على عكس السنوات القريبة التي تعدد فيها استلام أفارقة- أميركيين أوسكارات في التمثيل والإخراج خصوصاً. وهذا الفوز هو أول فوز لسينمائي أسود في سباق السيناريو في التاريخ.
طبعاً هناك استثناء بسيط سبق ذلك عندما اعتلى رجلان، أحدهما أبيض والآخر أسود لاستلام أوسكار مشترك في مسابقة «أفضل فيلم رسوم قصير» وهو أول فوز لكرتوني أفرو- أميركي أيضاً وإن كان هذا الظهور مزدوجاً ولا يرد في إنجاز منفرد ورئيسي كالحال مع مسابقة أفضل سيناريو أصلي.
هنا لابد من الإشارة إلى أن الفيلم صغير نسبياً وكان يمكن له أن يتسلل إلى العروض التجارية ثم يتسلل  خارجاً منها من دون كثير اهتمام لولا عنصرين: النقاد الذين التفوا من حوله وأنقذوه من معاملة اعتيادية  والآلة الإعلامية الكبيرة للشركة المنتجة يونيفرسال التي عملت على ترسيخ وجود الفيلم عبر محتوى مضمونه حول العنصرية.
هذا مهم، لأن المسألة العنصرية كانت حاضرة في  أربعة أفلام هي «غت آوت» و«ثلاث لوحات خارج إيبينغ، ميسوري» و«مدباوند»، وهذا الأخير لم ينجز أي نجاح خصوصاً في المسابقات الثلاث التي دخلها وهي أفضل ممثلة مساندة وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل تصوير وأفضل أغنية مكتوبة خصيصاً.


كون «مدباوند»، وهو فيلم جيد بمعايير قصوى، لم يكن ضمن الأفلام التسعة التي تنافست على أوسكار أفضل فيلم، فإن الخسارة هنا هي في هذه المواضع فقط وبعضها طفيف. كذلك هي خسارة محدودة بالنسبة لبعض هذه الأفلام التسعة (مثل  «لايدي بيرد» و«ذا بوست») كونها لم تشهد احتمالات مرتفعة منذ البداية.
الرابح الأكبر لهذه الليلة كان «شكل الماء» كونه نال أهم جائزتين يطمح كل مخرج الحصول عليهما: أوسكار أفضل فيلم متبوعاً بأوسكار أفضل مخرج. في المقابل، وجد «ثلاث لوحات خارج...» نفسه وقد خسر الموقعين كذلك «دنكيرك»، لكن «دنكيرك» عوّض شيئاً من هذه الخسارة بتسجيل نجاحاته في المحافل التقنية فخرج بثلاث أوسكارات في التوليف (Film Editing)  وفي «المزج الصوتي» (Sound Mixing)  وفي «التوليف الصوتي» (Sound Editing) وهي مستحقة بكل تأكيد وإن كانت لا تمنح مخرج الفيلم كريستوفر نولان إلا شعوراً نسبياً بالفوز.
الفوزان الوحيدان لفيلم «ثلاث لوحات...» كانا في حقل التمثيل إذ نالت بطلته فرنسيس مكدورمند   أوسكار أفضل ممثلة بعد منافسة قوية من سالي هوكينز، بيما خرج سام روكوَل بأوسكار أفضل ممثل مساند عن دوره في ذلك الفيلم.
في نطاق التمثيل الرجالي الأول ذهب الأوسكار، وكما توقعنا هنا أيضاً، للممثل غاري أولدمان عن «الساعة الأدكن» ومنافسه الأول في هذه المسابقة كان مواطنه البريطاني دانيال-داي لويس. بينما فازت أليسون جاني فازت بأوسكار أفضل ممثلة مساندة عن دورها في «أنا، تونيا».
«نادني بإسمك» حظى باهتمام لافت بين النقاد والمريدين لكنه اكتفى بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس استلمه البريطاني جيمس أيفوري. بذلك هو أكبر مستلمي الأوسكار سناً إذ يبلغ من العمر الآن 89 سنة ولم يسبق له أن فاز بالجائزة عن أي من أعماله السابقة.
ولم يخب رجاء مدير التصوير روجر ديكنز ففاز بأوسكار أفضل تصوير عن «بلايد رانر 2049» بعد ثلاثة عشر محاولة فاشلة سابقة لاستحواذ هذا التقدير.
ولو خرجنا من تعداد الأسماء والعناوين إلى لغة الأرقام لتبين أن «شكل الماء» حصد 4 أوسكارات وبذلك نال العدد الأكبر منها يليه «دنكيرك» بـ 3 أوسكارات، كما أوردنا ثم أوسكاران إثنان لكل من «الساعة الأدكن» و«ثلاث لوحات..» والفيلم الكرتوني الطويل «كوكو». 

==========================================

قائمة الفائزين
الأفلام
أفضل فيلم: The Shape of Water
أفضل فيلم أجنبي: A Fantastic Woman (تشيلي)
أفضل فيلم تسجيلي طويل: Icarus
أفضل فيلم تسجيلي قصير: Heaven is a Traffic Jam on the 405
أفضل فيلم أنيميشن طويل: Coco
أفضل فيلم أنيميشن قصير: Dear Basketball
أفضل فيلم قصير: The Silent Child

السينمائيون
أفضل مخرج: غويلرمو دل تورو عن The Shape of Water
أفضل ممثلة: فرنسيس  مكدورمند عن: Three Billboards Outside Ebbing, Missouri
أفضل ممثل: غاري أولدمان عن Darkest Hour
أفضل ممثلة مساندة: أليسون جاني عن:  I, Tonya
أفضل مماثل مساند: سام روكووَل عن Three Billboards Outside Ebbing, Missouri

ميادين فنية:
أفضل سيناريو أصلي: جوردان بيل عن  Get Out
أفضل سيناريو مقتبس: جيمس آيفوري عن Call Mr By Your Name
أفضل تصوير: روجر ديكنز عن Blade Runner
أفضل مؤثرات بصرية: جون نلسون وبول لامبرت ورتشارد هوفر عن  Blade Runner 2049
أفضل توليف: لي سميث عن  Dunkirk
أفضل موسيقى: ألكسندر دسبلات: The Shape of Water
أفضل تصميم مناظر: بول دنهام أوستربيري عن The Shape of Water
أفضل تصميم ملابس: مارك بردجز عن Phantom thread
أفضل تصميم شعر وماكياج: كازوهيرو تسوجي وآخرون عن Darkest Hour
أفضل مزج صوتي: مارك واينغارتن وآخرون  Dunkirk
أفضل مونتاج صوتي: رتشارد كينغ وأليكس غيبسون  Dunkirk
أفضل أغنية مكتوبة خصيصاً: Coco




0 comments: