Film Reader

شاشة الناقد

The Death of Stalin

موت ستالين

•  إخراج: أرماندو أيانوتشي

•   كوميديا | بلجيكا/ فرنسا 2017

•  تقييم:   ★★★

| نقد: محمد رُضا

لم يترك الدكتاتور جوزف ستالين (1878-1953) محباً له أو معجباً به أو من يود الدفاع عن حكمه الذي كلّـف الإتحاد السوفييتي ملايين القتلى من المدنيين قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها من دون تعداد من مات خلالها. هو الذي قال،  ربما لتبرير أفعاله التي حطت على المزارعين كقدر غاضب «موت فرد واحد مأساة، موت الملايين مسألة إحصائية».

لكن فيلم أرماندو إيانوتشي ليس أكثر من ملهاة ساخرة لا تشبع النهم في مشاهدة فيلم واقعي عن تلك الفترة غير ما سبق هذا الفيلم من أفلام بروبوغاندا مؤيدة (سوفياتية) أو معادية (غربية). يجيد المخرج، في غمار تحقيق عمله كملهاة ساخرة، إصابة أهدافه الإنتقاديمة وحدها. أما صعيد بلورة عمل جيد في مناحيه الفنية فإنه لا يعدو أكثر من مشاهد متواردة سياقها الوثيق، مع  بعضها البعض، ضعيف. على ذلك يعالج المخرج مادته (المقتبسة عن رواية مصوّره منشورة لفابيان نوري وتييري روبِن) بإيقاع سريع وبمعالجة «باروكية» تساعد الفيلم على تجاوز ضعفه.

في مشهد قريب من البداية، يسقط ستالين (أدريان مكلوفلين) على الأرض بينما كان يستمع لموتزار مصاباً بنوبة قلبية. فريقه من المسؤولين يلتقون في مكتبه. أول الواصلين رئيس الإستخبارات في عهده (سيمون راسل بيل) يليه نائب ستالين مالنكوف (جفري تامبور) ونيكيتا خروتشوف (ستيف بوشيمي). 

هؤلاء وغيرهم سينصرفون من تلك اللحظة وما بعدها لتداول الوضع في غياب ستالين المفاجئ، مع رغبة البعض السريعة في خلافته وبأسرع ما يمكن. هذا يخلق توتراً بين الجميع ومناسبات لمواقف كوميدية حوارية كما سلوكية. وفي هذا الإطار يستفيد المخرج من جهود ممثليه البريطانيين والأميركيين ومواهبهم ويمنحهم الفرص المختلفة لإبداء  ذلك عبر أداءات تقرّبهم من مفهوم المسرح وبل تقرّب الفيلم ذاته من ذلك المفهوم.

المادة التاريخية في الفيلم مستوحاة من الأحداث الفعلية التي وفعت في الأيام القليلة اللاحقة لموت ستالين، لكن تم تزويدها بما يجب من مغالاة وتنميط كاريكاتوري للعبة الإحتكار التي خاضها الجميع، خصوصاً رئيس الإستخبارات والسكرتير العام للحزب الشيوعي خروتشوف. الأول يبدو هنا جشعاً ومهدداً لسلامة البنية الوطنية أكثر منه سياسياً فذاً. خروتشوف، الذي اعتلى منصة الرئاسة بالفعل، على عكسه. وتمثيل بوشيمي له من أفضل ما يرتسم على الشاشة هنا، إن لم يكن أفضله فعلاً.

يخرج الفيلم، صدفة أو قصداً، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة الروسية- الأميركية أخفض مستوى لها منذ عقود. الجميع ينفي أنها الحرب الباردة من جديد، لكن المؤشرات، ومن بينها عدد من الأفلام الأميركية والغربية، تشي بعكس ذلك وهذا الفيلم من بينها.